Skip to main content

Full text of "مثنوي مولانا جلال الدين الرومي للشاملة"

See other formats


ه 0 ١ ٠‏ ىك 


الكتاب الثانى 


ترجه وشرحه وقدم له 
دكتور 


١54‏ ه 
/1 م 


مقدمة 
المثنوى المعنوى 
هدية القرون 


-١‏ لعله من قبيل الإلهام من مولانا أنه لم يختر اسم معيناً لعمله هذا » واختار اسم 
الشكل الشعرى الذى وضعه فيه » والذى يتكرر فيه حرف الووى فى كل شطرة 
ويتغير من بيت إلى بيت ٠»‏ بشكل يتناسب مع طول الكتاب المفرط»ء ومن ثم فأغلب 
المنظومات الطويلة فى الأدب الفارسى (مثل الشاهنامة للفردوسى وحديقة الحقيقة 
لسنائى ومنظومات العطار) وضعت فيه» وأغلب هذه المنظومات فى بحر الرمل 
المسدس (فاعلاتن فاعلائن قاعلن)» وهو بحر سهل فى موسيقاه» قابل للغناء ٠»‏ مقبول 
للحافظة يصلح كثيرا للشعر التعليمى » وفى ذات الوقت يتناسب تمام التناسب مع 
الهياج العاطفى والوجد والحال . وعلى طول المثتنوى يذكره مولانا بهذا الاسم 
ويضيف أحياناً لقب (المعنوى) عليه » فكأنه كان يريد من البداية أن ينبه القارئ أن 
يبحث فيه عن المعنى » وكثيراً ما ذكر فى ثنايا المثنوى أن المعنى هو البر أو القمح: 
وأن الحكايات مجرد قش يحتوى على هذا القمح » والعالم وكل ما فى العالم عند 
مولانا صورة ومعنى ء والمعنى هو الذى يجب أن يكون مطلوبا » وإن لم تكن هناك 
مندوحة عن التعمق فى الصورة من أجل الوصول إلى المعنى . 


- ومن العسير كما تقول أنا ماريا(١).أن‏ نحدد متى بدأ مولانا فى نظم المثتدنوى» 
والمظنون أن حسن حسام الدين صار ملهماً ورفيقاً لمولانا جلال الدين بعد وفاة 
صلاح الدين زركوب مباشرة(')» لكن التاريخ الذى يقدمه عبد الباقى كولبنارلى يبدو 
أقرب إلى الصحة7) . ويرى أن المثنوى كما تدل إحدى حكايات الكتاب الأول 
(البيت رقم 75154 بالذات) كتب بينما كانت الخلافة العباسية لا تزال موجودة على 
سدة الحكم » وتقبل أنا ماريا كما يقبل كولبنارلى أن الكتاب الأول من المثنوى تم 
نظمه ما بين عامى 1755/1564 1754/6559 ء وهناك إشارة أيضاً فى ديوان 
شمس إلى هجوم المغول على أنحاء قونية تؤيد هذا الرأى(؛) . وتحمل الغزلية اسم 
حسن حسام الدين » ومن ثم يمكن القول أن حسن حسام الدين كان قد التقى بمولانا 
قبل وفاة صلاح الدين زرين كوب بفترة طويلة . وتجمع المصادر القديمة على أن 
المريدين كانوا يقرأون قبل إملاء المتنوى " حديقة الحقيقة " لسنائى الغزنوى و" منطق 
الطير " و " مصيبت نامه " للعطار ء وللكتاب الأول بالذات تأثير لا ينككر فى 
المثنوى(2) . وذات ليلة طلب حسن حسام الدين من مولانا كتايا على نسق الحديقة 
وعلى وزن منطق الطير " لكى يصبح مؤنسا لأرواح العاشقين والمتألمين » ولكى لا 
يشغل الرفاق بالغير" وفى الحال أخرج مولانا طوماراً من عمامته وسلمه لحسام 
الدين» وكان يحتوى على الأبيات الثمان عشرة الأولى من المثنوى . وقال : يا حسام 


)0( شكوه شمس .ا ص /اه-مت . 

)م( (أنظر مقدمة الكتاب الأول) 

(5) مولانا جلال الدين ؛ ترجمة توفيق سبحانى » ص ٠١5‏ وما بعدها . 
(5:) غزل رقم ١1859‏ . صص 534-1917 من ديوان شمس . 

(5) أنظر مقدمة ترجمة حديقة الحقيقة لكاتب هذه السطور 


الدين من بعدها أنا أنظم وأنت تكتب(١)‏ . على كل حال فعلينا ألا نقبل رواية بداية 
نظم المثنوى سنة 1665 ه/70"5١‏ على عواهنها » فبغداد والخلافة ظلتا فترة طويلة 
موضع احترام بعد سقوطهما » ونميل أكثر إلى قبول ما قاله عبد الحسين زرين كوب 
من أن بداية نظم المتنوى كانت سنة 558 عندما أصبح حسن حسام الدين أكثر 
التصاقا به وبعد وفاة صلاح الدين زركوب(') وليس أدل على ارتباط نظم المثتدنوى 
بحسن حسم الدين مما ورد فى افتتاحية الكتاب الثانى من المثنوى» إذ يشكو مولانا 
من تأخر بداية الكتاب الثانى لأسباب منها وفاة صلاح الدين زركوب ووفاة زوجة 
حسن حسام الدين7) وينص مولانا على أنه بدأ الكتاب الثانى سنة 577 هاء وكان 
حسن حسام الدين قد نصب رسمياً خليفة لمولانا جلال الدين سنة 531 ه . وفيما 
عدا بداية تاريخ نظم المثنوى وبداية تاريخ نظم الكتاب الثانى » فإن الأجزاء الأربعة 
الأخيرة بإجماع الباحثين قد تم إملاؤها دون توقف وحتى نهاية الجزء السادس الذى 
تم فى فترة مرض مولانا جلال الدين!؛) . وقد ناقش فروزانفر قضية الكتاب السابع 
على المثنوى وأنكره تمامأ » على أنه ملئ بالأخطاء اللغوية ولا يوافق لغة مولانا 
وأسلوب بيانه ومستواه الفكرى ولا يصل إلى مستوى أى جزء من أجزاء المتدنوى 
الستة » فضلا عن تناقض كثير مما ورد فيه مع ما ورد فى الأجزاء الستة » ويحتوى 
على ألفاظ لم ترد فى الستة» وفضلا عن كل ذلك فإن أحدا من المتقدمين والمتأخرين 


٠؛#‎ ٠١ص.» مناقب العارفين‎ )١( 
. 7” اج 5 0 155348 ا ص‎ ١ عبد الحسين زرين كوب : سرنى جا‎ (0 
من الكتاب الثانى‎ 7-١ (؟) الأبيات‎ 


)5( أنا ماريا : 8+ ٠‏ فروزانفر: ١517‏ » كولبنارلى: /ا5”»” ٠»‏ زرين كوب: ؟7 . 


لم يقل بجزء سابع للمثنوى» اللهم إلا الشيخ إسماعيل الأنقروى أحد شراح المتنوى 
الكبار» الذى رأى أبياتاً زائدة فى نسخة مكتوبة سنة 8154 ه وحدس أنها الجزء 
السابع من المثنوى(١)‏ . 

وبالنسبة لعدد أبيات المثنوى فقد ظلت النسخة التى نشرها نيكلسون نسخة 
معتمدة لكل الباحثين فترة طويلة من الزمن ٠»‏ ولا تزال هكذا عند أغليهم» لكنى هنا 
فى ترجمتى هذه اعتمدت على نسخة محمد استعلامى » وعدت أيضا إلى النسخة 
المصورة عن مخطوطة قونية (التى نسخت سنة 578 أى بعد وقأة مولانا بست 
سنوات فحسب) وتحتوى نسخة نيكلسون على ”7555 الف بيت + بيتما التنسخة 
المترجمة هنا تحتوى على 705454 الف بيت فضلا عن يضع مئات من الأبيات 
زيدت من نسخة محمد تقى جعفرى» ولأتها توضح غوامض النتص فى بعض 
أجزائه أثبت ترجمتها فى ترجمة هوامش النص» ومن ثم لا تقل التسخة التى بين 
أيدينا عن ثمانية وعشرين الف بيت . 
-٠‏ ومن الواضح أن نظم المثنوى كان يتم عفو الخاطر » فلم تكن هناك خطة معينة 
يسير مولانا على تهجهاء ومن العسير أن نشير إلى موضوع تحدث عنه مولاتا 
حديثاً واحدا حتى أتمهء ثم انتقل إلى موضوع آخر » فهو يجمع شتات أفكار معينة» 
يصبها صبأ معتمدا على توارد الخواطر » ولا شك أن الجلسة التى كان يملى فيها 
المثنوى- وبعضها كان من الواضح أن كتيرين يحضرونها غير حسام الدين- كانت 
تسيطر بعض السيطرة على تدفق الأفكار وسيرها » وكانت أحوال مولانا جلال الدين 


. 151١ -05١695 صص‎ ٠ فروزانئفر : زندكائى‎ (0) 


النفسية والجسمانية ذات تأثير »)١(‏ لكن الذى يثير الدهشة أن هذا الكتاب الذى ظل 
لفترة طويلة يعتبره كثير من الباحثين كتاباً تعليمياً يتميز بكل هذا التدفق والوجدء ولا 
يقل فى بعض أجزائه عن أكثر غزليات ديوان شمس هيجاناً ووجدا » فضلا عن تلك 
الروح الجماعية المسيطرة عليه » وهذا التفاهم الذى يصل إلى درجة الهيام بين 
الشاعر والمتلقى » وهذا الحضور الدائم للمتلقى بحيث يلقى مولانا على نفسه الأسئلة 
التى قد تعن للمستمع أو الحاضر ثم يجيب عليها(")» هذا الإحساس الدائم بالمستمع 
كان يكبح جماح الاسترسال فى غوامض العالم العرفانى » وينقل مولانا من أكثر 
أفكاره سحوا وعمقا إلى التعبير الهازل الذى يتوسل بالقصص الجنسية فى يعض 
الأحيان » والذى يحذر مولانا من اعتيارها هزلا فهى الجد كل الجدء كان مولانا يعلم 
أن من بين مريديه الأمى والجاهل والعامل والراعى والفلاح » وكان يريد أن يوصل 
أفكاره مهما تدنى فى ضرب الأمثلة ومستويات التعبير(') ويعتبر السامع شريكاء فإن 
الله يلقى الحكمة على ألسنة الواعظين يقدر همم المستمعين » وحماس المعلم من جد 
الصبى المتكلم؛) هذه الحركة المستمرة بين الشاعر والمستمع » وهذا الحضور 
المستمر لا يوحى أبدأ بأن المثنوى منظوم من أجل حسن حسام الدين فحسب » أو 
قبول رواية الأفلاكى(*) بأن حسن حسام الدين كان يلازمه فى حله وترحاله » فى 


)١(‏ فى نهاية الجزء الأول يتحدث عن لقمة سدت طرتيق الفكر بحيث أصبح مشربآ بالتراب والكدر 

(؟) على سبيل المثال لا الحصر الأبيات 7577 وما بعدها من الكتاب الثانى . 

(؟) يصور فى الكتاب الثانى أن المريد طفل والشيخ أب والأب عند مخاطبته لطفله ينزل إلى مستواه حتى ون 
كان ذلك الأب عالم الكون ؛ الأبيات 5 58017-,59” . 

(5) الكتاب السادس الأبيات 1759-9551 . 

(5) «زنوبا. 


البيت وفى الزاوية وفى السوق » وفى الحمام مستعداً لكتابة ما يعن لخاطر الشيخ » 
فمهما قال مولانا عن حسن حسام الدين أنه أنه الجاذب للمثنوى » وأنه ببركته ... إلى 
آخره » فليس من المعقول أن يكتب هذا السفر من أجل مريد أيا كان هذا المريد» ولا 
حتى من أجل مريديه ومن أجل أهل زمانه » فقد كان مولانا يحس أنه يكتب من أجل 
القرون - أو بتعبيره يقدم هدية للقرون-- ومثل هذه الشخصيات الفذة تظهر فى 
مرحلة من مراحل تاريخ أممها » فتحس أن ثمة مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقها هي 
حفظ تراث ما للأجيال القادمة » نفس الإحساس الذى كان عند الفردوسى الطوسى 
عند نظمه للشاهنامه » وعند الغزالى عند كتابته لإحياء علوم الدين » وعند سنائى عند 
نظمه لحديقة الحقيقة » وكان مولانا يحس بوطأة الهجوم المغولى وما يسببه من دمار 
لركائز الثقافة الإسلامية الحقيقية » والرواية التى تروى عن بداية نظم المتدوى - 
حتى وإن كانت رواية- ذات دلالة حقا » فمجرد أن سأله حسن حسام الدين كتابة 
منظومة للطريقة » أخرج بدايتها من عمامته » أى كان قد بدأ فيها قبل أن يسأله 
حسام الدين » وثمة نقطة أخرى ينبغى ذكرها هناء وهى ذات دلالة » أن أجزاء 
المثنوى تتدرج تتدرجاً صعوديا من ناحية السهولة والسلاسة» فبينما يتسم الكتابان 
الأول والثانى بقدر كبير من الصعوبة وغموض المعانى فى بعض أقسامهما » تبدأ 
السهولة والسلاسة الحقيقة من الكتاب الثالث » ترى ما هي دلالة هذه الملحوظة التى 
لم يلحظها أحد من الباحثين من قبل ؟! إن مولانا كان يحس أن الأجيال الآتية قد 
تكون غريبة عن أسس هذا العمل » ومن ثم كانت السهولة والوضوح هدقف قريباً له 
فضلاً عن خضوع البيان الشعرى له بتقدمه فى المثنوى وهو ما سنناقشه فيما بعد . 

؛- هل من المعقول أن يكون المتنوى كتاباً تلقائياً ينظم فى جلسات المريدين وهو 


يعتمد كل الاعتماد على تراث العرفان من قبله ؟!! ألم يكن ثم استعداد بالقراءة » حتى 
فى تلك اللحظات التى يفرغ منها من الزاوية ومن الحياة اليومية ؟!! أم علينا أن نتفق 
مع الباحثين بأنه أتم فترة استعداد من القراءة والتثقيف والدرس قبل أن يبدأ فى نظم 
المتنوى بحيث تجلت قراءاته وثفافته كلها فى المثشوى ؟! وعندما نطالع التراث 
التقافى المنصب فى المثنوى لا يمكن أن نصدق أن هذا التأثر قد تم عفو الخاطر 
ودون خطة مسبقة؛ وبخاصة إذا وضعنا فى الحسبان الحجم المهول لهذه الثفافة 
ومدى تجليها فى المثنوى . وأول ما نلاحظه من مؤثرات فى المتنوى تلك الأعمال 
التى ألفت فى محيط أسرته » " المعارف " لوالده يهاء ولد والمقالات لشمس الدين 
التبريزى» فكشثير من تعبيرات المعارف ذات المنحى الصوفى وكثير أيضا من 
تعبيرات شمس الدين وحكاياته فى مقالاته » نظمت فى المثنوى كما هى » أو بقليل من 
التفصيل الذى يوافق التدفق المولوى . وهناك شاعران آخران يطرحان نفسيهما فى 
المثنوى ويمثلان حضورا شديد الوضوح : سنائى و فريد الدين العطار . والشاعر 
الأول بالذات يمثل رافدا من الروافد الرئيسية للمتدوى . يأخذ منه مولانا ويذكره 
حيناً » ولا يذكره أحيانا » بحيث شككت فى فترة من الفترات بأن المتدوى ما هو إلا 
تفسير لحديقة الحقيقة(١)‏ ولمولانا بيت شهير يعترف فيه بأسبقية سنائتى (كان العطار 
روحا وكان سنائى عينيه » ونحن جتنا فى أثر العطار وسنائى) ويقارن بين نفسه 
وبين العطار وسنائى : 


)١(‏ انظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة لكاتب هذه السطور - التصدير والمقدمة والشروح » حيث فسرت كثيراً 
من أفكار سنائى ناقلا تفسير جلال الدين لها 


إذا كان العطار عاشقاً » فقد كان سنائى ملكا وفائقا 
ولست أنا بهذا ولا بذاك » فلقد فقدت رأسى وقدمى(١)‏ !! 

كما أن له مرثية شهيرة فى سنائى(') » وربما كان تأثير سناتى فى جلال الدين قد تم 
عبر واحد من شيوخ جلال الدين هو برهان الدين محقق الترمذى7) » الذى كان 
يستشهد بشعر سنائى كثيراً » ويطول بنا المقام هنا إذا ذكرنا أمثلة عن تأثر جلال 
الدين بسنائى » وهى مثبوتة على طول شروح المتنوى وشروح الحديقة على كل 
حال » ينطلق جلال الدين أحياناً من بيت واحد أو بيتين لسنائى فيتحفنا بتدفق يستمر 
على مدى أكثر من ثلاثين بيتا » ويشير إليه بأنه الحكيم الغزنوى» حتى الناى الذى 
نسب إلى مولانا جلال الدين مأخوذ من سنائى » وعشرت من التعبيرات الخاصة 
بسنائى » وكثير جدا من حكايات الحديقة أعيدث صياغتها فى المثنوى ببيان مولوى 
شديد العاطفية » حتى حكايات مولانا الهازلة تذكر ببعض ما أورده سنائى فى 
منظومته الهازلة " كارنامهء بلخ : كتاب أعمال بلخ" » حتى روح سنائى وبيانه الفخم 
الموق يتس كثيرا في مضوئ ميا جاض الذين مما بين فى مواسعيه سين 
الشروح . 

ووزن المثنوى هو نفس وزن منظومة فريد الدين العطار الشهيرة " منطق 
الطير " » والى جوار منطق الطير.؛ كان مولانا مغرماً بمصيبت نامه والهى نامه 


٠١ه تعليقات مترجم شكوه شمس » ص‎ )١( 
ديوان شمس » غزل لاوولا.‎ )١( 


(9) شكوه شمس :5 . 


وأسرار نامه من بين منظومات فريد الدين العطار العديدة ؛ وكثير من حكايات 
المتنوى ذات منطلق من حكايات العطار » ويعتمد كثير” مما ورد عن مشايخ 
الصوفية السابقين على كتاب "تذكرة الأولياء " للعطارء كما أن كثيرا من تعبيرات 
جلال الدين الشهيرة هي فى الأصل للعطار من قبيل " الدعاء منك والإجابة منك" 
ومن قبيل ذلك التعبير العظيم الموجود فى بداية المتنوى "كل من ليست لديه هذه 
النار ليكن هباء )١('‏ مأخوذ من منطق الطير(") . 

وإن ذكرنا تأثر مولانا بالشاعرين العظيمين على أساس أنهما كانا المنطلق 
الحقيقى والنموذج الذى احتذاه مولانا » وانطلق منه » وإلا فإنه من العسير فى هذه 
العجالة أن نذكر كل روافد المثنوى» فقد كان مولانا متبحراً فى الأدبين العربى 
والفارسى كليهما » وكثير من قصص المثنوى مأخوذ من كتاب كليلة ودمنة؛» ومن 
المؤكد أيضا انه كان على دراية تامة بالشاهنامه » وقصص العشق الفارسية من قبله: 
وامق وعذار » ويس ورامن ٠‏ كما استشهد بأشعار لنظامى الكنجوى أكبر ناظم 
للقصص فى الأدب الفارسى » وعنده أيضا تأثيرات لخاقانى ولفخر الدين العراقى » 
ومن التراث العربى هناك تأثيرات من كتاب الأغانى للأصفهانى وأشعار أبى العلاء 
المعرى» وكان مغرماً بالمتنبى وهناك أبيات كاملة من المتنبى ترجمت فى المثدوى» 
وذكرت فى مواضعها من الهوامش » كما يذكر مقامات الحريرى وبعض الأشعار 
العربية لشعراء الجاهلية والعصور التالية وبخاصة أبى نواس من العصر العباسى . 
وبالطبع يعتبر المتنوى مصبأ للتراث الصوفى العربى السابق عليه ابتداء من التعرف 


(') البيت 8 من الكتاب الأول : 
(')ا ص 7 من طبعة محمد جواد مشكور . 


للكلاباذى (وخصوصاً الشرح الفارسى الضخم الذى كتبه عليه إبراهيم بن المستملى 
البخارى فى أوائل القرن الخامس الهجرى) وقوت القلوب للمكى والرسالة القشيرية 
وحتى إحياء علوم الدين للغزالى ومنارات السائرين لابن الداية الذى كان شبه 
معاصر لهء وقيل ذلك كله هناك العلوم الإسلامية : القرآن والحديث والفقه والكلام : 
والتفاسير المختلفة » بل وأقوال الصحابة والأئمة » كلها صبت فى هذا العمل 
الموسوعى الضخم مما يجده القارئ متبوتا بالتفصيل فى شروح الكتاب . 

5- كل هذه المعلومات والمعارف كان من الممكن أن تكون مجرد إعادة لما سبق 
مو ار رن الو 0 طابع 
خاص هو الطابع المولوى » بحيث أن القارئ المكذوق يستطيع أن يميز أبياته التى 
تذكر كشواهد فى كتب عديدة دون أن تذكر أنه قائلها - هذا اا ووس والعاطفة 
المتدفقة التى تجعله يرى أحياناً أن مجرد القالب الشعرى يمثل عبئا تقيلاً عليه "وإلا 
فأين أنا من الشعر؟ والله إننى لضائق بالشعر » ولست ا 
إنسان وضع يده فى جوف ذبيحة يغسلها لأن ضيفه يشتهى أكلها »)'١(‏ ويقول " هكذا 
ا و م ساكو سو م 1 
أقدر على فعله؛ فلا يوجد عار بين قومى أكثر من ممارسة الشعر . ولو كنت قد 
بقيت فى تلك الولاية لعشت بما يوافق طبعهم ؛ ولمارستث ما يريدون كالدرس 
وتصنيف الكتب والوعظ والزهد وممارسة أعمال الظاهر '() » لكن سبباً عظيماً 





. فيه ما فيه / 4لا‎ )١( 


(؟) فيه مافيه » 5لا . 


دفعه إلى ممارسة ما يكرهء لقاؤه بشمس الدين(١)‏ »نعم قد يكون هذا هو السبب 
العناسر الكن ثمة سو آخن هى أن القتين اطول عميزا وابقى مقا + واق تعلل 
يشمس الدين وعشقه لشمس الدين : 
كل شعرة منى » صار من عشقك بيتا وغزلا 

وكل عضو من اللذة التى نقلها إلى صار دنا من عسل(") 
لكن مع ذلك : فالشاعر العرفانى بين أمرين كلاهما صعب : إما أن يعبر نثرا ويفقد 
ذلك الجانب الموسيقى العاطفى الذى ييسره الشعر » وإما أن يعانى نظم الشعرء وقد 
اختار مولانا الأمر الثانى » ومن ثم لا يزال يشكو من أن الشعر يفرضه عليه قيودا 
ويحده من الانطلاق : 

إننى افكر فى القافية ويقول فى حبيبى لا تفكر إلا فى لقاتى) 

أو يقول : مفتعلن مفتعلن قتلتنى(؛) أو يقع فى حبائل تلك الجدلية التى لاحظتها انا 
ماريا والتى عاناها كل العارفين من مسلمين وغير مسلمين » وعبروا عنها كثيراء إن 
الصمت هو الطريق الوحيد للحديث مع الله » وهم هم أنفسهم الذين قدموا 
الموسوعات الشعرية والنثرية » يتحدثون وفجأة يأمرون أنفسهم بالصمت : 
الصمت بحر والقول كالجدول 

والبحر يبحث عنك » فلا تبحث أنت عن الجدول(ة) 


. 7١ : أنا ماريا‎ )١( 

(') ديوان شمس . غزل ١+9‏ 
(؟) مثنوى ١780/١‏ 

(9). متتوى 55/5 . شكوه / 4لا . 


)5( مثنوى : 4 -/ا5؟ 


ومن ثم فغير الصمت » وإن لزم الحديث » فمن الأفضل أن يقال سر الحبيب بشكل 
مختف فى الحديث عن الأخرين() » فليس لأحد القدرة على النظر إلى هذه 
الشمس » شمس الحقيقة دون حجاب ٠‏ فكل ما قدم فى المتدوى من حكايات وأمثلة 
مجرد حجاب على تلك الشمس التى تضىء العالم » البشر العاديون ؛» وهم 
المقصودون فى الحقيقة من المثنوى» لا يقوون على الحقائق مواجهة ؛ فلتقدم لهم 
حتى فى إطار الحكايات الشعبية الهازلة » ولنواجه فى المثنوى هذا التفاوت الملفت 
للنظر فى أدوات التعبير » الذى يصل إلى عدم المنطقية فى بعض الأحيان . 

كان مجرد صب هذا الخليط المهول من المعارف والأحاسيس فى ألفاظ » 
وفى قالب شعرى» مشكلة تؤرق مولانا جلال الدين كثيراً » خاصة وهو يمد بصره 
إلى مشكلة أخرى: كيف يفهمونه (مت حسرة على الفهم الصحيح)7") » فالمعنى 
كالأسد واللفظ كالأجمة » والشاعر مهما تحدث ؛ يرى نفسه يتحدث عن القشورء أما 
المعانى فإنها تكون مفهومة عند من يدركونها() واللفظ كالجدائل التى تخص 
الحسان؛) ولا شك أن هناك ارتباطا بين المشاهدة والبيان» فالحال مثل اليد والعيارة 
آلة تكمل بها اليد(ه) ؛ وهذه الصور كلها بمثابة انعكاس الجمال الحقيقى والظلال التى 
يظنها الإنسان حقيقة » والعبارة هي دليل الطريق لايحتاج إليها الإنسان إلا إذا وضع 





(') مشوى: ١-ه(,‏ 
(5) الكتاب الثالث البيت ١7٠١‏ 
(5) الكتاب الرابع» البيت 15+ 
(5) ديوان: غزل 99١‏ . 
9) متتوى:9.0/6. 


قدمه على الساحل(١)‏ » وهى رائحة مزرعة تفاح الجنة() أو نجوم لا تحدث تأثيرا 
يدون أمر الله(') ويسعى مولانا غالبا لحل هذه المشكلة - اى العلاقة بين الألفاظ 
والمعنى والعلاقة بين البيان والمشاهدة» لكنه يعود فيقول أن اللفظ ليس إلا غباراً 
فوق مرأآة المشاهدة(؛) وهذا الغبار يرين عليها من حركة مكنسة اللسان(*) ويمكن 
فحسب ادراك المعانى الحقيقية ولب الحكاية عندما يكون الإنسان مستغرقاً فسى 
حضور العشق(١)‏ ومن هنا فلاأهمية للغة سواء كانت عربية أو فارسية أو تركية أو 
يونانية » وينظم مولانا بالعربية (لأنه يراها أحلى ؛ وإن كان للعشق مائة لغة 
أخرى)() فى العشق فقط تحل كل المشكلات» ويتم لهذا العالم المتناقض التناسق 
والتآلف» وتحدث فيه المصالحة بين الأضداد*) (9) . 

ومع حضور هذه المشكلة » فإن بيان جلال الدين يتميز بهذا الوعى اللغوى 
الحاضر إذا جاز لنا التعبير » فأخطاء القوافى تكاد تكون نادرة عنده» واستحدث عددا 
من التعبيرات المولوية أتاحت وضع معجم خاص بها فى سبعة مجلدات(١٠)‏ وتكتسب 


(1) مقوى ؟/07”. 

(9) متتوى :24/1. 

9) مققنوى 4/5م. 

(5) ديوان غزل ١75١‏ ومشنوى 4840/5 - وهذا الغبار يرى عليها من حركة مكنسة اللسان(مثنوى ؟/9؟) . 
(©9) متتنوى ؟75/8. 

(5) ديوان غزل 76٠١‏ . 

(9) مشتوى ؟/840؟. 

(4) أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث 

(5) مناقشة القضية كلها من انا ماريا لالا-م7 . 

. هاش‎ ١751 وضعه سيد صادق كوهرين فى سبع مجلدات من منشورات جامعة طهران‎ )١١( 


حتى التعبيرات التى استخدمها من قبله سنائى والعطار مذاقاً آخرء ولا يستنكف عن 
استخدام النطق العامى لبعض الألفاظ فى مواضع من شعرهء والمزاوجة بين اللغة 
وبين الشخصية التى تنطق بها يدل على مهارة شديدة » ويحتوى المتنوى على كم 
هائل من مصطلحات الفقهاء والمناطقة والمتكلمين والفلاسفة وعلماء الحديث 
اديز كنا يقوس يكنا على نضيظ لساك أوينات الممن المخظلفية والسحوقة 
والرعاع » والكسبة والتجار مما يدل على أن استخدام اللغة فى حد ذاته أمر لم يكن 
صعبا عليه وإن كانت تدق على التعبير فحسب عن التجرية العرقانية الباطنية » وهذا 
التنوع الشديد فى شخصيات حكاياته ملأ المثنوى بالحياة وبالحركة » وأنقذه من ذلك 
الجفاف الذى تعانيه النتصوص الصوفية الأخرى حتى نصوص سنائى والعطار . 
1- ومع ذلك فمن الصعب اعتبار المثنوى نصا صوفياً » فهو يغطى مساحة أوسع 
من الفكر الإسلامى والتراث الثقافى الإسلامى » ومن العسير بل ومن المستحيل أن 
نحدد الموضوعات التى خضعت للبحث فى المثنوى» فليس المثنوى كتابأ صوفياء 
وليس نظرة صوفية إلى التراث الإسلامى (مثل حديقة الحقيقة) » وليس نظماً للثقافة 
الإسلامية » وليس تفسيرا لبعض أيات القرآن الكريم أو الحديث النيوى الشريف » 
وليس معالجة لقصص الأنبياء والأولياء » معالجة إنسانية إلى أبعد الحدود » وليس 
أيضاً بعض القصص المأخوذة من التراث أو التراث الشعبى أو الواقع المعاش وكلها 
عولجت بشكل فنى جديد » بل قد يكون المثنوئ هو كل هذه العناصر مجتمعة » لكن 
تظل بضع نقاط فى حاجة إلى إضافة : 
أ) تلك الروح الطيبة الإنسانية التى تهيم عشقاً فى الإنسان وتتبعه فى ضعفه وسقوطه 
وتساميه وعلوه بحماس لا يفتر وبأبوية لا حدود لها ورحمة وحنان لا ينفدان » 


وبعد نظر وتعمق فى أمراض النفس » وطرق علاجها بما يتقدم على علم النفس 
الفعاصر بعدة قرون من الزمان . 

ب) > ذلك التعاطف البين بين الشاعر وبين أبطاله وبين موضوعاته » بحيث يحس 
بحنينه إليه إن ترك الحكاية التى يقصها عليهم إلى حكايات وموضوعات أخرى»: 
ويحس أنهم ينادونه كى يكمل حكاياته عنهم » ويحسون بالشوق إليه كما يحس 
بالشوق إليهم .إلى جوار تلك الروح الفكهة حينا » وذلك الشجن الجميل العظيم 
الذى يحس به عند وصفه لسقوط الإنسان بعد صراع مستمر مع مغريات الدنيا 
وشهواتهاء أو وهو يحمل حاجة لمن لا يقضيها له » أو وهو يحلم بما لا يتوافق ما 
ما درجت عليه الدنيا ومقتضياتهاء والمجتمع وتقاليده وعاداته » وسنة الحياة وما 
تحتمه وتستوجبه » أو وهو يحس بأنه أمام طريق مسدود» يريد أن يطير بلا 
جناحين » أو ينزل إلى محيط المعرفة دون قدرة على السباحة » يأتى مولانا » 
ويقدم الحل ؛ يقدمه مدعما لياه بالروايات والمنطق والبيان الشعرى الرائعء» 
والتدفق الذى لا يتوقف » فكأننا بالفعل فى بحر عباب تحملنا أمواجه موجة يعد 
موجة » فلا تكاد تنزلنا موجة حتى تسلمنا إلى موجة اخرى» قد تكون أشدء» وقد 
تكون أكثر هدوءا !! لكنه مع ذلك فنحن لم نحدد ما هي موضوعات المثنوى ؟! 

لا شك أن هناك تيارين رئيسيين فى المتنوى : 

الأول : التيار العرفانى : أى الصوفى الممتزج بأفكار كلامية وقلسفية» ومن خلاله 

يبسط مولانا أهم ما أثير من قضايا فى التراث الإسلامى : الفيض وترتيب 

الموجودات والعقول والأنفس والعناصر والجهات والأقلاك والعلاقات بين الأكوان 
ومركز الإنسان فى هذا الكون » ومصيره من الأزل إلى الأبد» ورحيله إلى 


١ 


موطنه الأصلى وما يعن له من عقبات فى طريق هذا الرحيل» وحيرته بين الجبر 
والاختيار والتشبيه والتنزيه . 

الثانى : التيار الأخلاقى من خلال التصفية والتنقية » وانصهار النفس الإنسانية فى 
أتون كدحها وكفاحها ومعاناتها لأمراض الحسد والحرص والشهوة والكبر » 
وتعرضها على وجه الأرض لطغيان الطغاة وجبروت الجبارين » وشقائها من أجل 
قوتها اليومي ء وذلها » ثم ثورتها وتساميها ولاشك أنه من النادر أن تجد موضوعاً 
خاض فيه صوفى أو عارف قبل جلال الدين أو بعده لم يدل فيه جلال الدين بدلوه 
يأسلوبه الخاص به الذى يفيض حبا وحنانا للبشرية » وينهمر مع ذلك بذلك العمق 
الشديد(') . وهناك من الباحثين الأوربيين جوستاف ريختر ونيكلسون قالا بأن كل 
جزء من أجزاء المثنوى يمثل وحدة فنية متكاملة » وأن ما يبدو فيه من انطلاقه على 
غير نظام موضوعى محدد ليس الواقع » بل هناك ارتباط فنى دقيق فى التنقل من 
موضوع إلى آخر() . 

- ومنذ أن تم تأليف المثنوى اعتبر كتاب القوم » وقد بدأت الشروح على المثنوى 
فىعهد مبكر نسبيا.“ وأول من كتب عن المثنوى أحمد الرومى المعاصر لسطان ولد 
امت فولاننا في كقات بابخ دقائق الحقائق 6 ونسيق ارا جلها ب#وكفيي عون 
الكوزارومئ للمقتول حكةا ماه كدرحا متطوما عق عدوان كتوق الحقايق :فلن 


8 يه ة 8 6 .- اه‎ ١ 
ومع حيرثنا هذه فى تحديد موضوعات المثنوى حدد باحث هندى يدعى تلميذ حسين موضوعات المثنوى ب‎ (0) 
١7 الكتاب الأول ص‎ ٠ موضوعا » عن محمد كفافى ؛ مثنوى جلال الدين‎ 0١ 
. ١4 مقدمة الجزء الأول من المثنوى لكفافى : ص‎ )"'( 


الأنوار" وممن شرحوا كتاب الناى (أى مقدمة الجزء الأول من المثنوى ) الشيخ 
يعقوب سررزى الجرخى المتوفى سنة 85١‏ ه وشرح عبد الرحمن الجامى على 
نفس الأبيات» والذى استفدت منه في شروح الكتاب الأول» وشرح مقتطفات لإبراهيم 
اين صالح المغلوى المعروف بشاهدى دده (ت )67١‏ وشرح مصطفى بن شعبان 
المععروف بسرورى (ت 154) وشرح مقتطفات تحت عنوان " كاشف الأسرار" 
لظريفى حسن جلبى (ت 147) وشرح مقتطفات لعبد الوهاب بين جلال الدين 
الصابونى (ت 148) كما شرحه القاضى نور الله الشوشترى (ت )٠١١9‏ وعبد الله 
خويشكى القصورى (ت )١١١6‏ تحت عنوان "أسرار متنوى وانوار معنوى"» وشرح 
خواجه أيوب (القرن الثانى عشر) وهو جامع الشروح من قبله . وهناك شروح 
فارسية أحدث منها شرح ملا محمد هادى السيزوارى وعبد العلى محمد بحر العلوم » 
ومحمد فضل الله آيادى وعيد الله الملتانى وسيد مراد على اليخارىء وعيد الغنى 
النابلسى » وملا هادى نورى(!) ٠»‏ ومن الشروح الأحدث على المثنوى شرح بديع 
الزمان فروزانفر على ثلثى الكتاب الأول وهو الشرح الذى أتمه سيد جعفر شهيدى» 
ويواصل الآن - أعانه الله - شرح بقية أجزاء المثدنوى» وشرح محمد استعلامى 
المختصر الشديد الوضوح واضح الجهدء وشرح محمد تقى جعفرى (فى خمسة 
عشر مجلد) وهناك شروح تركية أهما شرح اسماعيل الأنقروى » (الذى تمت 
ترجمته أخيرا إلى الفارسية) وشرح عبد الباقى كولبنارلى (الذى تمت أيضاً ترجمته 


أخيرا إلى الفارسية) . 


)0( مقال مايل هروى فى آخر شكوه شمس . صص ”اده - 225 , 


وكان للغة العربية أيضا نصيبها من ترجمات المثنوى وشروحه ؛ واقدم متن 
معروف مترجم ومشروح بالعربية ليوسف بن أحمد المولوى (تمت سنة )١8١1‏ 
تحت اسم المنهج القوى لطلاب المتدوى (طبع فى مصر سنة )١4877‏ وكان من 
المظنون أنه ترجمة لشرح إسماعيل الأنقروى إلا أننى بحثت هذا الأمر ووضح 
خطؤه(١)‏ وهناك أيضا ترجمة عبد العزيز صاحب الجواهر المسماة "جواهر الآثار 
فى ترجمة مثنوى مولانا خداوندكار " وقد نشرتها جامعة طهران فى ستة مجلدات» 
والترجمة شعرية متكلفة كثيرة الأخطاء فى اللغة العربية؛ وتصد عن قراءة 
المتنوى(') ومن يعد عبد العزيز صاحب الجواهر قدم أستاذنا عبد الوهاب عزام 
مختارات مختصرة فى المثنوي فى كتابه صغير الحجم كبير القدر "فصول من 
المتنوى" (القاهرة )١91457‏ وكانت ترجمة أستاذنا عزم شعرا فى بعضها » نثرا فى 
بعضها الآخر . ولعل ترجمة أستاذنا الدكتور محمد كفاقي لو اكتملت لكانت أهم 


ترجمة عربية » فقد قدم أستاذنا الفقيد المجلد الأول والثانى(؟) وترجمته مشرقة 


)١(‏ لى بحث بالفارسية تحت عنوان " ملاحظاتى در بارهء ترجمه هاى عربى مثنوى " القبته فى ندوة جلال الدين 
الرومى فى جامعة ميونيخ فى يونيه ١515©‏ وهو تحث النشر الآن بمجلة الدراسات الشرقية 

(') فى تعليق للأستاذ عبد الحسين زرين كوب على بحثى فى المؤتمر قال : إن كتاب عبد العزيز صاحب 
الجواهر نشر فى مطبعة جامعة طهران فى ظروف غير معلومة وأن الأستاذ الراحل مجبتى مينوى حدثه أنه 
كان ضد نشر مثل هذا الكتاب 

([) على طول ما سمعت ونشر فى بعض الصحف أن هناك بعض أجزاء المثئوي من عمل الأستاذ لم تنشر ء إلا 


بعد استاذنا كفافى قدمت الزميلة الدكتورة إسعاد قنديل ترجمة لقصة أكلى ولد الفيل 
من الكتاب الثالث للمثنوىء؛ وقدم الزميل الدكتور رجاء جبر ترجمة لقصة "خداع 
ريفى لحضرى" من الكتاب الثالث للمتنوى ضمن كتابه فى الأدب المقارن دراسة قى 
المصادر والتأثيرات (القاهرة 485 0. 

4- ويطول المقام بنا هنا إذا أحصينا الترجمات والدراسات التى قامت باللغات 
الأوربية على المتنوى أو على منتخبات منه - ولعل أهمها الترجمة الإنجليزية 
الكاملة التى قام بها رينولد الن نيكلسون مع نشرة محققة للنص الفارسى في ثمانية 
مجلدات (لندن )١15:0-١5765‏ ومختارته من قصص المثنوى تحت عنوان ,ه 165 
عمنصوء/3 2125006 (لندن )١ 45١‏ وقدم يوحنا آرثرآاربيري تحت عنوان عمط مه 7165 

71 تهلضمآ ,اجقصطنوكة وكتاب 1963 مولممآ ,التقصطدك8 غطا دده 78165 عروكة و لم تكن 
ترجمات نيكلسون وأربرى هي الأولى فقد سبقتها ترجمات إنجليزية أخرى » ترجمة 
بالمر لأغنية الناى تحت عنوآن .1877 هه0همآ ,4ه »ما ءه هدم 756 وترجمة ردهاوس 
للجزء الأول من المثنوى التىتمت ١848١‏ » وترجمة ويلسون للكتاب الأول والثانى 
الصادرة سنة ١1٠١‏ فى آيندبرج» وترجمة هوينقلد لمقتطفات من المثتنوى الصادرة 
7 فى لندن . . وهناك أيضا ترجمات ريهاستيك عن مقتطفات من المتنوى فى 
سبعينات القرن التاسع عشرء وآخر الدراسات الإنجليزية عن المتنوى دراسات أنا 
ماريا شميل طارى وبخاصة كتايها : 2ه ئارهب؟ عط 2ه /زلده5 2 ,مم5 اأفطمسسمئة ع5 


أمطتاج1 7213130035 والذى ترجمه إلى الفارسية حسن لاهوتى تحت عنوان : 


5١ 


شكوه شمس »ء ولها أيضا كتاب كان على وشك الصدور بمناسبة ندوة مولانا جلال 
الدين بجامعة ميونيخ (يونيه )١153>‏ عن مصادر مولانا . وهناك بالروسية دراسات 
سلفنسكى وستراكيوف وسلطانوف . وبالألمانية دراسات ريتر » ودراسات روزن 
وايج الصادرة فى قينا سنة 1818 ؛ وكتاب جوستاف ريختر الصادرة فى بريسلاف 


سنة *31١ء‏ ودراسات ماسيه بالفرنسية(١)(؟)‏ 





. هناك ترجمة كاملة الىالفرنسية قيد الإنتهاء‎ )١( 
1/1 )0س( لتفصيل عن الدراسات بالأوربية » أنظر سقعطة1 .2 .1701 .صقعة 6ه بوطصروه 8111 .لخ رأطه و71‎ 
1350 81.55. .مم‎ 397-403. 


"5 


بيان بعض حكمة تأخير هذا المجلد الثانى » أنه بالرغم من أن الحكمة الإلهية 
برمتها معلومة لهذا الفقير » لفائدة هذا العمل » توقفت عنه » فحكمة الله التى لا 
نهاية لها تدمر إدراكى ٠»‏ فلا يقوى على هذا العمل » ثم إن الحق تعالى يجعل من 
لذة من تلك الحكمة التى لا نهاية لها خطاما لأنفه يجره به إليه » فلو لم يخبره 
بفائدة منه قط لما تحركء فلابد من محرك لمنافع البشر » بحيث يقول المرء (إننى 
أعمل من أجل هذه المصلحة) ٠‏ وإذا انصبت الحكمة عليه صبأ » لما استطاع أن 
يتحرك ٠‏ بحيث إنه إن لم يكن الخطام فى أنف البعير لما تحرك » وإن شد 
خطامه فى أنفه شدا وثيقا لبرك "وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا 
بقدر معلوم " » فالتراب بلا ماء لا يصير مدراء وإن زاد على الماء لا يصير 
أيضا مدرا ء " والسماء رفعها. ووضع الميزان " فكل شئ يزنه بالميزان » ليس بلا 
حساب ولا ميزان ٠‏ اللهم. إلا لمن بدلوا عن عالم الخلق فهم مصداق " ويرزق من 
يشاء بغير حساب " ومن لم يذق لم يدر . 

سأل أحدهم : ما العشق ؟! أجبت : عندما تصبح مثلنا تعلم؛ والعشق محبة بلا 
حساب؛ ومن هنا قيل : إنه صفة للحق على الحقيقة » ونسبة إلى العبد على 
سبيل المجاز » فيحبهم غاية المراد وأيهم (تشرف) ب يحبونه ؟! 


-١‏ لقد تأخر هذا المتنوى فترة من الزمان » فالمهلة واجبة » من أجل أن يتحول 
الدم إلى لبن (سائغ) . 

- وما لم يلد إقبالك مولوداً جديداً » فإن الدم لا يتحول إلى لبن حلو » فأحسن 
الاستماع . 

- وعندما لوى ضياء الحق حسام الدين عنانه من أوج السماء ؟ 

- ولأنه كان قد مضى إلى معراج الحقائق » فإن البراعم لم تتفتح فى غيبة ربيعه 
ه - وعندما عاد من اليحر صوب الساحل » جعل صنج شعر المثنوى فى اتساق 
وتناغم . 

- والمثنوى الذى هو صيقل الأرواح » كانت عودته يوم الاستفتاح . 

- وكان مطلع تاريخ هذه التجارة وهذا الربح فى سنة اثنتين وستين وستمائة . 
- لقد رحل بلبل عن هذا المكان ثم عاد » أجل عاد من أجل أن يصيد هذه 
المعانى . 

- ولقد صار ساعد الملك سكنأ لهذا البازى ٠‏ وفتح هذا الباب أمام الخلق إلى الأبد 
٠‏ - وإن الآفة لموجودة فى الهوى وفى الشهوة » وإلا فإن ذلك المكان شراب 
سائغ للشاربين !! 

- قلتغلق هذا الفم (الجسدى) لتبصر العيان » فإن الحلق والفم كمامتان أمام ذلك 
العالم . 

- ويا أيها الفم » إنك فى حد ذاتك فوهة للجحيم » ويا أيها العالم » إنك على مثال 
البرزخ . 

- والنور الباقى (موجود) إلى جوار الدنيا الدنية » واللبن الصافى موجود إلى 
جوار أنهار الدم . 


35 


- وعندما تخطو خطوة واحدة دون احتياط » فإن لبنك ينقلب إلى دم من تخبطك. 
6- ولقد خطا آدم خطوة واحدة فى هوى النفس » فصار فراق صدر الجنة 
طوقا فى عنقه ! 

- وكالشيطان » أخذ الملاك يفر من أمامه » ومن أجل كسرة من الخيز » سكب 
الدمع الغزير . 

- وبالرغم من أن الذنب الذى ارتكبه كان بقدر الشعرة ء إلا أن هذه الشعرة 
كانت قد نيتت فى عينيه . 

- ولقد كان آدم عزيزاً لدى النور القديم » وكانت الشعرة فى عينيه جبلاً عظيماً . 
- ولو كان فى تلك اللحظة قد تشاور (مع أحد) ‏ لما انطلق معتذراً أوان ندمه . 
- ذلك أن ازدواج عقلُ مع عقل (آخو) » يكون مانعاً لسوء العقل وسوء 
المقال . 

-* وعندما صارت نفس رفيقة لتفس أخرى »ء تعطل العقل الجزئى وقعد عن 
العمل 

- وعندما تصير يائسأ من جراء الوحدة » تصبح شمسا فى ظل الحبيب . 

- فامض ,٠‏ وابحث سريعا عن رفيق إلهى » وإن فعلت هذا الفعل كان الله رفيقا 
لك . ١‏ 

- وذلك الذى تخلق على الخلوة » إنما تعلمها آخرأ من الحبيب . 

© - وإنما تنيغى الخلوة عن الأغيار لا عن الحبيب » فالفراء من أجل الشتاء لا 
من أجل الربيع . 

- فالعقل مع عقل آخر يتضاعف ٠‏ ومن ثم يزداد النور » ويتضح الطريق . 

- والنفس مع نفس أخرى تصير ضاحكة » فتدلهم الظلمة ويختفى الطريق ! 


ا ؟ 


- فإن الرفيق يمثابة العين لك يا صياد( المعاني) » فاحفظه إذن من القذى 


والغثاء. 
- وحذار »؛ لا تجعل الغبار يرتفع بمكنسة اللمان » ولا تجعل من القذى هدية 


-٠‏ ولما كان المؤمن هو مرآة المؤمن » فاحفظ وجهه من كل ما يلوئله. 
- والرفيق مرآة للروح عند الحزن » فلا تنفخ - أيها الحبيب - فى وجه المرآة . 
- وحتى لا تخفى وجهها تحت أنفاسك » ينبغى لك فى كل لحظة أن تكتم 
أنفاسك !! 

- فهل أنت أقل من التراب ؟! إن بضعة من التراب عندما وجدت رفقة من ربيع 
وجدت مئات الآلاف من النوار . 

- وعندما صارت تلك الشجرة قرينة لرفقة الهواء الطيب تفتحت من أخصمصسص 
القدم إلى قمة الرأس . 

هم - وعندما وجدت من الخريف رفيقا مخالفا » سحبت وجهها ورأسها تحت 
الغطاء !! 

- وقالت : إن رقيق السوء إثارة للبلاء » وما دام قد جاء » قلا سبيل إلا النوم . 
- فلأنم إذن » ولأكن من أصحاب الكهف » وأفضل من دقيانوس » ذلك السجين 
الخائف !! 

- لقد كان يفظتهم وقفا على دقيانوس ؛ لكن نومهم كان رأس مال للعز والشرف. 
- والنوم يقظة » إن كان مقرونا بالمعرفة » وويل ليقظ يكون جليسا لجاهل . 

٠‏ - وعندما بسطت طيور الزاغ السوداء خياماً فوق تلوج الشتاء » استسلمت 
البلابل واختفت . 


58 


- ذلك أن البلبل يكون صامتاً عندما لا تكون رياض ٠‏ ومغيب الشمس قائل” 
- فيا أيتها الشمس !! أتتركين هذه الروضة حتى تنيرى ما تحت الثرى ؟! 

- ولا انتقال هناك لشمس المعرفة » فليس لها من تشرف إلا الروح والعقل . 

- ويخاصة شمس الكمال » تلك المنتسبة إلى ذلك الصوب ؛ وفعلها ليل نهار هو 
الإنارة ! 

5 - فتعال إلى مطلع الشمس إن كنت الاسكندر » وبعد ذلك فأنت ذو مجد 
حسن حيثما ذهبت . 

- وبعد ذلك تصير مشرقا حيثما ذهبت » وتصبح المشارق عاشقة لمغريك . 

- وحس الخفاش مسرع نحو المغرب » وحسك الناثر للدر سيار نحو المشارق . 
- وطريق الحس هو طريق الحُمُر أيها الراكب ٠‏ ويا من تزاحم الحمر ؛ ألا 
فليعتريك الخجل . 

- وهناك خمسة حواس غير هذى الحواس الخمس ؛ وهى كالذهب الأحمر وهذه 
كالنحاس . 

٠‏ - وفى ذلك السوق الذى يقام لأهل الحشر » متى يشترون حس النحاس كما 
يشترى حس الذهب ؟! 

- وإن حس الأبدان ليقتات من الظلمة » وحسن الروح ليرعى من شمس ما . 
- ويا من حملت متاع الحواس نحو الغيب » فلتخرج يدك مثل موسى من الجيب. 
- ويا من صفاتك شمس للمعرفة » بينما شمس الفلك رهن بصفة واحدة !! 

- حينا تكون شمساً وحينا تصير بحرا » حينا تصير جبل قاف وحينا تصير 
العنقاء . 


9ي> 


هه - ولا أنت هذا فى حد ذاتك ولا أنت ذاك » يا من تعلو على الأوهام » وتكثر 
على الكثير 

- إن الروح قرينة للعلم وللعقل » فأى أمر للروح مع العربية والتركية . 

- ومنك يا نقشا كثير الصور » يكون المشبه والموحد ومن هو حائر بينهما !! 
-حينا تجعل من المشبه موحدا » وأحيانا تقطع الصور الطريق على الموحد . 

- وأحياناً من مكرها تقول لك يا أبا الحسن : " يا صغير السن يا رطب البدن" !! 
-٠‏ حينا تحطم الصورة التى صورتها » وإنما تفعل هذا تنزيها لللُحبة . 

- وإن عين الحس لتدين بمذهب أهل الاعتزال » لكن عين العقل على مذهب 
البئنة قو وسمال 

+ وأهل الاعتزال مسخرون للحس » وإنما يظهرون أنفسهم من أهل السنة 
إضلالاً ‏ 

- وكل من أقام على الحسن يكون معتزليا » وإن قال " إننى سنى " جهلا . 

- وكل من خرج عن الحس » قهو ستى ٠»‏ هو أهل الرؤية » فعين العقل حسنة 


الخطى !! 
6 - وإن كان الحس الحيوانى يرى المليك ٠‏ إذن لرأت الأبقار والحمر الإله 
المتعال ‏ 


- وإن لم يكن لك حس آخر سوى حس الحيوان من خارج الأثير . 
- فمتى كان للإنسان أن يكون مكرما ؟! ومتى كان مسموحا له بالحس 
المشترك ؟! 


- وقولك إنه مصور أو غير مصور يكون باطلا دون أن تنجو من الصورة . 


- (وهذا الحكم) بأنه مصور أو غير مصور إنما ينبغى لمن يكون بأجمعه لبآ 
جاوز الفشر . 

٠‏ - وإن كنت أعمى » فليس على الأعمى حرج » وإلا فامض » فالصبر مفتاح 
الفرج . 

- فالصبر دواء لحجب البصيرة » يحرقها ثم يقوم بشرح الصدور . 

- ومرآأة القلب عندما تصير صافية طاهرة » ترى أنت الصور فيما وراء الماء 
والتراب . 

- وترى النقفش والنقاش على السواء » وترى بساط الدولة ومن يبسطه . 

- وإن خيال حبيبى أتى مثل الخليل » صورته صنم » لكن معناه محطم للأصنام. 
ه- فالشكرلله على إذ أنه عندما ظهر » في خياله » رأت الروح خيالها . 

- وإن خيال عتبتك كان يخدع قلبى » وليكن التراب على ذلك الذى يصبر عن 
تراب (عتبتك) !! 

- قلت : إن كنت جميلا » فإننى أستمد منه هذا الجمال » وإلا فليسخر منى كل 


قبيح دميم . 
- والحل أن ألقى نظرة على نفسى » وإلا سخر منى قائلا " متى أشترى - دميما 
- مثلك ؟! 


- إنه جميل ومحب للجمال » ومتى يقترن الصبى بعجوز (فى الغابرين) ؟!!(١)‏ 
-٠‏ والجميل يجذب الجميل » واعلم هذا جيدا » واقرأ عليها " الطيبات للطيبين" !! 
- وفى الدنيا يجذب كل شئ شيئا » الحار يجذب الحار » والبارد (يجذب) البارد 


(!) ج/” - ٠‏ : والطيبات لمن : للطيبين » والحسن يجذب الحسن على سبيل اليقين ٠‏ كل شئ تكون ناظرا 
إليه » إنما (تجده) يسير مع جنسه أيها المعنوى . ط ١١‏ بهار 1755 . 
؟ 


- وجماعة الباطل تجذب الباطلين » والباقون مسرورون بالباقين . 
- وأهل النار جاذبون لأهل التار » وأهل النور طلاب لأهل التور(١)‏ 
- وما دمت قد أغلقت عينيك » فإنك تعانى نزع الروح » ولا صير للعين عن 


نور الكوة. 
- وما دمت قد أغلقت عينيك فقد لحقك الاضطراب » ومتى صبر نور العين 
على نور ألكوة ؟! 


- وإن اضطرابك ليكون جاذيا لنور العين لكى تتصل سريعا بنور النهار . 

- وإن لحقك الاضطراب وأنت مفتوح العينين » اعلم أنك قد أغلقت عين القلب » 
فافتحها !! 

- واعلم أنه طلب عينين عارفتين بالقلب » لا تفتآن تبحثان عن ضوء بلا قياس . 
- وإذا كان فراق ذلك النور الذى بلا ثبات » قد أصابك بالاضطراب وكان يفتح 
-٠‏ فإن فراق هذين النورين الثابتين إذن » يجعلك مضطريا » فواظب عليهما . 
- وعندما يدعوننى » لأنظر إلى نفسى : أأنا لائق بالجذب أو أننى (قبيح) سئ 
التركيب !! 

- فإن ألحق لطيف” بنفسه قبيحا » يكون أمرا باعثأ للسخرية أن يجعله معه !! 

- فمتى أرى وجهى » ويا للعجب ٠‏ وأرى لوتى » أأنا مثل النهار أو مثل الليل ؟! 
- وإن لى ردحا من الزمان أبحث عن صورة روحى » لكن صورتى لم تكن 
تبدو قط من (مرآة) إنسان !! 





)0 ؟ج/5 - 4١‏ : والصافى إنما يكون طالباً لأهل الصفاء ؛ والثمالة يكون طالباً لأهل الكدر : والزنجى إنما 
يكون صديقا للزنوج ١‏ والرومى إنما يكون عمله مع أهل الروم ٠‏ 


1 


- فقلت : من أجل ماذا تكون المرأة آخرا ؟!! من أجل أن يعلم كل امرئ ما 
يكون ومن يكون !! 
- والمرآة المصنوعة من الحديد من أجل القشور ٠‏ والمرآة (التى تبدي) سيماء 
الروح غالية الثمن ! 
- وليس إلا وجه الحبيب مرآة للروح » وجه ذلك الحبيب الذى يكون من تلك 


الديار !! 
- قلت : أيها القلب » ابحث عن المرآة الكلية » وامض إلى البحر » فلا نفع يتأتى 
من الجدول . 


- ومن هذا الطلب . وصل العبد (الفقير) إلى حبك ٠‏ فإن الألم هو الذى جذب 
مريم إلى جذع النخلة !! 

.- وعندما صارت يصيرتك عينا لقلبى » صار ذلك القلب الذى لم يصبر 
غريقا فى الرؤى !! 

- ورأيتك مرآة كلية (باقية) إلى الأبد » فزأيت فى عينك صورتى . 

- قلت : لقد وجدت نفسى آخر الأمر » وفى عينيه رأيت الطريق اللائح !! 

- فقال وهمى : هذا خيالك » حذار » وميز بين خيالك وبين ذاتك !! 

- ولقد هتفت يبى صورتى من عينيك قائلة " أنا أنت وأنت أنا » فى اتحاد . 

- ففى تلك العين المنيرة التى لا زوال لها » ليس يجد الخيال طريقه من 
(كثرة) الحقائق . 

- وفى عينئىّ غيرى إن رأيت صورتك ٠‏ فاعلم أنها خيال مردود . 

- ذلك أنه يكحل عينيه بكحل العدم » ويتذوق خمره من تلبيس الشيطان . 

- ومن تكون عيونهم منزلا للخيال والعدم ؛ يرون المعدومات وجودا لا جدال ! 


5 


- وما دامت عيناى قد تكحلتا من ذى الجلال » فإنها منزل الوجود لا منزل 
الخيال. 
- ومادامت شعرة من أنيتك قد وضعت أمام عينيك » يكون الجوهر فى 
خيالك كأنه حجر اليشم !! 
- وإنما تميز بين الجوهر وبين اليشم » عندما تعبر خيالك كلية . 
- ولتستمع إلى حكاية يا عارفا بالجوهر ٠»‏ حتى تميز بين العيان والقياس . 

ْ ظن ذلك الشخص الخبال هلالا 

فى عهد عمر رضى الله عنه 

- لقد حل شهر الصو في عهد عمر » فأهرع جماعة من الناس إلى قمة جبل . 
- لكى يستطلعوا هلال الصوم مستبشرين » فقال أحدهم : "يا عمر هاك الهلال 


هناك " !! 
6 - ولما لم ير عمر الهلال فى كبد السماء » فقال : لقد طلع هذا الهلال من 


- وإلا فإننى أحد منك رؤية للأفلاك » فكيقف لا أرى الهلال الطاهر ؟ 

- ثم قال : بلل يدك » وامسح بها حاجبك » ثم انظر آنذاك صوب الهلال . 

- وعندما بلل حاجبه » لم ير الهلال » فقال : يا أمير المؤمنين » لا هلال هناك ء» 
لقد اختفى !! 

- قال : أجل » لقد صارت شعرة من الحاجب بمثابة القوس » وصوب نحوك 
سهماً من الظن )١(!!‏ 


0ج / ” الا : وعندما انحنت شعرة واحدة من حاجبه » بدت كشكل الهلال لكن الشعرة 
منه . 


7 


٠‏ - وعندما انحنت شعرة قطعت على الطريق » حتى ادعى هازلا رؤية 
القمر. 

- ومادامت شعرة ملتوية تكون حجابا على الأفلاك » عندما تلتوى كل أجزائك » 
كيف يكون الأمر ؟! 

- فقوم أجزاءك من المستقيمينء ولا تلو العنان يا مستفيم السير عن تلك العتبة !! 
- فإن الميزان هو الذى يصلح الميزان » والميزان أيضا هو الذى ينقئص 
الميزان. 

- وكل من صار متوازنا مع المعوجين » فقد وقع فى النقصان » وغاب عقله . 

6 - فقامض وكن من الأشداء على الكفار » وصب التراب على تعلقك 
بالأغيار. 

- وكن كالسيف على رؤوس الأغيار » هيا » ولا تقم بحيل الثعالب؛ وكن أسدا . 
- وذلك حتى لاينقطع عنك الرقاق (غيرة على الحق) » ذلك أن الأشواك أعداء 
لهذه الزهرة . : 

- واضرم النار فى الذئاب وكأنهم العود » ذلك أن أولئك الذئاب أعداء يوسف . 

- إن إبليس يقول لك : يا روح أبيك » فحذار » حتى لا يخدعك بوسوسته 
الشيطان اللعين . 

- لقد قام يمثل هذا التلييس مع أبيك » وذلك المفتضح هزم أدم . 

- فإنه ماهر فى لعبة الشطرنج هذه ذلك الغراب » فلا تنظر إلى اللعبة بعين 


ناعسة . 
- إنه يعلم الكثير من (ألساب) صف جنود الشطرنج » بحيث يغص به حلقك 
وكأنه القذى 3 


- ويبقى قذاه فى الحلق لسنوات » قما هو هذا القذى ؟! إنه حب الجاه والأموال. 


لعن 


- والمال قذى » لأنه يا عديم الثبات يكون فى حلقك مانعا لماء الحياة . 
- فإن سلب مالك عدو شديد الاحتيال » مثله كقاطع طريق سلب قاطع 
طريق آخر . 
سرقة مشعوذ حيات احية من مشعوذ حيات آخر 

- سرق لص حقير حية من مشعوذ حيات » ومن بلاهته كان يعتبرها غنيمة . 
- ونجا مشعوذ الحيات ذاك من لدغ الحية » وقتلت الحية سارقها قتلا شنيعاً . 

- وراه مشعوذ الحيات وعرفه » وقال : لقد خلصته حيتى من روحه 

- لقد كنت تطلبها منه في دعائك يا حبيبى » قائلا : لأجدها وأستردها منه . 

-١ 6‏ والشكر لله أن ذلك الدعاء صار مردودا » وكنت أظنها خسارة وهى نفع 
- ورب دعاء تكون فيه الخسارة والهلاك ٠‏ ولا يستجيب إليه الإله الطاهر من 
كرمه(١)‏ . 

التماس رفيق عبسى عليه السلام 
منه عليه السلام إحباء العظام 

- لقد صاحب أحد البلهاء عيسى » فرأى عظاماً فى حفرة عميقة . 

- ققال : أيها الرفيق !! ذلك الاسم السنى الذى يحيى الموتى . 

- علمنى إياه حتى أقدم أنا أيضاً بالإحسان » وأجعل هذه العظام ترتد فيها 
الروح . 

5 - قال : اصمت » فليس هذا من شأنك » وليس لاثتقا بأنفاسك وأقوالك . 


- ذلك أنه يريد نفسا أطهر من المطر » وأكثر إدراكا في مسيره من الملاك . 


)١(‏ ج/5 - ١40٠‏ : إنه مصلح ويعرف المصلحة ء وإنه يرد مثل هذا الدعاء ٠‏ وذلك المتجه بالدعاء يكون 
شاكيا ء ويظن ظن السوء وهذا سئ » ولا يعلم أنه يريده بلاءه » ومن كرم الحق لم يستجب له مباشرة . 


16 


- وإنما تلزم أعمار حتى يصير النفس طاهرا » ولكى يصبح (صاحبه) أمينا 
لمخزن الأقلاك . 

- ولقد أمسكت هذه العصا بيدك اليمنى » ومن أين لليد قوة موسى ؟! 

- قال : إن لم أكن أنا تاليا للأسرار ء فاتلٌ أنت الاسم على العظام . 

- قال عيسى : يا رب أية أسرار هذه » وما (سر) ميل هذا الأبله فى هذا 
- وكيف لا يهتم هذا المريض بأمر نفسه ؟! وكيف لا تهتم هذه الجيفة بالروح ؟ 
. - لقد أهمل جيفته هو » ويبحث عن رتق جيفة الغريب ؟ 

- قال الحق : إذا كان المدير طالباً للإديار » فإن جزاء زراعته (أن يحصد) 


الشوك . 
- وذلك الذى يغرس بذور الشوك فى الدنيا » حذار حذار » لا تبحث عنه فى 
البستات(١)‏ 


هه - فإن أمسك وردة بيده تنقلب إلى شوك » وإن اتجه إلى صديقه ء» انقلب 
إلى حية . 
- وإن كيمياء (تبديل) السم والحية عند ذلك الشقى » مخالفة لكيمياء (تبديل) 
التقي . 

نصبحة الصوفى الخادم بالعناية بدابته , ودو قلة الخاذم 
- كان أحد الصوفية يسيح عبر الآفاق » حتى نزل ذات ليلة ضيفا بزاوية . 
- كانت لديه مطية » فربطها فى الحظيرة » وجلس فى صدر الصفة مع الرفاق . 


. ليس لديه ثمر‎ ٠ فهو كشجر الصفصاف‎ ٠ ح/؟ - 144 : فحذار لا تعتمد على قوله وفعله‎ )١( 


يفن 


- وصار فى (مقام) المراقبة مع رفاقه » والحضور مع الرفاق كتاب زائد 
(الفائدة) , 

- وليس دفتر الصوفى في سواد الحروف » ليس إلا قلبأ أبيض كأنه الثلج . 
- وزاد العالم آثار القلم » وما هو زاد الصوفى ؟ آثار القدم . 

- إنه كالصياد مضى يطلب الصيد » فرآى أثر خطو غزال » ومضى خلف 
الأثر. 

- ولقد كان خطو الغزال لازما له فترة من الزمان » ومن بعد ذلك صارت نافجة 
الغزل مرشدا له . 

- وعندما شكر (القدرة) على الخطو وقطع الطريق » فلا جرم أنه قد وصل من 
ذلك الخطو إلى مبتغاه . 

- والمسير لمسافة منزل واحد على رائتحة النافجة » أفضل من (المسير) 
مائة منزل من الخطو والطواف(١)‏ 

- وذلك القلب الذى يطلع على أضواء الأقمار » هو بالنسبة للعارف مصداق ل " 
فتحت أيوابها " . 

- إنه بالنسبة لك جدار وبالنسبة لهم باب » إنه بالنسبة لك حجر ؛ وللأعزاء 
جوهن + 

- وما تراه أنت فى المرآة عيانا » يراه الشيخ فى قطعة لبن من قبل ذاك . 

- والشيخ أقصد به من لم يكن من هذا العالم » فلقد كانت أرواحهم فى بحر 
الجود . 


!! جرع د م١ : وسير الزاهد كل شهر حتى العتبة » وسير العارف كل لحظة حتى عرش الملِك‎ )١( 


18 


- ومن قبل أن يخلقوا أجسادا » عاشوا أعمارا » ومن قبل أن يزرعوا 
كنات ١‏ 

- ومن قبل أن يصوروا » تقبلوا الروح » ومن قبل أن (يوجدوا) فى البحر تفبوا 
الدر . 

- نقد كانت المشورة لا تزال تدور من أجل إيجاد الخلق » بينما كانت أرواحهم 
فى بحر القدرة (غارقة) حتى الحلوق . 

- وعندما كان الملائكة يمانعون فى إيجاد الخلق » كانوا هم خفية يسخرون من 
الملائكة . 

- كانوا على علم بصورة كل ما صار موجودا » وذلك من قبل أن 'تخلق هذه 
النفس الكلية . 

ح- ومن قبل الأفلاك » رأوا عطارد » ومن قبل الحبوب » رأوا الخبز . 

- وبدون أن تكون لهم قلوب أو ألباب ٠»‏ كانوا مليئين بالتفكير » ودون جيش أو 
حرب ؛ عقدوا لواء النصر 

- وذلك العيان » هو بالنسبة لهم فكرة » وإلا فإنه بالنسبة للمبعدين رؤية . 

- والفكرة تكون من الماضى ومن المستقبل » وما داموا قد نجوا من هذين فقد 
حلت المشكلة . 1 

- والبصيرة لما كانت بلا كيفية » فقد رأت كل من لا كيفية له من قبل » 
والصحيح والزائف من قبل (أن يوجد) المنجم . 

- ومن قبل أن تخلق الكروم » شربوا الخمور ٠»‏ وأظهروا الوجد . 

- وفى تموز الحار » يرون شهر دى »؛ وفى شعاع الشمس يرون الفيىء . 

- وفى قلب العنب قد رأوا الخمر ؛ وفى الفناء المحض ٠»‏ رأوا الموجود . 


ا 


- والسماء من حولهم شاربة للجرعات » والشمس من جودهم » متشحة باللباس 
الذهبى !! 
- وعندما ترى منهم رفيقين مجتمعين ؛ يكونان واحدا » وستمائة ألف . 
- وأعدادهم على مثال الموج » فإن الريح هي التى جعلته (يبدو) متعددا . 
- وإن شمس الأرواح قد تفرقت داخل كوات الأبدال. 
- وعندما تنظر فى قرص الشمس فهو واحد فى حد ذاته » ومن هو محجوب 
بالأبدان » لا يزال فى شك . 
- إن التفرقة تكون فى الروح الحيوانية » والنفس الواحدة » هي الروح الإنسانية. 
- وما دام الحق قد رش عليهم نوره » فلا يتفرق أبدا نور.ه(١)‏ 
- ألا فلتتركنى لحظة أيها الرفيق الملول » حتى أسوق وصفا لخال من ذلك 
الجمال . ْ ْ 
- وإن جمال حاله لا يتأتى فى بيان » وما العالمان ؟ إنهما انعكاس لخاله . 
- وعندما أتحدث أنا عن خاله الجميل » يريد النطق أن يشق جسدى . 
- فأنا سعيد فى هذا البيدر كنملة » بحيث أحمل حملا يفوق استطاعتى . 

آفغلاق تقرير مغنى الحكابة بسبب مبل المستمع 


إلى استمام ظاهر الحكاية 
- ومتى يتركنى ذلك الحاسد للضياء ٠»‏ أن أقول ما هو فرض وما هو جدير 


بالقفول . 


. ج لع -مه ل دوو - والروح الإنسانية كنفس واحدة » والروح الحيوانية سفلى جامدة‎ )١١( 
وأية فائدة للموجود أهم من (قول) السر.‎ ٠ وأى أمر لعقلك مع هذا الهوس‎ - 


٠ 


6 - وإن البحر ليطف بالزبد ويقيم سدا » ويكون جزر ومن بعد الجزر يقوم 
بالمد . 
- فاستمع هذه اللحظة » وما المانع ؟ ربما مضى قلب المستمع إلى موضع آخر . 
-لقد انصرف خاطره إلى الصوفى الذى نزل ضيفا » وقى ذلك الهاجس انغخمس 
- ومن ثم صار لازما الانصراف عن هذا المقال»ء صوب تلك الحكاية وصفآ 
للحال . 
- فلا تعتير أن الصوفى هو هذه الصورة أيها العزيز ؛ فحتام أنت كالأطفال 
(متعلقا) بالجوز والزييب ؟ 
-٠٠‏ وأجسادنا هي الجوز. والزبيب يا بنى » فإن كنت رجلا دعك من هذين 
الشيئين ! 
- وإن لم تدعها فإن إكرام الحق يجعلك تدعها من فوق الطباق التسع . 
- واستمع الان إلى الحكاية » لكن انتيه » وافصل الحب عن التبن . 

التزام الخادم برعاية الدابة وإجماله 
- وعندما وصلت حلقة أولئك الصوفية طلاب الفائدة إلى آخر الوجد والطرب . 
- مدوا المائدة من أجل الضيف ٠‏ فتذكر الدابة فى تلك اللحظة . 
5 - فقال للخادم : امض إلى الحظيرة » وهيئ من أجل الدابة التبن والشعير. 
- قال : لاحول ؛ ما هذه الزيادة فى الكلام ؟! إن هذه الأمور هي عملى منذ أمد 
- قال : بلل شعيره من البداية » فإن ذلك الحمار هرم وأسنانه واهية . 
- قال : لا حول » ماذا تقول أيها العظيم ؟! إنما يتعلم منى (الناس) هذه الأعمال 


- قال : أنزل عنه السرج هونا » وضع دهان المنبلى على ظهره الجريح . 

-٠‏ قال : لا حول » الخلاصة أيها الحكيم » إن مئات الآلاف من أمثالك نزلوا 
علينا ضيوفا. 

- وكلهم مضوا عنا فى غاية الرضا » فالضيف هو بمثابة الروح والأهل عندنا 
- قال : اسقه » لكن ليكن (الماء) دافتا من الصنبور » قال : لا حول » إنما 
اعترانى الخجل منك . 

- قال : قلل من القش فى شعيره » قال : لاحول : اقصر من هذا الكلام . 

- قال : اكنس مكانه من الحصى والبعر » وإن كان مبللا » صب عليه ترابا 
جافا !! 

6- قال : لاحول » استعذ يا أبى بالله » وقلل الحديث مع الرسول الحكيم . 
- قال : خذ المشط » وحك به ظهر الحمار » قال : لا حول ؛ أخجل يا أبى(١)‏ . 
- قال الخادم هذا القول وسد باب (القول) سريعا » قائلا : لأمض وألقى بالتبن 
والشعير سَريعا . 


(0) جعرحمدر- .ودر - قال : قصر له طرف الزمام ٠‏ حتى لا يسقط عند التمرغ فى القيد 
- قال : لاحول ٠‏ لا تشكُ كثيرا أيها الأب » ومن أجل الحمار لا تتحامق 
كثيرا 
- قال : ألق "العراقة" على جسده سريعا » ذلك أن الليلة باردة بأنجم الفضل . 
- قال : لا حول ؛ لا تتحدث أيها الأب هكذا كثيرا » ولا تبحث عن العظام 
فى اللبن وهى لم تكن فيه . 
- إننى أكثر مهارة منك فى علمى » ويأتينى الضيوف من طبيب وصائغ 
- وأخدم كل ضيف بما يليق به » وأكون فى الخدمة (سعيدا) كالورد 
والسوسن . 


5 


- ومضى ولم يتذكر الحظيرة قط » وهدأ من ذلك الصوفى بحيث (نام) نوم 
الأرانب . 

- مخبى الخادم ومضنى إلى جمع من السوقة » وسخر من وصايا الصوفى . 
0- وكان الصوفى قد تأخر عن المسير وطال به (الوقت) » قفأخذ يحلم وهو 


مفتوح العينين ٠‏ 
- بأن حماره كان قد سقط بين براثن ذئب » وأن (الذئب) يقطع من(لحم) ظهره 
وفخذه ٠.‏ 


- فقال : لا حول » أى هذيان هذا » واعجبا ء أين ذلك الخادم الرحيم ؟!! 

- ثم أخذ يرى أن حماره فى مسيره » حينا يسقط فى بئر » وحينا فى حفرة. 
- وأخذ يرى من الواقعات السيئة اشكالا وألوانا » فأخذ يقرأ (الفاتحة) 
و (القارعة) . 

6- ققال: ما الحل ؟ لقد انصرف الرفاق » ومضوا » وأغلقو الأبواب (من 
ورائهم) جميعا . 

- ثم أخذ يقول : عجبا ألم يشاركنا ذلك المخادع الحقير الخبز و الملح ؟!! 

- إننى لم أبد له إلا اللطف واللين » فلماذا يبدى لى فى مقابله الحقد ؟ 

- وكل عداوة ينبغى أن يساندها سبب » وإلا فإن التجانس يلقن الوفاء . 

- ثم أخذ يقول:وآدم مع كل لطفه وجوده؛ متى كان قد جار على إبليس ذاك ؟! 
- وماذا فعل الإنسان للثعهان والعقرب ؟! بحيث لايفتأ يريد له الموت والألم 
- وخاصية الذئب التمزيق » وهذا الحسد بين الخلق ظاهر للعيان . 

- ثم أخذ يقول : إن سوء الظن هذا خط أ » فلماذا يكون ظني هكذا بأخي ؟ 
- ثم عاد يقول : بل إن سوء الظن من الحزم » وكل من لا يكون سئ الظن » 
' متى يبقى سالما ؟ 


2 


- وظل الصوفى فى وسوسته (وفكر) حماره إلى درجة لا كانت جزاء للأعداء 

ه” - وذلك الحمار المسكين بين التراب والحصى » مائل السرج » ممزق 

الزمام . 

- متعب” حتى الموت من الطريق ؛: وطوال الليل بلا علف » حينا يعانى نزع 

الروح وحينا يعانى الهلاك . 

- وأخذ الحمار يذكر طوال الليل قائلا : يا الله » لقد صرفت النظر عن الشعير 

فجد بقبضة من التبن. 

- وبلسان الحال أخذ يقول : أيها الشيوخ ٠»‏ الرحمة » فلقد هلكت من هذا الساذج 

الهازل . 

- وذلك الذى رآه ذلك الحمار من الألم والعذاب » يراه الطائر المنزلي من السيل 

العباب !! ْ 

0 - ثم رقد على جنبه تلك الليلة حتى الفجر » ذلك الحمار المسكين » من 

الجوع الشديد(١)‏ 

- وطلع النهار ؛ فأتى الخادم فى الصباح وسريعا وضع السرج على ظهره . 

- ووخزه وخزتين أو ثلاث متلما يفعل باعة الحمر » وفعل مع الحمار ما يليق 

بالكلب . 

- وبرطع الحمار من حدة الوخز » وأين اللسان لكى يشرح الحمار أحواله ؟! 
ظن أدل القافلة أن دابة الصوفى مريضة 

- وعندما ركب الصوفى واتخذ طريقه » أخذت (الدابة) تسقط فى كل لحظة . 





)00 ج/ 111-75 : أخذ يئن من فراق التبن والشعير ٠‏ ثملا من الشوق إليهما . وهكذا من المحئة والألم 
والحرقة أخذ يطلق الأهات طوال الليل حتى طلوع النهار . 


َك 


ه"- وكان الناس يرفعونها » وظنوا بأجمعهم أنها مريضة . 

- كان أحدهم يشد أذنيها بشدة » وكان آخر يبحث فيما بين فكيها وتحت لسانها . 
- وكان أحدهم يبحث فى حدوتها عن حصاة » وكان آخر يبحث فى عينها عن 
- ثم أخذوا يقولون : يا شيخ ما سبب هذا ؟ ألم تكن تقول بالأمس الشكر لله 
قهذا الحمار قوى . 

- قال : ذلك الحمار الذى كان قوته فى الليل حوقلات ٠‏ لا يستطيع السير إلا 
على هذا النمط . 

-٠‏ ولما كان قوت الحمار فى الليل من الحوقلات » فلاشك أنه يسيح طوال 
الليل » ويقضى يومه فى سجود(١)‏ 

- وأغلب الناس من أكلة لحوم البشر ٠‏ ققلل انتظار الأمان حتى من (مجرد) 
امهم : 

- وقلوبهم جميعا منازل للشيطان » فقلل من قبول الوسوسة من شياطين الإنس . 
- وكل من يسمع من نفثة الشيطان الحوقلة » يكون مثل ذلك الحمار يكب على 
رأسه 

- وكل من يتجرع فى الدنيا خداع الشيطان » ويتجرعه أيضاً من العدو 
المتط اهن بالصبداز + المد اتى + 

© - وفى طريق الإسلام وعلى جسر الصراط : يكب على ر أسه مثل ذلك 
الكفاة يتفقطا:: 


)١(‏ ج/" - 145 : - وإذا لم يكن أحد ممتحنا من همك ٠؛‏ فينبغى لك القيام بكل أمرك 


د 


- فلا تستمع إلى إغواءات صديق السوء » حذار » وأنظر إلى الشبكه ولا تمش 
على الأرض آمنا . 

- وانظر إلى مائة الف إبليس يحوقلون ٠‏ فيا آدم » أنظر إلى إبلي س(داخل) 
الحية !! 

- يفح قائلا لك : يا حبيبى » ويا صديقى ؛ حتى يسلخ عن (هذا المسمى) صديقا 
الجلد كالقصاب. 

- ينفث حتى يسلخ جلدك » وويل لذلك الذى يذوق الأفيون من (أيدى) الأعداء . 
- يضع قدمه على رأسك وكأنه القصاب » وينفث حتى يسفك دمك بغلظة 
وشدة . 

- وكالأسد » قم بصيدك بنفسك » واترك إغواء القريب والبعيد . 

- واعلم أن رعاية الأخساء من قبل رعاية ذلك الخادم » والعزلة أفضل من 
إغواء الأخساء!! 

- ولا تجعل لنفسك منزلا فى أرض الناس » وقم بالعمل لنفسك ‏ ولا تقم بالعمل 
للغريب . 

- فمن هو الغريب ؟ إنه جسدك المخلوق من تراب » وهو الذى يكون من أجله 
كل همك !! 

5- وما دمت تمد الجسد بالدسم والحلو» فإنك لا ترى سمنة (وصحة) فى 
جوهرك !! 

- والجسد حتى وإن ربا بين المسك ٠‏ يفوح منه النتن ٠‏ فى يوم الوفاة . 

- فلا تضمخ الجسد بالمسك » بل ضمخ به القلب » وما هو مسك (القلب) ؟ إنه 
اسم ذى الجلال الطاهر . 


ك2 


- وذلك المنافق يضمخ جسده بالمسك » ويضع الروح فى قاع المستوقد !! 

- فاسم الحق على اللسئان » وفى روحه » أنواع العفن من فكره الذى لا إيمان فيه 
-٠‏ والذكر منه كخضرة فوق دمن »؛ كأنها ورد وسوسن على رأس 
مرحاض. 

- وذلك النيات في ذلك المكان على سبيل العارية » فإن الموضع (الحقيقى) لذلك 
الورد المحفل ومجلس اللهو !! 

- والطيبات إنما تتجه نحو الطيبين » والخبيثات للخبيثين عألا فلتنتبه !! 

- ولا تكن حقودا » كأولئك الذين ضلوا من الحقد ء فقبور أولئك الذين أضلهم 
الحقد توضع إلى جوار قبور الحاقدين !! 

- والجحيم هو أُصل الحقد » وحقدك ٠‏ جزء من ذلك الكل » وخصم لدينك . . 
- وما دمت جزءا من الجحيم فانتبه » فإنما يقر قرار الجزء إلى جوار (كله) 
- والمر يقينا يلحق بمن فيهم هذه الصفة » ومتى يكون نفس الباطل قرينا للحق ؟ 
- وإن كنت جزءا من الجنة يا ذائع الصيت ٠»‏ فان سروروك وعيشك يكون ثابتا 
فى الجنة . 

- ويا أيها الأخ إنك أنت نفس ما لديك من فكر » وما بقى منك عظام وعروق. 
- فان كان فكرك وردا » فأنت روضة » وإن كان شوكا » فأنت مستوقد . 
- وإن كنت ماء ورد فإنما تعطر بك الجيوب » وإن كنت كالبول فإنهم 
يلقون بك بعيدا . 

- وانظر إلى صناديق العطارين » فإن كل بضاعة توضع إلى جوار جنسها !! 
- ثم إن البضائع قد اختلطت ببعضها » ومن هذا التجانس ٠»‏ إنبتفت زينة تسر 


الناظرين . 


لا 


- حتى وإن إمتزج العود والسكر عنده » فإنه يستطيع أن يفصل كل واحد منهما 
عن الآخر !! 

- لقد انكسرت الصناديق ؛ وسالت الأرواح » واختلط الصالح والطالح كل منهما 
مع الآخر(١)‏ 

- وأرسل الله تعالى الأنبياء بالكتب » حتى يوضع كل صنف من هذه 
الحبوب فى طبقه(؟) 

- ومن قبلهم كنا جميعا بأجا واحدا » ولم يكن أحد يعلم أخيارا كنا أو أشرارا 
- وكان الزائف والصحيح كلاهما يمضيان في الدنيا » فقد كان الليل سائدا 
مدلهما » ونحن كالسراة فيه . 

- حتى أشرقت شمس الأنبياء » وقالت : أيها الزائف ابتعد » وأيها الخالص 
الصحيح تعال . 

- والعين تستطيع أن تفرق بين الألوان » والعين تستطيع أن تميز بين الياقوت 
والحجر . 

- والعين تستطيع أن تميز بين الجوهر والقذى » ومن هنا فإن القذى يؤذي 
العين بوخزه . 

- وهؤلاء الزائفون أعداء للنهار » وأنواع الذهب في المناجم عشاق للنهار . 
- ذلك أن النهار هو مرآة التعريف » وذلك لكي يلقى الذهب الأشرفي التشريف . 
- ومن هنا فإن الحق جعل القيامة يوما ' نهار" » فالنهار هو الذي يبدي جمال 
الأصفر والأخضر . 





. ولقد أرسل الحق الأنبياء من أجل هذا » حتى يفصل فيهم بين الكفر والدين‎ - : ٠٠١ - ج/”‎ )١[ 
. والمؤمن والكافر والمسلم واليهودى , كانوا يبدون من قبلهم على نمط واحد‎ : ٠١ - "/ )اج‎ 


م2 


- ومن تم إن النهار في الحقيقة هو سر الأولياء ء والنهار أمام " وجوههم " 
القمرية كأنه الظلال . 

- قاعلم' أن النهار هو انعكاس أسرار رجال الحق » وانعكاس سترهم هو 
الليل الذى يغمض العيون . 

- ومن هنا قال الله : " والضحى " » والضحى هو نور ضمير المصطفى !! 
- ومن قائل أن هذا الضحى هو مطلب الحبيب » ذلك أنه كان إنعكاسا لنوره . 
- وإلا فإن القسم بالفانى لا يصح ٠‏ والفناء في حد ذاته أية جدارة له بأن يتحدث 
عن الله ؟! 

- وإن كان الخليل قد قال " لا أحب الآفلين " » فكيف يطلب الله سبحانه وتعالى 
شيئا فانيا ؟ . ١‏ 
-”٠٠‏ لقد قال ذلك الخليل : لا أحب الآفلين » فمتى يقسم بالفاني الرب الجليل ؟! 
- ثم إن " والليل " هي ستره » على جسده ذاك المصاب بالصدأ . 

- وعندما أشرقت شمسه من ذاك الفلك » قال لليل الجسد : إنتبه .. ما ودعك . 
- ووجد الوصل من عين البلاء » ومن حلاوته نزلت " ما قلى ", 

- وكل عبارة في حد ذاتها علامة على حال » والحال بمثابة اليد » والعبارة 
كالآانة. 

6- وآلة الصائغ في يد الخذاء » تكون كبذرة تزرع في أرض رملية . 

- وآلة الإسكاف عند الزارع » تكون كوضع القش أمام الكلب والعظام أمام 
الحمار . 

- لقد كانت " أنا الحق " نورا بين شفتي المنصور » وكانت " أنا الله " من شفتي 
فرعون زورا وبهتانا ٠‏ 


- ولقد كانت العصا في يد موسى دليلا » وكانت في كف الساحر هباءً 


منثلورا. 
- ومن هنا فإن عيسى عليه السلام " لم يكن يريد " أن يعلم رفيق الطريق اسم 
الحي الصمد . 


"٠‏ لأنه لا يعلم » ويعيب على الآلة » وأنت إن ضريت حجرا بمدر » متى 
تشتعل النار ؟. 

- واليد والآلنة مثيلان للحجر والحديد » ينبغي أن يقترنا » ومن أجل الميلاد ٠‏ 
ينبغي أن يكون هناك زوج وزوجة . 

- وذلك الذي جل عن الزوج والآلة هو الواحد الأحد » وفي العدد شك » وهذا 
. الواحد لاريب فيه . 

الواحد . 

- وعندما يُستبعد الحول » يصيرون على نسق واحد » ويصبح القائلون 
بالإثنين والثلاثة قائلين بالواحد . 

65- وإن كنت في ميدانه " كرة " قائلة بالواحد »ء فإنما يثار الغبار قي 
الميدان " بك " من صولجانه . 

- وتصبح الكرة آنذاك مستوية مبرأة من النقصان » كما أنها تصبح راقصة من 
ضربة المليك . 

- واستمع إلى " هذه المعاني " أيها الأحول بوعيك » وعالج عينيك عن طريق 
الأذن . 


- ومن ثم فالكلام الطاهر في القلوب العمياء لا يستقر » بل يمضي إلى أصل 
النور . 
- ووسوسة الشيطان تلك في القلوب المعوجة » تمضي وكأنها النعل المعوجة في 
قدم معوجة . 
*- وحتى إن قمت( بتعلم) الحكمة عن طريق التكرار » ما دمت لست من 
أهلها » فإنها تفر منك . 
- حتى وإن كتبتها ودللت عليها ء أو ثرثرت بها » وأخذت تبينتها . 
- فإنها تحجب وجهها عنك يا شديد العقادد » وتحطم القيود » وتفر منك . 
- وإن لم تقرأ » لكنه يرى حرقتك » يكون العلم هو الطائر المدرب على يديك . 
- وهو لا يستقر عند كل من لا يكون ماهرا في صنعته » ويكون كأنه الطالووس 
في منزل القروي . 

عثور الملك على الصقر كي منزل عجوز طاعن في السن 
*- ليس الدين هو ذلك البازي الذي هرب من الملك » إلى تلك العجوز التي 
تنخل الدقيق . 
- حتى تطبخ عصيدة لأولادما ء فرأت ذلك الصقر الجميل الأصيل . 
- فقيدت سويقيه » وقصقصت جناحه » وقلمت أظافره » ووضعت القش أمامه 
قوتا . 
- وقالت : إن أولئك الأخساء لم يقوموا برعايتك كما ينبغي » فطال جناحك 
زيادة عن الحد » وطالت أظافرك . 
- ويد كل خسيس تصيبك بالمرض ٠‏ فتعال إلى أمك » كي تقوم برعايتك . 


اد 


.“ا"- واعلم أن حب الجاهل يكون على هذا النسق أيها الرفيق » فالجاهل يمشي 
معوجا دائما في الطريق . 

- وذات يوم تأخر الملك في البحث عنه » حتى وصل إلى منزل تلك العجوز 
ومخيمها . 

- فرأى الصقر فجأة بين العناء والهم , فأجهش عليه بالبكاء وناح . 

- وقال له : مهما كان هذا الجزاء فهو من فعل يدك » لأنك لم تكن صادق الوفاء 
لنا ؛ 

- فكيف تهرب من جنة الخلد إلى الجحيم » غافلا عن " لا يستوي أصحاب الجنة 
وأصحاب النار" ؟! 

ه"- وهذا جزاء من يهرب من الملك. العزيز » حائرا نحو منزل إمرأة 
عجوز )١(.‏ 

- وأخذ الصقر يحك يد الملك بجناحه ء ويقول بلا السان : لقد أذنيت . 

- ومن ثم فأين يتض رع ويئن اللئيم ء إن لم تكن قابلا إلا الطيب أيها 


الكريم ؟!(؟) 
- وإن لطف المليك ليجعل من الروح باحثة عن الذنب ٠‏ ذلك لأن المليك يجعل 
كل قبيح جميلا . 


- فامض ٠‏ ولا ترتكب الإثم » فإنه حتى حستاتنا تبدو قبيحة أمام فاتئنا . 
-٠‏ ولقد رفعت لواء العصيان »ء ذلك أنك ظننت أن لعبادتك أجرا . 


(1) ج/770-5:- هي عجوز نتنة هذه الدنيا الدنية » وكل من مال إليها ذليل غبي. - فالدنيا جاهلة وعابدة 
للجاهل » والعاقل هو من نجا من تلك الجاهلة . - وكل من يكون نجيا للجاهل » يحبق به ما حاق يذلك الصقر . 
(؟) ج/10-5:- - وأين يضع رأسه الظلوم الخجل ٠‏ إلا على عتبتك أيها الغفور ؟ 


6. 


- وعندما أذن لك بالذكر والدعاء » امتلاً قلبك بالغرور من هذا الدعاء . 
- ورأيت نفسك أيضا متحدثا مع الله ء وما أكثر الذين أبعدوا من جراء هذا 


اللن . 
- والملك حتى وإن جلس معك الأرض » إعرف " قدر " نفسك » واج 
حدى إعخر لل و 


- قال البازي : أيها الملك » لقد ندمت » وتبت » ودخلت من جديد في الإسلام 
ه*- وذلك الذى أصبته بالسكر وصار صيادا للأسود ؛ إن مشى متمايلا من 
السكر ؛ فالتمس له العذر . 

- وإن كنت قد فقدت المخالب وأنت لي » فإنني أقتلع لواء الشمس !! 

- وإن كان قد ذهب عني الجناح » وتلطفت علي » فإن الفلك نفسه ينقل عني في 
ممارسته لفنون الصقور . 

- وإن تهبني شرف خدمتك » أحطم الجبل » وإن وهبتني قلم " السلطة " أحطم 
الأعلام . 

- وإن جسدي في النهاية ليس أضعف من جسد البعوضة ٠‏ فإنني بجناحي 
أزيل ملكا " كملك " النمرود . 

"- فاعتبر أنني في ضعفي كطير الأبابيل » واعتبر أن كل خصم يمثابة الفيل 
- فإنني ألقي حصاة" بحجم " البندقة » بندقة .محرقة » والبندقة في فعلي كمائة 
- وحصاتي - وإن كانت كحبة الحمص » لا تتبقى منها في الهيجاء رأس 
ولااخوذة. 


- لقد أتى موسى إلى الوغى بعصا واحدة » وهاجم بها فرعون ذاك وسيوفه 


“اد 


- وكل رسول قرع هذا الباب بمفرده » وصمد بمفرده أمام كل الآفاق . 

هه"- ونوح » عندما طلب منه سيفاء صار منه موج الطوفان في طبع 
السيف . 

- ويا أحمد » ماذا تكون جيوش الأرض " أمامك ' ؟ » أنظر إلئ القمر فوق 
الفلك » وشق جبينه ٠‏ 

- حتى تعلم " كواكب " السعد والنحس الغافلة » أن النوبة نوبتك » وليست نوبة 
القمر !! [ 

- النوبة نوبتك » ذلك أن موسى الكليم » كان يرجو دائما أن يكون من أمتك . 
- وذلك لأنه رأى عز نوبتك » وأن صبح التجلي كان ينبثق منها . 

6 فقال : يا رب » ياله من عهد للرحمة !! » لقد فاقت حدود الرحمة » إنها 
رفية !! ا 

- فأغرق موسى الذات في البحار » ثم استخرجه منها إبان نوبة أحممد . 

- قال : ياموسى » لقد أبديت لك هذا الأمرا» وفتحت لك طريق الخلوة . 

- فأنت في هذه النوبة بعيد عن تلك النوبة أيها الكليم » فاضمم ساقيك ٠»‏ فهذا 
الكليم طويل عليك . 

- وأنا كريم » أبدي الخبز لعبدي ٠‏ حتى ليغلبه البكاء طمعا فيه . 

5 والأم تحك أنف طفلها .ء لكي يستيقظ » ويطلب الطعام . 

- لأنه قد نام جائتعما غافلا » وهذان الثديان يشعران بالوخز ؛ من أجل إدرار 
اللين له . 


- ' كنت كنزا رحمة مخفية ؛ فانبعئت أمة مهدية " )١(‏ 


(') بالعربية في المتن . 


- وكل كرامات تطلبها بروحك ٠»‏ قد أبداها هو لك ؛» حتى تطمع فيها . 

- ولقد حطم أحمد الأصنام في هذه الدنيا فترة من الزمان » حتى أصبح أتباعه 
عابدين لله . 

- ولو لم يكن جهد أحمد ء» لكنت أنت أيضا عابدا للصنم » مثل أجدادك . 

- ولقد خلص رأسك هذه من السجود للصنم » حتى تعرف حقه على الأمم . 

- وإن تحدثت ٠»‏ فاشكر هذا الخلاص » حتى يخلصك بأجمعك من صتم الباطن . 
- وما دام قد خلص رأسك من السجود للأصنام » فبتلك القوة » خلص أنت أيضا 


القلبي . 
- وإنك لتمتنع عن شكر " الله" أن " حباك " الدين » لأنك ورثته عن أبيك 
بالمجان . 


ها- ومتى يعلم الوارث قدر المال » لقد جاهد رستم جهاد المستميت ٠‏ ونال 
زال " نتيجة سعيه" بالمجان . 
- وعندما تبكي ٠‏ تفور رحمتي » وذلك الذي يجأر لي" بالدعاء' ينال نعمتي . 
- وإن لم أكن سأعطي » فإنني لا أيدي » وما دمت قد قيدته " إلي " » فلافتح له 
القلب . 
- وإن رحمتي موقوفة على هذا البكاء الجميل » وما دام المرء ققد بكى » فقد 
ارتفع الموج من بحر الرحمة .(1) 

شراء الشيخ أحمد بن خضروبه الحلوى لغرمائه بإلهام 

من الحق تعالى 

- كان هناك أحد المشايخ مدينا على الدوام » وذلك من فرط جود ذلك الشهير . 


)١(‏ ج/-555:- وما لم يبك السحاب ١‏ متى تضحك الرياض ؟ وما لم يبك الطفل . متى يفور اللبن من 
الثدي ؟ 


ده 


*- وكان قد اقترض عشرات الآلاف من العظام » وأنفقها على فقراء 
الدنيا. 

- كما أقام من القروض زاوية » وأنفق المال والروح والزاوية . 

- وكان الله تعالى يقضي عنه الدين في كل مكان » والله سبحانه وتعالى جعل 
الرمل دقيقا للخليل . 

- وقال الرسولي» : هناك في الأسواق دائما ملكان يقومان بالدعاء . 

- قائلين : اللهم أعط المنفقين الخلقف » واللهم أصب الممسكين بالتلف . 

65- وبخاصة ذلك المنفق الذي جاد بالروح » وضحى بحلقه للخلاق . 

- وقدم حلقه وكأنه إسماعيل » ولم تجرؤ السكين على العمل في حلقه . 

-ومن ثم فالشهداء أحياء وفرح ون ٠»‏ فلا تنظر إلى هذا الجسد كالمجوسي . 
-ومادام قد أخلف عليهم بالروح الباقية » فالروح آمنة من الحزن والعناء 
والشثقاء. 

- وظل الشيخ المدين لسنوات على ديدنه هذا » يأخذ ورد » كما ينبغي 
- وكان يغرس البذور من أجل يوم الأجل » حتى يصبح يوم الأجل الأمير 
الأجل . 

- وعندما بلغ عمر الشيخ منتهاه » ورأى في جسده أمارات الموت . 

- كتج الذاكون خؤتلحه +:والشيخ يذزي سعدا وفاته #ميحنة : 

- وصار الدائنون قانطين عبوسين , لقد تجمع ألم القلوب مع ألم الكلى . 

- وقال الشيخ : أنظر إلى هؤلاء الذين يسيئون الظن » أليس عند الحق أربعمائة 
دينار ؟!” 


كت 


6- وصاح صبي من الخارج مناديا على حلواه » وظل يكرر النداء أملا في 
دائق ٠.‏ 

- وأشار الشيخ إلى الخادم برأسه بما معناه : إمض »؛ واشتر كل هذه 
الحالوى. 

- ربما عندما يأكل الغرماء من هذه الحلوى » لا ينظرون إلى بغضب ومرارة 
لحظة واحدة . 

- وفي التو خرج الخادم من الباب » حتى يشتري كل الحلوى بثمنها . 

- وسأله : يكم هذه الحلوى جملة ؟ قال الصيي : نصف دينار وقليل . 

.- قال : لا » لا تزد في الثمن على الصوفية » لأعطيك نصف دينار » ولا 
تتحدث ثأنية . 

- ووضع الطبق أمام الشيخ ٠»‏ فانظر إلى بواطن الشيخ التي تفكر في الأسرار !! 
- وأشار إلى الغرماء ٠»‏ إن هذا النوال على سييل التبرك » فكلوه هنيئا حلالا . 
- وعندما فرغ الطبق » أخذه ذلك الصبي ٠؛‏ وقال : هات الثمن يا ذا النهى . 

- قال الشيخ : من أين آتي بالدراهم ؟ إنني مدين » وأمضي صوب العدم !! 

6 - ومن غضبه » ألقى الصيي بالطيق على الأرض »؛ وبدأ في الشكوى 
والبكاء والصراخ . 

-- ليتني طوفت حول مستوقدء ولم أمر بياب هذه الزاوية. 

- فالصوفية الشرهون الطماعون ؛ لهم قلوب كالكلاب ؛ وملحاحون كالقطط . 
- ومن ضجيج الصبي » تجمع حوله الئاس من كل صنف » وتجمع حوله ما 
يشبه الحشر . 


/ات 


-٠‏ ودخل على الشيخ صائحا : أيها الغليظ » تيقن أن " الأسطى " سوف 
- وإن ذهبت إليه خاوي الوفاض ء سوف يقتلني » فهل تجيز هذا ؟ 

- واتجه اولئك الغرماء أيضا إلى الشيخ قائلين : ما الخبر هذه المرة ؟ 

- لقد أكلت أموالنا » وحملت مظالمها » فأي ظلم هذا إذن تضعه فوقها ؟ 

- وبكى ذلك الصبي حتى صلاة العصر » والشيخ قد أغمض عينيه » لا ينظر 
إليه. 

6- كان الشيخ فارغ " الفؤاد " من الجفاء والخلاف » وقد غطى وجهه 
القمري باللحاف !! 

- كان سعيدا مع الأبد سعيدا مع الأزل » مسرور الخاطر » فارغ الفؤاد من 
تشنيع الخواضن والعوام :: 

- فذلك الذي تتهلل الروح في وجهه وكأنها السكر » أى ضير يصيبه .من عبوس 
الناس في وجهه ؟ 

- وذلك الذي تقبل الروح عينيه » متى يهتم بالفلك أو بغضبه ؟ 

- وفي الليلة المقمرة » أى بأس على القمر من الكلاب ومن نباحها ؟ 

- فالكلب كان يقوم بواجبه ء والقمر يبسط أنواره على الوج وه . 

- وإن كل إمريء ليقوم بشتونه .ء والماء لا يترك صفاءه من أجل خسيس 
- والقذى يمضي » كما يمضي القذى فوق سطح الماء » والماء يمضي صافيا 
دون إضطراب . 

- والمصطفى يشق القمر في منتصف الليل » بينما أبو لهب يجدف من الحقد 
- وذلك المسيح يقوم بإحياء الموتى » وذلك اليهودي يقتلع شاربه غضبا . 


مه 


6- فهل يصل نباح الكلب أبدا إلى أذن القمر ؟ وبخاصة القمر الذي يكون من 
خواص الله ؟ 

- والملك يشرب على حافة الجدول حتى السحر » ويشغل بالسماع » غير آبه. 
بنقيق الضفادع . 

- ولقد وزع يعضهم على الصبي بعض الدوانيق » لكن همة الشيخ قطعت ذلك 
الستكيصساء.: 

- حتى لا يعطي أحد ذلك الصبي شيئا » وقوة المشايخ تزيد على هذا أيضا 
- وانتهت صلاة العصر » فجاء خادم » وفي كفه طبق » من جواد مثيل لحاتم . 
- فلقد أرسل صاحب مال وحال هدية إلى الشيخ ٠»‏ إذ كان عالما بأمره . 

- وفي جانب الطبق أربعمائة دينار » ونصف دينار أيضا ملفوف في ورقة . 
- ودخل الخادم » وأدى فروض الطاعة للشيخ » ووضع ذلك الطبق أمام الشيخ 
الفريد . 

- وعندما كشف عن ذلك الطبق الغطاء » ورأى الخلق هذه الكرامة منه ؛ 

- سرعان ما انطلقت الآهات والصيحات من الجميع » قائلين : يا رأس المشايخ 
والملوك » أي شيء كان هذا ؟ 

- أي سر هذا ؟وأية ملوكية مرة ثانية ؟ يا سيد سادة المر ؟ 

- إننا لم نكن نعلم » فاعف عنا » فلقد كان ذلك الكلام الذي صدر عنا شديد اللغو 
- ونحن الذين كنا نلوح بالعصي كما يفعل العمييان »ء لا جرم أننا كسرنا 
القناديل . 

- ونحن كالصم دون أن نسمع أي خطاب هء أجبنا هازلين اعتمادا على 
قياسنا. 


58 


- كما أننا لم ننتتصح بموسى » ذلك الذي صار من إنكاره على الخضر شاحب 


٠‏ 4- ومع مثل هاتين العينين اللتين تسرعان إلى العلا » ونور عينيه الذى كان 
يشق السموات . 


- ويا موسى » لقد قارن عينه التي تشبه عين فأر الطاحون بعينك !! 
- وقال الشيخ : إن كل هذا القول والمقال ؛ سامحتكم فيه » فليكن حلالا لكم . 
- والسر هو أنني طليت من الله ء فلا جرم أنه أبدى لي الطريق السلييم . 
- وقال : إن ذلك الدينار وإن كان مبلغا قليلا » إلا أنه موقوف على بكاء الصبي 
وصياحه !! 
وما لم يبك الصبي بائع الحلوى » فإن بحر الرحمة لا يجيش بالعطاء 
- أيها الأخ » إن الطفل هو إنسان عينك » واعلم تماما أن رغبته موقوفة على 
النواح والبكاء )١(.‏ 
- وإن كنت تريد أن تصل إليك هذه الخلعة ٠‏ فاجعل إنسان العين باكيا على 
الج 

تخويف أحدهم لزاهد قائلا : قكل البكاء لئلا تصاب بالعمى 
- قال لزاهد أحد أصدقائه : إبك قليلا في عبادتك » حتى لا تصاب عينك بالخلل 
- قال الزاهد : إن الأمر لا يخرج عن شيئين » فإما أن ترى العين ذلك الجمال 
أو لا تراه . 
- فإن رأت نور الحق » أي حزن من بعد ؟ وما أهون عينين " ثمنا " 
للوصول إلى الحق . 


. وأن يتبدل الحرمان إلى ورد‎ ٠ ج/ 7217-5:- وإذا كنث تريد أن يحل المشكل‎ )١( 


0 


- وإن لم تكن تريد رؤية الحق » فقل لها إبيضي » وقل لمثل هذه العين الشقية : 
ألا فلتصابي بالعمى . 
- ولا يزدد همك على العين ؛ ما دام عيسى ذاك لك » ولا تمش معوجا » حتى 
- وإن عيسى روحك لحاضر معك » فاطلب منه النصرة » فهو ناصر طيب . 

- لكن سخرة الجسد الملشيء بالعظام » لا تضعها على قلب عيسى قي كل 
هه - مثل ذلك الأبله الذى ذكرناه في القصة » " مثلا " من أجل الصادقين . 

- ولا تطلب حياة الجسد من عيسى " الخاص بك " » ولا تطلب هوى فرعون 
من موسى الخاص بك . 

- وقلل من وضع هم المعاش على قلبك » فالقوت لايفل » لكن على عتبتته. 
- وهذا البدن مجرد خيمة حول الروح » أو على مثال السفينة بالنسبة لنوح . 

- وعندما يوجد التركي » يجد المعسكر » خاصة عندما يكون عزيزا لدى عتبة " 
السلطان " . 

إتمام خصة إحباء العظام بدعاء عبيسو عه 

(0) 

6 - ولقد قرأ عيسى اسم الحق على العظام » بناءً على التماس ذلك الشاب . 
- وحكم الله من أجل ذلك الرجل الساذج » أحيا صورة تلك العظقام . 


- ومنها قفز أسد أسود ء وهجم بمخالبه » ومزق جسده . 


)١(‏ ج/-1::- رأى عيسى أن هذا الرفيق الأبله ء لايعرف طريقا سوى العناد .- ولا يرتدع لنصيحة من 
بلهه » ويظن به بخلا من لاله . 


5١ 


- ونزع رأسه ء فسال مخه منها لتوه » مخ جوزة لا لباب فيها. 

- فلو كان له مخ » لما حدث نقص على جسده أصلا من تمزقه. 

6- قال عيسى : لماذا مزقته هكذا سريعا ؟ قال " لأنك قد تضايقت 
منه. 

- وقال عيسى : لماذا لم تشرب من دم الرجل ؟ أجاب : لم يكن رزقا لي 
فيما قسم من الأزل . 

- وما أكثر الذين مضوا عن هذا العالمن » مثل ذلك الأسد الهصور » دون أن 
يأكلوا صيدهم . 

- ليس له نصيب مثقال قشة » وحرصه كالجيل » لا نصيب له » بينما حصل 
الأنصبة " للآخرين '(01) . 

- ويا من كتبت علينا في الدنيا السخرة والإجبار » خلصنا منها. 

- ولقد أظهرت لنا الطعم » وكان شصاء ألا فلتبده لنا يا إلهي كما هو 
عليه. 


- قال الأسد : أيها المسيح ٠‏ إن هذا الصيد » كان خالصا من أجل الاعتي ار 
- وإن كان ثم رزق قد بقي لي في هذه الدنيا » فأي أمر كان يكون لي في 
الأصل مع الموتى ؟ 

- وإن هذا جزاء من يجدالماء الصافي » ثم يبول كالحمار في الجدول الصافي . 
- ولو علم الحمار قيمة ذلك الجدول » لوضع رأسه فيه بدلا من أن يضع قدمه . 
- ويجد مثل ذلك الرسول » قيما على ماء " المعرفة " مرب للحياة ؛ 

- ثم لاايموت أماميه بأمر " كن" » قائلا له : يا أمير الماء أحيغن ا !! 





)1س( ج/-725:- لقد جمع المال ومضى صوب القير » وأقام أعداوه احتفالا بعوته. 


5 


- فحذار ٠‏ لا تطلب الحياة لكلب نفسك » فهو عدو لروحك من قديم النمان 
- وليكن التراب على رأس تلك العظا التي تكون حائلا أمام ذلك الكلب عن 


صيد الروح . 
- ولست كلبا ء فكيف تكون عاشقا للعظم » ولماذا تكون عاشقا للدم كدودة 
العلق ؟ 


- وأي عين هذه التي لا تحتوي على رؤية ؟! وليس لها عند أنواع 
الامتحان إلا الفضيحة ؟! 

- والظنون تكون بين الحين والآخر من قبيل السهو » وأي ظن هذا من هذا 
الأعمى الذي جاء من الطريق ؟ 

- فتعالي أيتها العين » أتنوحين على الغير ؟ ألا فلتجلسي فترة تبكين على نفسك 
- ومن السحاب الباكي » يصير الغصن طريا » وذلك الشمع من بكائه » يزداد 
وا ْ 

- فاقبع حيثما تجد أناسا ينوحون ٠‏ ذلك أنك أولى بالأنين . 

6- ذلك أنهم فانون في الفراق » غافلون عن يكاء المنسويين إلى 
- وذلك أن صورة التقليد سد أمام القلب » فامض » وامح بدمع العين هذا السد . 
- فإن التقليد آفة على كل حسن » وهو قشة » وإن كان يبدو جبلا راسخا . 

- وإذا كان المرء ضريرا » فهو سمين حاد الغضب »؛ وما دام لا يملك عينا ‏ 
فاعتيره قطعة من اللحم . 

- هذا وإن كان يتحدث بحديث أدق من الشعرة » فإن باطنه يظل بلا دراية عن 


إلى 


حديدةه . 


5 


- إنه ثمل بكلامه » لكن بين موضعه وبين الخمر طريقا طويلا . 

- وهو مثل نهر » لا يشرب ماءه » وعن طريقه » يصل الماء إلى الشاريين . 
- والماء في النهر لايقر له قرار ؛ ذلك أن النهر ليس ظمان وليس شاربا للماء . 
- وكالناي » يئن أنينا حزينا ء لكنه يفعل ذلك سخرة من أجل سامع . 

- والنائح المقلد عند الحديث » لا يكون له مراد سوى الطمع ء ذلك الخبيث . 


6- والنائح إنما يتحدث بحديث موجمع »ء لكن أين حرقة قلبه وطرف ردائه 


الممزق ؟ 
- وهناك فروق بين المقلد والمحقق » فهذا متل داود » أما الآخر فهو رجع 
الصدى . 


- وقول هذا نابع من الحرقة » وذلك المقلد يكون متعلما للقديم . 

- فحذار » لا تختر بهذا القول الحزين ؛ فالحمل على الثور » ومن العجلة الأنين 
- وليس المقلد أيضا محروما من الثواب » والنائح أيضا له أجره يوم الحساب . 
٠.ه-‏ والكافر والمؤمن كلاهما يقول يا الله » لكن بينهما فرقا شاسعا . 

- قذلك الشحاذ يقول يا ألله من أجل الخبز »٠‏ بينما يقولها المتقي من لب الروح . 
- ولو كان الشحاذ يعلم " حقيقة " ما ينطق به ء لم تيق " قيمة " أمام عينيه لقليل 
أو كثير . 

- إنه يقول " يا ألله " ذلك الطالب للخبز لسنوات » إنه كالحمار يحمل المصحف 
من أجل التبن . 

- ولو أن قول شفتيه إنعكس نوره على قلبه » لتفتت جسده إلى ذرات . 

6 - واسم الشيطان يؤتي أكله في فعل السحر » وأنت تريد أن تكسب من اسم 
الله شروي نقير ؟! 


0 


حك القروي ني الظلمة للأسد ظنا منه أنه ثُوره 
- ريط قروي ثوره في الحظيرة ؛ فأكل الأسد ثوره » وقيع في مكانه . 
- وذهب القروي في النهاية إلى الحظيرة ء وأخذ ذلك الطلعة يبحث عن 
الثور في " ظلمة " الليل . 
- وأخذ يحك بيده على أعضاء الأسد » على ظهره وجنبيه » حينا إلى أعلى » 
وحينا إلى أسفل . 
- وقال الأسد "في نفسه " لو كان الضوء زائدا » لتمزقت مرارته " خوفا" ولصار 
قليه دما . 
- إن مثل ذلك الوقح يدلك " جسدي " لأنه في هذا الليل يظنني الثور. 
- والحق يقول : أيها المغرور الأعمى » أليس من اسمي تمزق جبل الطور 
إربا؟! 
- مضداقا ل" لو أنزلنا كتابا للجبل » لانصدع ثم انقطع ثم ارتحعل " )١(.‏ 
- ولو كان جبل أحد عارفا بي » لتمزق » ولامتلاً قلبه دما . 
- ولأنك سمعت هذه الأمور من أبيك وأمك ٠‏ فلا شك أنك تعلقت بها غافلا 
" عن مغزاههفا". 
5- ولو أنك وقفت عليها لا عن طريق التقليد ؛ تصبح بلا أمارات مثل 


فافت:* لعن 
- واستمع إلى هذه القصة ” التي أسوقها " تخويفا لك » حتى تعلم آفة 
التقلبيد . 


0 


بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع 
- وصل صوفي إلى الزاوية من الطريق ٠»‏ وأخذ مطيته وربطها في الحظيرة. 


. بالعربية في المتن‎ )١( 


- وسقاها وأطعمها بنفسه » ليس مثل ذلك الصوفي الذي تحدثنا عنه آنفا . 


- واحتاط لها من كل سهو ومن كل تخبط »؛ ولكن عندما يحم القضاء » أى نفع 


للاحتياط ؟ 

- كان الصوفية مملقين فقراء ء "وكاد الفقر أن يعي كفرا يبير )١("‏ 

- ويا أيها الغني » لا تضحك لأنك شبسعء على سوء حال ذلك الفقير 
المتأللم. 


- وبسبب إملاق ذلك القطيع من الصوفية ء قاموا جميعا ببيع الحمار . 
-.فمن الضرورة تباح الميتة »ء ورب فساد صار من الضرورة صلاحا . 

- لقد باعوا ذلك الحُمير في التو واللحنظة ٠‏ وأتوا بالدسم وأضاءوا الشموع . 
6- وقامت ضجة في الزاوية »" وتواترت الأنباء" بأن الليلة لدينا السماع 
والدسم والشره !! 

- فحتام هذا الصبر وهذا الطي لثلاثة أيام حتام ؟ وحتام هذا الزنبيل وهذا التسول 
حتام ؟ 

- نحن أيضا من البشر » ولنا روح »؛ والليلة ليحل الإقيال ضيفا علينا. 
- ومن هنا أخذوا ييذرون بذور الباطل » وما ليس متعلقا بالروح ظنوه 
ووهتحتاء 

- وذلك المسافر من طريق طويل » كان متعبا أيضا ؛ ورأى ذلك الإقبال 
والعتو . 





. بالعربية في النص‎ )١( 


"5 


تت- أخذ الصوفية يبدون له الإكرام واحدا واحدا » وأخذوا يلعبون نرد 
الاحترام جيدا )0( 

- فقال عندما رأى حفاوتهم به : إن لم أطرب الليلة » فمتى يكون الطرب ؟ 

- وأكلوا الدسم ٠»‏ وبدأوا السماع » وامتلت الزاوية حتى السقف بالدخان 


والغيلار . 
- فالدخان من المطيخ ٠‏ والغيار من الرقص : ومن هياج الروح اشتياقا 
ووجدا َ 


- حينا كاتوا يرقصون مصققين »+ وحينا كانوا من سجودهم يكنسون الصفة. 
ه- والصوفي الطامع يتأخر الزمان قي الجود عليه » ومن هنا يكون 


الصوفي شرها . 

- اللهم إلا ذلك الصوفي الذي شيع من نور الحق » فهو فارغ من عار الدق 
" على الأبواب " . 

-ومن بين الآلاف هناك قليل من صنف هذا الصوفي » وإنما يعيش الباقون في 
ظل إقباله . 

- وعندما جاوز السماع أوله » وقرب من نهايته » بدأ المطرب لحنا ذا إيقاع 
تفيل . 

- وشرع في الغناء : ضاع الحمار » ضاع الحمار » ومن شدة حرارته نقلها إلى 
كل" سامعية" . 


الل ج/-51- أخذ أحدهم يدلك يده وقدمه ؛ وآخر يسأله عن موطنه . - وثالث ينفض التراب عن ثيابه 0 
والرابع يقبل يده ووجهه . 


1 


-4٠‏ ومن هذا الحماس ظلوا يرقصون حتى السحصر » وهم يصفقون 
" متغنين " : ضاع الحمار » ضاع الحمار يا بني . 

- وعن طريق التقليد ٠‏ فإن ذلك الصوفي " الضيف " أيضا » بدأ يغني ضساع 
امار * متعم إياها " والهسا : 

- وعندما انتهى ذلك الطعام والقصف والسماع » كان النهار قد طلع » وودع 
الجميع يبعضهم البعض . 

- وخلت الزاوية » وبقي الصوفي”" وحيدا " ينفض التراب عن ملابيسه . 

- وأخرج متاعه من الحجرة ليضعه على حماره » ذلك الباحث عن رفيق 


للطريق . 
5- وحتى يدرك رفاقهمء أخذ يسرع » وذهب إلى الحظيره ء لكنه لم 
يجد حماره. 


- فقال : لابد أن ذلك الخادم أخذه ليسقيه » ذلك أن الحمار شرب قليلا ليلة 
الأمس . 

- وجاء الخادم » فقال له الصوفي : أين الحمار ؟ فقال له الخادم : اخجل من 
لحيتك » واحتدم النزاع . 

- قال : لقد أودعتك الحمار » وجعلتك موكلا به ؛ 

- وأريد منك ما أودعتك إياه » فلترد لي ٠»‏ ما أسلمتك إياه . 

- وتحدث إلي بالأدلة » ولا تتعلل » وما أودعتك إياه » سلمه ل . 

- فقد قال الرسولت : ما أخذته بيدك » ينبغي عليك في النهاية أن ترده . 

- وإن لم ترض بهذا من عنادك » فهذا أنا » وهذا أنت و" هيا بنا " إلى قاضي 
الشرع . 0 


م58 


- قال : لقد غلبني الصوفية على أمري » وهجموا علي » فخفت على نفسي » 
- أتلقي بكبد وقلب بين القطط ثم تبحث لها عن أثر ؟! 

هه-- أفطيرة بين مائة جانع ؟! وقط ضعيف بين مائة كلب ؟! 

- قال الصوفي : لنفرض أنهم أخذوه منك ظلما وقهراء وقصدوا دمي أنا 
المسكين ؛ 

-ألا تأتي وتخبرني ؟ وتقول لي : إنهم يسلبونك حمارك أيها المسكين ؟ 

- حتى أسترد الحمار ثانية من يد آخذه كائنا من كان » أو يعطونني هم ثمنه .؟ 
- لقد كان هناك مائة حل لو كانوا حاضرين » والآن كل منه ذهب إلى بلده . 
- فمن إذن آخذه ؟ ومن أحمله إلى القاضي ؟ إن هذا القضاء نزل منك أنت 
فوق رأسي . 

- فكيف لم تأت وتقول لي أيها الغريب » لقد حدث مثل هذا الظلم الفادح ؟ 

- قال : والله » لقد جئت عدة مرات » حتى أنبؤك بهذه الأمور. 

- وكنت تردد : ضاع الحمار يا بني » أكثر نشوة من كل الآخرين . 

- فكنت أعود وأقول : إنه يعلم الأمر » وهو راض بهذا القضاء ء فهو رجل 
عارف . 

65- قال : لقد كان الجميع يقولونها مسرورين » فلذ لي أيضا قولها . 
- ولقد ذراني تقليدي إياهم أدراج الرياح ٠»‏ ألا لعن الله هذا التقليد مائة لعنة . 
- وبخاصة تقليد هؤلاء العاطلين » وليكن غضب إبراهيم على أولئك الآفلين . 
- ولقد انعكست تشوة تلك الجماعة على » فأحسست بنشوة في قلبي من هذا 
الانعكاس . 


54 


- وينبغي أن يكون هناك انعكاس كثير من رفاق طيبين » حتى تصبيح 
مستا مخ لبحو الذى "لا اتمكامن له:. 

. اعتيره تقليدا » وعندما يستمر » يصبح تحقيقا‎ ٠» والاتعكاس الأول‎ -٠ 

- وما لم يحدث التحقيق لا تنفصل عن الرفاق » ولا تنقطع عن الصدف » ما لم 
تصبح القطرة.درة . 1 

- وإن كنت تريد الصفاء للعين والعقل والسمع » ققم بتمزيق أستار الطمع . 
-ذلك أن تقليد الصوفي كان من الطمع » وسد الطريق إلى عقله بالأضواء 
واللمع )١(.‏ 

- فالطمع في الدسم » والطمع في تلك المتعة والسماع » قد منعت عقله من 
الاطلاع. 

- وإن ران الطمع بوجه المرأة » لكانت المرأة في نقائها مثثنا .!! 

- ولو كان عند الميزان طمع في المال » متى كان الميزان يصدق في وصف 
الحال ؟!(؟) 

- وكل نبي قال لقومه مخلصا : إنني لا أريد ثمنا للرسالة منكم . 

- وأنا دليل » والحق مشتر لكم » ولقد أعطاني حق الدلالة مضاعفا .(”) 

- وما هو أجر عملي ؟ إنه رؤيبة الحبيب » وإن كان أبو بكر قد أنفئق في 
سبيله أربعين ألفا دينار . 

- والأربعون ألف) منه ليست أجرا لي » كرك در عدن شبيها بحجر 
السبه ؟! 


)١ (‏ ج/" -18* ذلك أن الصوفى أضله طمعه عن الطريق » فبقى فى خسران وفسد أمره . 
)١(‏ ج/” - 54> : قال افرض أنك صرت فى الطمع كقارون » فإنك فى آخر الأمر تصير الى هذا الوادى. 
(؟) ج/-114:- وأجر العمل يكون للدلال » وينبغي إعطاءه الأجر » ليقول كلاما جديرا . 


07. 


- ولأرو لك قصة » استمع إليها بعقلك » حتى تعلم أن الطمع سد أمام الأذن . 

- وكل من يكون طامعا يصبح ألكن » ومع الطمع متى يكون في العين أو الأذن 
ضياء ؟ 

- فأمام عينيه خيال الجاه والمال » " مائل " مثلما تكون الشعرة في العين . 

- اللهم إلا الثمل الذي يكون مليئا بالحق » فهو حر » وإن أعطيته الكنوز . 
6- وكل من صار ذا نصيب من الرؤية » تكون هذه الدنيا في نظره كالميتة . 
- لكن ذلك الصوقي كان يعيدا عن السكر ؛ فلا جرم أنه من الحرص كان 


أعشى . 
- ومن أصابه دوار الحرص » يسمع مائة حكاية » ولا نقطة واحدة تدخل في 


تعريف مناد و القاضي بمفلس حول المدينة 
- كان هناك مفلس بلا أفل » بقي رهن السجن والقيد باستمرار . 
- كان يأكل طعام السجناء كيفما أتفق » وكان من الطمع " تقيلا " على الخلق 


كجبل قاف . 

6- فلم يكن أحد يجرؤ على تتاول لقمة من الخبز » فقد كان ذلك الخاطف للقم 
يلتهمها وكأنها بقرته " من حقه". 

- وكل من يكون بعيدا عن دعوة الرحمن » تكون له عين شحاذ » وإن كان 
سلطانا . 

- لقد أهمل ذلك المفلس أصول المروءة تماما » فصار السجن جحيما من خاطف 
اللقم ذاك . 


اا 


- فإن تهرب إلى مكان ما أملا في الراحة » فإن آفة ما تلحق بك في ذلك 
المكان. 

- ولا كنز هناك بلا وحش ولا شباك » ولا راحة إلا في معتزل الحق . 

- ولا محيص هناك من الإقامة في الدنيا » إلا أنها ليست بلا حق القدم ودق 
المضنون + 

- ووالله إنك لو لجأت إلئ جحر فأر » لأصبحت مبتلى بمخالب القطط . 

- وللإنسان سمنة من الخيال » وإن كانت خيالاته ذات قدر من الجمال . 

-- وإن كانت خيالاته تبدو غير طيبة ء فإنه يذوب " منها " كما يذوب الشمع من 
النار . 

- وأنت وإن كنت بين الثعابين والعقارب ٠‏ ويجعلك الله مصاحبا لخيالات 
الطييين ؛ 

- تصير الثعابين والعقارب مؤنسة لك ؛ ومالك ذاك يكون الكيمياء التي 
تحول النحاس " إلى ذهب ". 

- والصبر يكون طيبا من الخيالات الطيبة » فإن تلك الخيالات هي التي قدمت 


الفرج . 
- وذلك الفرج يتولد سن الإيمان في الضمير » واليأس والشكوى من ضعف 
الإيمان . 


- والصبر يجد من الإيمان تاجا على الرأس ٠»‏ فمن لا صير له ء لا إيمان له . 
- وقد قال الرسول #نه : إن الله لم يعط الإيمان لمن لا صبر له في الأصل . 
- وذلك الذي يكون في ناظريك كالحية » هو نفسه في ناظري آخر 
شديد الجمال . 


- ذلك أن في عينيك خيال الكفران » وفي عين الحبيب خيال الإيمسان . 


07 


- ففي هذا الشخص الواحد يوجد كلا الفعلين » حينا يكون سمكة » وحينا يكون 
شصا. 

- فنصفه مؤمن » ونصفه مجوسي » ونصفه حرص ونصفه صير . 

- وقد قال الله لك : فمنكم مؤمن » ثم قال : ومنكم كافر أي مجوسي عريق . 
-٠‏ مثل ثور » نصفه الأيسر أسود » ونصفه الآخر أبيض كالقملر . 

- وكل من يرى ذاك النصف ينكره » وكل من يرى هذا النصف » يكد " من 
أجله )١("‏ 

- ويوسف في عين إخوانه كالدابة »ء وهو نفسه في عين يعقوب كالحور . 

- ومن خيال السوء رأته عين الفرع قبيحا » ذلك أن عين الأصل كانت قد اختفت 
- واعلم أن عين الظاهر ظل لتلك العين » وكل ما تراه » تعود إليه عين 


الظاهر .(؟) 

- وأنت في المكان وأصلك من اللامكان » فاغلق هذا الحانوت » وافتح ذاك 
الحانوت . 

- ولا تهرع إلى الجهات الست ٠‏ ذلك أن في الجهات الحيرة » والحائر مهزوم » 
مهزوم 0( 


شكوى نزلاء السجن إلى وكبل القاضيٍ من جراء هذا المفلسر 
- وجاء نزلاء السجن شاكين إلى وكيل قاض ذي إدراك . 
- وقالوا : أبلغ سلامنا إلى القاضي » وارفع إليه الأذى الذي نلقاه من هذا الرجل 
الخسيس . 


. ج/-75:- لقد كان إخوة يوسف نفورين من جماله ؛ لكنه كان نورا في عين يعقوب‎ )١( 
لكن أنى للظل أن يقيم مع الشمس ؟‎ ٠ (؟) ج/+-575:- والظل فرع للأصل‎ 
. والسجناء في محئة من ذلك الحمار الديوث‎ ١ ج/-055:- وهذا الكلام لا حد له‎ )5( 


07 


- فهو موجود على الدوام في هذا السجن » ومهاجم كيفما أتفق شره مخضصر . 
- وهو كالذباب حاضر في كل طعام » يكون متوقحا دون دعوة أوسلام . 
- وأمامه " لايعد" شيئا طعام ستين شخص » ويتظاهر بالصمم إن قلت له كفاك. 
- ولا يجد السجين لقمة واحدة » وإن حصل على ما يقيم الأود بمائة حيلة . 
- فإن ذلك الجهنمي الحلق يكون حاضرا في لحظة واحدة » وحجته أن الله 
تعالى قال " " كلوا ".. 

- فالعدل من هذا القحط "الذي أصابنا" لسنوات ثلاث منه » وليكن ظل مولانا 
دائما إلى الأيد . 

5- فإما أن يذهب هذا الجاموس من السجن », وإما أن تجري عليه طعاما 
كراتب من أحد الأوقاف . 

- ويا من منك في سعادة سواء الإناث والذكور ؛ العدل » العدل ؛ الغياث »؛ 
الغياث . 

- فذهب ذلك الوكيل المليح إلى القاضي ؛ وتقل إليه الشكوى بالتفصيل . 

- فاستدعاه القاضي من السجن ليمثل أمامه » ثم تفحص الأمر من عيونه. 

- فثبت له كل ما ادعته تلك الجماعة في شكواهما. 

- قال له القاضي : انهض » وامض عن هذا السجن » إلى منزلك الموروث 
- قال : منزلي وأهلي هو إحسانك ٠‏ وأنا كالكافر » جنتي هي سجنك . 

- وإن سقتني عن السجن طريدا » فإنني أموت من التسول » ومن عدم قدرتي 
على عمل . 

- ومثل إبليس الذي أخذ يقول : ' أيها السلام » رب أنظرني إلى يوم القيام )١("‏ 


)0( ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي . 


و 


- وذلك لأنني سعيد في سجن الدنيا هذه » حتى أعمل في أبناء العدو القتل . 
5- وكل من له قوت من الإيمان » وكل من له زاد لطريق الآخرة ؛ 

- آخذه » حينا بالمكز وحينا بالرياء » حتى يضجون مني ندما . 

- حينا أخوفهم بالفقر » و حينا أقيدهم بجدائل الحسان وخالهم . 

- وقوت الإيمان قليل في هذا السجن » وإن وجد فهو من طعان هذا الكلب في 
التواء . 

- ومن الصلاة والصوم ومائة ضراعة » يتأتى قوت الذوق » فيسلبه دفعة واحدة 
٠‏ *- " أستعيذ الله من شيطانه » قد هلكنا الآن من طغياته " )١(‏ 

- إنه لايزيد عن كلب » ومع ذلك يتسلل إلى الآلاف ؛ وكل من يتسلل إليه ٠»‏ 
يصبح مثله. 

- وكل من أحسست منه بالفتور » اعلم أنه في داخله » فالشيطان قد اختبأ تحت 
الجلد . 

- وعندما لا يجد الصورة » يهرع إلى الخيال » حتى يجرك ذلك الخيال إلى 
الوبال .(؟) 

-حينا خيال النزهة ء وحينا الحانوت؛ وحينا خيال العلم؛ وحينا الأهل 
والعشيرة .”) 


. ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي‎ )١( 

0( ج/-5 54:-- ومن خيالاتك يأتيك البلاء ٠‏ حين يتحرك خيالك الفاسد من مكان إلى أغخر . 

(؟) ج/؟-14:- وحينا خيال الكسب والتجارة ؛ وحينا خيال المغامرة والحكم .- وحينا خيال الفضة والابن 
والزوجة ٠»‏ وحينا خيال فضولي ٠‏ وحينا خيال قرين .- وحينا خيال البضاعة ؛ وحينا القساش » وحينا خيال 
المفرش ؛ وحينا الفراش .- وحينا خيال الطاحون والبستان والمرعى ؛ وحينا خيال الهزل والمحال » وحينا 
خيال السحاب والضباب .- حينا خيال الصلح والحرب ؛ وحينا خيال ألوان الشرف والعار .- هيا واخرج عن 
هذا الخيال والخيالات . هيا اكنس القلب عن هذه التبديلات . 


دا 


6- هيا وحوقل منه في التو واللحظفة » ليس باللسان فحسب » بل من لب 
الروح . 

- قال القاضي : فلتثبت إفلاسك » قال : هاكه » فأهل السجن شهود . 

- قال : إنهم متهمون » يفرون منك » وييكون دما . 

- وهم يريدون الخلاص منك » ولهذا الغرض » قد يؤدون شهادة زور . 

- ققال كل الشهود : إننا كلنا شهود على إدياره وإفلاسه. 

- وكل من يسأله القاضي عن أحواله » قال : يا مولانا » انفض اليد من هذا 


المفلس . 
-قال القاضي : نادوا به عيانا حول المدينة » وقولوا : إن هذا المفلس شديد 
الاحتيال . 


- ونادوا به حارة بعد حارة » ودقوا طبل إفلاسه جهارا في كل مكان . 
- قلا يبيعه أحث” أبدا بالنسيئة » ولا يقرضه أجد حتى ربع دائق :2 

- وكل من يأتي به إلى هنا مدعيا على سبيل الحيلة » فإنني لن أودعه السجن 
أيدا . 

6- لقد ثبت لدي إفلاسهء فلا نقد لديه ولا بضاعة ٠‏ ولا شيء يملكه . 
- وهكذا يكون الإنسان في سجن الدنيا » وذلك من أجل أن يثبت إفلاسه . 
- كما أن الله أيضا قد نادى بإفلاس الشيطان » وذلك في كتابنا . 

- أنه محتال مفلس سيء القول » فلا تشاركه أيدا » ولا تتعامل معه . 

- وإن فعلت » فإنه صاحب حجج وذرائع » وهو مفلس » فأنى لك الريح منه ؟ 
وعندما بلغت المشكلة ذروتها » أتوا ببعير كردي » كان يبيع الحطب . 
- ولقد صرخ الكردى المسكين و"توسل ' كثيرا ٠‏ بل وقام بإرضاء الموكل بدائق 


كا 


- لكنهم أخذوا بعيره من وقت الضحى إلى الليل » ولم يجد صراخه نفعا . 

- واستوى على البعير ذلك القحط الثقيل ء وصاحب البعير مسرع خلف البعير . 
- وناحية بناحية » وحيا بحي » أخذوا يسوقون » حتى عرفته كل المدينة عيانا 
65- وأمام كل حمام » وفي موضع كل سوق » دقق الناس جميعا في ملامحه 
وشكله . 

- وعشرة من المنادين من ذوي الأصوات الجهورية » من الترك والكرد 
والروم والعرب : 

- ينادون : هذا مفلس » ولا يملك شيتا قط » وذلك حتى لا يقرضه أحد شروي 
- وهو لايملك مثقال حبة ظاهرا وباطنا » وهو مفلس » محتال » مزور » لص . 
- والحذر » الحذر من مصاحبته » وإن جاءكم ببقرة » فشدوا وثاقها جيدا . 

- وإن أتيتم بهذا الواهن مدانا » فإنني لن ألقي بميت في السجن . 

- إنه حلو الحديث ٠»‏ وحلقه شديد الاتساع » ذو ظاهر شديد الأبهة » وباطن خلق “ 
ممزق . 

- قإن لبس ذلك الثوب لخداع الخلق » فقد استعاره من أجل أن يخدع العوام . 
- وكلام الحكمة على لسان من ليس يحكيم » اعلم أنه كالحلل المستعارة يا سليم 
" القلب " . 

- واللص وإن لبس حلة قشيبة » كيف يأخذ بيدك ذلك المبتور اليد .؟ 
وعندما ترجل عن البعير ليلا » قال الكردي : منزلي بعيد » والوقت 


متأخشر . 


با 


- لقد ركبت بعيري منذ الصباح » ودعك من ثمن الشعير » وأعطني ثمن التبن . 
- قال : إذن وماذا كنا نفعل حتى الآن ؟ أين عقلك ؟ أو أنه ليس في الدار ديار ؟ 
-لقد بلغ " صوت " طبل إفلاسي حتى السماء السابعة » وأنت لم تسمع بعد عن 
الواقعة ؟ 

- لقد كانت أذنك ملأى بالطمع الساذج » فالطمع يجعل الدودة عمياء »ء أيها 
الغلام . 

- وحتى الحجر والمدر سمعت هذا البيان » أن هذا الديوث مفلس مفلس . 
- وتناقشا إلى الليل » ولم يؤشر النقاش في صاحب البعير » فقد كان شديد 
الامتلاء بالطمع . 

- وهناك.ختم من الله على السمع والبصر » وكثير من الصور موجودة في 
الحجب ء وكثير من الأصوات . 

- وكل ما يريده يوصله إلى العين » من جمال ومن كمال ومن دلال . 

- وكل ما يريده يوصله إلى الأذن ؛» من سماع » ومن بشائر » ومن صياح . 
6- والكون مليء بالوسائل ٠‏ ولا وسيلة لك » وذلك حتى يفتح الله كوة من 
أجلك ٠:‏ 

- وأنت وإن كنت غافلا عنها الآن » فإن الله يجعلها عيانا لك عند الحلجة . 
- وقد قال الرسوله* : إن الله سبحانه وتعالى خلق دوا لكل داء.(١)‏ 

-لكنك لا ترى من هذا الدواء لا اللون ولا الرائحة » من أجل ألمك» 
إلا بأمره .(؟) 


)0( ج/ -561:- وإن كنت تبحث عن الدواء وتطلبه بالروح ٠‏ قاتلا : يا إلهي ؛ هبني الدواء . 
(") ج/ *-551: والكون على الوسيلة ٠‏ ولا وسيلة لديك ؛ حتى يفتح لك الله الكوة . 


م؟0 


- فهيا يا بياحثا عن الوسيلسة » وضع العين على اللامكان » مثلما تتفقتح عين 
القتيلك صوب الروح . 

- وهذه الدنيا أبدعت من اللاجهة ؛ فمن اللامكان » صار للدنيا مكان . 

- فعد من الوجود صوب العدم » وكن ربانيا » طالبا للرب . 

-فإن هذا العدم موضع للدخل », فلا تخف منه » أما هذا الوجود » قل أو كثر » 
- ولما كان العدم هو مصنع الحق » فمن يوجد في الدنيا ؟ اللهم إلا المعطل )١(.‏ 
- فعلمنا - يا إلهي - الكلام الدقيق ٠‏ فهو الذي يهبك الرحمة أيها الرفيق . 
6- والدعاء منكء» والاستجابة أيضا منك » والأمن منك ٠‏ والخوف أيضا منك 
-فإذا أخطأنا » فأصلح أنت خطأنا » فأنت المصلح » يا سلطانن الكلام . 

- ولديك الكيمياء التي تبدله » وإن كان ثم نهر دم » تجعله نيلها . 

- وصنعة الميناء هذه هي عملك » ومثل هذه الأكسيرات » هي أسرارك . 

- لقد مزجت الماء والتراب معا » ومن الماء والطين » صورت آدم . 

- وجعلت له التسب والزوج والخال والعم » بآلاف القكر » من السرور 
والغم . 

- ثم إنك أنجيت بعضهم » وفصلتهم عن هذا السرور وهذا الغم . 

- وفصلته عن الأهل والعُلقفة والطبع » وجعلت كل قبيح في عينه حسنا 
- فكل ما هو محسوس يقوم برده » وكل ما هو غير واضح » يستند عليه. 
- فعشقه ظاهر » ومعشوقه خفي » وحبيبه خارج " الدنيا ' والافتتان به سار 
في الدنيا . 


» خذ بيدنا‎ ٠ ج/-65:- عنوان في المناجاة وبعده : أيها الإله الطاهر ؛ يامن لا شريك له ولا رفيق‎ )١( 


37 


6.- دعك من هذا » فإن ألوان العشق الصورية » ليست للصورة » ولا لوجه 
السيدة .!! 

- فما هو معشوق لا صورة له » سواء كان العشق في هذا العالم » أو في ذاك 
العالم . 

- وذلك الذي صرت عاشقا لصورته » لماذا تركته عندما غادرته الروح ؟ 

- إن صورته لا تزال في مكانها » قما سبب هذا الترك ؟ ويا أيها العاشق ؛ ألا 
فلتعد البحث فيمن يكون معشوقك. 

- ولو كان كل محسوس معثوقا » لكنت عاشقا لكل ما له حس . 

6- وإذا كان ذلك العشق يزيد في الوفاء » فمتي يجعل الوفاء الصورة 
متغيرة ؟ 

- لقد سطع ضوء الشمس على الجدار » فاكتسب الجدار ورا مستعارا . 

- فكيف تعلق القلب بمدر أيها السليم القلب ؟ أطلب الأصل الذي يظل نوره مقيما 


0-0 


- ويا من أنت عاشق بناء على عقلك » ورأيت نفسك متقدما على عباد الصورة . 
- اعتبر نور العقل عارية على حسك » وهو" طلاء" ذهب على نحاسك . 

65- والحسن على البشر من قييل الطلاء الذهبي » وإلا فكيف صارت حسناؤك 
حمارا عجوزا ؟ 

- كانت كالملاك » فأصبحت كالشيطان ء فإن تلك الملاحة » كانت عارية 
عليها 

- وإنه ليسلب ذلك الجمال قليلا قليلا » وقليلا قليلا يجعل الغصن جافا . 

- فاذهب واقرأ " ومن نعمره ننكسه " » واطلب القلب ٠‏ ولا تعلق القلب بالعظام . 
- فإن جمال القلب هو الجمال الباقي ٠‏ وإقباله يسقيه من ماء الحياة . 

- إنه هو الماء » وهو الساقي » وهو الثمل » صار الثلاثة واحدا » ما دام 
طلسم " أنت " قد انكسر . 


لم 


- وإنك لا تعلم ذلك الواحد من القياس » فزاول العبودية » وكفاك هزلا ء أيها 
الجهول . 

- وما تعتبره معنى » صورة وعارية » وأنت مسرور بما تراه متسقا ذا قافية . 

- والمعنى هو الذي يكون آخذا لك ٠‏ ويجعلك غير محتاج إلى الصورة . 

- والمعنى هو ذلك الشيء الذي لا يجعلك أعمى وأصم » ولايجعل المرء أكثر 
عشقا للصورة . 

- ونصيب الأعمى يكون خيالا مزيدا للغم » ونصيب العين خيالات الفناء 
هذه . 

- وألفاظ القرآن منجم بالنسبة للمكفوفين » فإنهم لا يرون الحمار » ويتعلقون 
بالسرج . 

- وما دمت مبصرا ء» فامض في أثر الحمار سريعا » فحتام تنسج السروج ء» 
ياعابدا للسرج . 

- وما دام الحمار موجودا » فإنك تحصل على المسرج يقينا » والخبز لا يقل 
مادامت روحك موجودة . 

- وظهر الحمار الحانوت والمال وألكسب ٠‏ ودر قلبك مادة لمائة قلب . 

- فاركب الحمار دون سرج أيها الفضولي » أو لم يركب الرسول اف 
الحمار دون سرج ؟ 

- " النبي قد ركب معروريا ء والنبي قيل سافر ماشيا )١("‏ 

- لقد صار حمار نفسك عاكفا على وتده » فحتام تفر من العمل والمهام ؟ حتام ؟ 


(') بالعربية في المتن الفارسي وبعدها في ج/557:- بل إن ذلك الملك كثيرا ما مشى على قدميه ؛ وكم تقبل 


أحمال هذا وذاك . 
الم 


- وأحمال الصبر والشكر جديرة بالحمل من أجله » سواء في مائة عام 
أو عشرين أو ثلاثين . 

-ولم يحمل وازر قط وزر غيره » ولم يحصد أحد قط ما لم يزرع شيئا. 
- هذا طمع ساذج » فلا تخدعن به يا بني » فإن الطمع الساذج يصيب البشر 
بالعلل . 

- " يقول أحدهم لنفسه " : إن فلانا وجد كنزا فجأة » وأنا أريد نفس الشيء » فلا 
كان العمل ولا كان الحانوت . 

- وهذا أمر موكول بالحظ » وهو أيضا نادر »؛ وينبغي الكسب » ما دام الجسد 


قادرا . 
- ومتى كان الكسب مانعا عن العثور على كنز » فلا تترك العمل » فالكنز' يكون 
أيضا في أثره. 


- حتى لا تصبح فريسة ل " لو " فتقول : لو كنت فعلت هذا أو قعلت ذاك " !! 
فإن الرسوله ذا الوفاق » منع من قول " لو " وقال أنها من النفاق . 
- وذلك المنافق قد مات وهو عاكف على قول " لو " » لكنه من قولها لم ينل إلا 
الحسرة )١(.‏ 

مغل 
- كان أحد الغرباء يجد في البحث عن منزل ٠‏ فأخذه أحد الأصدقاء إلى منزل 


(1) ج/-:- وما أكثر الذين ماتوا في لعل وعسى ؛ ولم يحصلوا على ثمرة من جمال العافية .- وإن لم 
تكن أنت تدرك نقصان "لو » فاستمع إلى هذا الكللم : لعلك تدركه . 


الى 


- وقال : لو كان لهذه الدار سقف » لكان لك مسكن إلى جوار مسكني . 

- ولاستراح أهل منزلك » لو كانت هناك حجرة أخرى في وسطه )١(.‏ 

ه- قال : اجل ٠»‏ إن جوار الأصدقاء شيء حسن جدا ء» لكن يا حبيبي » لا 
يمكن الإقامة في " لو " . 

- وكل هذا العالم طلاب للذة ٠»‏ ويسبب اللذة المزيفة » يكبون في النار . 

- ولقد صار الشيخ والساذج كلاهما طالبين للذهب » لكن عين العامي لا تعرف 
الذهب " الصحيح " من الزائف . 

- لقد نفذ شعاع إلى الزيف ٠»‏ فانظر إليه ' كأنه" خالص » فلا تختر الذهب على 
الظن بلا محك . 

-فإذا كان لديك المحك فتعال » وقم بالاختيار » وإلا فامض » واجعل نفسك رهتا 
عند عالم . 

٠‏ - فإما أن يكون المحك داخل روحك ؛ أو إن كنت لا تعرف الطريق ؛» لا 
تتقدم فيه وحيدا . 

- فأصوات الغيلان هي أصوات من عرفتهم » معرفة تجرك إلى الففاء. 
- وهو يصيح : أيتها القافلة .. هيا » تعالوا نحوي » فها هو الطريق » وها هي 


أماراته !! 
- ويذكر الغول اسم كل امرىء مناديا : يا فلان » حتى يجعل ذلك السيد من 
الآفلين . 


- وعندما يصل إلى مصدر الصوت يرى الذئب والأسد » ويصبح العمر ضائعا » 
والطريق بعيدا » واليوم موشكا على النهاية. 

)س0( ج/-80:- ولو حل يك ضيف ذات يوم ٠‏ لاستراح أيضا " لو " أن عندك مكانا .- وليت هذه الدار كانت 
معمورة ٠‏ لكان منزلك هذا هو البيت المعمور . 


م 


هه - وكيف يكون صوت الغول ذاك ؟ قل لي آخرا ء إنه : أريد المال » أريد 
الجاه والحيثية . 

- فامنع هذه الأصوات من داخلك » حتى تتكشف لك الأسرار . 

- وقم بذكر الحق » واكتم صوت الغيلان » واغمسض عين النرجس عن هذا 
اليشيق + 

حوميز بين الصبح الصادق والصيح الكاذب » وميز بين لون الخمر ولون 
الكأس . 

- وربما من بين الأعين الخبيرة بالألوان السبعة » تظهر عين الصبر والتأمل . 

- فترى ألوانا غير هذه الألوان » وترى الجواهر بدلا من الحجارة  .‏ " 

- أى جواهر بل تصبح بجرا »ء وتصبح شمسا طاوية لاثفلاك . 

- والعامل يكون مختفيا في موضع العمل » فامض إلى موضع العمل » وأبصره 
عيانا . ْ 
- ولما كان العمل ينسج ستارا حول العامل » فإنك لا تستطيع أن تراه 
خارج العمل . 

- وما دام موضع العمل هو محل إقامة العامل » قكل من هو خارجه » يكون 
غافلا عنه . 

- فادخل إذن إلى موضع العمل أى إلى العدم » حتى ترى الصنع والصائنع 
معا . 

-وما دام موضع العمل هو مكان الرؤية الواضحة » فماذا يكون إذن خارج 
موضع العمل ؟ الستر والاحتجاب . 

- لقد كان فرعون العنود متجها إلى الوجود » فلا جرم أنه كان أعمي عن موضع 
عمله . 


م 


- ولا جرم أنه كان يريد تبديل القدر » حتى يرد القضاء من على الياب . 
- وكان القضاء نفسه يبتسم ابتسامة خفية في كل لحظة " ساخرا" من شوارب ذلك 
المحتال . 
- ولقد قتل آلاف الأطفال بلا جريرة » حتى يتحول حكم الإله وتقديره . 
- وحتى لايظهر النبي موسىئهه » جعل في عنقه آلاف المظالم والدماء . 
- ولقد سفقك كل هذا الدم » ومع ذلك ؛ ولد موسى”ء » وصار حاضرا من أجل 
- ولو كان قد رأى موضع العمل الأزلي » لتيبست يداه وقدماه ” وتوقفتا " عن 
الاحتيال . 
- كان موسىعه سالما معافى في منزله هو نفسه » وخارجه » كان يقتل الأطفال 
خبط عشواء . 
- مثل صاحب النفس الذي لا يفت يربي جسده » لكنه يظن في آخر ظن 
الحقد . 
- قائلا : هذا عدوا ء وهذا عدو حاقد » وعدوه والحاقد عليه » هو جسده نفسه . 
- وهو بمثابة فرعون وجسده بمثابة موسى » وهو يسرع خارج " نفسه " قائلة : 
أين العدو ؟ 
- ونفسه منعمة خارج منزل الجسد » وهو يعض على يديه حقدا على شخص 
آكخر. 

لوم الناس لشخص فقتل أمه ريبة 
- لقد قتل أحدهم أمه في سورة غضب »ء طاعنا إياها بخنجر » ضاربا إياها 


- ققال له آخر : إن هذا من سوء الأصل » أنك لم تتذكر حق الأم . 


داء 


- هيا قل : لماذا قتلت أمك ؟ وماذا فعلت آخر الأمر ؟ قل يا قبيح الطبع )١(.‏ 
-قال : لقد ارتكبت إثما فيه عارها » قتلتها » والتراب ستارها . 

- قال : فاقتل إذن خدنها أيها المحترم » قال : أأقتل إذن كل يوم رجلا ؟ 

- لقد قتلتها » وفرغت من دماء الخلق » وأن أذبحها خير من أن أذبح الخلق . 
- ونفسك هي تلك الأم الدشدسة ء والتي " نتشرت " فسادها في كل 
ناحية . 

- فهيا اقتلها » فمن أجل هذه الدنية ء كل لحظة تهم بقتل عزيز . 

- ومنها ضاقت عليك هذه الدنيا الرحبة » ومن أجلها " أنت " في حرب مع الحق 
والخلق . 

- وإن قتلت النفس » فلقد نجوت أيضا من الاعتذار » ولا يبقى أحد عدوا لك في 
الديار . 

- وإن استشكل أحد على قولنا » محتجا بالأنبياء والأولياء ؛ 

6- قائلا : ألم يكن الأنبياء قد قتلوا أنفسهم ؟ إذن لماذا كان لهم حساد 
وأعداء ؟ 

- أنصت إذن جيدا يا طالبا للصواب » واستمع الجواب على هذا الاستشكال 
والشبهة . 

- لقد كان هؤلاء المنكرون أعداء لأنفسهم ». كما كانوا يثخنون أنفسهم كذلك 
بالطعان » 

- فالعدو هو الذي يهم بإيذاء الروح » ولا يكون عدوا من يقوم بإيذاء نفسه 


وروحه !! 


)١(‏ ج/ 535-5:- فهل قتل أحد أمه قط أيها العنود ؟ ألا تقول أى جرم ارتكبته آخرا ؟ 


كم 


- وليس الخفاش الحقير عدوا للشمس ٠»‏ إنه عدو لنفسه في حجاب . 

6- إن صُوء الشمس يقتله ء لكن متى تحس منه الشمس بأدنى أذى ؟ 
- والعدو هو الذي يتأتى منه العذاب » وهو الذي يمنع الياقوت من التعرض 
تعبوت لمن 

- والكفار جميعا هم الذين يمنعون أنفسهم » عن أشعة جوهر الأنبياء . 

- ومتى يكون الخلق حجابا لعين ذلك الفرد ؟ لقد أصاب الخلق عيونهم بالعمى 
والاعوجاج . 

- مثل غلام هندي يعاني من الحقد » وعنادا لسيده » يقئل نفسه. 

- إنه يسقط منقلبا من سطح القصر »ء ربما يصيب ذلك السيد بالضرر . 

- وإذا صار المريض عدوا للطبيب » وإذا عادى الطفل مؤديبه؛: 

- فإنهما في الحقيقة يقطعان الطريق على روحيهما » وهما اللذان قطعا طريق 
العقل والروح بنفسيهما . 

- والقصار الذي يصن غاضيا على ضوء الشمس » والسمكة التي تغضب على 
ألمام . 

- انظر إليهما نظرة واحدة » من هو المضرور ؟ ومن الذي يصير في النهاية 
أسود الطالع من ذلك ؟ 

٠‏ وإذا كان الحق قد خلقك قبيح الوجه » فحذار » لا تصر قبيح الخلق إلى 
جوار قبح الوجه ٠.‏ 

- وإذا سرقت نعلك » لا تمش فوق الصخر » وإذا كان لك قرنان » لاتجعلهما 
أربعة !! 

- وأنت حسود » تقول في نفسك : أنا أقل من فلان » والنقصان لا يزال يزداد في 
ظالئي: 


الى 


- يكون الحسد في حد ذاته نقصانا وعيبا آخر » بل هو أسوأ من كل أنواع 
النقصان ٠.‏ 

- وإبليس ذاك من عار أقل ٠»‏ ألقى بنفسه في مائة نقصان . 

-٠‏ لقد كان يبغي العلا عن طريق الحسد » أى علا ؟ لقد كان مصفاة 
لدمسه. 

- وكان أيوجهل يشعر بالعار من محمد » وكان لا يفتأ يرفع نفسه من الحسد . 
- فصر اسمه أيا جهيل »ء بعد أن كان الحسد مصقاة لدمه . 

- وأنا لم أر في عالم الجد والطلب ؛ أهلية أفضل من الخلق الحسن . 

- ومن هنا جعل الأنبياء وسيلة لإظهار الحسد في الناس نتيجة لقلقهم . 

ه- ذلك أن أحدا لايشعر بالعار من الله » ولا يوجد ديار قط يكون حاسدا 
للحق . 

- بل إنه يشعر بالحسد تجاه ذلك الشخص ., ذلك لأنه يظنه مثله . 

- وما دامت عظمة الرسول* قد قررت » لا يكون حسد إنسان له مقبولا . 

- ومن هنا ففي كل دور من الزمان ولي قائم » والتجربية مستمرة إلى يوم 
القيامة . 

- وكل من يكون حسن الخلق نجا » وكل من هو هش القلب تحطم . 

-٠‏ ومن ثم فالإمام الحي القائم هو ذلك الولي » سواء كان من نسل عمر أو 
- فهو المهدي والهادي يا باحثا عن الطريق » هو خفي » وهو جالس أمام 
الوحهه. 

- وهو كالنور ٠‏ وعقله بمثابة جبريل له » وذلك الولي الأقل منه » قنديل له . 

- وذلك الأقل من القنديل مشكاة لنا » وللف ور درجات في المرتبة . 


مم 


-ذلك أن نور الحق ذو سبعمائة حجاب ؛ واعلم أن حجب النور عدة طبقات . 
- ومن وراء كل حجاب مقام لقوم » وهذه الحجب صفوف صفوف أمامهم 
حتى الإمام . 

- وأهل الصف الآخر يكونون فيه من ضعفهم » فلا طاقة لعيونهم على النور 
الزائد . 

- والصف الذي أمامه من ضعف البصر » لا طاقة له على نور أكثر. 

- والنور الذي هو حياة للصف الأول » هو تعب للروح وفتنة لهذا الأحول . 
- وأنواع الحول تقل رويدا رويدا » وعندما تعبر الحجب السيبعمائة تصير 


يبحرا. 
- والنار التي هي صلاح للحديد أو الذهب » متى تصير صلاحا للسفرجل أو 
التفاح الغض ؟ 


-فللتفاح والسفرجل مادة خفيفة » وليسا كالحديد » ويريدان حرارة لطيفة . 

- لكن تلك الشعل تكون لطيفة بالنسبة للحديد ؛ فهو جاذب لحرارة ذلك 
الدهوتات 

- وذلك الحديد المتحمل للكدح الموجود عند الفقير » إنما يكون أحمر تحت 
الميطوقة و النين اك 

- إنه حاجب للنار دون واسطة » وهو يمضي إلى قلب النار دون رابطة . 
5 وبدون حجاب ٠‏ فإن الماء وأبناء الماء » لايجدون خطابا من النار ولا 
إنضاجا منها . 

- وتكون الواسطة قدرا أو مقلاة » مثلما يلزم الخف للقدم عند السير . 

- أو مكانا فيما بينهما » حتى يصبح الهواء محرقا » ثم ينقل هذه الحرارة 
الينا. 


4م 


- إذن فالفقير هو الذى بلا واسطة » يكون لشعل النار ارتباط به )١(.‏ 

- ومن ثم فهو قلب العالم » ذلك أن الجسد يصل إلى حيله بواسطة هذا القلب . 
- وإن لم يكن قلب ٠»‏ فأى علم للجسد بالقيل والمقال ؟ وإن لم يبحث القلب » 
أى علم للجسد بالبحث والتقصي؟ 

- فإذا كان موضع نظر الشعاع هو ذلك الحديد » فإن موضع نظر الله هو القلب 
لا الجيسد . 

- ثم إن هذه القلوب الجزئية بمثابة الجسد » بالنسبة لقلب صاحب القلب » فهو 
- وهذا الكلام يتطلب مثالا وشرحا ء لكنني أخاف لثئلا تتزلق أوهام العوام . 
- وحتى لا يتحول حسننا إلى قبح » وما قلته لم يكن سوى غياب عن الذات . 
5- والقدم المعوجة أفضل لها حذاء معوج » وموضع الشحاذ ومكنته باب 
الدار . ش 
اختبار الملك لذلكما الغلامين التذين اشتراهما حديذا 

- اشترى أحد الملوك غلامين بثمن رخيص ٠‏ وتبادل حديثا عابرا مع واحد 


منهما . 
- فوجده ذكي القلب حلو الجواب ٠»‏ وماذا يتأتى من الشفتين اللتين كالسكر ؟ الماء 
الممزوج بالسكر . 


- والإنسان مخبوء تحت اللسان ؛ وهذا اللسان حجاب على عتبة الروح . 

- وعندما تهز ريح ما الستار » فإن سر صحن الدار يصير لنا واضحا . 

٠‏ - وهل في هذه الدار جواهر أو قمح » هل بها كنز من الذهب أو أن كلها 
حيات وعقارب . 





. ماء الحيوان ليبقى إلى الأبد‎ ٠ ج/-56:- إذن فالفقير هو الذي يعطي نفسه‎ )١( 


5٠ 


- أو أن فيها كنزا إلى جوار حية » ذلك أنه لا يوجد كنز ذهب بلا حارس . 

- كان يتحدث دون تمهل حديثا يقوله الآخرون بعد تأمل طويل . 

- وكأن في باطنه بحرا » وكل البحر جوهر فصيح القول . 

- ونور كل جوهرة تشع منه » كان يصبح فرقانا بين الحق والباطل . 

- ونور الفرقان كان يفرق من أجلنا » الحق والباطل ذرة ذرة » كلا على 
حدة . 

- ولو كان نور الجوهر نورا لأعيننا » لكان السؤال والجواب كلاهما منا . 

- ولقد اعوجت منك العين » فرأت قرص القمر قرصين » وهذه النظرة كأنها 
سؤال ء عن في إشكال . 

- فاجعل العين مستقيمة في ضموء القمر ء حتى ترى قمرا واحدا » هذا هو 
الجواب . 

- واجعل فكرك على ألا تنظر باعوجاج وتنظر جيدا » حيتذاك يكون لك نور ذلك 
الجوهر وشعاعه . 

- وكل جواب يتأتنى من الأذن إلى القلب » تقول العين : اسمع مني ودعك 
من هذا . | 

- والأذن دلالة » والعين أهل للوصال » والعين من أصحاب الحال » والأذن من 
أصحاب المقال . 

- وفي سمع الأذن تبديل للصفات » وفي عيان الأبصار تبديل للذات . 

- وإذا صار علمك بالنار عن طريق الكلام فقد وصلت إلى علم اليقين » فاطلب 
النضج » ولا تتوقف عند اليقين . 

- وما لم تحترق » فليس هذا عين اليقين » وإذا أردت هذا اليقين » فادخل في 
النار . 


91 


6- وعندما تصير الأذن نافذة » تصير عينا » وإلا لبقيت " قل " في الأذن 
- وهذا الكلام لا نهاية له » فعد " لنر" ماذا حدث للملك مع غلاميه. 

صرف الملك لأحد هذين الغلامين وسؤاله الآخر 
- عندما رأى ذلك الغلام الصغير من أهل الذكاء » أشار إلى الغلام الآخر قائلا 
له : تقدم . 
- إن استخدام التصغير وصفا للغلام » ليس حطا من شأنه » وعندما يقول الجد 
يابني » ليس تحقيرا . 
- وعندما اقترب ذلك الغلام الثاني من الملك » كان أبخر » أسود الأسنان . 
- وبالرغم من أن الملك لم يستحسن منه الكلام » إلا أنه بحث عن أسراره 
وتفحص عنها . 
- وقال : مع هذا الشكل والبخر ٠‏ إجلس بعيدا » لكن لا تبتعد كثيرا . 
- فأنت أهل لإنفاذ الأمر إليك كتابة وعن طريق الرقع » وما كنت جليسا أو 
حبيبا » أو من نفس البقعة . 
- وحتى نقوم بعلاج قمك هذا » فأنت حبيب » ونحن أطباء » لدينا الكثير من 
الفنون . 
- ولا يليق إحراق كليم جديد من أجل برغوث ء ومن ثم لا يليق إهمالك . 
85- ومع ذلك » اجلس وحدثنا في موضوع أو موضوعين » حتى أرى صورة 
عقلك جيدا . 
- ثم أرسل ذلك الذكي في أمر ما » أرسله إلى الحمام قائلا : اذهب واغتسل 
وحك جسدك . 
- ثم قال للآخر : حسنا ٠‏ أنت ذكي ٠»‏ وأنت مائة غلام في الحقيقة » ولست غلاما 


واحدا 5 : 
55 


- ولست ما أبداه عنك رفيقك » لقد كان ينفرنا منك » ذلك الحسود . 
- لقد قال عنك : إنه لص ومعوج وسيء السلوك » ومخنث وليس برجل » وأمثال 
هذا الكثير . 
- قال : لقد كان دائما صادق القول ٠‏ ولم أر أنا متله صادقا )١(.‏ 
- وهو مجبول على الصدق » وكل ما يقوله » لا أقول عنه كلام فارغ . 
- وأنا لا أعتبر طيب الفكر ذاك معوجا » لكني أتهم وجودي نفسه . 
- وربما يرى مني عيويا أيها الملك لا أراها في نفسي . 
- وكل من يرى عيب نفسه من قبل ؛ متى قعد فارغا عن إصلاح نفسه ؟ 
5- وهؤلاء الخلق غافلون عن أنفسهم أيها الأب ٠»‏ فلا جرم أنهم يتحدثون عن 
عيوب بعضهم . 
- وأنا لا أرى وجهي يا عابد الصنم ؛ بل أرى وجهك أنت » وترى أنت وجهي . 
- وذلك الذي يرى وجه نفسه » يزيد نوره عن نور الخلق . 
- وإن مات تظل رؤيته باقية » ذلك أن بصيرته هي بصيرة الحق . 
- وليس نورا حسيا ذلك النور٠‏ الذي يستطيع به الإنسان أن يرى وجهه أمامه . 
- قال : تحدث الآن عن عيوبه » مثلما تحدث هو عن عيوبك . 
-حتى أعلم أنك حريص على مصلحتى » وأنك قيم على ملكي وأمرى . 
- قال : أيها الملك » سأتحدث عن عيوبه ٠»‏ بالرغم من أنه رفيق طيب لي . 
- إن عيوبه هي الوفاء والمحبة والإنسانية » والصدق والذكاء والإخلاص . 
- وأقل عيوبه السخاء والعطاء » ذلك السخاء الذي يصل به إلى بذل الروح . 


. مع حلم وتدين وإحسان وسخاء‎ ٠ ج/+-451:- فعنده صدق وحسن نية مع حياء‎ )١( 


؟4 


6- إن الله سبحانه وتعالى قد جاد بمئات الآلاف من الأرواح » وأي سخاء 
يكون ممن لم ير هذا الأمر ؟ 

خوإذا كاق كد راء+ فأ موضغ: كنؤن عنده للبكيل ؟ و من أجل روح واحدة » 
كيف يكون مغتما هكذا ؟ 

- وعلى حافة الجدول إنما يبخل بالماء » من يكون أعمى عن جدول الماء . 
- ولقد قال الرسول» : كل من يعلم يقينا جزاءه يوم الدين » 

- وأن الحسنة تعود عليه بعشر أمثالها » يتولد منه في كل لحظة جود مختلف . 
6- والجود بأجمعه هو رؤية العوض » ومن ثم فرؤية العوض ضد الخوف . 
- واليخل هو عدم رؤية العوض » ورؤية الدر تسعد الغواص ‏ 

- ومن ثم لا يوجد قي العالم بخيل قط ء ذلك أن أحدا لا يخسر شيئا دون بديل 
- ومن هنا فالسخاء ناتج من العين لا من اليد » ومن ن الرؤية يتأتى العمل » ولم 
ينج إلا البصير . 

- " وواصل الغلام " : وعيبه الآخر أنه ليس مغرورا » وطالما هو موجود » 
يبحث عن عيوب نفسه . 

5- إنه متحدت عن عيويه » باحث عن عيوبه ء وهو طيب مع الجميع » 
صسبيء مع نفسه . 

- قال الملك : لا تبالغ في مدح الرفيق » ولا تمدح نفسك من خلال مدحك إياه . 
- ذلك أني سوف أمتحنه » وفي النهاية سوف يعتريك الخجل . 

قسم الغلام على صدق رفيقه ووفائه بسبب طهارة بآاطنه 

- قال : لا والله » ويالله العظيم ء مالك الملك » وبالرحمن الرحيم . 

- ذلك الإله الذي أرسل الأنبياء » لا على سبيل الحاجة » بل بفضله وكيريائه . 
- ذلك الإله الذي من التراب الذليل » خلق أولياء أجلاء . 


34 


-وطهرهم من مزاج المخلوقين من تراب » وجعلهم يسبقون سير الملائككة . 
- ونجاهم من النار وجعل منهم نورا صافيا .ء ثم هجم بهم على كل الأنوار . 
- إنه سنا البرق ذاك الذي سطع على الأرواح » حتى وجد آدم المعرفة من ذلك 
التو 

- تلك التي نبعت من أدمعه وجناها شيثيه » فرآها آدم فيه وجعله خليفة له . 
- وعندما نال نوح نصيباء من ذلك الجوهر » صار حاملا للدر من هواء 
بحر الروح ٠.‏ 

- وروح إيراهيم عليه السلام. من تلك الأنوار الصافية ؛ء دخلت بلا حذر بين 
لهيب النيران . 

- وعندما سقط إسماعيل»ه: في جدولها » وضع رأسه أمام الخنجر الحاد . 

- وروح داودد: صارت حارة من شعاعها ٠‏ ولان الحديد له عند قيامه بنسجه . 
- وعندما صار سليمان هه رضيعا لوصالها ؛ء صار الشيطان عيدا مطيعا 
لأوامره . 

- وعندما استسلم يعقوب «ه للقضاء » استضاءت عيناه من رائحة الابن . 
- وعندما رأى يوسفه» قمري الوجه تلك الشمس ٠‏ صار يقظا هكذا في تعبير 
المنام . 

- وعندما سقيت العصا الماء من يد موسى «ه ء ابتلعت ملك فرعون في لقمة 


واحدة ّْ( 





)0( ج/-451 :- وعندما وجدت روح جرجيس من مجدها السر ٠‏ ضحى بالروح سبع مرات وبعث حيا .- وعندما كان 
زكريا يتحدث عن عشقها » ضحى بالروح في جوف الشجرة .< وعندما وجد يونس جرعة من تلك الكأس ؛ وجد السكينة 
في قلب الحوت .- وعندما صار يحيى ثملا من الشوق إليها ٠‏ وضع الرأس في الطست الذهبي من اذتها .- وعندما صار 
شعيب عارفا بهذا الإرتقاء » خسر عينيه من أجل هذا اللقاء .- وشكر أيوب الذي صبر سبع سنوات على البلاء » عندما 
رأى أيات الوصال .- وعندما تحدث الخضر وإلياس عن خمرها ء وجدا ماء الحيوان وازدادا منه . 


د 


- وعندما وجد عيسى:ه: سلما منها » أسرع إلى ما فوق السماء الرابعة . 

- وعندما وجد محمد» ذلك الملك والنعيم » شطر قرص القمر في لحظة واحدة 
إلى نصفين ٠‏ 

6- وعندما صار أبو بكر رضى الله عنه آية للتوفيق » صار صاحبا وصديقا 
لمثل ذلك السلطان . 

- وعندما صار عمره مقتونا بذلك المعشوق » صار فاروقا بين الحق والياطل » 


مثلما يكون القلب ‏ 
- وعندما صار عثمان» عينا لذلك العيان » كان نورا فائضا » وأصبح ذا 
النورين . 


- وعندما صار المرتضى ١‏ ناثرا للدر من رؤيته لوجهه » صار أسدا لله في 
مرج الروح )(٠١‏ 

- وعندما رأى الجنيد من جنده ذلك المدد » زادت مقاماته في حد ذاتها عن العدد 
- ورأى أيو اليزيد في مزيده الطريق » فسمع اسم قطب العارفين من الحق 
- وعندما رأى الكرخي حارسا على حرمه» صار خليفة للعشق » ورباني النفس . 
- وساق ابن أدهم مركبه نحو ذلك الطريق سعيدا » وصار سلطانا لسلاطين العدل 
- وشقيق » ذاك الذي شق ذلك الطريق العظيم » صار شمسا للرأى وقاطعا 
للنظر .() 


)١(‏ ج/7-5:وعندما استضاء السبطان من نورها ؛ كانا للعرش درين وقرطين .- وعندما فرغ السبطان 

من سرها » صارا! قرطين للعرش الرباني .- فضحى أحدهما بروحه بالسم ٠‏ وألقي الآخر برأسه في طريقها 

ثملا . 

(؟) ج/-57:- صار الفضيل مرثدا في الطريق بعد قطع الطرق ؛ عندما تعرض للحظة للطف الملك .- 

وبشر بشر الحافي بالأدب ٠‏ فيمم نحو صحراء الطلب .- وعندما جن ذو التون من امتحانه بها » صار نضر 

الروح كأنه مخزن السكر .- وعندما صار السري بلا رأس في طريقها » صار جاهه على سرير الرؤساء . 
44 


- وهناك مئات الألوف من الملوك الأخفياء ء هم رافعو الرؤوس من ذلك 
الطرف من العالم . 1 

©- بقيت أسماؤهم خفية غيرة من الحق » فلا يردد أسماءهم كل شحاذ . 

- وبحق ذلك النور وأولئك النورانيين » الموجودين في ذلك البحر كالأسماك . 
- وإن سميته بحر الروح أو روح اليحر » لا يليق » وأنا أبحث له عن اسم 
جديد . 

- وبحق ذلك الذي هذا وذاك منه » ومن تكون الألباب بالنسبة له قثشورا. 
- إن صفات رفيقي في العبودية وصديقي » هي مائة ضعف لما قلته . 

6 - وما أعلمه من وصف هذا النديم » لاتصدقه » فماذا أقول أيها الكريم ؟ 
> قال الملك : الآن تحدث عن نفسك »؛ فحتام تتحدث عن هذا وذاك ؟ 

- ماذا لديك أنت ؟ وماذا أتيت به ؟ ؤمن قعر البحر أى در تستخرجه ؟ 

- ويوم الموت يبطل حسك هذا » فهل لديك در الروح ليكون رفيقفا للقلب ؟ 
- وفي اللحد » عندما تحشى هذه العين بالتراب.»: هل لديك ما يضيء اللحد ؟ 
6 - وذلك الزمان الذي تنفصل فيه عنك اليدان والقدمان » هل لك جناح 
وقوادم حتى تطير بها الروح ؟(١)‏ 

- وذلك الزمان الذي لا تبقى فيه الروح الحيوانية » ينبغي أن يكون لك روح باقية 


- وشرط من جاء بالحسنة » ليس في فعلها فحسب ٠»‏ بل حمل هذه الحسنات إلى 
الحضرة . 


. فلا تظنه مستعارا يا ثملا بالعار‎ ٠ ج/ "4575-1 : ونور القلب يكون من الروح يا صديق الغار‎ )١( 


/لا4 


- ألديك جوهر من الإنسان أو من الحمار ؟ وما دامت هذه الأعراض قد فنيت »2 
كيف تحمل هذه الحسنات ؟ 

- وهذه الأعراض من صلاة ومن صوم » ما دامت لا تبقي زمانين » فقد انتفت . 
- ولا يمكن نقل الأعراض » لكنها تنفي عن الجوهر الأمراض . 

- حتى يتبدل الجوهر من هذا العرض » مثلما يزول المرض من الحمية . 

- والعرض كالحمية يتبدل إلى جوهر بالجهد » والفم المر يصير من الحمية 
كالشهد . َ 

- ومن الزراعة تحول التراب إلى سنابل » ومن دواء الشعر » صار الشعر 
كالسلسلة . ظ 

- ونكاح المرأة كان عرضا » ثم انتهى.» وصار جوهر الابن حاصلا منه . 
- وسفاد الخيل والجمال عرض ٠‏ والجوهر هو ميلاد المهر والفصيل ٠»‏ وهذا 
هو الغرض . 

-وغرس هذا البستان عرض » ومحصول البستان جوهر » وهو الغرض . 

- واعتبر استخدام الكيمياء من قبيل العرض » وإن صار ثم جوهر من استخدام 
الكيمياء » إيت يه. 

- والصقل يكون عرضا أيها المليك » ومن هذا العرض » يتولد الصفاء من 
جوهر الإفرند . 

- إذن فلا تقل : لقد قمت بالأعمال » وأظهر حاصل تلك الأعراض ولا تخف . 
- وهذا الوصف عرض ٠‏ فاصمت » ولا تذبح ظل ماعز كأضحية . 

- قال : أيها الملك ٠»‏ إن قولك إنه لا نقل للعرض » لا يتحقق » وإلا أصاب العقل 
القنوط . 

- أيها الملك ٠‏ إن كان للعرض ذهاب بلا إياب » فليس في هذا إلا يأس العبيد . 


44 


- وإن لم يكن للعرض نقل وحشر ء لكانت الأفعال باطلة والأقوال جزافا . 
- ونقل هذه الأعراض صار من لون افمجد ؛ وحشر كل فان يكون كونا 
آخر . 
5- ونقل كل شيء لائق يه . ويليق بكل قطيع سائقه . 
- وفي وقت الحشر » هناك صورة لكل عرض ٠‏ ولصورة كل عرض توبة . 
- وانظر إلى نفسك » ألم تكن عرض ا ؟ في حركة زوج وزوجة ذات غرض ؟ 
- وانظر إلى المنزل وإلى الإايوانن ء ألم تكن في ضمير المهندس مجرد 
أساطير ؟ 
- ومنزل فلان الذي رأيناه جميلا وطيبا » متناسق الصفة والسقف والأبواب ؛ 
6- هو عرض من المهندس وأفكار » وجاءت الحرف بالآلات والأعمدة . 
- وما أصل كل حرفة ومادتها » اللهم إلا خيال وعرض وفقكرة ؟ 
- وانظر إلى أجزاء الدنيا بلا غرض » لا نتيجة منها إلا العرض . 
- كانت في البداية فكرة » ثم أتت آخرا في العمل » واعلم أن بنية العالم على هذا 


منذ الأزل . 

- والثمار كانت في فكر القلب في البداية » وتبدو في العمل » وتصل إلى تمام 
- وما دمت قد عملت » فقد زرعت الشجر » وفي النهاية » قرأت حروف 
البداية . 


- وبالرغم من أن أغصانها وأوراقها وجذورها تكون في البداية ٠‏ إلا أنها جميعا 
تكون مرسلة من أجل الثمرة. 
- ومن ثم ء فقد كان هناك لب لتلك الأفلاك » أنه كان في النهاية سيد " لولاك ". 
- وهذا البحث والمقال هو تقل للأعراض » ونقل الأعراض أيضا هو الحكايات 
كحكاية الأسد وابن أوى . 

148 


- والعالم بأجمعه كان عرضا ء حتى نزلت " هل أتى " في هذا المعنى . 
- وهذه الأعراض ؛ من أين تتولد ؟ من الصور » وهذه الصور بدورها من 
أين تتولد؟ من الفكر . 

- وهذه الدنيا فكرة واحدة صادرة عن العقل الكلي ؛ والعقل.كالمليك » والصور 
تسل 

- والعالم الأول هو عالم الامتحان ٠»‏ والعالم الثاني جزاء هذا وذاك . 

- وعندما يرتكب تابعك أيها المليك جرما » وهو عرض ء يتبدل إلى القيد 
والسجن. 

- وعبدك عندما يقوم بخدمة عظيمة وهي أيضا عرض » ألا يظفر في مقابلها 
بخلعة؟ 

- وهذا العرض والجوهر مثالهما كالييضة والطائر » هذه تتولد من ذاك 
وذاك من هذه في توال . 

- قال الملك : فلنفترض هذا » المراد أن أعراضك هذه لم تنتج جوهرا . 

- قال : لقد أخفاها العقل » حتى تصبح هذه الدنيا غيبا بخيرها وشرها . 

-ذلك أنه لو كانت أشكال الفكر ظاهرة ؛ لما لهج الكافر والمؤمن سوى بالذكر . 
- ولكانت هذه عيانا وليست غيبا أيها المليك ؛ ولكانت صورة الإيمان والكفر 
موجودة على الجبين ٠.‏ 

- ومتى كان يظهر في هذا العالم الصنم أو ناحته ؟ وكيف كان أحد يجرؤ 
على السخرية ؟ ١‏ 

- ولكانت دنيانا هذه قيامة ٠‏ ومن الذي يقوم بجرم أو خطأ في القيامة ؟ 

- قال الملك : لقد أخفى الحق جزاء السوء » لكن عن العامة » لا عن خواصه . 
- فإن قمت أنا بإيقاع أحد الأمراء في ورطة ما ء فإنني أخفي هذا عن الأمراء لا 
عن الوزير. 


- والحق قد أبدى لي إذن جزاء العمل » ومن صور الأعمال مئات الآلاف . 
6- فاذكر لي أمارة ” شيء ما " أعرفه تماما » فالغمام لا يغطي القمر 
أمامي . 

- قال : إذن ما هو المقصود من قولي ؟ ما دمت تعلم ماهو الذي قد كان ؟ 

- قال الملك : الحكمة هي إظهار العالم » وأن يخرج كل ما علمه عيانا . 

- وما لم يظهر كل ما كان يعرفهء لما وضع على الدنيا ألم المخاض 
والأوجاع. 

- وإنك لا تستطيع أن تجلس لحظة واحدة عاطلا » أو لا يصدر منك خير أو 
شر. 

٠.٠‏ - وهذه المطاليات يالعمل تكون من أجل ذلك » ولقد صارت موكلة بك 
ليصيح سرك عيانا . 

-إذن » فمن أين يصير الجسد المتحير ساكنا » مادام طرف خيط الضمير يجره ؟ 
- واضطرابك صار دليلا على هذا الجذب ٠‏ بحيث تكون البطالة عليك كأنها نزع 
الروح . 

- وهذه الدنيا وتلك الدنيا في ولادة إلى الأبد » وكل سبب أم ٠‏ في أثره ولد . 

- وعندما تولد الأثر صار بدوره سيبا » حتى تتولد منه آثار عجيبة . 

ه.. - وهذه الأسباب موجودة نسلا بعد نسل » لكن ينبغي أن تكون البصيرة 
مقثرنة بالنور تماما . 

- ووصل الملك معه بالحديث إلى هذا الموضع ٠»‏ وإما أنه رأى منه دليلا أو لم 


و 0 
- فإذا كان ذلك الملك البحاثة قد رأى ٠‏ فليس ذلك عليه ببعيد » لكن لا إذن لنا 
بذكر ما رأى . 


- وعندما جاء ذلك الغلام من الحمام » استدعاه إليه ذلك الملك الهمام . 

- وقال له : صحة لك ونعيم دائم » يا لك من لطيف طريف حسن الوجه )١(.‏ 
-٠‏ لكن وأسفاه » لو لم يكن فيك ذلك الذي يفتأ يذكره فلان فيك ؛ 

- لسر كل من راى وجهك » ولسادت رؤيتك ملك الدنيا. 

- قال : اذكر لي نبذة منه أيها الملك » من ذلك الذي قاله فاسد الدين ذاك . 

- قال : لقد وصفك من البداية بأنك ذو وجهين » ظاهرك دواء » وباطنك ألم . 

- وعندما استمع من الملك إلى خبث رفيقه » ثار بحر غضبه في لحظة . 
6 - وأزيد ذلك الغلام واحمر وجهه » حتى جاوز موج هجائه الحد . 

- وقال : إنه منذ أول لحظة رافقني فيها ٠‏ كان ككلب في مجاعة ء أكثر أوقاته 
ياكل الخبث . 


- وعندما استمر في هجوه كأنه الجرس : وضع الملك يده على شفته قائلا : 


كفاك . 
- وقال : لقد ميزت بينك ويينه » فاعلم أن النتن يفوح من روحك » بينما يفوح 


-فاجلس أنت إذن بعيدا يا نتن الروح » حتى يكون هو الأمير وأنت المأمور )١(.‏ 
- ولقد جاء في الحديث أن التسبيح رياء » اعلم أنه كخضرة على مستوقد 
أيها العظيم . 

- واعلم إذن أن الصورة الجميلة الطيبة » لا تساوى مع الخصال السيئة ربع دائق 
)١(‏ ج/0-؟3:- ثم صرف الآخر نحو أمر من الأمور ؛ حتى يصبح على علم برفيقه .- وأجلسه أمامه بلطف 
شديد وكرم ٠‏ وقال له : يا من أنت شبيه بالقمر من الظلم .- أنت قمري الوجه متموج الشعر مسكي الرائحة ؛ 


انك حسن الطبع ؛ حسن الطيع ؛ حسن الطبع . 
0( ج/5-7؟5 :- من أجل هذا قال الأكابر في الدنيا : " راحة الإنسان في حفظ اللسان " . 


١. 


- وإن كانت الورة قبيحة مرذولة » فمت في عكوفك عليها » عندما يكون صاحبها 
- والصورة الظاهرة تصير إلى فناء » واعلم أن عالم المعنى يبقى إلى الأيد . 
- فحتام تمارس العشق مع صورة الجرة » دعك من صورة الجرة » وابحث عن 
الماء )١1(١‏ 

» ولقد رأيت صورته وأنت غافل عن المعنى » فاختر الدر من الصدف‎ -١ ١6 
. إن كنت عاقلا‎ 

- وهذه الأصداف قوالب في الدنيا » بالرغم من أنها كلها حية ببحر الروح . 

- لكن ليس في كل صدفة يوجد الدر » فافتح عينيك ٠‏ وانظر في قلب كل منها . 
- وماذا يملكه ذاك » وماذا يملكه هذا » وداوم على الاختيار » ذلك أن ذلك الدر 
الثمين نادر الوجود . 

- وإذا كنت تمضي إلى الصورة » فإن الجبل بمهابته » يبلغ مائة ضعف ما فيه 
من الياقوت . 

-١ ١3٠‏ ويداك وقدماك وشعرك من ناحية الصورة » تبدو مائة ضعف لصورة 
- ولكن لا يخفى عليك » أن العين تفضل كل الأعضاء . 

- ومن فكرة واحدة تبدو من الباطن » ينقلب مائة عالم في لحظفة واحدة . 

- وجسد السلطان وإن كان يبدو في الصورة واحدا » فإن هناك مئات الآلاف من 
العسكر يسرعون خلفه . 

-تم إن شكل الملك الصفي وصورته » تكون محكومة بفكرة خفية . 





. فكن طالبا للمعنى ؛ واطلبه بجد‎ ٠ ج/+-375:-- وحتام تظل عاشقا للصورة ؟ قل‎ )١( 


1" 


ه٠١ -١‏ وانظر إلى خلق لا نهاية له صار من فكرة واحدة » كأنه سيل جار على 
الأرض . 

- وذلك الفكر يبدو أمام الخلق هينا » لكنه كسيل اجتاح العالم » والتهمه . 

- وما دمت ترى إذن أنه من فكرة واحدة » قامت في الدنيا كل حرفة ٠‏ 

- والمنازل والقصور والمدن والجبال والصحارى والأنهار . 

- والأرض والبحر والشمس والفلك » حية منه مثل السمك في البحر . 

- لماذا إذن من بلهك يكون الجسد أمامك أنت الأعمى مثل سليمان 
والفكر كنملة ؟ َ 

- ويبدو الجبل أمام عينيك عظيما مهابا » والفكر كالفآر والجبل كالذئب . 

- والعالم في عينيك عظيم مهول ؛ ومن السحاب والرعد ترتعد وتخاف . 

- ومن عالم الفكر يا من أنت أقل من حمار » أمن وغافل عنه وبلا دراية 
كالحجر ؟ 

- ذلك أنك صورة » ولا نصيب لك من العقل » ولست في طيبع الإنسان » بل أنت 
6- وترى ظل المرء ومن الجهل » أصبح ذلك الشخص سهلا في نظرك 
بمثابة الألعوبة .(1) 

-فانتظر يوما يفتح فيه ذلك الفكر والخيال الجناح والقوادم بلا حجاب . 

- فترى الجيال قد صارت كالصوف الناعم » وصارت هذه الأرض الباردة 
والحارة عدما . ٠‏ 


)١(‏ ج/-077:- والآن هناك من الغيب مظهر للزينة »هو من اللطف كالهواء شارح للقلب .- وإذا لم يلتصق 
المرء الدنس بالجسم » يكون البصر عالما بذلك اللطيف .-ثم إنه زائد عند الأثر » من آلاف المطارق والسيوف 


الطبر . 
والطبر 07 


- ولا سماء ترى » ولا كوكيا » ولا وجودا ء؛ " لا ترى " إلا الله الحي الودود . 
- وقصة ما قد تكون صادقة أو كاذية ء وذلك حتى تلقي الحقائق بضيائها . 
حسد الحشم لغلام مقرب 

- كان أحد الملوك قد اصطفى عبدا بكرمه عن كل الحشم . 
- كان مقرره وراتبه ما يساوى أربعين أميرا » ولم يكن وزير قط يظفر بعشر 


قدره . 
ومن كمال الطالع والإقبال والحظ ؛ كان كاياز والسلطان " محمود" 
زمائنه. 


- كانت روحه مع روح الملك في أصلها » ذات صلة وقربى قبل أن توجد في 


عالم الأجساد . 

- وما ينفع هو ما كان قبل أن تخلق الأجس د ء فدعك منها ٠‏ فهي جديدة 
حادثة . 

هه -١‏ والأمر يكون للعارف الذي لا يكون أحول » فعينه تكون دائما على 
الغراس الأول . 

- سواء كان ما زرعوه قمحا أو شعيراء عينه مرهونة به من هناك » ليل 
نهار . 


- وما يكون الليل حاملا به لا يلد سواه » وأنواع الحيل والمكر ريح وهباء . 
- ومتى يجعل قلبه راضيا بالحيل الجميلة » ذلك الذي يرى حيلة الحق فوق 


رأسه؟ 
- إنه يكون داخل الشراك ويضع شراكا آخر » وبحق روحك لا يكون ناجيا من 
هذا وذاك . 


- هذا وإن نبت مائة نبات أو تساقط . فلا ينجو في النهاية إلا ما زرعه 
الله. 


- وغراس الزارعين حديئا يكون على الغراس الأول » والغراس الثاني فان ٠‏ 
والأول هو الصحيح . 

- والبذرة الأولى كاملة ومنتقاة » والبذرة الثانية فاسدة ومهترئة. 

- وأمام الحبيب لتلق بتدبيرك بعيدا » حتى وإن كان تدبيرك هذا هو تدبيره . 

- وإنما ينفع ما رفعه الحق ونماه » وينبت آخرا ما زرعه هو أولا . ' 

6- وكل ما تزرعه ؛ ازرعه من أجله » ما دمت أسيرا للحبيب أيها 


المحب . 
- ولا تطف حول النفس اللصة وحول عملها »؛ قكل ما هو ليس من عمل الحق 
هباء ء» هياء . 


-هذا من قبل أن يصير ظاهرا يوم الدين » ويفتضح لص الليل عند المالك . 

- والمتاع المسروق بتدبيره وفنه » يبقى يوم الجزاء في عنقفه . 

- ومئات الآلاف من العقول تثب معا » حتى تضع شبكة غير شبكته . 

- فتجد شبكته فحسب أكثر إحكاما » وأية قوة للقذى أمام الريح ؟ 

- وإذا قلت : ما هي قائدة الوجود ؟ في سؤالك نفسه فائدة أيها العنود . 

- وإن لم يكن في سؤالك هذا فائدة » فماذا نسمعه ؟ عبث لا فائدة من ورائه ؟ 
- وإذا كان في سؤالك فوائد كثيرة ء فلماذا تكون الدنيا بلا فائدة لتخضرا ؟ 
- وإذا كانت الدنيا من جهة بلا فائدة » فهي من جهات كثيرة ذات عائد جم . 

-١ 6‏ وإذا كانت فائدتك لا فائدة فيها بالنسبة لي » ما دامت فائدة لك » لا 
تثوقف عن إتيانها . 

-لقد كان حسن يوسفى.ه فائدة لعالم بأجمعه ٠‏ بالرغم من أنه كان بالنسبة لإخوانه 
عبثًا بلا عائد . 
- واللحن الداودي كان محبويا إلى ذلك الحد » لكنه كان بالنسبة للمحروم صوت 
'دق " أخشاب . 


- وكان ماء النيل أعظم خاصية من ماء الحياة » لكنه بالنسبة للمحروم والمنكر ؛ 
كان دما. 

- والشهادة بالنسبة للمؤمن حياة » لكنها بالنسبة للمنافق موت واهتراء . 

- وقل لي : أية نعمة موجودة في العالم لم تحرم منها أمة كاملة ؟ 
- وأية فائدة للبقر والحمر في السكر ؟ إن لكل حي قوتا مختلفا . 

- لكن إن كان هذا القوت عارضا عليه ؛ فنصحه أآنذاك يكون ترويضا 
له. 

- مثل إنسان من مرضه أحب الطين » برغم أنه يظن أنه قوته في الأصل . 
- ولقد نسي قوته الأصلي ؛ واتجه إلى قوت المرض . 

- وترك العسل ٠»‏ وتجرع السم ٠‏ وجعل قوت العلة كأنه إلددسم. 

- والقوت الأصلي للبشر هو نور الله » ولايليق به قوت الحيوان. 

-لكن من العلة»سقط القلب بحيث يأكل ليل نهار من هذا الطين . 

-وأين أصفر الوجه ضعيف القدم خفيف القلب.من غذاء'والسماء ذات الحبك" ؟ 
- إنه غذاء خواص الدولة » وأكله يكون بلا حلق ولا أللة . 

- ولقد صارغذاء الشمس من نور العرش » وللحسود والشيطان " غذاء" 
من دود الأرض . 

- ولقد قال الحق في حق الشهداء أنهم يرزقون » ولا فم لذلك الغذاء ولا طبق . 
- والقلب يأكل من كل حبيب غذاء » والقلب يحمل من كل علم صفاء . 

- وصورة كل إنسان مثل الوعاء » والعين حساسة بمعتاه. 

- ومن لقاء كل امريء تأكل شيئنا ء ومن اقترانك بكل قرين تأخذ شينا . 
65 - وعندما صار كوكب قرينا لكوكب , يتولد " شيء" بلا جدال من هذا 


الاقتران . 


- مثلما يتولد من قران الرجل والمرأة البشر » ومن قران الحجر والحديد الشرر 
- ومن قران التراب مع الأمطار ٠»‏ الثمار والخضرة والرياحين . 

- ومن قران ألوان الخضر مع الإتسان »؛ السرور وانفراج الهم 
والسعسادة . 

- ومن قران السعادة مع القلوب » تتولد الطيبة وألوان الإحسسان ٠.‏ 

6 - وعندما ننال مبتغانا من التنزه » تصير أجسادنا قابلة للطعام . 

- واحمرار الوجه يكون من قران الدم » والدم يكون من الشمس الحلوة المتوردة 
- وأفضل الألوان هو اللون الأحمر »ء وهو لون الشمس » ومنها يصل 
- وكل أرض تكون قريئنة مع زحصل »؛ تصبح بورا ء» ولا تبقى موضعا 
للزرع.. 

- والقوة تتأتى بالفعل من الاتفاق » مثل قران الشيطان مع أهل النفاق . 

6 - وهذه المعاني لها من الفلك التاسع » كبكبة ودبدبة؛ بلا أي أبهة 
وبهاع. 

- كبكبة ودبدبة هي بالنسبة للخلق عارية . لكنها يالنسببة للأمر 
7 ا ' 1 

- ومن أجل الكبكبة والدبدبة يتحملون الذل » وعلىأمل العز ' يعانون " الذل . 
- وعلى أمل عز يدوم أياما عشرة » هم فى اضطراب وقلق ٠»‏ جعلوا رقابهم من 
الغم' في تحول" المغزل . 

- فكيف لا يأتون إلى هذا المكان الذي أنا فيه ؟ » فأنا في هذا العز شمس مشرقة 
- ومشرق الشمس برج مظلم » وشمسنا خارجة عن المشارق . 

- ومشرقها هو ما تنتسب إليه ذراتها » وذاتها لا شروق لها ولا غروب . 

- ونحن الذين نعد بقايا ذراتها » نعد من بين الدراويش شمسا لا ظل لها . 


١١.مل‎ 


- أأطوف ثانية حول الشمس ؟ يا للعجب » إن كل هذا بسبب مجد الشمس . 
- والشمس تك ون مطلعة على الأسباب » ومنها أيضا تنقطع حبال 
الأسباب . 

- وممّات آلاف المرات قطعت الأمل » ممن ؟ من الشمس » فهل 
تصدقون هذا ؟ 

- فلا تصدقني إن قلت إننى أصبر عن الشمس » أو أن السمكة تصبر عن 
الماء. 

- وإن صرت قانطصا ء فقنوطي » هو عين صنع الشمس » يا حسن . 

- وكيف ينفصل عين الصنع عن نفس الصانع ؟ وكيف يكون هناك موجود 
قط يرعي من غير الوجود ؟ 

- وكل الموجودات ترعى من هذه الروضة ء سواء البراق أو الخيول 
العربية؛ » بل والحمير . 

-٠‏ لكن الجواد الأعمى يرعى بعمى » ولا يرى الروضة ء فهو لهذا 
مردود . 

- وذلك الذي لم يقم بالأسفار في هذا البحسر »؛ يتجه في كل لحظة إلى 
محراب جديد. 


وهوق يشرب الماع المالح من البحر العذب 2 حتى أصايه الماء المالح بالحمى . 


- ويقول له البحر : اشرب بيدك اليمنى من مائي أيها الأعمى » حتى تسترد 
البصر . 
- واليد اليمنى هنا هي الظن الحسن » فهو الذي يعلم من أين " يتأتى " الخير 
والشرتة 


6- واللاعب بالحراب هو الذي يقومك حينا أيتها الحربة » ويحنيك حيتا 
6.8 


- ونحن من عشق شمس الدين بلا أظفار ؛ وإلا فإننا تجعل الأعمى ميصرا 
- فهيايا ضياء الحق ٠‏ يا حسام الدين » قم سريعا بعلاجه » برغم أنقف 


الحسود . 
- بتلك التوتياء الإلهية سريعة التأثيرهء وذلك الدواء الماحي للظللمة من 
عنيد الفعل . 


- من تلك التي لو وضعت في عين الأعمى » لمحت ظلمة دامت مافنة 


ستئبب-ة. 


- فعالج كل العميان إلا الحسود 6 الذي يقوم من الحسد بإنكارك 


وجحودك . 
- ولا تهب الروح لحسودك ؛ حتى وإن كان أنا » حتى أعاني نزع الروح على ما 
أنا ففيه. 


- وذلك الذي يكون حسودا للشمس » وذلك الذي يتأذى من وجود الشمس ؛ 
- هو أعمى ذو آلام بلا علاج » فهاك من سقط إلى الأبد في قاع الببر . 
- فهل أجاز نفي شمس الأزل ؟ ومتى يتأتى مراده ؟ قل لي . 
سقوط البازي أسيرا بين البوم في خرابة 
- إن البازي الحقيقي هو الذي يعود إلى الملك » والبازي الأعمى هو الذي 
ضل الطريق . 
- لقد ضل الطريق وسقط في خرابة » سقط البازي في خرابة بين البوم . 
- وهو بأجمعه نور من نور الرضا ء لكن قائد القضاء قد أعماءه . 
- لقد حثا عينيه بالتراب وأضله عن الطريق » وأودعه الخرابة يين البوم . 
- وهو على الرأس » والبوم آخذة في ضربه على رأسه » واقتلاع جناحيه 
وقوادمه الرقيقة . 


١١ 


+ - وقد وقعت ضجة بين البوم » فهي تصيح : الحذر » لقد جاء البازي 
يأخذ منا مكانتا . 

- فهي مثل كلاب الحي غاضبمة محتدة » وقعت في ثياب رجل غريب . 

- ويقول البازي : أية لياقة لي مع البوم ؟ إنني أهب مائة مثل هذه الخرابة 
ليبوم. 

- وأنا لن أقيم هنا » بل سوف أمضي » وسوف أعود صوب الملك . 

- فلا تقتلوا أنفسكم أيها البوم » فأنا لست مقيما » بل ماض صوب الوطن . 
ه١-‏ وهذا الخراب عامر في أعينكم » وإلا فإن ساعد السلطان بالنسبة لي ٠»‏ 
مكان مرقه . 

- قال البوم : ها هو يحتال ثانية » حتى يقتلعكم من دياركم » ومن بين أهليكم 
- إنه يستولي على ديارنا بمكره ء ويقتلعنا من وكرنا بزيفه. 

- وهو يبدي الشبع هذا المحتال » ووالله إنه لأسوأ من كل الحريصين . 

- إنه من الحرص يأكل الطين وكأنه الديس » فلا تضعوا أيها الأصدقاء الإلية 
أماتة لدى الدب . 

١‏ - وإنه ينفج بالحديث عن الملك ويد الملك » حتى يضلنا نحن السذج عن 
الطريق . 

- وكيف لطويئر أن يكون متجانسا مع الملك » لا تستمع إليه إن كنت عاقلا ٠‏ 
أقلل السمع . 

- فهل هو من جنس الملك ؟ أو من جنس الوزير ؟ وهل يكون الثوم لائقا قط 
اللوز ؟ 

- إنه يقول ما يقول من المكر والحيلنة .ء ويقول : السلطان مع حشمه 
بحغون عني . 


١١١ 


- فهاك هو الهوس الذي لا يقبل ٠‏ وهاك هو النفاج الساذج » والشبكة التي تصيد 


السذج . 
5 - وكل من يصدق هذا » يكون من البله » فأي تناسب بين طويئر ضئيل 
وملك ؟ 


- وأقل بومة إن ضربته على رأسه » فأنى يكون العون من الملك له؟ 

-قال البازي : إنهم إن نزعوا ريشة واحدة مني » لاقتلع الملك أرض البوم من 

أمناتها + 

- وماذا يكون البوم ؟ وإن ضايقني بازي أو قسا على ؛ 

- لحشد الملك حشدا من كل منخفض ومرتفع » ومئات الآلاقف مسن الجند 

المجتند. : 

0- وحرسي هو عناياته » وحيثما أمضي » يمضصي الملك في أثري . 

- وخيالي مقيم في قلب السلطان »؛ وبدون خيالي يكون قلب السلطان 

- وعندما يطلقني الملك طائرا في تجوالي ٠»‏ أطير على أوج القلب » كأنني شعاع 

له . 

- فاظل أطير مثل قمر وشمس » وأمزق أستار السموات . 

- وضياء العقول من فكرتي » وانفطار السموات من فطرتي . 

65- وأنا بازي ٠‏ وإنما يُحار في طائر البُلح .ء وماذا يكون البوم حتى 

يعرف سرنا؟ 

- ومن أجلي تذكر المليك السجن » فأطلق سراح مئات المقيدين بالأغلال . 

- وجعل مني لحظة واحدة قرينا للبوم » وجعل البوم من أنفاسي كالبزاة . 

- وما أسعدها من بومة » تلك التي فهمت من إقبالها سري » وذلك من طيراني: . 
١1١‏ 


- فتعلقوا بي حتى تصيروا منعمين » وتصبحون صقورا ملكية » بالرغم من أنكم 


دوم 
٠٠‏ - وذلك الذي يصير حبيبا لمثل هذا المليك » كيف يكون غرييا حيثما 
يقلع؟ 


- وكل من يكون الملك دواءً لألمه ء لما كان بلا زاد » وإن كان كالناي . 

- وأنا مالك الملك » ولست بالشره الأكول » والمليك يدق طبل رجوعي من 
جواره . 

- وطبل رجوعي هو نداء " ارجعي " » والحق شاهدي برغم المدعي . 
- ولست أنا من جنس المليك . جل شأنه وعلا » لكن لدي نورا منه عند التجلي . 
-١‏ وليس التجانس على سبيل الشكل والذات ٠‏ والماء كان.في النيات من 


جنس التراب . 
- والهراة كان مق جتسن لدان في كوامها *:والمدام كحازخ فى النهانة متعائستة 
مع العلفد: 


- ولما كان جنسنا ليس من جنس مليكنا » فإن أنيتنا فنت في أنيته. 

- وعندما فنيت أنيتنا بقي هو فردا » وصرت أمام قدم جواده كأنني القهبار . 

- وصار التراب روحا » وآثارها عليه » وعليه آثار أقدامها . 

6-- فكن ترابا لقدمه من أجل هذا الأثر » حتى تصبح تاجا على رؤوس 
الأبطال . 

- فاشرب نقلي قبل أن تسمع تقلي »ء وذلك حتى لا يخدعنك شكلي . 

- ورب شخص قطعت عليه الصورة السبيل ١‏ واتجه إلى الصورة ؛ وجادل الله . 
- والخلاصة أن هذه الروح قد اتصلت بالجسد » فهل هناك شبه قط بين هذه 


الروح وهذا الجسد ؟ 
١1‏ 


- وشعاع نور العين مقترن بشحمة » ونور القلب مخبوء في قطرة دم . 

6- والسرور في الكلية » والغم في الكبد » والعقل مثل شمعة داخل مخ 
الرأس . 

- وهذا الارتبياط بلا كيف وشكل » والعقول ضعيفة حائرة في معرقة الكيفية . 

- والروح الكلية اتصلت بالروح الجزئية » وأخذت منها درة وضعتها في جيبها . 
- مثل مريم » حملت روحها من ذلك الذي اتصل بجييها مسيحا فاتنا . 

- لكن ليس ذلك المسيح الذي يسير على الماء واليابسة » بل ذلك المسيح الذي 


يعلو على كل المساحة . 
- ومن ثم عندما حملت الروح من روح الروح » تصبح الدنيا حاملا من 
مثل هذه الروح . 


- ثم تلد الدنيا دنيا أخرى »ء وهذا الحشر يبدي محشرا آأخر . 
ولق تمدقت آنا إل القيامة وعددت © أكون قاصرةا عن مرح هذه القنا: 
- وهذه الكلمات بمعناها هي نفسها " يا رب " » والكلمات شبكة تصيد الكلام من 
" حسناء " حلوة الشفة . 
- فكيف تقصر ؟ ثم كيف تستسلم ؟ ما دامت لبيك تصل له من " يا رب " ؟ 
3 وليف هذء اقني اساي أن منمعها شيع ان كذوفيها سواقنة 
الرأس إلى أخمص القدم )١(.‏ 
إلقاء ظمآن المدر من فوق الجدار في جدول الماء 
- لقد كان هناك جدار عال على حافة جدول » وفوق الجدار ظمآن متألم )(٠‏ 
- وكان ذلك الجدار يمنعه عن الماء » وكان من أجل الماء متضرعا كأنه السمكة 
)١(‏ ج/ -0707:- ولقد أتيتك بمثال حتى تفهم ٠‏ وتكون ذا نصيب من " لبيك " هذه الخفية . 
(؟) ج/397-5:- والظمان المستسقي نحيل ومسكين » عاشق ثمل غريب بلا قرار . 


١١ 


- وفجأة ألقى في الماء بقطعة من المدر » وجاء صوت الماء إلى مسمعه كأنه 
الخطاب ؛ 

- كأنه خطاب الحبيب حلو لذيذ » وأسكره صوت الماء وكأنه النبيذ . 

- ومن صفاء صوت الماء » فإن ذلك الممتحن » صار مقتلعا قطع المدر ٠‏ 
راميا بها . 

- وكان الماء يصيح بما يعني : " هه ... أية فائدة تتأتى لك من القائي 
بالطوب ؟ " 

- فقال الظمآن : أيها الماء » لي فائدتان » ولن أقلع عما أقوم به أبدا . 

- الفائدة الأولى هي سماع صوت الماء ٠‏ وهو بالنسبة للظامئين كصوت الرباب . 
- لقد صار صوته مثل صوت إسرافي ل ٠‏ يتحول الميت منه إلى الحياة . 
6- أو أنه كهزيم الرعد في أيام الربيمسع ء يجد البستان منه كثيرا من 
الحسان . 

- أو أنه بالنسبة للفقير أيام الزكاة » أو بالنسبة للسجين رسالة النتجةة . 

- مثل نفس الرحمن الذي كان من اليمن » يصل صوب محمد» بلا فم . 

- أو كأنه عبير أحمد المرسل» » الذي يصل إلى العاصي شفاعة . 

- أو كأنه ريح يوسف الجميل اللطيف ؛ يهب على روح يعقوب النحيل )(١‏ 
-٠‏ والفاتدة الأخرى أن كل لبنة أنزعها من هذا الجدار » تقرب من مجيئي 
صوب الماء المعين . 

- فمن تقليل الطوب يصير الجدار العالي أكثر انخفاضا كلما اقتلعت منه. 
زتعن انمه ار فى روصا وى سح اقيق قن العاصي حاملة الإنتقام .- أو ككيمياء التبديل صوب 


ويس يرسل إلى رامين السلام . 


- وانخفاض الجدار يصير قربى » وفصله يكون من أجل الوأصل . 

- والسجود على مثال الطين اللزب » موجب للقرب مصداقا ل"أسجد واقترب " . 
- وما دام هذا الجدارالشامخ بعنقه مانعا لطأطأة الرأس » 

6 - لا يمكن السجود على ماء الحياة » مالم أجد من هذا الجسد الترابي 
النكاة: 

- وعلى رأس الجدار كل من هو أكثر ظمآ » يقتلع أسرع الطوب والمدر . 

- وكل من هو أكثر عشقا لصوت الماء » فإنه ينتزع من الحجاب طويا أضحم . 
- وهو من صوت الماء ممتلىء بالخمر حتى العنق » ولا يسمع الغريب إلا 
صوت الخرير . 

- وما أسعده ذلك الذي يغتنم أيام الشباب ويسدد دينه. 

- في تلك الأيام التى تكون لديه فيها القدرة » والصحة وقوة القلب وقوة 
الجسد . 

- فذلك الشباب مثل بستان أخضر نضر » يوصل دون إنقطاع الثمر والزاد . 

- وعيون القوة والشهوة الجارية » تخضر منها أرض الجسد . 

- والمنزل معمور وسقفه عالى العماد » والأركان معتدلة » لا تخليط فيها ولا 
إنسداد . 

- وذلك قبل أن تصل أيام الشيخوخة » ويعقد حول عنقك حبل من مسد . 
6- يصبح أرضا بورا واهية تتساقط أوراقها » ولم ينبت نبسات حسن من 
أرض بور قط . 

- وماء القوة وماء الشهوة منقطع ان » فلا هو ينتفع بنفسه ولا بالآخرين . 

- والحاجبان كعرقل الدابة متدليان ؛ والعين أصايها القطر وأظلمت . 


١15 


- ومن الغضون أصيح الوجه كظهر الضب ؛ وضساع النطق والطعمء 
وعجزت الأسنان عن الأعمال )١(.‏ 

- وتأخر اليوم » والدابة هرمة عرجاء ء والطريق طويل » والمصنع خرب ٠‏ 
وفقد العمل تنظامه . 

6 - وجذور الخصال السيئة تأصلت وقويت »٠‏ والقوة على إقتلاعها صارت 


أمر الوالي لذلك الرجل ؛ أجمة الشوك هذه التي 
غرستها على رأس الطريق , إقتلعها 
- مثلما حدث من ذلك الشخ الغليظ حلو الكلام » إذ زرع أجمة شوك في وسط 
الطريق . 


- ولامه المارة » ثم قالوا له : إقتلعها » فلم يفعغل . 
- وفي كل لحظة » كانت أجمة الشوك هذه تزداد » وكانت أقدام الخلق تمتليء 
منها بالدماء . 


- كانت ثياب الخلق تتمزق من الشوك » وكانت أقدام الفقراء تجرح بشكل 
بشع .(0) 

ه7- قال له الحاكم جادا » إقتلعها ٠‏ قال : أجل ٠‏ على إقتلاعها يوما ما . 

- ولفترة أخذ يعد بالغد ثم الغد » وصارت أجمة شوكه ثابتة الجذور . 








-. ج/+-048:- وانحنى الظهر وصار القلب ضعيفا خافقا » وضعف الجسد وصارت اليد والقدم كالحيل‎ )١( 
٠ وصار القلب من الصراخ كأنه مزمار القرب .- والعمر ضاتع‎ ٠ وخرب المنزل وضاع إنتظام الأمور‎ 
والنفس كسلى والقلب أسود والروح غير صابرة » والشعر فوق الرأس كالثلج‎ ٠ والطريق طويل‎ ١ والسعي باطل‎ 
. وكل الأعضاء مرتعدة مرتعشة كأوراق الأشجار‎ ٠ خوفا من الموت‎ 

(؟) ج-١١4:-‏ وعندما بلغ مسامع الحاكم هذا الحديث » وعلم بفعل ذلك الخبيث . 


١١ا/‎ 


- وقال له الحاكم ذات يوم : يا معوج الوعد » هم بالعمل الذي أمرنا بهء ولا 
تماطل فيه . 

- فقال : " الأيام ياعم بيننا " » فقال " عجل » لا تماطل ديننا " )1(١‏ 

- إنك تقول غدا ء واعلم هذا » أنه في كل يوم يمر من الزمان ؛ 

0- فإن شجرة السوء هذه تزداد عنفوانا » وهذا الذي يقتلعها يزداد عجزا . 
- فأجمة الشوك " آخذة" في القوة والسموق » ومقتلع الشوك آخذ في الشيخوخة 
والشضن:: ْ 
- وأيكة الشوك في كل يوم وكل لحظة تزداد إخضرارا وطراوة » ومقتلع الشوك 
كل يوم أكثر نحولا وجفاقا . 
- إنها تصبح أكثر عنفوانا وأنت أكثر شيخوخة » أسرع إذن » ولا تضيع أيامك . 
- واعلم أن كل خصلة سيئة منك هى أجمة شوك » وقد وخزت قدمك بالشوك 
عدة مرات . 

6- ولقد حلت بك الجراح عدة مرات من طباعك » وأنت لا تحس » فقد 
كنت فاقد الحس تماما . 
- فإذا كنت لا تحس بجراح الآخرين التي حدثت لهم من خلقك القبيح ؛ 
- لأنك غافل عما يصييك أنت نفسك ٠»‏ فأنت عذاب لنفسك وللغرباء . 
- فإما أن تمسك الطبر وتضرب برجولة » » وكن كعلي » واقتلع باب خيبر هذا ؛ 
- أو فأوصل هذا الشوك بأيكة ورد » وأوصل بالنار نور الحبيب . 

- حتى يجذب نوره نارك » ويجعل وصله أجمة شوكك روضة . 
- وأنت على مثال الجحيم » وهو مؤمن » وقتل النار ممكن للمؤمن . 


(') ما بين الأقواس بالعربية في المتن الفارسي . 


- ولقد قال المصطفى» أن الجحيم تصبح راجية للمؤمن من خوفها ؛ 

- وتقول له : أعبرني أيها الملك سريعا » وهيا » فإن نورك إختطف حرقة ناري 
- ومن ثم فهلاك النار هو نور المؤمن »ء ذلك أن دفع الضد بغير ضده أمر غير 
ممكن . 

© - والنار ضد النور في يوم العدل » فتلك قد خلقت من القهر » وهذا من 
الفضل . 

- وإذا كنت تريد أن تدفع شر النار » فسلط ماء الرحمة على قلب النار . 

- وعين ماء الرحمة تلك هي المؤمن » وماء الحياة روح المحسن الطاهرة . 

- ومن ثم فإن نفسك جافلة منه » ذلك أنك من النار » وهو في طبع الماء . 

- والنار تصبح هاربة من الماء ٠‏ ذلك أن لهيبها يخمد من الماء . 

- وحسك وفكرك كله من النار » وحس الشيخ وفكره نور حلو . 

- وعندما ينساب ماء نوره على النار » ترتفع خشخشة من النار وتندلع . 

- وعندما ترتفع خشخشتها ء قل لها : ليكن لك الموت والألم » حتى يصبح جحيم 
نفسك باردا . 

- حتى لا تقوم بإحراق روضتك » وحتى لا تحرق عدلك وإحسانك )١(.‏ 

- ومن بعد ذلك تنمو لك بما تزرعه ٠‏ وتعطيك الشقائق والنسرين والسعتر . 
6- وثانية » ها نحن نحيد عن الطريق المستقيم » فعد أيها السيد » ترى أين 


طريقنا ؟(؟) 





)١(‏ ج/ *-110: - فإن شررا واحدا منها لايترك من ألف روضة لا إسما ولارسما. 

(") ج/ 115-511/5:- أيكون حملك ثقيلا في طريق البئر ء لا تمش معوجا وتبتعد عن الطريق الرئيسي.- 
وإن سن الستين قد وصلت لتسحبك إلى الشص ٠‏ فخذ طريق البحر حتى تجد الرشد .- وكل من كان عاقلا بلغ 
في طريق البحر » وخلص من الشبكة ونجا من النار .- وعندما تأخر الوقت ومضت تلك الفترة . صار ميتا 
واتجه من الهابسة إلى البحر.- هذا والاصارت في المقلاة تقلى كثيرا ٠‏ وهل يفعل هذا قط عاقل في نفسه ؟ - 


1 


- وهكذا كنا نقول أيها الحسود » أن حمارك أعرج والمنزل بعيد » فأسرع . 

- لقد تأخر بنا العام » وليس الأوان أوان الغراس » ليس إلا الإفتضاح ؛ والفعل 
القبيح . 

- ولقد وقع الدود في أصل شجرة الجسد » وينبغي إقتلاعها وإلقاؤها في النار . 
- هيا » هيا أيها السالك ؛ لقد تأخر الوقت » ومضت شمس العمر نحو البئر . 
- وقي هذين اليومين القصيرين اللذين تملك فيهما القوة » قم سريعا بنفئض 
الشنيخوخة عن طريق الجود . 

- واغرس هذا القدر من البذر الذي بقي لك » حتى ينبت لك من هاتين اللحظتين 


العمر الطويل . 
- وما دام هذا المصياح الثمين لم يُطفاً بعد » إنتبه » ومده ما استطعت بالفتيل 
والزيت . 


- وحذار » لاتقل غدا » فإن الغد ولى » حتى لا تمضي عنك تماما أيام الغراس . 
- واستمع إلى نصيحتى » إن الجسد مانع قوي » فأخرج منه القديم » إن كدت 
تميل إلى الجديد . 

65- واغلق شفتيك » وافتح كفا مليئا بالذهب » ودعك من بخل الجسد » وبادر 
بالسخاء . 

- وترك الشهوات واللذات سخاء » وكل من إنغمس في الشهوة » لم ينهض . 

- وهذا السخاء غصن من شجرة سرو الجنة » وويله ذلك الذي فرط فى مثل هذا 
الغصن . 

- وترك الهوى هو العروة الوثقى » وهذا الغصن يجذب الروح إلى عنان السماء 





مثل تلك السمكات الثلاثة وجدول الماء ٠‏ التي قصتها هنا من أجل العبرة .- " فانتبه » ثم إعتبر » ثم إنتصب » 


واجتهد بالله ثم إجهد تصب ." 


-حتى يحملك غصن السخاء يا طيب المذهب مرتفعا بك حتى أصلك . 

-١‏ وأنت يوسف الحسن وهذا العالم كأنه جب » وهذا الحبل هو الصير على 
أمر الإاله. 

- فيا يوسف , لقد مد الحبل » فتمسك به بكلتا يديك ٠‏ ولا تغفل عن الحبل فقد 
تأآخر الوقت 

- وحمدا لله أنهم مدوا هذا الحيل ؛ ومزجوا الفضل والرحمة معا )١(.‏ 

- حتى ترى عالم الروح الجديد » وهو عالم شديد الوضوح وخفي . 

- وعالم العدم هذا صار كالموجودات ٠‏ وعالم الوجود هذا صار شديد الخفاء . 
6- والتراب تذروه الرياح وتتلاعب به » وتقوم بإبداء الإعوجاج والألاعيب 
من وراء الستار . 

- وهذا القائم بألعمل عاطل وقشر » وذلك الخفي ٠‏ هو لبه وأصله . 

- والتراب كأنه أداة في يد الريح ٠‏ واعلم أن الريح عالية » عالية الأصل . 

- والعين الترابية يقع نظرها على التراب » والعين التي ترى الريح عين من نوع 


آخر ؟. 
- والجواد يعرف الجواد الذي يكون رقيقا له » كما أن الفارس هو الذي يعرف 
أحوال الفارس . 


وعين الحس جواد » ونور الحق قارس » وبلا فارس ٠»‏ لا يتأتى من 
لجل اذ وخيدة مل 

- ومن ثم روض الجواد عن الخصال السيئة » وإلا طرد الجواد من أمام المليك. 
- وعين الجواد لها قائد من عين الملك ؛ وعينه دون عين الملك عاجزة 
مضطرة . 


. حتى ترى بلاط الملك‎ ٠ ج/-1:- فاستمسك بالحبل واخرج من البئر‎ )١( 


١7١ 


- وعيون الجياد ليست إلا على العشب والمرعى ٠»‏ وحين تستدعيها » تقول لك : 
لالم ؟ 

- ونور الحق راكب على نور الحس » وآنذاك تصبح الروح راغبة في الحق . 
6- وأي علم للجواد دون فارس برسم الطريق » ينبغي مليك لكي يعلم 


الطريق الرئيسي . 
- قامض صوبي الحس الذي يكون النور ممتطيا إياه » فالنور صاحب طيب لذاك 
لشن 


- ونور الحق زينة لنور الحس » وهذا هو معنى نور على نور . 

- ونور الحس يجذب نحو الثرى » ونور الحق يحمله صوب العلى . 

- ذلك أن المحسوسات هي أدنى عالم » ونور الحق يحر ء والحس كأنه قطرة 
7 : 

- لكن هذا الراكب لايكون ظاهرا عليه » إلا بآثاره وقوله الطيب . 

- والنور الحسي الذى هو غليظ وثفيل » مخبوء؛ في سواد العيون . 

- وما دمت لا ترى نور الحس من العين » كيف ترى نور هذا الدين من العين ؟ 
- ونور الحس مع غلظته هذه مخبوء » فكيف لا يكون خفيا الضياء 


الصفي ؟ 
- وهذه الدنيا مثل قشة في يد ريح الغيب ٠‏ إحترفت العجز » " واحترف " الغيب 
العطضاء )١(.‏ 


5- حينا يرفعها » وحينا يخفضها » وحينا يصلحها » وحينا يحطمها . 
- حينا يحملها ذات اليمين » وحينا ذات الشمال » حينا يجعلها روضة » وحينا 


. ج/14-8:- حينا يحملها إلى البحر ؛ وحينا إلى البر » حينا يجفقها » وحينا يبللها‎ )١( 


١" 


- واليد خفية ء وانظر إلى القلم قائم بالكتابة » والجواد يصول ويجول » 
والفارس مختف . 

- وانظر إلى السهم منطلقا ء والقوس خفى ء والأرواح ظاهرة » وروح 
الأرواح خفي . 

- فلا تكسر السهم » فهو سهم ملكسي » ليس من رام بالسهام عادى » يل من 
إيهام خبير . 

- ولقد قال الحق :" ما رميت إذ رميت " ٠‏ وفعل الحق يسبق جميع 
الأفعال . 

- فلتحطم غضبك » ولا تحطمن السيف ٠.‏ فعينك الغاضبة تحسب اللبن دما 
- وقبل السهم » واحمله إلى المليك ؛ والسهم الملطخ بالدم يسيل بدمك . 

- وما هو ظاهر » عاجز ومغلق ومسكين » وما هو غير ظاهر حاد حرون إلى 
هذه الدرجة !! 

- ونحن صيد » فلمن يا ترى هذه الشبكة ؟ ونحن كرة الصولجان » فأين يا ترى 
الممسك بالصولجان ؟ 

6- إنه يمزق ويخيط » فأين يا ترى هذا الخياط ؟ وهو يفجر ويحرق » فأين 
هذا النفاط ؟ 

- فهو في لحظة يجعل الصديق كافرا » وفي لحظة يجعل الزنديق زاهدا . 

- ذلك أن المخلص يكون في خطر من الفخ » ما لم يصبح خالصا من ذاته تماما 
- فهو في الطريق » وقطاع الطريق بلا حصر ولا حد ١‏ وإنما ينجو من هو في 
أمان الله. 

- إنه لم يتحول بعد إلى مرآة خالصة » لكنه مخلص ء ولم يصد الطائر بعد 
لكنه فى حالة قنصه . 


١ 


-١ 7‏ وعندما صار المخيص مخلصا فقد نجا » ومضى إلى مقام الأمن » 
وحاز السبق ٠‏ 

- ولا توجد مرآة قط قد إرتدت حديدا » ولم يرتد خبز قمح قط إلى بيدر . 

- ولم يصر عنب قط حصرما » ولم تنقلب فاكهة ناضجة إلى مجرد بشائر ٠‏ 

- فصر ناضجا » وابتعد عن التغير » وامض وصر ثورا كبرهان الدين محقق . 
- وما دمت قد نجوت من نفسك فقد صرت بأجمعك برهاناء وما دام العبد قد فنى؛ 


ققد صار سلطانا . 
ه- وإذا أردت الأمر عياتا » فقد أبداه صلاح الدين » وجعل العيون ميصرة 
مفتوحة . 


- ومن عينيه ومن سيمائه » رأت الفقر والنور » كل عين لديها النور من لدنه . 
- إنه شيخ فعال دون أداة وكأنه الحق ٠»‏ ولقد أعطى لمريديه دون قول » السبق . 
- والقلب في يده مروض وكأنه الشمع اللين » وختمه يختم حينا بالعارء وحيتا 
بالشرف . 

- وختمه على الشمع يدل على خاتم ما » فمن الذي يدل عليه نقش ذلك الفص ؟ 
-"“٠‏ إنه يدل على فكر ذلك الصائغ » فهي سلسلة مكونة من حلقات متصلة . 
- وهذا الصدى في جبال القلوب » من صوت من ؟ حينا يمتليء الجبل بصوته » 
وحيتا يفرغ . 

- وحيثما يكون هو » فهو حكيم وأستاذ » فلا خلا جبل القلب إذن من صوته . 
تاؤيناك حيل + تفل السدزك معنين »هناك تجبل حمل الصنوت 'مائة يفت 
- ويتفجر الجبل من ذلك الصوت والمقال » بمثات الآلاف من عيون الماء الزلال 
-١ 5‏ وعندما يفيض ذلك اللطف من الجبل ؛ فإن المياه في العيون تصير 


دمأ. 
١5‏ 


- ومن ذلك المليك المبارك القدم » صار طور سيناء بأجمعه ياقوتا . 

- وقبلت أجزاء الجبل الروح والعقل » فهل نحن أقل من الحجر آخر الأمر أيها 
الجمع ؟ 

- فلا نبع واحد يفور من الروح » ولا بدن يغطى بالخضرة . 

- ولا صدى فيه لصوت مشتاق » ولا صفاء فيه لجرعة ساق . 

- فأين الحمية لكي يقتلع هذا الجبل كلية بالبلط والفؤوس . 

- لعل على أعضائه يسطع قمر ء وربما يجد شعاع القمر طريقا إليه. 
- ولما كان يوم الفيامة يقوم باقتلاع الجيل » إذن فمتى يقوم هذا الكرم 
بالقيامة؟ 

- ومتى .تكون هذه القيامة أقل من تلك القيامة ؟ إن تلك القيامة جوح » وهذه 
مرهم. 

- وكل من رأى هذا المرهم يكون آأمنا من الجرح » وكل من وقع عليه نظر 
هذا الحسن ء يكون محسنا . 

6"- قما أسعده من قبيح ٠‏ ذلك الذي صار الجميل له قرينا » وويل لوجه 
مورد ء صار الخريف له قرينا . 


- والخبز الميت » عندما يصير قرينا للروح » يحيى الخبز » ويصبح الروح 


- والحطب المظلم صار قرينا للنار » فذهبت الظلمة عنه » وتحول يأجمعه 
إلى أتوار . 


- وعندما سقط الحمار الميت في الأرض المالحة » ألقى جانيا بحماريته 
وموته : 
- إن صبغة الله هي دن ألوانه ؛ وفيه تصير الألوان المختلقفة لونا واحدا . 


د ؟ ١‏ 


- وعندما يسقط في ذلك الدن وتقول له " قم ٠‏ يقول من الطرب : " أنا 
الدن » لا تلم " . 

- وأنا الدن هي نفسها قولة أنا الحق » إنه في لون النار » إلا أنه حديد . 

- وانمحى لون الحديد في لون النار ٠‏ فظل ينفج بالنارية » وإن بدى صامتا . 

- وعندما صار من الأحمرار كأنه ذهب المنجم » يكون نفاجه " أنا النار " وإن لم 
ينطقها باللسان . 

- صار محتشما من لون النار ومن طبعها ٠‏ فهو يقول : أنا نار » أنا نار . 

5" -- أنا نار » وإن كان لديك شك وظن » فجرب » وضع يدك علي . 

- أنا نار » وإن أشبه عليك الأمراء فضع وجهك على وجهي لحظة واحدة . 
- والإنسان عندما يستمد النور من الله » يصيح موضع سجود الملائكة إجتياءا . 
- ويصبح موضع سجود الإنسان كالملك ؛ فقد نجت روحه من الطغيان 
والشك . 

- أى نار ؟75 أى حديد ؟! أصمت » ولا تسخر من لحية تشبيه المشبه . 

- ولا تضع قدمك في البحر » وقلل الحديث عنه » واصمت على شاطيء 
البحر » عاضا شفتيك . 

- وبالرغم من أن مائة من أمثالي لا يتحملون البحر » إلا أني لا أصبر عن 
موضع غرق البحر . 

- ولتكن روحي وعقلي فداءٍ للبحر » فبحر العدل هذا هو دية العقل والروح . 

- ولأسق فيه ٠‏ إلى حيث تستطيع القدم » وعندما لا يبقى قدم ٠»‏ أنا فيه كالبط . 

- والحاضر ٠‏ وإن كان بلا أدب » فهو أفضل من الغائب » والحلقة وإن كانت 
ملتوية » أليست على الباب ؟ 

-١65‏ ويا نجس الجسد » لتحم حول الحوض ؛ ومتى يصبح المرء طاهرا 


خارج الحوض ؟ 
ال 


- والطاهر الذي هجر الحوض » يسقط أيضا بعيدا عن طهارته . 

- وطهارة هذا الحوض لا نهاية لها » وطهارة الأجسام قليلة في الميزان . 
- ذلك أن القلب حوض .ء لكنه كامن مخبوء » وله صوب البحر طريق 
- وطهارتك المحدودة إنما تحتاج المدد » وإلا فإنه بالإنفاق ٠‏ يقل العدد . 

- وقد قال الماء للنجس : أسرع إلي » وقال النجس : إنني خجل من الماء 
- قال الماء : وكيف يمضي هذا الخجل دوني ؟ وبدوني متى يزول هذا النجس ؟ 
- ومتى يختفي الماء عن كل نجس ؛ إن ” الحياء يمنع الإيمان ". 

- والقلب من حافة حوض الجسد صار ملوتا بالطين » والجسد من ماء 
أحواض القلوب صار طاهرا . 

- ولتحم حول حافة حوض القلب يا بني ء وانتبه » واحذر دائما من حافة حوض 
الجسد . 

6 - ويحر الجسد وبحر القلب » كلاهما يحف بالآخر ء وبينهما برزخ لا 
يبغيان . 

- وسواء كنت مستقيما أو كنت معوجا ء فازحف إلى الأمام وأسرع » ولا 
- وأمام الملوك ؛ إن كان ثم خطر على الروح ء إلآ أن أصحاب الهمم لا 
يصبرون عنه . 

- ومادام الملك أحلى من السكر » فإن الروح تصير أحلى » إن مضت إلى 
الحلاوة . 

- ويا أيها اللائم » لتكن لك السلامة ء ويا باحثا عن السلامة » إنك واهي 
العرى . 


١ 17 


- إن روحي كير » سعيدة بالنار » ويكفي الكير أن يكون منزلا التار . 
- وللعشق أيضا مثل الموقد » قابلية للإحراق » وكل من يعمى عنه » لانصيب له 
منه . 
- ولقد صارت القدرة على الإستغغفاء زادا لك » ووجدت الروح الباقية » 
وانقضى الموت . 
- ومادام الغم قد حل بك » فقد أخذ سرورك في الإزدياد » واجتاح الورد 
والسوسن روضة روحك . 
- وما يكون خوفا للآخرين يكون أمنا لك » والبط قوي في البحر » والطائر 


المنزلي واهن . 
6- لقد صرت تثانية مجنونا أيها الطبيب » وصرت ثانية متيما أيها 
الحبيب . 


- وحلقات سلسلتك يا ذا الفنون » كل حلقة منها » تمنح نوغا مختلفا من الجنون . 
- وكل حلقة » أعطت فنونا من نوع آخر » ومن ثم فإن لي في كل لحظة جنونا 
مختلقفا. 


- ومن ثم » صار الجنون فنونا » وهذا مثل » خاصة في سلسلة هذا الأمير 


الأجبل. 
- ومثل ذلك الجنون قد حطم القيدء بحيث أخذ كل المجانين يسدون إلي 
النتصح : 


مجيء الرفاق إلى البيمارستان لعيادة ذي النون المصري رحمة الله عليه 
0 - ولقد حدث مثل هذا لذي النون المصري 62 فقد تولد لديه وجد وجنون 


جديدان ٠‏ 
- وصار الهياج شديدا حتى يلغ ما فوق الفلك » ومنه كان الملح ينثر على الأكباد 
"' الجريحة " 


١4 


- وحذار يا ترابا ملحا أن تجعل من ملحك مساويا لملح الأطهار . 

- ولم يكن عند الخلق طاقة على "تحمل " جنونه » فلقد كانت ناره تختطف لحيهم 
- وعندما شبت النار في لحي العوام » قيدوه » ووضعوه في السجن . 

- وليس في الإمكان جذب هذا اللجام » بالرغم من العوام يضيقون به . 
- لقد رأى هؤلاء الملوك من العامة الخوف على الروح » فهذه الجماعة عمياء » 
والملوك لا أمارات لهم . 

- وما دام الحكم في أيدي العوام » فلا جرم أن ذا النون يكون في السجن . 
- والملك العظيم يمضي " وحيدا" كفارس الميدان » ويكون بين أيدي الأطفال مثل 


هذا الدر اليتيم . 
- وما الدر ؟ إنه بحر مخبوء في قف رة » وشمس مخب وءة في ذرة . 


0 - إنه شمس ٠‏ يبدي نفسه في ذرة » وقليلا قليلاة يكشف النقاب عن وجهه . 
- وكل الذرات ممحوة فيه ء والعالم منه » صار في سكر ثم في صحو . 

- وعندما يكون القلم في يد غادر » يكون المنصور بلا شك فوق المشنقفة. 
- وما دام للسفهاء هذه الأيههة والعظمة ء صار لازما لهم قتل الأنيياء . 

- ومن سفههم » قال قوم ممن ضلوا الطريق للأنبياء : إنا تطيرنا بكم . 

-١ 5‏ وانظر إلى جهل النصراني » إنه يطلب الأمان من ذلك السيد الذي 
صلب . 

- وإذا كان اليهود قد صلب وه على حد قوله ء فكيف يستطيع أن يمنحصه 
الأمان ؟ 

- وإذا كان ذلك الملك قد دمى قلبه منهم » فكيف بعصمة " وأنت فيهمم "؟ 
- والذهب الخالص والصائغ كلاهما يتعرضان للخطر أكثر من الزيف والخائن . 
- وأمثال يوسف مختفون من حسد القبحاء » والحسان يعيشون في النار " 
خوقا" من العدو . 


١6 


- وأمثال يوسف في الجب من خوف الإخوان » الذين يسلمون يوسف 
حسدا إلى الذئب . 

- فماذا جرى ليوسف المصري من الحسد ؟ وهذا الحسد ذئب ضخ م مترصد 
- فلا جرم أن يعقوب الحليم » كان دائم الخوف على يوسف من هذا الذئب . 

- وذتب الظاهر » لم يقترب في الأصل من يوسف ٠‏ وهذا الحسد في فعله ١‏ 
جاوز فعل الذئاب . 

- ولقد طعنه هذا الذئب ٠»‏ ومن العذر الليق » جاء قائلا : إنا ذهينا نستيق . 

-١ 6‏ ومئات الآلاق من الذئاب ليس لديهم هذا المكر » وفي النهاية » سوف 
يفتضح هذا الذئب » فاصير. 

حذلك أن حشر الحاسدين يوم العقاب » لا شك سوف يكون على صورة الذئاب . 
- وحشر شديد الحرص الخسيس آكل الجيف » يكون على صورة الخنزير يوم 
الحساب . 

- والزناة يحش رون بعورات نتنة » ولمعاقري الخمر يكون نتن الفم. 

- والنتن الخفي الذي كان يصل إلى القلب » صار يوم الحشر محسوسا ظاهرا 
- وإن وجود الإنسان قد خلق على مكثال غابة » فكن على حذر من ذلك 
الوجود » إن كنت من ذلك النفس " الإليهي )١(."‏ 

- وفي وجودنا آلاف من الذئاب والخنازير ء والصالح والطالح » والشريف 
وابن الزنا. 

- والحكم يكون لتلك الخصلة التي تكون غالبة ء ويكون حشرك واجيا 
على صورتها . 


. فليس عند أحد قط شك في نجاته‎ ٠ ج/+-191:- والظاهر والباطن إن كانا واحدا‎ )١( 


١ 


- ففي لحظة يدخل ذثب إلى ” طبيعة " البشر » ولحظة أخرى يدخل من هو 
قي وجه يوسف ؛ كالقمر. 
3١6‏ وتمضي من الصدور إلى الصدور » من طريق خفي ؛ء أنواع الصلاح 
وأنواع الحقد . 
- بل إنه من الإنسان نفسه » يمضي إلى البقر والحمر ٠»‏ المعرقة والعلم والفضل . 
- والحصان الذي يمضي حرونا » يصبح حسن السير وديعا » والدب يقوم 
بالألعاب ٠‏ والماعز يقوم بالتحية . 
- انتقل الهوس إلى الكلب من البشر » حتى صار راعيا أو حارسا أو قناصا . 
- ومن أصحاب الكهف ٠‏ إنتقل الخير إلى كلبهم » حتى صار باحثا عن الله . 
- وفي كل لحظة .ء يطل برأسه نوع ما في الصدر ؛ حينا شيطان » 
وحينا ملاك » وحينا شبكة ووحش 
- وكل أسد ذي وعي له إلى تلك الغابة العجيبة » طريق خفي » حتى شباك 
لعي 
- فاختلس الروح من داخل المرجان »يا أقل من كلب » أى من بواطن 
العارفين . 
حدوه :تناك لمندب ا + اشرق هذا اذو اللظيف نوا كلك بحاي "العمل + 
فليكن حملا شريفا )١(.‏ 

فذهم المريدين أن ذا آلنون لم يجن بل فعلها عامدا 
- وسمع المريدون ما حدث لذي النون » فمضوا إلى السجن » وتشاوروا فيما 


-. ج/-347:- وعندما مضى ذو النون نحو السجن سريعا , القيد على القدم واليد فوق الرأس من الإفتقاد‎ )١( 
. إتجه إليه رفاقه من كل صوب ؛» نحو السجن لعيادته‎ 


١١ 


-١‏ فلعله متعمد » أو أن في ذلك حكمة » إنه في هذا الدين آية' 


وقبلة. 
- وبعيث” بعيد عن عقله الشبيه بالبحر » أن يكون الجتون أمرا له يالسفه. 


- وحاشا لله من كمال جاهه » أن يغطي غمام المرض قمره. 

- لقد قبع في السجن " هربا " من شر العامة » ولقد تظاهر بالجنون من عار 
العقلاء . 

- فهو من عار العقل البليد عابد الجسد » قد ذهب عمدا » وصار مجنوتا. 

١ح‏ قائلا : شدوا وثاقي » واضربوني على رأسي وظهري بذيل بقرة » ولا 
تسألوا عن السبب. 

- حتى أجد من ضربات الذيل الحية ء مثلما وجدها القتيل من "ذيل " بفرة 
موسى أيها الثقات . 

- وحتى أشفى بضربات ذيل اللققفرة »ء وأربو مثل قتيل يقرة موسى . 

- لقد إنبعث القتيلك حيا من ضربات ذيل البقرة » ومن الكيمياء » صار ذهبا 
خالصا » بعد أن كان نحاسا . 

- ولقد قفز القتيل ونطق بلأسرر » وأبدى تلك الزمرة السفاكة للدماء . 

65 - وقال بوضوح : إن تلك الجماعة قد قتلتني » عندما لجوا في 
- وعندما يصير هذا الجسم التقيل قتيلا » يبعث حيا الوجود العالم بالأسرار . 
- وترى روحه النار والجنة ء وتسترد علمها بكل الأسرار . 

- وتبدي السفاحين الشياطين » وتكشف عن شباك الخديعمة والرياء. 

- وقتل البقفرة إنما يكون من شرط الطريق » حتى تصير الروح مفيقفة من 
ضربات ذيلها. 


1١ 


- فقم سريعا بقتل بقرة نفسك » حتى تصبح الروح الخفية حية ذات 


ذكاء )١(.‏ 
عودة إلى قصة ذي النون 
- عندما إقترب منه ذلك النفر » صاح بهم : هه ؟ من أنتم ... إتقوا . 


- فقالوا بأدب : إننا من الأصدقاء »ء وجئنا إلى هنا مخلصين من أجل السؤال 
- فكيف أنت يا بحر العقل ذا الفنون ؟ وأى بهتان هذا بأن يصيب عقلك الجنون ؟ 
- ومتى يصل دخان المستوقد إلى الشمس ؟ وكيف تصبح العتقاء مهزومة من 
غراب ؟ 

هه - لا تكتم عنا" السر" » وفسر هذا الكلام » ولا تتتصرف معنا هكذا ؛ 
فنحن محبون . 

- ولا ينبغي إيعد المحبين » أو صرفه م بالحيلة والدريئة . 

- وبح لنا بالسر أيها المليك » ولا تخف وجهك خلق الغمام أيها القمر . 

- نحن محبون صادقون » " نشعر " بالألم في قلوبنا » وفي كلتا الدارين علقنا بك 
القلوب. 

- فبداً في السب والشتم المقذع » وتحدث بطريقة المجانين حديثا لا رابط فيه . 

6 - وقفز وبدأ في رميهم بالحجارة والخشب ٠‏ فهريوا جميعا خوفا من 


الإصاية. 
- فضحك مقهقها » وهز رأمسه .ء وقال : أنظر إلى نفاج هؤلاء الأصدقاء 
وادعائهم . 


)١(‏ ج/ -:9٠١-1‏ ولا تبحث لهذا الكلام عن قطع ونهاية : وعد إلى الحديث عن أحوال ذي النون مع المريدين 


١. 


- أنظر إلى الأصدقاء » فأين أمارة الأصدقاء ؟ إنما يحب الأصدقاء الألم وكأنه 


الروح . 
- وكيف يحس الصديق بأن إيلام الصديق تفيل ؟ إن الألم لب والصداقة له 
كالقشر . 


- وأليست علامة المحبة هي السرور في البلاء والآفة ومعاناة المحن ؟(١)‏ 
6- والصديق كالذهب » والبلاء مثل النار » والذهب الخالص متهلل الوجه 
في قلب النار . 

إخنبار سيد لقماآن لذكاء لقمان 
- ألم يكن عند لقمان الذي كان عبدا طاههرا جد في العبادة ليل نهار ؟ 
- ولم يكن سيده يعهد إليه كثيرا بالعمل ؟ وألم يكن يراه أفضل من أبنائه ؟ 


- ذلك أن لقمان » بالرغم من أنه كان عبدا إين عبد ء: كان سيدا ورا من 


الهوى . 
- لقد قال أحد الملوك لشيخ حين كان يجاذبه الحديث : أطلب مني شيئا من 
العطاء. 


- قال : أيها الملك » ألا تخجل من هذا القول لي ؟ ألا فلتسمٌ عن هذا . 
- إن لي عبدين وكلاهما حقير ء وهما حاكمان عليك وأميران . 

- قال الملك : ومن هما هذان الإثنان ؟ أو أن هذه زلة لسان منك ؟ قال : أحدهما - 
الغضب والآخر الشهوة . 





١‏ _- ِ اخ د 
)١(‏ ج/؟ 1:- فخذ نفسك بالتعب إن كنت حبي ا » ولا تشح بالوجه عنه إن كنت طيب الخصال . 


14 


- واعلم أن الملك هو الذي يكون فارغا من الملوكية » ويلا قمر ولا شمس » 
يكون نوره بازغا . 

- ويكون صاحب خزانة ء ذلك الذي تكون الخزانة ذاقه »ء ويكون ذا 
وجود » من يكون عدوا للوجود . 

-١ 6‏ وسيد لقمان كان في ظاهره شبيها بسبيد . وهو في الحقيقة عبد » 
ولقمان سيده . 

- وفي الدنيا المقلوبة أمثال هذا كثير » والجوهر في نظرهم » يكون أقل من 
القذى . 


ومن هذا القبيل سميت الصحراء بالمقازة » لقد صار الإسم واللون شبكة 


لمول تي 

- وهناك جماعة يعرفون بملابسهم » وعندما يرتدي " أحدهم " القباء يقال أنه من 
العوام : 

- وجماعة أخرى لها ظاهر من الزهد الريائني »؛ وينبغي نور » حتى يكون 
جاسوسا للزهد . 


- ينبغي أن يكون هناك نور طاهر من التقليد والغوّل » حتى يُعرف 
المرء » بلا فعل ولا قول . 

- وينفذ إلى قلبه عن طريق العقل » ويرى واقعه » ولا يكون عبدا للنقل . 

- والعباد الخواص لعلام الغيوب » في عالم الروح جواسيس القلوب . 

- إنه ينفذ إلى داخل القلب وكأنه الخي ال »؛ ويكون مكشوفا أمامه سر 
الحال . 


1-5 


- وماذا يكون في جسد العصفور من العدة والعتاد بحيث يكون مخفيا عن عفل 
البازي ؟ 

5- وذلك الذي يكون واقفا على أسرار " هو " » ماذا تكون أسرار 
المخلوقات أمامه ؟ 

- وذلك الذي يكون سيره على الأفلاك » أى صعوية يلقاها في أن يمشي على 
الأرض ؟ 

- وفي كف داودتة صار الحديد شمعا » فماذا يكون الشمع في كفه أيها الظلوم ؟ 
- كان لقمان سيدا في صورة عبد » والعبودية على ظاهره مجرد ديباجسة . 
- وعندما يمضي السيد إلى مكان غير معلوم » يُلبس غلامه ملابسه . 

- ويرتدي هو ملابس ذلك الغلام » ويجعل من غلامه إماما اله. 

- ويمشي في الطريق من خلفه »ء حتى لا يعرقفه أحد . 

- ويقول له : أيها العبد : إمض أنت واجلس في الصدر » وأنا أمسك لك بالنعل 
كالعبد الحقير. 

- واغلظ علي في القول » وسبني » ولا تبد لي أى توقير قط . 

- فأنت في حل من الخدمة » وأنا خادمك » حتى أزرع في الغربة بذور 
الكشاتعحةة: 

36 ولقد قام السادة بهذه الأتواع من العبودية ء حتى يُظن أنهم عبيد 
- كانوا ممتلئي الأعين ملولين من السيادة » وكانوا قد هيأوا كل الأمور . 

- وغلمان الهوى هؤلاء على عكس ذلك » أبدوا أنفسهم سادة للعقل والروح . 

- وإنما يتأتى من السيد أن " يظهر" التواضع »ء أما العبد فلا يتأتى منه سوى 
العيودية . 


١ 


- إذن قمن هنا إلى ذاك العالم مثل تلك الإمدادات المعكوسة » فاعلم هذا . 
- وكان سيد لقمان واقفا على هذا الحال الخفي » ورأى منه أمارات . 
- كان يعرف السر ويسوق حماره سعيدا ء ذلك القائد » من أجل المصلحسة 
- وكان عليه أن يعتقه من البداية . لكنه توخى ما يرضيه. 
اي ا رار و 0 
- وأى عجب في أن تخفي السر عن الشرير » العجب أن تخفي السر عن تفسك 
ه.ه - تأخف السر حتى عن كلتي عينيك » حتى يصبح أمرك سالما من عين 
السوء . 
- وسلم نفسك إلى شبكة الجزاء » وآنذاك إسرق من نفسك شيئا دون أن 
تدري نفسك . 
- وإنما يُعطى الأقيون للرجل الجريج » وذلك حتى تُستخرج النصال من جسده . 
- وعند الموت » يُمزق من شدة الألم » وبينما هو مشغول بهذا » تسلب 
ووحة.: 
- ذلك أنه عندما تسلم قلبك لكل فكقرة ء يسليون منك شيئا في الخقفاء 
- ومن ثمء فلتشغل نفسك بما هو أفضل » حتى يُسلب منك ما هو 
أقل . 
- وكل ما تحصل عليه يا كثير العناية ء يدخل اللص إليه من حيث أمنته . 
- وحمل التاجر عندما يسقط في الماء » يمد يده إلى ما هو ثمين منه . 
وما دام شيء ما سوف يضيع في الماء » فاترك الأقل " قيمة " » والحق 
بالأفضل )١(.‏ 


)١(‏ جامد واستمع إلى نقد الإيمان طائعا » حتى لا تصبح خجلا من وجه الحق .- وعندما تحفظ ما 


لديك من نقد ١‏ فاإن الشيطان الدني يسرق الحرص والغفلة . 


1١ 


ظهور فضل لقمان وبراعته أمام الممتحنين 
)0 
- وكل طعام كان يجلب إليه .ء كان يرسل في طلب لقمان . 
6- حتى يمد لقمان يده إليه ء وحتى يأكل السيد من بعد أكله . 
- كان السيد يأكل بقاياه بلذة واشتهاء » وكل طعام لم يكن يأكل منه » كان يلقي 
به بعيدا . 
- حتى وإن كان يأكله بلا رغبة ولا اشتهاء ء وهكذا كانت العلاقة بينهما : لا 
نهاية لها. 
- وكان قد جلب إليه بعض ثمار الدابوق " الخربوز " كهدية » فقال : إذهب يا 
بني ٠‏ واستدع لقمان (') 
- وعندما قطعها وأعطاه شريحة »ء أكلها وكأنها السكر » وكأنها العسل . 
- ولأنه كان يأكلها باشتهاء » إستمر في إعطائه » حتى بلغت تلك 
الشرائح سبع عشرة بالتمام . 
- وبقيت شريحة ء ققال : لاكلها أنا » حتى أنظر بنفسي أية دابوقة حلوة . 


)1غ( ج/45-4:- ( محمد تقي جعفري : تفسير ونقد وتحليل مثنوي جلال الدين محمد مولوي- جلد؛ - جلد دوم 
از دفتر دوم - ط -١١‏ انتشارات اسلامي- تهران - بهار"١هاش.‏ - فيما بعد ج/4) : وعندما عرف سيد 
لقمان لقمانا » كان عبدا له وأحس نحوه بالعشق . 


(؟) ج/45-4:- كان قد جلب له بعض ثمار الدابوق ٠‏ ولكن لقمان كان غائبا في تلك اللحنظفة .- قال السيد 
: ياخلام ٠‏ استدع لقمانا ٠‏ إذهب سريعا واستدع ولدنا لقمان »- وعندما جاء لقمان وجلس أمامه » اأمسك السيد 


١ ل‎ 


- إنه يأكلها بهذا الشكل » بحيث أنه من تلذذه » أصبحت الطباع تشتهيها » 


وتشتهي قضمها . 
- وعندما أكلها » اشتعلت فيه النار من مرارتها » وطفح لسانه بالبثور » واحترق 
ل 


- وغاب برهة عن الوعي من مرارتها » ثم قال له : يا من أنت الروح 
والدنيا؛ 

- كيف حعلت سما عسلا إلى هذه الدرجة ؟ وكيف اعتبرت القهر 
لطفا؟ 

- وما هذا الصبر ؟ وما سببه ؟ أتراك قد أصبحت عدوا لروحك ؟ 

- ولماذا لم تتعلل بحجة ما ؟ قائلا : عندي عذر فتوقف برهة . 

- قال : إنني من يديك التي تهب النعم » قد أكلت كثيرا » بحيث انحنيت 
-فاستحييت ألا أشرب المر من يدك مرة واحدة يا صاحب المعرفة. 

8٠‏ - وما دامت كل أعضائي من إنعامك قد نبتت » وغرقت في شبكك 
وحبوبك ؛ 

- فإنني إن صرخت واستغثت من مر واحد » ليكن تراب مائة طريق على 
رؤوس كل أعضائي . 

- واللذة التي كانت في يدك التي تهب السكر » ماذا تركت من مرارة في 
ذلك الدابوق ؟ 


1١ 6 


- ومن المحبة » تصبح كل المرارات حلوة » ومن المحبة » يصبح كل النحاس 
اي 

- ومن المحبة » تصبح كل الثمالة صافية ء ومن المحبة » تصبح كل الآلام 
شافية )١(.‏ 5 

هه -١‏ ومن المحية » يبعث الميت حيا . ومن المحبة » يقلب الملك عبدا . 
- وهذه المحبة بدورها نتيجة للمعرفة » » ومخدوع جزاف القول » متى جلس 
على هذا العرش ؟ 

- ومتى أدت المعرفة الناقصة إلى هذا العشق ؟ والعشق يولد ناقصا ء» إن 
كان موجها إلى جماد . 

- وعندما رأى علئ جماد ما لونا مطلويا » وسمع من مجرد صفير صوتا 
محبويا. 


- والمعرفة الناقصة لا تعرف الفرق » قلا جرم أن تعتبر البرق شمسا . 
- وما دام الرسول# قد قال إن كل ناقص ملعون » كان هذا مؤولابأنه 


- ذلك أن ناقص الجس د يكون موضع ا للرحمة » ولا يليق بالمرحوم 
الطعن واللعنة . 


- ونقص العقل مرض سيء » لأنه يوجب اللعشنة ء وهو أيضا جزاء البغد . 


» يصبح الخل خمرا .- ومن المحبة‎ ٠ ومن المحبة‎ ٠ ج/ 141-4:- ومن المحبة تصبح الأشواك ورودا‎ )١( 
تصبح المشنقة عرشسا » ومن المحبة » يصبح الحمل إقبالا .-- ومن المحبة » يصبح السجن روضة » وبلا‎ 
محبة تصيح الروضة مستوقدا .- ومن المحبة تصبح النار نورا + ومن المحبة » يصبح الشيطان حورا .- ومن‎ 
ومن‎ ٠ المحبة ؛ يصبح الحجر زيتاء وبلا محبة يصبح الشمع حديد! .- ومن المحبة ؛ يصبح الحزن سرورا‎ 
وبلا محبة » يصيح الأسد فأرا .- ومن‎ ٠ يصبح الوخز عصلا‎ ٠ المحبة يصبح الغول هاديا .- ومن المحبة‎ 
ْ . المحبة يصبح السقم صحة ؛ ومن المحبة » يصبج القهر رحمة‎ 


١5ه‎ 


- لأنه ليس من المستبعد تكميل العقول » لكن تكميل الأبدان ليس بالأمر المقدور 
- وكفر كل مجوسي مبعد وفرعونيته » إنما حدثت كلها من نقصان العقل . 
6 - ومن أجل نقص البدن جاز الفرج ٠‏ وفي القرآن : ليس على الأعمى 
حو 

- واليرق يكون آفلا عديم الوفاء » وأنت لا تعرف الآفل من الباقي ياعديم 
الصفساء . 

- والبرق يضحك . يضحك على من ؟ قل ؛ على ذلك الذي يعلق القلب 
بتلوره. 

- وأنوار الفلك معقورة الأقدام » وأين ذلك الذي لاهو بالشرقي ولا بالغربي ؟ . 
- واعلم أن من طبيعة البرق أنه يخطف الأبصار ء واعلم أن النور الياقي 
كله أنصار . 

0 - وسوق الجواد على زبد البحصر ء وقراءة الخطاب على نور 
البرق ؛ 

- هو من الحرص وعدم رؤية العاقية »ء وهو ضحك على قلب المرء ؛ 
وعلى عقله 

- والعقل من خواصه أنه ناظر إلى العاقبة ء وتكون نفسا تلك التي لا 
تنظر إلى العاقبة . 

- والعقل المغلوب للنفس » صار نفسا ء وعندما هزم المشترى من زحل » 
ضبان لهسا . 1 

- وفي هذا النحس » أعمل هذا البصر ء وانظر في من أصابك بهذا النحس . 


هه -١‏ وذلك النظر الذي ينظر إلى هذا الجزر والمد » أحدث فجوة من النحس 

صوب السعد. 

- ومن هذا فإنه يقوم بتحويلك من حال إلى حال » مبديا الضد بالضد عند 

الإنتقال . 

- حتى يتولد لديك الخوف من ذات الشمال » ولذة ذات اليمين ٠»‏ يرجوها 

الرجال . 

- وحتى تصبح ذا جناحين » فإن الطير ذا الجناح الواحد يعجز عن الطيران » 

أيها النقي . 

- فإما لا تتركني أخوض في هذا الكلام » وإلا فمرني أن أقول الأمر بتمامه 

- وإن لم ترد هذا وذاك ٠»‏ فالأمر لك » وأية معرفة للمرء بما هو مقصدك 

- وتنبغي روح ابراهيمه* حتى يرى بالنور » وهو في النار الفردوس والقصور. 

م وم ويه دورية قانى الكتسن :و القمق عدت ليق كاده يفقت النا, 

- وتعبر مثل الخليل من السماء السابعة » إذ قال : لا أحب الآفلين . 

- وعالم الجسد هذا موقع في الخطأ ء اللهم إلا لذلك الذي تحرر من الشهوة 
إثمام حكاية حسد اولئك الحشم للغلام المقرب 

6 - إن قصة الملك والأمراء وحسدهم للغلام المقرب وسلطان العقل ؛ 

- قد تأخرت من جذب الكلام الجذوب » وينبغي العودة إليها وإتمامهها. 

- ويستاني الملك ذو الإقيال والحظ » كيف لا يميز بين شجرة وشجرة؟ 

- تلك الشجرة التي تكون مرة معوجة » وتلك الشجرة التي تساوي الواحدة منها 

سبعمائة ؟ [ 


- كيف يكون بينهما تسوية في التربة » مادام يراهما بعين العاقجبة؟ 


- وماذا تكون ثمار هذه الأشجار في النهاية » بالرغم من أنهما 
متساويان في هذه اللحظة للنظر . 

- والشيخ الذي صار ينظر بنور الله » يكون عالما بالبداية والنهاهية. 

- فأغلق العين الناظرة إلى المزود » من أجل الحق » وافتح العين الناظرة إلى 
العاقبة » فيما سبق . 

- واولئك الحساد كانوا أشجارا سيتنة » كانوا سيئي الأصل منحوسي 
الطالع . 

- كانوا يغلون غضبا ويزبدون » وفي الخفاء أخذوا يمكرون. 

. وذلك حتى يشنقوا الغلام المقرب » ويجتثوا جذوره من الزنم ان‎ -١ 

- وكيف يصير فانيا.؟ ما دامت روحه مليكة » وكانت جذوره في عصمة 
الله. 

- وعلم الملك بتلك الأسرار » لكنه مثل أبي بكر الربابي » تغاضى عن الأمر . 

- وأثناء مشاهدته لقلوب سيئي الأصل »ء كان يسخر من اولتك المحتالين . 

-إنهم يمكرون هؤلاء القوم المحتالون » حتى يوقعوا بالملك في الفقاع . 

- أثم مليك شديد العظمة لا حدود له » متى يستوعبه ذلك الفقاع » أيها 
الحُمّن . 

- لقد خاطوا شبكة من أجل الملك » وهم في نهاية الأمر قد تعلموا التدبير منه 
- ومن نحس التلميذ أن يبدأ في مطامنة أستاذه والتقدم عليه. 

- ومع أى أستاذ ؟ أستاذ الدنيا » والذي أمامه الخفي والعلن سيان . 

- لقد صارت عينه مصداقا ل " ينظر بنور الله " ولقد كان ممزقا لحجب 
الجهل . 


6- ومن قلب متثقوب كأنة الغظاء المهلهل » يعقد ستارا امام ذلك الحكيم 
- ويضحك عليه الستار بمائة فم » وكل فم صار شقا على ذلك الستار . 

- ويقول ذلك الأستاذ للتلميذ : يا أقل من كلب » أليس لديك وفاء الي ؟ 

- فلا تعتبرني أستاذا حلالا للمشكلات » هبني مثلك تلميذا أعمى القلب . 

- ألم تكن لك مني الفنون في الروح والقلب ٠‏ وبدوني لم يكن ليجري لك ماء ؟ 
- ومن ثم يعد قلبي معملا لإقبالك » فكيف تحطم هذا المعممل أيها 


المعوج ؟ 

- ثم تقول له " أيها التلميذ " لأقدح الزند في الخفاء » أليس من القلب إلى القلب 
كوة؟ 

- إنه يرى فكرك آخر الأمر من الكق وة ء والقلب يشهد من ذكرك لهذا 
الأممر. 

- وافترض أنه لا يواجهك به من الكرم » وكل ما تقوله » يضحك مته ويقول 
نوك 


- إنه لا يضحك لذة من مبحثك » إنه يضحك على إصرارك وعنادك . 

65- ومن ثم صار الخداع جزاءً على الخداع » ويا كاسر الكأس » تلق إناءً 
"على رأسك" ٠‏ هذا هو الجزاء. 

- ولو كانت ضحكته لك هي ضحكة الرضبا » لتفتحت مئات الآلاف من الورود 
أمامك . 

- وعندما يجعل قلبه ينغمس في الرضا » إعلم أن شمسك قد دخلت في برج 
الحمل . 

- ومنه يضحك سواء النهار والربيع » وتمتزج معا » البراعم والمروج . 


م 
لنننا 
صم 


- ويلقي مئات من البلابل وطيور القمري ٠‏ بتغريدهم في هذا العالم الفقير إلى 


الزاد . 
-٠60‏ وما دمت ترى أوراق روحك صفراء مسودة » كيف لا تعلم غضب 
المليك ؟ 


- وشمس المليك في برج العتاب » تجعل القلوب سوداء كأنها الكتاب . 
- وأوراق عطارد ذاك ٠»‏ هي أرواحنا ٠‏ وذلك البياض والسواد » ميزان لنا . 
- ثم يعود ويكتب منشورا أحمر وأخضر ؛ حتى يخلص الأرواح من الهوس 
والعدن:: 
- ثم ينسخ الربيع الجديد الأحمر والأخضر »ء في إعتباره » وكأنه 
قوس قزح )١(.‏ 

إنعكاس تعظيم رسالة ستيمان هد في قلب 

بلقيس من صورة الهذهد الغئينة 

- لتكن هناك رحمة ذات مائة ضعف على روح بلقيس » تلك التي وهيها 
الله عقلا يزن عقول مائة رجل. 
- لقد جاء هدهد إليها رسالة وأمارة من سليمان:** ٠‏ فيها عدة كلمات » ذات بيان 
- فقرأت تلك الكلمات الموجودة فيها باهدتمعام » ولم تنظر باحتقفرر إلى 
تمصي ل 
- لقد رأت جسده جسد هدهد وروحه روح عنقاء ء ورأت حسه كالزبد » 
وقلبه كالبحر . 





. ج/1+8-4:- واستمع في هذا المعنى إلى قصة + حتى تحصل من المعاني على حصة‎ )١( 


١ ت‎ 


- والعقل مع الحس في حرب » من هذه الطلاسم ذات اللونين » مثل حرب محمد 
مع أمثال أبي جهل . 

- والكفار رأوا أحمد من البشر ء لأنهم لم يروا منه انشقاق القمر 
- فلتحث التراب في عينك التي ترى المحسوس ؛ وعين الحس عدوة العقل 
والدين . 

- ولقد دعا الله عين الحس عينا عمياء ؛ وقال أنها عابدة للصنم » ودعاها 
عدوة لنا. 

- ذلك أنها رأت الزبد » ولم تر البحصر ء ذلك أنها رأت الحاضر » ولم كر 
الغد . | 

- وسيد. الحال والغد ماثل أمامه » وهو لا يرى من الكنز إلا ربع دانق . 
6- وذرة من تلك الشمس تأتي بالرسالة » فتصبح الشمس أمّة لتلك الذرة . 
- وقطرة من بحر الوحدة » لم صارت سفي را » لصارت البحار السبعة 
أسيرة لتلك القطرة . 

- ولو أصبح كف من التراب مسرعا إليه ء لطأطأت الأفلاك رؤوسها أمامه . 
- وتراب آدم عندما صار مسرعا إلى الحق » سجدت أمام ترابه الملائكة . 
- " والسماء إنشقت " ء من أى شيء في النهاية ؟» من عين واحدة فتحها 
مخلوق من تراب . 

- والتراب مسن تقله يترسب تحت الماء » فانظر إلى تراب يجاوز 
العرش من سرعته . 

- واعلم إذن أن تلك اللطافة ليست من المساء » وأنها ليست سوى عطاء 
المبدع الوههاب . 


- وإن جعل الهواء والنار سفليين » أو جعل الشوك ينفذ من الورد ؛ 

- فهو الحاكم » ويفعل الله ما يشاء ء أن يستخرج الدواء من قلب نفس 
الألتكمم: 

- وإن جعل الهواء والنار سفليين » وجعل فيهما الظلمة والثفل والتقل ؛ 

6- أو جعل الأرض والماء علويين » أو جعل طريق الفلك مطويبا 
بالقدم )١(‏ 

- إذن فقد صارت يقينا " تعز من تشاء " » لقد قال لمخلوق من تراب " افتح 
- وقال لمخلوق من نار : اذهب » وكن إبليس . وكن تحت سابع أرض » 
صاحب تلبيس . 

-اويا آذم المخلوق من قراب + امض أنت على السها ا وها إيليين المغلوق مين 
نار » امض حتى الثرى . 

- ولست أنا بالطباع الأربعة ولا بالعلة الأولى » وأنا في تصريف ملكي الباقي 
دائما . ا 

6- وعملي بلا علة ومستقي سمه إنه تقديري » وليس علة ء أيها 
السقهيم. 


- وأنا أغير عادتي عندما ينبغي » وأجلس هذا الغبار في المقدمة » عندما 


- وأقول للبحر : هيا » كن مليئا بالنار » وأقول للنار : امضى ؛ وكوني 
روضة. 


)١(‏ ج/178-4:- ليس عند أحد الجرأة لأن يقول كيف , وكثير من الأكباد تلك التي صارت دما في هذا 
التطروق:؛ 


- وأقول للجبل : كن خفيفا وكأنك الصوف ٠»‏ وأقول للفلك : اهبط ء وكن أمام 


العين . 
- وأقول : أيتها الشمس » كوني قرينة للقمر » وأجعلهما كليهما كسحابيتين 
سوداوين . 


- ونجعل عين الشمس جافة » ونجعل بفضلنا عين الدم مسكا . 

- والشمس والقمر كأنهما بقرتان سوداوان » يربط الله النير علي عنقيهما . 
إنكار المتفلسف على آية " إن أصبم ماؤكم غورا " 

- كان أحد المقرئين يقرأ من الكتاب » آية " إن أصيح ماؤكم غور" ؛ أىأ سد 

الماء عن العين . 

- وأخفي الماء في الأعماق » وأجعل العيون جافة ».وأرضا بورا . 

-فمن الذي يأتي بالماء مرة أخرى في العين » إلا أنا ذو الفضل والخطر ٠‏ الذي 


لامثل لي. 
- وكان أحد المتفلسفين المناطقة الهازلين » يمر من ناحية المكتب في تلك 
اللحظة . 


- وعندما سمع الآية » قال من إنكاره : نأتي بالماء بالمعاول . 

- فنحن بضربات الفؤوس وحدة الطبر » نأتي بألماء من الأغوار إلى أعلى . 

- ونام لليلة » ورأى أن أحد الشجعان قد صفعه » فأصاب كلتي عينيه بالعمى . 
- وقال له : إيت من هذين النبعين للعين بالنور - أيها الشقي - بالطبر إن كنت 
صادقا . 

6 - ونهض صباحا فوجد عينيه عمياوين » وقد اختفى النور الفياض من 


سو 
غنددة . 
ِ 


١ مع‎ 


- ولو أنه قد ناح واستغفر » لعاد إليه من الكرم التور الضائع . 

- لكن الاستغفار ليس أيضا في اليد » ولذة التوبة ليست هية لكل ثمل . 
-وقبح الأعمال » وشوم الجحود » كانت قد سدت طريق التوبة أمام قليه . 

- وصار القلب من صلابته كأنه الصخرة ؛ فكيف تشقه التوبة من أجل 
الزراعة ؟ 

6- فأين مثيل شعيب”*: » حتى يجعل الجيل أرضا زراعية بدعائه ؟ 

- ومن ضراعة ذلك الخليل واعتقاده » صار ممكنا الأمر الصعب 
والمستحيل. 

- أو بتوسل المقوقس إلى الرسول » صارت أرضا جبلية مزرعة ذات أصول . 
- وهكذا على العكس ؛ فإن إنكار الموء » يجعل الذهب نحاسا والصلح 
حريا. 

- وهذا المحتال كان حجر جذب ممسوخ » يجعل التراب القابل حجرا وحصى . 
6- وليس لكل قلب الأمر بالسجود ء وأجر الرحمة ليس أيضا لكل أجير . 
- فحذار » ولا ترتكب الجرم والذنب إعتمادا على هذا » قائلا : سوف أتوب 
وأدخل في حمى " الله " . 

- وإنما ينبغي للتوبة حرقة ودمع » وإنما يشترط للتوبة برق وسحاب . 

- وإنما ينبغي للفاكهة نار وماء » وإنما يجب على السحب والبرق هذا المنوال . 
- وما لم يكن برق القلب وسحاب العين ٠»‏ متى تهدأ نار التهديد والغضب ؟(١)‏ 
- فمتى تنبت خضرة لذة الوصال ؟ ومتى تجيش العيون بالماء الزلال ؟ 
- ومتى تبوح الرياض بالأسرار للمروج ؛ ومتى يعقد البنفسج العهد مع الفل ؟ 


. وما لم يكن ضحك البرق يا بني‎ ٠ ج / 555-4:- وما لم يكن بكاء السحاب‎ )١( 


١5 


- ومتى تبسط شجرة سنار كفها بالدعاء ؟ ومتى تشمخ شجرة برأسها في 
الهواء ؟ 

- ومتى تأخذ برعمة في نفض كمها المليء بالنثار أيام الربيع ؟ 

- ومتى تتألق زهرة الشقائق بوجهها وكأنه الدم ؟ ومتى يخرج الورد الذهب من 
كيسه ؟ 

6- ومتى يأتي البلبل ويشم الورد ؟ ومتى تهدل الفاختة كالطالب : كو كو 
أى أين ؟ أين ؟ 

- ومتى يصيح اللقلق : لق » لق من أعماق روحه » وماذا تعني ؟ تعني : لك 
الملك أيها المستعان . 

- ومتى يبدي التراب أسرار الضمير ؟ ومتى يصبح البستان بلا قمر سماء 
ومنيرا ؟ 

- ومن أين أتوا كلهم بتلك الحلل ؟ إنها كلها من كريم رحيم . 

- وتلك اللطائف دليل على الحسن » إنها آثار قدم رجل عابد . 

50ت ونم يفرح بالأسانة من راق المليك »ء ومالميرهء لا يكون عنده 
انتباه إليها . 

- وروح ذلك لشخص الذي في أ وان "أ لست " » رأى ربه » وصار قفاقدا 
لوعيه؛ ثملا . 

- إنما يعرف رائحة الخمر من شرب الخمر » وما دام لم يشربها » أي علم له 
بشم أريجها ؟ 

- ذلك أن الحكمة كالناقة الضالة » وهي كالدلالة » دالة للملوك . 


- إنك ترى في النوم صاحب وجه حسن » يعدك » ويعطيك الأمارات . 


. أن فلانا يأتي إليك غدا‎ ٠ وبقول لك : سيتم لك المراد » وهاك أمارة‎ -١ 

- وأمارة أخرى : أنه سيكون راكبا ٠‏ وأمارة ثالثة : أنه سوف يعائقك . 

- وأمارة رابعة » أنه يبش في وجهك » وأمارة خامسة : أن يعقد يده أمامك 
"تأدبا". 

- وأمارة سادسة : ألا تقص هذه الرؤيا على أحد غدا متسرعا . 

- وعن تلك الأمارة قال لزكريا #: حين قال له " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام " 
- واصمت ثلاث ليال عن الخير والشر »ء وهذه أمارة أن يحيى سيولد 
لك . 

- ولا تنبس طيلة ثلاثة أيام ببنت شفة »ء فهذا السكوت هو آيتك المقصودة . 

- فحذار لا تتحدث عن هذه الآية » وأخف هذا الكلام في قلبيك . 

- وهكذا يقول له هذه الأمارات التي تشبه السكر » وماذا تكون هذه ؟ بل مائة آية 
أخرى . 

-كانت أيضا آية على ذلك الملك والجاه الذي تطلبه » وسوف تجده . 

6 -< ذلك أنك كنت تبكي عند طلبه الليالي الطوال ؛ وأنك تحترق من 
الضراعة عند السحر ء 

- وأنك بدونه قد أظلم نهارك » وصارت عنقك رقيقة كأنها المغزل . 

- وأنك أخرجت كل ما تملكه زكاة * وبذلت حتى ثيابك » مثل اللاعبين بطهر . 
- وأنك بذلت متاعك وجافيت النوم وأصابك الشحوب ٠‏ وضحيثت برأسك » 
وصرت في " نحول " الشعرة . 

- ومكثت طويلا في النار وكأنك العود » وتعرضت كثيرا للسيف وكأنك الخوذة 
- ومن أنواع هذه المسكنة مائة ألف ٠»‏ وهذا طبع العشاق » ولا يحده 


٠. حصر‎ 


- وما دمت قد رأيت هذا الحلم بالليل » فقد طلع النهار » ورجاء فيه » صار 
يومك موققا . 

- وأخذت تدير عينيك يمينا ويسارا » متسائلا : أين هذه الأمارات والعلامات ؟ 
- وترتعد كورقة شجرة صائحا : ويلاه ء إن مرالنهارء ولم تظهرالأمارات . 
- ولاتفتا تسرع في الحي والسوق والدار » مثل ذلك الذي فقد عجله. 

6 يها ار خيرا؟ ماهذا العدو المستمر؟هل ضاع هنا ما لديك؟ أو من 
يكون لك ؟ 

- فتقول له : خيرء لكن خيري لايجوز أن يعلم به غيري. 

- وإن تحدثت عنه ضاعت إحدىأماراته »ومادامت الأمارة قد أصابهاالفوت» 
أصبح الوقت كالموت. 

-وتنظرفي وجه كل إنسان راكب:ويقول لك :لا تنظر إليّ كالمجنون . 

- فتقول له : لقد ففدت صاحبا »ء وتوجهت بحثا وتتقيبا عنه . 

- ولتدم دولتك أيها الفارس » ارحم العاشقين » واعذرني . 

- وما دمت قد طلبت بجدء فقد جاءك النظر ء والجد لا يخطيء » هكذا جاء في 
الخبر . 

- فثمة فارس قد جاء فجأة حسن الإقبال » وقام باحتضانك بشدة . 

- وأنت قد غبت عن الوعي » وسقطت في ناحية » وقال من هو على غير علم : 
يا له من رياء ونفاق .!! 


- فماذا يرى هو ؛ وما علمه بهذا الوجد الذي يعاني هه إنه لا يدرى علامة 


65- إن هذه الأمارة من حق من يكون قد رآها » وكيف تظهر الأمارة لآخر 
لميرهها.؟ 


١ كت‎ 


- وكل برهة تصل فيها أمارة منه » تصل للمرء منها روح الروح . 

- لقد تقدم الماء إلى السمكة المسكينة » وهذه هي الأمارات : تلك آيات الكتاب . 
- ومن ثم فالأمارات الموجودة في الأنبياء » خاصة بتلك الروح التي تكون 
عارفة . 

- ولقد بقي هذا الكلام ناقصا لايستقر على حال » ولا جرأة لي ؛ بل أنا 
مسلوب القلب ٠‏ فاعذرني ‏ 

- ومتى يستطيع أحد أن يعد الذرات ؟ خاصة ذلك الذي سلب منه العشق 
اللب . 

- فهل أقوم بعد أوراق البستان ؟ وهل أقوم بعد هديل القطى ونعيق الغربان ؟ 
- إنها لا تتأتى في حصر ؛ لكني أعدها » من أجل رشد من تعرض 
للامتسحان ٠.‏ 

- ونحس عطارد أو سعد المشترى »ء لا يتأتى في بيان أو حصر » إن عددته . 
- لكن بعض آثار هذين يجب تفسيرها ء أى التفع والضصر . 

6- حتى تصبح آثار القضاء معلومة » أو نبذة منها لأهل السعد والتحس . 
- وعندما يصبيح المشترى طالعا لأحد » يصبح مسرورا من السعادة والجاه . 
- وذلك الذي يكون طالعه نحل »ء ينبغي أن يحتاط في الأمور من كل 
شرور. 


- وإن لم أتحدث عن ذلك الذي طالعه زحل » يحترق بناره ذلك الم كين )١(.‏ 


)0( ج/ 5717-4:- فكف أيها العابث ٠‏ حتى لا تأتي من تلك الشمس . نار متآججة على حين غرة .- ومن 
الكواكب الموجودة في الفلك الذي لاحدود له ١‏ لا يبقى في لحظة . لانور ولا أفر .- وكن مشغولا بما فيه 
ثمر » وكن معزولا عن بقية الأحوال .- وحركة الأفلاك لا تكون الا عقيمة ء ولا ثمر فيه الا ذلك اللطف 


ع / - 


١ 


- ولقد أمرنا مليكنا قائلا : اذكروا الله »ء ورآنا في النار فوهبنا الانور . 
- وقال : بالرغم من أنني مستغن عن ذكرك م ء فإنه لا تليق بي 
الصور . 

- لكن الثمل بالصور والخيال » لا يدرك ذاتنا التي بلا مشال . 

- والذكر على مثال الأجساد خيال ناقص ؛ والوصف على مثال المليك » خالص 


من تلك الأمور . 
- فهل يقول أحد في وصف المليك : إنه ليس نساجا ؟ أى مدح هذا ؟ ألا يكون 
هذا جبيلة ؟ 


إنكار موسى عليه السلام مناجاة الراعي 
- رأى موسىت* أحد الرعاة في الطريق » كان يقول يا رب ٠»‏ ويا الله ؛ 
6- أين أنت حتى أكون تايعا لك ؟ أرتق نعلك وأمشط رأسسك )١(.‏ 
-أغسل ثيابك ٠»‏ وأقتل ما فيها من قمل ٠‏ وآتيك بالحليب أيها المحتشم . 
- أقبل يدك اللطيفة » وأدلك قدمك اللطيفة » وعندما يحين وقت نومك » أكتس 
مكانك الجميل . 
- يا من فداؤك كل معزي » ويا من على ذكراك صيحات وجدي وشوقي . 
- وأخذ ذلك الراعي يجدف على هذا النحو » فقال له موسىت: : مع من تتحدث 


يافلان ؟ 
- قال : مع ذلك الشخص الذي خلفقفا » والذي أبدع هذه الأرض » 
وهذا الفلك . 


)00( ج/ 5.74 ايا إلهي ٠‏ لتكن روحي فداك ؛ وكل أبنائي وملكي وأسبابي.- أين أنت حتى أؤدي لك فروض 
الطاعة ؛ أخيط ثوبك وأرتقه . 


١6 


- قال موسى تيه : انتبه » لقد صرت شديد الإدبار ء لقد خرجت أصلا عن 
ملة الإسلام » وصرت كافرا . 

- أى هراء هذا ؟ وأى كفر وعته ؟ ألا فلتسد فمك هذا بالقطن . 

- لقد أصاب نتن كفرك الدنيا بالنتن » وجعل كفرك ديباج الدين خلقا . 

- إن النعل والخف لاتقان بك » ومتى تليق مثل هذه الأشنياء بشمس 
الشموس .؟ 

ه77 - فإن لم تسد حلقك عن هذا الهراء » لشبت نار أحرقت الخلق . 

- وإن لم تكن قد شبت » فما هذا الدخان ؟ ولم اسودت الروح » وطردت 
النفس ؟ 

-فإذا كنت تعلم أن الله هو الحكم » فكيف يكون معتقدك هو الهراء والتوقح ؟ 
- إن الصداقة بلا عقل عداوة في حد ذاتها » والله سبحانه وتعالى غني عن هذه 
العبادة . 

- فمع من تتحدث هكذا ؟! مع عمك أو مع خالك ؟! أثمة جسم وحاجة في صفات 
ذي الجلال ؟! 

- إنما يشرب اللبن من هو في نشوء ونماء »ء وإنما يلبس النعل من هو 
في حاجة إلى قدم . 

- وإن كنت تقول هذا في عبده » الذي قال فيه الحق : " هو أنا وأنا هو " ؛ 

- عندما قال : إني مرضت قلم تعدني » أى مرضت لمرضه ولم يمرض هو 
وحده ؛ 

- ذلك الذي صار مصداقا ل "بسي يسمع وبي يبمصر " »ء حتى في حق هذا 
العبد» يكون مثل هذا الكلام هراءٌ . 


- وإن الحديث بلا أدب مع خواص الحق » يميت القلب » ويسود الكتاب . 
65- وإنك إن ناديت رجلا ب " يا فاطمة " » بالرغم من أن الرجال والنساء 
جميعا من جنس وأحد ؛ 

- فإنه يهم بسفك دمك إن استطاع » حتى وإن كان طيب الخلق حليما وقورا. 
- " وفاطمة " تكون مدحا في حق النساء » وعندما تقولها لرجل » تكون 
كطعن الستان . 

- واليد والقدم تكون مدحا في حقنا ء وفي حق تنزيه الحق دنس وتلويث . 

- واللائق به " لم يلد ولم يولد " » وهو الخالق للوالد والمولود . 

- وكل ما كان جسما » تكون الولادة وصفا له . وكل من هو مولود 
يكون من هذه الضفة من الجدول . 

- ذلك أنه مهين ؛ حادث من الكون والفساد » ويريد محدثا على سييل اليقين ّ 

- قال : يا موسى » لقد خطت فمي ٠‏ وأحرقت روحي تدما . 

- ومزق ثيابه » وأطلق آهة حرى .ء وانطلق " هائما " في الصحراء » 
ومضي . 

عتاب الحق تعالى لموسوه من أجل الراعي 

- وهبط الوحى على موسى©ت*ه من قبل الله قائلا : لقد فصلت عبدنا عنا . 

6- فهل تراك جئت من أجل الوصل ؟ أم تراك جئثت مسن أجل 
الفلصل ؟ 

- وما استطعت » لاتسع قدما في الفراق » " أيغض الأشياء عندي الطلاق " . 

- فلقد وضعت لكل إنسان سيرة » ولقد وهيت كل امريء مصطلحما . 


- إنه بالنسبة له مدح » وبالنسبة لك ذم » وهو بالنسبة له شهد » وبالنسية 
لك سم )١(.‏ 

- ونحن منزهون عن طهر " الطاهر " وعن نجس " النجس " على السواء ١‏ 
وعن ثقيل الروح والجلد النشط معا 

- وأنا لم أقم بأمر لأتربح من أحد » بل لكي أجود على العباد . 

- ومصطلح الهند عند الهتود مدح » ومصطلح السند عند أهل السند مدح . 

- وأنا لا أصبح منزها طاهرا من تسبيحهم ء إنهم هم الذين يصبحون 
طاهرين ناثرين للدر . 

- ونحن لا ننظر إلى اللسان أو إلى المقال » نحن ننظر إلى الروح وإلى 
الخال . 

- ونحن ناظرون إلى القلوب إن كانت خاشعة » هذا وإن كان اللفظ يمضي غير 
5- ذلك أن القلب هو الجوهر » والقول عرض » ومن ثم فإن العرض 
طفيلي ٠‏ والجوهر هو الغرض . 

- فحتام هذه الألفاظ والإضمار والمجاز ؟ إنني أريد الحرقة » أريدها » ومع 
تلك الحرقة أتواءم . 

- فلتضرم نارا من العشق في الروح » واحرق الفكر والعبارة برمتها. 

- ويا موسى » إن هناك فرقا بين أولتك الذين يعرفون الأدب ؛ وبين أولنك الذين 


أحترقت أرواحهم وأنفسهم . 


)١(‏ ج/577-4:- إنه في حقه نور وفي حقك نار ١‏ وفي حقه ورد وفي حقك شوك .- في حقه حسن وفي حقك 
سبي ء : في حقه قرب ٠‏ وفي حقك رد . 


١ لات‎ 


- وللعشاق قابلية للاحتراق في كل نفس » ولا خراج ولا عشر على قرية 


خربة. 


> فان تخدث خط لا سمه خاط تنما :وان كان شهيدا مصتوجا يدمه ف 


تغسله. 

- فإن دماء الشهداء أفضل من الماء » وهذا الخطأ افضل من مائة 
صو أله 

- وفي داخل الكعبة » لا تحر هناك للقبلة » وأى حزن للغواص إن لم يكن لديه 
خف .؟ 


دقلا فحت ممدن لت رووسهج عن ذليل :وما أموك بالرقق لعن ؤت 
ملابسهم 
- وملة العشاق منفصلة عن كل الأديان ء فمذهب العشاق وملتهم هو الله . 
6- فإن لم يكن على الياقوت ختم فلا بأس » والعشق في بحر الحزن »2 
لايكون حزينا . 

وحى آلله تعالى أموسو”: بأن يعتذر للراعبي 
- ثم ألقى الله تعالى في سر موسى#*: ببعض الأسرار ء لا يتبغي البوح بها . 
واصيظ: العلمات على قلب عواسي + وامتز كت الرؤية فالقول : 
- فغاب عن الوعي فترة من الزمن » وعاد إليه فترة » وطار فترة من الزمن من 
الأزل إلى الأبد . 
- ولوفسرت بعد هذا يكون بلها ء لأن شرح هذا فيما وراء الوعي . 
ولو تحدثت بها لاقتلعت العقفول » ولو كتبتها لتحطمت الكثير من 
الأقلام )١(.‏ 


)0( ج/585-4:- ولو قمت بشروح معتبرة حتى القيامة » لكانت أيضا مختصرة .-- فلا جرم أنني قصرت 
الكلام ٠‏ وإن أردت ” شرحا " فاقرآه من داخلك . 


١ هرت‎ 


- وعندما سمع موسى هذا العتاب من الحق » أسرع في الصحراء بحثا عن 
الراعي . 

- وسار مقتفيا آثار ذلك الشريد ء وهو ينفض التراب عن أعشاب الصحراء . 
- وإن خطو المفتونين في حد ذاتقه ء ليتميز عن خطو الآخرين . 

- فقدم كالرخ ” في الشطرنج * هابطة من أعلى إلى أسفل » وقدم كالفقيل 
65-- فهو حينا كالموج يكون رافعا للعلسم » وحينا كالسمكة » يكون 
ماشيا على بطنه . 

- وأحيانا يكتب على التراب حاله »ء مثل رمال " يضرب " الرمل )١(.‏ 
- وفي النهاية » وجده ورآه » وقال له : البشرى » فلقد صدر الأمر . 

- فلا تبحثت بعد عن ترتيب الكلام أو أدب فيه » وقل ما شاء أن يقوله صدرك 
الضائق . 

- فكفرك دين ٠»‏ ودينك نور الروح » إنك آمن ٠‏ وفي أمان من الدارين . 
- فيا من عوفيت ب " يفعل الله ما يشاء " » إمض ٠‏ وانطلق في القول بلا 
تروا. 

- قال : يا موسى ؛ لقد تركت ذلك الأمر ء فأنا الآن غارق في دم القلب . 

- ولقد جاوزت سدرة المنتهى » وسرت مئات الألاقف من السنين في ذلك 
الصوب . 

- لقد ضربتني بسوط ء فتحول جوادي »ء ثم قفز وجاوز الأفلاك . 

- فليكن اللاهوت مأذونا له بناسوتنا » والثناء على يدك » وعلى ساعدك . 





. ج/غع-58:- أحيانا يقف. وحينا يسرع , وأحيانا يتدحرج كالكرة من الصولجان‎ )١( 


١-84 


عن أحواللي ١‏ 
ب وإن الصورة التي تراها في المرآة » هي صورتك » وليست صورة المرآة 
- والنفخة التي نفخها عازف الناي في الناي » هي جديرة بالناى » وليست جديرة 


بالرجل . 

- فانتيه » انتبه » سواء تحدثت بالحمد أو تحدثت بالشكر » اعتبرهما مثل هراء 

ذلك الراعي . ٌْ 

- فإن كان حمدك وشكرك أفضل بالنسبة " لحمد " الراعي ؛ إلا أنه شديد التقفص 
5 -حفحتام تتحدث؟ءوعندما يكشف الغطاء » " ترى " أن الأمر لميكن 
مثلما يظنون . 

- وقبول ذكرك هذا من قبيل الرحمسة ء إنه كصلاةة الحائض ٠»‏ رخصة . 


- فهي مع صلاتها ملوثئنة بالدم » وذكرك ملوث بالتشبيه والكيفية . 

- والدم نجس ويطهر بالماء ٠‏ لكن للباطن نجاسات . 

دنويل الخ د وامن باللن «وسكيق لاسي اناه نطف الكو 

65- وليتك تحول الوجه وأنت في سجودك », وتعلم من " سيحان ربي " 
- قائلا : يا من سجودي مثل وجودي غيرجدير بك » جازني على الشر 


يالخير 
- فهذه الأرض ذات أثر من حلم الحق » بحيث تزيل النجس » وتنيت الزهر 


- ومن ثم فإن الكافرفي العطاء والجسودهء كان أقل من التراب » وأقل قيمة . 


- إذ لم ينبت من ترابه زهر ولا ثمر » ولم ينبثتق من كل الطهارات 
إلا الفساد. 
- وقال: لقد تقهقرت أوان الذهاب »" يا حسرتاء ليتني كنت ترابا " . 
-ليتني لم أختر السف رعن التراب» ولكنت كالتراب ألتقط الحب. 
-وعندما سافرت واختبرني الطري قء أى شيء أهديتهمن هذا 
الممنلفقر؟ 
- ومن ثم يكون ميلنه كله إلى التراب »؛ لأنه في السفره لم يرنفعا 
6- وإن تقهقره هو ذلك الحرص والبغل ٠ء‏ واتجاهه نحو الطريق هو 
الصدق والحاجة . 
-وكل نبات يكون ميله إلى العلسسى يكون في زيادة وحياة 
وتماء. 
- وعندما يولي وجهه نحو الأرض ٠»‏ يكون في قلة وجفاف ونقص 
وغبن ٠.‏ 
- وميل روحك يكون صوب العلى » وعند التزايد » يكون مرجعك هناك . 
- وإن كنت مقلوباء يكون ميلك صوب الأرض ٠»‏ تكون أفلا » والحق لا 
يحب الأفلين . 

سوال موسىت* الحق تعالى عن سر غلبة الظالمين 
- قال موسى : أيها الكريم مدبر الأمر » يا من لحظة واحدة من ذكرك 
تساوى عمرا طويلا. 
- لقد رأيت صورة شديدة الاعوجاج في الماء والطين » وكما فعل الملائكة » بدا 


في قلبي الاعتراض . 


١5١ 


- فما هو المقصود يا ترى من تصوير الصورة ء ثم الإلقاء فيها ببذور 


الفساد؟ 

- وإشعال نار الظلم والفسد .ء وإحراق المسجد ومن يسجدون فيه؟ 
- وتحريك الدم والممفراء لتغلي من أجل الضراعة 
والدعاء ؟ 

6- وإنني أعلم يقينا أن هذا هو عين الحكمةء لكن هدفي هو 
العي ان والرؤية . 

- وذلك اليقين يقول لي : ألا فلتصمت ء وحرصي على الرؤية يقول لى: 
ألا فتثثتر. 

-ولقدأيديت للملائككة سركء وأن هذا الشهد يساوي الوأخرن . 


- وعرضت نور آدم عيانا على الملائكة » فحلت المشاكل " التي عنت لهم " . 
- وحشرك يقول ما هو سر الموت » والثمار تبوح بسر الأوراق . 

6- وسر الدم والنطفة هو حس الإنسان ؛ وكل زيادة » إنما يسبقها 
نقصان . 

- وإنما يمحو المرء اللوح في البداية دون توقف , ثم يكتب عليه الحروف . 

- ويجعل " هو " القلب دما ودمعا ذا ضراعة » ثم يكتب " عليه" آنذاك الأسرار. 
- وعند محو اللوح ء تلزم المعرفة » أنه سوف يجعل منه سجلا للكتابة . 

- وعندما يُرسى أساس منزل ما » إنما يحفرأساسه من البداية . 

- ويُستخرج الطين أولا من قاع الأرض »٠.حتى‏ يستخرج في النهاية الماء 
المعين . 

- وإن الأطفال لينوحون باكين من الحجامة » لأنهم لايعرفون سر الأمر. 


5 


- والمرء بنفسه يدفع للحجام ذهبا » ويرضى بالمبضع الذي يسيل الدم. 

- ويسرع الحمال نحو الحمل الثقيلء ويختطف هذا الحمل من الآخرين . 

- وانظر إلى تشاحن الحمالين من أجل الحمل .وانظر إلى مثل هذا الإجتهاد 
في العمل . 

-٠‏ ومادام " تحمل " الأتقفال هو أساس الراحة »ء وأنواع المرارة 
تفضي إلى النعمة ؛ 

- " وحفت الجنة بمكروهاتنا » وحفت النار من شهواتنا )١("‏ 

- وإن بذرة مادة النار غصن ندي » والمحترق بالنار يكون قرينا للكوثر . 
- وكل من هو في السجن رهين لمحنة »ء إنما يكون ذلك من جراء لقمة 
وشهوة . 

- وكل من هو في قصر قرين لدولة »ء إنما يكون ذلك نتيجة لقتال و" تحمل" 
سمسحنة. 

65- وكل من تراه فردا في ذهبه وفضته .ء اعلم أنه قد صبر في 
الإكتساب . 

- وناقد الصبر إنما يرى ذلك بلا سبب» وأنت المقيم على الحس » اشتمع 
إلى السبيب . 

- وذلك الذي تكون روحه خارج الطبائع » اعلم أن منصب خرق 
الأسباب يكون له . 

- فترى عينه بلا سبب ينبوع معجزات الأنبياء ء لا من الماء والعشب . 

- وهذا السبب مثله كمثل الطبيب والعليل»وهذا السبب مثله كمثل المصباح والفتيل. 


. بالعربية في المتن الفارسي‎ )١( 


' :1686- قاجذل لمصباحك في الليل فتيلا جديدا » واغلم أن مصباح الشمس ' 
منز ان ع الأمور.. 
- وامض » واعجن الطين بالقش من أجل سقف.الدار » واعلم أن سقف الفلك 
في غنى عن الطين بالقش. . 
-.آه» فعنذما صار حبيبثا محر قا للغم ؛ مضت خلوة:الليل » وطلع النهار 
[ - وليس إلا فى الليل يكون.تجل للقمر ؛ ولا تبحث غن مطلوب القلوب إلا بألم: 
0 
0 ل وظالع عيسى هو 0 والمعرفة »ء ليس طالع الحمار » يا من أنلتة' 
:: على صفة الخمار ١ 7:  .‏ 
- وإك لتسمع شكوى الحمار فتعتر, يك الرحمة » ولا تعلم إذن أن تأمر حمارفف . 
بأن يلزم كمار يك 0 
قرح امطربااولا زر لطا ٠»‏ ولا تجعل الطبع سيدا على عقلك . 
- واترك الطبع » حتى ينتج بالبكاء والعويل 6 وخذ منه » وأد دين الزوح . 


- ولقداقمت لسنوات برعناية الخمار » فكفاك هذاء' ذلك أن المكاري يكون خلف 
انتعان : 0 ظ 
4 والمراد من " أَخْرْوهنَ " هو نفسك ٠‏ إِذ ينبغي: أن تكون مؤخرة والعقل 
كاوق فون في مزاع مخخر هيد التتحيق امن أ بركن فغرم هن كر 


١5 


- وحمار عيسى ذاك إتخذ مزاج القلب ٠»‏ واتخذ له منزلا في مقام العاقلين . 

- ذلك أن العقل كان غالبا » وكان الحمار ضعيفا » ومن الفارس الضخم » 
يصبح الحمار ضعيفا . 

- ومن ضعف عقلك » يا من قيمتك كحمار ٠‏ صار ذلك الحمار الواهن أفعى . 
6- وأنت إن صرت من عيسى متألم القلب » فمنه أيضا تصح »ء فلا 
تتركه. 

- فكيف أنت يا عيسى ويا صاحب نفس عيسى من التعب ؟ فما كان فسي 
الدنيا كنز بلا حية. 

- وكيف أنت يا عيسى من رؤية اليهودي ؟ وكيف أنت يا يوسف من الماكر 
والحسود ؟ 

- وأنت ليل نهار حكر على هؤلاء القوم الأدنياء »ء ممد في عمرهم » كأنك 
الليل والنهار . 

- فكيف أنت من هؤلاء الصفراويين الفارغين من الفضل ؟ وأى فضل يتولد من 
الصفراء إلا وجع الرأس . 

- فافعل أنت ما تفعله شمس المشرق » فمن "نحن" النفاق والحيلة 
واللصوصية والزيف . 

- وأنت العسل ٠ء‏ ونحن الخل » قي الدنيا والدين » وعلاج هذه الصفراء من 
مخلوط الخل بالعسل . 

- ونحن زدنا في نسبة الخل» نحن أهل الجحيم ٠»‏ فزد أنت في العسل » ولا تمنع 
عنا كرمك . 

- وهذا هو الجدير بناءما دام قد صدر مناءوماذا يزيد الرمل في العين إلاالعمى ؟ 


١> 


- وذاك جدير بك يا كحل العزيز » فإن كل من ليس يشيء » يجد منك شينا . 
ه817- فقلبك شواء من نيران هؤلاء الظالمين » وخطابك كله " اللهم اهد 
قومي ' 
- وأنت منجم العود » إن أضرمت فيك النتيران » لامتلثت هذه الدنتيا 
بالعطر والريحان ٠.‏ 
- ولست ذلك العود » الذي ينقص من النار » ولست تلك الروح التي تسقط أسيرة 
للحزن . 
- والعود يحترق » ومنبع العود بعيد عن الاحتراق » ومتى تحمل الريح على 
أصل النور ؟ 
- فيا من منك الصفاء للسموات » ويا من صفاؤك أقفض ل من الوقفاء . 
- ذلك أن الجفاء إن صدر من العاقل » يكون أفضل من الوفاء 
يصدر عن الجهال )١(.‏ 
- وقذ قال الرسول 8 " إن العداوة من العاقل أفضمل من الحب الذي يبديه 
الجاهل " (') 

إزعاج أحدالأمراء لنائم كانت حية قد دخلت ني فيه 
- كان هناك أحد العقلاء يمضي راكبا جواده » 'فرأى" حية تتسلل إلى فم 
نائمم. 


. ج/؛-ه؟:- والعاقل إنما يأتيك بالسرقة ؛ والجاهل إنما يأتي بالمعرفة إلى الخسران‎ )١( 
. (؟) ج/؛:-ه77:- والصداقة مع العاقل طيبة ؛ والعدو العاقل خير من الصديق الجاهل‎ 


1١6 


- ولما كان لديه مدد وافر من عقله » ضرب النائم عدة ضربات متتالية 
بهراوته )١(.‏ 

5- ففزعته ضرية تلك الهراوة القوهية . وانطلق هاربا إلسى ظل 
شجمرة. 

- وكانت الشجرة قد طرحت كثيرا من التفاح المهتريء » فقال له : كل منهيا 
من تعلقت بالألم. 

- وأخذ يطعمه التفاح بالرغم منه » بحيث بدأ يتساقط من قفمه. 

- فأخذ يصيح به : أيها الأمير ٠‏ لماذا اعتديت علي آخرا دون أن ترى مني 
حجفاء ؟ 

- فإذا كانت لك خصومة معي في الأصل » قاضريتي بالسيق » واسفك 
دمسطي . 

0- فيا لها من ساعة مشئومة تلك التي ظهرت فيها لك » وما أسعده ذلك 
الذي لم يشاهد طلعتك ” البهية " 

- وبلا جريمة » وبلاذنب صغيرا كان أو كبيرا » لا يجوز هذا الظللم » حتى 
على الملحدين . 

- إن الدم ليسيل مع كلامي من فمي » فيا إلهي ٠»‏ جازه في النهاية شر 
الجزاء . 

- وفي كل لحظة ء أخذ يسبه سيابا جديدا » بينما الآخر يضربه ء قائلا : 
أسرع في هذا الخلاء . 


)0 ج/ 5 -5177:- وعندما استيقظ النائم من النوم الثقيل » رأى تركيا راكبا وفي يده هراوة .- عندما استيقظ 
النائم من ذلك الضرب المبرح ٠‏ صار حاترا متسائلا : ماذا كان هذا ؟ - وعندما أخذ التركي يضربه بلا 
انقطاع بالهراوة الثقيلة » أسرع جاريا أمامه . 


١ /لا6‎ 


- كانت ضربات الهراوة » والفارس كأنه الريح » وهو يسرع » ثم يقع على 
وجهة . 

6- كان ممتليء " البطن " نعسان واهنا ء وأثخنت يداه وقدماه بالجراح . 

- وظل حتى المساء يجره ويطلقه » حتى غلبه القيء من ألم المرارة . 

- وخرجت من " جوفه " مأكولات قبيحة وحسنة ؛ء ومع هذه المأكولات » 
انطلقت الحيية خارجا . 

- وعندما رأى هذه الحية تخرج منه » سجد لذلك المحسن . 

- وعندما رأى هول تلك الحية السوداء الضخمة » انصرفت عنه كل هذه 
الآلام . 

0 - وقال : هل أنت نفسك جبريل الرحمة ؟ أو أنك إله » فأنت ولي 
النعمة. 

- فيا لها من ساعة مباركة » تلك التي رأيتني فيها » كنت ميتا » فوهبتني 
عمرا جديدا ٠‏ 

- كنت باحثا عني » وكأنك الأم الرؤوم » وأنا هارب منك » وكأنني حمار . 

- والحمار يفر من صاحبه من حماريته » وصاحبه في أثره » من حسن 
أضن سه 

- فإنه لايبحث عنه من أجل نفع أو ضر ء لكن من أجل ألا يمزقه ذئب 
أو وحش . 

5- فما أسعده ذلك الذي يرى وجهك » أو يعبر فجأة بحيك . 

- ويا صاحب النفس الطالحهرة الممدوحة » كم قلت لك من هراء وسقط قول . 
- أيها السيد والمليك والأمير » أنا لم أقله لك » بل قاله جهلي ٠‏ فلا تؤاخذني . 


- ولو كنت أعلم نبذة عن هذا المال »؛ متى كنت أستطيع الحديث بهذر 
القول ؟ 

- ولوجهت لك الثتناء يا حسن الخصال »ء لو أنك حدثتني برمز عن الحال ٠‏ 
-٠‏ لكنك كنت صامتا تقوم بإثارتي » وكنت تدق رأسي صامتا. 

- فتحطم رأسي » وفر عقلي منها » خاصة من تلك الرأس التي تحتوى على مخ 
- فاعف عنى يا حسن الوجه حسن الفصمال ؛» فما قلته قلكه من الجنون » 
فتجاوز عنه . 

- قال : إنني إن كنت قد حدثتك بسر واحد من الأمرا» لمت هلعا وخوفا في تلك 
اللحظة . 

- وإن كنت قد حدثتك بأوصاف الحية ء لحطم الخوف روحك تحطيما . 

6- ولقد قال المصطفى» : لو أنني تحدثت حديثتا ضافيا عن ذلك 
العدو الموجود في أرواحكم ؛ 

- لتمزقت قلوب الشجعان هلعا » ولما سار أحد في الطريق » ولما اهتم إنسان 
بعمل . 

- ولا بقيت قدرة لقلب على الضراعة » ولا قوة في جسده على الصوم والصلاة 
- ولانمحى » مثل فأر أمام قط » ولفقد اتزانه كجمل أمام ذئب . 

- ولا بقيت عنده حيلة ولا سلوك » ومن ثم كتمته من أجل هدايتكم . 

- فلأصمت » مثلما فعل أبو بكر الربابي » ولأشغل بالحديد » مثلما فعل 


داود 5 


"8 


الويكن جتاكها : 

- وما دامت يد الله فوق أيديهم ؛ وأنه تعالى قال : يدنا هي يده ؛ 

- صارت لي يد طولى يقينا ء جاوزت السماء السابعة . 

- وأبدت يدي الفضل على الفلك » فاقرأ أيها المؤمن : انشق القعمر . 
6- وهذه الصفة أيضا من ضعف القول » فمتى يجوز شرح القدرة 

للضعفاء ؟ 

- إنك تعلم بنفسك » عندما ترفع رأسك من النوم » فقد تم الأمر »ء والله أعلم 

)١(. بالصواب‎ 

- فلا كانت عندك قوة على .الأكل » ولا كان عندك طريق إلى القيء أو اهتمام 

به . 

- كنت أسمع السب » وكنت أمضي في عملي » وكنت أهمس بدعاء " رب 

يسر " 

- ولم يكن عندي الأمر بالبوح عن السبب » ولم يكن في مقدوري أيضا تركك . 
- وكل لحظة كنت أقول من دخان "الغضب" من داخلي » اهد قومي » 
إنهم لا يعلمون. 

- وأخذ ذلك الناجي من الألم يكرر السجهدد »ء قائلا : أيتها السعادة »يا من 
أنت لي الإقبال والكنز ؛ 

- فلتجد الجزاء من الله أيها الشريف » فليست هناك قوة على شكرك ٠‏ عند هذا 

الضعيف . 


و 


. ج/475-4:- ولو كنت حدثتك بما جرى »لمت في التو واللحظة‎ )١( 


١ 


- وليؤد لك الحق الشكر أيها الرائد » فلا شفة لي ولا فك ولا صوت يليق به . 
- وهكذا تكون عداوة العاقلين » والسم يكون منهم يهجة للروح . 


- وصداقة الأيبلنه ألم وض لال » واستمع إلى هذه الحكاية 
كمثال. 
الاعتماد على تملق الدب ووكائه 


- كان تنين ييتدشع دبا . فذهب رجل شجاع وأغاثه . 

- وشجعان الرجال هم في العالم على سبيل المدد ٠‏ في تلك اللحظة التي يصل 
فيها دعاء المظلومين . 

- وحينمأ يسمعون صراخ المظلومين » يسرع ون إليهم ٠‏ وكأنهم رحمة الحق . 
- إنهم بمثابة العمد لأنواع الخلل.في الدنيا » وهم أطباء الأمراض الخفية. 
-٠‏ وإنهم يفعلون ذلك محض الحب والحكم والرحمة » كما يفعلها الحق 
دون علة ودون رشوة . 

- " فما هذا الذي تساعده دفعة واحدة ؟ قال : " من أجل حزنه ومسكنته " 

- وصارت الرحمة صيادا للرجل الشجاع » وفي الدنيا » لا يبحث عن الدواء إلا 
الداء )١(.‏ 

- فحيثما كان داء » يسرع إليه الدواء » وحيثما يوجد منخفض » يسرع إليه الماء 
-فإن كنت تريد ماء الرحمة » إمض وكن متواضعا ء ثم احتس آنذاك خمر 
الس وس ا 


6 - فهو رحمة في رحمة يا بني » ولا تقنع برحمة واحدة يا بيني . 


لل ج/؟ -55::- وقلل البحث عن الماء ٠‏ واحصل أولا على الظمأ . حتى يفور لك الماء من أعلى ومن أسفل 
وحتى يأتيك الخطاب ب ” سقاهم ربهم " . كن ظامنا » والله أعلم بالصواب . 


١و‎ 


- وضع الفلك تحت قدمك ٠‏ أيها الشجاع » واستمع من فوق الفلك ٠‏ إلى صوت 
السماع . 

- وأخرج قطن الوسواس من الأذن » حتى يأتي إلى أذنيك الضجيج من الفلك . 
- وطهر العينين من الشعر والعيب » حتى ترى بستان الغيب وسروره ٠‏ 

- وادقع الزكام عن الأئف والرأس » حتى تأتي ريح الله في مشامك . 

- ولا تترك في داخلك أثرا من الحمى والصفراء » حتى تجد من الدنيا 


طعم السكر . 
- وتناول دواء الرجولة » ولا تسع وأنت عنين ؛ حتى يخرج لك مائة من 
الحسان . 


- واخلع نير الجسد عن قدم الروح » حتى تطوف حول المحفل . 

- وفك غل البخل عن اليد والعنق » وأدرك الحظ الجديد في الفلك القديم . 

- وإن لم تستطع : فاحملها إلى كعبة اللطف ؛ واعرض المسكنة واتعدام 
الحيلة » على صاحب الوسيلة . 

- والنواح والبكاء رأسمال قوي » والرحمة الكلية حاضنة قوية. 

- والحاضنة والأم تقوم بالذرائع كلتاهما » وتتساءل : ترى متى يبكي ذلك 
الطفل ؟ ى 

- ولقد قال : " ادعوا الله " » فلا تكن بلا ضراعة » حتى يفور لبن حنائنه 
ومحبتا . 

- وإن هزيم الريح وانصباب السحاب بالمطر » كلها في رعايتنا » فاصير 


32 


برهة. 


١ 


- ولقد سمعت " وفي السماء رزقكم " » فكيف إذن التصقت يهذا 


المنخفض ؟ 


- وكل نداء يجذيك صوب العلا ء اعلم دوما أن هذا النداء قد وصل من العلا . 
- وكل نداء يصيبك بالحرص ؛» اعلم أنه عواء ذئب يمزق البشر . 

- وهذه الرفعة ليست رفعة من جهة المكان »: هذه الأنواع من العلو » من القلب 
والروح . 

6- وكل سيب جاء أعلى من أثره ء فالحجر والحديد » يفوقان 
الشرر . 

- ففلان ذاك فوق رأس ذلك الذي جلس إليه » هذا بالرغم من أنه جلس إلى 
جواره . 

- والفوقية في ذلك الموضع من ناحية الشرف ., ومكان البعيد عن صدر 
"المجلس " يدعو إلى الاستخفاف . 

- والحجر والحديد لأنهما سابقان في العمل لاتفنان بالفوقية. 

- وذلك الشرر » من ناحية أنه المقصود » هو أسبق كثيرا - من هذه الناحية- 
من الحجر والحديد . 

5- فالحجر والحديد في البداية » ثم الشرر » لكن هذين الاثنين هما الجسد » 
والشرر هو الروح ٠.‏ 

- وذلك الشرر ؛ وإن كان في الزمان أكثر تأخرا » هو في الصفة ٠‏ فائق على 
الحديد والحجر . 


1١ 


-والغصن أسبق من الثمر » هذا من ناحية الزمن ء لكنه في الفضل يكون أكثر 
شرفا من الغصن . 

- ولما كان الثمر هو المقصود من الشجر ء كان الثمر هو الأول » وكان الآخر 
هو الشجر )١(.‏ 

- وعندما صرخ الدب من الأفعوان » خلصه شجاغ من بين براثنه . 
- فكلاهما : الحيلة والشجاعة تعاونا معا » وبهذه القوة ققتل الأفعوان . 
- فالأقعوان لديه القوةء ولا حيلة لديه » وأيضا فمن فوق حيلتك ٠»‏ حيلة 
امكصترئ..(1) 

-وما دمت قد رأيت حيلتك » عد » وانظر من أين أتيت » وامض نحو المبدآ . 
- وكل من هو في المنخفض » جاء من العلا » فركز عينيك حول العلا » 


هيا. 

- فإن النظر إلى العلا يهب الن ور »ء وإن كان في البداية يصيب بالدوار » 
أجل . 

٠‏ - فعود العين على الضياء والنور » وإن لم تكن خفاشا ء انظر نحو 
ذلك الصوب . 

- وفي الفهاية » ترى أمارة نورك » والشهوة التي أنت فيها » هي في الحقيقة 
- وفي النهاية ترى أن من رأى مائة لعبة » ليس مثل ذلك الذي سمع عن لعبة 
واحدة . 


. ذلك أنه يطول بنا الإضمار والمجاز‎ ٠ ج/457-4:- ولنعد نحو الدب والأفعوان‎ )١( 
. ” ولكن انظر في القرآن إلى ” الله خير الماكرين‎ ٠ ج/557-4:- والماكرون كثيرون‎ )"( 


١7 


- وقد اغتر بهذه اللعبة الواحدة » بحيث ابتعد عن الأساتذة كبرا وغرورا . 

- ومثل السامري ٠»‏ عندما رأى في نفسه ذلك الفضل ٠»‏ أشاح بالوجه كبرياءً عن 
موسى تت ٠‏ 

65- لقد تعلم ذلك الفن عن موسىتت: » لكنه أغمض عينيه عن المعلم . 
- فلا شك أن أبدى موسى::: لعبة أخرى »ء بحيث اختطف ذلك اللاعب 
وروحةهة. 

- وما أكثر المعرفة التي تسرع إلى داخل رأس " إمريء" حتى يصبح رئيسا » 
ثم تطيح برأسه. 

- وإن لم تكن تريد أن يطاح برأسك فكن قدما » وكن في حمى قطب صاحب 
رأي . 

- ولا تعتبر نفسك أعلى منه » حتى وإن كنت ملكا » ولا تقطف سوى نباته » 
وإن كنت شهدا . 

- ففكرك صورة » وفكره روح » ونقدك زائقف » ونقده منجهمسم . 

- وهو ذاتك » فابحث عن نفسك في ذاته ء وكن صوبه كالفاختة صائحا : كو 
كو "أيضء ايخ" :(0) 

- وإن لم تكن تريد خدمة أبناء جنسك ؛ فأنت كالدب في فم الأفعصموان . 

- فلعل أستاذا يخلصك .ء ويقوم بجذيك خارج الخختظضر . 

-وزاول النواح والمسكنة » ما دمت بلا قوة » هيا ء وما دمت أعمى فلا تشح 


بالوجه عن مبصر بالطريق . 


. ج/غ-457:- وإن كان سكر الرضا مر المذاق لديك . فأنت كالدب في فم الأفموان‎ )١( 


١و‎ 


6- فهل أنت أقل من دب ؟ ألا تشكو من الألم ؟ لقد نجا الدب من الألم 
عندما إستغاث . 
- فيا ألله » إجعل صخرة القلب هذه شمعا ء واجعل أنينه طييا جديرا 


م 


بالرحمة. 

فول سآئل أعمى : لدي نوعآن من العمى 
- كان هناك ضرير لا يفتأ يقول : الرحمة » فلدى من العمى نوعان » يا أهل 
- إذن فارحمونى مرتين » هيا » فلدى نوعان من العمى » وأنا بينهما. 
خقال "لحذهم "+ :إتنن أرق لخبي مهن ذلك لعن لذن ؟ ابد اشح" 
-٠‏ قال : إن صوتى قبيح ومستهجن » فصار قبح الصوت والعمى 
معاأا. 
- فصوتى القبيح يصبح باعثا على الغم » ومن صوتى يقل حدب الخلق على . 
- وحيثما ينطلق صوتى القبيح » يكعث على الغضب والحزن والحقد . 
- فعلى نوعين من العمى » إجعلوا الرحمة مضاعفة ء وذلك الذى لا يطيقه 
مكان » سعوه فى مكان ٠‏ 
- ومن هذا العتاب » نقص قبح الصوت » فصار الخلق مجتمعين على رحمته . 
٠٠5‏ - وعندما باح يالسر » جعل لطف صوت قليه » صوته لطيفا . 
- وذلك الذى يكون صوت قلبه قبيحا أيضا ء يكون لديه ثلاثة أنواع من 
العمى » ويكون مبعدا إلى الأيد. 
- لكن اولئك الوهابين بلا علة ء ربما وضعوا أيديهم فوق قلبه القبيح . 


لحيل 


- وعندما أصبح صوته حسنا ومظلوما ء لانت له القلوب القاسية » وكأنها 
الشمع . 
- ولما كان أنين الكافر قبيحا كأنه الشهيق » فإنه لا يكون قرينا للإستجابة . 
6- ويستجاب دعاؤه القبيح بقول " إخسئوا " » ذلك الذى كان ثملا كالكلب 
بدماء الخلق . 
- وإذا كان أنين الدب جالبا للرحمة ٠‏ لا يجمل بك ألا يكون أنينك هكذا . 
- فاعلم أنك قد قمت بالذئبية مع يوسف ٠‏ أو أنك شربت من دماء مظلوم. 
-فتب » وقىء ما أكلت:وإذا كان جرحك قدقدمءفاذهب وقم بكيه.(١)‏ 

تثمة حكاية الدب وذلك الأبله الذى كان 

قد إعتمد على وقاآكئك 

-والدب بدوره » غندما نجا من الأفعصوان » ورأى ذلك الكرم من ذلك الرجل 
الشجاع . 
6- صار ذلك الدب المسكين وكأنه كلب أصحاب الكهف » ملازما فى أثر 
ذلك الحمول . 
- وذلك المسلم وضع رأسه من التعب » ووقف ذلك الدب حارسا من تعلقه " 
به " 
- قمر أحدهم وقال له : ما هذا الحال ؟ يا أخى » من يكون هذاالدب بالنسبة 
لك ؟ 
- فأعاد عليه القصة وحديث الأفعوان . فقال له : لاتعلق القلب بدب أيها 
الأيله. 


)1غ( ج/ 4 -7. ه:- وأقلع عن الذثبية أيها الثعلب العجوز: واطلب النصرة من الحق ٠‏ فهو نعم النصير - 


1 


- وإن صداقة الدب أسوأ من العداوة » فاطرده عنك بكل حيلة تعرفها. 
.قال : والله لقد قال هذا حسدا » وإلا فماذا ترى من طبيعة الدب فيه ؟ 
أظر إلى حنانه . 

- قال : إن حب البلهاء مانحٌ” للغواية » وحس دى هذا أفضل من حبه. 
-فهيا » تعال معى ». واطرد هذا الدب عنك » ولا تصطفف ديا تاركا أبناء جنسك 
- فقال : إذهب » إذهب »وانشغل بعملك أيها الحسود » قال : كان هذا عملى » 
ولم يكن رزقا لك . 

- وأنا لست أقل من دب أيها الشريف » فاتركه حتى أكون صديقا لك . 
6" -وإن قلبى ليرتعد من التفكير فيك ٠»‏ فلا تذهب مع مثل هذا الدب إلى غاية 
- وإن قلبى هذا لم يرتعد قط دونما سبب » هذا هو نور الحق » ليس إدعاءً ولا 
نفاجا. 

- فأنا مؤمن » وهبت ' ينظر بنور الله " » فحذار »حذار » أهرب من هذا الأتون 
- لقد قال كل هذا » ووجد أذنا بههاوقر ء وسوء الظن سد فظيع أمام 
المرء. 

- وأمسك بيده » لكنه سحبها منه » فقال له : إنى ذاهب » فلست بالصديق 
الرشيد . 

 اءاعدإ فقال له : إذهب » ولا تحمل همى » أيها الفضولى » كفاك‎ -٠ 
. فقال له ثانية : إنني لست عدوا لك » ويكون لطفا منك أن تتيعني‎ - 

- قال : إننى نائم ؛ فاذهب واتركنى » فقال له : إتقد للصديق آخ را . 


١١الى‎ 


- لكن الرجل إستنام إلى خياله » فغضب بجد » وأشاح بوجهه سريعما. 

ه0.- وقال فى نفسه : ربما جاء بقصد هلاكى ؛ فهو مجرم ؛ أو أن به 
طمعا » إنه متسول ملحاح " يجوب المستوقدات " . 

- أو أنه تراهن مع أصدقائنه على هذا الأمر ء أى أن يخوفنى من جليسى 
هذا )١(.‏ 

- ولم يرد إلى خاطره ظن واحد حسن من خبث سريرته. 

- كان ظنه الحسن بأجمعه منصرفا إلى الدب » فربما كان من جنس 
الدب . (؟) 


- لقد إتهم عاقلا وذلك من طبيعته الكلبية ء واعتبر الدب من أهل الحب 


والعطام. 
قول موسى<#: لعابد العجل :إن هذا تفكير فى خيال 
كبن حزمك؟ 
- قال موسى لأحدهم كان ثملا بالخيال ٠»‏ يا سىء الفكر من الشقاء 
والضلال ؛ 


- إن لديك مائة ظن فى كونى نبيا .ء مع مثل هذا البرهان والخلق الكرهيم 
- ولقد رأيت منى مئات الآلاف من المعجزات » فزادتك مائة خيال وشك وظن . 
- وصرت فى ضيق من الخيال والوسوسة ء فأخذت تطعن فى نبوتتي . 
- ولقد أثرت الغبار من البحر عيانا » حتى تخلصت من شر الفراعين . 

. بحيث يجد هكذا في أموره‎ ٠ ج/ 4-١1ه:- أو أن لديه شعورا من الحسد من ود صديقى‎ )١( 

(5) ج/4-١٠5:-‏ كان سييء الظن أبله غير جدير » ومن الشقاء كان مطيعا للجهل .- كان سيء العرق عنيدا 
شقيا إلى الأبد . كان ضالا مغرورا أعمى ذليلا مردودا .- واختار الدب على صاحب كمال ٠؛‏ أسود 
الوجه ء هبائى ١‏ لحاصل ٠‏ فاسد الخيال .- واتهم عاقلا من حماريته ؛ واعتبر الدب أهلا للحب والوداد . 


١و‎ 


- ومن السماء وصلت الأطباق والمائدة طيلة أربعين سنة » ومن دعائي 
إنفجر نبع الماء من الصخر.(١)‏ 

- هذا ومائة ضعفه » والعديد من أمثاله من حار وبارد » ومنك أيها الغث » لم 
يقل هذا التوهم . 

- وصاح بك عجل من السحر » فسجدت له قائلا : أنت ربي . 

- وجرف السيل كل توهماتك هذه » وذكاؤك الغث غلبه النوم . 

- فلماذا لم تصبح سيء الظن في حقه ؟ وكيف استسلمت هكذا يا قبييح 
الطوية ؟ 

- ولماذا لم يأتك الظن من تزويره ؟ ومن فساد سحره الذى يأخذ 
الحمقى ؟ 

> وانق يكوم امرض" قن جداةاقتحنة ازا" القلاي: يكت رسنيج «التورب اعد 
في الدنتيا؟ 

- وكيف صرت ثايت القلب في تزويره هذا ؟ وصرت عاطلا وغائيا عن كل 
هذه الإشكالات ؟ 

- أيصح أن يكون عجل إلها على سبيل الإدعاء ؟ فكيف خالفت فيما يتعلق 
برسالتي ؟ 

- ومن حماريتك سجدت أمام عجمل ؛ وصار عقلك صيد السحر 
السامري !! 

6- وأشحت بالبصر عن نور ذي الجلال؛ فهاك الجهل الوافرءوهاك عين 
الضلال. ظ 


)غ0( ج/6-54١21:-‏ ولقد صارت العصا في يدي أفعى مهولة » وصار الماء دما على العدو الذي 5 
بستحقه.-- صارت العصا حية وصارت يدي شمسا » وصارت الشمس من انعكاس نورها شهايا . 


1١48. 


- ألا شساة ذلك العقل والتمييز الذي لديك ٠‏ ولما كنت منجم الجهل » ققتلك 
جاأئز. 
- لقد صاح العجل الذهبي » فماذا قال آخرا؟ بحيث تفتحت لدى الحمقى كل هذه 
الرغبلة !! 
- لقد رأيتم مني ما هو أعجب من هذا بكثير » لكن متى يقبل كل خسيس الحق ؟ 
- وماذا يختطف الباطلين ؟ » إنه الياضل ؛ وماذا يجمل لدى الباطلين ؟ إنه 
الباطل. 
- ذلك أن كل جنس يجتذب كل من هو من جنسه » ومتى يتجه العجل 
نحو الأسد الهصور ؟ 
- ومن أين يكون للذئب عشق ليوسف ؟ اللهم إلا على سبيل المكر ؛ ولكي يأكله 
- وعندما يتخلص من الذتئبية » يصبح مأذونا له » ويصبح من الآدميين ككلب 
الكهف )١(.‏ 
- وعندما شم أبو يكرييه رائحة من محمديه ٠»‏ قال :هذا ليس وجه كاذب . 
- ولما لم يكن أبو جهل من أصحاب الألم » ورأى مائة شق للقمر » ام يؤمن . 
6 "- والمتألم الذي أفتضح ألمه ٠»‏ أخفينا عنه الحق ؛ ولم يخفا عليه . 
- وذلك الذي يكون جاهلا » وكان بعيدا عن ألمه » أظهرناه له مرارا » لكنه لم 
- وينبغي أن تكون مرآة القلب صافية » حتى تستطيع أن تميز منها الصورة 
القييحة من " الصورة " الحسنة . 

ترك ذلك الرجل الناصم للمغتر بالدب بعد مبآلغته في نصحه 
- وذلك المسلم » ترك الأبله ء وعاد سريعا وهو يهمس محوقلا: 


. وعندما رأى أبو بكر الصالح محمدا ء أدرك صدقه » وقال : هذا صادق‎ -:ه١15-؛/ج‎ )١( 


١4م١‎ 


- لما كان الوهم يزداد عنده من جدي وتصحي جدلا منه؛ 
- إذن فقد سد طريق الموعظفة والنصيحة ء وحق عليه 'قوله 


تعالى " أعرض عنهم . 

- ومادام دواؤك يزيد الألم » فعليك إذن أن تطرح الموضوع عن الطالب » وأن 
تقرأ " عبس " 

- وما دام الأعمى قد جاءك طاليبا للحق » فلا ينبغي أن يضيق صدرك من 
جراء فقره . 

- وأنت حريص على رش اد العظخلعمساء ء وحتى يتعلم العوام مسن 
الرؤساعء. ١‏ 


> ويا أحمد » لقد رأيت قوما من الأكابر يستمعون إليك » ققلت : لعل وعسى . 
"- ومن الأفضل أن يصبح هؤلاء الرؤساء من رفاق الدين » قهم 
رؤساء على العرب والحبش . 

- فيعبر .هذا الصيت البصرة وتبوك . لأن الناس علي دين الملوك . 

- ولهذا السيب توليت عن ضرير طالب للهدايسة » وضقت به ذرعا . 

- على أساس أنه قليلا ما تتوفر هذه الفرصة في مثل هذا الجوء وأنت " أيها 
الأعمى " من الرقاق » وأمامك متسع من الوقت . 

- وإنك لتشق علئ في فرصة ضيقة ء وأنا أنصحك ؛ لا غن غضب 
أو جدال . 

- ويا أحمد ؛ إن هذا الضرير عند الله » أفضل من مائة قيصر » ومائة 
وزير. 

- فهيا تذكر الناس معادن » وثم معدن أثمن قيمة من مائة ألف . 


14 


- ويا أحمد » إن المال لا يجدي هنا نفما ء بل ينبغي أن يكون الصدر مليئًا 
بالعشق والألم والحرقة . 
- فإن جاء أعمى مستضيء القلب ٠‏ لا تغلق الباب » وعظه » فالموعظة من 


هو 


حفقلة . 

- وإن أنكر عليك إثنان أو ثلاثة من البلهاء » فمتى تحس بالمرارة ؟ إنك 
معدن الشهد. 

- وإن إتهمك إثنان أو ثلاثة من البلهاء » فإن الحق يشهد لصالحك . 


-فقد قال : لا يهمني أن يعترف العالم كله بي » وأي حزن يحس به ذلك الذي 


يكون .الحق شاهده . . 
- ولو كان للخفاش نصيب" من الشمس ٠‏ لكان هذا دليلا على أنها ليست 
اه 1. 


- ونفور الخفافيش مني يكون دليلا على أنني الشمس المشرقة الجليلة . 

6 - وإن رغب الجُعل في ماء الورد » لكان دليلا على أنه ليس ماء ورد . 
- وإن صار زائف شاريا للمحك ؛ لوقر الشك في كونه قادرا على 
الحكم. 

- واللص يريد الليل لا النهار » واعلم هذا » ولست أنا ليلا » بل نهار أشع على 
الدنيا . 

- وأنا الفارق والفاروق وكأنني الغربال ؛ بحيث لا يستطيع القش أن يعبر 
مني . 


- وأنا أفرق بين الدقيق والنخالة » حتى أبدي تلك النفوس مجرد نقوش . 


1١مم‎ 


65- وأنا مثل ميزان الله في الدنيا . أميز بين التقيل والخفيف . 
- والعجل يرى أن الثور إله له » فياله من مشتر حمار » ويا لها من بضاعة 
مناسبة له. 

- ولست بالثور حتى يشريني العجل » ولست بالشوك حتى يرعاني البعير . 

- فهل يظن أنه جار علي » لا .. بل محا الغبار عن مرآتي . 

تملق مجنون لجالبنوس وخوف جالينوسسر 

- قال جالينوس لأصحابه : أعطوني دواء كذا . 

. فقال أحدهم : يا ذا الفضائل ؛ إن هذا الدواء يُتعاطى من أجل الجنون‎ -٠ 
ألا أبعد الله هذا عن عقلك » لا تقل هذا ثانية . قال : لقد نظر إلى أحد‎ - 
.. المجانين‎ 

- لقد تملى برهة في وجهي سعيدا » وغمز لي بعينه » ومزق كم ثوبي . 

- قإن لم يكن هناك تجانس بيني وبينه » فمتى كان هذا القبيح الوجه يقبل علي ؟ 
- وإن لم يكن قد رأى من هو من جنسه » فمتى كان يأتي إليه ؟ ومتى كان 
يأتلف مع من هو من غير جنسه؟ 

6- فإذا ما اتتلف شخصان .ء فلا شك أن بينهما قدرا من المجاندسة 
- ومتى يطير طائر إلا مع من هو من جنسه ؟ وصحبة المرء لمن ليس من 
جنسه » قبز ولحد . 


سبب طيرآن طائر مع طائر لبس من جنشسه 


واآلتقاطه الحب معد 
- قال أحد الحكماء : لقد رأيت في الصحراء غرابا مع لقلق يسعيان 


معأ . 


- فتعجبت » وتفحصت حاليهما » حتى أجد أمارة عن قدر من المشاركة بينهما . 
- وعندما إقتربت منهما حاترا مندهشا ء رأيت بنفسي أن كلا منهما كان 
أعرج . 

-٠‏ هذا بخاصة إن كان ثم صقر ملكي منسؤب إلى العرش مع بومة من 
أهل الخرائب . 

- فأحدهما كان شمس عليين » والأآخر خفاش من سجين . 

- أحدهما نور بريء من كل عيب » والآخر أعمى متسول على كل باب . 

- أحدهما قمر يطامن الثريا ء والآخر دودة تعيش في الروت . 

- أحدهما ذو وجه كوجه يوسف ونفس كنفس عيسى »ء والآخر ذثب أو حمار 


56- أحدهما محلق" في اللامكان »؛ والآخر "عاكف” على المزايل 
كالكلاب )0( 


- وبلسان معنوي يقول الورد للجعل : يا منتن الإيط ؛ 
- إنك إن كنت هاربا من الروضة » فإن هذا النقور كمال“ للروضة . 
- وإن غيرتي لتدق على رأسك » قائلة لك : إبتعد .. إبتعد أيها الخسيس عن هذا 


المكان . 
- وإن إختلطت أنت - أيها الدني - بي »ء ليظن " التاس " أنك من 
معدني .(1) 


)١(‏ ج/547-4:- أحدهما سلطان عالي المرتبة ء والآخر في مزيلة وفي حداد .- أحدهما خلق” من 
إكرامه في خجل ؛ والآخر في حزن من الإملاق .- أحدهما صار رئيسا لأهل الزمان ٠‏ والآخر مغمور 
تماما في تراب المذلة . 

(؟) ج/047-4:- وأنه إن كان يخالطني فمن تقصاني ؛ ذلك أنه يظن أنه ملكي .- فإن خالطني ذلك المليء 
بالسم ؛ فكما يخالط الفأر البحر والسمكة اليايسة . 


١ دم‎ 


- وإن الرياض لتجمل بالبلابل » وأفضل للجعل المرحاض وطنتا . 

- ولما كان الحق قد طهرني من الدنس » فكيف يليق بي أن يبلوني بالدنس ؟ 

- ولقد كان في عرق منه فقطعه ء فأنى يصل إلي إذن هذا العرق الدني ؟ 
- لقد كانت إحدى أمارات آدم منذ الأزل » أن يسجد الملائكة لمقامه "السامي" 
- وأمارة أخرى ألا يسجد له إيليس ٠‏ وأن يقول : أنا الملك ٠‏ وأنا الرئيس !! 
6- ومن ثم فإن كان إبليس قد سجد بدوره » لما كان هو آدم » بل لكان غير 
آدم . 

- فإن سجود كل ملك معيار له ء كما أن جحود ذلك العدو يرهان اله. 
- لقد كان دليله إعتراف الملائكة » كما كان دليله أيضا كفران الكليب . 

- وهذا الكلام لا نهاية له ء فعد » لنر ماذا فعل الدب بذلك الرجل الساذج . 

تقمة إعتماد ذلك المغتر بتملق الدب 

- لقد نام الرجل » والدب يذب عنه الذياب ء ومن العناد عادت ذباية " وحطت 
"سريعا. ْ 

- وذبها عدة مرات عن وجه الشاب ؛ لكن تلك الذبابة كانت تعود 
سريعا. 

- فغضب الدب على الذيابة » وذهب فاقتلع صخرة ضخمة من الجبل . 

- وجاء بالصخرة » فرأى الذابة ثانية » قد استقرت على وجه النائم واستراحت . 
- فحمل تلك الصخرة - وهي كحجر الرحى » وألقى يها على تلك الذيابة » حتى 
- فحطمت الصخرة وجه النائم تماما » وشاع هذا مثلا في العالم كله . 

5- وحب الأبله مثل حب الدب يقينل ا ء فحقده حب » وحيه حقد 
- وعهده واه وخرب وضعيف » وقول ه ضكم » ووقاؤه نحيل . 


١ممك‎ 


- فلا تصدقه ء حتى وإن أقسم » فإن معوج الحديث يحنث بيمينه. 

- ومادام كلامه بلا يمين كذبا.ء فلا تنخدع بمكره ويمينه ء وتقع في 
المخيعض . 

- فنشفسه أميرة " عليه " » وعقله أسير » فاستهن بقسمه على مائة ألف 
مضمخفت . 

- فإن كان بلا يمين يحنث بعهده » فإن أقسم » سيحنث به أيضا . 

- ذلك أن النفس تزداد إضطرابا إن قيدته ا بيمين مغلنشفنة . 

- وعندما يشد أسير” وثاق الحاكم بقيد . فإن الحاكم يمزقه ء وينطلق 


مك . 
- ويدقه على رأسه غضبا بذلك القيد » ويصفع وجهه باليمين . 
- فاقنط من أن ينفذ " أوفوا بالعقود " » ولا تقل له " إحفظوا أيمانتكلم'. 
-9١‏ وذلك الذي جعل الحق سندا له في أيمائنه ء يجعل من جسده خيطا ؛ 
ويتسج حوله. ْ 

ذهاب المصطفى:: لعيادة أحد الصححآابة 


وببان فائدة العيادة 
- مرض سي من الصحابة » وصار من مرضه " في نحول " الخيط . 
- فذهب المصطفى نه لعياداته ؛ فقد كان خلقه كله اللطف والكرم . 
- وفي ذهابك لعيادة " المريض " فائدة » وفائدتها أيضا عائدة عليك . 
- والفائدة الأولى أنه ريبما كان ذلك المريض قطبا ء أو ملكا " من ملوك 
الطريق " . 


١41 


- وما دمت لا تملك عينين في قلبك أيها العغودد »ء فإنك لا تعرف 
الحطت من العوذ + 
- فما دام هناك كنز في العالم » لا تتضايق ٠»‏ ولا تعتبر أن أى خرابة خالية من 
الكنز . 
- وداوم على غشيان " مجالس " الدراويش كيفما أتفق » وعندما تجد الأمارة » 
داوم الطواف بجد . 
- وما دامت تلك العين الباطنية ليست لك » فداوم على الظن أنه في كل 
وحبحوة . 
- وإن لم يكن قطبا ء فمن الممكن أن يكون رفيق طريق » وإن لم يكن ملكا 
»قد يكون فارس الجيش . 
1ت افاهكين (ذخ ضلة وكات الطووى 1 زهت شيا يكن #رالجة أو 
فارسا . 
- وإن كان عدوا » فالإحسان إليه طيب » فرب عدو إتقلب بالإحسان إلى صديق 
- وإن لم ينقلب إلى صديق » فإن حقده يقل ء ذلك أن الإحسان مرهم للحقد 
- وهناك فوائد كثيرة غير هذه » لكنى أخاف التطويل أيها الرفيق . 
- والخلاصة أقولها لك : كن رفيقا للجمييع »ء وكن كالنحات ؛ إنحت من 
الحجر رفيقا . 
- ذلك أن الجماعة وكثرة القاففةهء تكسر من قطاع الطرق 
ظهورهم وسنانئهم. : 

وح الحق تعالى لموسى ”::: لماذا لم تآت لعيادتي 
- لقد هبط هذا العتاب من الحق على موسىه©* ٠»‏ وقال له : يا من رأيت طلوع 
القمر من جييك . 


١ 48م‎ 


- لقد جعلتك مشرقا من النور الإلهي ٠»‏ وأنا الحق » قد مرضت » فلم لم تعدني ؟ 
- قال : سيحانك » إنك منزه عن الضرر ء أي سر هذا ؟ يينه لي ءيا 
الهيي. ْ 

- فقال له ثانية : لماذا لم تسأل عني في مرضي تكرما منك ؟ 

55 قال : يا رب ء إنه لا يلحق بك نقصان ؛ لقد تاه عقلي ؛ ففسر لي 
هذا الكلام . 

- قال : أجل » لقد مرض عبد" من خواصي المختارين » وهو أنا » فاذخغخغر 
جيدا . 

- فعه ره عذري ء ومرضه مرضي . 

. - وكل من يريد مجالسسمة الله ء فعليه بالجلوس قفي محضخضصر 
الأولياء. 

- وإنك إن إنقطعت عن حضور الأولياء . فإنك هالك » ذلك أنك جزء بلا 


كل . 
- وكل من فصله الشيطان عن الكرام » يجده يلا أهل » فيبتلسع 
واستصمصية: 


- والبعد عن الجماعة شيرا واحدا وللحظخة واحدة » هو مكر من الشيطان 
» فاستمع إلى هذا » واعلمه جيدا 

تفويق البسناني بين الصوفي والففيه والعلوي 
- عندما نظر بستاني في بستالن ه ء رأى ثلاثة رجال » كأنهم 
لصوص . 
- كاتوا فقيها وشريفا علويا وصوفياء كل منهم هازل' شرير لاوقفاء عنده . 


١84 


- قال : إن لى عليهم مائة حجة » لكنهم جماعة » والجماعة قوة 
6- وأنا لن أقوى بمفردي على ثلاكقة أشخاص ٠.‏ فلأفرق بينهم إذن . 
- ولألق بكل واحد منهم في ناحية ء وعندما يصير كل منهم وحيدا » 
أقتشلنع شاريه. 

- فاحتال » وصرف الصوفي » حتى يفسد ما بينه وبين رفيقيه. 

- وقال للصوفي : إذهب إلى الحجرة » وأحضر كليما لهذين الرفيقين . 

- وذهب الصوفي ٠‏ فأسر إلى الرفيقين قائلا : إنك ققيه.ء وهذا شريف” 
مشهور . 

- إننا نأكل خبزنا بفتواك » وتحلق بجناح علمك . 

- ثم إن هذا الآخر أمير علينا وسلطان ٠‏ فهو سيد من آل المصطفى ه8'. 
- فمن يكون هذا الصوفي البطين الخسيس » حتى يكون جليسا لكما أيها 
الملكين ؟ ْ 

- وعندما يعود » إصرفاه عنكمح ا ء وأقيما - في المقايل - أسبوعا في 
بستاني ورياضي . 

- وما يكون البستان ؟ إن روحي لكما » يا من كنتما لي كعيني اليمنى !! 
6- ووسوس لهما ء وخدعهما .. أه » لا ينبغي الصبر عن الرفاق . 
- وعندما صرف ا الصوفي وذهب » تيعه الخصم بعصا غليخضة . 

- وقال له : أيها الكلب » هل من التصوف أن تسطو على بستاننا جدلا منك هكذا 


- فهل دلك الجنيد على هذا الطريق أو أبو اليزيد ؟ وعن أي شيخ أو مرشد 
جاءك هذا ؟ 


- ودق الصوفي عندما وجده وحيداء وجعله نصف قتيل » وشج رأسه 
6- قال الصوفي : إن نوبتي قد مرت » لكن يا رفيقي » نويتكما قلادمة 
لا محالة. 

- فهل إعتبرتماني غريبا ؟ أليس كذلك ؟ لست أكثر غربة عنكما من هذا 
الديوثتث. 

- إن ما تجرعته هو طعام لكما ء ومثل هذا الشراب جزاء' لكل دني )١(.‏ 
- وهذه الدنيا جبل » وحديثك ومقالك » يرتد إليك على هيئة صسدى . 
- وعندما فرغ البستاني من الصوفي . تعلل بحجة أخرى مثتل " تلك 
الحجة " . 

65- وقال : يا شريفي .ء إذهب إلى الحجرة » ذلك أنني خبزت رقاقا من 
أجل الإفطار . 

- وعلى باب المنزل قل للخادم قيماز » حتى يحضر ذلك الرقاق والأوز . 
- وعندما صرفه ء قال : يا حاد الرؤية » إنك فقيه » هذا واضحٌ” ومؤكد . 
- وإنه ليدعي أنه من الأشراف وهي دعوى باردة » فمن يدري ماذا فعلت 
أمه !! 

- فهل تثق في المرأة وفي فعل المرأة ؟ أعقل ناقص وثم تقفة ؟!! 

6- وما أكثر الأغبياء الذين نسبوا أنفسهم إلى النبي وإلى علي في هذا 
الزماتن !! 

-وكل من يصير من زنا وزناة ٠‏ إنما يكون هذا ظنه في حق الربانيين . 

- وكل من تدور رأسه من كثرة ما دار هو ١»‏ يرى أن المنزل يدور مله 


. ج/537-4:- وما جرى على جار لا محالة عليكما » ولا محيص لكما من تجرع عصي قهره‎ )١( 


1١5١ 


- وما قاله ذلك البستاني الفضولي » كان حاله هو » وحاشاه عن أولاد الرسول # 
- فلو لم يكن هو من نسل مرتدين » متى كان ليقول هذا الكلام عن الآل . 
6- وزاد في الوسوسة »؛ واستمع إليها الققيه » فذهب في إثره ذلك 
الظلوم السفيه. 

- فقال " للشريف " : أيها الحمار » من الذي دعاك إلى هذه الحديقة ؟ فهل تراك 
ورثت لصوصيتك هذه عن النبي 

- إن جرو الأسد يشيه الأسد ء فأى شبه لك بالرسول ؟ قل لي . 


- وفعل بالشريف ذلك الرجل اللجوج » ما يفعل ه خارجي بآل ياسين . 


-فأى حقد يكنه دائتما الشيطان والغول » مثل يزيد وشمر لآل الرسول ؟ 
- وتضعض ع الشريف من ضربات ذلك الظالم » فقال للفقيه : لقد 


نجونا من الماء !! 

- فاثبت أنت » فقد بقيت فردا في قلة ء وصر كالطبل »؛ وتلق الضربات على 
- فإن لم أكن شريفا ولائقا بك ونجيا لك » فلست أقل منك في نظر هذا الظالم . 
- ولقد أسلمتني لصاحب الغرض هذا » وتصرفت بحمق » فليكن لك بئس 


العوض . 
- ولقد فرغ منه " البستاني" فأقيل قائلا : يا فقيهء أى فقيه أنت ؟! يا عارا 


65- أهذه فتواك يا مبتور اليد ؟ أن تدخل بستاني » ولا تقول : هناك 


أمير )0( 


0( ج/-077:- فهل أعطاك أبوحنيفة هذه الفتوى ؟ أو تقلتها عن الشافعي يا غير جديربشيء . 


١5 


- وهل قرأت هذه الرخصة في الوسيط ؟ أو ترى كانت هذه المسألة في 
المحيط ؟ 
- قال : الحق معك » فاضرب , وقد طالت يدك » وهذا جزاء من إفترق عن 
الرفاق )١(.‏ 

عودة إلى قصة المريض و عبادة الرسول علبه السلام . 
- هذه العيادة من أجل هذه الصلة » وهذه الصلة تحتوي على مائة محبة . 
- لقد مضى إلى عيادة المريض » ذلك الرسول الذى لا ند له » فرأى ذلك 
الصحابي في حال النزع . 
-٠‏ وعندما تصير بعيدا عن حضور الأولياء ء فقد صرت في الحقيقة 
بعيدا عن الله . ؛ً 
- فإذا كانت نتيجة هجر رفاق الطريق غما . متى يكون فراق وجوه ملوك ” 
الطريق " أقل منه ؟ 
- فاطلب ظلال ملوك " الطريق " » وأسرع في كل لحظة » حتى تصبح من ذلك 
الظل أفضل من الشمس .(؟) 
- وإذا كان في نيتك السفر » فامض على هذه النتية »ء وإن كنت في الحضر ». 
لا تخفل عنها .(؟) 


)١(‏ ج/57/8-4:- إنني جدير بهذا وبمائة من أمثاله » فلماذا إنفصلت عن صديقئ حاقدا ؟.- ولقد إستمعت إلى 
خدعتك وتلبيسك ء وها أنا ألطم على رأسي صائحا " ضاع شرفك ” . - والحلاصة أنه ضربه كثيرا وجرحه ؛ 
وأخرجه من البستان » وأغلق الباب . - وكل صديق بقي بعيدا عن رفاقه » فإنما يصيبه كل هذا السوء . 

(') ) ج/515-4:- فاذهب ونم في ظل مقبل »ء ربما يخلصك صاحب قلب . 

(؟) ج/515-4:- والفاختة لذلك تقول ليل نهار : كو كو أى أين أين ؟ ٠‏ فابحث عن كنز خفي بين الدراويش. 
.- وطف من باب إلى باب ومن حي إلى حي ٠‏ وقم بالبحث ٠‏ قم بالبحث ٠‏ قم بالبحث .- ولا تشح بالوجه عن 
الأولياء ما استطعت ٠‏ واجتهدء والله أعلم بالصواب . 


1١517 


قول شيخ لأبي اليزيد : أنا الكعبة قطف حولي 
- كان شيخ الأمة أبو اليزيد يسعى نحو مكة قاصدا الحج والعمرة. 
6- وكان من عادته عندما كان يذهب إلى كل مدينة » أن يبدأ بتفقد 
الأعزاء . 
- وكان يطوف متسائلا : من يوجد في هذه المدينة ويكون متكئا على أركان 
البصيرة ؟ 
- قال الحق : عندما تمضي في السفر » ينبغي أن تطلب رجل الطريق في 
البداية . 
- واقصد كنزا » فإن هذا النفع والعز يأتيان تبعا » واعتبرهما فرعا . 
- وكل من يزرع يكون هدفه الحنطة » وأحيانا يأتيه القش تبعا لها . 
- وتزرع القش » فلا ينيت لك قمح » فابحث عن إنسان » إبحث عن 
إنسان » إبحث عن إنسان . 
- واقصد الكعية » ما دام الحج قد آن أوانه » وما دمت قد ذهبت » فسوف 
تشاهد مكة أيضما . 
- وكيان الهدف من المعراج رؤية الحبيب » وتبعا له . كان العرش 
والملائكة )١(.‏ 
- بنى أحد المريدين المبتدئين منزلا جديدا ٠‏ وأتى الشيخ » ورأى المنزل . 
- فقال الشيخ لمريده المبتديء ذاك ء ممتحنا ذلك الطيب الفكقر . 


)١(‏ ج/4- 318:- ولقد قال السيد : الأعمال بالنيات ٠‏ ونيتك الخيرة فتقت كثيرا من الورود .- ونية المؤمن 


ل 


- من أجل ماذا صنعت ك وة أيها الرفيق ؟ قال : حتى يأتي النور من 
ذلك الطريق . 

- قال : هذا فرع » إذ ينبغي أن تكون حاجتك منها أن تسمع صوت الأذان . 

- ولقد كان أبو اليزيد يبحث في السفر كثيرا ٠‏ حتى يجد إنسانا يكون خضر 
وقتنه. 

- فرأى شيخا ذا جسد كأنه الهلال : وآنس فيه أبهة الرجال ومقامهم . 

- كان مكفوف البصر ء وقلبه كأنه الشمس ٠»‏ وكأنه فيل رأى الهند في المنام . 
5-٠‏ يرى وهو مغمض العينين نائما مانة من الطرب ٠.‏ وعندما يفتحها 
لايراها » وهذا هو العجب . 

- وكثير من العجائب تتضح في النوم » والقلب أتناء النوم يصبح كوة. 
- وذلك الذي يكون يقظانا ويرى منامه ء هو عارف فاكتحل بترابه .(1) 

- فجلس إليه »ء وأخذ يسأله عن الحال ؛ فوجده ققيرا معولا . 


- وسأله الآخضر :إلى أين العزم يا أبا اليزيد ؟ وإلى أين تجر أحمال 
الغربة؟ 

65- قال : إنني عازم' على الكعبة منذ الفجر » قال : لنر » ماذا معك كزاد 
للطريق ؟ 


- قال : معي مانتا درهم من الفضة » وهي معقودة جيدا في طرق الرداء . 
- قال : طف حولي سيع مرات » واعتبر هذا أفضل من طواف الحج . 

- واعطني هذه الدراهم أيها الجواد » واعلم أنك حججت » وتم لك المراد . 

- واعتمرت » ووجدت العمر الباقي ء وصرت صافيا » وهرولت على الصفا 
- وبحق ذلك الحق الذي رأته روحك ؛ أنه قد اصطفاني على بيته. 


)0( ج/2 -515:- وعندما رام أبو اليزيد من الأقععلاب 20 أبدى له المسكنة ٠‏ وأسرع اليه : 


١5د‎ 


- ومهما كانت الكعب قة دار بره » فإن خلقتي أيضا دار سره. 

- قمذ بنى تلك الدار لم يدخل إليها » وقي هذه الدار لم يدخل سوى ذلك 
الحي . 

- وما دمت قد رأيتني فقد رأيت الحق » وطفت حول كعبة الصسدق . 

- فخدمتي بمثابة طاعة لله وحمد له تعالى » حتى لا تظنن أن الحق 


٠‏ "عدي 
هه - فافتح العين جيدا » وأمعن في النظر » حثتى ترى نور الحق في 
البشر )١(.‏ 


- وكان عند أبي اليزيد اللب " المدرك " لتلك النكات ٠‏ فجعلها كحلقة ذهبية في 
أذنه. 

- وجاء منه أبو اليزيد إلى المزيد » وبلغ المنتهي في الطريق غاية المنتهى . 

معرفة الرسول »أن سبب مرض ذلك الصحابي هو 
التوقم في الدعاء 

- عندما رأى الرسول:ه ذلك المريض ٠»‏ لاطفه برقة ذلك الصديق الحميم 
- فانبعثت فيه الحياة عندما رأى الرسول»ه » وكأن ذلك النفس قد خلقه. 
- وقال : لقد منحني المرض هذا الإقبال » إذ جاء إلي هذا السلطان في 
الصباح . 


- حتى نعمت بالصحة والعافية » من قدوم هذا المليك بلا حاشية . 


)١(‏ ج/117-4: لقد قال الحق عن الكعبة بيتي مرة واحدة ٠‏ وناداني بيا عبدي سبعين مرة . - ويا أبا اليزيد ؛ 
لقد أدركت الكعبة » ووجدت مائة بهاء وعز ومجد . 


- فياله من مرض وتعب وحمى ذات بركة » ويا له من ألم مبارك وسهر 
ليل . 

- وفي شيخوختي من اللطف والكرم » وهبني الحق مثل هذا المرض والسقم . 

- إذ منحني وجعا في الظهر حتى لأفزع من النوم هلعا كل ليلة في منتصفها . 

64- حتى لا أنام طوال الليل وكأنني الجاموس » وهبني الله آلاما من لطفه . 
- ومن هذا الإنكعمار تحرك لطف الملوك ٠‏ ومن خوفي خمدت, نار 
الجحيم. 

- لقد حل تعب الكنز الذي فيه أنواع الرحمة ء وتجدد اللب عندما تشقق 
الجلد . ا 

- فيا أيها الأخ » إن الصبر في الموضع البارد على الغم والمرض والوهن 
والألم ؛ 

- هو نبع ماء الحياة وكأس السكر ء وكل أنواع الرفعة هذه في المذلة 
والضعة . 

- وفصول الربيع كلها مضمرة في الخريف » وذلك الخريف " مضمر” في 
الربيع » فلا تهرب مته . 

- وكن رقيقا للغم » وائتلف مع الوحشئة » وداوم في موتك على طلب العمر 
الجأ روح : 

- وما تقوله لك نفسك : هذا موضع سيء ؛ لا تستمع إليها » فإن ديدنها قول 


١5 


- وخالفها » فهك ذا ورد عن الأنبيساء كوصية بشانن الانييا. 
- وإن المشورة واجبة في الأمور » حتى يقل الندم تخسر الأمر . 

- ولقد قام الأنبيياء بكثير من التدابير » حتى صار هذا الطاحون دائرا 
على هذا الحجر . 

- والنفس لا تفتأ تريد التخريب » وأن تجعل الخلق ضالين حائرين ٠‏ 

- وقالت الأمة : مع من أقوم بالنشورة ؟ وقال الأنبياء : مع العقفل 
الإمام. 

- وقالت : وإن كان ثم إمرأة أو طفل لا عقل له ولا رأى مستنير . 

- قال : شاوره وخالفه ففيما قاله » واتخذ طريقك . 

- واعتبر نفسك " التي بين جنبيك " إمرأة » بل وأسوأ من المرأة » ذلك أن 
المرأة جزء » والنفس كل الشر . 

- وإذا قمت بالمشورة مع نفسك » فقم بمخالفة كل ما تقوله تلك الدنية. 

- فحتى إن أمرتك النفس الماكرة بالصلاة والصوم » تولد فيك المكر . 

- وقي المشورة مع نقسك » عند الفعال » يكون عكس ما تشير به » هو الكمال . 
- وإنك لا تقوى عليها ولا على جدالها ء فاذهب إلى رفيق طريق ٠»‏ 
واختلط به . 

6- فإن العقل يقوى من عقل آأخر »ء ألا يجد السكر الكمال من قصب 
السكر ؟(١)‏ : 

- ولقد رأيت الكثير من مكر النفس » فإنها تسلب بسحرها التمييز . 

- وإنها لتضع الوعود الجديدة في يدك » وهي التي حطمتها آلاف المرات . 


. ج/159-4:- الشطرة الثانية : وإنما يتم كمال الحرفي بحرفي أخر‎ )١( 


1١574 


- وإنها إن أمهلتك مائة سنة من العمر » فإنها تقدم لك كل يوم ذريعة جديدة 
- وتقول وعودها الغقة بلهجة حارة » وهي ساحرة للرجولة » " تربط " 
اوسيل 

<- فيا ضياء الحق »يا حسام الدين » تعال » فبدونك لا ينمو نبات في 
الأرض البور . 

- فلقد أسدل من الفلك حجاب ما » بسبب لعنة أحدهم » قد تأذى قلبه. 

- وهذا القضساء » إنما يعالجه أيضا القضاء ء وعقول الخلق في 
القضاء عاجزة » عاجزة . 

- لقد صارت تلك الحية السوداء أفعوان ٠»‏ تلك التي كانت مجرد دودة ملقفاة 
في الطريق . 

- والأفعوان والحية في يدك » صارا عصا .ء يا من ثملت روح موسى بك 
6- ولقد أعطاك الله حكم " خذها ولا تخف " ». لكي تصير الأفعى في 
يدك عصاأا. 

- قهياء أبد اليد البيضاء أيها الملك ؛ واجعل الصبح الجديد ينبئكق من 
الليالي السوداء . 

- لقد تأجج الجحيم ء فانفث فيه رقية منك » يا من نفسك زائد عن نفس 


الخو 
- والبحر ماكيرٌ » أبدى زبدا » وثم جحيم أيدى الصهد من مكره. 
- وإته ليظهر هينا في نفل رك ٠؛‏ حتى تراه ضعيف ا » ويتحرك غضبك 


- مثلما كان الجيش كثير العدد ٠‏ لكنه أبداه في نظر الرسول © قلي لا 


- حتى هاجمه الرسول # دون خوف » وإن كان قد رآه كثيرا » لتوخى الحذر . 


- لقد كانت تلك عناية » وكنت أهلها يا أحمد » وإلا لوجلت . 

- ولقد أبدى له الله ولأصحابه ء هذا الجهاد الظاهر والباطن قليلا . 

- وذلك حتي تتيسر اليسرى من أجله ء وحتتى يحول وجهه عن 
الستحججوف: 

ه.ا وإيداؤه لك قليلا كسان نص را ء فقد كان الحق رفيقا ومعلما 
للطريق . 

- وذلك الذي لا يكون الحق ظهيرا له من النفر ء ويله إن بدى له القط 
أسدا هصورا . 

- وويله إن رأى مائة " شخص " من بعيد شخصا واحدا » حتى يتقدم للنزال 
غرورا.. 

- ومن هنا يبدي ذا الفقار مجرد حربة ء ومن هنا يبدي الأسد الهصور 
كالقط . 

- حتى يشتبك الأحمق في الققتال متشجعا . فيظفر بهم بين مخالبه 
بهذة الحيلسة : 

- وحتى يأتني اأولتك الحمقى بأقدامهم نحو الجحجيم. 

- وحينا يبدي قتشة » حتى تنفخ فيها متسرعا » لتمحوما من الوجود . 
+ فحذان :ان هذه القشة جيال: .و اسنفسينة » الذنينا باكنية متها وانحت 
ضاحك " سخرية '". 

'- وهو يبدي ماء هذا الجدول حتى الكعب » ومائة من أمثال عوج بن عنق 
غرقى فيه. 


- وهو يبدي له موج الدم وكأنه تل من مسك » ويبدي قاع البحر ترابا جافا 


6- ولقد رأى فرعون الأعمى ذلك البحر يابسة » حتى ساق فيه من 
جرأته وقوتته. 

- وعندما دخل فيه » إذا به في قاع اللبححر » ومتى كانت عين فرعون 
مبصرة ؟ 

- والعين تصبح مبص رة من لقاء الحق » ومن أين للحق أن يصبح نجيا لكل 
أحمق ؟. 

- إنه يرى السكر ٠‏ وهو في حد ذاته سم قاتل » ويرى الطريق » وهو في أصله 
تذاء الفحول : 

- ويا أيها الفدك ٠»‏ إنك تصبح حادا في فتئة آخر الزمان » فالمهلة » لحظة 
واحدة من الزمان . 

<- إنك خنجر حاد تتجده إلى هلاكنا » وإنك نتصسل مسمم تقصد 
هلاكنا . 

- أيها الفلك » تعلم الرحمة من رحمة الحق » وعلى قلوب النمل » لاتوجه لدغات 
الحية . 

- بحق ذلك الذي أدار عجلتك فوق هذه الدار . 

- أن تتحول عنا وترحمنا ء وذلك من قبل أن تقتلع جذورنا. 

- بحق تلك الحضانة التي قمت بها من البداية » حتى نبكتت أغصاننا من الماء 


والتراب ٠.‏ 
6- وبحق ذلك المليك الذي خلقك صافيا ء وجعل كثيرا من المشاعل 
تيدو منك . 


- ذلك الذي جعلك معمورا باقي ا ء حتى ظنك الدهري موجودا من الأزل . 


- والشكر " لله " أننا عرفنا بدايتك ٠‏ وباح لنا الأنبياء يسرك هذا . 

- فيعلم الإنسان أن الدار حادثة » ولست بالعنكبوت " خلقت " فيها عبشا . 

- ومتى تعلم البعوضة ملك من هذا البستان » فقد ولدت في الربيع » وموتها في 
الشتاء . 

٠‏ - والدودة التي تولد في الخشبة واهنة الحال » متى تعرف الخشب وقتث 
أن كان غصنا ؟ 

- وإن علمت الدودة عن ماهفيتهاء لكانت عقلةا » ولكانت في صورتها 
فحسب دودة . 

- والعقل يبدي لنفسه الصور ؛ لكنه كالجني يعيد عنها بآلاف الفراسخ . 

- إنه أعلى من الملك » فما بالك بالجني ؟ إن.لك طيران الذباب » ولذلك تطير 


- وإن كان عقلك يطير نحو الأوج ٠»‏ فطائر تقليدك يرعى في الحضيض . 
6- والعلم ” الناتج عن " التقليد وبال” على أرواحنخا .ء إنه عارية , 


ونحن مطمئئون أنه لنا . 

- وينيغي الإنصراف عن هذا العقل الجاعمل » ويتبغي التشبث بالجتون 
- وكل ما تراه نفعا لك » أهرب منه » واشرب السم » وأرق ماء الحياة . 
- وكل من يمدحك ؛ أشتمه » واقرض النفع والمال للمفلس . 

- ودعك من الأمن » وكن في موضع الخوف » ودعك من الشرف » وكن 
مفتضحا مشارا إليه بالبنان . 


- فلقد جريت العقل عميق التفكيرء ومن بعد » لأجعل نفسي 
مجثوناأا. 


إعتذار المهرج للسيد الأجل وبيان السبب في زواجه من بغي 
- قال السيد الأجل للمهرج ذات ليلة : هل خطبت يغيا من عجلتك ؟ 
- لقد كان ينيغي أن تطرح هذا الأمر علي » حتى أزوجك بإحدى الحرائر . 
- قال : لفد تزوجت تسعا من الحرائر العفيفات » فانقلبن إلى بغايا » بحيث نحلت 
عرقيهاب؟ 
- فخطبت تلك البغيىي جهعلا ء حتى أرى إلام تؤول العاقلبة. 
62- ولقد جربت العقل كثيرا » ومن الآن قصاعدا » علي أن أبحث عن 
مغرس للجنون . 

دكنع ذلك السائل لذلك الذكي الذي كان قد تظاهر 
بالجنون إلى الكلام بالحيتئتة 

- كان أحدهم يقول : أريد عاقلا أستشيره في مشكلة ما . 
- ققال له أحدهم : ليس في بلدنا عاقل إلا ذلك الذي يتظاهر بالجنون . 
- لقد ركب عودا من البوص ٠‏ فهاكه يا فلان » إنه يجري بين الصبيان )١(١‏ 
- إنه صاحب رأي ٠»‏ ألمعي لوذعي ٠؛‏ وقدره كالسماء » وقطعة من كوكب . 
- ولقد صار بهاؤه روحا للملائكة المقربين » لكنه إختفىفي هذا الجنون . 
- لكن لا تعتبر كل مجنون روحا ء ولا تسجد للعجل كأنك السامري 
- وعندما يقوم أحد الأولياء بالبوح لك بمئات الآلاف من أنباء الغيب والأسرار 
الخفيية؛ 
- ولم يكن عندك معرفة بها أو فهم لها » لما ميزت فيها بين الروث والعود . 
- وما دام الولي قد جعل لنفسه حجابامن الجنون؛ فمتى عرفته إذن أيها الأعمى ؟ 





- وهو كنز الدنيا وروح العالم‎ ٠ ج/77-4:- يلعب بالكرة في أيامه ولياليه‎ )١( 


هه- وإن كانت بصيرتك مفتحة يقينا » فانظر تحت كل حجر إلى قائد " 
همام " . 

- وأمام تلك العين التي تكون مفتوحة قائدة » يحتوي كل كليم على مثيل للكليم . 
- والولي إنما يشهره الولي » وكل من أراده » يجعله ذا نصيب منه . 

- ولا يستطيع أحد أن يعرفه بالعقفل .ء ذلك أنه قد جعل نفسه مجنونا. 
- وعندما يسرق لص مبصر شيئا من أعمى » هل يعرفه " الأعمى " أبدا عندما 
و5 7 

- ولا يعرف الأعضيئ لثّن كان سارقه ؛ بالرغم من أن اللشص العدود 
يصطدم به . 0 
- وإضنما يكن عل درو يتن أننسى انني:لنه أن يعتوت :هنذا الكلنين 
العقور؟ 
هجوم كلب على متسول أعمو 

- كان كلب في حي يهجم كأسد الشرى على متسول أعمى . 

- والكلب يهاجم الدراويش غاضبا » والقمر يكتحل بتراب الدراويش 

- وعجز الأعمى من نباح الكلب وخاقف منه . فبدأ الأعمى في تعظيم 
الكلب. 

5- قائلا له : يا أمير الصيد ويا أسد القنص ٠؛‏ لك اليد الطولى » فأقلع عن 
الهجوم علي . 

- فمن الضرورة قام ذلك الحكيم بتعظيم ذيل الحمار ولقبه بالكريم 

- فمن الضرورة »؛ قال له : أيها الأسد » ماذا تجنيه من صيد نحيل مثلي ؟ 

- إن رفاقك يصيدون حمر الوحش في الصحراء » وأنت تصيد الأعمى في 
الطريق ؟ إنه لايجمل بك . 


- إن رفاقك يبحتون عن حمار الوحش صيدا » وأنت تبحث عن الأعمى في 
الطريق كيدا ؟ 

- وذلك الكلب المدرب العالم قام بصيد حمر الوحش ٠»‏ بينما هلجم ذلك 
الكلب الدني الأعمى . 

- فعندما تعلم الكلب العلم » نجا من الضلال » وقام في الآجام بالصيد الحلال . 
- والكلب عندما صار عالما » صار جلدا على الزحقف » وعندما صار عارفا » 
صار من أصحاب الكهف . 

- ولقد صار الكلب عارفا بمن يكون أميرا للصيد » فيا إلهي : أى شيء يكون 
هذا التور المعلم ؟ 

- والأعمى لا يعرف » ليس لأنه فاقد البصر ء بل من الجهل والغضب 
الأسود. ١‏ 

- ولا يوجد من هو أكثر عمى من الأرض » وهذه الأرض صاربت: يفضل 
الله ناظرة إلى الخصم . 


- ورأت نور موسىت* فأكرمته » وخسفت بقارون » وعرفت قارون . 

- وزلزلت الأرض في-ء هلاك كل دعي »ء وفهمت من الحق عندما قال لها " 
لاسي 3 

- والتراب والماء والهواء والنار ذات الشرر ؛ هي بلا علم معنا ؛ لكنها مع 
الحق ذات علم . 

- ونحن على العكس منها ء على علم بغير الحق » ويلا علم بالحق » وبالعديد 
من النذر . 

6- فلا جرم أتها كلها أشفقن منها. لكن إشفاقها ضعف عندما 
إختلطت يالحيوان . 


- وقالت : إننا كلنا ضائقون من هذه الحية » حياة من يكون حيا مع الخلق . 


ميتامع الحق . 

- وعندما يبتعد عن الخلق يكون يتيمماء لكن القلب السليم هو الذي يجد 
الأنس مع الحق . 

- وعندما يسرق اللص متاعا من أعمى » فإن ذلك الأعمى » يتألم على 
العفو تا 


ل 


- وما لم يقل له اللص : ها أنا ذا الذي سرقت نك ٠»‏ فأنا لص شديد المهارة ؛ 
6- متى يعرف الأعمى سارقه ؟ مالم يكن لديه نور العين وذلك 
القش دكا 

- وإن قال » فأمسك به بشدة » حتى يقر لك بعلامات المتاع المسروق . 

- ومن ثم فإن الجهاد الأكبر هو تعذيب اللص » حتى يقر بما سلب » وبما 
سرق. 

- فهو في البداية » قد سرق كحل بصيرتك » وعندما تسترده » تسترد بصيرتك . 
- وبضاعة الحكمة الضائعة من القلب ء تسترد يقينا عند أهل القلوب . 

- وأعمى القلب » وهو ذو روح وسمع وبحصر ء لا يعرف اللص 
الشيطان من أثره . 

- فابحث عنها عند أهل القلوب » ولا تطلبها من الجماد » فإن الخلائق عنده على 
مثال الجماد . 

- ولقد جاء إليه ذلك الباحث عن المشورة قائلا : أيها الأب الذي صار طفلا » 
بح لي بسر . 

- قال : إذهب عن هذه الحلقة » فليس هذا الباب مفتوحا ء وعد ؛ قفليس 
اليوم يوم السر . 


- فلو كان للمكان طريق في اللامكان » لكان لي مثل الشيوخ الآخرين ... دكان. 
سند عاء محتسب لثمل مهدم إلو السحن 
46- وصل المحتسب في منتصف الليل إلى مكان ما ء قفرأى أسفل جدار 


ثملا راقدا . 
- قال: ها ء أيها الثمل » ماذا شربت ؟ قل ء قال : شربت من ذلك الموجود في 
الجبرة. 


- قال : الخلاصة » قل لي ما هو ذلك الموجود في الجرة ؟ قال : من ذلك الذي 
شربت منه ..قال : هذا غامض ؛ 

- فماذا كان ذلك الذي شربته ؟ . قال : ذلك الذي كان مخبوءا في الجرة . 

- وأخذ هذا السؤال وهذا الجواب يدوران بينهما » فيقي المحتسب كحمار في 
اه : 

. قال له المحتسب : هيا ؛ تأوه » فأخذ الثمل يقول : هو .... هو‎ - ٠ 

- قال : قلت لك تأوه فتقول هو ؟ قال : أنا سعيد ء وأنت أحناك الغفغم 
- وإن الآهة من الألم والغم والظلم » وقول السكارى " هو" من السرور . 

- قال المحتسب : أنا لا أعرف هذا " الهراء " » انبهض » انهض » ولا تدع 
المعرفة » ودعك من هذا العتاد 

- قال : امض ٠‏ فماذا بيني وبينك ؟ » قال : أنت ثمل » انهض » وتعال معي إلى 


السجن . 
- فقال الثمل : أيها المحتسب » دعني » وامض » فمتى يمكن أخذ رهن 
من عار ؟ 


- فلو كانت لي قوة على السير » لذهبت إلى منزلي » ومتى كان هذا يتيسر 


لي ؟! 


- ولو كنت ذا عقل وإمكان ؛ لكنت كالشيوخ جالسا على رأس الدكان )١(.‏ 
جر السائل ثانية لذلك الرجل الأريب في الكلام 


ليعلم أكثر عن حاله 
- قال ذلك الطالب ' للمشورة " : يا راكبا على عود البوص » تعال آخرا ولو 
للحظة واحدة » وسق الفرس إلى هذه الناحية. 


- فساق نحوه قائلا : هيا » قل سريعا » فإن جوادي حرون جدا وحصاد الطبع 


-٠‏ وذلك حتى لا يرفسك » أس رع »ء عن أي شيء تسأل ؟ تحدث 


ولف :. 
- فلم يجد مجالا للبوح بسر قلبه » فصرف النظر عنه » ودخل في موضوع على 
ييل اليو : 


- " وقال" : أريد أن أتزوج من هذه الحارة » فأى النساء تليق بشخص مثلي ؟ 
- قال : النساء ثلاثة في هذه الدنيا ء إثنتان منهن ألم » وواحدة كنز متجدد . 
- وهي التي إن أردتها » تكون كلها لك » والأخرى نصفها لك ٠‏ ونصفها بعيد 


عنك . 
65"- والثالثة » ليس لك منها شيء ٠»‏ إعلم هذا .. هل سمعت ما قلت ؟ إيتعد » 
فأنا ماض . 


- حتى لا يوجه إليك جوادي رفسة هء فتسقط ء ولا تنهض إلى الأبد . 

- وساق الشيخ » وانخرط بين الصبيان ٠ه‏ فناداه الشاب مرة أخرى . 

- قائلا : تعال » وفسر لي ما قلت آأخرا ء لقد قلت أن النساء ثلاثة » فاختر 
لي . 

» ج/144-4:- ولو كان لي رأى وتدبير ؛ لكان لي كالشيوخ جاه وتوقير .- ولكان لي أيضا زنبيل وكدية‎ )١( 
وابحث عن ذوي اللحي الطويلة والزوايا.‎ ٠ ولكانت لي نذورات كل الأيام .- فدعك مني فلقد ضللت الطريق‎ 


"84 


- فساق نحوه وقسال : البكر خالصة لك كلها » و" معها " تنجو من الغم . 
- وتلك التي يكون نصفها لك هي الأرملء وتلك التي لاشيء منها لك قطء 
هى أم الولد . 

- فما دام لها من زوجها الأول أولاد » فإن حبها وكل خاطرهما متجه إليه . 
- وابتعد لئلة يرفسك الحصان ؛ وحتى لا يؤذيك سنبك جوادي الحرون . 
- وصاح الشيخ صيحة وجد ثم انطلق » ونادى الصبيان. » بأن يسرعوا إليه . 

- فناداه ثانية ذلك السائل قائلا : تعال » فقد بقي لدي سؤال أيها 
العظيم . 

6 - فساق ثانية نحوه قائلا : قل سريعا ما لديك » فإن هؤلاء الأطفال 
قد سبقوني في الميدان . 

- قال : أيها الملك » مع مثل هذا العقل والأدب » ما هذا المكر ؟ وأي فعل هذا ؟ 
يا للعجب !! 

- إنك تفوق العقل الكلي في البيان » وأنت شمس » فكيف تختفي في الجنون ؟ 
- قال : لقد كان هؤلاء السوقة يتشاورون ٠‏ حتى ينصبوني قاضيا في هذه 
المديتة . 

- وكنت أرفض ٠‏ ققالوا لي : لا يوجد مثلك عالم؛ صاحب فضصل . 

6- ومع وجودك ؛ حرام بل أمر خبيث » أن يأتي من هو أقل منك ؛ 
ويتحدث في القضضاء . 

- وفي الشرع »؛ لا إذن لنا » أن نجعل من هو أقل منك » ملكا وإماما . 

- ومن هذه الضرورة » صرت أحمق مجنونا ء لكني في باطني » نفس الذي 


- إن عقلي كنز » وأتا الخرابة » وإن أبديت الكنز » أكون مجنونا. 
- إنه مجنون ذلك الذي لم يصبح مجنونا ء لقد رأى العسس ولم يغلق عليه 


باأابه. ٠.‏ 
6 - وإن معرفتي جوهر” وليست عرضا »ء وليست ثمنا من أجل أي 
غرض . 


- وأنا منجم السكر ء وأنا أجمة قصب السكر » إنه ينبت مني » وأنا آكله 
- وإنه ليكون علما تقليديا لمجرد التعليم » ذلك الذي يضيق به نفور المستمع . 

- لأنه من أجل النفع » لا من أجل الضياء » مثل طالب علم الدنيا الدنية. 
- إنه طالب للعلم من أجل العامي ومن هو من الخواص ؛ لا من أجل أن يجد 
من هذا العلم الخلاص . 

80> مثل فأر نقب جحرا في كل ناحية » لأن النور طرده » وقال له : 


ايتعد. 
- ولما لم يكن له طريق صوب الصحراء والنور » فإنه يبذل جهده أيضا في تلك 
الظلمات . 
- ولو وهبه الله جناحا » جناح العقل » لنجا من طبيعة الفأر » ولطار 
كالطيور . 
- وإن لم يبحث عن جناح » لبقي تحت التراب » ياشسا من السير في طريق 
السماك . 


- وعلم المقال » ذلك الذي يكون بلا روح ؛ إنما يكون عاشقا لوجوه المشترين . 
65- وحتى وإن كان وقت الحديث في العلم عميقا » عندما لا يكون له ثم 
مشتر » يموت ويمضي . 


51 


- وإن المشتري لي هو الله .ء إنه يجذبني إلى أعلى » لأن الله اشنترى . 
- وفديتي هي جمال ذي الجلال » وأنا آكل فديتي كسبا حلالا . 

- فاترك هؤلاء المشترين المفلسين ؛ وماذا يمكن أن تشتريه قبضة من الطين ؟ 
- فلا تأكل الطين » ولا تشتر الطين » ولا تبحث عن الطين ٠»‏ ذلك أن آكل الطين 
إنما يكون دوما شاحب الوج سه . 

- وكل " قوت " القلب » حتى تكون دائما شابا » ومن التجلي » تكون 
سحنتك كالأرجوان )١(.‏ 

-يا رب » إن هذا العطاء حسن في حدود عملنا » ولطفك جدير باللطف الخقي 
ذاتقته. 

- فخذ بأيدينا من أيديناءوكن مشتريا لنا »وارفع عنا الحجب » ولا تهتك سترنا. 
- أو قم بسرائهفا ثانية من هذه النفس الدنية .ء فإن سكينها قد بلغ منا 
العتلم. 

- ويا ملكا يعظم على التاج والعرش ؛ متى يفك عنا تحن المساكين ٠‏ هذا الغل 
التقيل ؟ 

-١ 6‏ ومن يستطيع سوى فضلك أيها الودود » أن يفتح قفلا تقيلا كهذا ؟ 

- ونحن حولنا رؤوسنا من أنفسنا إليك » لأنك أقرب إلينامنا .() 

- وهذا الدعاء عطاؤك أيضا وتعليمك » وإلا فمتى تنمو روضة من مستوقد ؟ 
- ومن بين الدم والمعي ٠»‏ الفهم والعقل ؛ لا يمكنهما -إلا من إكرامك - النقل . 
- ومن قطعتي شحم ء هذا النور السيار ؛ يضرب بموج نوره فوق السماء . 
(')اج/ 9705-64 وكن طالبا للقلب حتى تكون كالخمر ؛ وتصبح مسرورا ضاحكا مثل الورد .- 


ولا يكون قلب لمن يكون مطلوبه الطين ؛ ولهذا الكلام وجه مع صاحب القلب . 
)2س( 0-4 لوي ومع مثل هذا القرب ؛ فنحن بعداء بعداء ٠‏ فاء سل النور في مثل هذه الظللمة . 


؟1١‎ 


- وقطعة اللحم التي هي اللسان » يجري منها سيل الحكمة ؛ ومانه 
الشهق + 
- وذلك صوب ثقب يسمى بالأذن » حتى بستان الروح الذي ثماره الألباب . 
- والطريق الرئيسي لبستان الأرواح شرعه ء ويساتين العالم ورياضه » 
فرع له. 
- وهذا بعينه هو أصل السعادة ونيعها ء وسريعا ما " تجري من تحتها 
الأنهار )١("‏ 

نتمة نصبحة الرسول د للمريض 
- قال الرسول#يه لذلك المريض » عندما قام بعيادة ذلك الصحابي الشاكي . 
7565- هل قمت بدعاء معين ؛ ومن الجهالة شربت حساء مسموما؟ 
- تذكر أى دعاء كنت تقوم به » عندما كنت تضطرب من مكر النفس . 
- قال : لا أذكقر »ء لكن همتك معي ؛ فأتذكر في التو واللحظفة . 
- ومن حضور المصطفى واهب النورز ؛ عن لخا مره ذلك الدع اء 
- وأشع من تلك الكوة التي هي من القلب إلى القلب » نور” هو الفارق بين الحق 


والباظل . 
- وقال : لقد تذكرت الآن أيها الرس ول ؛ ذلك الدعاء الذي قلته أنا ذو 
الفضول .(3) 


)١(‏ ج/707-4:- وتحدث عن قصة المريض مع المصطفي ٠‏ فإنه لبس للطف الحق نهاية .- وأنك عندما 
تشكر النعمة ٠‏ فإن شكرك هذا نعمة جديدة من إحسانه .- وعجزك عن الشكر ٠‏ شكر تام » فافهم وأدرك » 
فقد تم الكلام . 

لو ج/701-5:- عندما كنت أغرق في الذنوب » كنت كالغريق أضرب بيدي وقدمي .- وكثير الذنوب يدق 
باب الخلاء ٠‏ والغريق يتشبث بالحشائش . 


51 


- عندما كنت أرتكب ذنبا من الذنوب ٠‏ كنت أتشبث كالغريق بكل حشيش . 

- وكان يبلغني منك التهديد والوعيد ء المجرمين من العذاب الهون الشديد . 
- كنت أضطرب ؛ ولم يكن ثم حيلة » كان القيد محكما ء والقفل غير قابل للفتح 
- فلا كان عندى مقام الصبر ٠ء‏ ولا طريق الهرب » ولا أمل في التوبة » ولا 
موضيع للعتاد . 

: كنت كهاروت وماروت من الحزن ؛ أتأوه قاثئلا : يا خالقفي‎ -١ 
إن هاروت وماروت اختارا من الخطر » بئر بابل عيانا بيانا؛‎ - 

- حتى يعاينا هنا عذاب الآخرة » كانا ذكيين عاقلين » كما يكون السحرة . 
- ولقد أحسنا ء وألم الدخان في حد ذاته » كان أفض ل من لهيب النار . 
- قلا حد لوصف عذاب الآخرة » فإن آلام الدنتيا تسهل إلى جواره . 

56- وما أسعده ذلك الذي يقوم بجهاد يزجر فيه البدن » ويصيح به 

- حتى ينجو من عذاب الدار الآخرة » ويضع على نفسه ألم العبادة . 

- فكنت أقول : يا رب » سق إلي ذلك العذاب سريعما وأنا في الدنيا. 

- حتى يكون لي الفراغ من ذلك العالم » وكنت أدق الباب » بمثل هذا الطلب . 
- فحل بي مثل هذا المرض ٠‏ وصارت روحي لا تسكن لحظة من الألم . 
6- وعجزت عن ذكري وعن أورادي » وصرت غافلا عن نفسي وعن 
الخير والشر . 

- ولو لم أكن قد رأيت الآن وجهك ٠؛‏ أيها الميمون » يا من تبارك وجهك . 

- لقضي علي تماما ودفعة واحدة ٠»‏ فلقد قمت بمواساتي كما يفعل الملوك . 

- قال : حذار » حذار ٠»‏ لا تدغ بهذا الدعاء ثانية .ء ولا تقتلع نفسك من 
الجذور والأساس . 


51١ 


- فأى طاقة لديك أيتها النملة الواهنة حتى يضع فوقك مثل هذا الجبل التقيل ؟ 
- قال : لقد تبت أيها السلطان » فلن أنفج بأي فضل متظاهرا! بالجلد . 
- وهذه الدنيا تيه » وأنت موسى ٠‏ ونحن من الذنوب » قد بقينا في التيه مبتلين . 
- لقد ظل قوم موسى يقطعون الطريق » وفي النهاية » كانوا لايزالون في 
الخطوة الأولى . 

- نمضي لسنون في الطريق » وفي النهاية نرى أنفسنت ا أسارى كما نحن ؛: 
في المنزل الأول )١(.‏ 

- ولو كان قلب موسى راضيا عنا ء لبدى للتيه طريق ونهاية. 
6 - ولو كان بكليته ضائهق ا بنا ٠»‏ فمتى كانت تصلنا المائدة من السماء؟ 
- ومتى كانت العيون تفور من الصخر ؟ ومتى كان أمان الووح يصل إلينا في 
الصحراء ؟ ْ 

- بل لكانت النيران قد نزلت علينا بدلا من المائدة » ولأمسك بنا اللهب في هذا 
المنزل . 

- وعندما صار موسى مترددا في أمورنا ء وصار حينا خصما وحينا صديقا 
لنا . 

- حينا يضرم غضبه النار في متاعنا » وحينا يرد حلمه سهم البلاء . 

- ومتى يحدث أن يتحول الغضب أيضا إلى حلم ؟ ليس هذا بالنادر من 
لطفك أيها العزيز . 


00( ج/45-4/:- عنوان " ذكر قوم موسى وندمهم ” وبعده :- كانوا يتبادلون الأسرار في السر والعلن : 
جميعهم من رجال ونساء وشيوخ وشيب . 


514 


- وإلا فمتى يليق أن أذكر اسم موسى أمامك أو أى اسم آخر ؟ 

- لقد تحطم عهدنا مائة مرة بل ألف مرة » وعهدك ثابت كالجبل » مستقر . 
- وعهدنا قشة وضعيف أمام كل ريح ؛» وعهدك جبل » بل وأعظم من مائة 
ه.- فبحق تلك القوة » ارحم تتقلنا بين الألوان ٠‏ يا أمير الألوان . 

- فلقد رأينا أنفسنا واقتضاحنا » فلا تختبرنا أكثر » أيها المليك . 

- حتى تخفي الفضائح الأخرى » أيها المليك المستعان . 

- فأنت بلا حد في الجمال والكمال » ونحن بلا حد في الاعوجاج والضلال . 
- فول انتفاءك " في اللطف " عن الحدود أيها الكريم » على الاعوجاج الذي 
لاحد له لشرذمة من اللثام - 

- هيا » فمن ثيابنا لم يبق سوى خيط واحد » وكنا مصرا "عامرا" » ولم 
يبق سوى جدار واحد . 

- فالبقية » البقية " منها" أيها السلطان » وذلك حتى لا تفرح كلية روح 
الشيطان . 

- وليس هذا من أجلنا » يل من أجل هذا اللطف الأزلي ٠»‏ أن تتفقد الضالين . 
- وما دمت قد بينت قدرتك فبين رحمتك » يا من وضعت ألوان الرحمة في 
الذكم والشدحم : ْ 

- وإذا كان ذلك الدعاء يزيد في غضبك ٠‏ فتفضل بتعليمي الدعاء » أيها العظيم . 
6- مثلما هبط آدم من الجنة » ثم أرجعته » فقد نجا من الشيطان القبيح . 
- ومن يكون الشيطان حتى يتفوق على آدم ؟ ويكسب منه الدور على هذه 
الرقعة . 


5١ 


- لقد صار كل شيء في الحقيقة نفعا لآدم » وصارت تلك الوسوسة لعنة على 
الحاسسد . 

- لقد رأى نقلة واحدة ء ولم ير ماتتي نقلة » ومن ثم حطم عماد منزله . 

- وأضرم النار ليلا في مزارع الآخرين » فحولت الرياح النار إلى مزرعته. 
70- ولقد كانت اللعنة كمامة على عين الشيطان » حتى رأى ذلك المكر 
ضررا على الخصم . 

- قصار مكره نفسه ضررا على روحه » وكأن آدم كان شيطانا للشيطان . 

- ولعنته أن يجعله معوج النظر » ويجعله حاسدا مغرورا مليئا بالحقد . 

- حتى لا يعلم أن كل ما يرتكبه من شر » يعود إليه في النهاية » ويصيبه . 

- لقد كان يرى اصطفاف جند " الشطرنج " لهزيمته على العكس » وأنها تتحول 
إلى هزيمة له » ونقصان ووكس . 

6- وذلك لو أنه كان يرى نفسه هباء » ويرى أن جرحه مهلك غير قايل 
للعلاج ؛ 

- لنبع الألم من باطنه من جراء مثل هذه الرؤية » ولأتى به الألم خارج 
الحجاب . 

- فما لم تعان الأمهات الام المخاض » لما وجد الجنين طريقا إلى الميلاد . 

- وهذه الأمانة في القلب ٠‏ والقلب حامل بها » وهذه النصائح على مثال القابلة . 
- وتقول القابلة : إن الأم لاتعاني ألما » ويلزم الألم » فالألم طريق الطفل . 

٠‏ - ومن لا ألم عنده قاطع طريق ٠‏ ذلك أنه من قبيل قول " أنا الحق " دون 
الحم ٌْ 

- وقول أنا في غير وقتها لعنة » لكن قولها في وقتها رحمة . 


15؟ 


- فإن " أنا ” من المنصور صارت رحمة على وجه اليقين » وهذه ال " أنا " من 
فرعون صارت لعنة فانظر 

- قلا جرم أن كل طائر يصيح في غير أوان يجب قط ع رأسه ء وهذا 
للإعلام والاعتبار . 

- وما هو قطع الرأس ؟ إنه قتل النفس في الجهاد » وترك النفس . 

- وذلك متلما تقوم بقطع ذنب العقرب ٠‏ حتى يجد الأمان من القتل 
- وتقتلع من الحية نابها السام » حتى تنجو الحية من بلاء الرجم بالأحهمار ٠.‏ 
- ولا يقتل النفس قط إلا ظل الشيخ » ألا فلتتشبث بكل قواك بطرف رداء قاتل 
النفس ذاك . 


- وعندما تتشبث به بقوة » فذلك من توثيقه هو » وكل قوة تأتي لك ؛. من جذبه 


هو. 

- واعلم حق العلم " ما رميت إذ رميت " » وكل ما تأتي به الروح يكون من 
روح الروح . 

0 - وهو الحليم الآخذ باليد لحنظفة بعد أخرى ء فكن راجيا في تلك 
اللحظة منه . 


- ولا حزن إن بقيت طويلا بدونه » فقد قرأت أنه الممهل عزيز الأخذ 
- إن رحمته تمهل » وتأخذ أخذ عزيز مقتدر » ولا تجعلك حضرته غائيا عنها 
لحظة وأحدة . 

- وإذا أردت تفسيرا لهذا الوصل والولاء » إقرأ " والضحى " ممعنا الفكر . 

- وإن قلن أن هذه السيئات منه أصلا ء فمتى تكون نقصانا لفضله ؟ 
06- إن تفضله بالضر أيضا من كماله » وأسوق لك مثالا عن هذا ٠»‏ أيها 


المحتشم . 


17 


- لقد صور نقاش نوعين من الصور » نوعا صافيا ء ونوعا لاصفاء فيه 
- لقد صور يوسف والحور حسان الجبلة » وصور الشياطين والأبالسمة . 

- وكلا النوعين تصوير أستاذيته » ليس قبحا منه » إنها عظمة . 

- إنه يبجع ل القبيح في غاية القبح » بحيث تطوف حوله كل أنواع القبح . 
9- حتى يبدي كمال معرفته » ويفتضح منكر أستاذيته. 

- وإن لم يعرف خلق القبح فهو - جل وعلا - ناقص » ومن ثم فهو الخلاق 
المجوسي والمخلص . 


- ومن هنا فإن الكفر والإيمان شاهدان على ألوهيته ء وكلاهما ساجد له 
- لكن إعلم أن المؤمن ساجد طورعا ء ذلك أنه طالب للرضا » وقاصد 
عيادته . 


- والمجوسي أيضا عابد” لله كرها » لكن قصده مرادا آخر . 

6- إنه يقوم بتعمير قلعة السلطان ء لكنه لا يفتأ يدعي الإامارة . 

- ويغور »ء حتى يكون الملك اله ء ولكن في النهاية تكون القلعة 
للسلطان . 

- والمؤمن يعمر هذه القلعة من أجل المليك » وليس من أجل الجاه : 

- والقبيح يقول : أيها المليك خالق القبح » وأنت القادر على الحسن والقبيح 
والمهين: - 

- ويقول الجميل : يا مليك الحسن والبهاء » لقد قمت بتطهيري من كل 
اليوب )١(.‏ 


)١(‏ ج/ه-م16:- " محمد تقي جعفري : تفسير ونقد وتحليل مثنوي مولانا جلال الدين محمد مولوي - جلده 
- قسمت سوم از دفتر دوم مثنوي ط -١١‏ تهران - بهار ١757‏ هااش. - فيما بعد ج/5." : - الحمد لك 
والشكر لك يا ذا المنن ٠‏ إنك حاضر وناظر إلى حالي .- والحاصل في أن المشيئة له في كل ما أراد » للطيب 
والقبيح والشوك والورد ٠‏ إنه ملك على كل ملك ٠‏ وهو مجري الأمور .. يفعل الله ما يشاء . 


518 


وصبة الرسول عليه السلام لذلك المريض وتعتيمه الدعاء 


- قال الرسول:#مة: لذلك المريض : قل هذا : اللهم يسسر الأمر 


العستحيهو:.: 
- " أتثنا في دار دنياتا حسن » آتنا في دار عقيانا حستن )١("‏ 
- واجعل الطريق لطيفا علينا كالبستان » وليكن منزلنا أنت نفسك » أيها 


- ويقول المؤمنون في الحشر »ء يا ملك ٠‏ أليست جهنم هي الطريق المشترك ؟ 
- والمؤمن والكافر يمر عليها » ونحن لم نر في الطريق دخانا ونارا . 
6- وها هي الجنة وحظيرة الأمن » إذن فأين كان هذا المعبر الدني ؟ 
- فيقول ملك : إن تلك الروضة الخضراء التي مررتم بها في طريق كذا ؛ 

- كانت هي النار ومكان العقاب الهون » وصارت عليككام روضة وبستانا 


وشجرا. 

- ذلك أنكم بالنسبة لهذه النفس الجهنمييةء ولتنار المجوسي الباحثة عن 
الفتنة ؛ 

- قمتم بالجهود الكثيرة وصارت مليئة بالصفاء » وقمتم بقتل النار من أجل 
الله. 

- فصارت نار الشهوة التي تلقفي باللهب » خضرة تقوى وتور 
هدى . 


- وصارت نار الغضب منكم أيضا حلما » كما صارت ظلمة الجهل علما 
- وصارت نار الحرص منكم إيثاراء وذلك الحسد كان كالشوك؛: صار أيكة ورد. 


(') بالعربية في المتن الفارسي . 


18؟ 


-ولأنتكم كنتم قد قتلتم كل نيرانكم هذه من أجل اللهء 


- جعلتم النفس النارية كأنها بسبتان ؛ ويذرتم فيها بذور الوففاء. 
6ه - وبلابل الذكر والتسبيح فيها 62 متغنية بالغناء الحلو في الروضة 
على طرف الجدول . 


- ولقد أجبتم داعي الحق » وأطفأتم جحيم النفس بالاماء )١(.‏ 

- فصار جحيمنا أيضا في حقكم خضرة وروضة وأوراق وأغاريد . 
- وما هو جزاء الأحسان يا بني ؟ إنه اللطف والإحسان والثواب 
المعتبر. 

- ألم تقولوا أنتم أنفسكم : نحن قرابين » ونحن أمام أوصاف البقاء فانون ؟ 
6- ونحن سواع” كنا محتالين أو مجانين » سكارى بذلك الساقي وتلك الكأس 
- وإننا لنطأطيء الرأس أمام خضه وأمره » ونجعل الروح الحلوة رهنا 
لديه. 

- وما دام خيال الحبيب كامنا في سرائرنا » فإن فعلنا هو الإتباع » والتضحية 
بالروح . 

- وحيثما أشعلوا شموع البلاء » احترقت مئات الآلاق من أرواح 
العشاق . 

- والعشاق الذين هم من داخل الدار » هم فراش” لشمع وجه الحبيب . 
6 "- فيا أيها القلب » امض إلى حيث يكونون معك منيرين » ويكونون لك 
كالمجن أمام البلايا . 

- ويقومون بمواساتك على جناياتك » ويجعلون لك محلا في قلب أرواحهم . 





)0( ج/ 178 ومن الجنان وجدتم الباب نحو الجنان ٠‏ ومن جحيم النفس جتتم بالمساء . 


لون 


- يفسحون لك موضعا في سويداء أرواحهم ٠‏ حتى يجعلوك مليئا بالخمر ؛ 
وكأنك الكأس . 

- فاتخذ لك موضعا في صميم أرواحهم » وابن لك منزلا في الفلك » أيها البدر 
المنير . 

- وكعطارد يفتحون لك دفتر القلب » حتى يظهرون لك الأسرار . 

- وكن عند الأهمل ء فإنك شريد .ء وطامن بدر التمام » فأنت قطعة 
من القمر . 

- وأى خشية للجزء من كله ؟ وما كل هذا الاختلاط مع المخالق ؟ 

- فانظر إلى الجنس صار نوعا في المسير » وانظر إلى الغيوب » صارت عيانا 
في طريقه . 

- فحتام أنت كالم رأة قائم بالإغواء يا عديم العقل » ومتى تجد المدد . 

- إنك تأخذ المداهنة واللفظ الحلو والخداع » وكالمرأة تضعها في جيبك . 

6 - وإن السب والصفع يوجه إليك من الملوك ؛ أفضل لك من الثناء 
- فتجرع الصفع من الملوك » ولا تأكل الشهد من الأخساء » حتى تصبح 
شخصا من إقبال العظماء . 

- ذلك أن منهم تصل إليك الخلعة والدولة ء وفي حمى الروح » يتحول 
الجسد إلى روح ٠.‏ 

- وحيثما ترى عاريا معوزا ء إعلم أنه هرب من أستاذه . 

- حتى يصير إلى ما يهوى إليه قلبه » ذلك القلب الأعمى السيء الذي لا حاصل 


من ورائه . 


6- ولو كان قد صر إلى ما يريد الأستاذ » لكان قد أصبح زينة لنفسه 
ولأهله. 
- وكل من يهرب من الأستاذ في الدنياء يهرب من الإقبال » إعلم هذا جيدا 
- ولقد تعلمت حرفة في كسب الجسد » فاستمسك بحرفة الدين . 
- ولقد صرت مستورا! في الدنيا وغنيا .ء فماذا تفعل عندما تخرج منها ؟ 
- فتعلم حرفة بحيث تدر عليك دخلا » هو كسب المغفرة . 
6- وتلك الدنيا مدينة مليئة بالأسواق والكسب » حتى لا تظن أن الكسب 
هنا فُحسب . 
- ولقد قال الحق أن كسب الدنيا هنا » هو أمام ذلك الكسب » لعب أطفال . 
- مثل ذلك الطفل الذي يلتف حول طفلة » ويتماسا على شاكلة من يجامع . 
- والأطفال يصنعون في اللعب دكانا » وليس له من نفع سوى إزجاء الوقت . 
- ويأتي الليل » فيدخل المنزل جائتعا ء فقد ذهب الأطفال وبقي وحيدا. 
-٠‏ وهذه الدنيا ملعب » والموت هو الليل » تعود فيه خالي الوفاض شديد 
التعب . 
- وكسب الدين هو العشق والجذب الداخلي » والقابلية لنور الحق » أيها الحرون 
- وهذه النفس الخسيسة تريد لك الكسب الفاني » فحتام تقوم بالكسب الخسيس » 
أتركه فحسب . 
- وإذا بحثت لك النفس الخسيسة عن الكسب الشريف » فإن الحيلة والمكر 
تصاحيبه. 

إبفاظ إبليس لمعاوية قائلة : استيقظ فهذا وقت الصلاة 
- روى أن معاوية كان نائما في قصره ء ' قابعا" في إحدى زواياه . 


"1 


- كان القصر مغلق الباب من الداخل ء فقد كان قد تعب من زيارات 

الناس . 

- وفجأة أيقظه رجل ٠‏ وعندما فتح عينيه » اختفى الرجل . 

- قال : لا طريق لأحد إلى القصر ١‏ فمن هو ذلك الذي توقح وتجراأو؟! 

- وطفق يطوف ويتفحص في ذلك الوقت ٠‏ عله يجد أثرا لذلك المختفي . 

- فرأى شقيا وراء الباب » يخفي وجهه خلف ستار . 

- قال : هه » من أنت ؟ وما اسمك ؟ قال : اسمي مشهور ٠‏ إبليس الشقي 

- قال : ولماذا أيقظتني جادا ؟ أصدقني القول . ولا تقل على العكس والضد . 
تضليل إبليس معاوبة وقوله حديثا ذآ خبيء 


وجواآب معاوية عليه 
- قال : لقد حان وقت الصلاة آخرا ء وعليك أن تمضي سريعما نحو 


المسجد . 

- ولقد قال المصطفى : عجلوا الطاعات قبل الفوت » ذلك عندما كان يثقب در 

المعنى . 

- قال : لا ء لا ء لم يكن هذا هو غرضك ٠‏ أن تكون دليلي إلى الخيرات . 

6- وأن يأتي لص إلى منزلي فجأة » ويقول لي : إننسي أقسوم 

بالحراسة. 

- فمن أين لي أن أصدق ذلك اللص ؟ ومتى يعلم اللص الأجر والثنواب ؟(1١)‏ 
جواب إبليس ثانية على مغاوية 

- قال : لقد كنا في البداية من الملانكة ٠‏ ولقد طوينا طريق الطاعة بالروح . 


)١(‏ ج/ه-١١7:_‏ وبخاصة لص مثلك من قطاع الطريق . فلأي سبب صرت هكذا علي شفيقا ؟ 


5 


- وكان مأذونا لنا بسالكي الطريق » وكنا أنجياء لسكان العرش . 

- فمتى تذهب المهنة الأولى عن القلب ؟ ومتى يخرج الحب الأول من الفؤاد ؟ 
- وفي السفر » إن رأيت الروم أو الختن » متى يذهب عن قلبك حب 
الوطن ؟ 

- وكنا أيضا من سكارى هذه الذخهفر »؛ وكنا عشاقا لبلاءطه . 

- ولقد جبلنا على حبه » وغرس عشقه في أرواحنا. 

- ورأينا يوما طيبا من الدهر » وشربنا ماء الرحمة في الربيع . 

- أليست يد فضله التي غرستنا » وأليس هو الذي رفعنا من العدم ؟ 

ا وما اكت نا اننا مدسية ين قرم .وتووننا فى روضنة الرسضنا, 
- لقد كان يضع على رؤوسنا يد الرحمة » ويفتح علينا ينابي ع اللطف . 

- وفي أوان طفولتي عندما كنت رضيعا ء من الذي كان يهز مهدي ؟ إنه 
هو. 

- فممن شربت لبنا غير لبنه ؟ ومن الذي رباني سوى تدبييره؟ 

- والخصلة التي جرت مع لبن " الرضاع " في الوجود » متى يمكن سحبها من 
الناس ؟ 

- وإن قام بالعتاب بحر الكرم » فمتى أغلقت أبواب الكقرم ؟ 

- فأصل تقده العطاء واللطف والإنعام » والقهر فوقه كغبار من الغش . 

- ولقد خلق العالم من أجل اللطف » وشمسه أكرمت الذرات . 

- وإذا كان الفراق حاملا بقهمره »ء فذلك من أجل معرفة قدر وصله . 

- حتى يعرك فراقفه أذن الروح ؛ وتعرف الروح قدر وصله . 

6- ولقد قال الرسول أن الحق قال : إن قصدي من الخلق كان الإحسسان 


5 


ل 


- وخلقتهم كي يتربححوا علي » وحتى يلوثوا الأيدي من شهدي ٠‏ 

- وليس من أجل أن أتربح عليهم » أو أن أخلع عن عار القيباء. 

- ولعدة أيام بعد أن طردني » تسمرت عيناى على وجهه الجمييل . 
- متسائلا : أمن مثل هذا الوجه " يصدر " هذا القهر ؟ يا للعجب » ولقد شغل كل 
إنسان يالبحث عن السيب . 

. وأنا لا أنظر إلى السبب فهو حادث » وذلك أن لكل حادث باعثًا يحدثه‎ - ٠ 
وأنا لا أفتأ أنظر إلى اللطف السابق » وكل ما هو حادث » أمزقه.‎ - 

- ولأفرض أنني أبيت السجود " لآدم "” حسداء إن هذا الحسد نايع من 
العشق » لا من الجحود . 

- وكل حسد ينبع من المحبة يقينا » وأن يكون آخر جليسا للحبيب . 

- ومن شرط المحبة معاناة الغيرة ء مثلما يكون شرط العطاس أن 
تقول: أبقاك الله . 

666- ولما لم تكن فوق رقعته سوى هذه النقلة » وقال لي : دورك ء فماذا 
كنت أعلم لكي أزيد ؟ 

- ولقد نقلت تلك النقلة التي كانت باقية »ء وألقيت بنفسي في البلاء . 


- وأنا لا زلت أتذوق لذته ء حتى في البلاء » فأنا مهزوم منه » مهزوم منه » 


مهزوم !! 
- وكيف ينجي نفسه أبدا أيها العظيم » شخص حبيس في الجهات الست من 


الأيواب الست ؟ 


معو ؟ 


-؟" 


5- وكل من هو من الستة الخاصة به داخل النار ؛ إنما ينجيه خالق 

الستة . 

- وسواء الكفر والإيمان » كلاهما من نسج يد الحمضرة ء وملك اله . 
ثافية ببان تقرير معاوبة لإبليس عن مكره 

- قال له الأمير : كل هذا صحيح » لكن نصيبك منها هو النقصان . 

- لقد قطعت الطريق على مئات الآلاف من أمثالي ٠»‏ ونقبت الفجوة » وتسللت 

إلى داخل الخزانة . 

- إنك نار » ولا محيص من أن أحترق بك » ومن هو الذي لم تتمزق ثيابه 

منك ؟ 

6- فما دام طبعك أيها النار هو الإحراق » لابد وأن تقومي يإحراق شيء . 

- واللعنة هي التي تجعلك محرقا ء وتجعلك أستاذا على كل اللصوص . 

- ولقد تحدثت مع الله وسمعته وجها لوجه » فماذا أكون أنا أمام مكرك ؛ أيها 

العدو . 

- وإن أنواع معارفك كأنها صوت الصفير »ء هو صوت طيور » لكنه آخة' 

للطيور . 

يظن أن إلفا له قد جاء . 

5- وعندما يستمع إلى الصفير وهو في الهواء » يهبط من الهواء » ويصبح 

ها هنا أسيرا. 

- وقوم نوح من مكرك في نواح » قلويهم شواء » وصدورهم ممزقة إربا 

- وأنت الذي أذهبت عادا أدراج الرياح في الدنيا ء وألقيت بهم في العذاب 

والأحزان . 


ا" 


- ومنك كان تعرض قوم لوط للرج م ء ومنك غاصوا في الماء الأسود 
- ومنك تناثر مخ النمرود » يا من قد أثرت الآلاف من الفتن . 
- وعقل فرعون الذكي الفيلسوف » صار أعمى منك » ولم يتوقف عند 
حك . 
- وأبو لهب صار منك خسيس ا دنياء وأبو الحكم صار منك أيا 
جهل. 
- ويا من أنت على هذا الشطرنج لمجرد العبرة والتذكار قد هزمت مئات 
الآلاف من الأساتذة . 
- ويا من من صفك الصعب لجنود الشطرنج » احترقت القلوب ٠»‏ واسود قلبك . 
- وأنت بحر المكر والخلائق قطرة ء وأنت كالجيل » وهؤلاء السذج ذرة . 
- فمن ينجو من مكرك أيها الخصيم ء نحن غرقى الطوفان » إلا من 
عضر 
- وما أكثر كواكب السعد التي احترقت منك » وما أكثر الجيوش والجموع التي 
تفرقت منك )١1(!!.‏ 

جواب إبليس على مغآويمة 
- قال له إبليس : ألا فلتحل هذه العقدة » فأنا المحك الذي يفرق بين الزائف 
والصحيح . 
- ولقد جعلني الحق امتحانا للأسد والكذب ٠»‏ وجعلني الحق امتحانا للصحيح 
والزائف . 


)1( ج/--7717:- وما أكثر المسلمين الذين خسروا دينهم منك ١‏ وأسرعوا منقلبين حتى قاع الجحيم .- 
وكثيرون مثل بلعام إرتدوا خاتبين منك ؛» وكثيرون مثل برصيص ا صاروا كافرين منك . 


"1 


- فمتى قمت أنا بتسويد وجه الزائف ؟ إنني صيرفي » وقمت بمجرد تقييمه . 
6- وإنني لأقوم بإرشدد الطيبين » كما أقوم باقتلاع الأغصان الجافة . 
- وهذه الطعوم أضعها » من أجل ماذا ؟ حتى يبدولي إلى أي جنس ينتمي 
الحيوان . ْ 

- وحينما يستولد الذئب من الغزال جروا » فإن ثمة شكا يكون في ذتئبيته 
وغزاليته . 

- فضع أمامه إذن العشب والعظم » وأنظر إلى أيهما يمضي مسرعا . 

- فإن جاء صوب العظام فهو كلب » وإن طلب العشب »ء فهو من عرق غزال . 
- وثمة قهر ولطف كلاهما قرين”' للآخضر »ء وتولد من هذين معا )2 عالم” 
من الخير والشر . 

- فاعرض أنت العشب والعظام » واعرض قوت النفس وقوت الروح . 

- فإن طلب " أحدهم " غذاء النفس فهو أبتر ء وإن طلب غذاء الروح » فهو 


سيد 


- وإن خدم الجسد فهو حمار » وإن مضى نحو بحر الروح » وجد الجوهر . 
- وهذان كلاهما ٠‏ الخير والشر » وإن إختلفا ٠‏ إلا أتهما يقومان بعمل واأحد 
6- والأنبياء إنما يعرضون الطاعات » بينما يقوم الأعداء بعرض 
الشهوات . [ 

- فكيف أجعل أنا الخير شرا ؟ إنني لست إلها ء إنني مجرد داعية » ولست 
خالقا لهمما. 

- فهل أنا الذي أجعل الحسن قبحصا ؟ لست ريا ء إنني مجرد مرآة للحسن 


والقبيح . 


578 


- لقد أحرق هندي” المرآة من ضيقه يها ء قائلا : إنها تبدي المرء أسود 
الوجيه. 
- قالت المرآة : ليس الذنب ذنبي » وضع الذنب على من صقل وجهي . 
- لقد جعلنيى عاكسة صادقة » حتى أقول أين القبيح وأين الجميل 
- إنني مجرد شاهد ؛ قأنى للشاهد أن يسجن ؟ ولست أهلا للسجن » والله شاهد . 
- فحيثما ارى غصنا مثتمرا » أقوم بتربيته » وكأنني الحاضنة . 

- وحيثما أرى شجرة مرة جافة ؛ أقطعها أنا » حتى ينجو المسك من البعر 
- فهل تقول " الشجرة ”" الجافة للبستاني : أيها الفتى » كيف تقوم بقطع رأسي وأنا 


لم أذنب ؟ 
65- سوف يقول لها البستاني : صمتا يا سيئة الطبع ء أليس يكفي جفافك 
جرما لك ؟ 


- فتقول : إنتي مستوية ء ولست بالمعوجة » فلماذا بلا جريرة تقطع جذري ؟ 
- فيقول البستاني : لو كان طالعك مسعودا ؛» لكنت معوجة .ء لكن نضرة 
- لصرت إذن جاذبة لماء الحيسة ء ولانغمست في ماء الحياةة . 
- لقد كانت بذرتك سيئة كما كان أصلك » ولم يكن لك اتصال بشجرة طيبة . 
- وإن كان الغصن المر قد اتصل يغصن حلو »ء لتقل إليه تلك 
الحلاوة في أصله )١(.‏ 

حدة معاوية على إبليسر 
- قال الأميير :يا قاطع الطريق ٠»‏ لا تقدم الحجج » فلا طريق لك إليَّ » فلا 
تبحث عن الطريق . 


. فإن هذا هو طبعي في الأصل ؛ هذا دون سواه‎ ٠ ج/ه-4*::- وإذا كنث قد أيقظتك من أجل الدين‎ )١( 


595 


-إنك قاطع طريق » وأنا غريب وتاجر » ومتى أشتري منك كل قماش تأتي به ؟ 
- فلا تطف حول متاعي من كفرك ٠‏ فأنا لست مشتريا لمتاع أحد . 
- كما أن قاطع الطريق لا يكون مشتريا من أحد » وإن أبدى الشراء قمكر 
وحيلة. 
ه6- فماذا يملكه ذلك الحسود في جعبته ؟ فيا إلهي » أغثنا من هذا العدو . 
- فإنه إن وسوس لي بفصل آخر »ء فسوف يختطف مني قاطع الطريق هذا 
المتاع . 

شكوى معاوبة إلى حضرة الحق من إبليس وطلب الفصر 
- إن حديثه هذا مثل الدخان أيها الإله » فخذ بيدي » وإلا إسود كليمي . 
- إنني لاأقوى بالحجة على إبليس » فهو فتنة لكل شريف وخسيس . 
- وآدم الذي هو سيد " علم الأسماء " » بلا خطو أمام عدو ذلك الكلب الذي يعدو 
كالبرق . 
- ولقدألقي به من الجنة فوق التراب » وصار كالسمكة فئ شصه 
من فوق السماك . 
- فأخذ ينوح قائلا " إنا ظلمنا " » فلا حد هنا لقصه ووسوسته . 
- ففي داخل كل حديث منه شر » وفيه أضمر مئات الآلاف من السحر . 
- إنه يسلب الرجال رجولتهم في نفس واحد » وهو يلهب الهوس في الرجال 
والنساء . 
ارا الراك وات اجر لد الاروااير مضي ا العبدكتي 
القول )١(.‏ 


)١(‏ جره-75:- ذلك أن الحجة لا تخيل علي » هيا وأفصح عن غرضك دون حيلة 


كرس 


6- قال : كل إنسان يكون سيء الظن ٠‏ لا يستمع إلى الصدق » وإن كان له 
مائة أمارة . 

- وكل باطن صار مفكرا في الخيال ٠‏ عندما تأتي بالدليل » يزداد خيلائله . 

- وعندما يمضي فيه الكلام يصبح علة » وسيف الغازي » يصير أداة للص . 

- ومن ثم فجوابه هو السكوت والسكون » فالكلام مع الأيله جنون . 

- فما شكواك إلى الحق مني أيها السليم » ألا فلتشك من شر هذه النفس اللئيمة . 
- إنك تأكل الحلوى فتظهر عليك البثور » ثم ترتفع حرارتك » ويختل 
- وتقوم بلعن إبليس دون ذنب أتاه » قلماذا لا ترى من نفسك هذا التلبيس ؟ 

- إنه ليس من إبليس » بل منك أيها الغوي ٠‏ أن تسرع كالثعلب صوب الإليسة 
- فعندما ترى إلية في خضرة تكون فخا » فلماذا لاتعلم هذا ؟ 

- ومن هنا لا تعلم ما الذي أبعدك عن المعرفة » وأن اشتهاء الإلية أعمى عينيك 
وعقلك . 

7 - " حبك الأشياء يعميك يصم » تفسك السودا جنت » لا تختصم.,(١)‏ 

- فلا تضع الذنب علي » ولا تنظر إلى الأمور باعوجاج شديد » فأنا ضائق من 
الشر ومن الحرص ومن الحقد 

- لقد قمت بإساءة واحدة » ولا زلت نادما ء ولا زلت أنتظر أن يسفر ليلي 
عن نهار . ٠‏ 

- ولقد صرت متهما من الخلق » ويضع كل رجل وامرأة وزرهما على كاهلي . 


. ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي‎ )١( 


5 


- والذئب المسكين ولو كان جائعا » يصبح مدانا بأن له مهابة وقعقعة . 
6- وهو لا يستطيع السير من الضعف ؛ والخلق يقولون أنه متخم من 
الدسم الغليظ . 
إلحام معاوية مرة ثانبة على إبلبيسر 
- قال " معاوية " : لن ينجيك إلا الصدق ٠»‏ كما أن العدل يدعوك إلى الصدق . 
- فاصدق » حتى تنجو من براثني » والمكر لا يقشع غبار حربي . 
- قال : كيف تعرف صدقي من كذبي ؟ يا مفكرا بالخيال مليئا بالخيالات . 
- ولقد أعطى الرسول# الأمارة » ووضع محكا للزائقف والصحيح . 
6- فقد قال : الكذب ريبة في القلوب ٠‏ كما قال : "الصدق طمأنين” 


طروي" ا 
- والقلب لا يستريح إلى القول الكاذب » ومن " اختلاط " الماء بالزيت » لا 
يزداد النور . 


- وفي الحديث الصادق طمأنينة القلب ٠‏ وأنواع الصدق,. هي حبوب شبكة القلب . 
- وربما يكون القلب مريضا وسيء الفم » فلا يعلم طعم هذا من ذاك . 

- وعندما يصبح القلب صحيحا من المرض والعلة » يصبح عليما بطعم الكذب 
اليد 

6 - وعندما زاد حرص آدم إلى القمح » سلب الصحة من قلب آدم . 

- ومن ثم استمع إلى الكذب والغواية » وخدع » وشرب السم القائل . 

- ولم يعرف العقرب من القمح في تلك اللحنفة » ويطير التمييز من ثمل ' 
الهوس . : 

- والخلق سكارى بالشهوات والهوى » ومن ثم فإنهم يقيلون منك وسوستك . 


يذرف 


- وكل من رد طبعه عن الهوى » جعل عينه عارفة بالسمر )١(.‏ 

ٍ شكوى القاضي من آفة القفضاء وجواب نائبه عليه 
6- نصب أحدهم قاضيا .ء فأخذ يبكي » فقال له نائبه : أيها القاضي » لم 
البكاء ؟ 
- فهذا ليس وقت البكاء والصراخ ء بل هو وقت الفرح عندك ٠»‏ وتلقي التهاني . 
- قال : آه » كيف يصدر مسلوب قلب الحكم ؟ وهو جاهل بين هذين العالمين ؛ 
- فالخصمان كلاهما على علم بالواقعة » وأى علم القاضي المسكين بمن يستحق 
منهما القيد ؟ 
- إنه جاهل بحاليهما غافل عنه » فكيف يخوض في دمهما ومالهما ؟ 
- قال : الخصمان عالمان » ولكل منهما علة » وأنت جاهل " بالحال " 
لكنك شمع الملة . َ 
- ذلك أنك بينهما بلا علة » وذلك الخلو من العلة هونور اليصيرة . 
- وذلك العالمان قد أعماهما الغرض ؛ والعلة قبرت علمهما . 
- وانعدام العلة » يجعل الجاهل عالما » والعلة تجعل العالم معوجا ظإلما . 
- فما دمت لا تأخذ الرشوة فأنت مبصر » وما دمت قد طمعت » فأنت ضرير 
وفي قيد . 
56- ولقد رددت طبعي عن الهوى » وقللت من أكل لقيمات الشهوة . 
- فصارت ذائقة قلبي ذات ضياء »ء تميز بين الحق والباطل . 

إرغام معاوبة إبليس علو الإعتراف 

(0 


. استمع إليها حتى يفك القيد المغلق‎ ٠ ج/ه-755:- مثلما رووا في هذه الحكاية‎ )١( 
. ولا تتوخ الكذب‎ ٠ (؟) ج/ه-189:- يها الكلب الملعون أجب عن سؤالي ؛ وأصدقني القول‎ 


1 


- لماذا إذن أيقظتني ؟ وأنت عدو لليقنظفة أيها المحتال . 
- إنك كالخشخاش تجلب النوم للجميع » وآنت كالخمر » تسلب العقل والمعرفة . 
- لقد حصرتك تماما » فأصدقني القول ٠»‏ وأنا أعلم الصدق » فلا تتوخ الحيلة . 
:نايت كما أنتى لطم .من كل إنسان + أن ايكون ناخب ما في اطبعه وجيلته : 
- فأنا لا أطلب السكر من الخل » كما أنني لا أعتبر المخنث مقاتلا . 
- ومثل المجوسي » لا أطلب من صنم أن يكون هو الحق أو حتى آية من الحق 
- وأنا لاأطلب من الروث رائحة المسك » ولا أبحث في قاع النهر عن مدرة 
جافة . 
-ومن ثم لا أطلب من الشيطان وهو عدو » أن يوقظني من أجل خير )١(.‏ 
- ولقد قال إيليس كثيرا من المكر والغدر » ولم يستمع الأمير إليه » 
وعاند » وصبر . 
فول إبليس لمعاوية ما في ضميبره صدقا 
- فقال له مرغما : إعلم يافلان أنني أيقظتك من أجل أن ؛ 
- تلحق بصلاة الجماعة » مِن خلف الرسول راقع " علم " الدولة . 
- فإن فاتتك الصلاة في وقتها ء لصارت هذه الدنيا مظلمة بلا ضياء. 
- ولسالت الدموع من عينيك غبنا وألما » وكأنها " من أفواه" القرب - 
- وإن لكل إنسان. لذة في طاعة ء قلا جرم ألا يصبر عنها ساعة . 
- ولكان ذلك الغبن والإحساس بالألم مائة صلاة » وشتان ما بين الصلاة وبين 
تلك الضراعة . 
قضبيلة تحسر ذلك المخلص علو كوت صلاة الجماعة 
- كان أحدهم يمضي إلى داخل المسجد » بينما كان الناس يخرجون . 


. ولا أطلب أجرا على عمل لم ينجز‎ ٠ ج/ه-18:- وأنا لاأطلب الحراسة من اللص‎ )١( 


؟ 


- فتساعل قائلا : ماذا جرى للجماعة » بحيث يخرجون من المسجد سراعا . 
- فقال له أحدهم : لقد صلى الرسول بالجماعة وفرغ من السر . 

6- فإلى أين تدخل مسرعا أيها الرجل الساذج ء ما دام الرسول قد سلم ؟ 
- فقال : آأه » وتصاعد الدخان من تلك الآههىفة ء وكانت آهته تفوح برائحة 
الدم من القلب . 

- فقال له الآخر : هبني هذه الآهة » ولتكن صلاتي لك عطاءً خالصا . 

- قال : لقد وهبتك الآهة وقبلت صلاتك . فأخذ تلك الآهة بمائة 
ضراعة )١(.‏ 

- وفي الليل قال له هاتف : لقد اشتريت ماء الحياة والشنفاء . 

- وبحق حرمة هذا الاختيار والدخول » لقد قبلت صلاة كل الخلق . 

إتمام اعتراف إبليس لمعاوية بمكره 

- ثم قال له عزازيل : يا أمير العطاء » ينبغي أن أبوح بمكري كله لك . 

- فلو كانت الصلاة قد فاتتك»لأطلقت في تلك اللحظة مئات التأوهات والصرخات 
من القلب. 

-ولجاوزت بذلك الصراخ والتأسف والضراعة " أجر " مانتي ركعة من 
الذكقر والصلاة . 

- ولقد أيقظتك خوف امن أن تحرق آهة تلك الحجب . 

06- حتى لا تكون لك مثل تلك الآههة ؛ وحتى لا يكون لك طريق” 
0 

- فأنا حسود » ولقد قمت بهذا حسدا » وأنا عدو وعملي هو المكقر والحقد . 


. ج/ ه-740:- وعاد وتضرع ليسترد ضراعته » كأن صقرا أسرع في أثر صقر ملكي‎ )١( 


ت؟؟ 


- قال : الآن صدقت » وما تقوله الصدق » وهذا القول لاتق بك . 
- فأنت عنكبوت تصيد الذباب » ولست أنا ذبابة - أيها الكلب - فلا تشق 
- وأنا بازي أبيض ء يقوم الملك بصيدي » فمتى ينسج عنكبوت حولي ؟ 
0- فاذهب » وصد الذباب ما استطعت » هيا ٠‏ وادع الذباب إلى مخيضك:. 
- وإن دعوته أنت صوب العسصل » تكون " دعوتك " كذيا » ويكون 
- لقد أيقظتني ٠‏ وكان إيقاظك نوما ء ولقد أبديت السفينة » وكانت دوامة 
- وإنك تدعوني إلى خير » وذلك لكي تصرفني عن خير أفقضصل . 

هروب اللص بسبب صباح ذلك الشخص بصاحب الدارالذي 

كان فد أوشك على اللحاق باللص والقبض عليه 

- إن هذا يشبه شخصا رأى لصا في الدار » فآخذ يجري خلفه . 
5- وأسرع خلفه لمسافة ميدانين أو ثلاثة » حتى جعله التعب يتصيب 
عرقا. 
- وعندما إقترب منه » وأوشك أن يقفز عليه ليمسك به؛ 
- ناداه لص آخر قائلا : تعال » حتى ترى علامات البلاء . 
- أسرع وعد يا رجل العمل » حتى ترى الحال هنا في غاية الس وء )١(.‏ 
- قال : لعل في تلك الناحية لصا ء وإن لم أعد سريعا » لحاق بي ما 
يقفول. ْ 
- ولظفر بأهلي وولدي » فبماذا يغنيني القبض على هذا اللص ؟ 


. بج/ه-197:- وعندما سمع الرجل ذلك صار مهموما ؛ وقال لنفسه ذلك الممزق الثياب : عد‎ )١( 


>» 


- وهذا المسلم يدعوني من الكرم » فإن لم أعد سريعما لحل بي الندم . 

- وعلى أمل ذلك الراغب في "خير " غيره » ترك اللص » وعاد من الطريق . 
- وقال : أيها الرفيق الطيب ماذا جرى ؟ وممن تصيح هكذا وتستغيث ؟ 

-قال : هاك ٠»‏ فانظر آأثرر أقدام لص » ولقد مضى إلى هذه الناحية » اللص 
زوج البغي . 

6- هاك أثر أقدام اللص الديوث : فامض في أثره » على هذه الصورة 
والعلامة . 

- قال : يا أبله ء ماذا تقول لي ؟ لقد كنت قد أمسكت به آخرا . 

- وتركت اللص من جراء صياحك » وظننتك أنت الحمار إنسانا. 

- فما هذا الهراء وما هذا الهزل يافلان ؟ لقد وجدت الحقيقة » فماذا تكون 
العلامة ؟ 

- قال : إني أدلك على الحق » وهذه أمارة » فانا عالم بالحقيقة . 

٠‏ - قال : هل أنت نشال أو أيله في الأصل ؟ بل أنت لص وعارف 
بهذه الحال . 

- لقد كنت أجر خصمي جاذبا إياه » وتأتي من خلفه قائلا : هذه علامة ؟ 
- إنك تتحدث عن الجهات » وأنا خارج عن الجهات ٠»‏ فأين أكون في وصال 
الأيات والبيئنات . 

- وإن الرجل المحجوب عن الصفات يرى الصنع » ويكون في الصفات ذلك 
الذي فقد الذات . 

- والواصلون لما كانوا في عز الذات يا بني » متى ينظرون إلى صفاته؟ 
6- ومادامت رأسك في قاع الماء » متى يقع بصرك على لون 
الماء ؟ 


ب 


- وإذا خرجت من القاع في طلب لون الماء » فقد أبدلت رداءً خلقا برداء من 
الحرير . 
- وطاعة العوام ذنوب عند الخواص » واعلم أن وصال العامة حجاب عند 
الخواص . 
- فإذا جعل الملك من الوزير محتسبا .ء لكان الملك عدوا له » وليس 
محباأا. 
- وريما ارتكب الوزير ذنبا ما ء ولا يكون تغير الملك يلا سبب لا محالة . 
- فمن كان من البداية محتسبا » فهذا هو حظه ورزقهمن 
البداية. 
- لكن الذي كان في البداية وزيرا للملك » إن حعله محتسبا ٠‏ فلآنه فعل شيئا 
- وعندما يدعوك الملك إليه من عتبة " البلاط" ٠‏ ثم يطردك ثانية إلى العتبة ؛ 
- قفاعلم يقينا أنك ارتكبت جرما ما » وإنك لتقوم يطرح فكرة الجبر جهلا. 
- قائلا : لقد كانت هذه قسمتي » وكان هذا ررقي ٠‏ إذن فلماذا كانت تلك الدولة 
في يدك بالأمس ؟ ظ 
8- ولقد قطعت أنت 3 تك بنفسك من الجهل » وهو يزيد في قسمة من 
يكون لها يأهل . 

فصة المنائقين وبغنائهم مسجد الخغرار 
- وهناك مثال آخر في السير المععوج »ء يليق بك أن تسمعه نقلا عن 
القرآن . 
-إن مثل هذا الإعوجاج في الإلقفاء بزهر النرد » كان يفعله أهل النفاق مع 


النبي عليه السلام . 


77 


- لقد قالوا : من أجل عز الدين الأحمدي » لنبن مسجدا » وكانت تلك ردة . 
- وهكذا لعبوا هذه اللعية المعوجة ؛ وبنوا مسجدا غير مسجسسده. 
6- ولقد زينوا سقفه وأرضه وقبته ء لكنهم أرادوا به تفريق 
الجماعة . 

- وجاءوا إلى الرسول» ملحين ء وبركوا على ركبهم أمامه كالجمال . 

- قائلين : يا رسول الحق » ألا تتعب قدمك " بالمجيء" إلى ذلك المسجد إحسانا 

منك ؟ 

- حتى تحل البركة من قدومك »٠‏ ألا قليحفظ الله إسمك إلى يوم القيامة . 

- إنه مسجد لليوم الموحل واليوم الملبيد يبالسحاب » وهو مسجد يوم الضرورة » 

ووقت الفقر . 

ه6- وحتى يجد غريب فيه الخير والمقام » وحتى تزداد هذه الأبنية المعدة 

للعبادة . 

- وحتى يصبح شعار الدين كثيرا جم " الجماعة ٠»‏ ذلك أن الأمر الصعب يسهل 
مع الرفاق . 

- قشرف ذلك الموضع برهة من الزمان » وزكتاء وامدحنا. 

- وأكرم المسجد وأهل المسجمد ء فأنت قمر » ونحن ليل » فصاحبنا 
- حتى يصبح الليل من جمالك كأنه النهار » يا من جمالك شمس مضيئة للروح . 
- وآسفاهه ء قإن هذا الكلام لو كان من القلب ء لحصل المراد لذلك 
الثفر. 

- واللطف الذي يجرى على اللسان بلا قلب ولا روح ٠»‏ مثل خضرة على قمامة» 
أيها الرفاق . 


7316 


- فانظر إليها من بعيد » واعبرها سريعا » فهي لا تصلح للأكل أوالشم » يا بني 
- فحذار » لا تمض نحو لطف من لا وقاء عندهم ء فهو جسر خرب »2 
استمع جيدا . 
- فإن خطا عليه جاهل” خطوة واحدة » فإن الجسر ينهدم » وتتحطم تلك القدم . 
6- وحيتما هزم جيش من الجيوش » فإنما هزم من رخوين مخنثين 
أو تلانة. 
- إنه يدخل إلى الصف مسلحا وكأنه الرجل ؛ ويعتمد عليه بالقلوب » على 
أساس أنه ولي حميم . 
- ثم يولي دبره عندما يرى الطعان » وانصرافه عنك يقصم منك الظهمر 
- وهذا " حديث" طويل : ويحدث كثيرا » لكن المقصود " من الخوض فيه " 

خدام المنافقين للرسول عليه السلام تيصحبوه 

إلى مسجد الضواو 

- لقد تلوا الرقى على رسول الحق » وأخذوا يسوقون جواد الحيل ؛ 
وزخرف القول . 
- وذلك الرسول الحنون المتخلق بالرحمة » لم يكن يجيب إلا بابتسامة » 
وبنعم . 
- قأجزل لتلك الجماعة الشذكر ء وأسعد بجوابه قاصديه. 
- وكان مكرهم يظهر له بتفاصيل ه ؛ متلما يظهر الشعر في اللين . 
- وكان ذلك اللطيف يتجاهل الشعر » ويقول للبن : إسعد .. وياله من ظريف . 
- كانت هناك مئات الآلاف من شعيرات المكر والوسوسة » لكنه تجاهلها كلها 
في تلك اللحظة . 


لحن 


5- وحقيقة ما كان يقول ه ذلك البحر من بحار الكرم » ” إنني أكثر شفقة 
عليكم منكم " . 

- إنني جالس إلى جوار نار ذات تأجج ٠»‏ وذات لهيب شديد السوء . 

- وأنتم كالفراش مسرع ون إليها ء وكلتا يدي تصبحان طاردة للفراش . 
- وعندما تم الإتفاق أن يسير إليهم الرسولةة » هتفت غيرة الحق : لا تستمع إلى 
صوت الغول . 

- فإن هؤلاء الخبثاء قد قاموا بالمكر والحيلة ؛ وكل ما رووه لك معكوس 
6- ولم يكن لهم من قصد إلا سواد الوجه » فمتى بحث النصراني واليهودي 
عن خير الدين ؟ 

- لقد ينوا مسجدا على جبسر التار » ولعبوا مع الله زهر نرد المكر 
والإحتهيال. 

- وقصدهم تفريق أصحاب الرسول »؛ ومتى يعرف فضل الحق كل 
فضولي ؟ 

- وحتى يجلبوا له يهوديامن الشام » يلذ وعنف ه لليهود. 

- قال الرسول : أجل » لكننا على بداية الطريق » عازمون على الغفزو . 
6- وعندا أعود من هذه الغزوة » أمضي حينذاك إلى ذلك المسجد مسرعا . 
- وردهم بقوله ء ومضى إلى الغزو » وتخلص من المحتالين بشيء من 
الحيلة . 

- وعندما عاد من الغزو » عادوا إليه .ء وتشبثوا بما سلف من وعد. 
- فقال له الحق : أيها الرسول » وضح الغدر ٠»‏ وإن كان ثم حرب » قل لتكن . 
- فقال : أيها القوم المكرة » أصمتوا » وحتى لاأقشي أسراركم » أقلعوا . 


- وعندما تحدث ببضع أمارات عن أسرارهم » ساءت أمورهم . 
- فعاد عنه قاصدوه في تلك اللحظفة » وهم يقولون : حاشا لله » حاشا لله . 
- وكل منافق أتى من مكره إلى الرسول » وثم مصحف تحت إيطه . 
- وذلك ليقسم عليه » فالأيمان جنة ء ذلك أن الأيمان سنة عند المعوجين 
الضالين . 

- ولما لم يكن عند الضال المعوج وفاء في الدين » فإنه يحنث بالقسم في كل 
6- وليست عند الصادقين حاجة إلى القسمء ذلك أن لديهم عينين 
- ونقض الميثاق والعهود من الحمق ٠‏ وحفظ الأيمان والوفاء ديدن التقي . 

- قال الرس وله : أأعتبر يمينكم صدقا أو يمين الله ؟ 

- فأقسم القوم ثانية قسما آخر ؛ والمصحف في أيديهم » وعلى الشفاة 
خاتم الصوم . 

- قائلين : بحق هذا الكلام الصادق الطاهر ؛ أن بناء هذا المسجد في سبيل 
اللةه. 

- وليست هناك حيل ة على الإطلاق ولا مكر » بل إن فيه الذكقر 
والصدق ودعاء الله . 

- قال الرسول ‏ : إن صوت الله يصل إلى سمعي كأنه الصدى . 
- ولقد ختم الله على أسماعكم » حتى لا تسبق إلى صوت الحق . 

- وها هو صوت الله يأتيني صراحة »ء وهو يصفيني من الكدر " كما 
يكون " الشراب الصافي . 


- مثتلما سمع موسى من صوب الشجه رة » صوت الحق يناديه : يا سبعيد 
الحظ . 


6- وكان يسمع من جاتب الشجرة : إني أنا النله.ء وكانت الأنوار 


تشع من الكلام 8 
- وعندما كانوا يحسون بالحصر أمام أنوار الوحي ٠»‏ أخذوا يقسمون بالأيمان من 
جديد . 


- وما دام الله قد سمى الأيمان مجنا » فمتى يضع المقاتل المجن من كفه؟ 
- وعاد الرسول ## إلى التكذيب الصريح » وقال لهم : قد كذبتم " بالعربي " 
القصيح . 

تفكير أحد الصحابة منكرا قائلا : لماذا 8 بستر الرسول 

عليه السلام 

- حتى بدى الإنكقارر في قلب أحد صحابة الرسول # من هذا الرفض . 
- متسائلا : مثل هؤلاء الذي وخ ذوي الشيب والوقار » يجعلهم هكذا 
خجلين ؟! 
- فإين الكرم ؟ وأين إرخاء الأسترر ؟ وأين الحياء ؟ إن الأنبياء 
يسترون مئات الآلاف من العيوب . 
- ثم إستغفر ثانية في قلبه » حتى لا يصبح من إعتراضه أصفر 
الوجده )١(.‏ 
- إن شؤم تأييد أصحاب النفاق » جعل المؤمن مثلهم قبيعا عاقا . 
- ثم أخذ ينوح قاتلا : يا علام السمر ء لا تجعلنى مصرا على الكفران . 


. جره-؟1:- لكن صورته المعوجة لم تمض عنه » والخاتم السيء لم يمض عن قلب من لاحاصل له‎ )١( 


2 ؟ 


6- وليس قلبي في يدي مثل رؤية العين » وإلا أحرقت قلبي هذه 
اللحنلة من الغضب . 

- وأثناء تفكيره هذا إختطفه النوم » فرأى مسجدهم ملييا بالروث . 

- وحجارته فاسدة ملقاة في مرحاض » ينطلق منها الدخان الأسود . 
- وتسرب الدخان إلى حلقه »ء وجرحه » ومن هول الدخان المر فزع من 
النوم . 

- فسقط على وجهه لتقتوه وأخذ يبكي قاتئل : يا ألله » هذه آية 
الإنكار . 

- إن الغضب أفضل يا ألله من ذلك الحلم الذي يجعلني منفصلا عن 
نور الإيمان . 

- وإنك إن بحثت في أعمال أهل المجصاز » تجدها منتنة طية بعد طية . 
وكانها اليضمل :: 

- وكل طية أقل لبا من الأخرى » لكنها عند الصادقين » كل واحدة أكثر لبا 
وعمقا من الأخرى )١(.‏ 

- لقد ربط هؤلاء القوم مائة حزام على القباء .ء من أجل هدم مسجد أهل 


قباءع. 

- مثل أصحاب الفيسل أولاء في الحيش » بنوا كعبة » فأضرم الله فيها 
النار 

6- فهاجموا الكعبة إنتقا فإلام صار حالهم » إقرأه من 


كلام"العلام". 
)١(‏ ج/د-؟1١5:-‏ لقد ربط هؤلاء القوم الواهسون ماتئة وسط من النفاق والحيلة والدين غير السليم . 


غ؟ 


-وليس لسود وجوه الدين من جهاز » إلا الحيلة والمكر والعناد. 

- وقد رأى كل صحابي واقعة عن هذا المسجد عيانا » حتىمصار سره لهم 
- ولو أنني تحدثت عن تلك الواقعات واحدة بعدالأخرى » لصار الصفاء يقينا 
عند أهل الشك . 


- لكني أخشى من كشف سرهمء فهم مكرمون ٠»‏ ويجمل يهم الكرم . 


النقد دون محك . 
- وحكمة القرآن كأنها ضالة المؤمن » وكل إمريء يعرف ضالته 


كم المع فحفة::. 

قصة ذلك الذي كان يبحث عن ناقته الضالة ويسآل عنها 
- لقد فقدت ناقة وبحثت عنها بجد » فكيف تجدها إن لم تعلم أنها لك . 
- فما هي الضالة ؟ إنها الناقة الضائعة ؛ وقد هربت منك إلى ما وراء 
حجاب . 
- ولقد جئنت عند تحميل القافلة » واختفت تاقتك من بين الإيل . 
6- فتسرع إلى هذه الناحية وتلك الناحية متيبس الشنفةهء وقد 
إيتعدت القافلة » واقترب الليل . 


- وبقي متاعك على الأرض في طريق الخوف » وأنت مسرع خلف الناقة » في 


تطواقف . 
- متسائلا : أيها المسلمون » من رأى ناقة ؟ إنطلقت في الصباح من أحد 
المزاود ؟ 


- وكل من يخبرني بأمبارة عن ناقتي ٠»‏ أعطيه البشارة عددا من الدراهم . 

- وتظل تبحث عن الأمارة من كل إنسصان ؛ ويسخر منك لذلك كل 

- قائلا : رأيت ناقة تذهب إلى تلك الناحية ء ناقة حمراء " 

تمضي " نحو ذلك العشب . 

- ويقول آخر : هل هي صلماء ؟ ويقول ثالث : هل غطاء سرجها منقوش ؟ 

- ويقول رابع : هل هي عوراء ؟ وشم آخر يقول : هل هي جرباء فاقدة 

الوبر ؟ 

- ومن أجل البشقارة »ء بين كل خسيس مائة أمارة خبط عشواء )١(.‏ 
التردد بين المذاهب المختلفة وإيجاد مخرج ومخلص 0 

- مثتل ذلك أن كل إنسان في.المعرفة » يقوم بوصف مخلوق غيبي . 

- فالمتفلسف قام بالشرح على وجه من الوجوه » ثم جاء فقيه » وقام 

بجرح قوله . ْ 

- وثالث لا يفتأ يطعن على كليهما ء والرابع في الإحتيآل » ما إنفك يعاني 

النزع. 

- وكل” من طريق يعطي الأمارات عنها » حتى يُظن أنهم أهل هذه القرية 

- فاعلم هذه الحقيقفة » إنهم جميعا ليسوا على الحق » وليسوا جميعا بالضالين 

ذلك النفر . 

- ذاك أن باططلا لا يظهر دون حق » والأبله يشتري الزائف "على رائحة " 

أنه ذهب خالص . 


)0( ج/ 571-5:- ويا أيها القلب » إستمع إلى هذه الأسرار » وإن كانت من قسمتك » فاشرب منها هنيتا . 


"25 


- فإن لم يكن في الدنيا ذهب رائج ء فمتى كان يمكن إنفاق 
الزائف ؟ 

- وإن لم يكن صدق » متى كان كذب ؟ إن ذلك الكذب إنما يستمد ضياءه من 
الصدق . 

- وعلى أمل الصحيح » يُشترى الزائف » والسم يحقن في السكر » 
وآنذاك يؤكل . 

- وإن لم يكن القمح الذي يُستلد عند الأكل ء ماذا يحمل ذلك الذي يبدي القمح 
ويبيعالشعير ؟ 

- فلا تقل إذن أن كل الأقوال باطلة ء فمن هم على الباطل » يجعلون 
قلوبهم كالشباك » على أمل الحمطق . 

6- فلا تقل إذن أنها يرمتها خيالٌ وضلال »ء ولا خيال هناك في 
العالم دون حقيقة . 

- والحق أخفي ليلة القدر بين الليال » حتى تقوم الروح بامتحان كل ليلة 
- قليست كل الليالي هي ليلة القدر أيها الفتى » كما أن كل الليالي ليست 
خالية متها. 

- فامتحن فقيرا من بين لابسي الخرق » واتبع من يكون على الحق . 
- وأين المؤمن الكيس الفطف ن ؟ حتى يميز بين المخنثين والفتيان . 
0- وإن لم تكن البضائع المعيوبة موجودة في الدنيا. لكان كل 
التجار بلهاء . 

- ولكانت معرفة البضائع -إذن - أمرا شديد السهولة ء فإن لم يكن ثم 
عيسى » فسواء العزيز والخسيس . 


- وإن كانت كلها ذات عيوب ؛ فلا فائدة للمعرفة هء فما دام .كله خشب 2١‏ 

فليس ثم عود هنا . 

- وذلك الذي يقول كلهم على الحق أحمق » وذلك الذي يقول كلهم على باطل » 

شقي . 

- والتجار الأنبياء قد كسبواء أما تجار اللون والرائحة » فهم عمي 

مظلمون . 

66- إنه يبدي الحية للعين مالا » فحك عينيك كلتيهما جيدا . 

- ولا شنثر إلى سرور هذا البيسع والكسب ؛ وانفغر إلى خسر 

فرعون وثمود . 

- وكرر الننظفر في هذا الفلك » ذلك أن الحق قال : ثم أرجع البلمصر . 
امتحان كل شيء حتى يظهر الخيبر واآلشر الذي قبي 

- لا تقنع بنظلرة واحدة إلى سقف النور هذا » وانظر مرات » وشاهد : هل 


من فلور ؟ 
- ما دام قد قال لك : أنظر مرات إلى هذا السقف الجميل ٠‏ كرجل باحث عن 
العيب . 


- فإنك تعرف إذن هذه الأرض المظلمة »ء فحتام النظر إليها بعين 
القبول ؟ 

- وحتى نصفي الأصفياء من الكدرين » كم من الآلام يجب على عقولنا 
ليب ؟ 

- " من قبيل " إختبارات الشنتقاء والخريف ؛ وحرارة الصيف » والربيع كأنه 
الروح . 


- والرياح والسحب والبروق » حتى تبدو الفوارق بين الأعراض . 
- وحتى تخرج الأرض ذات اللون الترابي » كل ما في جيبها من ياقوت 
وحخبجحعبيرنر 85 


6- وكل ما سرقه هذا الثراب الأسود من خزانة الحق وبحر 


الكرم . 
- يقول له شرطي التقدير : أصدق القول » ما سلبته » فصل القول عنه شعرة 
بشعرة . 


- ويقول التراب أى اللص : لاشيء » لاشيء » فيج ره الشرطي إلى التعذيب 
- ويحدثه باللطف حينا » حديثا كأنه السكر » وحينا يشبحه » ويقعل ما هو أسوأ . 


- حتى تظلهر تلك الأمور الخفهة بين القهر واللطف » وهذا من نار 
الخوف والرجاء . 


- وقفصول ربيع اللطف هذي هي شرطة الكبرياء » وذلك الخريف تهديد 
وتخويف من الله. 

- وذلك الشتقاء صليب معن وى ؛ء حتى تظهر أنت أيها اللص الخفي . 

- ومن ثم يكون للمجاهد حينا بسط القلب ». وحينا آخر القبض والألم والغش 


والفقفل . 
- ذلك أن هذا الماء والطين أى أبداننا » منكسرة سارقة لضيساء 
الأرواح . 


- قالحق يسلط الحار والبارد والألم والتعب على أجسادنا ٠‏ يا أيها الرجل الشجاع 
65- قالخوف والجوع ونقص الأموال واليدن ٠»‏ كلها من أجل ظهور نقد 
الروح . 


- ولقد وجه كل هذا الوعد والوعيد ء من أجل هذا الخير والشر اللذين 
مزيجيما مع 
> وما داموا قد مو جحوا الحق بالبا دل : نقد ضنبوا فى الهمينبان 
الصحيح والزائف . 
- ومن ثم ينبغي له محك منتقى في الحقائق » إجتاز كثيرا من الإمتحانات . 
- حتى يصبح فارقا بين هذه الأمور المزورة » وحتى يصبح دستورا! لتلشك 
التدابيير. 
- فلترضعي موسى يا أم موسى » وألقي به في اليم » ولا تخشين من 
البلاء . 
- وكل من رضع هذا اللبن في يوم " ألست " ميز اللبن كما ميزه موسى . 
- وإن كنت يا أم موسى مولعة ' بمعرفة " تمييز طفلك ٠‏ قومي بإرضاعه في 
ذلك الزنمان - 
- حتى يذوق طعم لبن أمسه » وحتى لا يسقط في" يد " مرضعصة سيئة 
الطينة )١(.‏ 

شوم فائدة الرجل الباحث عن الناقفة 
- لقد فقدت ناقفة أيها المعتمد » وكل إنسان يحدثك بأمارة عن هذه 


الناقة. 

ه- وأنت لا 5 أين توجد تلك الناقفة ء لكنك تعلم أن هذه الأمارات 
و ين نو َ رر 

خاطئة . 


- وذلك الذي لم يفقد ناقة » من المراء » يبحث عن ناقة » مثل فاقد الناقفة . 


. فليس الغرض هو قول هذه الحكاية‎ ٠ جره-44: وهذه الحكاية نفسها واضحة لك‎ )١( 


- قائلا : بلى » وأنا أيضا فقدت ناقة »ء وكل من يجدها له مني الأجر . 
- حتى يكون شريكا لك في الناقفة ء وهو يلعب هذه اللعية طمعا فيها . 
- إنه لا يعلم الأمارة الخاطئة من الأمارة الصحيحة » لكن قولك بمثابة 
العصا لذلك المقلد . 

0- وكلما تقول عن شيء : إن تلك الأمارة خط أ » يقول نفس الشيء 
تقليدا لك . 

- وعندما تذكقر أمارات صحيحة أو شبيهة بالصحيحة ء تيقن لديك أنه لا 
ريب فيه. 

- ففيه شفاءٌ' لروحك المريضة » ويصبح لك رواء للوجصه وصحهة 
وقوة. 

- وتصبح عيناك مضيئتين وقدماك مسرعتين ٠‏ ويصيح جسدك روحا » وتصيح 
روحك سلسة. 

- فتقول إذن : لقد صدقت أيه ! الأمين » هذه الأمارات " من قبيل " البلاغ 
الميين . 

ه6- " فيه آيات ثقات بينات "» هذه تكون براءة لك » وقدر النجساة . 
- وعندما أعطى هذه الأمارة تقول له : تقدم » هذا وقت العزم » فكن أنت 
الخادي . 

- ولأكن تايعا لك يا صادق القف ول .ء لقد علمت شيتا عن ناقتي » 
فأظهر لي أين هي . 

- وعند ذلك الشخص الذي ليس صاحب ناقة » ذلك الذي كان يجد في البحث 


مراء وجدلا ؛ 


"١ 


- لا يزداد يقينه من هذه الأمارة الصادقة ٠‏ إلا إنعكاسا للباحث الحقيقي عن 
الناقة. 

. لقد علم النذر اليسير من جده وسعيه الحثيث » وأن صيحاته هذه‎ -"٠٠ 
. لم تذهب سدى‎ 

- ولم يكن له حق في تلك الناقفة ء لكنه كان قد فقد ناقة هو الآخر » 
اخشجل:.: 

- والطمع في ناقة الغير صار دريئة له »ء ذلك أنه كان قد نسي ما فقد . 
- فحيثما كان ذاك يسرع » كان هذا يسرع أيضا ء ومن الطمع صار أيضا 


صاحب ألم . 

- والكاذب عندما يصبح رفيقا للصادق في السمبي ير »ء ينقلب كذيه إلى صدق 
فجيذأة. 

وفي تلك الصحراء التي كانت الناقة تعدو فيهاء وجد ذلك الآخر 
ناقته أيضا. 

- وعندما رآها تذكر أنها ملك ه هء وانتفى عنه الطمع في توق الرفيق 
والقريب . 


- وصار ذلك المقلد محققفا عندما رأى ناقته ترعى في ذلك المكان . 

- فصار في تلك اللحظة طالبا للناقة » ولم يكن يبحث عنها » حتى رآاها في 
الصحراء - 

- ومن بعد ذلك بدأ في السير وحيد » وفتح عينيه صوب ناقته . 

2- فقال ذلك الصادق : هل تركتني ؟ لقد كنت حتى الآن قائعما 
برعايتي . 


- قال : كنت حتى الآن مخادعا »ء وكنت أتملقك طمعا . 

- والآن صرت شريكا لك في الألم ء وإنما إنفصلت عنك في الطلب بالجسد 
- ولقد كنت أسرق منك وصف الناقفة .ء ورأت روحي ما هووالي»ء 

فامتاذت عيني . 

- وما لم أجده » لم أكن طالبا إياه » فلقد إنهزم النحاس الآن » وغلب عليه 

الذهب . 

65 - وصارت سيئاتي كلها طاعات ., فالشكر لله » وفني ي الهزل ؛ وأثيبت : 

الجد » فالشكر لله . 

- ولما كانت سيئاتي قد صارت وسيلة إلى الحق » فلا تدق كثيرا على 

سيئاتي . 

- لقد كان صدقك قد جعلك طالبا ء أما الجد والطلب ٠»‏ فقد فتحا علي أبواب 
الصدق . 

- وصدقك هو الذي دفعك إلى البحث » وبحثي هو الذي أتى بي إلى المصدق 
- وكنت أغرس بذور الإقبال في الأرض » وكنت أظنها سخرة وعبثا . 
> لكن ذلك لم يكن سغرة ء كان كسبا وافرا » وكل حبة غرستها 
أنبتت مائة حبة . 

- إن لصا تسلل إلى منزل ما خفية » وعندما دخل ؛ رأى أنه منزنه 
هو . 

- فكن متحمسا أيها الغث جك وحو ورامك لجح اجن 

يصلك اللين . 


- إنهما لم تكنا ناقتين » بل ناقة واحدة » واللفظ قد ضاق » والمعنى شديد 
الإمتلاء . 
- واللفظ دائما ما هو غير موصل إلى المعتى » ومن ثم قال الرسول» قد كل 
اللسان . 
5-65" والنطق بمثابة إصطرلاب » يكون في حساب » وأى قدر تعرقه 
من الفلك والشمس . 
- وبخاصة فلك" يعتير هذا الفلك بالنسبة له بمثابة ورقة قش » والشمس من 
شمسه بمثابة ذرة . 

بيان أنه في كل نفس توجد انتنة مسجد الضرار 
- عندما اتضح أنه لم يكن مسجدا » كان بيتا للحيلة وشبككة لليهود . 
- أمر النبي * بأن يهدم » وأن يجعلوه مكانا لإلقاء القمامة. 
- وكان صاحب المسجد كالمسجد نفسه مزورا » ووضع الحبوب تحت الشباك » 
ليس جودا . ١‏ 
*- واللحم الذي يكون في شصك خاطفا للثسماك ٠»‏ مثل تلك اللقمة » لاهي 
من الجود » ولا هي من السخاء . 
- ومسجد أهل قباء الذي كان مجرد. جماد » لم يدع طريقا إليه لمن لم 
يكن كفوا لله. 
- ولم يجز على الجمادات مثل هذا الحيف » فألقى أمير العدل بالنفظ في ذلك " 
المساعد "عون الكقم : 
- إذن فاعلم أن للحقائق التي هي أصول الأص ول » تحتوى فيما بينها على 
فواصل وفواصل . 


565 


- فلا الحية فيها تشيه حياة الآخرين » ولا الممات فيها يشبه مماتهم. 
- وإياك أن تعتبر القبر فيها مثل قبور الآخرين » وماذا أقول أصلا 
في أحوال فروق ذلك العالم ؟ 
- فاعرض فعلك على المحك يا رجل الفعل » حتى لا تيني مسجد الضرار . 
- ومن ثم فإنك ساخر" من بناة المسجد أولاء » وعندما نظرت » وجدت نفسك 
متهم. 

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه على أمرما 

دون أن بحس أنة مبتلى بنفس الأمر 

- ذهب أربعة من الهنود إلى مسجد من المساجد » وصاروا في ركوع وسجود 
طائعين . 
حواكين كل مقي على توح اتوك سال فق الولةة وككقيمينة واكم 
٠‏ ه”- وجاء المؤذن » فانفلت من أحدهم كلام ماء وتساءل : أيها المؤذن » 
هل أذنت » وهل حان الوقت؟ 
- فقال ذلك الهندي الآخر من ضراعته : إنتبه » لقد تحدثت , وبطلت 
صلاتك . 8 
- فقال الثالث له : يا عمي ٠‏ لماذا تلوأمه ؟ لم نفسك . 
- فقال الرابع : حمدا لله » إنني لم أقع في البئر مثل أولئك الثلاثثنة . 
- ومن ثم فسدت صلاةة الأربعصة » وأغلب العائبين » ضلوا الطريق . 
6- وما أسعدها تلك الروح التي رأت عيبهها ء وكل من تحدث عن 
عيب » فقد شراه لنفسه . 
-ذلك أن نصفه كان من موطن العيب » بينما كان نصفه الآخر من موطن 
الغيب . 


5 


- وإذا كان هناك فوق رأسك عشرة من الجراح » فإنما ينبغي أن توكل إلى 
نفسك دهانها. 

- والعيب على نفسك دواء' لها » وإن كان ثم كسير » وجيت له الرحممة . 
- وإن لم يكن فيك نفس ذلك العيب » لا تكن آمناء ريما يشيع عنك أيضا 
ذلك العيب . 

066 إنك لم تسمع " لا تخافوا " من الله ء إذن لماذا رأيت نفسك آمنا 
سعيدا ؟ 

- ولقد عاش إبليس لسنوات " طويلة " حسن السمعة » ثم صار مفتضحا 2 
فانظر الام صارت سمعته . 

- لقد كانت علياؤه معروفة في الدنتياء وصار معروقا بعكسها » فويل” 
له. 

- فما لم تكن أمناء لا تبحث عن الشهرة هء واغسل الوجه بالخوف » تم 
أبدٍ وجهك . 


- وما لم تنبت لحيتك ياجميلي » لا تسخر من أجرد لخر . 
هه" وانظر إلى أن روحه قد صارت مبتلاة » وسقط في بئر ليكون عمبرة 
لك . 


- وأنت لم تسقط لتكون عبرة اله »ء وهو إحتسى السم » فاشرب أنت 
سكره. 

نصد الغز فتل رجل حنى يخاف آغخغر 
- لقد جاء اولئك الأتراك الغز السفاحون » وهجموا على قرية فجأة لسلبها . 
- فوجدا إثنين من أعيان تلك القرية ء فأسرعوا من أجل إهلاك أحديهما . 


ك5ت؟ 


- وأوثقوا يديه من أجل ذبحه ء فقال : أيها الملوك » أيها الأركان العظام 
- لماذا تلقون بي في بئر الموت ؟ ولأي سبب أنتم ظامئون إلى دمي ؟ 
- وما الحكمة ٠‏ وما الغرض من قتلى ؟ ما دمت ققيرا إلى هذا الحد وعاري 
الحسد ؟ 


- قال أحدهم : حتى يهاب رفيقك هذا ء ويحل به الخوف ء فيبدي'ما يخقيسهمن 


ذهب . 
- قال : إنه أفقر مني آخ را ء فأجاب : لقد تظاهر بهذا ٠‏ لكن لديه ذهها . 


- قال : ما دام الأمر وهماء فكلانا سواء ٠‏ كلانا في مقام الإحتمال والشك . 
- فاقتلوه أولا أبيها الملوك . حتى أخاف أنا » وأدل على الذهب . 
- فانظر إلى الإكرامات الإلهية بنا » أننا جئنا في آخر الزمان وفي منتهاه . 
- وآخر القرون مقدم على القف رون ٠‏ وقي الحديث : نحن الآخرون السابقون 
- حتى يبدي لنا هلاك قوم نوح وقوم هود , يبديه لنا عارض الرحمة . 
- فقد قتلهم حتى نخاف منه » ولو كان قد فعل العكسعفالويل لك . 

ببان حال المغرورين والجحودين لنعمة وجود 

الأنبباء والأولياء عليهم السلام 

0 - كل منهم تحدث عن العيب وعن الذنب ٠»‏ من قلب كأنه الحجر ومن 
روح سوداء . 
- ومن استخفاقهم بالأمور ١‏ وفراغهم من التفكير في الغد . 
- ومن الهوس ٠‏ ومن عشق هذه الدنيا! الدنية » فهم كالنساء » ضعاف العقول 


أمام النفس . 


لزه ؟١‏ 


- وذلك الفرار من نكات الناصحين » وذلك الجفول من لقاء الصالحين . 

- والغربة عن القلوب وأهل القلوب ٠»‏ والتزوير والرياء مع الملوك . 

76 7- واعتبار شباع العيون من المتسولين » وعدائهم خفية » حسدا منهم . 

- فإن قبل شيئا ء يقول : شحاذ » وإن لم يقبل ٠‏ يقول : حيلة ومكر 


وتظاهفر . 
- وإن إختلط بك ء تقول طامع » وإن لم " يختلط " » تقول : مولع 


- أو اعتذرت كالمنافق قائلا : شغلت بنفقة العيال وأهل الدار . 

- فليس عندي إهتمام حتى بحك رأسي » وليس عندي إهتمام بأمور الدين . 

- فاذكرنا بهمتك يا فلان » حتى نصبح من الأولياء آخر الأمر . 
- وقد قال هذا الكلام أيضا ليس من الألم أو الحرقة »ء مثل نعسان 
تحدث هراء ثم نام . 

- فلا محيص قط من قوت العيال ٠»‏ إنني أقوم مرغما بالكسب الحلال . 

- أى حلال » يا من صرت من أهل الضلال » إنني لا أرى حلالا سوى دمك 
- فهو ذو وسيلة " لليعد " عن الله » ولا وسيلة له عن القوت ٠‏ وحيلته عن الدين 
لا عن الطاغوت . 

5 - فيا من لا صبر لك عن الدنيا الدنية » أى صبر لديك عن " نعم 
الماهدون " ؟ ْ 

- ويا من لا صبر لك عن العز والنعيسم » كيف صبرك عن الله الكريم ؟ 


إل ج/د- 736:- وإن تحملك ء قلت : عاجل » وإذا تحركت فيه الغيرة : قلت : مندففع. 


8ه؟ 


- ويا من لا صير لك عن الطاهر والدنس ؛ كيف صبرك عن الذي 
خلقهما ؟(١)‏ 

- فإين مثل الخليل الذي خرج من الغار ء وقال : أهذا رب ؟ أين الخالق ؟ حذار 
- وأنا لن أنخر إلى العالمين » ما ثم أر لمن هذان المجاسان . 

- ويدون مشاهدة صفات الله » إن أكلت الخبز ٠‏ لغص به حلقي . 

- فكيف أهنأ بلقمة دون مشاهدته ؟ ودون مشاهدة وروده وروضته . ؟ 
- ومن الذي يأكل من هذا الماء والطعام لحظضة واحدة إلا على رجاء الله ؟ 
اللهم إلا إذا كان من البقر والحمر ؟ 

-.وذلك الذي هو كالأنعام بل هم أضل » وإن كان شديد المكر ء إلا أنه نتن 


الإبط . 
#“اقمكر ومتفان» + كما كدان هو امتقليها و عدره القصير قد إنتهى ١‏ وقد دنا 
أجلهةه . 


065- وموضع فكره قد إنثللم ء وخرف عقله » وانتهى عمره » وليس معه 
شيء » كحرف الألف . 

- وكل من يقول : إنني أفكر في هذا الأمر ء يكون هذا كله من حيل النفس 
أيضا . 

- وكل من يقول : إنه غفور رحي م ء ليس ذلك إلا من حيلة النفس اللئيمة . 
- ويا من مت غما قائلا : اليد خالية من الخبز ٠»‏ إذا كان غفورا رحيما » فلم هذا 
الخوف ؟ 

)١(‏ ج/ه-.53:- ويا من لاصبر لك عن العيال والزوجة ٠‏ كيف تصبر عن الحي ذي المنن ؟.- ويا من 


لا صبر لك عن الماء الكدر . كيف تصير على غضب الله ؟ - ويا من تقول أن الله سوف يغفر لك ٠١‏ إعلم أن 
هذا هو خداع الغول لك . 


شكوى رجل شيخ لطبيب من أمراضه وجواب الطبيب عليه 
- قال شيخ لطبيب : إنني في عذاب من وجع في رأسي . 
٠٠‏ - قال : إن ضعف الدماغ هذا من الشيخوخة .ء قال له : وعلى عيني 
- قال : من الشيخوخة أيها الشيخ المعمر ٠‏ قال : إن ظهري يؤلمني ألما 


- قال : من الشيخوخة ؛ أيها الشيخ الضعيف » قال : وأنا لا أهضم ما أكلت 
- قال : ضعف المعدة أيضا من الشيخوخة » قال : أشعر بضيق عندما 


- قال : أجل » إحتباس في النفس » عندما تحل الشيخوخة » تحل معها مائتا 
علة )١(.‏ 

-"١٠ 5‏ قال : أيها الأحمق » هل سمرت على هذه العبارة ؟! وهل هذا هو كل 
ما تعلمته من الطب فحسب ؟ 

- أيها الأحمق ٠‏ ألم يعلمك عقلك هذه المعلومة » أن الله خلق لكل داء دواء ؟ . 
- وبقيت أيها الحمار الأحمق على الأرض من قلة يضاعتك » كالحمار من قصر 


كدميله ؟ 


5 


)١(‏ ج/د-5.::- قال : لقد قلت شهوتي دفعة واحدة , قال : من الشيخوخة هذا العجز . - قال : لقد وهنت 
قدمي وعجزت عن السيرء قال : من الشيخوخة ١‏ هي التي أقعدتك في عقر دارّك .- قال : صار ظهري 
كالقوس محنيا . قال : من الشيخوخة هذا الألم والعناء .- قال : لقد أظلمت عيني أيها الحكيم ٠‏ قال : من 
الشيخوخة ٠‏ آيها الرجل الحليم . 


5٠ 


- فقال له الطبيب : يا من بلغت الستين من العمر » هذا الغضب وهذه الحدة 
أيضا من الشيخوخة . 

- ما دامت كل أوصالك وأعضائك قد ضعفت .» صار صيرك وضيطك لنفسك 
- فهو لا يتحمل كلمتين » ويصرخ منهما ء ولا طاقة عنده لجرعة 
واحدة » فيتقياها. 

- هذا » اللهم إلا الشيخ الثمل من الحق ؛ فإن في باطنه حياة طيبة . 

- فهو في ظاهره شيخ . وفي باطنه صبي »ء فما بالك بذلك النيبي . وذلك 
الولي ؟ 

- وإن لم يكونا ظاهرين أمام كل طيب وشرير ٠‏ فما هذا الحسد من الأخساء 
لهم ؟ 

- وإن لم يكونوا يعرفونهم علم اليقين ٠‏ فما هذا البغض والكي د والحقد ؟ 
26- وإن كانوا يعلمون الجزاء يوم القيامة ٠»‏ كيف كانوا يضربونهم بالسيف 
البتار . 

- إنه يضحك في وجهك » فلا تنظر إليه هكذا ء فإن ماتة قيامة مختفية داخله . 
- والجحيم والجنة هي كل أعضائه ء وكل ما تفكر فيهء هو فوققه. 
- فكل ما تفكر فيه قابل” للفناء » وما لا يتأتى في فكر » هو الله . 

- فمن أى شيء التوقح على باب هذه الدار » ما دام من المعلوم من هو داخل 
الدار . 


حي 


> إن البلهاء يقومون بتعظيم المسجهد ء لكنهم يجدون في جفاء أهل 
القلوب . 
- وذاك مجاز » وهذه حقيقة أيها الحُمر » فلا مسجد إلا بواطن الرؤذساء . 
- والمسجد الذي هو بواطن الأولياء » موضع سجود الجميع » ففيه الله . 
- وما لم يتألم قلب رجل الله ء لما فضح الله قرنا قط . 
- كانوا يقصدون قتال الأنبياء ء لقد رأوهم جسما » وظنوهم من البشر . 
-"١‏ وفيك أخلاق اولئك السابقين » فكيف لا تخاف أن يحيق بك ما حاق 
بهم ؟!(1) 
- وما دامت هذه الأمارات فيك » وما دمت منهم » أنى لك النجصاة ؟ 

خصة جحا وذلك الصبي الذي كان ينوح أمام 

جنازة وآلدة 

- كان أحد الصبيان أمام نعش أبيه » ينوح يحرقة ؛ ويلطم رأسسه . 
- صائحا : يا أبي ٠‏ إلى أين يحملونك آخرا ؟ ألكي يدسوك تحت التراب ؟ 
- يحملونك إلى منزل ضيق وعذاب » ولا فيه سجاد » ولا فيه حمصيبر 
"3٠‏ ولا مص باح في الليل » ولا خبز في النهار » ولا فيه رائحة طعام » 
ولاأترراله. ' 
- ولا بابه معمور » ولا طريق إلى سقفه » ولا جار له » يكون ملجاأ وظهيرا 
- وعينك التي كانت موضع قبل الخلق » كيف تصير في منزل ما عمياء 
مظلمة ؟! 





(1) ج/ه-"40:- إن عادة هؤلاء الجحودين فيك ؛ فلا يأتينك الدلو مرة واحدة من البثر سليمة . 


5 


- منزل لا أمان فيه » ومكان ضيق . إذ لا وجه يبقى فيه ولالون . 

- وعلى هذا النسق ٠‏ أخذ يعدد أوصاف الدار . وهو يسوق الدمع الدامي من 
5 "- فقال جحا لأبيه : يا عظيم القدر ٠»‏ والله إنهم ليحملون هذا إلى 
منزلنا . 

- فقال الأب لجحا : لا تكن أبله .ء ققال : يا أبي ٠‏ إسمع الأمارات . 

- إن هذه الأمارات التي قالها واحدة بعد الأخرى . هي أوصاف منزلنا » دون 
شك ولا ريب . 

- فلا حصير فيه » ولا مصباح ١‏ ولا طعسام »ء ولا بابها معمور . ولا صحن 
لها » ولاسقف . 

- وعلى هذا النمط ء» فإن لديهم على أنفسهم مائة علامة ٠‏ لكن متى يرونها ء 
أولئك الطغاةة . 

- ودار ذلك القلب الذي يبقى بلا ضياء من شعاع شمس الكبرياء ؛ 
- ضيقفة مظلمة كأنها روح اليهودي »ء ولا زاد ” فيها ” من مذاق السلطان 
الودود . 

- فلا في ذلك القلب سطع نور الشمس ٠ء‏ ولا إتساع ساحته » فتح باب . 

- والقبر أفضل لك من مثل هذا القلب » فاصعد من قبر قلبك آخرا . 

- إنك حي وابن حي » أيها المرح المهذار » ألا تضيق أنفاسك إذن من هذا القبر 
الضيق ؟ 

ه١"-‏ وأنت يوسف » أو أنك شمس السماء » فاصعد من هذا اليئر ٠‏ وأيد 


وجهك. 


ل 


- ويونس قد نضج في بطن الحوت » ولخلاصه لا يد من التسبيح . 

- » فلو لم يكن من المسبحين » لظل بطن الحوت سجنا له إلى يوم ييعغون 
- إنه بالتسبيح قد نجا من بطن الحوت » » وما هو التسبيح ؟ إنه آية يوم 
"ألسث " . 

- وإن كنت قد نسيت تسبيح الروح ٠»‏ فاستمع إلى تسبيح الأسماك . 

+ وكل من رأى الله » فهو إلهي » وكل من رأى ذلك البحر » قهو 
حوته. 

- وهذه الدنيعا بحر » والجسد حوت ٠‏ والروح هي يونس » المحجوب عن نور 
الصبوح . 

- فإن كان ثم مسبح ء فقد نجا من الحوت ٠»‏ وإلا هضمه » واختفى تماما . 
- وأسماك الروح كثار في هذا البحر ء» وأنت لا تراما ء لأتك أعمى »: 
أيها المسكين . 

- إنها تحف بك » تلك الأسماك بعينها » فاقتح عينيك حتى تراها عيانا . 
' 165 وإن لم تكن ترى هذه الأسماك ببممصرك ء فإن أذنك قد سمعت 
تسبيحها آخر الأمر . 

- والصبر هو روح تسابيحك ٠»‏ فاصبر » فالصبر هو التسبيح الحق . 

- ولا تسبيح آخر قط له هذه الدرجة »ء فاصبر » والصبر مفتاح الفرج . 
- والصبر كأنه جسر الصراط » وفي نهايته توجد الجنة » وكل حسنساء » 


معها حارس قبيح . 
- وما دمت تهرب من الحارس ؛ فلا وصال ؛ ذلك أن الحارس لا ينفنصل عن 
الحستام . 


55 


ل 


- وأى علم لك بلذة الصبر يا هش القلب ؛ خاصة الصبر من أجل هذه 
الحسناء المنسوبة إلى مدينة تشتكسل . 
- ولذة الردجل تكون من الغزو والكر والفرء أما المخنث فلذته من 


الاأخسر. 
- فلا دين عنده ولا ذكر إلا الأقرء وفكره داتما مايحمله إلى 
أمفتحتهكل:.: 


- فإن تسامق حتى الفلك » لا تخف منه ء فقد تعلم درس عشق السفل . 
- إنه يسوق تحو السقل الفرس ٠»‏ مهم ! يحرك نحو العلو الجرس . 
6- فأى خوف يكون هناك من رليات الشحاذين » إن هذه الرايات وسيلة” 
. إلى لقمة الخبز )١(.‏ 
خوف آلصبي من ذلك الشخص ضفخم الجثة وقول ذلك الشخعر 
للصبي : أيصا الصبي , لاتخف , فلست برجبل 
- وجد مارث' قبيح صبيا وحده » فشجب وجه الصبي خوفا من أن 


يهاجمه. 


- فقال له : اطمئن يا جميلسي » فإنك أنت الذي ستكون فوقفي . 

- وأنا وإن كنت مهول " المنظر '؛ اعلم أني مخنث ٠»‏ فاركيني كما يُركب البعير» 
وداوم على السوق . ٍ 

- فالصورة صورة رجال » وهذا هو المعنى » في ظاهره أدم » وفي باطنه 
الشيطان اللعين . 

- وأنت تشبه الطبل أيها الضخم كقوم عاد » التي كانت الريح تدق 
عليه بذلك الغصن . 


. استمع إليها بما يليق بطبعك‎ ٠ ج/رد-417:- فافهم هذه الكلمات جيداء وإن لم تعرفها‎ )١( 


"5 


- فأضاع تثعلب” صيده أدراج الرياح »ء من أجل طبل كقربة مليئة 


بالريح. 
- وعندما لم ير في الطبل ميمنة » قال : إن خنزيرا أفضل من هذه القربة 
الفارغة . 
- والثعالب تخاف من أصوات الطبول ؛ لكن العاقل يظل يقرعها » حتى تلزم 
الصمت . 


قصة رام بالسهام وخونه من الفارسس الذي كان 
يسيرقي الغابة 

- كان أحد الفرسان مسلحا وذا مهابة هء يتجول في الغابة على جواد 
انوج ل : 
- فرآه رام بالقوس ماامر » ومن الخوف » شد القوس ؛ 
- حتى يرميه يسهم ٠‏ فصاح به الفارس : إنني ضعيف » وإن كنت ضخم 
الجسك.. 
- حذار ؛ حذار » ولا تنظر إلى ضخامتي » فإنني أقل عند الحروب من امرأة 
عجوز . 
- وكثير من الأشخاص قتلتهم آلة الحرب » والسيوف في قبضاتهم » لانعدام 
رجولتهم. 
- وإن لبست أنت سلاح أمثال رستم » فقد ضاعت روحك » 
عندما لا تكون روح رجل . 
- فاجعل الروح درعا » ودعك من السيف يا بني » وكل من يكون بلا رأس » 
يأخذ رأسا من هذا المليك . 


76 


- فسلاحك ذاك حيلتك ومكرك » تولد منك » وأذى روحك . 
- وما دمت لم تنتفع أدنى نفع بهذه الحيمل .ء فاترك الحيلة » حتى تأتيك 
الدول . 
- وما دمت لم تأكل ثمرة في أى لحظة من فنك ؛ فاترك الفن ٠‏ وداوم على 
الطلب من رب المنن . 
6"6- وما دامت هذه العلوم ليست مباركة عليك ؛ اجعل من نفسك أحمق » 
وتجاوز الشؤم . 
- ومثل الملائككة قل : لا علم لنا - يا إلهي - إلا ما علمتتا. 

قصة الأعرابي ووضعه الرمل ذي جوال وملامة ذلك الحكيم له 
)0( 
- حمل أعرابي بعيرا جوالين ضخمين ملينين بالحب . 
- وتربع هو فوق هذين الجوالين ٠‏ فجاذبه الحديث رجل مغرمٌ” بالمسامرة . 
-حدثقه عن الموطن » وجره في الحديث: ومن ذلك الحديث ٠‏ والسوال" عن 
الأحوال" تقب كثيرا من الدرر. 
- ثم قال له : بم ملت هذين الجوالين ؟ حدثني بصدق عن الأحوال . 
- قال : إن في أحد جواليَّ قمحا ء وفي الآخر رمل لا يقتات به الناس . 
- قال : فكيقف حملت إذن هذه الرمال ؟ قال : حتى لا ييقى هذا الجوال وحده . 
- قال : ضع نصف القمح الموجود في ذلك العدل الآخر . وهذا أفضل . 
- حتى يخف سواء" الجوال والبعير» قال : ألا فلتهناء أيها الحكيم المحترم الحر. 


)١(‏ ج/ره-45 4:- إستمع إلى حكاية يا صاحب القول . بين العقل وجهل الفضولي .- وليس للحيلة والمكر نفع 
في هذا الطريق ؛ وكل تمن صار مغرورا بالعقل فهو أحمق . 


لاك" 


6*- مثل هذا الفكر الدقيق والرأى الصائب ؛ وأنت هكذا عريان » ماش على 
قدميك في نصب ؟ 

- وأشفق على الحكيم » وعزم على أن يركبه البعير » هذا الرجل الطيب . 

- ثم قال له : أيها الحكيم حلو الحديث » أذكر لي أيضا نبذة عن أحوالك ؛ 

٠‏ - بمثل هذا العقل والكفاية التي لديك » أأنت وزير أو ملك ؟» أخبرزتني 
- قال : لست أيهما ء إنني من العامة » فانظر إلى هيئتي » وإلى ثوبي . 
قال : كم لديك من الإبل والبقر ؟ قال : لا هذا ولا ذاك » فلا تفتش عن 


'لمورنا. 
- قال : لعل إذن لديك بضاعة في الحانوت » فكم تبلغ ؟ قال : من أين لنا دكان 
أو مكان ؟ 


- قال : لأسأل إذن عن المال السائل » كم لديك منه ؟ فأنت تسير وحدك » 
ونصيحتك محبوبة. 

- وكيمياء تبديل التنحاس إلى ذهب معك » ولك من العقل. والمعرفة طبقة فوق 
طيقة )١(.‏ 

- ققال + وأثله يا جه :العرب » لا يوجد في كل ما أملك ما يكفي قوت ليلتي 
ه ٠‏ ؟170--إني أسنعئ حافئ القدمين عارى الجسد » وحيثما يعطيني أحد” رغيف » 
أمضي إليه. 

- وليس لي من هذه الحكمة والفضل والفن » إلا الخيال ووجع الرأس . 

- فقال له الأعرابي : ألا فلتمض بعيدا عني»حتى لا يمطر شؤمك فوق رأسي . 


)١(‏ ج/ه-445:- ولعلك وضعت الكنوز في كل مكان ٠‏ وليس مثلك عاقل في الدنيا. 


558 


- واحمل عني هذه الحكمة المشنومة بعيدا » إن نطقك شؤم على أهل الزمن 
- أو فامض إلى تلك الناحية ء ولأمض أنا إلى هذه الناحية ؛ أو تقدم في 
طريقك ؛ ولأتقهقر أنا. 

-٠‏ تقأن يكون أحد جواليَ قمحا والآخر رملا ء أقضسل عندي من 
هذه الحيل البالية )١(.‏ 

- فحمقي إذن حمق مبارك » فإن قلبي ذو زاد » وروحي ذات وقاء. 
- وإذا أردت أنت أن يقل شقاؤك هذا » فجاهد لكي تقل عنك الحكمة . 

- والحكمة التي تتولد عن الطبع وعن الخيال . هي مجرد حكمة ؛ وليست 
قيضا من نور ذي الجلال . 

- وحكمة الدنيا تزيد في الظن والشك ». وحكمة الدين تحمل إلى ما فوق 
الفلك . 

6- والطالدون الخبشاء في آخر الزنمان ٠‏ يرون أنفسهم أعلى من 
السابقين . 

- ومعلمو الحيل محترقو الأكبد »ء في تعلم أمثثال هذه الأقعفال 
والحيل. 

- وذروا الصبر والإيثار وسخاء النفس والجود أدراج الرياح ٠‏ وهي الأكسير 
الواهب للنفع. 

- والفكر هو ذلك الذي يفتح طريقا . والطريق هو الذي يتقدم فيه ملك . 

- والملك هو ذلك الذي يكون ملكا من ذاتقه ء ولا يكون ملكا بالخزائن 
والجيند. 


)0( ج/ه-47 4:- وإن وضعي الرمل في جوال والقمح في جوال . أفضل من حكمتك أيها المهين . 


558 


- حتى تبقى ملوكيته سرمدية » كعز ملك الدين الأحم دي )١(.‏ 
كرامات ابراهيم بن آدهم علو شاطيء البحر 

- مثلما ورد عن إبراهيم بن أدهم » أنه جلس على شاطيء البحر » بعد أن 

قطع طريقا. 

- كان يخيط خرقته ذلك السلطان للروح » فجاء أحد الأمراء إلى ذلك المكان 

فجأة . 

- وكان ذلك الأمير من أتباع الشيخ » وعرف الشيخ » فسجد لتوه . 

- وتحير في أمر الشيخ وفي أمر خرقكته ء وتغيرت سحنته » وتيدل خلقه . 

65- أنه قد ترك مثل ذلك الملك الواس ع »ء واختار ذلك الفقر الذي يثير 

القيل والقال . 

- لقد ترك ملك الأقاليم السبعة » ويخيط الخرقة بالإبرة » كأنه الشحاذ . 

- وأدرك الشيخ ما يفكر فيه » فالشيخ كالأسد » والقلوب أجمته. 

- إنه سيار في القلوب كانه الخوف والرجاء » ولا تخفى عليه أسرار 

الدنتيا. ْ 

- فاحفظوا قلوبكم يا من لا حاصل من ورائكم » في حضور حضرات أصحاب 

القلوب . 

- والأدب عند أهل الجسد يكون على الظاهر » لأن الله ساتر” عليهم 

الباطن . 

- وعند أهل القلوب الأدب في الباطن » لأن قلوبهم مطلعة على السرائر . 


. ج/ه-447:- وليس لشرعه زوال حتى القيامة » وصار - فيماعدا ملكه تعالى - عينا للكمال‎ )١( 


ا" 


- وأنت على العكس » تأتي إلى العميان منتبها من أجل الجاه » وتجلس في 
موضع الأقدام . 

- وأمام المبصرين تترك الأدب » فصرت من ذلك انار الشهوة الحطب . 

- فما دمت لا تملك الفطنة ونور الهدى ٠»‏ فهيا داوم على صقل وجهك من أجل 


العميان . 
6- وأمام المبصرين » لوث وجهك بالحدث » وداوم على الدلال مع مثل 
هذا الحال النتن . 


- وألقى الشيخ بالإبرة سريعا في البحر » ثم طلب الإيرة بصوت عال . 

- فأطلت مئات الآلاف من الأسماك الإلههيةء وفي فم كل سعكة إيرة 
تشويحنة: | 

- أطلت برؤوسها من بحر الحق ء قائلة " خذ أيها الأمير إير الحق )١1(.‏ 

- فالتفت إليه وقال " أيها الأمير » أملك القلب أفضل أو الملك الحقير ؟ 

"- وهذا هو الأثر الظاهر ٠»‏ وهذا لا يعد شيئا قط » فانتظر حتى تمضي إلى 
الباطن وتترى. 

- إنهم إنما يحضرون إلى المدينة غصنا من البستان » فمتى يحملون 
الحديقة والبستان كلها إليها 

- وبخاصة تلك الحديقة التى يعد الفلك ورقة واحدة منها » بل هي اللب والعالم 
كله بمثابة القشر. 


. فاعطني من فنك علامة صادقة‎ ٠ ج/ه-407:- قال : يا إلهي . بل أريد إبرتي‎ )١( 


وم" 


- وألا تخطو خطوة واحدة نحو ذلك البستان » فايبحث عن قوة الشامة » ودعك 

من الزكام . 

- حتى تصبح هذه الرائحة جاذبة لروحك » حتى تصبح تلك الرائحة نورا لعينيك 

06 لقد قال يوسف بن يعقوب النبيءمن أجل الرائحة : ألقوه على وجه أبي. 

- ومن أجل هذه الرائحة قال أحمد دائما في العظات » جعلت قرة عيني في 

الصلاة . 

- والحواس الخمسة كلها متصلة ببعضها » ذلك أنها كلها إنبعثشت من أصصل 

واحد . 

- وقوة الحاسة الواحدة تكون قوة للحواس الباقية » وتكون كل واحدة لما تبقى 

ساقية. 

- ورؤية العين تزيد في العشق » والعشق يزيد في البصر الصدق . 

6- والصدق يصبح يقظة لكل حاسة » والذوق يصبح مؤنس ا للحواس . 
بدابية إستنارة العارئ بالنوو الناظر للغبب 

- عندما تفك حاسة في السلوك قيودها ء تتبدل كل الحواس الباقهية . 

- وعندما أدركت إحدى الحواس ما هو غير المحسوسات » صار الغيب ظاهرا 

لكل الحواس . 

- وما دام خروف من القطيع قد قفز الجدول » فإن القطيع كله يقفز في أثره » 

من تلك الناحية . 


- فسق خراف حواسك إلى المرعى » وارعها من " أخرج المرعى " . 


ا" 


6- حتى ترعى هناك من السنبل والريصان » حتى تجد الطريق إلى 


روضة الحقيقة . 
- وكل حاسة منك تصبح نبيا للحواس ٠‏ حتى تذهب واحدة بعد الأخرى إلى تدك 


- وتتحدث الحواس إلى حسك بالأسرار » بلا حقيقة ولا مجاز ولاالسان . 
- فإن هذه الحقائق قابلة للتأويلات » وهذا التوهم أساس للتخيلات . 

- وتلك الحقيقة التي تكون من العيان » لا يستوعبها تأويلٌ موجود . 

- وما دام كل حس قد صار عبدا لحسك » لا يكون للأفلاك بد" منك . 

- وإذا قامت دعوى حول ملكية قشر ما ء» فلمن يكون اللب ؟ لمن يكون له القشر 
- وعندما يقوم نزاع حول عدل من القش ٠‏ لمن يكون الحب ؟ أنظر إلى ذلك . 
- إذن فالفلك قشر » ونور الروح لباء وهذا واضح »ء وذاك خفي » فلا تنزلق 
لهذا اليب :. 

- والجسم ظاهر والروح خلقت خفية » والجسم كالكم » والروح كاليد . 

65- ثم إن العقل أكثر خفاءً من الروح ٠‏ فالحس يتخذ طريقه إلى الروح 
بشكل أسرع . 

- ترى حركته ء فتعلم أنه حي » لكنك لا تعلم أنه ممتليء' بالعقل . 

- حتى تبدر منه تصرفات متزنة »ء وبالمعرفة تجعل حركة ما » النحاس 
د 

- ومن ذلك تناسب أفعال اليد » يجعلك تفهم أن هناك عقلا . 

- وروح الوحي أكثر خفاءً من العقل » ذلك أنها غيبية » ومن ذلك الصوب . 


؟ 


- وعقل أحمد لم يصبح خافيا على أحد » لكن روح وحيه » لم تصيح 
مُدركة لكل روح . 

- ولروح الوحي حركات مناسبة ال ه.ء ولا يدركها العقل » فهي عزيزة نادرة 
- حينا يراها جنونا » وحينا يتحير » ذلك أنه متوقف" على ما هو عليه . 

- مثل تلك التصرفات التي كانت مناسبة للخضرهي: » وكان عقل موسى«: عن 
رؤيتها قاصرا. 

- كانت تبدو غير معقولة أمام موسى«* » لأنه لم يكن له حاله . 

6- وعقل موسى هي عندما يصبح مقيدا في الغيب » فما بالك بعقل قار أيها 


الميجل . 
- والعلم التقليدي يكون من أجل البيع » وعندما يجد المشترى ؛ يتهلل 


- ومشتري العلم التحقيقي هو الحق » وسوقه دائلما في رواج . 
- لقد أغلق شفتيه » وهو ثمل” بالبيع والشراء » فالمشترون بلا حد ء لأن " الله 


إشترى " . 
- ومشترى درس آدم هو الملاك » فهو المأذون له بدرسه ء لا الشيطان » 
ولا الجني . 


- وآدم ب " أنبئهم بأسمائهم " ملق للدرس ؛ وهو شارح لأسرار الحق 
شعرة بشعرة . 

- وذلك الشخص الذى يكون قصير النظر » هو غريق” في التلون » ولا تمكين 
عنده . 


- ولقد سميته فأراءذلك أن موضعه في التراب:والتراب يكون للفأر مكانا للمعاش 


ا" 


- إنه يعرف الطرق ٠‏ ولكن تحت التراب » وفي كل ناحية ء قام بشق التراب . 
- والنفس الفأرية » ليس لها من قناعة إلا الثقمة » والفأر يُعطى عقلا بقدر 
حاجكته . ْ 

4- وثذلك أن الإله العزيز لا يهب أحدا قط شيئا قطااء إلا عن حاجة 
- فلو لم تكن بالعالم حاجة إلى الأرض » لما خلقها رب العالمين قط . 

- وهذه الأرض المضطربة في حاجة إلى الجبل » ولولم تكن الحاجة موجودة ٠‏ 
لما خلقه شديد العظمة . 

- وإن لم تكن ثم حاجة إلى الأفلاك أيضا ء لما خلق الأفلاك السبعة من العدم . 
- والشمس والقمر وهذه الكولكب » متى كانت تبدو عياتا إلا لحلجة ؟ 

- إذن ء فإن وهق الموجودات هو الحاجة ء وبقدر الحاجة » يوهمب 
المرء الأداة والآلة )١(.‏ 

- ومن ثم » قلتزد في حاجتك أيها المحتاج سريعا » حتى يمور بحر العطاء 
بالكرم . 

- وهؤلاء المتسولون على الطريق ٠‏ كما أن كل المبتلين » يبدون حاجتهم للحق . 
- من عمى وشلل ومرض ووجسع ء حتى تتحرك من هذه الحاجة شفقة 
اللتشر . 

- فهل يقول أحدهم أبدا : أيها الناس » أعطوني خبزا » لأن عندى مالا ومخزتا 
ومائدة ؟!! 

6- والحق لم يخلق للفاآر الأعمى عينين ٠‏ ذلك لأنه لا حاجة به للعينين 
ليرتزق ٠.‏ 


. بقدر الحاجة يصل العطاء من الحق‎ ١ ج/ه-435:- ومن ثم عندما صارت الحاجة وهق الموجودات‎ )١( 


دبا" 


- وهو يستطيع الحياة بلا عين وبصر »ء وهو فارغ من العين ٠‏ في التراب 
لوطي 

- ولا يخرج من التراب إلا للسرقة » وإلى أن يطهره الله من تلك السرقة . 

- ثم يجد من بعدها جناحا » ويصبح طائرا » ويمضي كالملائكة صوب الفلك . 
- وفي روضة شكر الخالق » يطلق كل لحظة مائة لحن » مثل البلبل . 

- قائلا : يامن خلصتني من الصفات القبيحة » ويا من جعلت جحيما 
- وفي شحمة ٠‏ وضعت أنت النور » ووهبت السمع لعظمة » أيها الغني . 

- وأية علاقة لهذه المعاني بالجسم ؟ وأية علاقة لفهم الأشياء بأسمائئبها؟ 
- واللفظ كالوكر » والمعنى كالطائر » والجسم جدول ؛ والروح ماء“ سيار . 
- إنه سيار » وأنت تقول إنه متوقف » وهو مسرع » وأنت تقول إنه عاكف . 
6- فإن لم تكن ترى سير الماء من الشقوق ٠‏ فما هذا القذى الذي يتوالى 
عليه أولا بأول ؟ 

- وقذاك هو صو الفكر » وأولا بأول » تصل الأشكال البككر . 

- وفوق ماء الفكر وجدوله » عند مسيره » لا يكون بلا قذى » مستحسن 
ومستهجن ٠.‏ 

- والقشورالطافية على هذا الماء » مسرعة من ثمار حديقة الغيب . 

- فابحث عن لباب القشور في اليستان ٠‏ ذلك أن الماء يأتي من البستان إلى 


الجدول . 
-٠‏ وإن لم تكن ترى سير ماء الحياةة ء فانظر إلى الجدول » وإلى هذا 
السير للنبات . 


ا" 


- وعندما يأتي الماء في الممر بشكل أغزر ٠‏ فإن قشور الصور ء تمضي عليه 

عقر اه كر ١‏ 

- وعندما يصبح هذا الجدول في أقصى سرعة له » فإن الحزن لا يستقر في 

ضمائر العارفين . 

- وعندما يكون في غاية الإمتلاء والسرعة » فإنما لا يُستوعب فيه إلا الماء 
طعن غريب في شيخ وجواب مريد الشيخ عليه 

- لقد أخذ أحدهم يكيل التهم لأحد المشايخ ٠‏ قائلا : إنه سيء وليس على طريق 

الرشاد . 

6- وهو شارب للخمر مزور خبيث » فكيف له أن يكون مرشدا للمريدين ؟ 

ققال له أحد المريدين " إنتبه إلى الأدب ٠‏ فليس بالامر اليسير مثل هذا الظن 


بشأن الكبار . 

- وليكن ' ما تقول ' بعيدا عنه وعن أوصافه ء وإن صافيه لا يكدره 
سيل. 

- فلا تختلق مثل هذا البهتقان على أهل الحق » فهذا هو خيالك » فخض في 
موضوع آخر . 

- فهذا لا يكون » وإن كان يا طائر التراب » فأى بأس لبحر القلزم من 
إتضة ؟ 


5 

7375- فهو ليس * دون القلتين " ء وليس بالحوض الصغير ؛ حتى يمكن لقطرة 
" نجسة ” أن تجعله غير طاهر . 

- فلم يكن ثم ضرر من النار على إيراهيم هده » وكل من كان * تابعا" للنمرود ٠‏ 
قل له : خف منها . 


خض 


- والنفس كالنمرود » والخليل العقل والروح » والروح في عين " المشاهدة" . 
والنفس " ياحثة " عن الدليل . 

- ودليل الطريق هذا يكون من أجل السالك » الذي يضل كل لحخفة في 
الصحراء . 

- وليس للواصلين سوى عين ومصباح » فهم فارغون من الدليل والطريق . 
- وإن تحدث عن الدليل ذلك الرجل الواصل » فقد تحدث من أجل فهم 
أصحاب الجدال . 

- ومن أجل الطفل الصغير » يقوم الأب بالمناغاة » وإن كان عقله محتويا على 
هندسة الكون . 

- ولا يقل فضل الأستاذ » ولا ينال من علوه » حتى إن درس " الألف لاشيء 
- فإنه من أجل تعليم ذلك المعقود الفم » ينبغي عليه الخروج عن لغته هو . 

- وينبغي عليه الدخول في لسانه » حتى يتعلم منه العلم والفن . 

*- ومن ثم فإن كل الخلق بمثابة أطفاله ء وهذا لازم للشيخ عند إسداء 
انتصح . 

- ومريد الشيخ ذاك قال لذلك المليء بالكفر والخصلال : 

+ ال وض تشفبك: على الدريك لعجتال + واخدلن ع ل تيكل فى يتصوية مغ 
الملك والسلطان . 

- والحوض إن طامن البحر » فإنه إنما يقتلع نفسه من أصل وجوده . 

- وليس ثم بحر لا شاطيء له » ثم يتكدر من جيفتك . 

- وللكفر حد وقياس » لكن فاعلم ٠»‏ أنه لا حد للشيخ ٠‏ ولا لنور الشيخ . 


م 


- والمحدود فان أمام ما لاحد له » وكل شيء غير وجه الله إلى قناء. 

- ولا كفر ولا إيمان حيثما يكقون .ء ذلك أنه لب » وهذان الإثنان لون 
وقشر . 

- وهذه الأنواع من الفناء صارت حجابا على ذلك الوجه » مثل مصباح أخفي 
تحت طست . 

- ومن ثم فالرأس الموجودة على ذلك الجسد حجاب على تلك الناحية ؛ وفيها 
تكون رأس الجسد كافرة . 

٠‏ 5"- فمن هو الكافر ؟ إنه الغافل عن ليمان الشيخ ٠‏ ومن هو الميت ؟ إنه 
الجاهل بروح الشيخ . 

- والروح لا اختبار لها إلا بالوعي » وكل من زاد وعيه » زادت روحه . 
- وأرواحنا أسمى من أرواح الحيوان » مم؟ لأنها ذات وعي أكثر . 

- ومن ثم فأرواح الملائكة أسمى من أرواحنا .ء ذلك أنها منزهة عن الحس 
المشترك . 

- وأرباب القلوب أرواحهم أسمى من أرواح الملائككة ء فدعك من 
التَكي سوق . ْ 

6- ومن هنا صار آدم موضعا لسجودهم ؛ فإن روحه أسمى من 
وجودههم. 

- وإلا فإن الأمر للأفضل بالسجود لمن هو دونه » لا يكون أمرا مناسبا . 

- وكيف يقبل عدل الخالق ولطفه ء أن تسجد وردة أمام شوكة ؟ 

- والروح عندما صارت سامية ء قد جاوزت المنتهى » وصارت مطيعة لها 
أرواح كل الأشياء. 1 


"8 


- من طير وأسماك وجن وبشر ؛ ذلك أنها فى ازدياد » وهم في نقصان 

. ه95”- وتصير الأسماك صانعة لإبر خرقته ء والخيوط تابعة للآيبسر‎ ٠ 
بفية قصة إبراهيم بن أدهم على ساحل البحر‎ 

- وعندما رأى الأمير نفاذ أمر الشيخ ء حل به من مجيء الأسماك ود . 

- وقال : آه ٠‏ الأسماك على علم بالمشايخ ٠»‏ ألا شاه ذلك العقل الملعون من العتبة 

- الأسماك عارفة بالشيخ » ونحن مبعدون » ونحن " محرومون " من هذه الدولة 

أشقياء » وهم يها سعداء 

- وسجد » ومضى باكيا مهدماء وصار مجنونا بيعشق فتح ذلك البياب . 

- إذن ففيم أنت أيها المتوقح » ومع من نزاعك وحس دك ؟ 

-إنك لتداعب ذيل أسد ٠؛‏ وتقوم بحملة تركية على الملائكة . 

- فأى سوء تتحدث به عن الخير المحض ؟ حذار » وإياك أن تعد خفض 

' جناحه " ترقعا. 1 

- فمن هو الشرير ؟ إنه النحاس المحتاج المهان » ومن هو الشيخ ؟ إنه كيمياء" 

التبديل " التي لاحدود لها. 

- والنحاس إن لم يكن قابلا للكيمياء ء فإن الكيمياء لم تصبح قط من النحاس 


تحاسا. 
- ومن هو الشرير ؟ عاص فعله كالثار » ومن هو الشيخ ؟ إنه عين 
بحر الأزل . 


- ودائلما ما تخوف النار بالماء » ومتى خاف الماء قط من اللهيب ؟ 


- فهل تبحث عن العيوب في وجه القمر ؟ وفي جنة » أتقوم بجمع الشوك ؟ 
- وإن دخلت الجنة يا طالب الشوك » فلن تجد شوكة واحدة فيها سواك . 


ا 


- وهل تغطى الشمس بقطعة من الطين ؟ وهل تبحث عن شق في بدر كامل ؟ 
"- والشمس التي تشرق " بطلعتها " على الدنياء أنى لها أن تختفي مسن 


أجل خفاش ؟ 

- والعيوب إنما صارت عيوبا لأن المشايخ رفضوها » والغيوب إنما صارت 
غيويا » غيرة منهم 

- وأنت ٠»‏ وإن كنت بعيدا عن خدمة الشيخ فكن رفيقا .ء وجد في الندم » وكن 
إليه مسرعا. 


- حتى يصل إليك نسيمٌ' من ذلك الطريق » فكيف تسد " طريق” ماء الرحمة 
حسدا!؟ 

-وإن كنت يديد البعد + قداوم على كجريف؛ ذيلقا: ». " حرضا عنتم ونوا وجهكم” 
797- وعندما يسقط حمار” في وحل من إسراعه الخطو #يتضرك لحطة فيد 
أخرى عازما القيام . 
- ولا يسصوى المكان من أجل الإقامة ٠‏ فإنه يعلم أن هذا ليس موضع المعاش 
- قهل كان إحساسك أقل من إحساس الحمار ؟ بحيث لم يقفز قلبك من هذه 
الأوحال . 

- وتقوم بالتأويل " والأخذ" بالرخصة و'أنت " في الوحل » ٠‏ ذلك أنك لا تويد أن 
تصرف عنه قلبك . 
- قائلا :هذا يجوز لي » فأنا مضطر »ء والحق من كرمه ء لا يواخذ عاجزا 
ه7- وهذا عينه هو ما أخذك مثل الضبع الأعمى » وأنت من الغرور لا ترى 
هذا الأخذ . 
- فإنهم يقولون : هذا ليس موضع الضبع ؛ ابحثوا في الخارج ٠»‏ فهو ليس في 
الغا 


م١‎ 


- وهم يقولون هذا وهم يضعون عليه القيد ويحصرونه » وهو لا يفتأ يقول : 
إنهم غير منتيهين إلي ٠‏ 
- فإذا كان هذا العدو عالما بأمري »ء فمتى كان يصيح : أين هذا 
الضيع ؟(١)‏ 

إدعاء ذلك الشخص قائلا : إن اثله لا يأخذني بذنب 

وجوآب شعيب د: عليه 

- كان أحدهم يقول في عهد شعيب «* : إن الله قد رأى مني كثيرا من 
العي موب ؛ 
- وكم رأى مني من ذتنوب وجرائم »ء ومن كرمه لا يأخذني يها 
- فأجابه الحق في أذن شعيب «* جوايا فصي حا عن طريق الغيب . 


- قلت : لقد إرتكبت كثيرا من الذنوب »: ومن الكرم » لم يأخذتي الإله 


يجرمي . 
- إنك تتحدث حديثًا معكوسا ومقلوبا أيها السفيه » يا من تركت الطريق » 
وسلكت التيه. 


- إنني آخذك كثيرا وأنت غافل » وبقيت في الأغلال من الرأس إلى القدم . 

6 - وصدأك عليك أيها القدر الأس ود ء قد جعل ملامح باطنك فاسدة . 

- وتجمع الصدأ على قلبك فوق كتير من الصدأ » حتى صار أعمى عن الأسرار 
- وإن حط " كل " هذا الدخان على قدر جديد » فإن أثره ييدو » ولوكان 
مثقال ذرة . : 
- ذلك أن كل شيء يبدو بضده » ويصبح ذلك الأسود مفتضحا على " شيء" 
أبيض . 


)0( ج/5-”7١‏ 5:- حتى يقيدوه ويخرج وه ؛ وذلك الضبع غافل عن هذه السخرية. 


"8 


- وما دامت القدر قد إسودت ٠‏ فمن يرى تأثير الدخان عليها سريعا ؟ 

- والحداد الذي يكون زتجيا ء يكون لون الصدأ والدخان من تنفس 
لون وجهه . 

- لكن الرومي إن إشتغل بالحدادة » فإن وجهه يتلطخ » إن تراكم عليه الدخان . 
- فيعلم سريعا تأثير الذنب ٠‏ وسرعان ما يئن قائلا : أيها الإله . 

- وعندما يصر » ويحترف السوء » فإنه يحثو عين الفكر بالتراب . 

- ولا يفكر في التوبة ثاني ة » فيصبح ذلك الجرم حلوا على قلبه حتى يصبح 
بلا دين . 

65- ويروح عنه هذا الندم والتضرع ء وقد حطت على مرأة * القلب " خمس 
طيات من الصدأ . 

- وأخذ الصدأ يأكل في حديد" مرآت » وأخذ الصدأ في تحت جوهرهما. 

- وعندما تكتب في ورقة أكثر بيالض ا ء فإن ما كتبت يبدو مقررءا للنظر . 

- وعندما تكتب فوق ورقة مكتوبة ء لا تفهم » وتكون قراؤتها خطأ . 

- فإن سوادا قد وقع على سواه ء وكل من الخطين صار غامضا ٠‏ ولم 
- وإن كتبت فوقه مرة ثالثة » ققدا سودت " الورقة " كالروح المليئة 
بالشر. 

- إذن فما الحيلة إلا ملاذ صاحب الوسيلة ؟ فالقنوط نحاس ٠‏ أكسيره نظرة 


منةهة . 
- فضعوا أمامه أنواع يأسكم وقنوطكم » حتى تتم لكم النجاة من الداء الذي 
يلا دواء . 


ير" 


- وعندما تحدث إليه شعيب ©« بهذه النكات ٠‏ تفتح الورد في قلبه من ذلك النفس 

الحبيب . 

- وسمعت روحه وحي السماء ء فقال : إذا كان قد أخذنا ٠‏ فأين الدليل ؟ 

5 - قال : يا رب ٠»‏ إنه يعترض علي » ويبحث عن دليل لهذا الأخذ . 

- قال : إنني ستار ء ولا أقشي أسراره » اللهم إلا سر واحد من أجل إبتلائه 

- والدليل أنني آخذه " بذنيه " » أنه يقوم بالطاعات والصوم والدعاء ؛ 

- ومن صلاة وزكاة وغيرهما .ء لكن لا ذرة عنده من لذة الروح . 

- إنه يقوم بالطاعات والأفعال السنية » لكن ليس عنده ذرة من الإلتذاذ يها . 

- إن طاعته لطيفة ٠:‏ لكن معناها ليس لطيفا » كالجوز الكثير » لكن ليس 

فيه لب .. 

- وينبغي الذوق حتى تعطي الطاعات ثمارها ء وينبغي اللب » حتى تعطي 

- فمتى تصير بذرة بلا لب غصنا ؟ وصورة بلا روح » لا تكون إلا خيال . 
بقية قصة طعن ذلك الوجل الغريب ني الشيخ 

- أخذ ذلك الخبيث يجدف في حق الشييخ ء ومعوج العقل دائما ما هو معوج 

)١(. النظر‎ 

- قائلا : لقد رأيته وسط مجلس » عاريا من التقوى مفلسا متها. 

565- وإن لم تكن تصدقني فانهض الليلة » حتى ترى فسق شيخك عيانا بيانا . 

- واصطحبه ليلا إلى إحدى الكوات » وقال : انظر إلى الفسق واللهو . 


. قائلا : إتني على علم بأحواله القبيحة » فهو سكير شرير فاسد الفعل‎ :ه1١4-ه/ج‎ )١( 


58 


- انظر إلى ذلك التزوير نهارا والفسق ليلا » إنه نهارا كالمصطفى ٠‏ وليلا كأبي 
لهب . 
- وقي النهار صار إسمه عبد الله » وفي الليل نعوذ بالله » وفي يده الكأس . 
- ورأى زجاجة ممتلئة في يد الشيخ » فقال : أيها الشيخ ٠»‏ أثم خداع عندك 
أيضا ؟ 
- ألم تقل أنه في كأس الشراب » يبول الشيطان عند الصباح ؟ 
- قال : لقد ملأوا كأسي بحيث لا يسع مثقال حبة من خردل . 
- فانظر هنا » هل يتسع لذرة ؟ لقد سمعت هذا الكلام معوجا وخدعت . 
- فالكأس ظاهرة ء والخمر فيها ليست ظاهرة ١‏ واستبعد هذا ” الظن " عن الشيخ 
الناظر إلى الغيب . 

- وكأس الخمر هي وجود الشيخ أيها الأحمق ١»‏ وفيها لا يستوعب بول الشيطان 
6 *- فإنها مليئة مترعة بنور الحق ٠»‏ ولقد حطم كأس الجسد » فهو نور مطلق 
- ووء القتمس إن سقط على حدث ؛ فهو نفس النور ولا يقبل الخبث . 
- وقال الشيخ : إن هذا في حد ذاته لا هو بالكأس ولا هو بالخمر . هياء إنزل 
أيها المنكر » وانظر إليها . 
- فنزل ٠‏ ورأى أنها عسل صراح » فعمي ذلك العدو الشقي الكدر . 
- فقال الشيخ في تلك اللحضفة لمريده » إذهب واطلب لي خمرا أيها 


الميحجل . 
فإنتي أعاتي مرضا ما » وصرت مضطرا » ومن المرض جاوزت حد 
القدرة . 


- والميتة عند الضرورة تكون طاهرة » وليكن تراب اللعنة على رأس المنكر . 


دم" 


- فطاف ذلك المريد بالحان » ومن أجل الشيخ ٠»‏ أخذ يذوق الخمر من كل دن . 
- ولم ير في أي من الدنان خمرا » فقد تحولت دنان النبيذ كلها إلى. عسل . 
- قال " أيها اللآهون » ما هذا الحال ؟! ما هذا الأمر ؟ إنني لا أرى في الدنان 
خمرا 
رف رسا ن إلى الشيخ » باكيي الأعين » يلطمون رؤوسهم . 
- قائلين : لقد جئت إلى الحان أيها الشيخ الأجل » وكل الخمور من قدومك 
صارت عسلا . 
- ولقد يدلت الخمر من الدنس » فبدل أيضا أرواحنا من الخبث . 
- وإن كان العالم مليئا بالدم حتى حافته :» فمتى يأكل عبد الله إلا الحلال ؟ 
فول عائشة رضي آلله عنها للمصطذى علبه السلام : 
إنك تصلق اذي كل مكان دون مصلّى نكيف هذا؟ 
- قالت عائشة رضي الله عنها ذات يوم للرسول»» : يا سول الله ء إنك في 
السير والعلن ؛ 
- حيثما تجد مكانا تقوم -بالصلاة » بينما يمشي في الدار كل نجس ودني . 
- وبالرغم من أنك تعلم أن كل طْبَلٍِ ملوث ٠‏ يجعل كل مكان يصل إليه نجسا . 
- قال الرسولهه » إعلمي أن الحق يجعل كن نجس طاهرا » من أجل العظام . 
- ومن هنا قإن لطف الحق » كذ ظهر مؤضمع سجودتيٍ حتى السماء السابعة . 
- قحذار » حذار » أقلع عن حسد العلوك » ولا أصبحت في الدتيلإيليس . 
8 - قإنه -أى الشيخ - إن تجرح سما يصبح شهدا » وأنت إن أكلت شهدا 
يتحول إلى سم . 
- إن أنه قد تبدل » وتبدل فعله » وصار لطفا ء وصارت تازه تؤون!! - 


ا 


- ولقد حلت قوة الحق في الطير الأيابيل ٠‏ وإلا فكيف يقتل طائر” " ضئيل " 
الفيل ؟ 
- ولقد قتلت بضع طويئرات جيشا » حتى تعلم أن تلك الصلابة من الحق . 

- وإن حل بك وسواس من هذا المثال ؛ فاذهب واقرأ سورة الفيميل . 

- وإن قمت معه يالمراء والجدل ٠‏ أكون كافرا إن نجوت منه برأسك . 

سحب الفآر لزمام الجمل وإحساسر الغار بالعجب 
اي نكسة 

- اختطف قأر حقير يكفه زمام جمل ٠‏ وسلر به مراءً وجدلا . 

- وسار الجمل معه من خفة حمله » فاغتر الفأر » وقال : أنا يطل !! 

- وسطع شعاع فكره على الجمل » ققال : سأيدي لك ء فانتظر سعيدا . 

- حتى أتيا إلى حافة قناة واسعة » يصبح الفيل الضحم ضعيفا أمامها . 

6 - فوقف الفأر هناك وتيبس في مكانه » فقال الجمل : يا رفيق الصحراء 
والجيل ؛ 

- ما هذا التوقف ؟ ولماذا الحيرة ؟ أخطّ » وانزل إلى القناة كالرجال . 

- إنك الدليل والحلدي لي » فلا تقف وسط الطريق » ولا تستسلم . 

- قال : هذا الماء مهول وعميق » وأنا أخاف من الموضع الغريق » أيها الرفيق 
- قال الجمل : فلار أنا إذن هذا الماء » ووضع الجمل قدمه فيه سريما . 
- وقال : إنه حتى الركبة أيها الفار الأعمى ٠‏ فمن أين أسقط.في يدك هكذا 
وغبت عن الوعي ؟ 

- قال : إنه بالنسبة لك نملة وبالنسبة لنا أفعى » فإن ثمة فرقا بين ركبة وركبة . 
- فإن كان بالنسبة لك حتى الركبة ياكثير الفضل » فقد جاوز مني مفرق رأسي 
بمائة ذراع . 


37 


- قال : لا تتوقح مرة أخرى » حتى لا يحترق جسمك وروحك من هذا 
الشرر . 

- وقم بالمراء مع أمثالك من الففران » ومع الجمل لايكون للفار كلام . 

65 - قال : لقد تبت » فمن أجل الله » أعبر بي هذا الماء المهلك . 

- وأحس الجمل بالشفقة » فقال : هيا ٠‏ إقفز » واجلس على سنامي . 

- لقد صار هذا العبور مسلما لي » وإني لأعير بمئات الآلاف من لأمثالك . 

- وما دمت لست بالنبي » إنطلق في الطريق » فمتى تمضي من يئر الدنيا صوب 


الجاه . 
- وكن من الرعية » ما لم تكن بسلطان ٠؛‏ ولا تسق ينفسك ؛ ما دمت لست 
لاحتنا : 


وما دمث لست بالكامل ٠‏ لا تفتح حاتوتا وحدك » وما دمت لم تصر 
لسانا للحق » فكن أذنا . 

- وإن تحدثت » فكن مستفسرا » وتحدث مع الملوك كالمسكين )١(.‏ 

- وبداية الكير والحقد من الشهوة » ورسوخ الشهوة من العادة . 

- وعندما صارت الخصلة السيئة ثابتة من العادة » فإنك تغضب على ذلك الذي 


- وعندما صرت أكلا للطين » فكل من يحول بيتك وبين الطين » يكون 
عدوا . ْ 

- وعبدة الأوثان عندما يطوفون حول الصنم » يكونون أعداء لمن يقفون في 
طريقهم . ْ 


)0( ج/578-5:- وما دمت لم تظفر بالحرية ٠‏ فكن عيدا ٠‏ وحذار لاتلبس الأطلس ٠‏ وكن في الخرق .- 
واستمع إلى أنصتوا وكن صامتا! ء وما دمت لم تصبح لسانا للحق ؛ فكن أذنسا . 


8م ؟ 


- وعندما اعتاد إبليس على الرئاسة ؛ رأى من حماريته آدم حقيرا . 
- وقال : أثم رئيس آخر أفضل مني ؟! حتى يسجد له شخص مثلي ؟ 


- 


البداية . 


- فالجبل وإن امتلاً بالحيات » لا تخش شيئا » فإن في داخل الجبل 
مواضع مليئة بالترياق . 
- ومادامت الرئاسة قد صارت نديمة لرأسك » فكل من حط من شأتك » يصمح 


خصما قديما لك . 
- وعندما يتحدث أحد خلافا لطبعك » تنهض في داخلك أحقاد كثيرة عليه 


- وتقول : إنه يصرفني عن طبعي ٠»‏ وكيف يجعل من نفسه رئيسسا علي ؟! 
- وما لم تكن الخصلة السيئة متمردة داخل ه ء كيف تشتعل نار الخلاف داخله 
"- وذلك الذي يقوم بمداراة من يخالفه ٠»‏ ويجعل لنفسه مكانا في قلبه ؛ 

- تكون الخصلة السيئة لم تثبت فيه بعد » ومن العادة صارت نملة الشهوة 
- فاقتل حية الشهوة في الإبتلاء » وإلا صارت حيتك الآن تنينا. 

- لكن كل إنسان يرى حيته مجرد نملة ‏ فاستفسر عن أمرك من صاحب 
قلب . 

- فالنحاس لايعلم أنه نحاس » مالم يتحول إلى ذهب » والقلب لا يعلم أنه مفلس » 
مالم يتحول إلى ملك . 

0>- فاعرض نفسك على الأكسير كأنك النحاس » وتحمل - أيها القلب _ 


الجور من محيوبك . 


503 


- ومن هو المحبوب ؟ إنهم أصحاب القلوب » فاعلم جيدا أنهم هاربون من الدنيا 

كالليل والنهار . 

- وقلل العيب في ذات عبد الله ء وقلل إتهام الملك باللصوصية )١(.‏ 
كرامات ذلك الدرويش الذي أتهم في السفينة بالسرقة 

- كان أحد الدراويش راكبا في سفينة » وقد جعل له تكئة من بضاعة رجل . 

- وفقد هميان ' مليء" بالذهب » وكان نائما » وفتش الجميع ء ويدى له 

أيضا ؛ 

16- أن يفتش ذلك الفقير النائم » وأيقظه صاحب المال » لما به من حزن 

- وقال له : لقد فقد هميان في هذه السفينة » وفتشنا الجميع » ولن تستطيع 

الخلاص . ْ 

- فاخلع خرقتك » وتعر منها » حتى تطمئن منك أوهام الخلق . 

- فدعا قائلا : يا رب » إن الأخساء قد إتهموا غلامك » فأنفذ الأمر . 

- وعندما تألم قلب الدرويش من ذلك ٠‏ أطلت برؤوسها في لحظة من كل 

صوب ؛ 

- مئات الآلاف من الأسماك من البحر العميق » وفي فم كل منها درة 

- مئات الآلاف من الأسماك من البحر العباب » وفي فم كل منها درة » وأى 

درة !! 

- وكل درة منها تساوي خراج مملكة ء فهي من الإله » ولا شريك له في ذلك . 

- فألقى حفنة من الدرر في السفينة وقفز » وجعل من الهواء كرسيا وجلس . 


- ج/ه-5؟0:- وإن لم تكن هباء منثورا بين من هم هباء » إذهب إذن وكن مهانا من كل شيطان‎ )١( 


٠‏ 3؟" 


- جلس متربعا كالملوك فوق عرشه » هو فوق الأوج » والسفينة في 


مواجهتخه. 
6 - وقال : امضوا ء لتكن السفيئة لكم » فالحق لي » وحتى لا يصحبنكم 


- ولئر من الخاسر بهذا الفراق ٠‏ فأنا سعيد قرين للحق منفصل عن الخلق . 

- فلا هو يتهمني بالسرقة ء ولا هو يعطي زمامي لنمام . 

- فصاح ركاب السفينة : أيها اليممام ء من أجل ماذا أعطيت هذا المقام 
العالي ؟ 

- قال : من الإقتراء على الفقير » ومن إيذاء الخلق لي من أجل شيء حقير . 
- حاشا لله » بل من تعظيم الملوك ٠»‏ قلم أكن سيء الظن في الفقراء . 

- أولئك الفقراء اللطاف حسني الأنفاس ١»‏ الذين نزلت من أجل تعظيمهم سورة 
عيس -. 

- ذلك الفقر الذي لا يكون من العروج " على كل مكان " » بل قائم على ألا 
يكون ثم شيء سوى الله . ٠‏ 

- وكيف أتهمهم والحق قد جعلهم أمناء على خزانة السماء السابعة . 

- فالمتهم هو النفس ء لا العقل الشريف » والمتهم هو الحس » لا النور اللطيف 
6"- والنفس سوقفسطائية مجلالة » فدلوم على قمعها » فإنها تستكين بالفمع » 
لا يالحجة . 

- أنها لترى المعجزة » وتتهلل في تلك اللحظة ٠‏ ثم تقول بعدها : لقد كانت خيالا 
- وإن كانت حقيقة تلك الرؤية العجيبة » فلماذا لم تدم أمام العين ليل نهار ؟ 

- إنها تكون دائمة أمام عيون الأطهارر ؛ لكنها لا تكون قرينة لعين الحيوان 


- فإن ذلك الشيء العجيب يشعر بالضيق والعار من هذا الحس »؛ فمتى يكون 
الطاووس في بئر ضيق ؟ 
- وحتى لا تقول عني أنني ثرثار » لقد قلت واحدا في المائة " مما لدي " 
وهو " في دقة " الشعرة . 

تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي فائلين : إنه يتحدث 

كثيرا في محضر اشيم 

- لقد عاب الصوفية على أحدهم » وجاءوا إلى شيخ الزاوية . 
- وقالوا للشيخ : خذ حق أرواحنا من هذا الصوفي أيها المرشد . 
- قال : الخلاصة » ما شكواكم منه أيها الصوفية ؟ قالوا : هذا الصوفي 
يتصف بثلاث خصال سمجة؛ 
- فهو عند الحديث كثير الكلام وكأنه الجرس ؛ وعند الطعام يأكل أكثر من 
عشرين شخص . 
65- وإن نام » فهو كأصحاب الكهف . وهكذا زحف الصوفية على الشيخ 
- فالتفت الشيخ إلى ذلك الفقير وقال » تخير الوسط من أى أمر يكقون . 
- ففي الخبر خير الأمور أوساطها » ومن الإعتدال » تنفع الأخلاط . 
-فإن غلب خلط” ما لعرض من الأعراض » تظهر قي أحساد الناس الأمراض . 
- ولا تزايد على قرينك في الصفة » فإن هذا عاقبته الفراق يقينا . 
- لقد كان نطق موسى#* بالقدر المعقول » لكنه بدى زائدا عن قول 


الرفيق الطيب . 
- وذلك التزيد مع الخضر جلب الشقاق ؛ فقال له : إمض » أنت مكثر » هذا 
فراق . 


9؟ 


- يا موسى أنت مكثر في القول ؛ فابتعد » وإلا فكن معي أخرس وأعمى . 
- وإن لم تمض » ومكثت معي عنادا » فإنك قد مضيت عن المعنى » وانقطعت . 
- وما دمت قد أحدثت في الصلاة فجأة » يقال لك : بمض وتطهر:. أمسرع 
ه7- وإن لم تمض ء تصبح متحركا جركة بلا معنى ١»‏ فقد فاتت صلاتك » 
فاجلس أيها الغوى . 

- واذهب صوب اولنك الذين هم قرناء لك ٠‏ فهم عشاقك ؛. ومتعطش_ ون 
لحديثك . 

- والحارس ٠‏ إنما يفضل من مسهم النعاس » ولا حاجة بالأسماك إلى حارس . 
- والذين يرتدون الملابس أنظارهم على القصار ء وللروح العارية » يكون 
التجلي حلية وزينة . 

- فإما أن تنتحي عن العراة جانبا ء ولما أن تكون مثلهم فارغا من القصار . 
- وإن لم تستطع أن تصيح عاريا تماما » فتخفف من الثياب » حتى 
توضئ: في الطريق 'الوسيظ : 

اعتذار الكقير للشيخ 

- ثم قص الفقير الأحوال لذلك الشيخ » وقدم العذر على تلك الأخطاء . 

- وأجاب على أسئلة الشيخ جوايا كأجوبة الخضر ء طييا وصائيا. 

- تلك الأجوبة التي أجاب بها على أسئلة الكليم » وأبداها الخضر من الرب 
العليم. 

- فصارت مشكلاته محلولة وزائدة عن الذكر »ء وأعطاه لكل مشكلة مفتاحها . 
6"- وكان عند الدرويش ميراث أيضا من الخضر ء وجوابا على الشيخ » 
جمع همته . 


"5 


- وقال : الطريق الوسط وإن كان من الحكمة » إلا أنه وسط بشكل نسبي . 

- فماء القناة بالنسبة للجمل قليل ٠»‏ لكنه بالنسبة للفأر كأنه اليم . 

- وكل من تكون طاقته أربعة أرغفة » إن أكل اثنين أو ثلاثة » فقد التزم بالوسط 
- وإن أكل الأربعة » فقد ابتعد عن الوسط » ويكون أسيرا للحرص كطير البط . 
- وكل من تكون طاقة اشتهائه عشرة أرغفة » ويأكل ستة » فاعلم أن 
هذا هو الوسط , بالنسبة له . 

- فإذا كانت طاقة اشتهائى خمسون من الأرغفة » وطاقتك ستة » فهل نكون 
متساوين ؟ لا . 

- إنك تتعب إن صليت عشزة ركعات » وأنامن خمسمائة ركعة » لا أكل ولا 
أمل . 

- وأحدهم يمضي حتى الكعبة. حافيا » وآخر حتى المسجد ؛ تهد قواه. 

- وأحدهم في المقامرة بطهر أسلم الروح » وآخر عانى نزع الروح » حتى وهب 


رغيفا واحدا . . 
ههه- وهذا الوسط يجرئ غلى :ما له:نهاية » وعلى ذلك الذى يكون له أول 
وآخر. 5 

- فينبغي أن يكون: هناك أول وآخر » حتى يمكن أن يتصور فيه وسط ء 
أو أؤسط . 

- ولكن لما لم يكن لما لانهاية له طرقفان » فكيف يمكن أن ينصرف عليه 
الوسط ؟ 


- والأول والآخُر لم يُعط أحد أمارته » إذ قال الله : لوكان البحر مدادا " لكلمسات 


ربى 


"53 


- فلو صارت البحار السبعة يأجمعها مدادا » لما كان هناك رجاء في انتهائها قط 
- ولو صارت للبساتين والغابات بأجمعها أقلام » لما قل أبدا ذلك الكلام . 
- فإن كل هذا المداد وكل هذه الأقلام تفنى » ويبقى هذا الحديث الذى لايعد 
ولا لحطف 

- كما أن حالتي تشبه النوم حينا » ويظنها ضال نوما . 

- فاعلم أن عيني نائمة وقلبي يقظ ٠‏ واعلم أن هيئتي التي تبدو لاتعمل " منهمكة 
" في العمل . 

- فقد قال الرسول #6 عيناى تنام » ولا ينام قلبي عن رب الأنام . 

6 - لكن عينك يقظى وقلبك غارق في النوم ٠‏ وعيني نائمة » وقلبي فى فتح 
- فإن للقلب خمس حواس أخرى ,٠‏ والعالمان كلاهما شرقة لحس القلب . 

- فلا تنظر إلي بعين ضعفك فهو عليك ليل ٠‏ لكن نفس الليل بالنسبة لي 


٠. ضحى‎ 

- وهو بالنسبة لك سجن ٠»‏ وذلك السجن بالنسبة لى بستان » والفراغ بالنسبة لى » 
صار عين الإتشغال . 

- وقدمك في الطين » وصلر لي الطين وردا » وهو بالنسبة لك مأتم » وبالنسبة 
لي حفل” وطيل . 

- فأنا على الأرض » ساكن معك في المحل » لكني أعدو على الفلك 
السابع وكأنني زحل . 


- فلست أنا جليسك » لكنه ظلى » وإنما تعلو درجتى على الأفكار . 
- ذلك أنى جاوزت " مجال " الأفكار ء وصرت مسرعا ساعيا خارج الفكر . 


ه55 


- فأنا مسيطر على الفكر » ولست محكوما به » ذلك أن البناء يكون مسيطرا 
على البتاء . 

- وكل الخلق مسخرون للفكر » ومن ثم فقلوبهم متعبة » والغم عندهم حرقة . 
6ه وأنا أسلم نفسى للفكر عامدا » وعندما أريد » أفر من معمعته . 

- وأنا كطائر الأوج ٠»‏ والفكر ذبابة » فكيف يكون للذبابة أن تظفر بى ؟ 

- فأنزل عمدا من الأوج السامق » حتى يلتف حولي من دنت أقدارهم . 

- وعندما يعترينى الملل من الصفات السفلية ء أحلق عاليا » كالطيور 
الصافات . 

- ولقد نبت جناحى أيضا من ذاتى ٠‏ ولست أنا الذدى ألصق جتاحين بالغراء . 
- والجناح بالنسبة لجعفر الطيار جناح أصيل ,٠‏ لكنه بالنسبة لجعفر الطرار 
جناح مستعار . 

- وعند من لم يذق ء يعد هذا إدعاءا » وعند سكان الأفق ٠»‏ هذا هو المعنى . 

- إنه يكون نفاجا وادعاءا أمام الغراب ٠»‏ إذ يستوى القدر الفارغ والقدر الممتلشيء 
عند الأباب . | 

- وما دامت اللقمة تتحول داخلك إلى جوهر » لا تتوقف ٠‏ وكل بقدر ما تستطيع 
- ولقد قام الشيخ بالتقيؤ ذات يوم دفعا للظن » فامتلاً حوض القيء بالدرر . 
ه6- ولقد جعل الجوهر المعقول أمرا محسوس اء ذلك المرشد البصير » 
من أجل قلة عقل إمرىء ما. 

- وعندما يصير الطاهر دنسا فى المعدة » ضع قفلا على الحلق » واخف 
المفتاح . ْ 

- وكل من صارت اللقمة في جوفه نورا للجلال » فليأكل مايشاء » فهو له حلال 


ك5" 


بيآن دعوو هي مع كونها دعوو شاهد علو صدق 
- إن كنت عالما بروحي ٠‏ فليس قولي المستفيض بالمعنى ٠‏ إدعاءا عندك . 
- فإن قلت : إنني أمامك في منتصف الليل » فهيا لاتخف من الليل ٠‏ فأنا قريبك. 
- يكون لهذين الإدعاعءين معنى عندك » ما دمت تعرف صصبوت قرييك. 
- فالقرب والقرابة إدعاءان ٠‏ لكن لكل منهما معنى عند الفهم الطيب . 
- فقرب صوته » يدل على أن هذا النفس يأتي من صديق مقرب . 
- ولذة صوت القريب أيض ا صارت دليلا على صدق ذلك القريب العزيمز 
- ثم إن الأحمق الخالي من الإلهام » هو الذي لايميز من الجهل بين صوت 
القريب والغريب . 
6- يكون هذا القول عنده إدعاءا » فلإن جهله صار أساسا لإنكلوه . 
- وعند الذكي الذي في باطنه الأنوار » يكون نفس هذا الصوت هو المعنى 
الصادق . 
- أو أن يقول أحد الناطقين بالعربية : إنني أعرف لغة العرب ؛ 
- فإن نفس حديثه بالعربية يكون معنى ؛ وإن كانت معرقته بالعربية مجرد إدعاء 
- أو يكتب كاتب" فوق ورقة : إنني كاتب أقرأ الخط » وممجد . 
6- هذه الكتابة وإن كانت في حدذاتها دعوى » إلا أن الكتابة نفسها شاهدة 


علق المفذر» 
- أو يقول أحد الصوفية : هل رأيت بالأمس في المنام أحدهم يحمل سجادة على 
كتقه ؟ 


- لقد كنته » وما قلته لك في النوم » وما تحدثشت معك بشأنه في شرح وجهة 
نظرما ؟ 


9 


- استمع إليه » واجعله حلقة في أذنك ٠‏ واجعل ذلك الكلام مرشدا للبك . 

- وعندما تتذكر أنت الحلم » يكون هذا الكلام معجزة جديدة » وذهبا دقينا . 
> وبالرغم من أن هذا يبدو دعوى ء» لكن صاحب الواقعة يقول : أجل . 
- إذن » لما كانت الحكمة هي ضالة المؤمن ٠»‏ فإنه يأمن عليها عندما يسمعها 


من أى شخص . 
- وعندما يجدها هي التي أمامه فحسب » فكيف يكون ثم شك »؟ وكيف 
يخطؤها ؟ 


- وعندما تقول أنت لظمآن : أسرع » ففي القدح ماء » خذ الماء سريعا . 
- أيقول الظمآن قط : هذا إدعاء » إمض » ويا أيها المدعي » إتنتصرف عني ؟ 
٠‏ "ييقول : بين لي دليلا وحجة على أن هذا من جنس الماء » وأنه 
ماء معين ؟ 
- أو هل تنادي الأم طفلها الرضيع قائلة : تعال » أنا الأم وأنت الولد ؟ 
- فيقول الطفل : يا أمى ٠‏ هاتي الدليل » حتى أعكف أنا على لينتك ؟ 
- وقلب كل أمة يكون فيه مذاق الحق » يعتبر فيه وجه الرسول وصوته 
معجزة . 
- وعندما يصيح الرسول من الخارج ٠‏ تسجد أرواح الأمة في داخلها . 
65- ذلك أن جنس ندائه في الدنيا ء لم تسمعه الأذن من أحد من قبل 
- وذلك الغريب من لذة صوت الغريب ٠‏ كأنه يستمع من لسان الحق إلى : إنى 
قريب . 

سجود يحبى هد للمسيم عليه السلام وكلاهما ني بطن أمه 
- قالت أم يحيى لمريم عليها السلام خفية قبل أن تضع حملها : 


-إنني على يقين من أن في بطنك ملكا » من أولي العزم » ورسول واع . 
- ذلك أنني عتدما واجهتك » سجد حملي " له " يا ذات الفطن . 
3-2 لقد سجد هذا الجنين لذاك الجنين » بحيث أحس جسدي بالألم من 


سجودهة 


- قالت مريم : وأنا أيضا رأيت في باطني سجدة من هذا الجنين الموجود في 
البطن . 


الإستشكال على القسصة 
- يقول البلهاء : هذه خرافة ٠‏ فاشطبها فهي كذب وخطا . 
- ذلك أن مريم عند وضع حملها » كانت بعيدة عن القريب والغريب . 
- ولم تعد من خارج المدينة » ذات الحكاية الحلوة ؛ حتى وضعت حملها. 
6- ولم تقابل مريم أحدا عند حملها ء ولم تعد من خارج المدينة 
- وعندما وضعت حملها » حملته على كتفها » وأتت به أهلها. 
-فأين رأت أم يحيى حتى تبادلها هذا الحديث «»وحتى يحدث ما حدث ؟! 
جواب الإستشكال 
- إنه لا يعلم أن أهل الخاطر » يكون الغائب في الآفاق حاضرا أمامهم . 
- ولقد تجلت لبصيرة مريم » أم يحيى التي كانت غاتبة عن البصر. 
إنها ترى الحبيب وهي مغمضة العينين ؛ فقد جعلت جلدها كالنافذة 
متعددة الكوات . 
- وإن لم تكن قد رأتها لا من الداخل ولا من الخارج ٠‏ فخذ من الحكاية المعنى » 
أيها المسكين . 
- لا مثل ذلك الذي سمعها كحكاية » والتصق بصورتها كالشين في لفظ نقش . 


ظ 


- حتى ليقول : كليلة تلك التي لا لسان لها » كيف تسمع الكلام من دمنة التي 

لاتتكلم ؟! 

- وإذا كان كل مهما يعرف لغة الآخر ء فكيف فهمهما البشر وهما لا تنطقان ؟ 

- وكيف صارت دمنة رسولا بين الأسد والثور » وكيف خدعتهما 

معا؟ 

- وكيف صار الثور النبيل وزيرا للأسد ؟ وكيف خاف الفيل من إنعكاس القمر ؟ 

- إن كليلة ودمنة هذه برمتها اختلاق » وإلا فمتى كان بين الزاغ والقلق 

إمتراء ؟ 

- فيا أخي ؛ إن القصة مثل الكيل » والمعنى داخلها على مثال الحبوب . 

- ورجل العقل يأخذ حبوب المعنى » ولا يرى الكيل إن نقل إليه . 

. فاستمع إلى حادثة البلبل مع الوردة » وإن لم يكن ثم مقال ظاهر فيها‎ -"* ٠ 
القول بلسان الحال وفهمه‎ 

- واستمع أيضم! إلى ما جرى بين الشمعة والفراشفة ء واختر أنت المعنى 

- فإن لم يكن ثم مقال » فهناك سر المقال » قهيا » حلق عاليا » ولا تطر كالبومة 

الدنية . 

- وفي لعبة الشطرنج قال أحدهم : هذا منزل الرخ » فقال آخر : من أين حصل 

على منزل ؟ 

- هل اشتراه أو آل إليه بالميراث ؟ وما أسعده ذلك الشيخ الذي جد نحو المعتى . 

6- وقال نحوى : زيث عمرا قد ضرب ء فقال آخر : كيف أجرى عليه بلا 


ذنب الأدب ؟! 


و" 


- وما جرم عمرو بحيث ضريه زيد هذا الفظ ١‏ بلا ذنب وكأنه غلام” " عنده " ؟ 
- قال : إن هذا هو وعاء المعنى » فخذ القمح . قالكيل يرد . 
- إن زيدا وعمرا من أجل الإعراب والنحو » وإن كانت الحكاية كذبا » فتواعم 
مع الإعراب . 
- قال : لاء أنا لاأعرف هذا » كيف ضرب زيد' عمرا دون ذنب أو خطا ؟ 
- قال " النحوي " مضطرا وبدأ في المزاح : لقد كان عمرو قد سرق " 
واوه" الزائدة ؛ 
- وعلم زيد فضربه لسرقتها ء وما دام قد جاوز الحد » ققد أقام عليه الحد 
كون الكلام الباطل مقبولا عند الباطلين 

- قال : هذا صحيح قبلته بالروح والمعوج يبدو مستقيما أمام المعوجين . 
- فإن قلت لأحول : إن القمر واحدة » يقول لك : هو اثنان » وفي كونه واحدا 
شك . 
- وإن سخر منه إنسان قائلا : إنه إتشان » يصدقفه وهذا جزاء سيء 
الطيع . 
- والكذب يتجمع عند الكاذيين » وإنما يفسر هذا معنى الآية " للخبيشون 
للخبيقات " )١(.‏ 
- ولأصحاب القلوب الرحية أيدى سخية ء ولعمي العيون » التعثر بين 
الحصى .(؟) 

البحث عن الشجرة التي لا يموت من أكل ثمارها 
- قال أحد العلماء أثناء قصه لحكاية »ء إن هناك شجرة في الهند ؛ 


)00 ج/ 57/5-5:- وكل من هو من جنس الكذب يا بني ‏ لا يكون الصدق عنده ذا اعتبار . 
(7) ج/د-07/4:- وكل من نبتت له أسنان صدق , نجا من الكذب والخيانة . 


"١ 


- كل من أكل من ثمرها » لا يشيخ » ولا يموت أبدا . 

- وسمع أحد الملوك هن هذا الأمر » ومن إخلاصه » صار عاشقا للشجرة 
وثمارها : 

> فأنقذ رسولا عالما من ديوان الأدب ٠»‏ إلى الهند من أجل الطلب . 

- ولسنوات ظل ذلك الرسول من قبله » يطوف أنحاء الهند باحثا متفحصا . 
- أخذ يطوف من أجل مطلوبه » مدينة بعد مدينة» ولم تبق جزيرة ولا جيل 
ولاصحراء . 

- وكل من قام بسؤاله » سخر منه قائلاا : من الذي يبحث عن هذا إلا مجنون 
مقيد بالأغلال ؟ 

وكتيريين. الدائن ضفعوة سساخوين متحه ٠‏ وكديرون قالوا كه يساحب 
الفلاح ؛ 

6- بحث أريب مثلك صافي الصدر » كيف يكون بلا جدوى ؟ وكيف يكون 
جزافا ؟ 

- وهذا التوقير والإحترام صفسع من قبيل آخرءووهوأقسىمن الصفع 
الصريح . 

- كانوا يمدحونه قائلين :أيها العظيم »في إقليم كذا » وهو إقليم شاسع جدا 
مترامي الأطراف ؛ 

-وفي غابة كذا شجمرة خض راء. عالية جدا ووارفة » وكل غصن فيها 
صصخم . 

- وأخذ قاصدالملك الذي جد في البحث ؛يسمع من كل شخص خبرا ما. 
6" ولقد ساح لسنوات طويلة في ذلك المكان 0 الملك يرسل 
إليه الأموال . 


- وعندما تجشم كثيرا هن التعسب في تلك الغربية. عجز في 
آخر الأمر عن الطلب . 
- فلم يبد أى أثر لمقص وددهء ولم يجد من ذلك الغرض غير الخبر . 
- وتقطعت خيوط أملهففإنه في النهاية لم يجد ما يبحث عنه. 
- فعزم على العودة إلى الملك ٠‏ وهو يذرف الدمع :ويطلق الآهات . 
تفسير الشيخ للطالب المقلد سر تلك الشجرة 
- كان هناك شيخ عالم قطب كري ععفي ذلك المنزل الذي يئس فيه 
النديم. 
- قال : فلأمض إليه أنا اليائس » ومن عتبته أبدأ الطريق . 
-حتى يكون دعاؤه رفيق طريقي » مادمت قد يئست من مطلوبي . 
- وذهب إلى الشيخ بعين غارقة في المع » وهو يذرف الدمععكما يذرفه 


السحاب . 

- وقال : أيها الشيخ » هذا هو أوان الرقة والرحمة ء إنني قانط » وهذه 
ساعة اللطف . 

- قال له : قص علي » مم قنوطك ؟ وما هو مطلوبك ؟ وإلى أي شيء 
تتجه ؟ 


- قال : لقد اختارني الملك » من أجل البحث عن غصن شجِرة. 
- وقال : إن هناك شجرة نادرة في الأنصاء » وثمارها هي أساس ماء 


الحيأة. 
- وبحثت لسنوات»؛ ولم أجد علامة واحدة عنها » إلا سخرية هؤلاء الخالين من 
الهم . 


- فضحك الشيخ وقال : أيها الساذج » هذه هي شجرة العلم : الموجودة 
عند العليم. 

6- هي عالية جدا » ضخمة جدا » مبسوطة جدا » هي ماء الحياة من اليحر 
لمتحي : 

- ولقد مضيت صوب الصورة أيها الغافل » ذلك أنك بلا ثمر أو نصيب 
من غصن المعنى .(1) 

- حينا سموها شجه رة ء وحيتا تمسا » حينا سموها بحرا ء وحينا 


فنهن ا 
- إنها واحدة » نجمت عنها مئات الآلاف من الآثار » وأقل آتثغارها العمر 
الباقي . 


- وإنها وإن كانت واحدة » فلها من الآثار ألف ٠»‏ وجاز أن يكون لهذه الواحدة 
ابماء لا خصدن لي 

- فذلك الشخص الواحد يكون لك أبا ء لكنه بالنسبة لآخر يكون 
إينسا. 

- وبالنسبة لشخص ثالث يكون قهرا وعدوا » وفي حق رابع يكون محسنا 
ولطيففا.() 

- له مئات الآلاف من الأسماء وهو إنسان” واحد ؛ وكل من يصفه يصفة » 
يتجاهل الصفات الأخرى . 


- وكل من يبحث عن الاسم وإن كان صاحب تفة»يكون منك يائسا »وفي تفرقة. 





00( ج/587-6:- ولقد مضيت صوب الصورة فضللت . ذلك أنك لا تدرك أنك تركت المعنى . 
9( جه -28097:- وبالنسبة لثالث عم وخال 1 وبالنسية لآخر وهم وخيال 5 


ان 


- فما عكوقك على هذا الاسم للشجرة ؟ حتى تظل محروما سيء الحظ )١1(.‏ 
6- ودعك من الاسم ء وانظر إلى الصفات » حتى تبدي لك الصفات 
الطريق إلى الذات .(”) 
-ولقد وقع الاختلاق بين الخلق من " العكوف' على الاسم ؛ وعندما اتجهوا إلى 
المعنى » حل الصقاء . 

نزاع أربعة أشخاص حول العنب لآن كلا منهم كان 

قد عركه باهم مختال 

-أعطى رجل درهما لأربعة أشخاص » قال أحدهم : لنشتر يه " انكور” .9) 
- قال آخر وكان عربيا : أنا أريد عنبا » ليس " انكور " أيها المحتال . 
- وكان الثالث تركيا فقال : هذا لي7؛) نإوأنا لا اريس عبا ويل أرنة روقم : 
3- وكان الرابع رومييا ققال : أتركوا هذا القيل » فأنا أريد " استافيل ' . 
- وانتهى النزاع بذلك النفر إلى المشاجرة » ذلك أنهم كانوا غافلين عن أسرار 
الاسماء . 
- وتضاربوا بالأيدى من البلإله » كانوا شديدى الجهل ٠‏ خاوين من المعرفة 


)١(‏ ج/ه-88ه:- وما بحثك عن الصورة ليها الفتى ٠‏ إذهب وابحث عن المعاني أيها الهمام .- والصورة 

تكون هيئة كالقشر والجلد ء والمعنى داخلها كاللب ؛ أيها الصديق الحبيب . 

(؟) جره-588: وتتوه في الذات ٠‏ وتستريح من نفسك . وترى عينك الخير والشر لونا واحدا . 

(؟) افتتاحية القصة عند جعفرى "554/5" مختلفة : - أعطى أحدهم أربعة أشخاص درهما » وكانوا قد التقوا . 
وكل واحد منهم من قطر .- كانوا فارسيا وتركيا وروميا وعربيا ١‏ كليم فيما بينهم في نزاع وغطب .- 
وقال الفلرسى : ما دمنا قد فرغنا من هذا ٠.‏ هيااء لنشتر به عنبا . 

(؟) عند جعفرى * 5148-4" اى كوزوم : يا عيني " بالتركية * . 


مه 


- ولو كان هناك صاحب سر عزيز عارف بالأسماء » لوفق بينهم ٠‏ 

- ولكان قد قال : إنني بهذا الدرهم الواحد » سوف أحقق رغباتكم جميعما . 
- ولو أودعتموي قلوبكم يلا نفاق » لقام درهمكم الوحيد هذا بعدد من 
الأعمال . 

- ولصار درهمكم الوحيد هذا أربعة دراهم » والمراد أن أريعة من الأعداء » من 
الممكن أن يتوحدوا بالإتفاق. 

- فإن قول كل واحد منكم على حدة يبعث على الحرب والفراق » وقولي أنا 


يوحد بينكم . 
- ومن ثم » فاسكتوا أنتم » وامضوا إلى حال سبيلكم » حتى أصيح أنا عند النقاش 
؛ لسانكم . 


- وكلامكم » وإن كان يبدو على نمط واحد ء إلا أن قي أثره النزاع والسخط . 
- والحرارة المستعارة لا تعطي أثرا » والحرارة الموجودة كخاصية » 
ذات فضيل . 

- وأنت إن قمت بغلي الخل قي النار » عندما تشربه » يزيد في البرودة بلا جدال 
- ذلك أن الحرارة فيه بلا أصل ولا أساس » وطبعه الأصلي البرودة والحراقة . 
- وإن صار الدبس ثلجا منعقدا يا بني » عندما تشربيه. فإنه يزيد الحرارة 


في الكيد . 

- ومن ثم فرياء الشيخ أفض ل من إخلاصنا ء فذاك يكون من البصيرة» 
وهذا من العمى . 

65- ومن حديث الشيخ » يحدث الجمع » لكن حديث أهل الحسد » يأتي 


- مثل سليمان #ن: الذي أسرع نحو الحضرة » فهو قد عرف ألسنة كل الطيور . 


- وفي زمان عدله أنس الغزال إلى النمر ؛ وانتفت العداوة من بينهما . 

- وصارت الحمامة أمنة من مخالب البازي ٠‏ ولم يخش الخروف الذئب . 

- لقد قام بالوساطة بين الأعداء » فصار ثم اتحاد بين كل من يخفق يجناحيه . 
- وأنت كتملة تسرع من أجك حبة » فهيا » ابحث عن سليمان ٠‏ فكيف 


تظلل غويا؟ 

- والباحث عن حبة » تتقلب عليه الحبة شراكا » والباحث عن سليمان » يحوز 
- وطيور الأرواح في هذا الردح الأخير من الزنمان »ء لم يعد لها من بعضها 
الأمان . 


- وثم سليمان موجود أيضا في عصرنا ء فهو يهب الصلح » فلا يبقى 
جور بيننا . 

- فتعلم قول " إن من أمة " حتى " وخلا فيها نذير ” 

6- ققد قال : لم تخلُ أمة' قط ء من خليفة حق وصاحب همة . 

- يجعل طيور الأرواح على قلب رجل واحد » ومن صفائه يجعلها بلا 


غل أو غش. 
- والمشفقون يصبحون كمث ل الوالدة » فقد قال عليه السلام ان المسلمين 
كنفس واحدة . 


- صاروا نفسا واحدة من الرسول الحق » وإلا فإن كلا متهم » كان عدوا لدودا 
للآخر )١(.‏ 


. ” ج/ه-515:- وهناك اتحلاً' خال من الشركة والإثنينية » يكون من التوحيد . دون نحن ' وأنت‎ )١( 


ا 


انتفاء الخلاف والغداوة بين الأنصار ببركات 

الرسول عليه السلام 
- كانت هناك قبيلتان » تسمى إحداهما بالأوس والأخرى بالخزرج » كانت كل 
منهما ذات روح سافكة للدم »بالنسببة للأخرى . 
”- لكن أحقادهم القديمة ببركة المصطفى * » قد محيت في نور الإسلام 
والصفاء. 
- قصار أولتك الأعداء منذ البداية إخوانا » مثل أعداد العنب في البستنان . 
- ومن نفس " المؤمنون إخوة " عند الموعنشنة » توحدوا » وصاروا جسدا 
واحدا . 
- فصورة حبات العنب متآخية .ء وعندما تعصرها » تصبح عصيرا واحدا . 
- والحصرم والعنب ض دان ء لكن عندما ينضج الحصرم » يصير رفيقا 
طييا. 


- والحصرم الذي تحجر وبقي قجا » دعاه الحق في الأزل كافرا 
أصليا. 

-فلا هو يكون بالأخ » ولا بالنفس الواحدة » وفي الشقاء يكون نجسا ملحدا . 

- وإن ذكرت ما هو موجود في ياطنه » لظهرت في الدنيا فتنة 
لفقهالام. 

- ومن الأفضل ألا يُذكر سر المجوسي الأعمى ؛ ودخان جهنم أفضل من 
جنة إرم للميعد المحروم . 

- وحيات الحصرم التي تكون قابلة » تصبح في النهاية من أنفاس أصحاب 
القلوب قليا واحدا . 


٠‏ 775- وتأخذ في الإسراع نحو مرحلة العنبية بجد » حتى تنتفى الإثنينية والحقد 
والعكشاد. 

- ثم إنها فى مرحلة العنبية تمزق الققغفل ور ء حتى تصبح واحدا » وتكون 
الوحدة وصفا لها . 

- والصديق يتقلب إلى عدو » عندما يوجد رقم " اثنين” ٠‏ ولم يقم " واحذ” قط 
- فالثناء على العشق الكلى الأستاذ » فلقد وحد بين مئات الآلاف من الذرات 
- ومثل التراب المتفرق في الممر » جعلتها يد الفخاري جرة واحدة . 

ه 4 7"- فإن اتحاد الأجساد المخلوقة من الماء والطين إتحاد ناقص » ولا تبقى 
الروح ببه. 

- وإن ضربت المثال بنظائر هذا المثال » فإنني أخشى أن يختل القهم. 

- فثم سليمان موجود الآن » لكنك من سرور النظر إلى البعيد في عمى . 
- والنظر إلى البعيد يصيب المرء بالعمى » مثل النائم على باب الدار » وهو عن 
الدار في عمى . 

- ونحن مولعون بالألفاظ الاقييفة ء ونحن عشاق لحل العقد . 

٠‏ 776- وبينما نعقد العقد ونحلها ء بطرح الإشكالات والأجوبة عليها » نزيد 
في المشكلة . 

- مثل طائر يقوم بحل حبل الشبكة ثم يعقده » حتى يصبح مبرزا فى هذا الفن ٠.‏ 
- فيكون محروما من الصحراء والمروج » وقد أنفق عمره فى أعمال العقد . 

- وإن شبكلة لا تهزمه أبدا » لكن جناحه قد إنكسر » فهو يسقط 
داثلمأ. 


- فلا تجاهد مع العقد كثيرا ؛ حتى لا ينقطع جناحك وقوادمك ريشة ريشة » 
من كرك هذا وفرك . 
هه ومئات الآلاف من الطيور تكسرت أجنحتها ءلكنها لم تسد 
مكمن العوارض ذاك . 
- وانظر إلى حالهم من القرآن أيها الحريص ٠‏ أنظر إلى " تقبوا فيها " و" هل 
من محيص " 
- ومن نزاع التركي والرومي والعربي » أم يحل إشكال ال " انكور " والعنب . 
- وما لم يتدخل سليمان ذو لسان معنوي » فإن هذه الإثنينية لاتنتفي . 
- ويا كل الطيور المتنازعة كالبزاة » إستمعوا إلى طبل بازي المليك هذا . 
- وهيا من لاختلافكم صوب الاتحاد » وأسرعوا من كل جانب سعداء . 
- " حيثما كنتم فولوا وجهكم » تحوه هذا الذي لم ينهكم )١('‏ 
- وإننا لطيور عمياء كتيرو العصيان » فإننا لم نعرف سليمان ذاك لحظة 
واحدة . 
- وصرنا كالبوم ٠‏ أعداء' لليزاة » فلا جرم أننا صرنا رهن الخرابة . 
- ومن غاية الجهل والعمسى ء نتجه إلى إيذاء أعزة الله . 
65- وجمع الطيور المنورون من سليمان » متى ينتزعون الجناح والقوادم 
من بريء ؟ 
- بل إن تلك الطيور الطيبة » تحمل الحب للعجزة بلا خلاف ولا حقد . 
- وهدهدهم من أجل التقديس » يفتح الطريق لمائة بلقيس . 
- وزاغهم وإن كان على صورة الزاغ » كان بازي الهمة » وبصره " مازاغ ” . 


. بالعربية في المتن الفارسي‎ )١( 


5٠ 


- ولقلقهم الذي يقول : لك ٠‏ لك » يضرم نار التوحيد في الشك . 
- وحمائمهم تلك لا نخشى البزاة ٠‏ والبازي يطأطيء الرأس أمامها . 
- وبلبلهم الذي يأتي بالحال » له في باطنه روضة " يانئعة " . 
- وببغاؤهم مستغن عن السكر » فمن باطنه أبدى له سكر الأبد وجهه . 
- وأقدام طواويسهم تبدو للنظر ٠»‏ أجمل من أجنحة الطواويس الأخرى . 
- ومنطق الطيور الخاقانية يبلغ المائة عددا » فأين منطق الطير السليماني ؟ 
هلا/ا؟- وأى علم لك بأصوات الطيور » ما دمت لم تر سليمان لحظة واحدة ؟ 
- وجناح ذلك الطائر الذي يطرب صوته » خارج عن المشرق والمغرب . 
- وكل تغريد منه » من الكرسي حتى الثرى » ومن الثرى حتى العرش في 
كر وفر . 1 
- والطائر الذي يمضي دون سليمان هذا » عاشق للظلام كأنه الخفاش . 
- فتعود على سليمان أيها الخفاش المردود » حتى لا تبقى في الظلمة 
إلى الأبد . 
- وإن ذراعا واحدا تمضيه نحو ذلك الصوباء يكون كذراع ' القياس " 
قطيا للمساحة . 
- وحتى إن مضيت أعرج مشلولا صوب تلك الناحية . فإنك تنجو من كل 
العرج والشلل . 

خصة أنواخ البط التي رباها طائر منزلى 
> إنك بيضة بط » وإن وضعها طائر منزلي تحت جناحه ورباها كالحاضضنة 
لهذ قات امف يطة :فى ذلك البشن + وحاستف كانت ارصيحة #عابد؟ 
لليايسسة. 


- والميل الموجود فى قلبك إلى البحر هو الطبيعى » فروحك من أمك . 


؟1١‎ 


6- وميلك إلى اليابسة من تلك الحاضنة ء فاترك الحاضنة » فهي سسيئة 
الرأى . 

- ودع الحاضنة في اليابسة » وانطلق في بحر المعنى ذاك » كالبط . 

- وإن خوفتك الأم من الماء » لا تخف » وانطلق نحو البحر سريعما. 

- فإنك بط » حي على البر وفي البحر » لست كطائر المنزل ٠»‏ تتعفن في المنزل 
- وإنك من " كرمنا بني آدم " ملك" تخطو على البر » وتخطو في البحر . 

- إذ أن " حملناهم في البحر ” قائمة على الروح » فانطلق من " حملناهم 
في الير ” . 

- وليس للملائكة طريق” إلى البر » كما أن جنس الحيوان لا علم له بالبحر . 

- وأنت بجسدك حيوان » وبالروح ملك » حتى تسيرسواء” على الأرض وسواء' 
على الفلك . ا 

- حتى أنه ليكون في الظاهر " بشرا ؟ مثلكم ؛ لكنه ذو قلب يصير '" يُوحى 
- والقائب الترابي ملقى على الأرض » وروحه طوافة فوق هذا الفلك الأعلى . 
6- ونحن كلنا طيور بط أيها الغلام » والبحر يعرق لساننا على وجه 
التمام. 

- إذن فسليمان هو البحر » ونحن كالطير » وحتى الأيد » لنا سير” مع 
سليمان . 

- فاخط في البحر مع سليمان » حتى يصنع الماء مائة درع وكأنه داود . 

- وسليمان ذاك حاضرٌ أمام الجميع.ء لكن الغيرة ساحرة: دريئة على 
العين ”+ 

- حتى أنتا من الجهل والنعاس والفضول » ملولون منه » وهو أمامنا . 


1 


- وهزيم الرعد إنما يصيب الظمآن بوجع الرأس ؛ لأنه لا يعلم أنه يزجي 
تحن العف 
- وعينه سمرت على الماء الجاري » غافلا عن لذة ماء السماء . 
- وساق مركب الهمة نحو الأسباب ؛ فلا جرم أن بقي محجويا عن المسبب . 
- وذلك الذي يرى المسبب عيانا » متى يصرف قلبه إلى أسباب الدنيا ؟(١)‏ 

حيرة الحجاج ني كرامات ذلك الزاهد الذى وجدوه 

فى آلبادية وحيدا 

-- كان أحد الزهاد في وسط البادية » غارقا في العبادة كقبائل العبادية . 
6- ووصل الحجيج إلى ذلك المكان من البلاد » فوقعت أنظارهم على 
الزاهد النحيل . 
- كان موضع الزاهد جافا » لكنه نضر المزاج ء وكأن له من منموم البادية 
- وتعجب الحجاج من وحذته » ومن سلامته وسط كل هذه الآفات . 
- كان واقفا للصلاة فوق الرمل ٠‏ الرمل الذى من حرارته ٠‏ يغلي الماء في القدر 
- بحيث تخاله ثملا بين الخضر والورود » أو راكبا فوق البراق والذلثل . 
-٠‏ أو كأن قدمه بين الحرير والحطل ؛ أو أن السموم بالنسبة له أفضل من 
الصيسا . 
- فبقيت تلك الجماعة فى حالة تضرع » حتى يفرغ الدرويش من 
صلاكه. 
- وعندما أفاق الفقير من استغراقه » رأى حي مستنير' من تلك الجماعة ؛ 


)0غ( ج/ 553-6:- ومن المسبب يجد هو في نداء واحد من النجاة ومن الفلاح ومن النجاح .- مالم يحصل 
على عشره شرذمة من المحتالين فى ماتة عام . 


ام 


- رأى الماء يتقطر من يده ومن جسده » وكان ثوبه مبللا من آثار الوضوء 
- ثم سأله : من أين لك هذا الماء ؟ فرقع يده يما يعني أنه من السماء . 
6- قال له : وهل يصل اليك كلما أردته ؟ دون بئر ودون حبل من مسد 
- فلتحل لنا هذا الإشكال يا سلطان الدين » حتى يهبنا حالك اليقين . 

- واكشف لنا سرا من أسرارك ٠»‏ حتى نقطع الزنار من فوق مناطقنا. 
- ففتح عينيه صوب السماء » قائلا : أجب دعاء الحجيج. 

- إنني معتاد على طلب الرزق من أعلى ٠‏ وأنت من أعلى قد فتحت له الباب . 
- يا من أبديت المكان من اللامكان » وجعلت " في السماء رزقكم " عيانا 


- وخلال هذه المناجاة ظهر سحاب” طيب ؛» كأنه خيل السقةة . 

- وأخذ في الإمطار كالماء من " أفواه " القرب » وسكن "” الماء " في الحفر 
والآبار . 

- أخذ السحاب يمطر الدمع كأنه من " أفواه " القرب ٠‏ وفتح الحجاج كلهم 
قريههم. 

- وأخذت جماعة من هذه الأعمال العجيبة » تمزق الزنار عن مناطقها . 

5 - وأخذ يقين قوم آخرين في الإزديد ء من هذه الأمور العجيبة » والله 


أعلم بالرشاد . 
- ولم تقبل جماعة ثالثة » فهم عبوسون أفجاج . وهم ناقصون إلى الأبد . تم 
الكلام . 


"تمت الترجمة بحمد الله تعالى وتليها الهوامش والشروح " 


"١5 


هوامش وشروح وتعليقات 


شروح المقدمة : تعد المقدمة من أكثر مقدمات الأجزاء الستة للمثنوى غموضا 
فى العبارة أدى بدوره إلى غموض المعنى . ويرى كولبنارلى (نثر وشرح مثنوى 
شريف »الترجمة الفارسية لتوفيق سبحانى »دفتر دوم ٠‏ جاب اول » زمستان 
0١‏ .ص١٠‏ ء فيما بعد كولبنارلى ٠‏ الترجمة الفارسية) . أن مولانا كان قد 
كتب مقدمة أكثر تفصيلا على المجلد الشانى . لكن هذه المقدمة كتبت فيما بعد 
بشكل آخر هو الذى وصلنا . وأن المقدمة القديمة كانت تحتوى على هذه السطور 
«فى سبب تأخير إنشاء هذا النصف الثانى من كتاب المثنوى نفع الله به قلوب 
العارفين وبيان الشروع فيه بعد فتور وشروح الوحى على المرء بعد فكور 
وانقطاعه بسبب زلة وسبب فتور كل صاحب حال وسبب زوال ذلك الفتور 
بشرح الصدور والسلام : 


حلو هوفي رأس المجنون هوسه بشرط أن يكون هو سالكا أيضا 
فإذا اتخذ المرء فاتنا فى دنياه فلن يأخذ ما هو أحلى من سلطاننا هذا 
كولينارى » 51/1 : 


-١‏ ويدور افتتاح المقدمة - مثل افتتاح النص - حول تأخر بدء مولانا جلال 
الدين فى نظم الكتاب الثانى ٠‏ ويقول فيما بعد (النص 5 -"): أنه بدأ نظم الكتاب 
الثانى فى الخامس عشر من رجب عام 5557ه : ١5‏ مأيو 1514م . ويقول 
الأفلاكى (مناقب العارفين / ١١‏ ).: أن مدة التأخير عامان (وهو ما عليه 
الجمهور) ويرى أن السبب فيه هو وفاة زوجة حسام الدين جلبى كاتب إلهام 
مولانا » لكن مولانا فى أواخر الكتاب الأول يتحدث عن خلافة العباسين فى 
بغداد ويقول أن خلافتهم مستمرة إلى آخر الزمان » ومعنى هذا أنه كان ينظم 
أبياته هذه قبل سقوط بغداد على أيدى المغول . ونهاية الحكم العباسى سنة 505 
١١54/‏ ومن هنا يكون نظم المثنوى قد بدأ قبل سنة 505 وأن الكتاب الأول 
للمثتنوى قد تم قيل السنة المذكورة » وقد توفى صلاح الدين زركوب القونيوى 


71 


سنة 561ه (59/١١2054/1١م)‏ ومن هنا يكون سبب التأخير ليس فحسب وقاة 
زوجة حسن حسام الدين وانشغاله بنفسه عن الكتاية لمولانا » بل يضم إليها سيب 
آخر هو وفاة صلاح الدين » ومن ثم يكون التأخير أكثر من عامين ولفترة تفترب 
من خمس سنوات( كولبنارلى » الترجمة الفارسية » ص 72 ). لكن قد تكون 
هناك أسباب أكثر منطقية لتوقف مولانا جلال الدين عن النظم وهى أن نمط 
تلقى الجمهور لنص مثل المثنوى : وبخاصة المجلد الأول الذى يعد أكثر أجزاء 
المثنوى صعوبة وأحفلها بقضايا التصوف مثار الخلاف - كان أحد الأسياب 
لتوقف مولانا عن الإملاء والنظم لا عن الفكر . والظاهرة الملفتة لأى قارئ 
متذوق للمثوى انه كلما تقدمنا فى أجزاء المثنوى قلت ظاهرة الصعوبة 
والغموض والإغراب » وكثرت الحكايات » وزاد ضرب الأمثال » وازداد النص 
وضوحا » فلعل مولانا بفترة توقفه - أميل إلى تقيل:رأى كولبنارلى بأنها خمس 
سنوات وليست سنتين - لإعادة النظر فى أسلوب عرض قضايا المثنوى - الذئ 
كان كتابا تربويا من الطراز الأول » وأن الأسباب الأخرى كان مجرد أسياب 
عارضة. والدليل : 

" - يقول مولاتا “إن الحكمة الإلهية كلها برمتها معلومة للفقيرء ولفائدة هذا 
العمل توقفت عنه" أى أن التوقف لم يكن لاتقطاع فى العرض بل لبيان الحكمة 
بالقدر المستطاع. والتفكير فيها لعدم تحملها - لأنها على حد قوله- تدمر إدراك 
الفقير. 'وبيان قدر من الحكمة" يشبه خطام البعير » يقوده (وفى الكتاب الذى بين 
أيدينا يشيه الحكمة بأنها ناقة المؤمن الضالة يطلبها ) . 

" - أن الحكمة تؤخذ بالهوداة » مثل سوق البعيرمن خطامه » إن تركتها تنهمر ‏ 
لاغرقت » وإن منعتها لشحت بل ينبغى أن تعرض بالقدر المعلوم الذى يتحمله 


م14 


4 - وبتعبير مولانا أن عدم عرض الحكمة انصبابا هو من الحكمة والوسطية 
التى كان يتوخاها فى كل الأمورء ويضرب المثل بالتراب (الجسد) والماء 
(المعرفة) فإن زاد الماء لما أصبح مدرا (تمثل بشرا) وإن قل الماء فالنتيجة 
واحدةء ويستشهد بالآية الكريمة «وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا 
بقدر معلوم » (الحجر/١1١)‏ . جاء فى شرح المولوى (يوسف بن أحمد المولوى " 
المنهج القوى لطلاب المثنوى » ج ” » ص ” - ؛ » فيما بعد مولوى/١)‏ نقلا 
عن تفسير نجم الدين كبرى:(يشير أن لكل شئ خزائن مختلفة مناسبة له» كما لو 
قدرنا شئيا من الأجسام فله خزانة لصورته وخزانة لاسمه وخزانة لمعناه وخزانة 
لرائحته وخزانة لطعمه وخزانة لطبعه وخزانة لخواصه وخزانة لأحواله المختلفة 
الدائرة عليه بمرور الأيام وخزانة لنفعه وضره وخزانة لظلمته ونوره وخزانة 
لملكوته ... وغير ذلك » وهو خزانه لطفه وقدرهء وما من شئ إلا وفيه لطف 
الله وقهره مخزون وقلوب العباد خزائن صفات الله بأجمعها). 

ه- ويعبر مولانا عن أهمية وجود "التوازن" فى الأعمال الأدبية الكبرى - 
والواقع أنه فى هذه المقدمة إنما يتحدث عن برنامج لكتابة الأعمال الأدبية الكبرى 
- وليس الموضوع هو موضوع تأخر الجزء الثانى بقدر ما هو بيان لأسباب 
الفترة والتوقف بأسلوب كان بلا شك مفهوماً فى عصره. والتعبير عن التوازن 
هنا 'بالميزان" الوارد فى الآية الكريمة « والسماء رفعها ووضع الميزان » 
(الرحمن/7) وفى حديث نبوى شريف «الميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويضع 
آخرين » وقال النبى * : « بالعدل قامت السموات والأرض » . وقال نجم الدين 
ابن الداية : والسماء رفعها يعنى سماء الصدر » رفعها فوق أرض البشرية 
ووضع الميزان؛ يعنى وضع القوة المميزة العاملة بين القوى السماوية 
والأرضية. 


1 


(مولوى /4-7). هذه هى العدالة الإلهية» وبالظلم تخرب الأرضء ويختل نظام 
المجتمع» وتضيع القيم» وتكسد الأسواق» وتضل العقول . 

” - إن الله يعطى كل شئ بقدر وبميزان » وبقدر الحاجة - ولا يفور الشدى 
باللين ما لم يبك الطفلء لكن هذا ينطبق على البشر العاديين» لا على أولتك الذين 
بدلوا » أى الواصلين إلى الحقء الذين عرض نحاسهم على كيمياء التبديل 
(الشيخ) وصاروا ربانيين وفرغوا من الحياة المادية» والله تعالى يرزقهم الحكمة 
بغير حساب » وبقدر ما يريدونها «يرزق من يشاء يغير حساب» (اليقرة .)5١57/‏ 
+ - أن المعانى هنا ليست بحساب العقول ولا يما يجرى على كل المعانى » بل 
هى أمور بالذوق» فالعشق لا يشرح؛ ومن ذاق عرفء ولا يدرك الوجد إلا من 
يكابده؛ فكأن مولانا يريد أن يقول أن هناك أموراً أخرى حددت مصير هذا العمل 
وأخرته؛ لا يمكن بيانها وإنما على المرء أن يدركها هو بذوقه إن كان عاشقاً 
(عن العشق ٠»‏ أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث) . 

4 - من الذى يمكن أن يتحدث عن العشق» وعشق البشر كله على سبيل المجاز» 
وعشق الحق هو الحقيقة» فمحبة الله مقدمة على محبة المؤمنين » فمحبة الله 
التؤمتين تكلهدن محية المومتيق لله محيية لبد كله فناء الناسوطية فى بقساء 
اللاهوتية ومحبة الله للعبد إبقاء اللاهوتية فى فناء الناسوتية. وقال نجم الدين 
كبرى فى معنى هذه الآية : الإشارة فيها أن الدين الحقيقى هو طلب الحق » فقال 
تعالى : «يا أيها الذين آمنوا ..» يطلب الحق بعد أن كانوا فى ضلالة طلب غير 
الحق « ... من يرتد منكم عن دينه ...» وهو طلب الحق حقيقة طالباً غير الله 
من الدنيا والآخرة كما قال تعالى : « منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد 
الآخرة » حتى قرئت هذه الآية عند الشبلى رحمه الله » فشهق شهقة » وقال : 
ثمة أحد يقول ومنكم من يريد الله (مولوى )0-١/‏ . 


0. 


النقص 

)١ - ١(‏ : يعتذر عن تأخير بدء الجزء الثانى من المشوى بأنه كان لابد وأن 
يترك الأفكار دون تعبير ليتم نضجها داخله؛ تماما مثلما تلزم المهلة ليتحول اندم 
داخل الجسد إلى لبن سائغ للشاربينء ثم ينتقل إلى فكرة الحاجة . الحاجة هى التى 
تول الفكرة مثلما يفور الثدى باللبن بمجرد ميلاد الطفل واحتياجه إلى الرضاع . 
( - 4) : الأبيات هى القى دفعت الشراح إلى اعتبار أن غيبة حسن حسام الدين 
كانت السبب فى تأخر صدور الجزء الثانى من المثنوى . لقد كان فى "معراج 
الحقائق " وكان فى "بحر الروح" ولعل حمسام الدين بعد فقد لزوجته قد اعتزل 
الحياة العملية فترة من الزمان والشغل بمجاهداته الروحية "معراج الحقائق وبحر 
الرووح" . تلك الفترة التى توقف فيها مولانا عن نظم المثنوى لأسباب كانت لديه. 
وبعوده حسن حسام الدين: وجد مولانا ملهمه الذى كان يجعل المعانى تنفجر منه 
(عن حسن حسام الدين » أنظر مقدمة ترجمة الكتاب الأول) . وكعادة مولانا 
يمزج بين الفكر والطبيعة» فحسن حسام الدين هو الربيع » وبراعم الفكر لا تتفقتح 
إلا بوجود الربيع. 

(5 - 7 ) : المثنوى الذى هو يقوم بصقل الأرواح مما علق بها من أدران من 
اقترانها بالجسدء كانت عودته يوم استفتاح » وبينما عبر الشراح ععنن الاستفتاح 
بمعناه الحرفي » أى فتح أبواب العالم الروحى وعودة إلى فتح أبواب المثنوى بعد 
أن أغلقت تلك الفترة . في حين توقف الأنقروى (إسماعيل حقى الأنقروى» شرح 
المتتوى ؛ المجلد الثانى ص 4 » استانبول 584١؛‏ فيما بعد انقروى)» عند 
المعنى فقال أن بعضهم يقول أن يوم الاستفتاح هو يوم المعراج وهو خطأ 
والشائع أنه يوم الجمعة الأول من رجب .ء ثم التقط جلبنارلى الخيط 


١ 


(شرح جوابنارلى "7/١‏ من الترجمة الفارسية) وقال أن الإمام جعفر الصادق 
هه (متوقى 5448 ١ه/85لام)‏ علم أم داود ين المثنى ابن الإمام الحسن يد دعاءً 
نتلوه فى الأيام الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة من شهر رجب بعد 
صلاة الفجر وبعد قراءة سور معينة من القرآن الكريم» وهذا الدعاء معروف 
بدعاء الاستفتاح ودعاء أم داود» وكانت قد طلبته من الإمام لفك أسر إينها من 
السجن. وهذا التفسير يتوافق مع ما هو مذكور ومشهور من بداية مولانا للكتاب 
الثانى فى شهر رجب من سنة 117"ه. وفى يومه الخامس عشر منه بالذات الذى 
قبله استعلامى كتاريخ ليوم الاستفتاح (محمد استعلامى : مشوى جلال الدين 
سحمة يلخى و جلة 1ه صر 11105 كوواتاء قرنان 185 ماش نفيما يعد 
استعلامى .)١/‏ 

(4 - 5 ) : البليل والبازى من الممكن أن يكونا كناية عن حسن حسام الدين 
ومن الممكن أيضاً أن يكونا كناية عن الأفكار التى هاجرت فترة من الوقت عالم 
البر إلى عالم بحر المعانى ثم عادتء والملك هو المرشدء 'وهذا الباب" يقصد به 
المثنوى وهو باب الرحمة والولوج إلى العالم الروحانى والاستفادة من المعانى» 
والتعرض لكيمياء التبديل. 

:)١54- ٠١(‏ هاهى هذه المعانى صارت مبذولة بعد أن صار هذا اليباب 
مفتوحاء لكن أين المتلقى الجدير يهذا الطعام المعنوى؟! إن أمامه حجاياً من هذا 
الفم الجسدى المغرم بأطايب الطعام؛ (انظر لهذا المعنى الأبيات ١51١‏ و 
,١‏ 1995١و‏ لا61٠”‏ و 4٠١٠5‏ من الكتاب الأول وشروحها) » وإن الشهوة 
لتسد عليه آفاق المتعة الروحية» وإن هذا الغم هو فوهة جحيم الجسدء والدنيا فى 
حد ذاتها ليست بالجحيم؛ وليست يالجنة لكنها على مثال البرزخ » أو الأعراف 


حون 


ينتقل منها إما إلى الجنة وإما إلى النارء فهى إما تقود إلى النور الباقى فهو 
مبدؤه » مثلما يوجد اللبن الصافى داخل الفرث والدم » وهذا يتفق مع المنحصى 
الفكرى لمولانا جلال الدين من أن الجهاد الحقيقى هو فى هذه الدنياء وأن جنة 
المرء وجحيمه فى داخله هو "روحه ونفسه” (موسى وفرعون داخلكء أنظر 
الكتاب الثالثء الترجمة العربية ؛ الأبيات ١555 - ١5557‏ وشروحها) . ومن شم 
يتبغى أن يكون المرء فى هذه الدنيا على حذر واحتياط دائمين؛ حتى لا ينقلب 
صفوه إلى كدرء ولبنه إلي دم . 

)١18- ١6(‏ : إشارة إلى سيرة آدم عليه السلام وأكله الحنطة وطرده هو وحواء 
من الجنة (أنظر الأبيات من ١564+‏ إلى 5١5١ و١57891419080و 117١‏ 
فى الكتاب الأول) وفى البيت رقم ١١‏ إشارة إلى بكاء أدم عليه السلام» قال وهب 
ين منبه "سجد أدم على جبل الهند مائة عام يبكى حتى جرت دموعه فى وادى 
سرنديبء وأنبت الله فى ذلك الوادى من دموعه الدارصينى والقرنفل وغير ذلك 
من الطيب ٠‏ وجعل طير ذلك الوادى الطولويس » ثم جاءه جبريل عليه السلام » 
ققال له : إرفع رأسك فقد غفر لك » فرفع رأسه وأتى الكعبة فطاف بها أسبوعا 
فما أتمه حتى خاض فى دموعه . (مولوى .)١4/7‏ لقد كان ذنبه قليلاء لكنه 
عظيم بالنسبة لنيى . وهكذا مثلما تكون الشعرة فى العين إنها مجرد شعرة لكنها 
تحجب الرؤية الحقيقية بشكل تام . لقد كان ينظر بالنور الأزلى ومن ثم كان 
الذتب :عظيما . 

(19 -18) : لماذا عصى آدم ولم نجد له عزما؟ يقول مولانا : إنه لم يتشاور » 
بل كانت مجرد مشاورته مشاورة نفس مع نفس (أدم مع حواء) ويدق مولاتا 
كثيراً على المشورة ولزومها فى أكثر من موضع من مواضع المثنوى (أوضحها 


7 


ما ورد فى الكتاب الرابع فى قصة مشورة فرعون مع هامان وفى قصة السمكات 
الثلاث الواردة فى الكتاب الرابع أيضا) . ولزوم المشورة عند مولانا تابع من 
تركيزه على لزوم المرشد » فمن أولى بالمشورة من مرشد يستمد مباشرة من 
العقل الكلى فهو جزء منه . وهو- بعيدأ عن شروح أصحاب الإشراق وترتيب 
المراتب- ذلك العقل الذى يكون مستمداً للنور وقابلاً له من الحق مباشرة. 
والرفيق الإلهى المذكور هو المرشدء ويقول بعض الشراح (إستعلامى ؟07/17/7١١)‏ 
أن المقصود به هو حسن حسام الدين » لكن الحديث هنا عام لأنه ترك الحديث 
عن موضوع تأخر البدء قي الدفتر الثانى من المثنوى (عن العقل أنظر الأبيات 
٠‏ و ه59.8١‏ و7657”9 من الكتاب الأول) فالمرء مع من أحب (حديث نبوى) 
والمرء مع من أحب وله ما اكتسب (جلبنارلى » الترجمة الفارسية » ؟:/؟") . 

(4؟ )١5-‏ : تناول لموضوع الخلوة والعزلة وبينما يميل مولانا دائماً إلى 
الحديث عن أهمية الوجود داخل تيار المجتمع؛ ويذم التنطع فى العزلة والتزهد 
(كما هو موجود فى الكتاب الثالث » حكاية الزاهد الذى نذر ألا يأكل من فاكهة 
الجبل) يرى هنا أن العزلة ذات شروط يعلمها المرشد اصلاً » وأن العزلة تكون 
عن الأغيار لا عن الأحباء » فصحبة الأحباء ذات فائدة » هذه الفائدة همى 
تمحيص الرأى وإبداء المشورة؛ فعقلٌ على عقل يساوى نورا على نور (والوحدة 
خير من جليس السوءء والجليس الصالح خير من الوحدة» وإملاء الخير خير من 
السكوت » والسكوت خير من إملاء الشر) . (أحاديث نبوية عن جلبنارلى : 
الترجمة الفارسية ؟/5") والربيع المذكور هو السير إلى الله والشتاء هو 
الاتشغال بأمور الدنيا (تكون الخلوة بمثابة فراء يحفظنا - وعكس العقل القفس 
الأمارة بالسوء) وإذا اجتمعت نفسان فقد زادت الظلمة وادلهمتء فكلتاهما 


فون 


توسوس للأخرىء ولسان كل منهما إنما يثير الغبارء ويجعل القذى (طعام الدنيا) 
يرتفع أمام عين القلب فيحجبها عن الرؤية . 

(50 -5”م) كل ميق يبك در الالشحوقه.ووقتومين سر لتو سين 
(حديث نبوى) ( أنظر شروح على الحديث فى الكتاب الأول » الأييات ١71717‏ 
و 51١6١‏ و ١55575‏ وشروحها). قصفاء المؤمن ينعكس فى صفاء مرأة مؤمن 
آخر . ومن تفسير المناوى : أى ييصره من نفسه بما لا يراه من دونه. وقال 
العامرى: كن لأخيك كالمرآة تزيد فى محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه 
من الكبر وتريه قبائح أموره بلين نصحه ولا ا 375) . قفجحذار» 
حافظ على هذه المرآة » وإياك أن تجعل وجهها كدر غير عاكس بما تنفثه فيها 
من هواء النفسء واكتم هذا الهواء عنهاء اكتم كل ما توسوس به نفسك لك. 

(4” - 40) : لا يزال مولانا يواصل الحديث عن أهمية الرفقة الطيبة ويقدم 
صورا من الطبيعة » فالرفقة الطيبة للتراب مع الجو المناسب والبذرة الحسنة 
أنبتت شجرة طيبة» رفقة ة الربيع للتراب جعلته خضرة ونضرة وأنبئة ورودا 
ورياحين» وعندما حل الخريف؛ آثرت أن تختفى تحت التراب؛ هربا من ذلك 
البلاء وإنتظاراً لحلول الربيع » وقالت النوم خير” من صحبة الأشرار » 
(والمثل ورد فى معارف بهاء ولد » ص 8" : إن لم يكن التراب ذكيا فلم يحفظ 
نفسه من فصل الشتاء المجنون وينتحى جانبا عنه » ولن لم يكن يعرف الحبيب: 
فلما كان يضحك للربيع ويععرض محصوله عليه). ونوم أهل الكهف (أنظر 
الأبيات من 05* - 4.054 559١3و‏ 501354 من الكتاب الأول) خير" من ظلم 
دقلديانوس» ليس نوم أهل الكهف نوما ٠‏ إنه عبادة» ولو كان أهل الكهف قد بقوا 
أيقاظأ لأخذهم فساد دقلديانوسء لكن نومهم كان أساساً للعز والشرفء كان نومهم 


دب 


فرارا والفرار من الفساد أولى. وهكذا تكون الخلوة عن الأغيار» " ونوم على 
علم خير من صلاة على جهل " (أحاديث مثنوى/7: » حديث نبوى عن جلبنارلى 
5 تماما متلما تصمت البلابل فى الخريف وتختفى عندما تسيطر طيور 
الزاغ (فصيلة من الغربان) على الروضة والبستان . 

(41 - 45) : البلابل كناية عن رجال الحق ء» وطيور الزاغ كناية عن العوام 
والجهال والأغيار » وعندما تغيب الشمس يحل الوسن » لكن هناك شموساً لا 
تغيب » بل أنها عندما تموت الموت الجسدى ٠‏ إنما تنقل أنوارها إلى طباق الثرى 
فتملأها بالنور . هذا عن نور الأجساد » لكن شمس نور العلم ليل نهارء هل يمكن 
أن تككون شمس الكمال هنا إشارة إلى شمس الدين التبريزى ؟!! 
(أنظر الأبيات ١14 - ١٠١٠١‏ من الكتاب الأول وشروحها). 

(45) : فاطلب هذه الشمس إن كنت عظيماً فى عظمة الاسكندر ذى القرنين الذى 
وردت سيرته فى سورة الكهف (آيات 89-4875) وثمة اختلاط هناك بين ما ورد 
فى الآية وبين ما ورد عن حياة الاسكندر المقدونى فى كتب التاريخ» حيث خاض 
المفسرون فى هذا الموضوع وتيعهم بشكل أو بآخر كتاب المنظومات القصصية 
الفارسية (أنظر فى الأدب المقارن لمحمد كفاقى » وبحث عبد النعيم حسنين 
المنشور فى مجلة كلية الآداب - جامعة عين شمس) . وقد تناول المفكر الهندى 
المسلم أبو الكلام آزاد هذا الموضوع فى بحث ترجمه سعيد نفيسى إلى اللغة 
الفارسية مقارنة ما ورد عن هذا الموضوع بما ورد فى أسفار العهد القديم بما 
يوحى بأن المقصود هو قورش الكبير الأكمينى (المتوفى سنة 519 ق.م) . 
ويفسر أبو الكلام آزاد ذهابه إلى المغرب بفتح ليديا وذهابه إلى الشرق بفتح 
بكتريا (بلخ) والمقصود بقوم يأجوج ومأجوج شعوب كانت تعيش قى جنوب 


7 


البحر الأسودء والسد معاير جبال القفقاز كان يسميه العرب باب الترك وياب 
الخزر. وعلى كل حال فإن كل هذه التفسيرات تفسيرات إجتهادية » إلا أنها ترسم 
صورة فى المأثور الإسلامى لذى القرنين على أنه نبى من الأنبياء أو على الأقل 
ولى من الأولياءء وثمة رواية أن الرسول *« قال لعلى يه -ما معناه- إن لك 
منزلا فى الجنة وأنت ذو القرنين فى هذا المنزل” . كما أن عليا قال عن نفسه : 
أنا ذو القرنين هذه الأمة, وثمة تأويل صوفى للقصة » فذو القرنين هو القلب 
المستعد للمعرفة حبيس فى أرض الجسد وعنده الاستعداد للوصول إلى الكمالء» 
وهو يميل إلى المغرب أى إلى الجسم ويرى فيه قوى النفسء» ويميل إلى الشرق 
أى مشرق الروح وينظر إلى نور الشمس بالقوى القدسية التى ليس دونها 
حجاب . وهناك دونه سدود الدنيا والحواس المرتبطة بالبدن » وهذه الحواس لا 
تدرك المفاهيم» وما لم يخلص منها اسكندر القلب فإنه لا يجد علما عما وراءها. 
(باختصار عن شرح جلينارلي /؟ » الترجمة الفارسية صص 77-1١7‏ )والتفسير 
الصوفى هنا متواقق مع نص مولانا جلال الدين . 

(545 -48) : ذلك أن المرء إن عثر على القلب وسيطر عليه », فإنه يجد 
مشارق الأنوار حيثما ذهب وأينما حل: وحيث تتيدل الأحاسيس الجسدية 
(الخفاشية) إلى أحاسيس نورانية ناثرة لدرر المعرفة وتصبح مصداقا ل ”ما رأيت 
شئياً إلا ورأيت الله فيه " وإنك إن أدركت أن آفاق المعرفة هى ما تمليه عليك 
هذه الحواس » فأنت والحمار سواء لأنه يشاركك هذه الحواس الخمسة الظاهرة: 
والراكب : كناية عن الإنسان المشرف بصفة الإنسانية عليه أن يكون ممتطياً هذه 
الحواس ٠‏ مسيطراً عليها موجه لها لا أن تمتطيه هى (أنظر الأبيات 57١‏ و 
و 5" و 65#“ و 8:8 من الكتاب الأول وشروحها) . 


5 


)20١ - 49(‏ : تكرار للمضمون الوارد فى ألبيتين "55٠‏ و 7531١‏ من الكتاب 
الأول عن الحواس الباطنة» فالحواس الظاهرة دليل إلى عالم المادة والحواس 
الباطنة مرتبطة بالحقيقة أو روح الروح ومن هنا فهى بمثابة الذهب والحواس 
الظاهرة بمثابة النحاس » والحواس الظاهرة يربيها البدن» بينما يربى الحواس 
الباطنة ولى أو مرشد أو بتعبير مولانا جلال الدين "شمس م" (أنظر "61٠‏ و 
0" من الكتاب الأول) . 

(؟ه - )٠١‏ : يتجه مولانا إلى محبوب حقيقى هو الله سبحانه وتعالى الذى 
يحمل متاع الحواس إلى الغيب . أى يجعل من متاع الحواس غيبأء ويطلب مولانا 
من الله سبحانه وتعالى أن يعيد ثائية معجزات رجال الحق» وهذا ما يعبر عنه 
هنا باليد اليبيضاء (القصص/72١)‏ معجزة موسى عليه السلام» إن صفاتك كلها 
شموس للمعرقة» والخطاب للولى المتحقق بينما شمس الفلك ذات صفة واحدة 
مقيمة عليها لا تريم» فأنت تكون حينا شمسأأ من حيث منحك للنورء وحيناً بحرأ 
من حيث إحاطتك بالمعارف الإلهية» وحينا جبل قاف بك يكون ثيات العالم ؛ 
وحينا عنقاء شديد الشهرة خفى الذات » وفى شرح السبزوارى (ص 18) : 
وفسر جيل قاف أيضا بعالم المثال لانه يحيط الدنيا وعالم المثال محيط بعالم الدنيا 
» والعنقاء هى الجوهر المجرد وروح القدس وملاك النجاة والناموس الأكبر 
والعقل الفعال . لكنك فى الدقيقة لست هذا ولا ذاك » إنك فى الحقيقة تعلو عن 
هذا وعن ذاك» "كل ما ميزتموه بعقولكم أو تصورتموه بأذهانكم فالله غيره" . 
وإن روح الوجود أى الروح بمعناها المطلق والوجود بلا قيد ولا شرط 
(أنظر 500 و 7378709037١578‏ من الكتاب الأول) هذه الروح منبعثة من العلم 
الإلهى والعقل الكلى» ولا يمكن أن تبين بالألفاظ سواء كانت هذه الألفاظ عربية 


4 


أو تركية» وأنت يا حقيقة أزلية أبدية بلا صورق لكنك متجل فى كبل الصورء 
يحار فيك المشبه الذى يتيسك بصور الموجودات من مخلوقاتك فيجعل لك يدا 
وقدما ووجهاء والموحد الذى ينزهك عن كل شئ » والأمر كله فى يدك أنت يا 
الله الذى تجعل المشبه موحداً » والموحد مشبهاً » بحيث يخاطبك كما يخغاطب 
محبوباً أرضياً قائلاً لك 'يا صغير السن يا رطب البدن" (فى بحث قام به 
جلبنارلى ذكر أن مولانا أورد فى غزلية فى الديوان الكبير أى ديوان شمس ما 
يفيد من أن الشطرة المذكورة هى للحسين بن منصور الحلاج » وإن لم ترد فى 
نسخة ماسينيون 1؟ - 78 من الترجمة الفارسية لشرحه:؛ والغزلية التى ورد 
فيها الشطرة عربية كلها وهذا نصها (من الديوان الكبير ء ص 7954-1/5:9) : 
يا صغير السن يارطب البدن يا قريب العهد من شرب اللبن 
هاش فى الوجه تركى القفا ديلمى الشعر رومى الذقن 
روحه روحلى وروحى روحه من رآى روحين عاشا فى بدن 
صح عند الناس أني عاشسق غير أن لم يعرفوا عشقى لمن 
اقطعوا شملى وإن شستتم صلوا كلى شئ منكم عندى حسن 
تلان شيعا قحي لتاقن وطتحيي :وزكاعن وناوانيا فى نكن 
وقال جلبنارلى عن البيت الرابع أنه ورد فى فصوص الحكم لاين عربى » غير 
منسوب إلى أحد (ص 8") . والخطاب هنا فيه تورية ؛ يذكر بما قاله أو يزيد 
البسطامى ء أنا أكلم الله وأسمع منه منذ ثلاثين سنة والناس يظنون أنى أكلمهم: 
ومعاذ الله أن تكون مخاطبة أولئك السلاطين ومعاملتهم مثل المحجوبين من 
البشرية والمحبوسين فى سجن الطبيعة والشهوة - حفظنا الله وإياكم من سوء 
الخواطر إلى الأكابر . (أنقروى: شرح المثنوى ؟/١2)‏ . 


59 


وقال سبزوارى (ص )١١١‏ أن المعنى هو ما عبر عنه فى تائية ابن الفارض : 

وصرح باطلاق الجمال ولا تفل بتقييده ميلا لزخرف زينة 
فكل مليح حسنه من جمالها معار له بل حسن كل مليحة 
بها قيس لبنى هام بل كل عاشق كمجنون ليلى أو كثير عزة 
فكل صبا منهم إلى وصف ليسها بصورة حسن لاح فى حسن صورة 
ومابرحت تيدو وتخفى لعلة على حسب الأوقات فى كل حقبة 
وتظهر للعشاق فى كل مظهر من اللبس فى أشكال حسن بديعة 
قفى مرةلبنى وأخر بثينة وأونة تدعى بعزة عزت 
واخمن نواه لا ولاكدن كير هتنا .وما إن لهلافي حشكها مسن تشريكة 
كذاك يحكم الاتحاد بحستها كمال يدت فى غيرها وتزيت 
(51 - 14) : يعود مولانا مرة ثانية إلى مناقشة معطيات الحس الظاهر 
ومعطيات الحس الباطن. ويفرق مولانا بين نظريتين : نظرة يشجبها ويرفضها 
وهى نظرة المعتزلة (ناقش مولانا فى أكثر من موضع بعض نظريات أهل 
الاعتزال + أنظر مثلا مناقشة تسبيح الجماد فى الكتاب الثالث » كما نوقش مذهب 
أهل الجبر من وجهة نظر أهل الاعتزال فى الكتاب الأول » الأبييات 571١‏ - 
9و 348-44 و 15١7- 1١6.1١‏ وناقش أيضاً تساوى عقول البشر 
عند الميلاد فى الكتاب الثالث) . أما أهل السنة هنا فهم بالطبع الأشاعرة؛ ويقارن 
بين نظرتين : نظرة أهل الاعتزال العاكفة على الحس والتى لا تعترف بأية 
معطيات خارجة» وتظرة أهل السنة (والواضح أنها مرادفة للمؤمنين عموما) وهو 
الذى يؤمن بأن رؤية الله ممكنة؛ وذلك أنه خرج عن الحس ولم يقم عليه!! 

(©5 -"؟7) : لو كان المقصود بالإنسان هو هذه الحواس الظاهرة » لتساوى 


م 


الإنسان مع الحيوان؛ لكن الإنسان مكرم؛ وإن لم يكن مكرما متى كان يسمح له 
بالحس المشترك الذى يربط الحواس الظاهرة بالحواس الباطنة» فكيف تحكم بأنه 
مُصور أو غير مصور ما دمت أنت نفسك لا تزال رهين عالم الصورة مقيداً به: 
إنما يجوز فقط لمن جاوز عالم الصورة (القشور) وصصار بأجمعه لبا (عقلاً) أن 
يخوض فى مثل هذه الموضوعات. فإن كنت لا تملك هذه البصيرة (أعمى) فلا 
حرج عليك؛ أما إن كانت لديك؛: فامض فى الطريقء وثابرءواصبرء فالصبر 
مفتاح الفرج» وبالصبر تستطيع أن تنزع حجب البصيرة حجابا وراء حجاب. 
وبالصير تجلى مرآتك؛ فتنعكس عليها الصور من وراء الجسد وأدرانه فترى 
الصنع وترى الصائع ٠.‏ 

(4 -86) : الصور أصنام تحول دون الحقيقة » لكن صورة الحبيب تكون 
بمثابة الخليل تحطم الأصنام كلهاء وأليس الخليل نفسه فى صورته الجسدية 
مشابها لغيره من الصور لكنه فى الحقيقة محطم للأصنام » وحمدا لله على أنه 
عندما ظهر (استعلامى 181/7 الضمير هنا عائد على حسن حسام الدين) 
انعكس ما في الروح فى مرآته فهو مرأة الروح - لكن سياق الحديث يدل على 
أن المقصود هو الذى فى مرأة حسام الدين ييدو حسنه وتنزل إفاضاته ويتجلى؛ 
وهو من لا يمكن الصبر عليه ولا على تراب عتبتهء وهو 'الجميل الذى يحب 
الجمال" ولا يشترى القبحء ومن ثم ينبغى أن أكون قابلاً ٠‏ فإن الله ينزل العبد من 
حيث أنزله العبد من نفسه. (مولوى 7/7”) . وعند الأتقروى (57/7) : من كان 
يريد أن يعرف منزلته عند الله فلينظر منزلة الله عنده فإن ألله ينزل العبد من 
حيث أنزله البعد من نفسه. وكيف يقبل الله غير الطيبين وهو الذى يقول الطييين 
للطييات؟! 


آيمنا 


0 


8١(‏ - 4) : ليس هذه القاعدة فحسب قاصرة على الأمور الروحانية بل إنها 
قاعدة من قواعد الدياة البشرية» فكن طالبأ للنور» وجرب إنك إن أغمضت 
عينيك عن النور القادم إليك من الكوة أحسست بالاضطرابء فإن أحسست 
بالاضطراب وأنت مفتوح العيتين » فاعلم أن صبرك عن النور الأزلى قد نفدء 
فواظب إذن على طلب هذا النور » فإذا كنت تضطرب لفراق نور الكوة ونور 
العين الظاهرة » فداوم على طلب النور الثابت» وإذا كان ثنمة جذب من الحبيب 
ينبغى إذن أن تكون جديرا بهذا الجذب لائقا به» وإلا متى يلحق اللطيف بنفسه 
قبيحاء وكل شئ فى الدنيا يجذب شئياً (عن معارف بهاء ولد ص 07") . 

)٠١١7- 844(‏ : متى أرى وجهى ؟!! مرات عديدة يتساءل مولانا جلال الدين 
. بهذا التساؤل » أتراه لا يرى وجهه؟! المراد هنا وجه الروح.» لون الروح » فترة 
من الزمن (تراها فترة غياب حسن حسام الدين؟!) لم تكن الصورة تبدو فى مرآأة 
إنسان!! وحتى إن وجدت فهى لن تبدى إلا الصورة: ولا علاقة لها بالروح» 
هىيالنسبة لتلك المرآة الكلية كالجدول بالنسبة للبحر » لكن مرآة حبيب من تلك 
الديار كفيلة بأن تريك صورة روحكء فاطلبه» فمن هذا الطلب يكون الوصولء» 
مثلما جذب ألم المخاض مريم عليها السلام إلى جذع النخلة» لقد صئارت البصيرة 
الإلهية (وليست بصيرة حسن حسام الدين » كما يقول استعلامى )١1481/١‏ مقترنة 
ببصيرتي » ومن ثم رأيت الطريق اللائح . 

)١١5-31٠١5(‏ : لكنى عندما رأيت حقيقتى فى عين رفيقى الناظر للحقيقة قال 
لى وهمى : لا تصدق إن ما تراه هو خيالك لا حقيقتك » لكن صورتى هتفت من 
عينيك : أنا الحقيقة ما دمت قد صرت فى اتحاد مع الحقيقة» والخيال لا يجد 
طريقة إليها . كما قال الشيخ الأكبر : إعلم أن الوهم هو السلطان الأعظم فى هذه 


نفرضسن 


النشأة الإنسانية ولابد أن يحكم على العقل » فإن العاقل ولو بلغ فى عقله كمالا لا 
يخلص عن أحكام الوهم عليه ( اتقروى 19/5) . وعند السيزوارى 
(شرح ص )١١5‏ عن ابن عربى : يخلق كل إنسان فى قوة خياله ما لا وجود له 
إلا فيها وهذا هو الأمر العام لكل أحد والعارف يخلق بالهمة مالا يكون له 
وجودمن خارج محل الهمة . (العين تكررت ثلاث مرات على أن الأولى والثانية 
المراد منها ذات البارى على موجب كنت سمعه وبصره والثالثة المراد منها 
العين الباصرة » ثم قال : رأيتك مرآة كلية باقية إلى الأبدء ورأيت نقشى فى ذاتك 
يعنى أسقطت جميع الاضافات وفنيت فيك » ثم قال : من شدة سرورى وجدت 
نفسى فى عينى محبوبى بمعنى تيسر لى الوصال الإلهى بصفتى الجلال والجمال 
» ثم قال : قال لى وهمى هذا الوصال الذى اتخذته خيانك اصحءوفرق نفسك 
وذاتك من خيالك» فإن خيالك عدم محض ذظننه وجوداً مطلقا وهذا خطا فاحش 
من طرف الوهم. فرد : نقشى وخيالى أعطيانى صوتا من عيتيك أن أنا هو وأنت 
أنت أنا فى الاتحاد فإذا محيت فالناظر هو ولهذا قال فى البيت السابع : لأن فى 
عين الاله المنيرة أى عين الله ناظرة إليناء متى يلقى الخيال لها طريقا فعلم أن 
الأولياء نجوا من خيال الباطل ثم قال : ون رأيت أنت نقشك فى غير عينى , 
اعلم أنه خيال وعلم بهذا ان من اتخذ من غير ألله مرآة فهو خيال باطل لأن 
سوى الله باطل » ثم قال : لأن ما عداى يتكحل بكحل الفناء والعدم ويذوق 
شراب التسويلات الشيطانية (مولوى ؟/7”) . إن الفيصل هو الاكتحال بالمعرفة 
الإلهية» فمن تكحل بالمعرفة الإلهية لا تجد الخيالات سبيلها إليه وإنما تظهر 
الخيالات إن كان ثم شعرة من انيتك موجودة أمامكء فإنها هى التى لا تجعلك 


تفرق بين الجوهر وبين حجر اليشم الرخيص. وهناك ثم فرق لابد أن تعرفه يين 


افرننا 


الحقيقة القائمة على العيان والحقيقة القائمة على الظن والقياس » أسوق لك 
انحكاية التالية لأبينها لك : 

)١١(‏ : الحكاية هنا فيما يرى فروزانفر (مأخذ /|ص 47) وردت فى صحيح 
مسلم » وأن الحوار كان بين عمر وأنس بن مالك رضى الله عنهما فى حوار لا 
علاقة له بشعرة الحاجب أو غيرها . 

)١154-1١15(‏ : إذا كانت شعرة حاجب بهذا القدر من الضألة قد حجبت رؤية 
الأقلاك ؛ فإذا كان الإعوجاج فى كل أعضائك » حتى تطمع فى رؤية ؟!! وإنما 
تكون مستقيماً يصحبة المستقيمين» وهم لك بمثابة الميزان (أنظر عن المرآة 
والميزان بمثابة المحك الكتاب الأول » الأبيات 76059 - 7554 وشزوحها) 
وكما تستقيم من المستقيمين » إنما يصيبك الإعوجاج من المعوجين ٠‏ . 

(5؟١‏ - )١76‏ : وإذا كنت حقا من متابعى الرجال ومن متابعى محمد * » فكن 
ممن جاء ذكرهم فى الآية الكريمة « محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء 
على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا 
سيماهم فى وجوههم. من أثر. السجود » (الفتح )١1/‏ » فكيف تقوم بحيل الثعالب 
وأنت أسد من أسود الله» وكيف تترك لذئاب النفوس الطريق إلى يوسف القلب؛ 
وها هو إيليس يوسوس لك مثلما وسوس لأبيك؛ إنه يناديك بحلو الألفاظ » 
ليهزمك فى لعبة شطرنج الحياة »فهو ماهر فيهاء يتناوم أمامك كالغراب بحيث 
تخطئ فى اللعب» ويرغبك فى قذى الحياة وهو مالها وجاههاء إن حلقك يغص يه 
فيمنع من نزول ماء الحياة فيه» يمنعك عن المعرفة الإلهية » ومال الدنيا ليس 
ملكأ لأحد (!1) فإن سطا أحدهم على آخر » فكأن لصا قد سطا على لص آخر !! 
)١17(‏ : الحكاية القصيرة التى وردت هنا عن المشعوذ الذى سرق حية من 


تعرونن 


مشعوذ آخر لم يهتم أحد من شراح المثنوى بالبحث عن أصلها ٠‏ ومن الواضح 
أنها من وضع مولانا لكي يلبس المعنى الوارد فى البيت رقم ١76‏ شخوصا 
تجليها وتبين معناها » والبيت رقم ١5١‏ ناظر إلى الآية الكريمة : «ويدع 
الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا » (الإسراء )١١/‏ وهكذا تدور 
الحياة فى تشاحن وبغضاءء وتفسد الأسرة » ويفسد المجتمع » وينقلب إلى غابة 
فى سبيل التشاحن على المادة؛ وجعل المادة هدفا للحياة . 

١5(‏ - ؟١5١)‏ : الحكاية هنا فيما يراه فروزانفر (مآخذ/47) مأخوذة من 
منظومة إلهى نامه لفريد الدين العطارء ولها مثيلات فى فحواها ومغزاها وهو أن 
الإنسان يطلب أحيانا ما يضره » وما لا يقوى على تحمله (مثل حكاية من أراد 
أن يتعلم لغة للطير المذكورة فى الكتاب الثالث) والاسم السني المذكور فى البيت 
١ 4"‏ هو نفس الاسم الأعظم ٠»‏ وهو الاسم الذى لو أقسم به على الله تعالى لأبر 
واستجاب. ولكن فى اعتقاد بعضهم أن الذي يجعل الاقطاب والأوتاد قادرين على 
الاتيان بالافعال الخارقة ليس كلمة واحدة ؛ لكنها قدرة روحائية ورابطة معنوية 
تربط قدرة العبد يقدرة الحق» فتكون إرادة العبد وفعله هى إرادة الحق وفقطه. 
وفى الكتاب الرابع فى قصة سليمان وبلفيس » ينقل آأصف بن برخيا عرش بلقيس 
بقوة إسم الله الاعظم (استعلامى )١185/1١‏ . ويقول المولوى (44/1) أسماء الله 
تعالى كلها عظام وبالعمل بما أمر الله على لسان حبييه يكون الرجل أمين خزائن 
مفاتيح الأفلاك» ويفسر مولانا بأن القوة لم تكن فى عصا موسى عليه السلام ٠‏ بل 
فى شخصية موسى نفسه؛ وإن قوة كل امرئ كما جاء على لسان عيسى عليه 
السلام فى نفس الحكاية ليست نابعة من خارجه؛ يل من داخله هو 'من الروح ٠‏ 
ومن لا يهتم بالروح فهو مجرد جيفة » والاهتمام بها هو الذى يهب الإنسان 


كرف 


القوة» ومن لا يهتم بنفسه وبالسمو بجسده هو وبإحياء العظام الرميمة التب 
يحتوي عليها هذا الإهاب من الجلد » كيف يمكن له أن يهتم بإحياء العظام 
الرميمة الملقاة فى الطريق؟! ومن لا يصلح نفسه » كيف يمكنه أن يصلح 
الآخرين؛ إبدأ بنفسك » هذا هو المبدأ السامى الذى لو نفذ لصلح المجتمع كله 
بصلاح أعضائه. 

» وهكذا يكون المحروم من إقبال الحق ومن السعادة الأزلية‎ : )١55 - ١6( 
إنه لا يصدر عنه إلا كل سوءء تكون نتائج أعماله كلها شؤما عليه وخسارة؛ إنه‎ 
يطلب ما يظنه خيرأ » وهو شر عليه هذه علامة من علامات الشقاء؛ إن كيمياء‎ 
التبديل (الوسائل التى يلجأ إليها المرء للوصول إلى أغراضه) عند هذا المرء‎ 
الشقى معكوسة النتائج» فالورود فى يده أشواك » والصديق معه حية ؛» وكل ما‎ 
يطلبه ويسعى فى أثره يأتى بعكس ما يريد ويرجو » وذلك لأن الله تعالى لم يفتح‎ 
بصيرة قليه » فصار ما يطلبه لغير الله » ولغير صالح نفسه.‎ 

)١57(‏ الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما يبدو مما التقطه مولانا جلال الدين من 
الحكايات الشعبية الشائعة حول الصوفية ومن ثم لم يهتم شراح المثنوى بالبحث 
عن أصول لها. وعن لا حول ولا قوة إلا بالله » ورد فى الحديث الشريف : قال 
عليه السلام : ألا أخبرك بتعبير لا حول ولا قوة إلا بالله؟! أى لا حول عن 
معصسية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله 
(انقروى ؟"/147) . 

)١5١ - 155(‏ : يترك مولاناسياق الحكاية » ويقول أن الصوفى ربط مطيته 
فى الحظيرة» وجلس مع رفاقه للمراقبة (عن المراقبة » أنظر شرح البيت ١551١‏ 
من الكتاب الأول) ؛ ثم يتحدث مولانا عن فائدة الصحبة (الحضور مع الرفاق) 


ف 


وعن أنها تعدل كتابا زائد الفائدة » بل إن معاملات الصوفى كلها لا تحتاج إلى 
الكتاب؛ بل يحتاج إلى قلب تقى طاهر فى بياض التلج (عند حافظ : لمح الأوراق 
إن كنت رفيقا لنا فى الدرسء فإن علم العشق لا يوجد فى دفتر) + ويفرق ما بيسن 
العالم والصوفى » فالعالم زاده سعى العلماء من قبله » لكن الصوفى زاده آثار 
القدم أى الآثار الأزلية الموجودة فى الآفاق والأنفس والرياضة وتصفية القلب 
وهذا ما ورد فى أقوال أوائل الصوفية » فهو عند الجنيد ذوق تضمحل فيه معالم 
الإنسانية وتتلاشى علائم النفسانية وعند الشبلى إسقاط رؤية الخلق ظاهرا وباطناً 
» وعند الجنيد أيضا فناء النفس بسطوة الأحدية (مولوى 01/1) العلماء يأخذون 
علمهم ميتأ عن ميت والصوفية يأخذون علمهم عن الحى الذى لا يموت . 
)١58--15(‏ : الصوقى صياد المعانى وهو يرى الدرب الذى سار عليه 
الصوفية من قبله؛ ويقتفى آثار غزال الحقيقة » والسير على الآثار يوصل إلى 
الذات (نافجة غزال الحقيقة) » إن طلب هذه النافجة لمسافة منزل واحد (خطوتان 
وقد وصل) وإن شكر النعمة التى وصل إليها » انفتح الطريق أمامه » وسطعت 
انوار أقمار الطريق فى قلبه » وفتحت له أبواب جنة السرو وفردوس الأحدية » 
وهو بالنسبة لك يا من لم تسر فى هذا الطريق جدار أصم ٠‏ وخيال لا حقيقة فيم 
ومجرد أقوال لا تدرى عنها شيئأ » وحجر فوق حجر » لكنه بالنسبة لمن ذاق 
وعرف واتصل حقيقة لا خيال فيهاء وباب يدلفون منه إلى أسمى المعانى وأرق 
المعارف» وجوهر تراه أنت عند التجلى ويراه الشيخ العارف (فى مرتبة التراب 
وعالم الغيب) (مولوى )07/١‏ و البيت ١74‏ مأخوذ من بيث معروف أورده 
ظهيرى السمرقندى فى ترجمة سندباد نامه (استعلامى ؟187/1) . 

(147-159) : حديث عن العارفين والشيوخ الكمل الواصلين (أنظر أيضا 
البيبت 75154 من الكتاب الأول) وهو إشارة أيضا إلى موضوع الأعيان الثابتة ٠‏ 


ب 


فهم موجودون فى علم الله الأزلي والأبدى ء والله تعالى أعطاهم الوجود من 
جوده عطية لم تكن مجال طلب » ولا هى عن عوض (إنظر البيت 47١‏ والبيت 
من الكتاب الأول) تمتعت أرواحهم بالعطاء الإلهى قبل أن يخلقوا أجساداء 
« سبقت لهم منا الحسنى » لقد خلقت أرواحهم قبل أجسادهم ٠»‏ بينما كانت المشورة 
لا تزال دائرة من أجل خلق البشر (البقرة/ )"9-1٠‏ » لقد كانت أرواحهم تسخر 
من الملائكة الذين لم يدركوا حكمة الله من خلق البشر وقالوأ « أتجعل فيها من 
يفسد فيها ويسفك الدماء» . قال صاحب المدارك فى تفسير هذه الآية : وإنما 
أخبرهم تعالى يذلك ليعلمهم طريق المشاورة فى أمورهم قبل أن يقدموا عليها 
وهو غنى بعلمه وحكمته البالغة عن المشاورة (اتقروى 1/5). كانوا مسرورين 
لأنهم يعلمون أن الله سبحانه وتعالى لن يقبل اعتراض الملائكة » وسوف يخلق 
البشر » ويصطفيهم من بنى البشرء ويخصهم بعلمه (در يحره) » ولقد علموا 
أيضا صورة كل شئ قبل أن تخلق النفس الكلية» وعلموا صورة زحمل قبل أن 
تخلق الأفلاك » ورأوا محصول الحياة من قبل أن تغرس بذرتها » ومن قبل أن 
تخلق لهم الألباب » كانت عندهم الفكرء كان لهم وجود ذهنى وقوى عقلية من 
قبل أن تخلق أجسادهم » لم يكن وجودهم المعنوى فى حاجة إلى أدوات مادية » 
ولقد كانت لهم المشاهدة يديلة عن الفكر - فالفكر مرتبط بالزمان » لكن المشاهدة 
غير مرتبطة يه + لقد ذاقوا خمر المعرفة الإلهية من قبل أن تخلق الكرم . ولابن 
الفارض : 

شربنا على ذكر الحبيب مدامة * سكرنا بها من قبل ان تخلق الكرم . 

ولقد شريوها وأحسوا منها بالوجد والذوق والشوق الحقيقى والانفعال وإنما عمر 
الكون ببركاتهم » وحفظ من أجلهم ؛ وكل جمال فى الكون انعكاس من جمال 
أرواحهم . 


رفن 


:)١18-1485(‏ الحديث عن وحهةة الأولياء وحدة باطنية ومعنوية 
"الأولياء كنفس واحدة" إذا اجتمع منهم لثنان » يكونون من ناحية التصرف والقوة 
بمثابة ستمائة الف " وهذا ينبئ على أن حقيقة الأرواح واقعة وهو الروح الأعظم 
وحقيقة الحقائق والحقيقة المحمدية» وتعددهم من جهة التعين باعتبار تعدد أبدانهم؛ 
وأخوة الدين منشأها صلب النبوة وحقيقة نطفها نور الله (مولوى 58/1) . ويقدم 
مولانا عدة صور بهذا المعتى : فالموج واحد وإنما تفرقه الريح » وشمس 
الأرواح تفرقت داخل كوات الأبدان (أنظر أيضا الأبيات 7١‏ - 70 من الكتاب 
الثالث وشروحها) ألم يقل تعالى « وخلقكم من نفس واحدة »؛ النفس الواحدة إذن 
هى الروح الإنسانية » والروح الحيوانية (أساس البدان) هى عامل التفرقة » 
والحق تعالى خلق الخلق فى ظلمة ورش عليهم من نوره (أنظر البيتين 64“ و 
من الكتاب الأول وشروحهما) . 

)١15- ١40(‏ : يطلب مولاتا جلال الدين من المريدين أن يتخلصوا من الملل 
حتى يصف لهم جمال الروح الإنسانية » ونقطة الخال (مركز هذا الجمال) لا 
يتأتى وصفه فى بيان » ولا يحتويه مقال » فالمراد به نقطة الوحدة المطلقة 
والهوية الذاتية الإلهية» فإن الدنيا والآخرة والظاهر والباطن عكس نقطة الذات» 
واعلم أن اكبر المحققين شبهوا الهوية بالخال » والكون بالخد » فقالوا : 

الكون خد قد بدا من خاله ولقد تجلىئ خالنه من ذه 
(مولوى )١١/7‏ وقال المغربى على العكس : الكون خال قد بدا من خده » ولقد 
تجلى خده من خاله (اتقروى ؟/54) . 

وإننى مهما تحدثت عن هذا فلجمال فإنما أكون تماما كنملة سحبت حبة من بيدر 
"وأسحب حمل الأمانة أزيد من وجود بشريتى وأكثر من مقدارى حتى أشكر فيما 


أنا مسرور به من نعمة" (مولوى )١7/7‏ . 


56 


(14 - ؟١٠)‏ : يتناول مولانا جلال الدين هنا جدلية - ظاهر الحكاية (القكش) 
والمعنى (البر) » ظاهر الحكاية الذى يتعلق به المستمع ويمنع مولانا من 
الاسترسال فى تعليمه وإفاضاته وجزر بحره ومده (كلام العارف عن الحقائق 
الإنهية) أتراك تود منى أن أعود إلى حكاية الصوفى؟!! ومن أدراك أننى بهذا 
الصوفى أقصد صوفياً بالفعل؟! وما تعلقك هكذا بظاهر الصوفى مثل تعلق 
الاطفال بالجوز والزبيب؟! وما تعقلنا بالأجساد إلا من قبيل تعلق الأطفال بهذا 
الجوز والزبيب » لكن إن وصلك إكرام الحق من خلف الطباق التسع فإنك 
تستطيع أن تدعها وتتركها تمامأء لكنك تريد أن تسمع صورة الحكاية ». إسمعها 
إذن» لكن إفصل حبها (معناها) عن تبنها ( ظاهرها) » ويشير المولوى (؟554/7- 
5) إلى هذا الباطن أنه إذا أتى صوفى إلى خانقاه ورأى من خادمها وشيخها 
تزويرا وتلبيسا إلا يوصى ببهيمة نفسه لهم ولا يسلمها لهم لإصلاحها ولا يغتر 
بمداهنتهم وتزويرهم » ولا يخلو عن التقيد بلوازم نفسه كى لا يهيط ويخسر » 
والرمز للنفس بالبهيمة ورد فى أكثر من موضع من مواضع المثنوى . 

(5--523؟) : برغم كل ما قاله خادم الإصطبل لم يكن الصوفى مطمئنا » 
ويشير مولانا إلى بعض الحقائق النفسية فى هذه الابيات » أولاها: أن الطمأنينة 
الزائدة عن الحد الصادرة من اللسان إنما تأتى ينتيجة عكسية تماماء والثانية: أن 
مخاوف اليقظة تنعكس كوابيس عند النوم » كما يشير إلى عادة عند المسلمين هى 
قراءة سورتى الفاتحة والقارعة فكلاهما - فى المعتقد الإسلامى - يحفظ الإنسان 
من العذاب يوم القيامة » قال بخ « من قرأ القارعة أمنه الله من فتنة الدجال 
وشدائد يوم القيامة» (مولوى )18-١/‏ . 


)١55- 57(‏ : يتساءل الصوفى : ترى ما الذى يدفع ذلك الخادم إلى إهمال 


54 


خدمة دابته وإلى عداوته ؟!! إنه لم يبد له سوى اللطف واللين + ثم يشير مولانا 
إلى أن الحقد فى بعض النفوس طبع والعدلوة للبشر صفة متأصلة عند بعض 
الناسء ويتساعل مرة ثانية : هل تكون للعداوة بللا سبب؟! إن الطبيعة هى 
التجائنس وهى التعاون في الحياة» هذه هي القاعدة . ويعود الصوفى فيتساعل : 
وماذا كان ذنب أدم عند إيليس وأى سوء قدمه آدم لابليس فى الأصل ؟! 
(عن التجانس أنظر الأييات من 577 إلى 5468 5970م - 107 من الكتاب 
الأول وشروحها وععن آدم وابليس أنظر الأبيات من ١١٠١5‏ إلى ١١١07‏ و 
15773 من الكتاب الأول وشروحها). 

(5 -35) : إشارة إلى ما قيل أنه حديث نبوى " سوء الظن من حسن 
الفطن " " الحزم سوءالظن” (احاديث مثنوى /74) (مولوى )7٠١-57/‏ كما ورد فى 
نهج البلاغة ' إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم ساء رجل الظن يرجل لم 
تظهر منه خزية فقد ظلم » وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن رجل 
الظظلن برجل فقد غرر " وفى لامية العجم للطغرائى : 

" وحسن ظنك بالأيام معجزة * فظن شرا وكن منها على وجل . 

(عن جعفرى )١1975-1537/7”‏ (أنظر أيضا الترجمة العربية للكتاب الثشائث » 
الأييات 1517 - 779 وشروحها) . 

(1459" -١١؟)‏ : القوة الكاذبية لا يكون من نتيجتها إلا فعل كلذب أو لا فعل 
على الإطلاق » والشحن الكاذب لآلاف البشر بل ملايين البشر بالأغانى 
والأناشيد وخطب الزعماء دون فعل حقيقى يدعمها تكون نتيجته فى النهاية 
الخراب الكلى والمطلق . ولن يقوم بعملك سواك؛ فأى بشر تتكئ عليهم وتستند 
عليهم وتنتظر منهم أن يقوموا لك بما ينبغى أن تقوم به بنفسك؟! إنهم جميعا 


؟4١‎ 


مسيرون بالشيطان » لهم وسوسوسة كوسوسة الشيطان وإلا ما وصفهم الله 
سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم بأنهم « شياطين الإنس يوحى بعضهم إلى بعض 
زخرف القول غرورا » » وهكذا يكون من يسام قياده لهم » يكب على جسر 
الصراط » كما كان حمار الصوفى يكب على رأسه»ء إنهم أبالسة فى صورة 
البشر » كلهم يوسوس لك » إن الحية كانت فى باب الجنة مليحة الشكل » فدخل 
الشيطان بصورته الجنة فلم يصل لسيدنا آدم » فاجتمع مع الحية وحل بوجودها ثم 
تشكل بشكلها ودخل الجنة ولاقى سيدنا آدم ورغبه فى أكل الحنطة وجرى ما 
جرىء (مولوى /7) وهكذا مثلما حل الشيطان فى الحية يحل الشيطان فى 
بعض البشرء ويتلبس بصورهمء فيكون من يتظاهر لك بالصداقة كالقصاب الذى 
يقوم بسلخ جلدك . 

(551 --55) : " قم لصيدك بنفسك " هذه هى النتيجة التربوية التى يصل إليها 
مولانا فى هذا العدد من الأبيات » نوع من تربية الشخصية ذات التفرد والشموخء» 
ومن ثم فليست العزلة لازمة فحسب للطريق الصوفى؛ يل إن كل عمل فذ من 
أعمال الفكر والفن والأدب احتاج إلى نوع من العزلة » حقيقة شهد بها التاريخ 
وصدقتها التجرية » فما بالك بالطريق الصوفى وهو أشق الطرق وأصعبها قاطبة 
'" أوحى الله إلى داود يا داود لا تكن متنيذا وحدانيا » قال : يا رب تركت الخلق 
لأجلك » قال له : يا داود كن يقظائاً واتخذ لنفسك إخواناً » وكل خدن لا يوافقك 
على طاعتى إعتزل عنه ولا تصاحبه فإنه لك عدو » وقال أبو بكر الوراق 
الترمذى : وجدت خير الدنيا والآخرة فى العزلة وشرهما فى الكثرة والخلطة . 
وقال الغزالى : إن الناس يفسدون ما يحصل لك من العبادة والطاعة وإن لم 
يعصم الله فعليك بالعزلة عن الناس والاستعاذة من شر هذا الزمان » (مولوى 


2 


5 . والواقع أن موقف مولانا ليس داعيا فى الحقيقة إلى العزلة والاعتزال » 
فهو يكره التنطع والمبالغة (فى هذا الأمر أنظر الكتاب الثالث الأبيات 1575 - 
0 و 1198-1374 وشروحها). 

(575-5514) : مرحلة أخرى من مراحل هذه أآلفكرة : إذا كان عليك أن تقوم 
بالعمل بنفسك ولنفسك وليس للقريب قأعلم أنك تتعامل مع إثنين : جسدك وهو 
غريب عنك؛ وقلبك وهو سرك وجوهرك ومادة وجودك ومهبط فكرك ومحل 
ذكرك ؛ ولا شك أن المقصود بالقلب هنا الروح » لكنك تهمل نفسك وتقوم بتربية 
الغريب عنك؛ تضمخ جسدك بالمسك وماله التراب ٠‏ ويتراكم الرين فوق القلب 
وهو الصائر إلى رب العالمين»ء وهو فى هذا ناظر إلى قول القشيرى " القلب 
موضع نظر رب العالمين فيا عجبا ممن يهتم بوجهه الذى هو منظر الخلق 
فيغسله عن الأقذار والأدناس فيزينه بما أكله لثلا يطلع مخلوق على عيبه؛ ولا 
يهتم بقلبه الذى هو منظر رب العالمين حتى يطهره ويطيبه لنظر ربه" 
(مولوى 78/7) . وكل هذه عند مولانا من علامات النفاق ٠‏ والنفاق هو وجود 
النفق (المسافة » الفاصلة) بين الظاهر والباطن والجسد والقلب والقول والفعل ٠‏ 
وأعمال المنافق كلها إلى خراب وهى موقتة ظاهرة الحسن قبيحة المأل 
(كخضراء الدمن) . 

)18٠١- 7075(‏ : يفسر مولانا الآية الكريمة « الخبيثات للخبيثين والخبيئفون 
للخبيثات والطيبات للطيبين واللطيبون للطيبات » (النور )١11/‏ ؛ على أساس 
فكرته فى أن كل المظاهر الموجودة فى الكون من مادية ومعنوية جزء من كل 
موجود فى العالم الآخرء وأصل الخيث النار والجحيم؛ وأصل الطيبة الجنة » 
ولابد للجزء من أن يلتحق بكله؛» وكل صفاتنا هنا الطيبة أو القبيحة تتجسد فى 
مين ادق ماهر :الححلم أو ماس :الحئة »"وذارف يحمي كنائقف ا واتنت وا 


72 


تفكر فيه » واختلف المفسرون فى معنى الفكر فى هذا البيت (74؟) وقال 
بعضهم أن المقصود النفس الناطقة القابلة لأنواع العلوم والفكر (انقروى ؟/55) 
إلا أن الأبيات التالية فيما يرى جلبنارلى (الترجمة الفارسية )١/"‏ ترى أن 
الفكر هنا ما هو إلا المذكور فى المثل العربى (فكر المرء قيمته) وقد سئل مولانا 
فى حياته عن معنى هذا البيت فقال : أنظر إلى هذا المعنى على أساس أن الفكر 
المقصود هو ذلك الفكر الخاصء وقد عبرنا عنه يالفكر للتوسع» ولكنه ليس من 
جنس ذلك الفكر الذى يفهمه الناس . إذن ما هو: هو ذلك الكلام الذى يتولد من 
الفكر (جلبنارلى ؟7/١7)‏ والواقع أن القدماء توسعوا فى معنى البيت دون حاجة 
تذكرء فإن قيمة المرء ما قد كان يحسنه » والمرء بأصغريه لسانه وقلبه » وآفاق 
الفكر هى التى تحدد فى عالم اليوم القيمة الحقيقية للإنسان ؛ ومولاتا نفسه فى 
الأبيات التالية لذلك البيت أشار بأن الذى يحدد وجود الإنسان هو الفكر الذى 
يؤمن به ذلك الإنسان ويمارسه » وهو الذى يجعل منه إما جنة وإما جحيما » إما 
مسكاأ وإما بولا » إما شيطاناً وإما إنسانا . 

)595--378١(‏ : يشير مولانا هنا إلى أن البشر فى أصل الخليقة متمايزون 
متغايرون مختلفون فيما يتعلق. بالنفوس وبالفكر وبالقلوب ويالأرواح ٠»‏ وإن 
تشابهت الأجساد والصورء وبالأجساد والصور يتم الامتزاج والاختلاط 
والمعاشرة » وزينة الدنيا فى هذا الامتزاج والاختلاط؛ والفصل بينهما فى هذه 
الحياة الدنبا أمر صعب ٠»‏ ويعبر مولانا عن اتتقال الأرواح المتمايزة فى عالم 
المثال وامتزاجها فى عألم الكون بانكسار الصناديق . 

(58 -554) : من هنا تجلت حكمة الخالق-جل شأنه-فى إرسال الأنبياء 
بالكتب» وذلك لفصل الصالح عن الطالح والمحسن عن المسىء أو بتعبير مولانا: 
الزائف والصحيح » ومن قبلهم كنا بأجا واحدا « كان الناس أمة واحدة » 


ان 


(البقرة )١١7/‏ وهؤلاء الأنبياء يمثابة العين الخبيرة الواعية التى تستطيع أن تميز 
بين الزائف والصحيح (فى الكتاب الثالث شبه بلالا رضى الله عنه بأنه كإنسان 
العين صغير لكنه يرى عالما واسعاء» وشبه الرسول ,8 بأنه إنسان عين المؤمنين» 
أنظر الكتاب الثالث » الأبيات 5757 - 553928 وشروحها) . وهم - أى الأنبياء 
- كالنهار أعداء للزيف مثلما يكون الزيف عدوا لهم ٠‏ فهم مرأآة التعريف » 
وميزان الحق والمرأة والميزان لا يكذبان ولا يزيفان ولا يخفيان الحقيقة 
(انظر الكتاب الأول » الأبيات 75514 - 55717 وشروحها) . من هنا أيضا كانت 
القيامة نهارا » ووصفت بأنها يوم؛ وذلك لكى تبين أفعال الناس كما هى وعلى 
(5915 -0") : والنهار على الحقيقة (مبين أحوال الناس كما هى) هو باطن 
الأولياء الذى سطعت عليه شمس الحقيقة العليا وانعكست أشعتها عليها ‏ كما أن 
الليل هو ذلك الستر الذى يقوم به الأولياء» فيسترون على عباده عيوبا يرونهاء 
ويمنعهم ما يتوخونه من سثر عن البوح بها » ومن هنا أقسم الله تعالى بالضحى؛: 
والضحى المحسوس فان وزائل وهل يقسم الباقى بالفانى ؟! إذن فلابد أن للضحى 
هنا معنى آخر: هذا الضحى هو النور المحمدى ء النور الذى يقسم به الله تعالى 
هو هذا النهار » فما كان الضحى ضحى إلا بعكسه لنور المصطفى :8 ؛ وإلا 
لفنى وزال وغاب كما غايت شمسه وافلء وإيراهيم الخليل عليه السلام قال : لا 
أحب الآفلين (الأنعام /7؟) . ثم إن الله تعالى أقسم بالليل أيضا ٠‏ وما الليل هنا 
إلا ستر حقيقته المحمدية فى لباس الجسدء وعندما أشرقت شمس الوحى بعد غيبة 
على النبى ؛ » قال له : ما ودعك .. أى ما ترك جوهرك الإلهى مخفيا خلف 
ستار الجسد بانقطاع الوحى » وما قلى : أى ما غضب عليك ؛ ومن ثم صار له 
من البلاء (انقطاع الوحى) الولاء والوصال . 


د 


(4: -5.”") : وهكذا - وليس الأمر مقصورا على تفسير ما مر من آيات 
القرآن المجيد - فإن كل عبارة بيان لحالة : فالحال بمثابة اليد والعبارة بمثابة 
الأداة والآلة التى تعمل بها اليد - وكما أن لكل صنعة آلة» فإن لكل حال عبارة: 
وكما أنه يحدث العديد من الأخطاء إذا استخدمت آلة صنعة فى صنعة مختلفة , 
فالعبارة تكون قاتلة وفضيحة إذا استخدمت لغير حالهاء وهكذا نقفرن بين مقولة 
منصور الحلاج 'أنا الحق" وبين مقولة فرعون 'أنا ربكم الأعلى"؛ وفرق بين 
العصا فى يد موسىء والعصا فى يد الساحرء (أنظر الييت 78٠١‏ وما بعده من 
الكتاب الأول) ٠‏ ومن ثم كان الحرص على العبارة » ولم يكن عيسى عليه السلام 
' يريد أن يعلم الاسم الأعظم لذلك الأبله (أنظر البيت ١47‏ وما بعده من الكتاب 
الذى بين أيدينا) (ولم يكن موسى يرضى أيضاً بتعليم لسان الطيور لذلك الأبله 
الآخر المذكور فى الكتاب الثالث) فلا هذا ولا ذاك كانا يمتلكان الحال الذى 
يستوجب العبارة . 

(0 -24””) : وهكذا تستوجب سنة الله فى خلقه : التوفيق ما بين اليد والألة 
» وجود التناسق بينهما والضرورة حتى ينتج الفعل» كما أنه لابد من زوج 
وزوجة حتى يحدث الميلاد » على كل حال هذه هى مظاهر عالم الكثترة»ء أما عالم 
الوحدة فلا يوجد فيه شك . فالشك إنما يظهر من الأعدادء وإياك أن تظن أن 
الواحد الأحد قابل للكثرة » فحتى من قالوا بالإثنين (الزردشتية الذين قالوا بوجود 
اله للنور وإله للظلمة) ومن قالوا بالثلاثة (المسيحيون) سرعان ما عادوا 
(فقال الزردشتية بزروان الاله الذى نتج منه آهورامزدا وأهريمن وقال 
المسيحيون ثلاثة فى واحد) وهذا عندما ينتهى حول الروح الذى يرى الواحد 
أكثر من.واحد » وما أنت إلا كرة فى صولجان حكمه؛ يلقى بك حيث يشاء؛ 


3 


وبحسب عقيدتك تساقء, والمهم أن تكتحل بنور المعرفة الصادر من الكمل 
الواصلين » عالج عينيك عن طريق أذنك ٠‏ واجعل قلبك مستعدا لإصدار الحكمة 
لا لتلقيهاء وإلا فمهما تلقيتها وثرثرت بها وبينتها دون أن تكون ذا قلب واع عفلا 
قيمة لها بالنسبة لك ٠‏ وأنت تلقى السمع وأنت شهيد » وأن تكون مشتاقاً محترقاً » 
طالباً ودؤياً » وإن افتقرت إلى هذه الصفات صارت الحكمة عندك كأنها طاووس 
فى منزل قروىء وجوده مؤقت , وفناؤه مؤكد . 

(5؟1١)‏ : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت ورد ذكرها قبل مولانا فى كشف المحجوب 
للهجويرى (ص + من النص الفارسى » ص ١١‏ من النص العربى) كما ورد فى 
اسرار نامه للعطارء وفى مقالات شمس الدين التبريزى (مآخذ / ص 55-44) ٠‏ 
كما أشار مولانا إلى نفس المعنى فى إحدى غزليات الديوان الكبير:” لقد كنت 
يازيا خاصا فى حجرة امرأة عجوز » فلما سمعت طبل العودة ٠‏ ذهبت إلى 
اللامكان" ٠‏ والملك فى الحكاية هو الله والبازى الروح والمرآة العجوز الدنيا 
ورفاق السوء » وفى الكتاب الرابع (لبتداء من البيت 567 يروى مولاتا القصة 
ثانية لبيان معان أخبرى . 

(70”) فى إحدى روايات الأفلاكى ( مناقب العارقين / )027-١‏ أن مولانا 
جلال الدين ذهب يوماً لزيارة قبر والده وبعد فترة من المراقبة طلب دواة وقلما 
وذهب إلى الشاهد الجيرى على قبر ولده علاء الدين (المتهم باغتيال شمس 
الدين: أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الأول) وكتب هذا البيت : 

إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم 
(وفى الكتاب الرابع ابتداء من البيت 4١‏ حكاية الواعظ الذى كان لا يدعو إلا 
للظلمة والمجرمين) ٠‏ 


(54* - 547) : الإنسان يذنب ٠»‏ والله يتوب » ولولا طمع الإنسان فى عفو الله 
ما تجرأ على ارتكاب الذنب؛ « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك 
يبدل الله ستياتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما » (الفرقان/١7).‏ وهناك ثمة 
نقطة كانت مثار خلاف فى مسألة التوبة »ء وخاض علماء الإسلام فى التوبة عن 
الكبائر والتوبة عن الصغائرء والوقت المعين للتوبة » فضلا عن أن تحويل 
السئيات والكبائر عند التائب إلى حسنات قد يضرب مسالة العدل الإلهى فى 
الصميم » فإن الأمر هنا لا يتوقف على المساواة بين الصالح والطالح فحسب؛. بل 
ويتفوق الطالح التائب الذى تتحول سيئاته إلى حسناتء والواقع أن الروايات التى 
قيلت فى هذا المجال متناقصة أشد التناقض »؛ وربما كان الحث على التوبة بمثابة 
الحث عن الإنصراف عن طريق العصيان» وما زينه الشيطان » ويبقى للتائب 
بعدها وجدانه وضميره الذى قد يثقل عليه أحياناً لما ارتكبه من ذنوب بما يفوق 
عقاب الآخرة:» والندم عند التوبة » والدمع » والبكاء فى حضرة البارى تعالى كلها 
من عبادات الخواصء وهذا هو المقصود بإيدال السئيات إلى حسنات. ثم تبقى 
نقطتان لازمتان جدا للتوبة وخصوصا عن الكيائر : رد الحقوق والتعرض للقود 
الذوقد يدفع التائب حياته نفسها ثمنا لها. ويشير مولانا إلى نقطة أخرى : ذلك 
العجب الذى ينتاب الطائع » فيحس أنه بمعاملته هذه قد قدم ما طلبه منه الخالق » 
وهو بهذا يطلب المقابل» فتكون تجارة لاعبادة » وجرأة على الحق » وتزيدا على 
الخالق ؛ وهذا هو عين الذنب » فانظر إلى الطاعة فى الذنب وإلى الذتب فى 
الطاعة (وهو ما عبر عنه مولاتا فى مواضع أخرى بالنعال المعكوسة » أنظر 
الكتاب الأول 457 7 وبشكل أكثر تفصيلا فى الكتاب الخامس » الأبيات ها1؟ 
وما بعده) ويقدم مولانا صورة أخرى : هل إذا قرب الملك أحدهم يكون هذا 
مدعاة لجرأته وتوقحه ؟! وأليس فى هذا فى حد ذاته مدعاة لفقدانه القرب بل 


فقدانه رأسه؟! وفى تفسير نجم الدين كبرى فى تفسير الآية الكريمة « الذين هم 
فى صلاتهم خاشعون » (أى الخشوع بالظاهر والباطن أما الظاهر فخشوع الرأس 
بانتكاسهء وخشوع العين بانغماضها عن الإلتفات» وخشوع الأذن بالتذلل 
للستماع» وخشوع اللسان بالقراءة مع الحضورء وخشوع اليدين بوضع اليمين 
على الشمال مع التعظيم كالعبيدء وخشوع الظهر بانحنائه فى الركوع مستويا » 
وخشوع الفرج بنفى الخواطر الشهوانية» وخشوع القدمين بثباتهما على الموضسع 
وسكونهما عن الحركة. أما الباطن فخشوع النفس سكونها عن الخواطر 
والهواجسء» وخشوع القلب بمداومة الذكر ودوام الحضورء وخشوع السر 
بالمراقبة فى ترك اللحظات والمكونات؛ وخشوع الروح استغراقه فى بحر المحبة 
وذوبانه عند تجلى صفات الجمال والجلال: (مولوى "/38-51) . 

(4” - 55) : يقدم الصقر (الروح) هنا عذرا صوفيا وهو سكر العاشقين 
الذى يدعوهم إلى الإنبساط فى حضرة ألمليك (عن السكر أنظر البيتين 54 و 
من الكتاب الأول) . وما دام الله قد أعطانا الإستعداد للكمال؛ فمن 
المطلوب منا أن نسعى فى سبيل الوصول إليه؛ وأية قيمة للخلقة المحسوسة مهما 
كانت ضخامتها إذا فقدت قوة الله » ومهما كانت ضآلتها إذا استمدت قوتها من 
الله سبحانه وتعائى» وماذا يضر الجسد إذا قل ما دامت الروح باقية؛ ماذا يضير 
الفارس إن ضاع الجواد إذا كان الفارس باقيآ ؟! وانظر: ألم تكن نهاية النمرود 
المتجبر على يد بعوضة ؟! سلط الله عليه أحقر خلقه وأهونهم شأنا (انظر الكتاب 
الأول » بيت )١١97‏ وألم يسلط الطير الأبابيل على فيلة أبرهة » وألم يسلط 
موسى عليه السلام على فقرعون وفى يده مجرد عصا؟! وألم يجعل الطوفان 
جين :نول عليه الستلام ونتلاهاه +1 

(655" -575") : كل القدرات والقوى التى وهبت للأنبياء إنما هى إنعكاس 


5 


للقدرة التى وهبها جل شانه لمحمد ‏ » وكل ما كان للأنبياء متفرقين » كان له 
وحده » وبحركة من إصبعه عليه السلام انشق القمر » وموسى الذى يضرب به 
المثل فى الأنبياء بالقوة تمنى أن يكون من أمة محمد (رأى كعب الأحبار حبرا 
من اليهود يبكى فقال له : ما يبكيك ؟! قال : ذكرت بعض الأمر » فقال كعب 
الأحبار : أنشدك الله لثن أخبرتك بما أبكاك لصدقتنى؟ قال : نعم » قال : أنشدك 
الله هل تجد فى كتاب الله المنزل على موسى عليه الصلاة والسلام أن موسى 
نظر فى التوراة فقال : إنى أجد أمة هى خير الأمم أخرجت للناس يأمرون 
بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الاول والأخر ويقاتلون أهل 
الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال . فقال موسى: رب إجعلهم أمتى قال : هم 
أمة محمد يا موسى) . ثم يستمر الخبر فيصف أمة محمد # (يما أراده الله منها 
وبما ينيغى ان يكون فيها) فقال موسى : يا ليتنى من أصحاب محمد . 
(قصص الأنبياء للثعلبى ص )25١6- ٠١5‏ . كما:وردت فى تفسير الطبرى » 
وللحافظ ابن نعيم فى دلائل النبوة وفى تفسير ابى الفقوح الرازى 
(فروزانفر: مآخذ /45-45) . 1 

(14 -58) : إن الله تعالى يذيق عيده بعض رحمته حتى يطمع فى الرحمة 
كلها (نظيرها: إذا أحب الله أن يلزم عبدا حرفة أذاقه بعض حلاوتها ليلزمها) هذا 
هو الجذب الإلهى من الله للعبد» وهو شبيه بجذب الأم التى توقظ طفلها من النوم 
ليرضع » المُعطى يريد العطاء مثلما يطلبه المُعطى » الماء يريد الظمآن مثلما 
يريد الظمآن الماء ٠‏ وما بالك إذن بالرحمة الإلهية (وكل ما فى الأرض من 
أنواع الرحمة يبلغ فحسب عشرها) هذا هو المستفاد من الحديث الذى يرويه 
الصوفية عن الرسول 8# أنه قال : كنت رحمة مخفية فانبعثت إلى أمة مهدية 


(استعلامى ١97/7‏ نقلا عن نيكلسون كما وردت فى شرح الأتقروى 7١/5‏ ) 
ومحمد بن عبد الله 6 إنما أبدى الكرامات لك لكى تطمع فيها مصداقا ل " ما 
للأنبياء يكون للأولياء " . 

(١/ا"‏ - 078") : يشتم من هذه الأبيات أن مولانا يريد أن يبين دور الأولياء بعد 
دور الأنبياء » وقيامهم بمهام النبوة فى نوبتهم » فالنبى *# خلص الجسد من 
السجود للأصنام » ووجدت أنت هذه الهدية بالمجان فلم تعرف قدرتها » وبقى 
عليك أن تخلص القلب من السجود لصتم النفس » والهداية كلها من الله تعالى : 
إنه أراد هدايتك ودلك عليه وفتح فى قلبك كوة معرفته » ورزقك نعمة الدمع : 
وفضيلة البكاء » وموهبة الدعاء » هذا إذا أراد أن تنزل عليك رحمته وعطاياه . 
(507/9) : الشيخ احمد بن خضرويه البلخى من عرفاء القرن الثالث الهجرى » 
متوفى سنة ١4٠‏ ه »ء والحكاية التى ينقلها مولانا هنا وردت قبله فى الرسالة 
القشيرية وفى تذكرة الأولياء للعطار كما لفقها مولانا مع حكاية أخرى وردت فى 
اسرار التوحيد فى مقامات الشيخ أبى سعيد (الترجمة العربية لاسعاد قنديل » ص 
/لأصل ص )١8‏ (فروزانفر /مآخذ: 49-45) . 

(؟58) : قصة تحول الرمل إلى دقيق لإبراهيم الخليل عليه السلام أوردها 
الأنقروى فى أكثر من موضع من شرحه على الجزء الثانى من المثنوى ووردت 
فى قصص الأنبياء صص 15-96 . 

(86” - 84") : إشارة إلى الحديث النبوى الشريف "ما من يوم يصبح فيه 
العياد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر : اللهم 
أعط ممسكاً تلفا " (صحيح مسلم ” - صص 14-87) » وأنظر أيضا الكتاب 
الأول الأبيات *77 --71775 وشروحها . 

(85؟ - 588" : أعظم الإنفاق إنفاق الروح ٠‏ فإنه يهب الحياة » يقدم حلقه 


نا 


للسكين كاسماعيل عليه السلام (عن رواية الذبح » أنظر الثعلبى » قصص الأنبياء 
١‏ - 45) » وهكذا كل شهيد » إن ماتت منهم حلوق الأجسادء تفتحت حلوق 
الأرواح؛ وهذا هو مصداق الآية الكريمة «ولا تحسبن الين قتلوا فى سبيل الله 
أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون 
بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون » (آل عمران 
.)١97١-159(‏ 

(487) : الشطرة الأولى إشارة إلى المعجزة المعروفة للرسول © (أنظر الأبيبات 
و ٠١860‏ من الكتاب الأول و 65" من الكتاب الذى بين أيدينا) . 

(54؛) : إشارة إلى قصة عيادة الأصم لجاره المريض الواردة فى الكتاب الأول 
(455) : عن موسى والخضر » أنظر الأبيات 7١٠‏ و5487 من الكتاب الأول 
(445 -447) : الظاهر : أن بكاء الطفل بائع الحلوى حرك رحمة الله 
والمعنى الذى فسر به مولانا هو طفل العين أو إنسان العين الذى ينبغى أن يبكى 
من أجل أن تتحرك رحمة الله سبحانه وتعالى (أنظر "7١‏ و ١557094514‏ من 
الكتاب الأول و 51" - 7/8 من الكتاب الذى بين أيدينا) . 

(448) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيبت وردت فى أكثر من موضع من طبقات إبن 
سعد والبيان والتبين للجاحظ وتمهيدات عين القضاة ٠‏ وأقرب ما ورد إلى الحكاية 
هنا ما ورد فى ربيع الأبرار للزمخشرى " كان فى زمن الحسن بن قتادة عابدة 
اسمها بريرة وكانت بكاءة ٠‏ فقيل له عظها فإنا نخشى على عينيها فقال لها: إن 
لعينيك عليك حقا فاتقي الله» فقالت : إن أكن من أهل النار فأبعد الله بصرى» 
وإن أكن من أهل الجنة ليبدلنى الله بهما خيرا" (مآخذ /49) . 

(؟45 - 455) : المقصود بعيسى هنا روح الولى المتصلة بالروح الإلهية والتى 
لا تكون فى حاجة إلى عينين من أجل الرؤية » وليس معنى ذلك أن تحمل الولى 


7” 


هموم جسدك ؛ فتكون مثل ذلك الأبله الذى رويت طرفا من قصته من قبل " الذي 
طلب من عيسى عليه السلام تعلم الإسم الأعظم " ' بداية من البيت "١47‏ أتراك 
تطلب حياة الجسد من عيسى وتطلب هوى فرعون من موسى؟؟ وما اهتمامك 
هكذا بالمعاش؟! (والله تعالى قد مد موائده أكثر من الأكلين" كما قال سنائى 
الغزنوى فى الحديقة ) المهم أن توجد الروح » فإن وجدت لاجدال أن يوجد 
الجسد حولها " فالروح هى الكيان والبدن مجرد خيمة » الروح هى التركي 
المغير المهاجم وإن وجد لابد وأن يقيم له السلطان (الله) خيمة فى المعسكر . 

4509 -455) : نهاية مصير ذلك الأبله الذى طلب فوق ما تحتمله قواه 
(مثل أبله الكتاب الأول الذى طلب ان تحمله الريح إلى الهند » وأبله الكتاب الثلث 
الذى طلب من موسى عليه السلام أن يعمله لغة الطير) ؛ فقد تمثلت العظام أسدا 
؛ وحطمت مخ ذلك الذى طلب أن يتعلم اسم الله الأعظم » وكان أصلاً بلا عقل» 
لأن لو كان له عقل » لما طلب ما طلب . كان قد بقى للأسد بعد أن تحول إلى 
رميم رزق فى الدنياء وكان لابد أن يرتد حيا وأن يناله (هكذا عند استعلامى 
25) وإن كان مولانا يفسر بأن الأسد قضى على الرجل لأنه ضايق عيسى 
عليه السلام » وإن لم يشرب دمه لأنه لم يكن رزقا له فالرزق ينتهى مع الأجل . 
545 -478) : ملاحظة اجتماعية أخرى عن أولئك الذين "يصيدون" ولا 
يأكلون "صيدهم" يكون قسمة لغيرهم؛ يعيشون عيشة الفقراء ويحاسبون حساب 
الأغنياء وتكون أموالهم للورثة» يكون بلا نصيب بينما هو يهئ الأنصبة 
للآخرين؛ يعيش فى الدنيا مسخرا مجبرأ. ومن ثم يتجه مولانا إلى الله تعالى بأن 
يخلصنا فى الدنيا من السخرة والإجبار» وألا نسرع كالأسماك فى أثر طعم 
موجود فى شص فيه نهايتنا » نلهث خلفه كالأسماك ثم يأخذ بحلوقنا » ويدعو 


م" 


بذلك الدعاء الذى دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام "اللهم أرنا الأشياء كما هى" 
و اللهم أرنا الأشياء كما تريها صالح عبادك " (أنظر أحاديث مثنوى /5:) . 
)481١ - 491(‏ : يجيب الأسد على عيسىه: بسبب آخر من أسباب افتراسه 
للأحمق» وهو أنه قعل الأمر لمجرد الاعتبار والعظة؛ أى أن يجعل منه عبرة 
وعظة لاولئك الذين يكرمهم الله بصحبة الأولياء فلا يطلبون منهم إلا مال الدنيا 
وجاه الدنيا ولا يطليون كنز الأرواح ونجاة الروح » وما أشبههم بذلك الذي يقكف 
أمام قيم المياه "المشرف على توزيع المياه" وبدلا من يطلب منه نصيبه من المياهء 
يبول فى تلك المياه » ومن هذا المثل نصل إلى مثل آخر ؛ ماء المعرفة وقيمة 
الرسول » وبدلا من أن يطلب الحياة الخالدة » وموت الجسد بأمر "كن فيكون", 
يطلب الحياة لكلب النفس ٠»‏ وهو العدو اللدود فد " أعدى أعدائك نفسك التى بين 
جنبيك " لكن ماذا تفعل إزاء معرفة أهل الظن الذى لأ يغنى من الحق ششثياً ؟!! 
هذا عن أهل الظن » والظن يعتريه عين الآن والآخر على سبيل السهو فما بالك 
بمن حجبت رؤيته تماما فهو متخبط !! 

(؟54 -448097) : تعالى إذن ايتها العين (يا صاحب العين) الباكية من أجل 
الآخرين؛ وابك على نفسكء فمن هذا البكاء والدمع الغزير تخضر حديقة 
معرفتك» ويتألق شمع روحك ؛ وابحث عن النائحين الآنين من خوف المطلع 
وسوء العاقبة وهول الملتقى» وابك معهم على نفسك وخطيئتك » وأولئك الباكون 
منهم من يبكى شوقا إلى الباقى » ومنهم من يبكي لفوات الفاني» منهم من هم من 
أهل التقليد » ومنهم من هم من أهل التحقيق ٠»‏ والتقليد سد أمام القلب لاا يمحوه 
إلا البكاء » وهو آفة كل حسن فأى حسن هذا الذى يعبر عنه بالتقليد ولا يعبر 
عنه بذوق التحقيق . 


4 


(484 - 415) : فاقد بصيرة المعرفة وإن كان ضخما فخما فهو مجرد كومة 
من اللحم » إنه متفيهق لبق اللسان حلو الحديث يفيض حكمة » لكنه مجرد لسان 
ناطق » هو بائع للكلام غير منتفع به » حامل للعلم وعلمه معه لا ينفعه » مزدهر 
الظاهر » لكن باطنه أجدب من كف اللئيم » وأشد ظلمة من قبر الكافر » هو نهر 
ماء لا يستفيد من مائه » ومزمار يئن مجبرا من أجل سامع » هو نادبة أجيرة 
وليست تكلى » ليس فى القلب حرقة؛ وكل همها الأجر » وإن كان كلامها موجعا 
يثير الدموع من الآخرين . 

(446 - 0.05) : تريد فروقا أخرى بين المحقق والمقلد : الأول مثل داودفي 
ترتيله لمزاميره » والثانى مجرد مردد لصدى الصوت فهو غير نابع منه وإن 
كان حسناً » الأول أقواله نابعة من حرقة قلبه » والثانى مجرد متعلم؛ الأول يشعر 
بالحمل على كاهله » والثانى يئن كعجلة العربة التى عليها الحمل الذى يجره 
الثورء ومع ذلك فالمقلد ايضا ليس محروما من الثواب » فكل ما ينطق باسم الله 
يكون له ثوابه» ولكن بقدر هدفه من هذا النطقء الكافر ينطقه « ولئن سألتهم من 
خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله » (العنكبوت/51) » 
لكن شتان بين نطقه لاسم الله ونطق المؤمن لاسم الله » والشحاذ ينادى باسم الله 
من أجل الخبز » ولو علم من ينادى لما بقى للدنيا كلها قدر عنده » وما أشبه الله 
على لسانه "يالحمار يحمل أسفار" » ولو أدرك قيمة ما ينطق لتفتت جسده إلى 
ذرات » وأليس من المعيب أن يستخدم اسم الشيطان فى الشعوذة من أجل جلب 
الدنيا ثم يستخدم اسم الله من أجل نفس الهدف ؟! فماذا يكون الفرق إذن ؟! 
(005) : هذه الحكاية تشيه من بعض جوانبها حكاية وردت قبل مولانا فى 
سندبادنامه عن لص سطا على حظيرة مواشى بقافلة » وركض ليسرق دابة فى 


ده" 


الظلام ويتسلل بها من خلف ظهور الحراس اليقظين» كان ثمة أسد ينتظر غفلة 
من الحارس ليسطو على دابة » فكان أن التقى اللص بالأسد فى الظلام» وامتطاه 
على أنه دابة » فلما أشرق الصباح » علم ماذا يركب ء وساق الأسد حثيثا حتى 
شجرة تعلق بفروعها ونجا منه (فروزانفر 01-49) والرمز فى القصة واضح . 
لو عمل أولئك الذين يستخدمون اسم الله من أجل الحصول على مال الدنيا بماذا 
يتوسلون لتمزقت قلويهم رعبا وهلعاً . 

(١1ه‏ --015) : إن الجبل قد عرف قيمة اسم الله «لو أنزلنا هذا القرآن على 
جبل لرأينه خاشعا متصدعا من خشية اله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم 
يتفكرون» (الحشر )5١/‏ وألم يحدث هذا عندما تجلى الله للجبل «فلما تجلى ربه 
للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا» » وفى رواية عن الأفلاكى )4٠3/1(‏ أن 
صاين الدين المقرى من مريدى مولانا قال له ذات يوم متكلفا : لقد ختمت القرآن 
اليوم على عشق مولانا » فقال له : فكيف لم تتفجر؟! » أتراك لم تقرأ هذه الآيات 
من قبل ؟ قرأتها بالتأكيد » لكنك قرأتها قراءة المقلد » ونقلتها عن أبيك وأمك » 
فغفلت عن معانيها ؛ فما أشبهك بهذا المقلد الذى يباع حماره » ومع ذلك أخذ 
يغنى ويرقص مع من باعوه مقلدا » ولا يدرى بالضرر الذى حاق به . 

(010) : ذكر فروزانفر حكايتين عن شرح نهج البلاغة وعن المستطرف عمن 
أكل حماره (حقيقة لا مجازاً) على أساس أنهما قد تعتبران أساساً للحكاية التى 
تبدأ بهذا البيت (مآخذ /21) والواقع أن الحكاية التى رواها مولانا هنا تختلف 
إلى حد ما ء كما أنها تتميز بالطرافة » وبفنية شديدة فى توالى الأحداث والسخرية 
وتصوير جو الزاوية والدراويش الفقراء وهى حافلة بالحياة والحركة . 

(514) : إشارة إلى حكاية الصوفى الذى أسلم حماره لخادم الحظيرة الواردة فى 
الكتاب الذى بين أيدينا من البيت ١١17‏ حتى البيت ١٠٠‏ 


كه" 


(19ه) : "إن الله إذا أراد إنفاذ أمر سلب كل ذى لب لبه " (حديث نبوى) 
وانظر أيضا شروح البيت ١١١7‏ من الكتاب الأول . 

(07) : " كاد الفقر أن يكون كفرا " حديث نبوى » الجامع الصغير 894/79 . 
وقال الجنيد : أقرب الناس إلى الكفر ذو حاجة لا صبر له (انقروى ؟/88) . 
(؟07) : « حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به 
والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح 
على التصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق »ء اليوم يئس الذين كفروا من 
دينيكم فلا تخشوهم واخشون ؛ اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتى 
ورضيت لكم الإسلام دينا » فمن اضطر فى مخمصة غير متجائف لاثم فإن الله 
غفور رحيم » (المائدة / ”) . 

(7ه - 053) : يقدم الصوفية الأدلة الشرعية التى تتيح لهم الاستيلاء على 
حمار الضيف وبيعه ناسين أن الأمر كله أمر جسد ولا علاقة للروح به !! 
(+*ه -007) : يشير مولانا هنا إلى واقع شهده » فالصوفى يسلم نفسه لمشيئة 
الحق » إن وجد أكل وإن لم يجد صبر » ومن ثم يكون شرها إن أدرك رزقاً 
كافياء وهناك نوع آخر من الصوفية مشبعون بأنوار الله » ويعتبرون الدق على 
الأبواب و الكدية عارا (أنظر حكاية الصوفى محمد سرزرى الغزنوى من الكتاب 
الخامس) ويعتبرون الوقوع فى الكدية ترديا وابتلاءٍ من الله واختبارا قاسيا وحطا 
للقدر . وهذا النوع من الصوفية - باعتراف مولانا - قليلون جدا » والباقون 
يعيشون فى ظل إقبالهم (الشيخ هو الأسد الذى يصيد وبقية من فى الغابة يأكلون 
من صيده » أنظر الكتاب الخامس ٠»‏ الأبيات 741١‏ - 7545 وشروحها) . 
(79ه - )04٠‏ : يغنى الصوفية بضياع الحمار ٠»‏ ليس حمار المسافر » بل 


باه 


حمار النفس والجسدء وشبع الجسدٍ وانطلاق الروح (استعلامى )٠١5/7‏ هذا هو 
التحقيق» أما التقليد فهو ما فهمه الضيف وفهمه خادم الحظيرة . 

(505) : " على اليد ما أخذت حتى تؤدى " حكم فقهى (جعفرى 7:00/9) 
والمناقشة شرعية » ناظرة إلى حديث نبوى أخر " الآخذ ضامن والزعيم غارم " 
(مولوى ) ولكن بماذا تفيد المناقشات الشرعية إذا كان الأمر قد انتهى 
وحل واقع آخر؟!! 5 

(5175 - 0175) : أنظر فى نفس المعنى الكتاب الأول » الأبيات "65٠‏ - 
65 وشروحها . 

(/اه - )08٠‏ : « قل لا أسألكم عليه من أجر إن هو إلا ذكرى للعالمين » 
(الأنعام) وتكرر المعنى فى أكثر من آية » أنظر هود / 1-45 والفرقان /لاه 
والشعراء / ٠١5‏ و599١‏ و 1١45‏ ١18و‏ ص/8551 والشورى 7 . وإن ما 
ينفقه المؤمنون فى سييل الله ليس أجرا للرسول ٠»‏ فالله هو الذى اشترى من 
المؤمنين أنفسهم (هود )١١1/‏ وما دفعه أبو بكر رضى الله عنه قى سبيل 
الإسلام ليس أجرا للنبى » وليس.ثمنا للإسلام (عن تفصيلات » أنظر الترجمة 
العربية لحديقة الحقيقة : الأبيات 591/9 - 793487 وشروحها) . 

(088) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت وردت باختصار قبل مولانا فى محاضرات 
الراغب الأصفهانى وأخبار الظرفاء والمتماجنين لابن الجوزى (فروزانفر » مآخذ 
ص ©02) . * 

(595 - 015) : يترك مولانا هنا خاطف اللقم ذاك » ويتحدث هو نفسه مع 
رفاقه ومستمعيه » فإن وجود من يؤذى السجناء ويخطف الطعام من أفواههم 
داخل السجن نفسه » جعل سجنا آخر يتوارد على ذهن مولانا .. الدنيا التى .هى 


مره 


"سجن المؤمن وجنة الكافر " (أنظر البيت 187 من الكتاب الأول) لكنها لا تخلو 
من فائدة "دق الحصير وحق القدم " أى الضيافة فيها » لكنه المؤمن فيها معرض 
للأذى مهما اعتزل وانطوى على نفسه؛ مصداقا للحديث النبوى "لو كان المؤمن 
فى جحر ضب لقيض الله له من يؤذيه " (حديث نبوى) (أنظر أحاديث متدنوى 
0 

(1/5ه - )10٠١‏ : لكن الإنسان خلق ضعيفا » يتعيش من الخيال » ويقتات عليه » 
يسمن به » وينحل من جرائه؛ هلع ٠‏ قلق ٠‏ فلذ بخيالات الطيبين وأفكارهم وإن 
وجدت بين الثعابين والعقارب » خيالك هذا - المقصود يه الفكر والباطن - هو 
مؤنس لك . يكون كالكيمياء التى تحول كل مظاهر السوء من حولك إلبى حسن 
وجمال ٠.‏ 

)٠0١4 - 50١(‏ : الأبيات ناظرة إلى الحديث النبوى الشريف ' من لا صبر له لا 
إيمان له " (أحاديث مثنوى/45) والحديث الشريف " الصبر من الإيمان يمنزلة 
الرأس من الجسد " (الجامع الصغير /؟43-1) والقول المأثور " الصبر مفتاح 
الفرج " (أنظر الابيات 56 و ١51١١9٠١75‏ من الكتاب الأول) . 

)1١5- 5.5(‏ : لب هذه الفكرة عند مولانا - وهى تتكرر دائما - أن أفكارنا 
وحالاتنا النفسية هى التى تؤثر عند الحكم على الآخرين . فالأمور متصلة بنمط 
الرؤية التى ننظر يها ونحكم على أساسها ويمكن أن توجد فى كل إنسان تجليات 
للإيمان والكفر على السواء (أنظر 1737-1١54‏ و7760 من الكتاب الأول 
وشروحها) » والأمور نسبية فمن يكون فى نظرك كالحية قد يكون فى نظر آخر 
شديد الحسن » والأمر مرده إلى أنك كافر به » بينما قد يكون سواك مؤمنا بهء 
وكلاكما قد يكون على حق » فالإنسان جامع المتناقضات نصفه مؤمن (الروح) 


٠ 


ونصفه مجوسى (الجسد) نصفه حرص ونصفه صبر » والله تعالى خلق المؤمن 
وخلق الكاقر « هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير» 
(التغابن )١/‏ . وفسرها الزجاج : معناه فمنكم كافر فى السر مؤمن فى العلانية 
كالمنافقين ومنكم مؤمن فى السر كافر فى العلانية كعمار قبل إظهار الإيمان » 
وعن الضحاك: فمنكم كافر يالله مؤمن بالكواكب ومنكم مؤمن يالله كافر 
بالأصنام (أنقروى ؟7/١١٠).‏ وهل خلق الله أحدا فى حسن يوسف عليه السلام » 
ومع ذلك فما رآه يعقوب من الحور ٠‏ رآه إخوته من الدواب » والنظر هنا من 
عين الفرع (عين الجسد) وهى تعكس ما تلقيه عليها عين الفكر (عين الباطن) 
وأنت نفسك (باطنك وروحك ووجودك الحقيقى) من اللامكان » فأغلق هذا 
الحانوت (أى عين الظاهر) وافتح ذاك الحانوت أى عين الباطن المتصلة بعالمك 
الأصلى والفعلى » ودعك من الجهات الستة (الدنيا) فهى أشيه بخانات النرد الستة 
عندما تكون (محبوسا) فيها » وتكون النتيجة هى الهزيمة المحققة . 

(115) : « وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيباً » (المائدة /84) . 

(610) : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " مر ذكره . 

(177-55) : من كلام السجين الشره للقاضى يتذكر مولانا يوم أن قال 
إيليس لله تعالى « رب أنظرنى إلى يوم يبعثون » (الأعراف )١4/‏ وفى البيت 
إشارة إلى الآية الكريمة « لاحتنكن ذريته أجمعين » وفى البيت 75 « الشيطان 
يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء » (البقرة /54؟) . 

(17 - 145) : ينتقل مولانا من الحديث عن السجن الخاص إلى الحديث عن 
السجن العام سجن الدنيا: والقوت فيه الإيمان » ولا يزال الشيطان يسلب إيمان 
ابن أدم » وهو " يجرى من ابن آدم مجرى الدم " » وكل من يجعلك باردا محبطا 
فى طريق الله وعن الشوق إلى المعرفة » اعلم أن الشيطان متمثل فيه » وعندما 


ا" 


لا يستطيع الظهور لك » يتمثل لك فى شخص » فإن لم يتمثل لك فى شخص تمثل 
لك فى فكرة وفى خيال وفى هوس : المال والعمل والأهل والجاه والابناء » ولن 
تستطيع أن تبعد هذا الشيطان عنك إلا بأن تستعيذ بحول الله وطوله » ليس ب "لا 
حول ولا قوة إلا بالله" جارية على اللسان بل قلها من صميم القلب ولب الروح. 
(1905) : الإنسان فى هذا العالم حبيس حتى يثبت إفلاسه ؛ وإن كان غنيا لا 
يشبع فإن هذا يؤدى إلى إفلاسه الروحى ٠‏ ويمضى مفلسا » ثم إن الروح أحست 
قبل أن تركب فى الجسد ببعض الكبرياء » فأسكنت الجسد ليقل كبرياؤها ٠»‏ 
وتجاهد فى عالمها » وما لم تحس بالإفلاس التام فلا نجاة لها . 

(560 - 5ه 1) : « يا أيها الذين أمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان » ومن يتبع 
خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر » ولولا فضل الله عليكم ورحمته 
ما زكى منكم من أحد أبدا » ولكن الله يزكى من يشاء » (النور) » « إن كيد 
الشيطان كان ضعيفا » . 

(559) نبه المولوى )١175/7(‏ والأنقروى )٠١6/7(‏ إلى أن فى البيت إشارة إلى 
حكاية عامية عن لصين تباحثا عن مهارتهما فى السرقة فنصبا سارقا ماهرا 
حكما بينهما » فقال لهما : أيكم يقدر أن يبيع بقرة ثم يسرقها اليوم؟ فأبى أحدهما 
وأجاب الثانى وذهب وباع بقرة لحراث » فأخذها الحراث وجعلها مع بقرة له 
زوجاً وذهب ليحرث؛ فأخذ السارق رفيقه إلى طريق الحراث واختفى أحدهما 
وقعد الآخر على الطريق يقول : العجب » العجب فقال الحراث أى شئ يتعجب 
منه هنا » وترك بقره وذهب ينظرء فخرج المختفى وسرق البقرة وذهب بهاء 
ورجع الحراث يقول للمتعجب : أنت تقول العجب العجب من الصباح » ولم أر 
شيئاً فأجابه وهل أعجب من هذا أنك تحرث على بقرة واحدة ؟!! 

(570) : فى جواب المفلس على الكردى : ليس فى الدار ديار تعنى أليس عندك 


١ 


عقل ؟!! وفى الأسلوب المعاصر وهل أجرت الدور العلوى فى منزلك (هل 
أعرت عقلك)؟!! (استعلامى 1/7١؟)‏ . 

(187 - 188) : يجر غباء الكردى الذى لم يفهم فيم كان طوال النهار مولانا 
إلى الحديث عن غباء البشر عموما وتوقف حواسهم عن العمل ما لم يفتح الله 
عليهم « أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه 
وعلى قلبه وجعل على بصره غشاوة ؟! فمن يهديه من بعد الله ؟ أفلا تذكرون « 
(الجاثية/؟؟) . فما بال الناس مرضى لا يعرفون " أن الله تعالى خلق لكل داء 
دواء" و " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " و " لكل داء دواء فإذا أصيب دواء 
الداء برئ بإذن الله " و " إن الله تعالى أنزل الداء والداء وجعل لكل داء دواء 
فتداووا ولا تداووا بحرام " و " لكل داء دواء ودواء الذتوب الاستغقار " 
(الأحاديث مذكورة غند فروزانفر : أحاديث مثنوى ص 47) » المهم : أن يبصر 
الله تعالى عيده بالدواء . 

(74 -147) : مرة ثانية يقارن مولانا بين عالمين : عالم الوجود الذى هو 
فى الحقيقة عدم .ء وعالم العدم الذى هو الحقيقة وجود (وهو مصنع الوجود 
ومخزنه) » فليكن اهتمامك كله منصبا نحو العدم » مثلما يتبع روح القتيل ضياع 
بصره » وهنا إشارة إلى حديث نبوى : " عن أم سلمة : دخل رسول الله # على 
أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال : إن الروح إذا قبض تبعه البصر 
فضج ناس من أهله ققال : لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون 
على ما تقولون : فقال رسول الله به : ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره : 
قالوا : بلى ٠‏ قال فذلك حين يتبع بصره نفسه " وفى حديث آخر : إن الروح إذا 
قبض تتبعه البصر" (أحاديث بأسانيدها » فروزانفر : أحاديث مثدنوى ص 48) . 
فكن طاليا المدد من العدم (عن الوجود انظر 7؟ه - 5754 من الكتاب الأول 


حون 


وعن العدم أنظر 7484 - 1451م الكتاب الأول) والمُعطل (الذى يرفض 
القدرة الإلهية) هو فحسب الذى يعكف على عالم الوجود ولا يعرف له عالما 
سواه ويعتبر أن عالم العدم عدم مطلق . 

)7٠١4 - 554(‏ : يناجى مولانا ربه سبحانه وتعالى فمنه الهداية ومنه الإصلاح: 
ومنه التبديل » يستطيع أن يجعل النيل على قوم فرعون دما وعلى آل موسى 
ماءء وهو صاحب الأسرار وواهب الأسرار » والإنسان هو سر الأسرار » مزجة 
من ماء وطين « وجعل منه نسبا وصهرا » » واصطفيت من البشر من جعلته 
لك » فصار كل قبيح فى عينه حسنا لأنه منك » ونجيته من إسار الحس وغلبة 
الطبع » وفضلته بموهبة العشق» عشق من « لا تدركه الأبصار وهو يدرك 
الأبصار » » فعشقه ظاهر » ومعشوقه خفى » وعشقه سار فى الأكوان » به 
تتحرك الأفلاك » ويتعاقب الليل والنهار . 

)7١١- 7.(‏ : دعك من هذا » تقول أنك أيضا عاشق » فأنظر لمن توجه. 
عشقك ؟ للصورة !! للجسد !! والجسد عندما تغادره الروح يظل فى مكانه » 
فلماذا تنفر منه ؟! تقول أنت لا تعشق إلا المحسوس ٠؛‏ وكل الموجودات ذات 
حسء فلماذا يكون عشقك موجها إلى بعضها دون الآخر ؟! إنه ضوء شمس 
الجمال الأزلى سطع على المدر » على الجدار » وأحببته » فانظر إلى الجدار 
عندما تغادره شمس الأزل ؟! أصم » أخرس » مظلما لا نور عليه (انظر لتفصيل 
هذه الفكرة » الأبيات 7ه5ه و 5ه و 55 من الكتاب الثالث والأبيات 07 - 
8 من الكتاب الخامس وشروحها) . 

)77١ - 71(‏ : هناك غير العشاق بالصورة عشاق العقل الذين يجعلون العقل 
تكئة وسندا على عشقهم » ويقومون بعشق العقل أيضا » والعقل هنا مجرد طلاء 


7 


دَهَيى على نحاس لا ينفى عنه صفة النحاسية » وأى عقل هذا الذى إذا زاد عمره 
خرف وجدف » وإن لم تكن تصدق فاقرأ « ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا 
تعقلون » (يس /18) فلا يبقى إلا جمال القلب » الذى يرتوى دائما من ماء 
المعرفة » أو بقول أبى يزيد البسطامى "رأيت العاشق والمعشوق والعشق واحدا " 
(استعلامى » وإن هذا يحدث إذا انتفت الذاتية والأنية» وبقى الواحد 
الأحد ٠‏ الذى لا يُعرف عن طريق العقل أو القياس » بل عن طريق العبودية » 
ولا شئ سواها . 

ان ترود كي أل عا با متي اي ا الا 
إنبها صور جمعتها إلى جوار بعضها وتظن أنها معنى تماما كالذى يجمع 
الحروف إلى جوار بعضها ء ويكون منها ألفاظاً » ويظن أن هذا هو المعنى» وهو 
خيال » تماما كما يكون فى ذهن الأعمى خيال” عن كل شئ قد يكون بينه وبين 
يقت حقيقته بعد المشرقين » والعين التى تنظر إلى الظاهر مثلها كمثل الأعمى تمامآ . 
770 -73) : إمض في أثر الحمار (فهو الأساس والضرورة) فما تعلقك 
بالسرج (الإضافات والأمور الثانوية): فإن كان ثمة معنى فى ذهنك سوف تجد 
اللفظ المناسب له » المهم أن تصل إلى المعنى » هذا هو الروح » ظهرها الكسب 
والنقع » والقلب إن امتل بدر المعنى صار اساسا لمائة جسد ومائة قالب » وإذا 
كان السرج هو الأساس وليس الحمار » فقد رأيت النبى عليه الصلاة والسلام 
يركب دون سرج » (عن جابرا بن سمرة : أتى النبى صلى الله عليه وسلم بفرس 
معرورى فركيه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ونحن نمشى حوله ) و 
(كان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار عريانا ليس عليه شى) (الأحاديث 
بأسانيدها من فروزانفر ٠»‏ أحاديث مثنوى 48 - 5:) . وعند الأفلاكى 


حون 


» أن مولانا ركب حمارا ذات يوم وقال : هذا مركب الصالحين‎ )١١5-115/١( 
ركبه عدد من الرسل كشيث وعزير والمسيح وحضرة المصطفى عليهم جميعا‎ 
. الصلاة والسلام‎ 

)741١ - /(‏ : وحتى لا تتعلق بلفظ الحمار . هناك حمار آخر أخبرك به 
حتى لا تلتبس عليك الحمر » هذا الحمار هو حمار النفس العاكف على وتده 
( نزوات النفس ومهاوسها) لا يريم » وأولى به أن يعتاد أحمال الشكر وأحمال 
الصبرء وأن تروضه على احتمالها حتى فى عشرين أو فى ثلاثين عاما » فلن 
يحمل عنها وزرها احد « إن تكفروا فإن الله غنى عنكم ولا يرضى لعباده الكفرء 
وإن تشكروا يرضه لكم » ولا تزر وازرة وزر أخرى» (الزمر /7) » قال نجم 
الدين : والنفس مؤاخذة بوزرها معاقبة بما هى عليه ولا يتألم القلب لعذابهاء وإن 
كان القلب منقلب الحال وأزاغه الحق تعالى بإصبع القهر إلى مؤاخاة النفس» 
فتتطبع مرآة القلب بصفات النفس وأخلاقها فيتتبع النفس وهواهاء فيزين بطبع 
الشهوات ولذتها ويكسب الاثم والوزر بترك ما هو مأسور به من الطهارة 
والصفاء والسلامة والذكر والفكر والتوحيد لله تعالى والإيمان به والتوكل عليه 
والصدق والإخلاص فى القلب والعبودية وغير ذلك ؛ فيكون مأخوذا بوزره لا 
بوزر غيره) (مولوى ؟/97١)‏ . فما بالك تقعد عن العمل ؟! أتراك واجد كنزا؟! 
وما قعودك فى انتظار الحظ والصدفة لأنها حدثت لأحدهم؟! ألا تخشى من فوات 
الوقت والوقوع فى الندم » وقولك ' لو كنت قلت .كذا لكان كذا » ولو كنت فعلت 
كذا لكان كذا" وألم تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إياكم واللو فإن اللو 
تفتح عمل الشيطان " وألم تسمع قوله عليه السلام " المؤمن القوى خير وأحب إلى 
الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير » إحرص على ما ينفعك » واستعن بالله 
ولا تعجز » وإن أصابك شئ فلا تقل لو أنى فعلت كذا كان كذا ولكن قل قدر الله 


ليان 


وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان (الحديثان واردان بأسانيدهما عند 
فروزانفر » أحاديث مثنوى /43) وهناك حديث آخر ينطبق أكثر على أبيات 
المتنوى هو ' إياكم وكلمة لو فإنها من كلام المنافقين " (مولوى ؟/517١)‏ . 

(؟74 - 740) : من الواضح أن الفكاهة الواردة فى هذه الأبيات من المأثور 
الشعبى الذى كان منتشرا فى زمن مولانا . 

الشف - /761) : الناس كلهم طلاب للذةٍ ء لكنها لذة عادية مؤقتة وسيئة العاقبة 
(سواء فى الدنيا فمصير كل الحضارات عايدة اللذة معلوم) وسواء فى الآخرة » 
وثمة شعاع من التحسين والتزيين قد نفذ إلى هذا الزيف » فزينه وحسنه » ولايد 
من محك لتعلم أن: هذه الزينة حقيقة منه ء» أو راك لجرك »؛ والمحك إما أن 
يكون داخلك : "استفت قلبك وإن أفتاك المفتون" أو خارجك : من أنيرت بواطنهم 
يتور الله » والغيلان فى انتظارك إن سلكت الطريق وحيدا (الغول مخلوق خرافى 
فى المأثور الفارسى يشبه النداهة فى المأثور الشعبى المصرى يناديك بصوت 
تألفه ثم يأخذك إلى المتاهة » إلى حيث توجد الوحوش والذئاب ). لكنك قد تمارى 
وتقول : أنا لا أسمع أصواتا ولا يهتف بى الهاتفون » فأقول لك : لا : إنها 
تناديك من داخلك ؛ غيلان المال وغيلان الجاه والحيثية والنفوذ » وذكر الحق 
فقط هو الذى يجعلها لا تنفذ إلى داخلك (هناك مثل فارسى : يهرب الجنى من 
بسم الله) (استعلامى )١١5/١‏ فأغمض عين النرجس عن هذا النسر : وعين 
النرجس هى عين العجب والاختيال وعبادة الذات » نارسيس ابن كينيتس عاشق 
صورته فى الماء حتى ليمتنع عن الرى منه » حتى يغرقء وتنبت من جسده 
زهرة النرجس (شرح جلبنارلى » الترجمة.الفارسية )١١5/١‏ والنسر : النفس 
الحيوانية » عاشقة جيفة الدنيا والتى لا تزال تحوم حولها ولا تشبع منها . 

)751١:- 54(‏ : كم من الزيف يغطى وجه الحقيقة » ومعرفة الحقيقة بمنزلة 


كمض 


الصبح الصادق» ومعارف الدنيا بمنزلة الصبح الكاذب » المعارف الحقيقة هى 
الخمر ولونها الحقيقى ؛ ومعارف الدنيا هى لون الكأس» ولا طريق لك إلا 
بالصبر والتأمل » فتختفى عين الحس » وتظهر عين الباطن التى ترى الأشياء 
على حقيقتها والألوان على حقيقتها وتميز بين الحجر والدرء حجر الدنيا وحصاها 
الذى نملأبه حجورنا تماما كالأطفال وتظنها كنوزأ » ودر بحر الحقيقة وأسرار 
الغيب » بل تصير أنت نفسك بحرا فيستخرج منه الدرر؛ وتفيض عنه الأسرارء 
ولا تصبح بعد قابلا للنورء بل تصبح أنت نفسك مصدرا للنور . 

(75 -755) : العامل يكون متختفيا فى عمله » العمل يدل على العامل » وكل 
عامل يقول : هذا عملى ولا يقول هذا أنا » وإنك لا ترى سوى العمل » فإذا كنت 
تريد أن ترى العامل فاذهب إذن إلى محل عمله؛ وأنت تعلم موضع عمل الصسانع 
الأول ومادة عمله » إنه العدم » فكن فانيا » وكن عدما » تصل إلى موضع العدم 
وموضع الصانع (أنظر ">4١‏ من الكتاب الأول و 547 من الكتاب الذى بين 
أيدينا وشروحها) . 

(779 -7078) : مهما بحشت فى الوجود فلن تجد شيئاً » دبر وفكر وامكر 
وانسج الحيل ودبج الأكاذيب » ورتب المقدمات ثم انظر إلى نفسك لم تصل إلى 
النتائج التى كنت ترجوهاء تماما مشل فرعون ٠‏ فعل الأفاعيل لكى يمنع ميلاد 
موسى » وولد » وقتكل الأطفال لينجو من نبوءة الشؤم على ملكه » وموسى 
المستهدف المقصود ربيبه الذى يصنع على عينه (أنظر التفصيلات الكتاب 
الثالث؛: الأبييات 84٠‏ - 1594 وشروحها » وعن الفلسفة الكامنة وراء قصة 
موسى وفرعون المفسرة فى كتب المثنوى الستة أنظر مقدمة الترجمة العربية 
للكتاب السادس) » وما أشبه فرعون هذا بمن يهتم بالنفس فتتسلط عليه ويكون 
خسرانه كله منها » لكنه لا يزال يتهم هذا ويتهم ذاك »ء وعدوه كامن بين جنبيه 


خضل 


يكيد له ولا يدفع كيدا »وينزلق به فلا يرى مواطئ قدميه » ذلك لأنه دائم النظر 
إلى الخارج » ولا يهتم بالنظر إلى الداخل لحظة . 

(774) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت » لم يقترب الشراح المعاصرون من البحث 
“فى أصولها على أساس أنها من الحكايات الشعبية التى كانت رائجة فى القرن 
السابع الهجرى » والواقع أنها ذات أصول إما يونانية وإما لاتينية » وقد أوردها 
مولانا نفسه فى كتاب فيه ما فيه " ... قال : لم قتلت أمك ؟! قال : رأيت منها ما 
لا يليق. قال : كان ينبغى عليك قتل ذلك الغريب » قال : أأقتل شخصا كل يوم ؟! 
والآن » مهما يحدث لك » أدب نفسكء: حتى لا يلزمك قتل أحد من الناس كل يوم 
(عن استعلامى ؟/5١١)‏ . 

(8/ - 788) : المستفاد من الحكاية » الأم هى النفس ألتى بين جنبى الإنسان 
(فى مقابل العقل وهو الأب وقد تكرر هذا التشبيه كثيرا فى المتنوى) وهى التى 
إن تدخلت فى كل شتئون الحياة أفسدتها » فأنت إن فعلت ذلك فلن ترتكب عملا 
يلزمك من بعده بالاعتذار . 

(؟4/ )8١-‏ : أولئك الذين يطعنون الأنبياء إنما هم فى الحقيقة يطعنون 
أنفسهم؛ ويسددون أمام أنفسهم طرق الهداية (أنظر لتفصيلات هذه الفكرة الكتاب 
الرابع » الأبيات -59.4 و 5998 - 71١0‏ وشروحها) والخفاش لا 
يمكن أن يكون عدوا للشمس » بل هو عدو لنفسه ء والغلام الذى يثور على سيده 
ويحاول قتله؛ يقتل نفسه فى النهاية » وهل يعادى المريض طبيا أو الطفل أستاذا 
او القصار شمسا أو السمكة ماءا ؟ وإذا كان الله قد أصابك بنقص ما بحيث 
تعادى من عنده فاتدتك ونفعك ٠‏ أليس من سوء الطالع أن تجمع إلى سوء الخلقة 
سوء الخلق ٠»‏ وإنك إن عاديت من هم أفضل منك لنقص فيك » فقد ابتليت بداء 
الحسد وانظر إلى مشاهير الحاسدين: إيليس وحسده لآدم » وأبى جهل الذى حسد 


لمانا 


محمدا صلى الله عليه وسلم » كلاهما كان يريد بهذا الحسد أن يرفع من نفسه » 
فهوى بها إلى أسفل سافلين » وإلى حضيض الكفر وذل العداء مع الله نفسه؛ 
والاشتهار بسوء الخلق ؛ فى حين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "خير 
ما أعطى الناس خلق حسن" و "خير الناس أحسنهم خلقاً " و 'خير ما أعطى 
الرجل المؤمن خلق حسن وشر ما أعطى الرجل قلب سوء فى صورة حسنة " 
(الأحاديث بأسانيدها » أحاديث مثنوى 49-:20) . 

(418-814) : يشير مولانا هنا إلى حكمة أخرى من حكم إرسال الأنبياء 
وبعث الرسل فى البشرء فهذا هو مقياس الإيمان بالغيب » ولأن أحدا لا يستطيع 
أن يعادى الله جلا وعلا ٠‏ وأن ارسال الأنبياء من البشر » يجعل الحاسد ييدى. 
حسده والحاقد يبدى حقده » نتيجة للقلق الذى يعتريهم والاضطراب الذى ينتابهم : 
لماذا فلان هذا من بين البشر ؟ ألا يأكل الطعام ؟! ألا يمشى فى الأسواق ؟!! 
« وقالوا مالهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ؟! » وإنما يعترف 
بالرسول من يحس بعظمته . 

(819 -859) : يتحدث مولانا هنا عن التنظيم الصوفى القائم بعد انقضاء دور 
النبوة ويصفه يأنه "الإمام الحى القائم" وهو "قطب الزمان" ويرد على الشيعة 
الذين يشترطون أن يكون الإمام من نسل على رضى الله عنه » فإنه لا يهم أن 
يكون من نسل من ؛. من نسل على أو من نسل عمر رضى الله عنهما » فليست 
القضية قضية الأصلء بل القابلية » وعندما ذكر مولانا الفاظ المهدى والهادى 
ينطلق شراح المثنوى من الشيعة على أساس أنه يقصد 'مهديهم" (جلبنارلى مثلا 
فى شرحه - الترجمة الفارسية ؟/174١-765١1‏ » جعفرى 5191-4019/9) فى 
حين أن الاستخدام هنا - كما اتتبه إليه استعلامى - للصفة لا للشخص 


58 


)١١7/9(‏ والولاية درجات (وفكرة درجات النور أقرب إلى فكر الإسماعيلية ؛ 
أنظر مقدمة الترجمة العربية لكتاب ناصر خسرو جامع الحكمتين لكاتب هذه 
السطور) فهناك نور وهو متصل اتصالا مباشرا والعقل له بمثابة جبريل» وهناك 
قنديل » وهناك مشكاة » ويحتج مولانا على طبقات النور ودرجاته بالحديث 
النبوى الشريف "الله دون العرش سبعون حجابا لو دنونا من احدها لاحرقتنا 
سبحات وجه ربنا" والحديث " إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو 
كشفها لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصر" و "إن بين الله وبين خلقفه 
سبعين الف حجاب" (الأحاديث وأسانيدها فى أحاديث مثنوى )5١--٠‏ ومن هذه 
الحجب توجد مقامات القوم » وكل قوم صف ٠‏ والقمة هى الإمام » وقيمة كل قوم 
. بقدر قابليتهم للنور (التأييد عند الإسماعيلية) وهكذا يرقى السالك درجة بعد 
درجة» وترتفع من أمامه الحجب » حجاب يعد حجاب » وينتفى عنه الحول الذى 
يغشى بصره » فان كل سالك يتقبل من النور ما يوافق درجته » ويكون ما فوقه 
ضارا به » يقول أبو سعيد الخراز : 'إذا أراد الله أن يوصل عبدا لمرتبة ولايته 
فتح عليه باب الذكرء فإذا تلذذ به» فتح عليه باب القرب بأن رفعه وقريه وأزال 
عنه الحجب الظلمانية وفتح له أستار العظمة والجلال فإذا شاهدها فنى وبقى 
محفوظأ " (مولوى )5١7- 7١17/7‏ . 

(8 - 845) : الحديث هنا عن أهلية المتلقى لهذا النور » وهو يعبر هنا عنه 
بالنار (موسى عليه السلام آنس نارا فوجد عندها نورا) » هذه النار تصلح للتعامل 
مع الحديد أو مع الذهب لا مع الفواكه الغضة الهشة» فالطريق شاق » إنما يتحمله 
الفقير (الدرويش ن السالك ) الكادح ويتهلل فى مشاقه مثلما يتهلل الحذيد من النار 
ويحمرء يمضى إليها مباشرة » ويدخل فيها » ولا يكون بينه وبينها حجاب أو 


ونا 


واسطة » لا يحتاج للنضج إلى قدر أو إلى مقلاة » هذا هو الفقير الدرويش وهذا 
هو أبسط تعريف له الذى يدرك نور الحق مباشرة » مثل هذا الدرويش هو قلب 
العالم » به تنظم أمور العالم » مثلما ينتظم الجسد بالقلب » وليست كل القلوب 
صالحة لتلقى هذا النور » قالقلوب المشغولة بأمور الدنيا لا قابلية عندها لهذا 
النور » فمتى ينظر الله إلى قلب لا يجد لنفسه فيه موضعا؟ إن القلوب هى 
موضع تجل الله فنقها من أجله » وصفها لنظره » وقلوب أصحاب القلوب مناجم 
معرفته » ومخازن أنواره » فى حين أن هذه القلوب المشغولة بأمور الدنيا 
وهمومها هى مجرد أجساد. ترانى وضحت ما أود قوله؟! لا ... إنه لا يزال 
يتطلب شرحا وتفسيرا » لكن أخشى ما أخشاه أن تنزلق أوهام العوام » ويكون كل 
حسن تتحدث عنه قبحا » لقد قلت ما قلت وأنا فى مقام "غيبة"ء وهؤلاء 
المتسولون أمام مائدة الإنعامات الإلهية » أولى بهم أن يظلوا على باب الدار . 
(845) : لم يورد فروزانفر أصلا للحكاية التى تبدأ بهذا البيت » كما لم يورد 
زرين كوب (يحر در كوزم) لها أصلا » وقال استعلامى (؟/9١١)‏ إنها من 
الممكن أن تكون اقتباسا من حكايات عديدة . 

(44) : " تكلموا تعرفوا » فإن المرء مخبوء تحت لسانه" قول أسنده فروزانفر 
(أحاديث مثنوى )2١/‏ إلى الإمام على رضى الله عنه » وفى الحديث النبوى 
الشريف : " المرء بأصغريه لسانه وقلبه" وفى الأقوال المأثورة : اللسان ترجمان 
القلب . 

(64 - 855) : « يا أيها الذين آمنوا ء إن تتقوا الله » يجعل لكم فرقانا » 
(الأنفال )١9/‏ » وهذا الفرقان هو النور الإلهى لو نورت به أعيننا » لكان السؤال 
منا ولكان الجواب منا أيضاء أى لظهرت الأمور ووضحت بحيث يبدو أن عين 


ا 


السؤال منها هو عين الجواب (جعفرى /48-7 4) » والمثال المذكور عن الأحول 
الذى رأى القمر فوق كبد السماء قمرين » مأخوذ من حديقة سنائى (أنظر 
الترجمة العربية لكاتب هذه السطور ؛ الأبيات 41١4 - 41١17‏ وشروحها). 

869 - 855) : يفرق مولانا هنا بين نوعين من المعرفة : معرفة أهل الظاهر 
ومعرقة أهل المعنى » أى ما يراه الإنسان بعين الباطن » بين ما يتعلمه المرء 
عن طريق السماع من المعلم والمرشد والكتاب وبين النور الذى يستقر فى القلبب 
» بين أهل المقال وأهل الحال (عن الحال والمقال أنظر البيتين ©52ه و *“؟7؟ 
من الكتاب الأول وشروحهما) » إن معرفة السمع قد تغير الصفات » ولكن 
معرقة القلب تغير كل الوجود ؛ إنك من الممكن أن تسمع عن النار ولا تعرفها » 
إنما يعرفها من."رأى" إحراقها وإنضاجها » ومن ذاق عرفء وهناك ثلاثئة 
مراتب للمعرفة » يصل السالك فى البداية إلى علم اليقين ثم يصل إلى عين اليقين 
أو حق اليقين (أنظر 755٠017‏ من الكتاب الأول) وإلا بقى مجرد أذن وصاحب أذن 
أسيرا للفظ فحسب . (استعلامى ؟/١١١)‏ و" علم اليقين ما يحصل عن الفكر 
والنظر.وعين اليقين ما يحصل عن العيان» وحق التيقن ما يحصل عن اجتماعهما 
معا " (مولوى / ١-١١؟١5)‏ . 

(81/1) : إن هذا الإبعاد ليس حطا من شأنك » فهكذا درجتك ومنزلتك أن ترسل 
إليك الأوامر والتوقيعات كتابة » لا أن تكون جليسا ونديماً . 

(875) : إحراق الكليم من أجل برغوث مثل دارج فارسى يضرب للتضحية 
بالشىء الثمين من أجل نقص تاقه فيه (جلبنارلى ١57/7‏ : تستخدم ايضا فى 
التركية) . 

(885) : « وما أيرئ نفسى » إن النفس لأمارة بالسوء » . 


تفن 


(884 - 8865) : " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق الفضل من- 
ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعد منها إلى البدعة " (حديث 
نبوى ء الجامع الصغير "/06) . 

(888-8485) : أصدق حالاتك هى ما يراك الآخرون عليها لا ما ترى أنت 
نفسك عليه » فانتظر ما يقوله الناس عنك » لا ما تقوله أنت عن نفسك » فانك لن 
تبصر نفسك إلا بنور من الخالق » وهو ليس نورا حسيا و "المؤمن ينظر بنور 
الله" أنظر ١14٠‏ و5450 و 50797 و 4ه" من الكتاب الأول وشروحها . 
8459 - ”40) : إن الله سبحانه وتعالى وهب البشر أرواحا عديدة » ومن أدرك 
هذا كان بذل روح واحدة أمرا هينا عنده » ولماذا يبخل الإنسان والحسنة تعود 
عليه بعشرة أمثالهاء «. من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا 
يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون » (الأنعام )١717/‏ وهناك حديث نبوى هو "من 
أيقن بالخلف جاد بالعطية" وأنكر فروزانفركونه حديثا نبويا (أحاديث /١1ه)‏ 
وأرجعه إلى أقوال الإمام على رضى الله عنه » وورد عند الأنقروى " من تيقن 
بالخلف جاد فى السلف" (عن جلبنارلى )١57/١‏ ء والسخاء من رؤية جود 
الخالق وعوضه لا من اليد » ومن ثم فالجواد بصير والبخيل أعمى . 

(479) : السماء الرابعة هى موطن عيسى عليه السلام » حبس عن بقية 
السموات فيما يروى المأثور الصوفى لأنه وجد فى خرقته من متاع الدنيا إبرة 
يرتق بها هذه الخرقة . 

(4199) : الجنيد هو أبو القاسم الجنيد الزجاج أو القواريرى » نسبة إلى صنعة 
أبيه » نهاوندى ولد فى العراق » يسمى عند المولوية بسيد الطريقة لأنه نسبة 
الخرقة المولوية ترجع إليه . توفى سنة 551 ه (3405-١411م)‏ ودفن فى بغداد 


رفور 


(جلبنارلى » الترجمة الفارسية ١/54١)؛‏ (أنظر 20178و5959١01و59١41ور؟41؛‏ 
من الكتاب الأول) . 

(40) : بايزيد هو أبو اليزيد طيفور بن عيسى البسطامى مؤسس مدرسة 
"السكر" فى التصوف الإسلامى والمتوقى سنة 5١١‏ ه . (أنظر الأبيات ١١4‏ و 
8 و 4١503 4١58‏ من الكتاب الأول وأنظر تعليقات جلبنارلى على البيت 
14 إ من الكتاب الأول) . 

(11) : معروف بن فيروز الكرخى من متصوفى القرن الثانى » توفى سنة 
566 ها. 

(4) : ابراهيم بن أدهم » توفى سنة ١1١‏ ه » يضرب به المثل لترك ملك 
الدنيا لسلوك طريق العرفان » ورويت عنه أكثر من حكاية فى المثنوى . 

1895) : شقية شقيق البلخى من طبقة ابراهيم بن أدهم - استشهد فى المولتان سنة 
44 هاء (جلبنارلى ؟155/7) . 

(1*4 -488) : الكلام من البيت 3١4‏ يجرى على لسان الغلام » وفيض النور 
امنا الذى غمر الأنبياء وانتقل منهم إلى الخلفاء ثم الأولياء والصوفية ثم 
يضيف : وهم أكثر من هذا بكثير لكنهم أخفياء وذلك مصداقا للحديث القدسى : 
أوليائى تحت قبابى - أو تحت قبائى - لا يعرفهم غيريء والإخفاء هنا من غيرة 
الحق عليهم » فليس كل إنسان جديرا بمعرفتهم (أنظر عن الغيرة الأبيات ١777‏ 
وهه7١‏ و #9٠١‏ من الكتاب الأول) ويعتقد العرفاء أيضا أنه من الممكن 
لرجال الحق ألا يعرف كل منهم الآخر » وأحياناً يكونون من المحو فى الحق فى 
درجة لا يعرفون معها مرتيتهم (استعلامى ؟/57؟) فكأنهم أسماك فى ذلك 
البحرء بحر الروح أو روح البحر (عند احمد الغزالى الرحلة تثكم فى بحر 
الحقيقة) وليست كل هذه التعبيرات إلا قشور إلى جوار هذا اللباب . 


ل 


(440) : لجزاء الحسنة بعشرة أمثالها ينبغى أن تكون الحسنة خالصة لله تعالى . 
)١ -1954(‏ : ينبغى أن تكون حسنات الإنسان صادرة من جوهره (حقيقته 
وذاته: وقلبه وروحه) لا من عرضه (جسده وكيانه الجسدى) ثم يدخل مولانا فى 
بحث عن الجوهر والعرض » فجوهر الإنسان هو قيمته المعنوية والباطنية » 
وأعراضه هى آثار وجوده المادية » وحتى الصلاة والصوم والعبادات أعراض 
لأنها محدودة بزمان خاص وينتفى وجودهاء وهى تنفع فى هذا العالم للتزكية » 
لكن قيمتها الحقيقة ونتيجتها المادية تظهر فى العالم الآخر ٠»‏ كما أنها ذات هدف 
فى هذا العالم هو جوهرها » جاء فى نهج البلاغة " فرض الله الإيمان تطهيرا 
من الشرك ٠»‏ والصلاة تنزيها عن الكبر » والزكاة تسبيبا للرزق » والصيام ابتلاء 
لإخلاص الخلقء والحج تقربة للدين » والجهاد عزًا للإسلام » والأمر بالمعروف 
مصلحة للعوام » والنهى عن المنكر ردعا للسفهاء » وصلة الرحم منماة للعدد » 
والقصاص حتقنا للدماء » وإقامة الحدود اعظاما للمحارم » وترك شرب الخمر 
تحصينا للعقل » ومجانية السرقة ايجابا للعفة » وترك الزنا تحصينا للنسب » 
وترك اللواط تكثيرا للنسل» والشهادات استظهارا على المجاهدات » وترك الكذب 
تشريفا للصدق » والسلام أمانا من المخاوف " (نهج البلاغة - ترجمة سيد جعفر 
شهيدى » ص ١7”‏ 4) . وكما أن الحمية تزيل المرضء فإن جوهر الآدمى يتبدل 
ويتغير من أعراض الغيادة . 

(؟946 -450) : العرض يصير بالجهد جوهرا » فالزرع عرض يتحول إلى 
سنابل » والنكاح عرض يتحول إلى ولد » واستخدام كيمياء تحويل المعادن 
عرض »ء لكن كن منتبها الى النتيجة » وصقل النفس عرض مثلما يصقل الحديد 
فيصير سيفا باترا » لا تقل إذا لقد قمت بكذا بل قدم نتيجة عملك » وقال الملك 


با 


ردا على الغلام : إذن فهذه الأوصاف كلها عرض » فدعك منها » وحدثنى عن 
جوهر الغلام » ما دمت تقول أن الأعراض لا تنقل . 

45١(‏ - 154) : يقول الغلام : إن لم تنقل الأعراض لكان هذا موجبا لقنوط 
الخلق » فإن السائرين فى طريق الحق يعتبرون هذه الأعراض وسيلة لوصال 
الحق » وينبغى ان تنقل هذه الأعمال العرضية إلى العالم الآخر وتقيم وإلا كان 
كل عمل نقوم به باطلا » وكل قول هذيانا » فلهذه الأعمال والأعراض حشر يوم 
القيامة لك ليس بصورها الحالية لكن بصورة أخرى . 

(45 -417) : تماما مثلما تكون الأعمال هنا صورا ثم تكون أفعالا » أنت 
نفسك كنت مجرد غرض 'من النكاح" والمنزل كان صورة فى ضمير المهندس » 
كل حرقة وكل مهنة تكون خيالا وفكرة فى ذهن صاحبها » والعالم كله كان 
مجرد فكرة ثم أصبح عملا » والثمار غرض » ثم يأتى الشجر » وتكون الثمرة 
أيضا نهاية الشجرة » والفكرة هنا ترجمة لعبارة ذكرها ناصر خسرو فى خوان 
الإخوان منسوبة إلى ابن قتيبة "أول الفكر آخر العمل". وهناك غرض من خلق 
كل هذا العالم هو محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم » وذلك تطبيقا لحديث 
قدسى يرويه الصوفية 'لولاك لما خلقت الأفلاك" ٠‏ والحديث لم يرد بهذه الصورة 
إلا فى كتاب متأخر نسبياً هو كتاب شرح التعرف على مذهب أهل التصوف 
لإبراهيم بن المستملى البخارى " لولا محمد ما خلقت الدنيا والآخرة ولا السموات 
والأرض ولا العرش ولا الكرسى ولا اللوح ولا القلم ولا الجنة ولا النار ولولا 
محمد ما خلقتك يا آدم" » وقال مؤلف اللؤلؤ المرصوع : لم يرد بهذا اللفظ بل 
ورد : لولاك ما خلقت الجنة ولولاك ما خلقت النار وعند ابن عساكر : لولاك ما 
خلقت الدنيا (عن أحاديث مثنوى : )١7‏ . 


لضن 


(51/8 - 1486) : يوافق مولانا رأى الغلام "بطل الحكاية" من أن الأعراض تقبل 
النقل» فكل هذه الأقوال من قبيل النقل » مثل نقل حكاية ابن آوى والأسد فى كليلة 
ودمنة » والآية الكريمة « هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا 
مذكورا » (الإنسان / )١‏ فى حد ذاتها دليل على أن العالم بأجمعه ليس إلا 
عرضاء لكنه ينتقل بعدها إلى عالم آخر. هذه الأعراض تتولد كلها من الصور 
(يقول استعلامى )١5١1/7‏ إن الصور هنا بمعنى الوجود المادى والظاهرى أو 
بوجودها المثالى فى الفكر الأفلاطونى : هذه الصور بدورها تنبع من الفكر الذى 
هو منبع كل شئ . ثم يتحدث مولانا عن فكرة أقرب إلى فكرة الفيض الأفلوطينى 
(وقد سبقه إليها سنائى » أنظر حديقة الحقيقة » الفصول الخاصة بالعقل الكلى 
والنفس الكلية). . والعقل الكلى وهو أول فيض هنا متمثل صورا فى الرسل 
والأنبياء » ثم يعود مولانا إلى سورة الإنسان «إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاجاً 
نبتليه » فالمجىء إلى العالم هو امتحان وابتلاء » ثم ينتقل الإنسان (وهو عرض) 
إلى العالم الثانى » فينال جزاءه من خير أو شر . فكل عمل له وقوع عرضي 
ونتيجة » والجواهر والأعراض تتولد من بعضها كالطائر وبيضة الطائر . 
(985 -447) : يسأل الملك : لنفرض أن الأمر هكذا » فأى جوهر إذن وأية 
نتيجة وصلنا إليها من كل كلامك عن رفيقك ؟! ويجيب الغلام : إن العقل الكلى 
لا يظهرها فى عالم الوجود ء فلو كانت الحقائق ظاهرة » لكان الكافر ذاكرا لله 
قبل المؤمن » ويظهر إيمان المؤمن وكفر الكافر على جبينه ؛» ولما كان هناك 
غيب » ولا أصنام » ولا عباد أصنام » ولما كانت الدنيا دنيا » بل كانت قيامة 
والأتتقى الخطا والصيان الناس حكميها باخ والكذا + 

)٠١٠١١ - 94(‏ : قال الملك : لقد أخفى الله جزاء السوء على العوام لا على 


ا 


خاصته » فأنا إن أخذت أحد الأمراء بجرم أخفى الأمر عن بقية الأمراء لا عن 
الوزير كاتم السر . فأنا أعلم جزاء الأعمال ٠‏ كما أعلم كثيراً من صور الأعمال 
التى تستوجب هذا الجزاءء فأظهر لى أنت أيضا - وأنت تعلم جزاء الأعمال - 
بعضها لى . ويجيب الغلام : إذا كنت تعلم فما الفائدة التى ستجنيها من قولى؟! 
ويجيب الملك : من أجل الإظهار» من أجل أن يخرج كل ما عمله عياناً » ولولا 
ذلك لما كانت الدنيا دائما قى مخاضء وعالم الأعراض فى الحقيقة هو إظهار 
العلم الإلهى » والمخاض دلالة على الميلاد المستمر فى الدنيا » وأنت مطالب 
بالعمل لكى يظهر سرك على الملا » فالأعمال بيان للأفكار » والأسباب أساس 
لميلاد الآثار » والآثار بدورها تتحول إلى أسباب وهلم جرا. وأين العين البصيرة 
التى تكون مقترنة بالنور بحيث تدرك كل هذه الأمور ؟!! . 

)٠٠٠١(‏ : " نعمة الجاهل كروضة فى مزبلة " من الأقوال المنسوبة إلى الإمام 
على رضى الله عنه (استعلامى ؟/707؟) . ْ 
)٠١(-3766(‏ : العين يرغم أنها عضو صغير جد فى الجسم إلا أنها 
تفضل كل الأعضاء » "الإنسان رؤية" هذا ما يقوله مولانا جلال الدين . 
)٠١4--10*5(‏ : هذا عن العين فما بالك بعالم الفكر ومركزه » المخ » إن 
فكرة واحدة قد تقلب العالم رأسا على عقب » وعالم الباطن هذا بمثابة السلطان : 
يبدو فى الصورة جسدا واحدأ » لكن مئات الآلاف من العسكر والجئند وعمال 
الدولة يدورون فى فلكه » والمثل وارد فى معارف بهاء ولدء ص 775 » ومع 
ذلك فإن هذا السلطان قد يُحكم بفكرة واحدة تسيطر عليه سيطرة تامة رغم 
سيطرته هو على دولة بأكملها . 

)٠١ 5-3١ 55(‏ : وهذه المخلوقات كلها منبعها فكرة واحدة » هذه الفكرة تبدو 


"1 


مام الناس هينة ٠‏ لكنها ابتلعت العالم كله واجتاحته » وقد سكت الشراح عن هذه 
الفكرة تماماً » العالم كله فكرة عند الخالق سبحانه وتعالى » ثم قال له : كن فكان؛ 
الفكرة كلها هينة عند الخالق » وإن بدى أمره هذا مجتاحا العالم كله جارفا إياه 
كالسيل . 

» إذن مادام قد ثبت لك أن أصل كل ما فى العالم هو الفكر‎ : )٠١55 - ٠١0 
لماذا يبدو لك الجسد فى عظمة سليمان والفكر فى حجم النملة ؟! يبدو لك الجسد‎ 
كالذئب والفكر كالحمل ؟! ذلك لأنك جاهل محض ؛ مجرد صورة خالية من‎ 
» الفكر ولا نصيب لها من العقل والمعرفة » إنما يلتبس عليك الشخص وظله‎ 
. فتظن أنه من السهل معرفة هذا الشخص‎ 

)٠١431-37045(‏ : وإن كنت لا تصدق أن العالم كله مخلوق بفكرة منه » وأن 
أصله الفكر » فانتظر زوال العالم والخليقة بأمر منه لتعرف أن «كل شئ هالك 
إلا وجهه » (القصص /688) وهذه القصة التى قصصتها قد تكون صادقة وقد 
تكون كاذبة » لكن ذلك من ظاهرها ء فإنها يمكن أن تكون مظهرة لك بعض 
الحقائق ٠‏ معلمة إياك بعض المعارف . 

)٠١٠١(‏ : القصة التى تبدأ بهذا البيت فيما يقوله استعلامى (؟/528) لم ترد 
بعينها فى كتاب قبل المثنوىء؛ والظن الأغلب أن مولانا وفق بين بعض جوانب ما 
روى عن إياز غلام السلطان محمود الغزنوى المقرب؛ والحكيم وقصة لقمان ثم 
قدم هذه القصة ٠‏ والواقع أن مولانا ترك القصة بعد أبيات أربعة ولم يعد إليها إلا 
من البيت 55ه١‏ 

)٠١507- ٠١65(‏ : وجودنا قبل أن يظهر فى عالم التعين ويتمثل فى القالب 
الترابى » موجود فى العلم الإلهى (أنظر ١51‏ من الكتاب الذى بين أيدينا و 


ادر 


14 من الكتاب الأول) وهذا الوجود الترابى حادث ولذا فهو غير ثابت» ولكن 
وجود تلك الأعيان الثابتة متصل يوجود الحق ومن هنا فهو خالد » ومتصف 
بالوحدة » وما خلق فى الأزل واحد » ويتجلى فى صور عديدة فى هذا الكون . 
والعارف (الذى نجا من الحول) هو الذى حين ينظر يبصر هذه الوحدة كاتا + 
والكون كله وحدة فى عدد من التجليات » ومن ثم فهو أقدر على التفرقة بين 
الغث (الشعير) والثمين (القمح) حتى عند غراسه » إنه ناظر إلى ما استتر فى 
عالم ليل الأسرار الأزلية » لا يأبه يكل ما يتوسل به الناس من حيل ومكر ء 
يعرف أن الليل لا يلد إلا ما هو حامل به (مثل مستخدم فى اللغات الإسلامية 
الثلاثة » الفارسية والتركية والعربية ) » وللشاعر العربى : 

أحسن ما صفة الليل وجد الليلة حبلى ليس يدرى ما تلد . 
إن هذه الحيل نوع من الشراك والفخاخ » تزين الحياة الدنيا » وهو أصلا لا يأبه 
بزينة الحياة الدنيا » يعلم أنها فانية » وإن الثابت فيها ما غرسه الله فى الغراس 
الأول (التدبير الإلهى) وكل تدابيرنا هى من قبيل الغراس الثانى» والذى ينفع هو 
ما غرسه الله تعالى » وغراس البشر لا نفع فيه » ولا طائل من ورائه » وحتى 
إن كان من المسلم به أن تدابيرنا أيضا من فعل الله » إلا أنه من الواجب عليك 
أن تلقى بكل تدابيرك أمام تداييره » "فالتصوف هو ترك التدبير" » وليكن غراسك 
كله من أجله » ما دمت أسيرا لعشقه » وانظر فى فعلك أنه فعل الحق . 
)٠١68--31655(‏ : إن النفس لصة (أنظر الأبيات 8 - "8٠‏ من الكتاب 
الأول وشروحها) وهى تسرق بليل » إلا أن سرقتها تفتضح أمام « مالك يوم 
الدين » يوم القيامة » وتأتى إلى الملك وما سرقته معلق فى عنقها وهو متاع 
الدنيا ولذتها التى يسرع اللص خلفها » إلا أن مولانا يرى فى موضع آخر أن 


7 


متاع هذه الدنيا إن كرس لخدمة الدين » فلاعيب فى امتلاكه (أنظر 584 و 184 
من الكتاب الأول) (استعلامى 9/7؟؟) . 
)٠١897-0>59(‏ : كلنا تحت سيطرة الإرادة الإلهية » ولا يتأتى من تدابيرنا 
شئ » فالتدبير الإلهى بالمرصادء (أنظر لتفصيلات الكتاب الثالث » الأبيات 159 
و ٠١98-3044‏ وشروحها) . وكل ما فى الكون خلق لحكمة . فإن لم تكن ثم 
فائدة للوجود فما قيمة سؤالك عن حكمة وجوده ؟!! وإذا كان حتى سؤالك المنككر 
ذا فائدة » فكيف تكون الدنيا بلا فائدة ؟! وإذا كانت الدنيا من وجهة نظرتا بلا 
فاتدة » أى بالنسبة لنا (والتعبير وارد فى معارف يهاء ولد » ص )١١1‏ بالنسبة 
لى أو بالنسبة لك والأمثلة كشيرة : حُسن يوسف بين أبيه وإخوته » لحن داود 
يالنسبة للمؤمن وبالنسبة للمحروم » ماء النيل بالنسبة لآل موسى وآل فرعون » 
الشهادة بالنسبة للمؤمن وبالنسبة للكافر » السكر بالنسبة للبشر وبالنسبة للدواب » 
وعند ابن الفارض : 
فلا عبث والخلق لم يخلقوا سدى وإن لم تكن أفعالهم بالسديدة 
(انقروى )١7٠/7‏ 
ولكل امرئ قوته » وما يكون عارضا على قوته غريب عنه » ينبغى نصحه فيه؛ 
كآكل الطين » يظن أن الطين قوته » فيبغى نصحه » ففى الحديث الشريف "من 
أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه " (جلبنارلى ؟/517١‏ والحديث وارد فى 
الجامع الصغير) » والطين هو شهوات الدنيا . 
)٠١١١4 - ٠١8(‏ : من سار فى أثر الطين نال جزاءه » ومن سار فى أثر 
الغذاء الحقيقى للإنسان وهو نور السماء ذات الحيك » صار خفيفا حاذا حكيما 


حاذقا » فهو طعام الخواص ٠‏ وهو بلا حلق ولا آله (عن الحلوق والطعام » أنظر 


8 


الكتاب الثالث » الأبيات ١1‏ - 548 وشروحها) والشمس (الرسول) يتغذى مباشرة 
من نور الله » بينما تتغذى شياطين الإنس والجن من دخان هذا العالم ونجسه . 
هذا الغذاء الروحى والمعنوى له طرق عديدة » فالعشق يغنى القلب » والمحبة 
بين البشر غذاء » والعلاقات الروحية الطيبة القائمة على الود غذاء » وصورة 
كل إنسان كالوعاء تشرب منه ما يفيض عنه : إن حباً فحب وإن بغضاً فبغض 
(خمر قيس كانت موجودة فى وعاء وجه ليلى : أنظر الكتاب الخامس » الأبيات 
-08"” وشروحها) » وكل نوع من الاقتران له نتيجة : الشرر نتيجة 
اقتران الحديد بالحجر » البشر من قران الزوج والزوجة » الثمار والخضر من 
قران المطر مع التراب » السرور من قران الخضرة والإنسان (ثلاثة يذهبن 
الحزن » الماء والخضرة والوجه الحسن) وقران الشمس (الأنبياء والأولياء) بما 
تحت الجلد يولد الحمرة » قران الأرض مع زحل (كوكب النحس) يولد البوار » 
انتقال القوة إلى الفعل إن كان ثم اتفاق » كقران الشيطان تماما مع أهل النفاق. 
)١١١15- ١١٠6(‏ : وهذه المعانى التى أنقلها إليك تتقاطر مظاهرها من الفلك 
التاسع » وكل مظاهر وكوكبة ودبدبه تراها فى الخلق كلها عارية » بل يظهر فيها 
التناقض الحاد » فالناس على أمل عز الدنيا يتردون إلى هاوية الذل » ومن خوف 
الفقر فى فقر ومن خخوف الموت فى موت ؛ فلماذا لا يأتون إلى » إلى هذا 
الموضع الذى أنا فيه؟! وأنا فى عز الاستغناء » ويهاء التجرد كالشمس المشرقة » 
ولم لا ؟! أليست شمسنا (شمس الدين التبريزى) خارجة عن المشارق » علاقتها 
مع أجزاء العالم مستمرة لا مغيب فيها ولا أفول » ونحن أقل ذراتهاء ومع ذلك 
فنحن شمس مشرقة على الدوام » لا يلقى شئ بظله علينا . 


78 


)١١١7-31١١(‏ : ثانية ذكرى شمس ؟!! مع كل ما نلته من صحبة شمس ؟!! 
آنا ذراة :لا قرسة الها عام هد انوع لله توفت جولي اخ وها اس 
عطيتها » حينا توصل الأسباب وحينا تقطع الأسباب؛» فهل تصدقون أننى قطعت 
الأمل مرات ثم لحقتنى عناية الحق ؟! وأنا إن قلت لك : لقد سلوت شمسأً فلا 
تصدقنىء» أوتصبر السمكةعن الماء ؟! إن هذا القنوط عطية أيضا من الله » ولا 
قراق بعده ولا انفصال ٠»‏ فهل يستطع الصنع أن ينفصل عن الصائع » وهل ثمة 
موجود يكون خارج الوجود ؟!! 

(19١١55-31؟١١)‏ : كل موجود فى ظل الحق » وفى حمى وجوده » مهما كان 
إحساسه بهذا الوجود ويهذا الموجد » لكن ثمة موجودات عمياء تخطئ الأصل 
والأساس » ولا تزال تنتقل من سيد إلى سيد ء ومن محراب إلى محراب (ومن 
تيار فكرى إلى تيار فكرى) تتردد بين المياه المالحة ولا ترتوى من بحر الحقيقة 
العذبء فتزداد عمى » ويناديه البحر العذب : اغرف بيمينك من مائى(خذ كتابك 
بيمينك) ويمينك هو ظنك الحسن بخالقك (أنا عند حسن ظن عبدى بى) وأنت 
كالحربة وهو كاللاعب بالحراب . 

)١١"4--1١>5(‏ : ولو كان عشق شمس الدين قد ترك لى قدرة » لحولت كل 
تلك الحيوانات التى ترعى على العمياء إلى مبصرين » فهيا أنت يا حسام الدين 
عالج أولتك المرضى ٠‏ فأنت حلال المشكلات (أنظر الأبيات 1-17 من الكتاب 
الذى بين أيدينا وشروحها) عالجهم يا حسام الدين بذلك الدواء الذى يمحو 
الظلمات المتراكمة » والعميان كلهم قابلون لعلاجك » اللهم إلا الحسود الذى 
ينكر قدرتك وينكر علاجك » ولا تهب هذا الدواء حتى لى إن كنت حاسدا : 
فكل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك عن حسد 


8 


ودعنى أعانى نزع الروح » وأى علاج لذلك الذى سقط فى قاع الهاوية ؛ وقطع 
ما بينه وبين شمس الأزل ٠»‏ وأنكرها فلا مراده يتأتى ولا هو ينجو: 
مت حتى تنجو أيها الحسود فهذا ألم لا تخلص من مشقته إلا بالموت 
(عن جعفرى 555/7) 
)1١5(‏ : المثل الموجود هنا من الواضح أنه من إيداع مولانا جلال الدين 
(وشبيه به المثل المذكور فى الكتاب الخامس » ابتداء من البيت 4735 عن حبس 
غزال فى حظيرة الحمير) ويريد مولانا أن يقول أن فى كل إنسان استعدادا 
للهداية وإدراك الحقيقة لكن الانشغال بهذه الدنيا يعمى العين الناظرة إلى الحقيقة 
ويصبح كالبازى الأعمى (الروح) الذى يفر من ساعد المليك (الله) ليقع فى 
. خرابة (دنيا) اليوم (أهل الدنيا) . 
)1١19(‏ : ما حدث للبازى إنما حدث له أيضاً فى القضاء » وإذا جاء القضا 
ضاق الفضا - من الأفكار التى ترددت كثيرا عند مولانا جلال الدين » وهو 
بأجمعه نور من نور الرضا » أى أن الجانب الروحى غالب عليه . 
)١١5١ - 1159‏ : الأنبياء والأولياء دائما فى حمى الله » وإنما يرسل الله 
على من يؤذونهم عذابه ونكاله انتقاما لهم وبيانا لأقدارهم عند الله تعالى » وهى 
فكرة تكررت كثيرا فى المثنوى (أنظر قصة صالح عليه السلام فى الكتاب الأول 
708١ - ١‏ وشروحها على سبيل المثال لا الحصر) . 
)١156- 1١59‏ : من الواضح أن الحديث هنا عن الولى الكامل (اليازى 
الملكى) الناظر بنور الله التابع فى فعله لمشئية الله » فهو ناظر إلى ما وراء 
الحجب » مضئ للعقول الباحثة عن الحق ينورهء وإن خلقة رجال الحق موجبة 
لشق أستار السموات وكشف أسرارها » فالإنسان هو الجدير فحسب بحمل الأمانة 


84 


(الأحزاب/77 » وأنظر البيت ٠١7١‏ من الكتاب الأول) » وهو وإن كان بازيا إلا 
أنه أقوى فى تأثيره من طائر البُلح (ترجمة هُما الفارسية » كما ترجمها 
الزمخشرى وهو طائر مبارك كل من أظله صار ملكا ويلتبس على المترجمين 
مع طائر السيمرغ أو العتقاء) . 

)١١77-1155(‏ : ولطف الله سبحانه وتعالى من جراء هؤلاء الأولياء ينتصب 
على سجناء. التراب فيخلصهم من سجن الدتياء ومن هنا يسمح للبازى بأن يكون 
سجينا مع اليوم » ففى ذلك عز البوم ومجدهم » وهو مع البوم ليس غريبا » فمتى 
يحس من أعزه الله بالغربة » إنه كالناى ينفخ الله فيه أنغامه وألحانه » وعشق 
الحق زاده » وأذنه دائما على طبول العودة يدقها له المليك » وفى ديوان شمس : 
لماذا لا يعود البازى قافلا نحو السلطان » عندما يسمع نداء « ارجعى » من 
الطبل وما يقزعه (غزل 757١/|ص275)‏ هذا النداء هو «يا أيتها النقفئس 
المطمئنة * ارجعى إلى ربك راضية مرضية » (الفجر/8١)‏ (أنظر ؟/7* و 
6 وشرحيهما) . 

)١1١1860--1١14(‏ : قى البيت ١١56‏ يسأل البوم : أى تجانس بين الملشك 
والبازى ؟! و هنا يرد البازى على السؤال : إننى لم أدع أننى و المليك واحدء 
جل شأنه عن ذلك وعلا » لكن مع ذلك ففئ قبس منه يتجلى على (أنظر ٠١85‏ 
و١١١١‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) والتجائنس أى الخاصية المشتركة بين 
المتجانسين (أنظر الأبيات 57 - 575 من الكتاب الأول) ليست مرتبطة 
بالشكل أو حتى بالذات ٠»‏ وإلا أى تجانس بين النبات والتراب؟! وأى تجانس - 
من هذه الوجهة - بيننا وبين المليك ونحن فانون وهو الباقى ؟! وأى تجانس فى 
الأصل ما بين النار والهواء وهما عنصران مختلفان ؟! إن التراب الذى يبقى بعد 


هم 


فنائنا دليل' على بقاء مليكنا » وعلى ترابنا آثار فعله ؛ وهذا التراب » وإن كان 
ترابا إلا أنه أولى بأن يكون تاجا على رؤوس جبارى الدنيا » ليعملوا أنهم إلى 
فناء ويخففوا من غلوائهم ٠‏ ويقللوا من طغيانهم . 

)١١10 -1١41(‏ : كما أن العلاقة بين التراب والنبات علاقة تجانس غير 
ظاهر ولا يتم ظهور النبات إلا بفناء التراب» فإن العلاقة بين الإنسان والله لا 
صلة لها بالشكل أو بالصورة والظاهر » فلا تغرنكم صورتى ٠»‏ واستمعوا إلى 
قولى (المرء مخبوء تحت لسانه) » ورب إنسان قطعت عليه الصورة طريق 
الحقيقة » وجادل الرب (بإهانة أوليائه) » وانظروا إلى أنفسكم لتبصروا شواهد 
عديدة على قولى : الروح المتصلة بالبدن: فهل ثم تجانس بينهما » والنور 
الصادر من شحمة هى العين (من أقوال الإمام على رضى الله عنه : ينظر 
بشحمة ويسمع بعظمة) والقلب قطرة من دم » والكلية مصدر السرورء والكبد 
مصدر الغم ( فى الطب القديم لارتباطهما - فى رأى جلبنارلى ١١8/5‏ بجريان 
الدم) والعقل كشمعة داخل مخ الرأسء والفكر وما يتصل به : الوهم والإلهام 
والإرادة » واتصال الروح الجزئية بالروح الكلية والنتائج التى حصلتها الروح 
الجزئية من هذا الارتباط» مثلما حملت مريم من اتصال الروح بها (عن طريق 
جيب ثوبها - فيما تقول بعض التفاسير - فى حين أن النص الإسلامى يقول أنه 
تمثل لها بشرا سوياً) » ومن هذا الاتصال كان المسيح؛ ليس مسيح الجسد الذى 
شهدتم معجزاته » بل المسيح الذى كانت روحه أكثر عظمة من أن يستوعبها هذا 
الكون» والتى ينصرف»تأثيرها إلى الدنيا بأكملها (تصبح الدنيا حاملاً) » فعندما 
تحمل الروح الإنسانية بالمعرفة الإلهية تستطيع أن تجعل الدنيا حاملا وتشع أنوار 
المعرفة على العالم كله » ومن هذا الحمل تنتج دنيا أخرى وعلى هذا العالم 


لمكن 


الترابى تولد دنيا أخرى من المعرفة » وتقوم قيامته » وهذا الحمل والميلاد 
دائمان» والناس يرون قيامة بعد قيامة ٠‏ قيامة لا يمكن وصفها ولا يمكن بيانها » 
إن ما أقوله مجرد ذكر لتلك الحسناء مقدسة الجمال» ووسيلة تجعلنا نناجيها » 
فلماذا الصمت والدعاء هو عين الإجابة (لتفصيلات الفكرة » أنظر الكتاب الثالث» 
الأبيات ١18-١45‏ وشروحها) حتى ولو تسمع الإجابة بلبيك فإنك تستطيع أن 
تحس يها . كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : إذا قال العبد يارب يقول الله 
تعالى لبيك عيدى سل تعط . وفى الخبر الصحيح أن موسى عليه السلام قال فى 
بعض مناجاته : قال الله تعالى لبيك يا موسى » فقال موسى عليه السلام : أنت 
أنت يا ربى » فمن أنا حتى أجبت بالتلبية ؟ فقال الله تعالى : يا موسى إنى كتبت 
على نفسى إذا دعانى عبد من عبادى بالربوبية أجبته بالتلبية » فقال موسي عليه 
السلام : يا رب هذا لكل عبد طائع » فقال تعالى : بل لكل عبد مذنب » فقال 
موسى عليه السلام » أما الطائع فبطاعته » فما بال المذنب ؟! فقال الله تعالى : 
يا موسى إنى إذا جازيت المحسن بإحسانه ومنعت المسئ بإساءته فأين جودى 
وكرمى ؟! (أنقروى ؟537/7١)‏ . 

)١١١*-1١١35(‏ : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت لم يبحث لها فروزائفر عن 
أصل » فهى مجرد مثل "إلباس المعانى لباس الحكاية” وقد تكررت بتغير طفيف 
فى الكتاب الرابع (أنظر الأبيات ©4/١-1ه/!ا‏ وشروحها) ويرى استعلامى 
(؟/555) أن الحكاية تمثيل لعلاقة الإنسان بالله » فالإنسان ظمآن إلى رؤية 
الحق والحياة المادية جدار ٠»‏ والماء هو الحقيقة وعالم الغيب ٠‏ والخطاب المذكور 
فى البيت ١١34‏ هو الخطاب الإلهى الذى يدرك بالذوق ولا يسمع بالأذن : 
وصوت الماء بالنسبة للظمآن كصوت الرباب ٠‏ واختيار الرباب هنا ليس لمجرد 


اا 


حبك القافية » فلقد فصل مولانا فى إحدى غزليات ديوان شمس ما يثيره فى نفسه 
صوت الرباب من معان (غزل 4٠"/رص )١١4‏ » وانظر ترجمته فى أخبار 
الأدب العدد /41 » ١١‏ مارس ١93935‏ ص )١١‏ : 

- ألست تدرى ماذا يقول الرياب عن دمع العين والأكياد الحرى ؟ 

- كنت جلدا وفصلت عن اللحم فكيف لا أثن من الفراق والعذاب ؟ 

- وتقول خشبة الأوتار :كنت غضنا أخضر وتحطمت عقدى وتمزق ذلك الركاب 
- نحن غرباء فى فراق أيها الملوك فاستمعوا إلينا » إذ إلى الله المآب 

- لقد نبتنا فى البداية فى الدنيا من الحق ونمضى إليه أيضا منقلبين 

- وأصواتنا كالأجراس فى القافلة أو كالرعد عندما يزجى السحاب 

فكأن أنين الرباب هنا من قبيل أنين الناى المذكور فى افتتاحية المثنوى . 
)١١١3-50(‏ :يذكر مولانا أمثلة على الأصوات المبشرة بقرب الوصول 
إلى الحقيقة : صور إسرافيل الذى يحيى الموتى » هزيم الرعد الذى يبشر بقرب 
سقوط المطر » موسم الزكاة بالنسبة للفقير »ء رسالة النجاة بالنسبة للسجين » أو 
كأنه نفس الرحمن القادم إلى أنف الرسول من اليمن " ألا إن الإيمان يمان 
والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن" و "إنى لأجد نفس الرحمن من قبل 
اليمن" . (مع أسانيدها » أحاديث مثنوى 0 والمقصود أويس القرنى ومما 
يروى أنه لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم » وأنه كان يدرك كل أحواله عن 
بعد » (استعلامى )3١7/16‏ . وهو عند الصوفية رمز للذى يصل دون أن يحضر 
على الشيخ بجسده» وما أشبه صوت الماء هنا برائحة قميص"يوسف التى هبت 
على يعقوب « إنى لاجد ريح يوسف » (يوسف / 14) . 

)١1١١18-31١(‏ : الفائدة الثانية من نزح طوب الجدار ( نزع شهوات الدنيا 


4م 


شهوة بعد شهوة) إنها تقرب من زوال هذا الجدار من أجل الوصول إلى الماء » 
ومن هنا تكون القربى ؛ وما أشبهه بالسجود » السجود تجرد عن الطين » 
والجسدء ومقرون بالقرب « واسجد واقترب » (العلق )١5/‏ » كما قال عليه 
الصلاة والسلام : أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد » وكما روى عن 
ثوبان رضى الله عنه » قال النبى صلى الله عليه وسلم : عليك بكثرة السجود 
فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها الله درجة وحط عنك بها خطئيه . 
(أتقروى )١15/7‏ . والجسد الترابى هو المانع لماء الحياة (العشق والمعرفة) » 
والعاشق إنما يسرع فى التجردء والطوب الذى ينتزعه من الجدار أضخم » لكن 
من لم يثمل بالعشق لا يدرك من هذا الاقتلاع إلا الصوت . 
)١70١-1١7179(‏ : يترجم مولانا هنا الحديث النبوى " اغتنم خمسا قبل خمس» 
حياتك قبل موتك» وصحتك قيل سقمك» وفراغك قبل شغلك وشبابك قيل هرمكء» 
وغناك قبل فقرك " .( الجامع الصغير ١/48؛)‏ : فاقتلاع الجدار يريد قوة وفتوة 
وجلدا ومن ثم ينبغى أن تبدأ به فى أوان شبابك » حيث تكون شهوات الدنيا فى 
فورانها » وإلا فما قيمة أن تقاوم الدنيا بعد أن تكون قد أدبيرت عنك وأعطتك 
ظهرها وخمد أوارها ؟! فضلا عن أن العادات السيئة إن تركتها تأصلت فيك 
وكان اقتلاعها صعبا عليك (النفس كالطفل) . 

)١544 --37771(‏ : يضرب مولانا المثل على تارك العادات السيئة حتى 
تتأصل فى ذاته بزارع أجمة شوك في الطريق العام » ولامه الناس فى البداية » 
ثم رفعوا أمره إلى الحاكم الذى أمره بإزالة الشوك من الطريقء فأخذ يماطل » 
وينصحه الحاكم بأن الأمر ليس فى صالحه فأجمة الشوك فى ازدياد وقوته فى 
نقصان » ثم يفسر مولانا نفسه (البيت 415؟١١)‏ بأن أجمة الشوك هى العادة السيئة 


ان 


التى تصيبك أنت نفسك بالضرر قبل أن تصيب الآخرين . ' الإيمان بضع 
وسبعون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" 
(أنقروى ؟"/١٠٠)‏ . 

)١١44(‏ : عن اقتلاع باب خيبر بيد على رضى الله عنه » أنظر الترجمة 
العزبية لحديقة الحقيقة لسنائى » تحليقات الأبيات "١‏ غ999 39990 , 
)١154--1749(‏ : وصل أجمة الشوك بأيكة الروض كناية عن الاتصال بشيخ 
أو مرشد والحضور عليه والاستفادة من معارفه والاقتباس من نوره » فهذا هو 
الجدير حقا بأن يحول شوكك إلى ورد ونارك إلى نور (نوركم أطفاً نور 
الكافرين: البيت "7١54‏ من الكتاب الأول) ٠‏ ثم يشير مولانا إلى الحديث الذى 
يرويه الصوفية "تقول النار للمؤمن يوم القيامة : جز يا مؤمن فإن نورك أطفاً 
نارى” . أتدرى لماذا يقضى نور المؤمن على النار ؟!! ذلك لأنهما تدان 2 
فالنار من القهر » ونور المؤمن من الرحمة » والنفس نارية الطبع» وفكر الشيخ 
ماء زلال » والتار لذلك جافلة من الماء » يسقط عليها الماء » فيرتفع لهيبها 
مقاومة للماء » ثم لا تلبث أن تخمد » وعندما تخمد » فإن كل صفاتك الطيبة تنبت 
لك داخل نفسك الرياض والبساتين والورود والرياحين . 

(99-1556؟(): ها نحن قد خرجنا عن الموضوع مرة ثانية » (هو فى 
الحقيقة لم يخرج عن الموضوع فكل موضوعات الطريق والسلوك تصب فى 
النهاية فى قضية لزوم المرشد) ثم يعود إلى الموضوع : ضياع العمر مع لزوم 
فعل السوء والعكوف عليه» ووقوع الدود فى أصل الشجرة » وسيطرة الذنب 
سيطرة تامة» وينادى مولانا السائلين والمريدين : هيا أيها السالك ء» فقد أفلت 
شمس عمرك (كان القدماء يعتقدون أن الشمس عندما تغيب تسقط فى بئر) 


5 


والجود هو الذى يقضى على الشيخوخة » جد بنفسك تبعث شابا » وهذا الجسد قد 
هرم وقدم فى السوء ٠‏ فأخرج عن هذا القديم إن كنت تريد الجديد » وكن سخيا 
والسخاء ترك الشهوات » وهو غصن من سروة الجنة " السخاء شجرة من أشجار 
الجنة أغصانها متدليات فىالدنيا » من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى 
الجنة » واليخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليات فى الدنيا فمن أخذ 
بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار " (الجامع الصغير / ؟0-5؟) . 
)١١5181-1١5860(‏ : يشبه مولاتا جلال الدين فى هذه الأبيات الإنسان الذى 
يسلك طريق الله بترك الشهوات مستعينا بالصبر بأنه يوسف الصديق عليه 
السلام »ألقى به إخوته فى غيابة الجب » والحبل الذى ألقى إليه من السيارة هو 
الصبر ء وهاأنت الأن وأنت فى بئر نفسك ؛ يتدلى لك حبل الله المتين وعروته 
الوثقى؛ وفضله ورحمته فاستمسك بهما » وإن استمسكت بهما ولدت فىعالم 
الروح الجديدة » فكيف تريد الجديد » إذا كنت ميالا إلى القديم ؟ (والتعبير ورد 
فى معارف بهاء ولد » ص 15؟7") . وعالم الروح الجديد هو عالم واضح لكنه 
خفى عليك » لكنك إذا تخليت عن رداء الجسد » وعن هذا الوجود المجازى الذى 
يحجب عنك الوجود الحقيقى تجلى لك الوجود الحقيقى الذى تظنه عدما » وذذّلك 
عندما تذرو رياح الحقيقة هذا التراب » وتعلم آنذاك أن جسدك الذى تظن أنه 
القائم بكل عملك » مجرد عاطل » وأن الروح الخفية هى لبه وأصله؛ أو أن هذا 
التراب الذى أنت عاكف عليه دون سواه عاطل وباطل ؛ وعالم العدم الذى 
تعتبره عدما هو أصل الوجود. لكن ماذا أقول لك وأنت تنظر بعين الجسد التى لا 
ترى سوى التراب. 


)١5١510 - ١١9(‏ : يشبه مولانا هنا الوجود المادى الظاهرى بأنه الجواد ١‏ أما 


5١ 


الفارس فهو الروح الإنسانية التى تستطيع أن تكبح جماح هذا الجواد وتسوقه 
إلى طريق الحق » ومن ثم فالجواد يعرف الجواد » والفارس يعرف الفارس » 
وهذه العين الحسية (عين الجواد) لها قائد من عين الفارس ٠»‏ (البصيرة » عين 
الروح) وبدونها لا تستطيع أن تعرف طريقها » والمرشدون الكمل فرسان 
الروح هم على علم بالطريق» وبدونهم تسير على العمياء . 

)١15١5-1١795(‏ : فدعك من حس الجسد » وامضص إلى حس الروح ذات 
النور » وإن كان فى حس البصر نور » فإن حس البصر الذى أدركه نور الله 
(عن طريق المرشدين والأولياء) نور على نور » ونور الحس يبصر فى حدوده؛ 
فى حدود التراب والدنيا » لكن نور الروح هو الذى يبصر العلا » وإذا كنت تريد 
أن تعرف ما قيمة تور البصر إلى جوار نور الروح » فاعلم أن نور البصر 
بمثابة قطرة الطل » ونور الروح بمثابة البحر ؛ وإذا كان نور الحس مخبوءا فى 
سواد العين » فكيف لا يكون نور الروح مخبوءا » والدنيا بأجمعها بمثابة القشة 
تحركها ريح الغيب أنى تشاء » وهى عاجزة مسكينة » تمضي حينا ذات اليسار 
وحينا ذات اليمين » حينا ترتفع وحينا تنخفض » ولا علم لها بهذه القدرة التى. 
تحركها . 

(1-١2؟١1١)‏ : القدرة الحقيقية فى الوؤجود هى القدرة التسى لا يحدث 
إدراكها بالحواس الظاهرة » فوراء يد الحس يد خفية » هى التى تحرك القلم » 
وهى التى تطلق السهم » وتلك القدرة هى قدرة روح الروح (روح الروح » أنظر 
الأبيات 565 و 8؟١١1‏ و6879" من الكتاب الأول و٠5١١‏ من الكتاب الذى 
بين أيدينا) فلا تعترض على فعل الحق وعلى مشيئته (لا تكسر السهم) » فليس 
الرامى بالسهم شخصا » لكنه الحق سبحانه وتعالى » فقبل السهم واحمله إلى 


1 


المليك كناية عن الرضا التام بما جرت به المقادير الإلهنة » هذه هى القوة الخفية 
الحادة المسيطرة تماما » وإنك لترى السهم ولا ترى القوس» وترى الكرة ولا 
ترى الصولجان » وترى الصيد ولا ترى الشبكة ٠»‏ ومقادير الناس فى تغيير 
مستمر حينا يجعل الصديق كافرا » (إبليس وبلعام) ؤحينا يجعل الزنديق ولياً 
(عدد كبير من الصوفية) وذلك لأن المخلصين على خطر عظيم » فخف في تلك ٠‏ 
اللحظة التى تظن منها أنك أصبحت من "المخلصين'وأنك وصلت ء والمهم أن 
تتأكد أنك قد صرت من المخلصين (بفتح اللام) فهذا هو مقام الأمن »؛ ولا 
تقهقر بعده فى السير الروحى . 

(319--1235) : يضرب المثل فى تعلم الطريق ببرهان الدين محقق 
الترمذى وصلاح الدين فريدون زركوب (أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب 
الأول لكاتب هذه السطور) . 

)١73726- 13750‏ : الحديث ليس عن ببرهان الدين وصلاح الدين بل عن 
المرشد والشيخ بوجه عام. هذا التأثير الفعال "دون أداة" بل بالهمة » والقلوب فى 
يده فى ليونة الشمع » يختم عليها بخاتم الشرف أو العارء فقد يصل المريد بهمة 
الشيخ » وقد لا يصلء فخاتم الشمع هو تأثير الشيخ والخاتم والفص الروح 
والقلب. (يستمد) مولانا مصطلحات الصاغة تحببا إلى مريده صلاح الدين 
زركوب(الصائغ) وهن ثم فإن قلب الشيخ وروحه أيضا من صنع صائغ يحول 
نحاس الوجود الى ذهب ومن ثم فكل حلقات الوجود متصلة بالحق . 

)١7265 - ١7:5(‏ : القلوب مثل سلسلة من الجبال » يرن منها صوت الحق ثم 
يرتد » ليس الصوت هنا بمعناه الحرفي بل المقصود به الواردات الغيبية » أحيانا 
ترد على القلب » وأحيانا تغيب عنه ٠‏ وهذه الواردات معلمة وأستاذة ومرشدة إلى 


ركون 


طريق الحقء حيثما تكون منه فلا خلا منها القلب . وكل القلوب تردها 
واردات من الحق » لكن ثمة قلب يكون جديرا بها فيتقفبلها وينميها بقدر ما فيه 
من نورء قد يجعلها ضعيفة وقد يجعلها مائة ضعف » وتفيض جبال القلوب يمنات 
الينابيع من المعرفة » لكنك إن لم تكن أيضا مستعدا لها لسالت لك دماء و بدلا من 
تفيض بالماء تفيض بالدم . 

)١1554 -15(‏ : عن سكر الطور بالتجلى الإلهى (أنظر الكتاب الأول 
البيتين 55-55 وشروحها) » لقد قبل جبل التجلى الإلهى واندك ؛ فهل نحن أقل 
من الجبل ؟ لماذا إذن لا تفور عن المعرفة من قلوبنا ؟ ولا بدن لدينا بصير فى 
طهر الملائكة من فيض المعرفة من القلوب إليه » وأرواحنا لا شوق فيها ولا 
شريت جرعة واحدة من خمر الحقيقة» ومن ثم ينبغى القضاء على هذا القلب 
الذى لا استعداد عنده لتقبل الحقيقة ولتقبل النورء فربما يجد شعاع القهر إليه 
طريقا » ونحن فى انتظار قيامة تدمر جبال الداخل وجبال الخارج» تدمر السدود 
التى تقف أمام هذا النور » ولابد من قيام (هذه) القيامة » قيل أن تقوم (تلك) 
القيامة » أي القيامة الحقيقية » فهذه القيامة هى التى تضمد جراحك؛ فى حين أن 
القيامة الحقيقة تبدى كل جراحك على الملا . 

)١743---1546(‏ : كيف تقوم هذه القيامة التى أتحدث عنها ؟ الاقتران بشيخ 
مرشد ولزومه » ويضرب الأمثلة على ذلك : صحبة التراب بربيع » صحبة 
الخيز للجسد الإنسانى وتحوله إلى فكر » صحبة الحطب الأسود للنار المتوردة 
المتأججة » الحمار الذى سقط فى أرض مالحة وتحلل وصار ملحا ينفع الناس » 
تتحول الألوان كلها فى دن الوحدة «صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة » 
(البقرة )١1578/‏ وأنظر 48 و ٠/ل‏ من الكتاب الأول) لون الحقيقة » الذى 


4؟ 


يجعل من الألوان والصور والمشاهد المختلفة التى تدل على حقيقة واحدة 
متجردة منها ويظهر لون الحقيقة واضحا . 

)١07--16(‏ : يقدم مولانا تفسيرا جديدا لقول الحسن بن منصور الحلاج 
"أنا الحق" » إن هذا أشبه بمن سقط فى دن الوحدة وقام فقال "أنا الدن" كان 
يتحدث عن الصبغة ولم يكن يتحدث عن الذات » وكان الحق يتحدث على لسانه ٠‏ 
ولم يكن هو يتحدث على لسان الحق (يشيه هذا ما ورد عن بايزيد البسطامى 
وهجوم مريديه عليه الوارد فى الكتاب الرابع) » إنه أشبه بالحديد يحمر من النارء 
فيقول : أنا النار يلسان حاله» ويتنفج بالنارية» ويطلب منك أن تجربه وأن تطلب 
منه خصائص النار » كل هذا وهو ليس بنار بل تقبل للبزءا من خصائصها . 
1١619‏ -15370) : إن الإنسان جزء من أآدم » وآدم شرف بالنفخة الإلهية » 
ومنها.تم الاجتباء » وتم أمر الملائكة بالسجود له » ثم يفطن مولانا إلى أن الألفاظ 
لا تسعفه » إن كل ما يتوسل به من صور لبيان حقيقة هى أعلى من الألفاظ إنما 
يعرضه لتهمة "التشبيه" ومن شبه فقد كفر 'فليس كمثله شى" إن كل ما تستطيعه 
إزاء هذا البحر (بحر معرفة الله) أن تقف على ساحله صامتا متحسرا » ثم يعود 
فيقول : أليس هو نفسه أولى بهذه النصيحة؟!! إنه لا يزال غارقا فى هذا البحر » 
عاشقا للغرق فيه » ومن غرق فيه هو ديته "من أحبنى قتلته ومن قتلته فأنا ديته" 
ومن ثم فأنا منصرف إليه بكل ما تسعفنى فيه قدمى من قوة » وإذا ضاعت القدم» 
أصبحت كطير البط اسبح فيه على صدرى »ء يقول المولوى (؟/18١")‏ : وهذا 
ينبئ السالكين على أنه لابطالة ولا تهاون وإن حصل بعض فتور فى عالم 
الاستغراق عند أهل الظاهر . 


ه46 


(55؟59-1"() : يستخدم مولانا مصطلحين : الغيية والحضور » ويفضل 
الحضور حتى وإن خان الحاضر فيه أدبه ٠»‏ وإن لم تكن لك قدرة على تحمل 
ابض لاتحم حو حوض فيه من ماء البحر (قلب الشيخ أو المرشد) فبدون ذلك 
لا تتم لك طهارة الجسد » حتى وإن توخيت طهارة الجسد الظاهرية تظل طهارتك 
موضع شكء وبين قلب الشيخ وبين البحر طريق خفى » فليكن هدفك من هذا 
الحوض هو الوصول إلى البحر » وإلا فإن الحوض نفسه قد يتعرض للتلوث إن 
لم يستمد هو أيضا من ماء البحر . 

)١8070 - ١07.‏ : يسوق مولانا حوارا بين الماء وبين النجس (هو أشبه أيضا 
بتحليل فى نفس الموضوع يتناول جوانب أخرى منه فى الكتاب الخامس ٠‏ انظر 
الأبيات ٠٠١‏ -,7”75 وشروحها) » والجملة المذكورة هنا (الحياء يمنع الإيمان) 
لم ترد كحديث نبوى »؛ بل الحديث النبوى هو "الحياء من الإيمان" » ويبدو أن 
المقصود هو أن حياء النجس (المتعلق بالجسد) إذا منعه من الاستعانة بماء 
حوض الشيخ » فكأنه يمنع إيمانه هنا من الاكتمال » وهى أقرب إلى قول الإمام 
على رضى الله عنه "قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان والفرصة تمر مر 
السحاب” » ويقدم مو كنا يحض سنفات الهداية من جانب الشيخ أمام الأجساد 
الدنسة (ومن هنا يتضرع الماء إلى خالقه فى الكتاب الخامس أن يطهره من دنس 
كل ما علق به أثناء رحلة تطهيره)؛ لكن هذه هى طبيعة الهداية والإرشادء فبحر 
الجسد (الملح الأجاج) وبحر الروح (العذب الفرات) يلتقيان » لكن يظل بينهما 
"برزخ لا يبغيان" (أنظن الكتاب الأول , الأبيات 751 - 715 وشروحها) . 
)١1584 - ١75(‏ : سواء أردت الهداية أو لم تردها » فتقدم » إياك أن تعود 
القهقرى » وكن دائما راجياء فمن الأفضل بك أن تكون فى الطريق » ومهما كان 
هناك خطر فى القرب من الملوك ؛ إلا أن صاحب الهمة لا يصبر عنه» وإن 


50 


آثرت السلامة » فلتكن السلامة لك » فهذا هو منتهى همتك ومبلغ علمك » وليكن 
قلبى أنا كأنه الكير متأججا بلهيب العشق » وليكن الاستغناء لى أنا (المصطلح 
مأخوذ من سنائى) فمن هذا الاقتران يتم الحصول على الروح الباقية المتصلة 
بالله ( أنظر الأييات 1١١5‏ و158١‏ من الكتاب الأول و7848 من الكتاب الذى 
بين أيدينا)» ولم يعد الموت يخيفنا بعد » وحتى الحزن فى طريق العشق يزيد فى 
السرور » ونحن آمنون فى البحر كالبط (إشارة إلى حكاية سوف ترد فى البيت 
من الكتاب الذى بين أيدينا). 

)١784-- 1١58(‏ : وإن قلت أن هذا هو الجنون يعينه ألا فلتعلم أننى عدت إلى 
الجنون » ليس ذلك الجنون الذى تعلمونه » فإنه ذلك الهيام والوله فى مظاهر 
الجمال الأزلى وتجلياته » يمنح كل تجل منها جنونا من نوع آخر (أنظر الكتاب 
الخامس : ما جنون واحد لى فى الشجون ؛ بل جنون فى جنون في جنون» 
الأبيات ١5195-1١485145‏ وشروحها) » ومن هنا قيل : الجنون فنون » وإن هذا 
الجنون الذى أعانيه بل أنا سعيد منه» يحطم كل قيود العقل » يحيث يبدو المجانين 
العاديون عقلاء بالنسبة لى يسدوننى النصح . وعند الأفلاكى )1١/١(‏ لا يتم 
إيمان أحدكم حتى يرميه الجهال بالجنون. 

)١540(‏ : القصة التى أسندها مولانا هنا إلى ذى النون المصرى (المتوفى سنة 
414 ه) وردت فى معظم كتب التصوف .» مثل الرسالة القشيرية واللمع للسراج 
الطوسى » منسوبة إلى الشبلى (فروزانفر : مآخذ/517) . 

)١94 - ١5955‏ : فرق بين إفاضات العوام التى تحرك جراح الدنياء 
وإفاضات الأطهار والخواص ويثهم لأحزانهم التى تحرك الشوق إلى الملا 
الأعلى » إن إفاضات الأطهار تفضح اهتمامات العوام » وتهتك حرماتهم 
المصطنعة ٠‏ فكأنها نار شبت فى لحيهم. 


ا 


)١405 - 1595(‏ : ليس من الممكن أن توقف إفاضات المشايخ عند غلبة 
الشوق مهما كان العوام لا يتحملونها » ومن ثم يتعرض المشايخ لهذه الكوارث 
التى وصلتنا أنباؤها »يكون ذو النون فى السجنء وتقع هذه الدرر والشموس فى 
ايدى أطفال (الدنيا) »ألم ترى ماذا حدث للحسين بن منصور الحلاج » كان 
مصيره فىايدى قضاة غادرين فأسلموه إل ىالمشنقة » (أنظر سيرة ابن خفيف 
الشيرازىءترجمة كاتب هذه السطور » صص ١58-01١0‏ و صص 54 - 
5) . ولماذا الأولياء وكبار المشايخ ؟ الأنبياء أنفسهم كان أعداؤهم من 
السفهاء واقرأ الآية الكريمة « إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير 
حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم »(آل عمران 
.» (وأنظر إلى وصفه تعالى الذين يأمرون بالقسط فى مستوى واحد مع 
الأنبياء ) وفى البيت التالى إشارة.إلى الآية الكريمة « قالوا إنا تطيرنا بكم لتن سم 
تنتهوا لنرجمنكم » (يس .)١18/‏ 

)١41١4 -14:5(‏ : يعيب مولانا على النصارى التناقضات التى تحيط بعقيدتهم 
بالنسبة لعيسى عليه السلام : إنهم يقولون أن اليهود صلبوه » ومع ذلك يتوسلون 
به » فكيف يمنحهم الوسيلة من لم يمنحها لنفسه ؟!! وانظر إلى هذه العقيدة إلى 
جوار عقيدة المسلمين فى نبيهم » إن وجوده بيئهم فى حد ذاته » أمان من العذاب 
« وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ٠‏ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون « 
(الأنفال /731) » وجواهر البشر الثمينة أكثر تعرضا للخطر » تماما مثلما يتعرض 
الذهب التضار الخالص وصائغه إلى الخطر من المزيف الخائن» ومثلما يختفى 
الحسان خوفا من حسد القبحاء » وقى ديوان شمس : 


- اعبس » فكلهم عبوسون هنا ؛ وكن أعمى » حتى لا تلقى من كل أعمى عصا 


لكل 


- واعرج » فكلهم فى هذا الحى عرجى »؛ ولف قدمك بخرقة »؛ واجعل قدمك 
ملتويا وأيضا رأسك. 

- وحك وجهك بالزعفران إن كنت قمرى الوجه » فإن أبديت وجها جميلا 
صفعت على قفاك.. 

- وأخف المرآة تحت إيطك عندما ترى وجها قبيحا » وإلا سوأت سمعة المرآة 
يا مولانا (غزل 14١/ص؟١١).؛‏ وإذا كنت تريد مثلا عن حسد القبحاء للحسان 
وما يترتب عليه» فانظر إلى ما حدث بين يوسف وإخوته » لقد كانوا أشد تعطشا 
إلى دمه من الذئب» وحين قالوا « يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند 
متاعنا فأكله الذئب » (يوسف /؟7١)‏ كانوا يفضحون عن أمانيهم وعما فى 
داخلهم» وكانوا هم الذئاب الحقيقية . 

)١11١3-- ١51(‏ : وذئاب البشرأكثرخطرا من الذئاب الحقيقية » فهذه حالها 
معلوم» فما بالك بمن يخفى الذئبية تحت صورة إنسان شديد الجمال الظاهرى » 
لبق ذرب اللسان؟ وهؤلاء سوف يفتضحون فى النهاية» فيحشرون كما عاشوا » 
وعند مولانا أن المسخ عند الأمة الإسلامية يكون فى الدنيا مسخ مقلوب ثم تظهر 
الصور الحقيقة الموجودة فى القلب على ظاهر البشر عند الحشر (أنظر لتفصيل 
الفكرة : الكتاب الخامسء الأبيات 55957 - 7101١‏ وشروحها) وها هنا يفنصل 
مولانا حشر الناس علىما جبلوا عليه ( وهى الصور السائدة فى بعض تفسيرات 
المعراج عند كتاب التفاسير وفى بعض الروايسات الشعبية) فالحاسد ذئب 
والخسيس خنزير والزانى نتن العورة »وهلم جرا » يطفح الشئ الخفى على ظاهر 
الجسد والعياذ بالله . وفى مناقب العارفين للأفلاكى(١7/1؟)‏ السيرة الغالبة على 
وجودك حشرك عليها واجب . 


8 


)١415-147(‏ : يقدم مولانا صورا شاعت فيما بعد فى الآداب المعاصرة 
(مذكرات بشر الحافى عند صلاح عبد الصبور على سبيل المثال لا الحصر وهى 
أيضا ذات أصل تراثئى عربى) فوجود الإنسان وداخله وباطنه على مثال الغابة » 
تعدد فيها الحيوانات ٠»‏ فإن كنت إنسانا حقيقيا كن حذرا » ولا يسيطر على ياطن 
الإنسان حيوان واحدء بل هو يتقلب بين الحيوانات ويكون أخطر منها » ثم ينقلب 
فى لحظة إلى وجود إنسانى بحيث لا تستطيع إدراك الحيوان داخله» وأنت وما 
يغلب عليك » وهذه الصور الباطنية أن لم تكن محسوسة إلا أنها تمضى من 
الصدور إلى الصدور ٠‏ بل إن نفس هذه الخصال تنتقل من الإنسان إلى 
الحيوان» فيدرب الكلب على الصيد والحراسة (وأنشطة أخرى لم تكن معروفة 
فىعهد مولانا كتعذيب المخالفين والسرقة!؛) ويدرب الماعز » ويروض 
الحصان؛ بل إن صفات العارفين انتثقلات من أصحاب الكهف إلى كليهم (أتنظر 
البييت ٠١77‏ من الكتاب الأول) ومن صدر الإنسان يطل فى لحظة حيوان : وإذا 
كنت تريد أن تعلم مقام المشايخ والأولياء فى هذه الغابة فاعلم أنهم أسدها ٠»‏ 
وهم على علم بطرق كل حيوان (عن تفصيل الفكرة أنظر الكتاب الخامس 
الأييات ١1144 - 774١‏ وشروحها) » فاختلس الروح من بواطنهم » وإن كنت 
سارقا فاسرق الدرة (أنظر الكتاب الأول البيت ١81/1؟)‏ . 

)١5448-1441١(‏ :يشير ذو النون هنا إلى حادثة بقرة بني إسرائيل التي أمرهم 
موسىق: بذبحها لضرب القتيل ببعضها " ذيلها " ليقوم حيا ويرشد عن قاتله " 
البقرة/77-517" ( هناك إشارة أخرى إلى القصة في الكتاب الثالث : الأبيات 
5501-6 فانظر إليها وإلى شروحها ) . يقول ذو النون : إن جسدي بعلة 


اتصاله بهذه الدنيا » صار كالميتة » فاضريوه بذيل البقرة " السوط " فهو كقثيل 


بني إسرائيل » ولا بد أن تقتل بقرة النفس هذه داخله » فإن قتلت » تبدت الأسرار» 
وانكشفت الحجب » ورأى القلب ورأت الروح النار والجنة » لأنها تسترد علمها 
بكل ما كانت تعرفه قبل أن تحبس في الجسد . وفي الأبيات أيضا إشارة إلى 
فكرة أخرى : إن كل ألم يصيب الجسد » يكون في صالح الروح وكل خسارة 
تحيق به كسب للروح :ومن ثم فإن ذا النون عندما عرض نفسه للعوام » وانتهى 
أمره إلى مستشفى المجانين » كان يفعل هذا لأنه أحس أن في روحه كسلا . 

:)١555-1١5454(‏ " إن الله تعالى يجرب عبده باليلاء » كما يجرب أحدكم 
ذهيه بالنار " ( أحاديث مثتوي /04) . 

)١557(‏ : الحكاية التي يبدأها مولانا هنا ثم يتركها ولا يعود إليها إلا في البيت 
14 اوردت قبل المثنوي دون ذكر لقمان في الإمتاع والمؤائسة لأبي حيان 
التوحيدي وأسرار التوحيد في مقامات الشيخ أبي سعيد ٠»‏ كما نظمها العضار 
في منطق الطير وذكرها عوفي في جوامع الحكايات . ( فروزانفر : 
مآخذ/هه-5ه) . 

)١4775-١54559(‏ : الحكاية المذكورة في هذه الأبيات وردت قبل مولانا في كتاب 
الملل والنحل للشهرستاني عن ديوجانيس ٠‏ وفي أخبار الحكماء للقفطي عن 
سقراط ». وأوردها الهجويري في كشف. المحجوب والآبي في نثر الدر » وذكرها 
سنائي في بيتين من ديوانه » ونظامي في اسكندر نامه والعطار في منطق 
الطير . ( فروزانفر : مآخذ 1ه-05) . 

)١474-1١47(‏ : يترك مولانا سياق القصتين ليتحدث عن معالم السيادة 


الحقيقية وأمارات الملك الحقيقي ٠‏ فالملك الحقيقي هو الذي يسمو على كل ما في 


الدنيا من زخرف ؛ مثل هذا الملك يستمد نوره من الله تعالى مباشرة » وهكذا 
صاحب الخزانة » خزانته الحقيقية ذاته » وليست خزانة أمواله » لأئنه' إن كان 
بخيلا أو حريصا أو مقترا » لما كان لخزانته قيمة في الدنيا أو الآخرة » ومن 
فنى وجوده » وجد وجوده . 

:)١473-١4076(‏ يعود إلى القصة في بيت واحد فيقول أن السيادة الحقيقية 
كانت للقمان العبد » أما العبودية فكانت لسيده . هذا إذا وضعت القيم الإنسانية 
أساسا ومعيارا للبشر » ثم يتحدث مولانا عن أمارات هذا الوضع في 
الدني المقلوبة التي تسمي الأشياء فيها على عكس طبيعة مسمياتها » فتسمى 
الصحراء بالمفازة » ليس هذا فحسب بل يصنف الناس بملابسهم » فإن ارتدى 
قباءً قيل'من العوام » وإن إرتدى خرقة قيل زاهد » وزهده رياء » وينبغي نور” 
يميز به بين زهد الرياء والزهد الحقيقي . 

:)١588-1١5448(‏ نور رجال الحق فحسب هو الذي يستطيع أن يميز » فهو 
النور الذي لا تقليد فيه ولا شائبة » وهو الذي يستطيع أن يدرك حقيقة المرء دون 
أن يتحدث » ودون أن يصدر منه فعل » فهم جواسيس القلوب » والتعبير هنا 
مأخوذ من عبارة لأحمد بن عاصم الأنطاكي ( وعند الأنقروي لأبي يعقوب 
السوسى5/٠4١)‏ : " إذا جالستم أهل التصوف فجالس وهم بالصدق » فإنهم 
جواسيس القلوب » يدخلون في أسراركم » ويخرجون من هممكم " ( أحاديث 
مثنوي /05) . إنهم يتسللون إلى بواطنهم كالخيال فيدركون ما في هذه البواطن »؛ 
وهم كالبزاة » والناس بالنسبة لهم كالعصافير . ولماذا تستبعد هذا ؟ أية قيمة 
لأسرار الناس وما يضمرونه بحيث لا يستطيع أن يدركها المطلع على 
الأسرار الإلهية ؟ واذا كان محلقا بفكره على ما فوق الأفلاك » فكيف يخفى عليه 


7ع 


ماهو على الأرض ؟ وإذا كانت المشكلات قد حلت لداود ه* بحيث '" ألنا له 
الحديد" » ومن لان له الحديد » كيف يكون الشمع بين يديه؟ 
)١459--1١448(‏ : يعود مولانا إلى الحديث عن السادة في ملايبس عبيد: 
والعبيد في ملابس سادة » ويقدم صورة حية من مجتمعه أنذاك » السيد الذي 
يرتدي ملايس غلامه ٠‏ ويُلبس غلامه ملابسه » ويلعبان اللعبة المعكوسة : 
لهبة السيد العبد والعبدالسيد » للتجديد أو لتنفيذ أمر من الأمور أو تدبير مكيدة من 
المكائد » أو أن يكون السيد معرضا لخطر يليل ويريد أن يكون عبده قداءً له . 
كثيرون هم السادة الذين قاموا بهذا النوعح من العبودية » سواء' كانوا من سادة 
الدنيا أوسادة القلوب الذين يسقط ون أحيانا إلى حضيض الكدية ( انظر في 
الكتاب الخامس حكاية الصوفي محمد سررزي الغزنوي ) هذا في حين أن. عبيد 
الهوى أولاء يبدون أنفسهم سادة » وهناك مقياس : فالسيد الحقيقي يظهر 
التواضع؛ ومن الممكن أيضا أن يكون عبدا ء والعالم مليء بهذه الأمور 
المعكوسة غير المنطقية . 

:)15١8-1١50١(‏ وكان لقمان يعرف ٠»‏ لكنه كان يتجاهل الأمر »ويترك الأمور 
تجري في أعنتها » وكان سيده يعرف يريد أن يعتقفه ء لكنه كان يعلم أيضصا 
أن لقمان يريد أن يخفي عظمته في العيودية »كان يريد أن يخفي عظمته حتى 
عن نفسه ء وذلك حتى لا يعتقه سيده » فكأن لقمان في غيبة عن نفسه .وأنت 
إن استسلمت يكليتك إلى خالقكء وغبت عن نفسك عفاغتنم هذه الغيبة »وكما يُغيب 
الجريح لتستخرج النصال من جسده.؛ إستخرج من نفسك بعض ما يعطل 
سيرك » ويقطع الطريق عليك . 

:)١5١4-١5:9(‏ الإنسان عندما يسلم نفسه بالكلية لفكرة ما » أو لاهتمام ما ؛ 


ويكون منصرفا إليه بكل قواه ٠‏ لابد أن يسلب منه ششسيء » فانظر إلى 
الفقفرة التي تمضي في أثفرها » هل تستحق أو لا تستحق » وكن كالتاجر 
الذي يغرق متاعه » مد يدك إلى الثمين منه فانقذه » واتشغل بما هو أفضل » 
حتى إذا سلب منك شيء أثناء إنشغالك » كانت خسارتك طفيفة . 

(هلاه 1-ه64١):‏ أية محبة أقصدهما وتكون لها كل هذه الخاصيات التي 
كوف #مهية التزات 5 محية الحماد © محبة المسيور © محية هالنة ننم 
الحالات التي يكون عليها المحبوب ؟ لا بالطبع » بل المحبة الناتجة عن المعرفة 
؛ المعرفة الحقيقية » وهي في تفسير السبزواري ( ص )١١١‏ العشق بلا نهاية . 
والمعرفة الناقصة لا تؤدي إلى العشق » وكل ناقص ملعون »وليس المقصود هنا 
نقص البدن » فتقص البدن موجِب" للرحمة » وفي الحديث " ذهاب البصر مغفرة 
للذنوب » وذهاب السمع مغفرة للذنوب » وما نقص في الجسد على قدر ذلك 
"( مولوي 57/7") وكا يوجب نقص الجسد الرحمة » يوجب نقص العقل النقمة" 
لو كنا نسمع أو نعقل ٠‏ ماكنا في أصحاب السعير " في حين " ليس على الأعمى 
حرج ولاعلى الأعرج حرج " ( الفتح )١7/‏ 

» يفرق مولانا بين نوعين من النور " القيم » وسائل المعرفة‎ :)١1558-1545( 
» " وسائل الوصول 'وسائل مؤقتة وآفلة وقصيرة الأمد " وإن بهرت الأبصار‎ 
» مثل البرق " كلما أضاء لهم مشوا فيه » وإن أظلم عليهم قاموا " وهو ضاحك‎ 
لكن سخرية ممن يقتدون به » ويسيرون على نوره . شم إن هناك أتوار‎ 
أخرىتأتي من الفلك ومن كواكبه'» وهي أيضا معقورة القدم ولا تقاس بالنور‎ 
" الذي لا هو بالشرقي ولا بالغربي » فمن الذي يقرأ كتابا على نور البرق ؟‎ 
التعبير من حديقة سنائي " » والاعتماد على البرق والنور الآفل من قبيل عدم‎ 
تدبر العواقب » في حين أن من صفات العقل تدبر العواقب والنظر إليها » وإن‎ 


لم يكن هكذا ء فهو نفس » همها لذتها الوقتية » يصبح العقل بعدها كنجم سعد 
"المشترى * تغلب عليه نجم "نحس " '"زحل" وجعله نحسا بدوره »والذي ينظر 
بعين العاقبة إلى هذا الإنتقال » وإلى الجزر والمد ء يجد طريقا من النحس إلى 
السعد » فهو عارف للضد من الضد » يخاف ذات الشمال » ويرجو ذات اليمين " 
وعند استعلامي أن المعنى إشارة إلى تقليب أهل الكهف " ومن ثم يطير المؤمن 
بجناحين هما الخوف والرجاء » فإن اعتمد على أحديهما فحسب » سقط . وعند 
الأنقروي ( ؟517/1١)‏ ويقلبك الحق من حال إلى حال » حتى يتولد لديك الخوقف 
أن تكون من أصحاب الشمال . 

” يوجه مولانا الحديث إلى المريدين أو إلى حسن حسام الدين‎ : )١1554-1١555( 
وهي وكفة من وقفات مولانا عن الاسترسال في الكلام خشية الوصول إلى‎ 
منزلقات قد لا يُحمد عقباها . فإن من يتمكن حقيقة من التمييز بين السعد والنحس‎ 
تمييزا حقيقها بحيث لا يسقط أسيرا للظواهر » ينبغي أن يكون روحا عظمى‎ 
كاير اهيمه* الذي وصل إلى التوحيد بنشمه ومن التقلب بين الظواهر‎ 
الآفنةء فمثله عليه السلام هو الذي يستطيع أن يرى في كل الظواهر على‎ 
اختلافها وتناقضها وصالا للحق . لكني أستطيع أيضا أن أدلك على محك وهو‎ 
. مدى اهتمامك بعالم الجسد المليء بالشهوات » ولا نجاة منه إلا لمن تحرر متها‎ 
ويعتذر مولانا‎ ٠١٠١ عودة إلى القصة التي بدأها في البيت‎ : )١555-1١556( 
' . أن الكلام جره » والكلام ذو شجون‎ 

(6559١1/5-1ا5١):‏ يترك مولانا خط سير القصة مرة ثانية » ويتحدث عن 
بستاني الملك " الشيخ الواصل " الذي يستطيع أن يميز بي شجرة وشجرة " مريد 
ومريد " » إنه يعرف الأشجار ويميز بين ثمارها . وكيف لايعرفها وفراسة العبد 
المؤمن ليس بينها وبين الله حجاب ( أنظر البيت 755459177١‏ من الكتشاب 


الأول) إنه يعرفها من البداية إلى النهاية » وذلك قبل أن تخلق في عالم 
التيسطون : 

(/1ه 6514-1 ١):عودة‏ إلى قصة الغلام المقرب المحسود من بقية الأمراء : لقد 
أخذ اولئك الأمراء في الكيد للغلام » وأى كيد يحيق فيمن صارت روحه وروح 
الملك واحدا ؟ إنه في عصمة الملك ورعايته وكيف يخشى شيئا من هو في 
عصمة الملك ورعايته ؟ والملك على علم بكل ما يدير لغلامه في الخفاء لكنه 
يتجاهل مثل أبي بكر الربابي » وقد ذكر أبو بكر الربابي في أكثر من موضع من 
ديوان شمس ( أنظر شرح جولبنارلي ؟/08-7017١7من‏ الترجمة الفارسية ) كما 
ينقل عن الأنقروي أنه كان شيخا ملامتيا دائم الصمت ومن ثم ضرب به المثل 
للصوفي الذي يتعرض للإهانة ويصمت . كان الملك يعرف ويصمت ساخرا » 
إنهم يريدون خداع الملك " إسقاطه في الفقاع " . | 
:)١515-1١5.(‏ هذا الملك العظيم الشأن » هل يمكن خداعه ؟ هل يمكن أن 
تحتويه أية خدعة ؟ " ومكروا ؤمكر الله » والله خير الماكرين ' و " يخادعون 
الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم " إنهم يخيطون الشباك ويقومون بالحيل 
» فممن تعلموا خياطة الشباك والقيام بالحيل أصلا ؟ أولا يكون نحسا على التلميذ 
أن يبدأ في مطامنة الأستاذ ؟ وأي أستاذ ؟ أستاذ الدنيا » الشيخ العظيم الذي " 
ينظر بنور الله " » وبأى شيء يا ترى تريد أن تصنع للشيخ شبكة ؟ من قلب 
مهترىء ممزق يه ألف تقب كأنه الغطاء المهلهل ؟ لكن الشيخ يستر على جهل 
الجاهل ٠‏ ويخاطبه بينه وبين نفسه : يا أقل من كلب ( الكلب موصوف بالوقاء 
والجاحد أقل من كلب . لنفصيلات أنظر : الكتاب الثالث الأبيات : 85؟-ه؟١‏ 
وشروحها ) لقد كنت موضع تربيتك قكيف تحطم موضع تربيتك ؟ وكانت لك 
مني الفنون والقضائل والآداب في روحك وفي قلبك ٠‏ وبعد كل هذا التعليم » لا 


زلت تظن أن شيئا فيك خاف علي بحيث تدبر ضدي في الخفاء ؟ ألست تعلم » 
وألم أعلمك أن من القلب إلى القلب كوة ؟ » إني أتغاضى عن هفواتك كرما مني 
وسترا عليك » وأضحك في وجهك خداعا لك أليس الخداع في النهاية هو جزاء 
الخداع ؟ . 

:)١505-1١595(‏ ورضا الشيخ وما أدراك ما قيمة رضا الشيخ ؟ أتراك تعلم 
قيمته على وجه الحقيقة ؟ إن رضاه أشبه بدخول الشمس في برج الحمل " في 
بداية الربيع " . ويشير جلبنارلي ( )25١9/7‏ أن هناك اعتقادا بأن الله سبحانه 
وتعالى عندما خلق الكائنات » كانت الشمس في برج الحمل » ويشير إلى أن 
مولانا أشار أكثر من مرة في الديوان الكبير أن أحواله كلها تكون في ربيعها 
عندما تكون الشمس في يرج الحمل . وعندما ينحسر عنك ظل الثنيخ ويغضب 
عليك » شاهد أمارات ذلك في نفسك وفي روحك #وكتك مدن و 
وأوراق روحك صفراء متساقطة . والشيخ مثل عطارد " كوكب القلم والفكر " 
وكتابته ميزان لنا " برج الميزان " ٠‏ والشيخ إذن هو الذي يستطيع أن يخلمس 
المريدين من الهوس والعجز ٠‏ ويجعل ألوانه في جمال قوس قزح . ( استعلامي 
-565/5). 

)١11١8-1.5(‏ :الحكاية التي تبدأ بهذا البيت من قصص القرآن الكريم الواردة 
في سورة النحل ( الآيات -414-١1٠‏ وهناك تفصيلات لها في الكتاب الرايع - 
انظر الأبيات 4-2595 لاهو 4 4-13 577-5617175 وم 1لا-؛ الاو41لا-4١1‏ 
و ٠١44-1041‏ وشروحها ) والمقصود هنا تفسير العلاقة بين سليمان عليه 
السلام وبلقيس كعلاقة بين شيخ ومريد ٠‏ وعن تعظيم المريد لرسول الشيخ وهو 
الهدهد مع كونه طائرا صغيرا » فقد كان في نظرها روحا كالعنقاء وبحرا عميقا 


يغطيه زيد صغر جرمه . 


8 


:)١1514-108(‏ وهكذا يكون التناقض بين عالم الجسد وعالم الروح » وعالم 
العقل-وعالم الحس » والعقل مثاله محمده والحس مثاله أبو جهل عليه اللعنة » إن 
الكفار رأوا محمدا بشرا » ولم يروا سوى جانبه البشري ٠‏ وذلك لأنهم لم يروا 
معجزاته " لم ينظروا إليها ولم يأبهوا بها " » وعين الحس لا تستحق إلا التراب 
يحثى فيها » وهذه العين اعتيرها الحق سبحانه وتعالى عينا عمياء " ولهم 
أعين لا يبصرون بها " ( الأعراف / )١١59‏ فهي عين” غير متعمقة لاا ترى إلا 
الظاهر وإلا السطح » ترى الزبد ولا ترى البحر » فضلا عن أنها عين غير 
ناظرة للعاقبة » ترى الحاضر ولا ترى الغد » إن سيد الكائنات ماثل” أمام تلك 
العين » كنز من المعاني والذكر » وهي لا ترى من هذا الكنز إلا ربع دائق . 
:)١515-151(‏ وكيف تنكر أصلا عظمة الإنسان حتى وإن كان جسدا » وذرة 
التراب إن اتصلت بها شمس الحقيقة » تصبح شمس الدنيا تابعة لها » وعلم 
الحقيقة وبحرها إن سقطت منه قطرة في بحار الدنيا السبعة " في الجغرافية 
القديمة البحار سبعة : بحر الصين ويحر المغرب والبحر الأسود والبحر الأحمر 
وبحر الخزر وبحر الروم والخليج - (جلبنارلي / ؟5-5١١)‏ لأحالتها إلى بحار 
عذبة » وكف التراب حرك الله لعظمته الأفلاك , ولم نبعد ؟ ألم تؤمر الملائكة 
بالسجود لآدمهيد وهو قبضة من تراب ؟ وألم ينشق القمر لمحمد» وهو من 
تراب ؟ 

» :إن هذه الحقيقة تنصرف حتى على حقيقة العناصر وطبيعتها‎ )١1175-157( 
" أليس الماء يعلو التراب » والتراب يترسب في الماء ؟ فانظر إلى تراب‎ 
الإنسان" يجاوز الأفلاك والعرش " المعراج " ؛ ومن ثم فالماء لا يعلو التراب‎ 
والله تعالى يستطيع أن يغير مكانة كل‎ ٠ للطف فيه » بل هو اللطف الإلهي‎ 
عنصر » فهو " يعز من يشاء ويذل من يشاء " وهو " الفعال لما يريد " » فكل‎ 


هذا اللطف لمخلوق من تراب " آدم " » وكل هذا الذل لمخلوق من عنصر أعلى 
هو النار " إبليس " » يهبط به إلى أسفل سافلين . كل هذا بلا علة ولا أداة ولا 
مادة ولا صورة ولا هيولي » ولا طباع أربعة ولا جهات ستة ولا كل هذه 
المصطلحات التي تتشدقون بها » تكون الجبال " كالعهن المنفوش " » ويجعل من 
البحار نارا " وإذا البحار سجرت " ( التكوير/؟) و " إذا السماء كشطت " 
(التكوير/١١)‏ و " جمع الشمس والقمر " ( القيامة /9) وعين الدم وهي الشمس 
يجلها مسكا " بركة وخيرا وجمالا " وفي ١1756‏ إشارة إلى رواية اعتبرت 
حديتثا وليست بالحديث [ الشمس والقمر شوران عقيران في النار إن شاء 
أخرجهما وإن شاء تركهما ] ( بالأسانيد - أحاديث مثنوي/ 51) . 

)١59(‏ :ورد أصل هذه الحكاية في تفسير الآية الكريمة ( قل أرأيتم إن أصبح 
ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) ( الملك / ١٠؟)‏ في تفسير أبي الفقتوح 
الرازي وفي تفسير القرآن الأوسط لموفق الدين أحمد بين يوسف بن حسن بن 
راقع الكواشي " المتوفى سنة 1ه" وفي تفسير مخطوط في النصف الثاني من 
القرن التاسع الهجري ٠‏ وفي اسكندر نامه المنثور المكتوب في أواخر القرن 
الخامس الهجري عن مدينة من العميان ( فروزانفر- مآخذ /5ه٠-08)‏ . 
:)١543-١5457(‏ التوبة أيضا هبة من الله تعالى » ومن يستوجب القهر الإلهي 
يسد أمامه باب التوبية ( ويمدهم في طغيانهم يعمهون »© و (١‏ وهو التواب الرحيم » 
وزراعة القلب وضع أصول الإيمان فيه . 

)١1567-156(‏ في البيت الأول إشارة إلى ما ورد في معارف بهاء ولد عن 
لوط هب » فقد ساق قومه مواشيه إلى جبل صخري لا نبات فيه » فدعا الله فأنبت 
فيه النبات » وعندما ساق قومه مواشيهم إليه هلكت . أما ما ورد في البيت 
الثاني عن الخليل #: فربما كانت إشارة إلى تحول الرمل له إلى دقيق وقد مرت 


أما البيت507 ١فهو‏ توفيق بين رواية وردت عند بهاء ولد أيضا وأخرى 
وردت في عجايب نامه من مؤلفات القرن السادس الهجري وفحواها أن 
المقوقس سأل عمرا بن العاص أن يبيعه سفح المقطم لأنه غراس الجنة » وكتب 
عمرو إلى عمره » فرد : إنا لا نجد غراس الجنة إلا المؤمنين »ء ورفض بيعها 
لهء وطلب بأن يدفن فيها موتى المسلمين ( عن فروزانفر : مآخذ /594) . 
وبالنسبة لقصة شعيب تيه أوردها الأنقفروي منسوبة إليه ( عن جلبنارلي 
5 . 

(569 5605-1 () : هذا عن همم رجال الله وأصفيائه » أما الجحود فيأتي بنتائج 
عكسيةء قالمنكر والجحود يتحول الحسن في أيديهما إلى قبيح ٠‏ يتحول 
النحاس إلى ذهب والصلح إلى حرب والتراب الخصب إلى أرض يور » 
والسجود لله تعالى عطية منه سبحاته » والرحمة لا توهب لكل عابد ( انظر 
البيت ١١437‏ من الكتاب الذي بين أيدينا ) فلا تتجرأ على الذنب إذن اعتمادا على 
رحمة الله. 

(15977-1769) : التوبة يلزمها شرائط: الحرقة والدمع " البرق والسحاب " » 
وهي أشبه بالثمار التي يلزمها ري " دمع " وحرارة " حرقة " » وبهذا الدمع تخمد 
نار غضب الرب . وهذه هي سنة الله في خلقه » يحيي الأرض بالمطر يعد 
موتها » فتصبح مروجا وزهورا » وترقع شجرة السنار " أوراقها على هيئة 
الكف "أيديها بالدعاء » وتتألق زهور الشقائق " القلوب الدامية " » ويسقول طير 
اللقلق " المؤمن المناجي " : لك لك » أى لك الملك » ( وإن من شيء إلا يسبح 
بحمده ) » حمال الطبيعة كله آثار من المليك » وأعظم آثاره قلب العابد » 
تتفتح فيه عوالم من الجمال » وكلها أمارات على خلقه » يفرح بها من عاينه في 
صنعه » وثمل بعهده منذ يوم العهد والميثاق ( الأعراف/77١)‏ » وكل هذا 


الجمال عبير لخمر العهد » وكيف يعرف عبيرها من لم يذقها ؟! 
5074-1175 (): المؤمن دائما قي بحث عن الحكمة ؛ فهي ضالته .[ الحكمة 
ضالة المؤمن ٠‏ فحيث وجدها فهو أحق بها ] ( أحاديث متنوي/07) » والحكمة 
عند ملوك الطريق » يعلمون لمن يكون هذا البعير الضال . 

:)17١8-17177(‏ يقدم مولانا مثالا عن شيخ يأتي إلى مريد في النوم ٠‏ يعده 
بنوال المطلوب ٠»‏ ويقدم له أمارات وآيات معينة » ويطلب منه لكي تتحقق رؤياه 
أن يكتم ما رأى » وليس هذا بالشيء العجيب فقد كانت هذه أيضا آية زكريا (ت:* 
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) ( مريم/١٠)‏ فالكتمان إذن هو سبيل نيل 
المطلوب . ومطلوبك أيها المريد هو الملك والجاه » في سبيله تضرعت » 
وصمت حتى نحلت » وأخرجت كل مالك » وسهرت وعانيت وكابدت وكدحت " 
الرؤيا نالها عن عمل لا عن إجتباء " » ومن ثم أراد الله أن يبشرك عن طريق 
هذا العايد في الرؤيا . إنك إن رأيت هذا بالفعل » فماذا يكون سلوكك عندما 
تستيقظ من النوم ؟ تطوف بالوجوه » تسير في الطرقات » تثير في بحثك عن 
تحقق رؤيتك عجب الناس ودهشتهم » يسألونك فلا تجيب » فلقد أمرث بالكتمان » 
وتتوسل بإجابات عامة غامضة غير شافية ' كأني بمولانا يقص عن تجربة 
شخصية عندما كان في إنتظار شمس الدين » وكان شمس الدين في إنتتضاره 
!ل" .ء هذا لأن [ من طلب شيئا بجد وجد » ومن قرع بابا ولج ولج ] كما قال 
الجنيد البغدادي . هنا تتحقق رؤيتك » يأتيك فارس فيحتضنك ؛ وتخر مغشيا 
عليك » ويعتريك الوله والوجد . ما قيمة هذا كله عند من لم ير رؤياك ؟ رياء' 
ونفاق » مع أنه بالنسبة لك كما يكون الماء بالنسبة لسمكة مسكينة وقعت على 
اليابسة تعاني نزع الروح وأوصل إليها المد " المدد" الماء » إن كل أمارة 


يجدها ذلك الذي رأى الرؤيا تبث فيه الروح وتمدها » وهكذا الأنبياء » يعرفهم 
أصحاب الأرواح العارفة . 

:)١ 77 4-11709(‏ هذا الكلام ناقص ؛ إنه مجرد مثال »ء وإلا فهل يتيسر لي 
أن أعدد لك كل الآيات والأمارات على وجوده جل شأنه وهي عدد ذرات هذا 
الكون ؟ هل يتيسر لي ذلك أنا الذي أفقده العشق اللب ؟ إنها أشبه بعد أوراق 
البستان وهديل القطا ونعيق الغربان » ومع ذلك فمن أجل فائدة المريد المستفيد 
أحاول أن أعدها . وطالع الكواكب من سعد ونحس لا صورة لها » لكن من 
الممكن الحديث عن بعض آثارها ء وهي من القضاء الإلهي » وينبعي تحذير 
من يكون طالعه نحسا » فهو يستطيع أن يقاوم هذا الطالع بذكر الله الذي أمرنا به 
قائلا ( أذكروا الله ( البقرة/9194-..17-95. 257353-15 النساء: 21١١‏ 
الأنفال/5: ٠‏ الأحزاب »4١/‏ الجمعة )٠١/‏ » إلجا إلى ذاته التي يلا مثال » 
ودعك من ذكر الجسد فهو خيال ناقص . وحذار من وصف المليك بلغتك 
وأسلوبك وإدراكك الناقص » فلن تستطيع أن تقدم إلا أوصافا سلبية » كأن تقول 
في تعريف الملك أنه ليس نساجا ء فهل هذا تكريم ؟ 

:)١77(‏ ورد أصل الحكاية المذكورة هنا فيما يرى فروزانفر ( مآخذ/60) في 
كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه وفي شرح نهج البلاغة» وفي كتاب عيون 
الأخبار لابن قتيبة » وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني » وإحياء علوم الدين 
للغزالي . 

(45-11741؟37٠):‏ [ إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت قلم 
تعدني ٠‏ فيقول : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن 
عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ . يا ابن 


2١ ؟‎ 


آدم استطعمتك فلم تطعمني » قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ِ 
قال : أما علمت أنه إستطعمك عبدي فلان فلم تطعمه » أما علمت أنك لو 
أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم إستسقيتك فلم تسقني » قال : يا رب كيف 
أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : إستسقاك عبدي فلان فلم تسقه ء أما أنك لو 
سقيته لوجدت ذلك عندي ] ( جلبنارلي : 5/*7؟؟) 

:)١37477(‏ [ لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحيه » فإذا أحبيته » كنت 
سمعه الذي يسمع به » وبصره الذي يبصر به ء وقدمه التي يسعى بها » ويده 
التي يبطش بها ] ( أحاديث متثنوي / )١19-١4‏ . 

)١741(‏ بالطبع لأنه إسم فاطمة الزهراء رضي الله عنها. 

(1765) : [ ما أحل الله شيئا أبغض إلي ده من الطلاق ] ( أحاديث 
مثنوي /58) 

] إن الله لا ينظر إلى صوركم » ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم‎ [ )١1764( 
)51/ أحاديث مثنوي‎ ( 

)١770(‏ أخطاء المحبين في التعبير بمثابة دماء الشهداء شرف لهم ؛ ودليل” 
على حرقة القلب وصدق العبادة » فالغائب الثمل لا ينمق العبارة » وخطؤه هذا 
بمثابة دماء الشهيد التي ينبغي أن يكفن بها ء فهي شاهد له لا عليه [ ويبعث يوم 
القيامة » واللون لون الدم » والريح ريح المسك ] . 

:)١7175-1175(‏ لقد وصل الراعي إلى الكعبة " الكعبة هي القلب كما أشار 
مولانا في أكثر من موضع من ديوان شمس " فما فائدة التحري والسؤال عن 
القبلة ؟ وإذا وجدت الحرقة » فما فائدة تنسيق الألفاظ ؟ » الياقوت ياقوت سواء” 


وجد عليه ختم أو لم يوجد . 


(1780-1095): السر في مصطلح الصوفية مرتبة من المراتب الروحانية 
للكمال » وكل وجود ترابي ينبغي له سبع مراتب : الطبع والنفس والقلدب 
والروح والسر والخفي والأخفى . فالوحي للسر » ولا علاقة للوحي بالروح أو 
القلب ٠‏ فلا يزال فيهما بعض آثار البشرية » وفيهما الحقيقة ومشاهدة الحقيقة 
معا . هذه الحالة غير قابلة للتفسبير » فإذا كان موسى عليه السلام وهو نبي 
لم يتحملها » فكيف بكم ؟ وأنا لو تحدثت عنها لما تحملتها التقول »ء 
ولانكسرت الأقلام . 

:)١785-11787(‏ المفتون الذي يمضي في الصحراء إلى غير غاية » لا يكون 
خطوه مستقيما » لأنه لا يهدف في مشيه إلى وجهة معينة » بل يكون سيره 
كنقلات الفيل والرخ في الشطرنج ».حينا يكون خفيفا بحيث لا يترك أثرا على 
الرمل وكأنه موج » وحينا يكون يائس الخطى بحيث يظهر أثره كله كأنه 
سمكة » حينا يجلس ويخط خطوطا في الرمال » وكأنه ضارب رمل . 
:)١740-1788(‏ ليست هناك رعاية للتدابير والآداب لمن هو متصل بالحق إذ 
أنه " بين الأحباب تسقط الآداب " » وإن نطقوا بالكفر فهودين . فدين العاشقين 
يهب قلوبهم النور » وعشاق الحق هم الملاذ في الدنيا ( أنظر: زلته في حكم 
الطاعة عند الحق في الكتاب الأول البيت1594١)‏ » إنك أصبحت معاقفا مرحوما 
أيها الراعي مصداقا لقوله (١‏ يفعل الله ما يشاء» ( ابراهيم //ا") . 
:)١74-11759(‏ يرد الراعي : لم تعد المشكلة مشكلة تعبير وبيان ولسان » 
المشكلة الآن في القلب الذي أصبح غارقا قي الدم قي طريق الفناء » ذلك أني يما 
حدث لي من جذب » جاوزت سدرة المنتهى »و يُسز لي المعراج الروحي » 
لقد ضريتني يا موسى بسيف تأديبك فانطلق جواد روحي » وقفز وجاوز الأقلاك 


2*١ 


» ومع أني فى الظاهر في الناسوت » صرت أحد أسرار العالم الإلهي » فالثناء 
على يدك . 

:)١18١54-11796(‏ على كل حال فأنا لا أستطيع التعبير عن أحوالي ؛ وما تراه 
أو تحسه صورتك أنت » وما تسمعه نفختك في الناى » وكلاهما ليسا جديرين 
بالمرآة أو بالناي » وحمدك وشكرك مهما نمقت فيهما » فهما أشبه بهراء ذلك 
الراعي [ لا أحصي ثناء عليك » أنت كما أثنيت على نفسك ] لأن المقياس هنا 
ليس كلام الراعي » بل قيمة المخاطب » وكله سواء : قولك وقول الراعي وقول 
الخطباء والفصحاء ومديح الشعراء في جناب الحق ؛ كله لا يساوي شيئا » وهذا 
تعرفه عندما يكشف الغطاء يوم القيامة » فتعلم أن أوصافك دون الموصوف 
بكثير » وأنه من قبيل الزحمة فحسب أن قبل منك هذا الذكر الناقص » إنه يقبله 
كما تقبل صلاة الحائض فهي رخصة » وهي ملوثة بالدم ٠‏ والذكر الذي تقوم به 
أنت فيه تشبيه وفيه حديث عن الكيفية » ودم الحائض يطهر بالماء » لكن 
تجاسات الباطن .. كيف تطهر ؟ نما لا يطهرها شيء إلا لطف الخالق سبحانه 
وتعالى ورحمته . 

)١1868-18:(‏ : لا يزال الكلام لمولانا جلال الدين : ليتك تنتبه وأنت في 
سجودك إلى قولك سبحان ربي الأعلى ٠»‏ إنه يعني : سجودي هذا كوجودي تماما 
غير جدير” بك » وهو شر مني ؛ لأني لست أدري معناه الحقيقي وهو تنزهت 
عن كل صفة يصفك بها البشر » أو "سبح إسم ربي الأعلى تسبيحا عما لايليق 
بشأنه " (أنقروي / 595-1) » وعلى هذا فذكري هذا شر » لكنك تجازيني عليه 
بالخير حلما منك » ذلك الحلم الذي شمل الأرض كلها » تلقي عليها أيها الإنسان 
بخبثك فتستره » وتمبت بدلا منه الزهور والبراعم . 


(1813-18:9): من هنا يعد الكافر من وجهة نظر العطاء والجود أقل من 
التراب » وهذا بعكس الصوفي " لأنه كالأارض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج 
منها الاكل مليح " ( أنقروي/؟١-95١)‏ » والكافر لا محالة نادم على هذا » يعلم 
أنه أقل من التراب ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه » ويقول الكافر ياليتني كنت 
ترابا » (النبا )4٠/‏ إن ميله كله إلى التراب » لأنه لم يحمل إلى الحضرة من 
سفره ما ينفعه » فهو يتقهقر » وبخله وحرصه هو سبب تقهقره » وهو نبات 
يلتصق بالأرض ولايسمق ولا ينمو » ولا يطمح إلى العلا فيموت ٠‏ والروح ميالة 
إلى العلا » فلا تحبسها في طين الأرض ٠ء‏ ولا تقلب طبيعة وجودك » فلقد نزلت 
من السماء إلى الأرض ؛ أو على حد قول ملا هادي السبزواري ( شرح /ه4١)‏ 
كل موجودات هذا العالم الأدنى ظلال وانعكاسات لموجودات العالم الأعلى » 
وفي الحقيقة كل الموجودات ظلال للوجود الأحدي » ومن ثم مطلوب منك أن 
تنظر دائما إلى موطنك » لا أن تكون آقلا » فالله لا يحب الآفلين . 

(18753-18) : يقدم سيدنا موسى ينه بعض الأسئلة إلى الخالق سبحانه 
وتعالى ( من قبيلها أيضا ما ورد في الكتاب الرابع الأبيات:1٠-.9-5؟.")‏ 
ويرى استعلامي (557/7) أن البحث الذي يدور هنا حول تفسير لحكمة الله 
تعالى في خلق الكفرة والعصاة مع سابق علمه تعالى بأنهم سوف يكونون من 
الكفرة والعصاة . والواقع أن الأبيات تختوي على أكثر من قضية من القضايا 
التي كان يحلو لمولانا جلال الدين الخوض فيها » سؤال موسى فتن : مسا 
المقصود بكل هذا الإعوجاج الذي يسود العالم من حولنا ؟ غلبة الظلمة وأنين 
المظلومين » وهذا التناقض الشديد الذي نراه » وتلك المظاهر التي تشير الغيظ 
والثورة » ثم ماهو السر في خلق الإنسان في أحسن تقويم » ثم أفوله وشيخوخته 


21 


وموته » ويتدارك موسى تنه : إنه يعلم أن كل هذا لحكمة » وهو لا يعترض » 
إنه يسأل فحسب » والملائكة عندما اعترضوا على خلق آدم ٠‏ أندى لهم الله 
سبحانه وتعالى السر بعرضه لنور آدم عيانا » وموسى ف يزيد الجواب 
أيضا عيانا » فالله سبحانه وتعالى هو كاشف الأسرار ؛ الحشر يكشف سر 
الموت » والثمرة تبوح بسر الشجرة ؛ وهلم جرا. 

)١1845-18:(‏ : لكل شيء سر » هذا أمر معلوم ومفهوم . حس الإنسان هو 
سر الدم والنطفة » وكل رحمة في الآخرة لا بد وأن يسبقها في الدنيا بلاء” 
ومعاناة » فكل زيادة يسبقها نقصان »؛ وكل بناء يسبقه هدم وإليك هذه الأمثال : 
لوح الكتابة يُغسل ويُمحى في البداية ثم يُكتب عليه » والقلب يعاني العذاب 
ويصير دما حتى تكتب عليه أسرار الإله » والمنزل عند بنائه يُحفر أساسه, 
والأطفال ينوحون من إيرة الحجام وفيها خيرهم » والحمالون يتخاطفون الأحمال 
على ثقلها فكلما كانت أثتقل كان نفعها أكبر » واقرأ الحديث النبوي الشريف [حفت 
الجنة بالمكاره » وحفت النار بالشهوات ] ومن عكف على لذائذ الشهوات هنا ء 
صار إلى النار هناك ٠»‏ ومن عانى مشقة الطريق وناره هنا » مضى إلى الجنة 
هناك » هذا البلاء الدنيوي إذن مقدمة للنعمة الأخروية : وهذا هو ما تلاحظه 
حتى في الدنيا » السجين سجين بسبب شهوته » والعظيم عظيم بسبب تحمله 
المشاق سكيس كان التكسته 0 * 

:)١1860١ -1845(‏ وهناك صنفان من البشر : صنف نافذ البصر » ينظر بنور 
الله » يرى أن الأمر كله يرجع إليسه ؛ وصنف مقيم علئ الحس يتوخى 
الأسباب . الأول روحه خارج الطبائع أى لا يعتبر الطبائع وانسجامها أو تنافرها 
سببا لكل شيء » ومن ثم فهو المميز بخرق الأسباب » أى لا يتوقف عند الأسباب 


2١7 


ولا يرى أنها تؤدي إلى نتائج حتمية ء فالطبيب سبب لكن ليس من المحتم أن 
يؤدي علاجه إلى الشفاء » وهذا الصنف الآخر كالمصباح يحتاج إلى فتيل » لكن 
هل تحتاج الشمس إلى فتيل ؟ وسقف الدار في حاجة إلى طلاء » لكن هل يحتاج 
ذلك سقف السماء ؟ 

)١8565-14865(‏ : وقفة أخرى من وقفات مولانا : اغتنم الوقت الذى يكون فيه 
اتديين نك فى اخلوة الليق فس كان ما يظلم النهال وقهنوة الح حالتنا اليزمية: 
والقمر لا يتجلى إلا ليلا ؛ فكن دائما على استعداد لهذا القمر» ولا يكون هذا 
الاستعداد إلا بالبحث من أعماق القلب » تربية عيسى (الروح) وإهمال حمار 
عيسى (الجسد) ؛ وانك لم تسمع " أخروهن ' من الحديث النبوى " [ أخروهن من 
حيث أخرهن الله] وربما تكون قد سمعته» وفهمت منه أن المقصود من هذا 
الحديث النساء » وسقت طويلا فى هذه المعانى متناسياً النصوص التى توصى 
بهن » ولم تدر أن المراد هو النفس وهى حمارية الطبع فأخرها » واجعل العقل 
متقدما إياها ء لا تابعأ لمزاجها » ترانى شبهتها بحمار عيسى ؟! أبدأ » إنها حتى لا 
تصل إلى هذا المستوى » فحمار عيسى كان منقادأً لعيسى متأثرا بيقوته الروحية 
العظيمة منقادا لها » ولا تحرن المطية إلا إذا كان الفارس ضعيفاً » فإذا عز 
عليك الدواء لا تطلب الداء إلا منه » والزمه » فإنه هو القادر على علاج ما بك 
من ألم وضعف . 

(1881-14855) : حتى وإن كنت عيسى ٠‏ حتى وإن كانت لك روح قوية 
كروح عيسى عليه السلام وكان لك نفس يحيى الموتى كنفسه » فالأمر منك فى 
حاجة إلى جد واجتهاد » فعيسى نفسه عانى من اليهود » ويوسف عانى من 
الاخوة الماكرين الحسودين » وأنت لابد ستعانى من هؤلاء الحمقى الغاضبين 


ماع 


الصفراويين ٠‏ الذين يصبون حقدهم عليك فينقلب إلى ازعاج لك ووجع رأس »2 
فهل يقعدك هذا عن الطريق ؟! هل يمنعك عن إتمام الطريق ؟! هل يحول بينك 
وبين مجاهداتك ورياضاتك وتفردك العظيم ؟؟! إنك أنت العسل : وهؤلاء الناس 
هم الخل» وعلاج الصفراء الناجع بمخلوط العسل والخل » وإن زاد أهل الجحيم 
هؤلاء فى نسبة الخل فزد أنت فى نسبة العسل » قدم أنت الخير إن قدموا لك 
الشر ؛ وهم يفعلون ما هم جديرون به » فافعل أنت ما أنت جدير به [صل من 
قطعك واعط من منعك وأعف عمن ظلمك ] » وليكن تأسيك بمحمد ‏ » تعرض 
لما لم يتعرض له بشر » وكان رده الدائم : [ اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ] ء 
لتكن محترقا كالعود تنشر الأريج وأنت تحترق » فإن احترق العود » فإن منبع 
العود موجود وهو أصل النور » وليكن صفوك دائما مع العاقل؛ فجفاء العاقل 
خيرمن وفاء الأحمق الجاهل» وهكذا قال الرسول # : [ يابنى إياك ومصادقة 
الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك] ( منسوبة فى شرح نهج البلاغة إلى على 
رضى الله عنه ومنسوبة فى عيون الأخبار إلى عمر رضى الله عنه ورويت 
كحديث فى اللؤلؤ المرصوع وقال إنه موضوع- فروزانفر : احاديث / -56٠‏ 
.)١‏ 

(؟188١)‏ : الحكاية التى تيدأ بهذا البيت أورد فروزانفر (مآخذ )15-5١‏ حكايتين 
من فردوس الحكمة والفرج بعد الشدة قريبتين منها فى بعض المواقع إلا أنهما لا 
ينطبقان عليها » والواقع أن مولانا استفاد من حكاية قيئ لقمان للفاكهة المذكورة 
فى الكتاب الذى بين أيدينا » والعاقل هو المرشد والنائم الذى دخلت الحية فى 


بطنه هو المريد الجاهل » وما قام به المرشد من مكابدات مع النائم حتى يخرج 


6 


الحية » كناية عن الجهود التى يقوم بها المرشد لتخليص المريد حتى وإن كان هو 
غافلا عثها . 

)١913-151(‏ : الحديث عن النفس الأمارة بالسوء [أعدى أعدائك نفسك التى 
بين جنبيك ] فضلا عن حديث آخر استفاد منه مولانا فى وصفه [ لو تعلمون ما 
أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون لله تعالى؛ لا 
تدرون تنجون أو لا تنجون ] (أحاديث مثنوى )١١:‏ . 

)١1970(‏ : عن أبى بكر الربابى (انظر شروح البيت ١61/7‏ من الكتاب الذى يين 
أيدينا » والشطرة الثانية من نفس البيت إشارة إلى حكاية واردة فى الكتاب الثالث 
الأبيات 31845 )١865-‏ . 

(؟97١95965-1١)‏ : الكلام هنا على لسان الرسول 8 و (يد الله فوق أيديهم » 
إشارة إلى بيعة الرضوان ؛ وتوارد " اليد الطولى " أى القوة التى لا يفهمها 
الضعفاء » اليد القادرة بإشارة من طرف الإصبع على شق القمر . 

. من هنا حديث للعاقل مع النائم الذى أخرج الحية من بطنه‎ : )١1977( 
مصدر الحكاية كما أورده فروزانفر (مآخذ/؟10-7) كتاب فرائد‎ : )1916( 
السلوك » الذى انتهى تأليفه سنة ١٠5ه والمصدر يذكر قرداً بدلاً من دب ويرى‎ 
أن فحوى الحكاية ناظر” إلى قول الإمام على «ه : يا بنى إياك ومصادقة الأحمق‎ 
وقول عبد الله بن داود بن حربي : "كل صديق‎ ٠ فإنه يريد أن ينفعك فيضرك‎ 
: ليس له عقل أشد عليك من عدوك " وجاء فى شعر صالح بن عيد القدوس‎ 
عدوك ذو العقل أبقى عليك ْ من الصاحب الجاهل الأكرزق‎ 
وضرب المثل بالحكاية فى المأثور الشعبى الفارسى : فيقال (دوستى خاله خرسه)‎ 
عداوة الخالة الدبة لصداقة الجاهل الغادر . وكتب محمد على جمالزاده الكاتب‎ 


المعاصر قصة مستخدما المثل كرمز سياسى للصداقة المدعاة من قبل الروس 
لإيران فى مرحلة من تاريخها (أنظر مجموعة يكى بود يكى نبود) . 
)١51475-159176(‏ : يتحدث مولانا هنا عن المسئولية الاجتماعية عن العارفين : 
ليس العارف معتزلاً » همه أن ينقذ نفسه » بل هو موكل بالدفاع عن المظلومين 
والمطحونين ٠»‏ تحركهم الرحمة » فهم جزء من الرحمة الكلية » وهم ملح 
الأرض ء ودواء الخلل » وهم الدواء الذى يبحث عن الداء والماء الذى يبحث 
عن الظامئ . وعند الأفلاكى 7510/١‏ ذكر لبيت "أن المدد يكون لأسود لرجال 
...الخ " فى معرض ما حدث من خراب لبلخ بعد خروج بهاء ولد منها (أنظر 
مقدمة الترجمة العربية للكتاب الأول) . 

)١56504-191:"4(‏ : الحديث عن الرحمة الإلهية » ولكى تنزل عليك اعتبر نفسك 
وحياتك الدنيا هباء » حينذاك تنصب عليك المعرفة الإلهية التى تسترك » ورحمة 
اللنه واسعة متصلة لا حدود لها » فداوم على طلبهاء ولا تقنع بالقليل منها » وفكر 
فيما وراء عالم المادة » حينذاك تسمع الأنغام مما وراء العرش .تخلص من كل ما 
يحول بينك وبين هذه المرتبة : طهر أذنك من الوسواس ٠‏ وعينيك من الشعر 
وأنفك من الزكام » وداخلك من الحمى الصفراء » ورجولتك من العنة؛» وروحك 
من نير الجسد » ويدك وعنقك من نير البخل » تنال جزاء كل فعل ؛ تسمع 
ضجيج الفلك » وترى بستان الله » وتشم ريح الله » وتحس بلذة الدنيا » وتتزوج 
الحور العين» وتطوف حول محفل الرجال . 

)١108-195(‏ : وإن لم تستطع أن تفعل ذلك » فاحمل كل همومك إلى كعبة 
اللطف » ونح وتضرع فهذه هى وسيلة الوعى وعامل اليقظة (أنظر ١37و‏ 17م 
و ١557‏ من الكتاب الأول) وهو أحن عليك من الأم على طقلها » وحاجتك طفل 


حر 


لايد أن يبكى حتى يفور ثدى الأم باللبن (أنظر لتفصيل الفكرة الكتاب الخامس »2 
الأييات ١44-116‏ وشروحها وأنظر الكتاب الذى بين أيدينا البيتين 55 424١-54‏ 
وشروحهما) ألم يقل (قل ادعوا الله » (الاسراء )١٠١١/‏ والدعاء لله هو بكاؤك 
وتضرعك . 

)١954-19468(‏ : هزيم الريح وانصباب المطر من السماء هو الاجاية على 
دعائك ؛: وهذا هو معنى (وفى السماء رزقكم وما توعدون )(الذاريات /؟١؟١)‏ 
والمعتى : إن التصاقك بالأرض لا معنى له إذا كان رزقك فى السماء» وخوف 
الققر هو الذى يضلك ١‏ الشيطان يخوفكم الفقر ويأمر بالفحشاء») وفيك لمة من 
الملك ولمة من الشيطان ٠»‏ لمة تدعوا إلى العلا » ولمة تدعو إلى الحضيض ٠»‏ 
ولست أقصد بالرفعة هنا رفعة المكان» بل هى كمال العقل وكمال الروح التى 
تتصل بالملاٌ الأعلى . 

(191/4-193565) : يوضح أن الرفعة ليست بالمكانة » فمن المعروق أن 
الأسباب مقدمة فى الظاهر على نتائجها » لكن حتمية وجودها فى أنها تسبب هذه 
الآثار » والعظماء فى الدنيا فى مكانة أعلى » لكن[ رب أشعث أغبر] يكون فى 
مكانة عند الله أفضل منهم جميعاً » والأسباب مقدمة فى العمل والنتائج مقدمة 


فى الأثر . 
)١191/5(‏ : الشطرة الثانية ناظرة إلى الآية الكريمة ( ومكروا ومكر الله والله 
خير الماكرين ) . 


(191/90-كم5١1)‏ : حيلتك ومكرك مصدرها الخالق » فعد إلى الخالق » وكل ما 
هو موجود فى منخفض (الماء مثلا) إنما هبط من السماء » ونظرك إلى أعلى 
يهبك النور وإن كان يأتيك بالدوار فى البداية » وبعدها يتضح لك كل شئ : أمارة 


ع 


النور تدرك أن فى شهوتك مماتك ونهايتك » وتدرك أن تجربتك محدودة » وأنك 
مغرور بعمل قليل » متمرد على أستاذك بهذا العلم القليل فيكون مصيرك 
كالسامري أضله علم قليل تعلمه من موسى عليه السلام وقضى عليه (أنظر 
الكتاب الأول 19؟35) . 

)١1331-1341/(‏ : المعرفة الناقصة تردى صاحبها » تجعل منه رئيسا ثم تطيح 
برأسه » فكن فى حمى شيخ كامل 'قطب" واستفد منه » فعماتك مزيفة » وعملته 
صحيحة » وكمال ذاتك بهمتك ٠»‏ فكن كالقطا باحثا عنه متسائلاً فى كل مكان : كو 
كو : أين ... أين ؟؟ ولكى تكون مستعدا لخدمة البشر ينبغى أن تلزمه فى 
البداية » وإلا كنت كالدب فى فم الأفعوان » وأكرر عليك »؛ التضرع واليكاء هما 
الوسيلة والشيخ هو واسطة العناية » فزاول الأنين كما أن الدب» لكن كن فى 
أنينك خاشعا طيبا حسن الصوت وإلا كنت كمن سأروى لك حكايته . 

)١390(‏ : أرجع فروزانفر الحكاية التى تبدأ بهذا البيت إلى محاضرات الراغب 
الأصفهانى» كما وردت الحكاية فى شرح نهج البلاغة » وأشار شاعر” إلى هذا 


بقوله : 
إثنان إذا عدا حقيق” يهما الموت 
فقير ماله زهد” وأعمى ماله صوت 


(مآخذ / 55) 
)3٠١١4-7664(‏ : إن اعتراقف الأعمى قبيح الصوت بما فيه من عيب » أبدى 
قلبا رقيقاً حساساً انعكس على صوته فجعله حلوا » وإلا فإن أسود القلب الذى لا 
يرى عيبه يكون صوت قلبه ايضاً قبيحا ٠»‏ فيكون ذا ثلاث عاهات لا عاهتين : 
وربما كان قلب ذلك الأعمى قد تعرض للطف أحد المشايخ المرشدين فرقق 
قلوب المحسنين عليه » ومن هنا يدعو الكافر فلا يستجاب له بل يستجاب عليه ب 


1ع 


(اخسئوا فيها ولا تكلمون » (المؤمنون/7١٠)‏ » وفى البيت 5١١5‏ إشارة إلى 

المثل العربى : " آخر الدواء الكى " . 

)٠١4(‏ : عودة إلى قصة السامرى وعجله الذهبى وموسى عليه السلام (انظر 

8 من الكتاب الأول) ويرى فروزانفر أن الأفكار المذكورة هنا ناظرة إلى 

بيت لسنائى الغزنوى : 

العوام يؤمنون بألوهية العجل لكنهم لا يؤمتون برسالة نوح 
(ديوان / 534) (عن مأخذ/ه؟ ) 

. )٠ / إشارة إلى معجزة شق البحر بالعصا (البقرة‎ : )١4( 

)١4(‏ : إشارة إلى المن والسلوى فى تيه ببى إسرائيل وانبجاس الماء من 

الصخر (اليقرة لاه و .)6١‏ 

. )3١ / أعرض عنهم » (السجدة‎ ( : )٠١7٠0( 

)٠١94--7601(‏ : ( عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله 

يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما 

عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى *وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) 

(عبس / )٠١-١‏ » والإشارة إلى مجىء ابن ام مكثوم » وكان ضريراً وقوله 

للرسول 8 أثناء جلوسه مع وجوه قريش (عتبة بن ربيعة »وأبى جهل» والعباس» 

وأمية) : علمنى مما علمك الله » وإشاحة الرسول * بوجهه عنه » ثم نزول 

الآيات » وكان الرسول © يهش فى وجهه بعدها كلما رآه ويقول له : أهلا يمن 

عاتبنى فيه ربى » (مولوى )450/١‏ . وفى تعليق للسبزوارى (شرح ص 45 )١‏ 

أن هذه لم تكن معصية من رسول الله * لأن العبوس والتهلل فى وجه الأعمى 

٠ يستويان‎ 

)2١81(‏ : [ الناس معادن خيارهم فى الجاهلية » خيارهم فى الإسلام إذا ققهوا] 


(أحاديث مثنوى/١125-5)‏ وعند جلبنارلى (؟/08١7)‏ رواية أخرى عن الجامع 
الصغير : [ الناس معادن والعرق دساس وأدب السوء كعرق السوء ] . 
)2١95(‏ : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت » قال فروزانفر (مآخذ /55) أنها 
مآخوذة عن حكاية وردت فى قابوس نامه عن محمد بن زكريا الرازى ( المتوفى 
سنة 528” ه ) وذكر استعلامى انها تكررت فى مصادر عديدة قيل مولانا » 
ووردت قى بعض المصادر القديمة عن أبو قراط . 

: هناك مثل فارسى يقول‎ : )51١5( 

كل طائر يطير مع جنسه الحمامة مع الحمامة واليازى مع البازى 
وفى المثل العربى " كل طير يطير مع شكله " 

)5١١(‏ : المثل الذى يبدأ بالبيت مأخوذ فيما يرى فروزانفر (مآخذ /11) عن 
المجلد الثانى من إحياء علوم الدين للغزالى . ا 
)5١150-51١١5(‏ : وإذا أتتك مذمتى من ناقص » فهى الشهادة لى بأنى كامل . 
)5١5(‏ : إشارة إلى الآية الأولى من سورة المائدة ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا 
بالعقود » » والآية 44 من نفس السورة ( واحفظوا أيمانكم » . 

» )75-55 / الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزائفر (مآخذ‎ : )5١45( 
عن أنس أن النبى هخ عاد رجلا من المسلمين قد خف فصار مثل الفرخ » فقال له‎ 
رسول الله » : هل كنت تدعو بشىء أو تسأله إياه » قال : نعم كنت أقول اللهم‎ 
ما كنت معاقبى به فى الآخرة فعجله لى فى الدنيا » فقال الرسول © سبحان الله‎ 
أفلا قلت : اللهم آتنا فىالدنيا حسنة وفى الآخرة‎ ٠ لا تطيقه » أو لا تستطيعه‎ 
. حسنة وقنا عذاب النارء قال فدعا به فشفاه‎ 

:)5١50-7149(‏ من الممكن لهذا المريض الذى تعوده أن يكون هو القطب 
المرتجى للطريق (للقطب أنظر 745 من الكتاب الأول والييت ١944‏ من 


الكتاب الذى بين أيدينا) » والفكرة هنا أن الأرض لا تخلو من أقطاب (عند الشيعة 
الإمام) » لكن ليس من المسموح لكل إنسان أن يعرفه ومادام موجودا فى العالم » 
فلابد أنك ستراه وإن لم تعرف أنه هو ء لكن » لما كان من المحتمل أن يكون من 
بين الدراويش فداوم على غشيان مجالس الدراويش ٠‏ فمن أراد أن يجالس الله 
فليجلس مع أهل التصوف (عن استعلامى ”777/7) . وكن دائما مؤمنا بهذا 
الاحتمال » أنه موجود وثق أنك سوف تصل إلى نتيجة » فإن لم تصل إلى القطب 
؛ فقد تصل إلى من يكون دونه كمالاً (فارس الجيش) والذى يوصلك إليه » وإن 
لم يكن هذا أو ذاك ٠»‏ فأقل فوائد الاحسان إلى الناس أن يقل حقدهم عليك إن 
كانوا لك أعداء » والرفقة مهمة» والصحبة طيبة » [ والجماعة رحمة والفرقة 
عذاب] » ألست ترى النحات ينحت من الحجر ما يكون رفيقا له وشاغلا لوقته 
ومؤنسا لوحدته؟!! وإنك لتظن أن هناك كنزاً فى كل موجود » وهذا عيب فيك أن 
تصور أن الله فى كل موجود وتسرع متأثرا بهذا الخيال الذى لا حقيقة فيه . 
(مناقب العارفين للأفلاكى )١55/١‏ . 

)5١78-511(‏ أنظر لهذه الروايات الأبيات ١747 - ١74١‏ من الكتتئاب الذى 
بين أيدينا وشروحها . 

)14-51// الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزائفر (مآخذ‎ : )2١79( 
وهى ناظرة أيضاً إلى‎ ٠ وردت قبل مولانا فى جوامع الحكايات لمحمد عوفى‎ 
ما ورد فى مجمع الأمثال للميدانى فى تعليقه على المثل "إنما أكلت يوم أكل‎ 
الثور الأبيض " وليس المهم فى الحكاية عملية تفريق الناطور للثلاثة : الفقيه‎ 
والصوفى والعلوىء؛ لكن نظرة الناطور لكن منهم فى حالة التقرب والدس‎ 
والتفرقة » ثم نظرته لكل منهم حين يظفر به وحيداً » وهو تعبير عن واقع‎ 


كع 


اجتماعى لكثير من الطبقات ' واجبة الاحترام' فى المجتمع الإسلامى آنذاك » فى 
حين أن الاحترام الحقيقى للعقل والتصرف وليس للكسوة والمظهر والنسب » 
وهو ما صوره سنائى فى حديقته (خاصة فى الفصول الأخيرة) . 

. من الكتاب الأول وشروحه‎ 7١5 أنظر البيت‎ : )5١193( 

(15١5؟؟)‏ : قال استعلامى (779/7) الإشارة إلى كتاب الإمام الغزالى " الوسيط 
المحيط بأقطار البسيط" فى حين أن الوسيط كتاب لابى حامد لخص فيه كتابه 
البسيط وهو في فروع المعاملات والعبادات ومن أمهات كتب الفقه الشافعى 
والمحيط كتاب في الفقه لشمس الأئمة محمد ابى بكر السرخسى (المتوفى 
8 »0 وقد ورد أسمه أيضا فى سلسلة الطريقة المولوية (جلبنارلى 
0/١‏ 1) . 

(1724؟51) : الحكاية الواردة هنا ( ولا يزال حديث مولانا عن الصحبة عموما 
وصحبة الأولياء على وجه الخصوص) وردت قبل مولانا فيما يرى فروزائفر 
فى رسالة النور (المؤلفة بالعربية فى القرن الثامن الهجرى) كما نقلها فريد الدين 
العطار فى سيرة أبى اليزيد فى تذكرة الأولياء» كما وردت في مقالات شمس 
(عن مآخذ )7١-75‏ . وممن الممكن أن يكون من معانى القصة وأهدافها التى لا 
ينتبه إليها الشراح القدامى أن الإنسان والإحسان إلى الإنسان أولى من الشعائر 
وإقامتها (وبخاصة إن لم تكن المرة الأولى) وفى المأثور الشعبى فى البلاد 
الإسلامية حكايات عديدة قد تكون مستوحاة من هذه الحكاية » عن احسان المزمع 
على الحج بنفقات حجه على جار معوز أو أرمل محتاج » وتنتهى الحكاية دائماً 
بأن يُشاهد ذلك المزمع على الحج والذى لم يحج من قبل جيرانه فى المشاعر 
وأماكن الحج . ويعلق مولانا على الحكاية : بأن الهدف هو الإنسان والهدف من 
بين البشر هو الشيخ » وقلب الشيخ هو الكعبة (فى ديوان شمس: قلب الإنسان 


2*7 


عموما هو الكعبة » أنظر عدد١7‏ ابريل ١3115‏ من أخبار الأدب حيث ترجمة 
لخمس غزليات في هذا المجال لكاتب هذه السطور ). 

)١5١1*4(‏ : تحت عنوان الحكاية يسوق مولانا حوار بين شيخ ومريد ومفاده 
طلب الضرورى وتبعاً له سوف تحصل على الثانوى من الأمر وغير الأساسى ' 
فالنور من الكوة ثانوى ولكن الأذان (من حيث النور الذى لا يخبو ولا يأفل هو 
الضرورى فإن نفذ من الكوة (كوة لدار أو كوة القلب) تبعه النور الأصلى . 
(41-775؟١)‏ : عودة إلى قصة أبى اليزيد وحجه » والخضر عليه السلام هو 
فى المأثور الصوفى نبى ولى شيخ حى يظهر لمن يتوسم فيه الاخلاص وينجى 
الصوفية من متاهات الطريق » "مجازيها وحقيقيها" وهو أيضا العبد الصالح الذى 
أزتى غلما من لذن اللغهولم يشتطع فعه مونين علية النجاهم برعم كوده من 
أولى العزم من الرسل صبراً » روى البخارى حديثا أن موسى قام خطيباً فى بنى 
إسرائيل فسئل أى الناس أعلم » فقال : أنا » فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليمه » 
فأوحى الله إليه : إن لى عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك (مولوى ؟/47) . 
ورؤية الفيل الهندى فى النوم » الحنين إلى الموطن الأصلى للإنسان » وهو تعبير 
تكرر عند مولانا فى المثنوى كثيراً (أنظر على سبيل المثال لا الحصر الكتاب 
الرابع الأبيات "٠10١ - "٠54‏ وشروحها) ورؤية الهند هى الحنين إلى الجنة؛, 
فكآن الشيخ الذى لقيه ابو اليزيد » كان مسروراً وكأنه يشاهد الجنة » إنه يرى 
أثناء النوم ما لا يراه فى اليقظة (أنظر البيت 595 من الكتاب الذى بين أيدينا 
والبيتين 914" و 555 من الكتاب الأول) . 

)5١55- 525١(‏ : [ الإنسان سرى وأنا سره ] حديث قدسى (لأسانيده أنظر 
أحاديث مثنوى /17) والبيبت (؟5١2؟)‏ ترجمة لعبارة شمس الدين التبريزى 
بنصها " يا أبا يزيد » هناك بيت الله » وقلبى أيضا بيت الله » لكن بالله الذى هو 


رب ذاك البيت ورب هذا البيت إنه لم يدخل ذلك البيت مذ بناه » لكنه مذ بنى هذا 
البيت لم يخل منه " وفى البيت )١707(‏ إشارة الى الحديث [ من رآنى فقد رآنى 
حقا فإن الشيطان لا يتمثل بى ] » ومن رآنى فقد رأى الحق " (أحاديث مثنوى / 
6848 . والمزاوجة بين ذلك العبد الفقير المحتاج إلى نفقات حج أيى اليزيد 
البسطامى وبين الحقيقة الإلهية » وجه من وجوه النزعة الإنسانية البارزة فى 
التصوف الإسلامى (أنظر شروح البيت 5١74‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) » 
ولسعدى الشيرازى : 

ليس العبادة بالخرقة والسجادة ليست العبادة إلا بخدمة الخلق 
)5١153- 5754(‏ : عودة إلى حكاية عيادة الرسول © للمريض التى بدأها 
مولانا فى البيت "١545‏ ثم عاد إليها فى البيت 55١+‏ وتركها ليعود لليها فى هذا 
البيت » والمقصود بالنفس ؛ النفس النبوى الشريف»ء الذى جعل المريض يحس أن 
النعمة التى أسبغها عليه المرض » بزيارة المصطفى ‏ تتضاءل إلى جوارها كل 
النعم. 

(77077 --73783) : إشارة إلى الحديث النبوى الشريف [ شاوروهن 
وخالفوهن ] » وهنا يشمل النفس الأمارة بالسوء ٠»‏ (أنظر البيتين 5519 و5195950 
من الكتاب الأول) والنفس الأمارة حتى وإن امرت بالصوم والصلاة » فإن ذلك 
يكون مكرا منها (لأنها قد تأمر بالصلاة رياءً وبالصوم حيث لا ينبغى الصوم ولا 
يجب) ولا حل لها إلا ما يدق عليه مولانا كثيرا » لزوم الشيخ » وفى البيت 
68 ليس المقصود بالطبع إفقاد القدرة الجنسية بل المقصود إفقاد الرجل قدرته 
على طى الطريق وتحمل مشاقه » ومواجهة النفس (التى هى بمثابة المرأة). 
(559 -5598) : يستنجد مولانا بالخطاب إلى حسن حسام الدين كلما أنس 


2) 


من بقية المريدين مللا أوإنصرافاء فهو يراه حلالا للمشاكل » والمشكلة الآن أن 
مولانا يحس بصعوبة فى الإفاضة » وليست هذه الصعوبة إلا لأن أحد من يحيهم 
الحق قد تعرض لأذى.» ومن ثم وضع الله سترا على الإفاضة وحجبهاء وهذا 
هو قضاء الله وقضاء الله علاجه من قضاء الله أيضا . نفر من القضاء إلى 
القضاء (أنظر ١15135 - ١71‏ من الكتاب الأول) » ولا جدال أن مولانا يشير 
هنا إلى حادثة معينة » لكنها لا تخرج عن أن مريدا كان مبتدئا فى الطريق 
"دودة"؛ فلما تقدم فى الطريق صار أفعوانا وحية على شيخه » وها هو يطلب من 
حسن حسام الدين» وهو موسى الطريقة أن يلقى .عصاه تلقف ما صنعوا » وأن 
يخرج يده من جيبه بيضاء فتضئ هذا الليل؛ ليل النفوس المظلمة » وأن يتلو رقية 
يجعل بها هذا الجحيم ينطفىء . 

(..7 - 3806) : إشارة إلى ما ورد فى الآية الكريمة ١‏ وإِذَ يريكموهم إذ 
التقيتم فى أعينكم قليلاً » ويقللكم فى أعينهم » ليقضى الله أمرا كان مفعولا ) 
(الأنفال /4 5) والحديث عن المسلمين والكفار فى موقعة بدر وفى البيت ٠.4‏ 
إشارة إلى الآيات الكريمات فى سورة " الليل " » إن هذه هى عناية الله التى تيسر 
عباده لليسرىء وتيسر مخالفيه للعسرى » وفى هذا البيت كان الحديث عن أولئك 
الذين يسرهم الله تعالى لليسرى (من أمثال حسن حسام الدين) » يجعل لهم 
الصعب هيناً » والعدو الكثير يبديه فى أعينهم قليلا . 

(705 -7"1؟) : يتحدث مولانا عن من لا تشملهم هذه العناية الإلهية »؛ 
هؤلاء يبدو أعداؤهم فى أنظارهم أقوى ممن هم عليه بالفعل » " يبدو القط أسدا 
هصورا فإن أراد الله إهلاكهم أرى لهم سيف علي يه القاصم مجرد حربة ». 


2 


والأسد الهصور مجرد قط » حتى يسعون إلى حتفهم بأظلافهم » وعادة ما يبدى 
أولياءء ضعافاً تزدريهم العيون وكأنهم القشة » بحيث يتجرأون عليها : 
ويهاجمونها » وبينما تكون الدنيا باكية شوقا إليهم وولها فيهم » يضحكون هم 
سخرية منها » إنه يبديهم ذوى أعماق ضحلة سطحية ٠»‏ بينما مياه علمهم تغرق 
العماليق من أمثال عوج بن عنق (عاج بن عنق زعيم قوم عادء ومن أتباع 
شداد » كان ضخم الجثة بحيث كان ينحنى فيخرج السمكة من قاع البحر 2١‏ 
ويرفعها فيشويها على الشمس . وصل طوفان نوح إلى ركبته » عاش حتى عهد 
موسى عليه السلام وقام لقتال موسى ؛ فحمل صخرة من الجبل ليلقيها على 
موسى وقومه فخرت الصخرة بأمر الله وسقطت فى عنقه » وقفز موسى فضرب 
كعبه يعصاه فقتله " أشبه بكعب اخيل في الأساطير اليونانية '» وفى فترة 
الأكاسرة صنعوا من عظمة من عظامه جسرا على الفرات وعبر عليها الناس 
طيلة مائة سنة) (جلبنارلى )7١717/7‏ وعند مولوى (حكى أن عوج بن عنق كان 
طوله ثلاثة آلاف وستمائة وثلاثون ذراعاً وعمره ستة آلاف وستمائة سنة»ء قلما 
وقع الطوفان وعلا الماء على الجبال لم يتجاوز ركبته » وكان هلاكه على يد 
سيدنا موسى » وذاك أنه إذا غضب على أهل بلدة بال عليهم وأغرقهم؛ فشكوه 
إلى سيدنا موسى عليه السلام فطلبه ووجده ودعاه إلى الإيمان فامتنع» وخوفه 
بالقتل فضحك محقرا لسيدنا موسى فأحال عليه عصاه فبلغت عنقه وشقت رأسه 
فهلك (مولوى ؟/5485) . 

(25918-714) : وهكذا تبدو الأمور هينة سهلة للطواغيت والفراعين » لقد 
رأى البحر يابسة » فساق فيه » فغرق (البقرة /0© » يونس 5١/‏ وأنظر البيت 
7 من الكتاب الأول) » وإنما تدرك العيون حقيقة الأشياء عندما تنور بنور الله 


١ 


لكن الأحمق يرى الأمور معكوسة » يرى فى الطعام الذى يتناوله بشره شهدا 
وسكراً وهو له سم قاتل » ويرى الذى أمامه هو الطريق السليم وهو فى الحقيقة 
المتاهة التى يدعوه إليها الغول. 

(719 - 754؟) :؛ الخطاب إلى الفلك ء وحدة الفلك فى سيره تسرع بعمر 
الإنسان فلا يستفيد منه فى الطاعات؛ ويمر على المرء دون أن يحس به 
(استعلامى ؟/587) » وفتنة آخر الزمان هى قتنة الدجال » تحدث فى المأثور 
الإسلامى فى الألق السابعة من عمر البشر ء تكون فتنة لا يدرك فيها المرء 
الحق من الباطل ٠‏ فكأنك أيها الفلك بشر تتجه إلينا !! فأين رحمتك ولمَ لمّ تتعلم 
الرحمة من الحق » نحن ضعاف كالنمل فهل تتحمل لدغ الحيات !! أيها القلك : 
بحق من أدار عجلتك ؛ إرحمنا ففى ظلك نمت جذورنا ٠‏ فكيف تقتلع هذه 
الجذور . 

(77745 -377300) : الحديث إلى الفلك » لكن مولانا تناول مشكلة أخرى : 
مشكلة حدوث هذا العالم وقدمه » فالدهرى يرى أنه قديم والسنى يرى أنه حديت. 
لأن مبدأ كل شئ هو الله سبحانه وتعالى » ومن أين لهذا الدهرى أن يعلم 
الحدوث والقدم وهو عنكيوت فى دار ووردة فى بستان (لتفصيلات أنظر » 
الكتاب الرابع » الجواب على الدهرى المنكر للألوهية والذى يقول أن العالم قديم» 
الأبيات 71851-17817 وشروحها) . 

)314٠- 755(‏ : إن هذا العقل (هوهنا عقل المعاش وليس بعقل المعاد كما 
قال استعلامى )١87/١‏ يبدى لنفسه الصورة إنها صور نابعة منه هو بقدر خياله 
وتصوره » وما أشبهها بتصورنا جميعا للجنى » كلنا نتصوره » لكن أية صورة يا 


سف 


ترى تنطبق عليه فى الحقيقة ؟!! وهذا العقل الباحث عن المعاد أعلى مرتبة من 
الفلك بدوره ٠‏ لأنه مرتبط بالعقل الكلى أول فيض عن الله تعالى (أنظر ١5:5‏ 
و55٠7‏ من الكتاب الأول)» والإنسان برغم وجود هذا العقل الذى يطير فى 
الأوج» ذو جسد متشبث بالحضيض مقيم على التقليد الذدى يحد من انطلاق عقله » 
يستنيم المرء إلى العلم الناتج عنه ٠»‏ وهو الذى يحول بينه وبين العلم الحقيقىء؛ إن 
الجنون أفضل من هذا العقل » يقول لك العقل : هذا نفع فاهرب منه » وهذا سم 
فتجرعه » وهذا أمن » فانتقل منه إلى موضع الخوف » وهذا شرف » فاختر 
الافتضاح » دعك من معابير عقل هذا العالم » فهى فى الحقيقة جنون فى جنون » 
وأنا - شخصيا - جربت ذلك العقل الذى يتعمق الأمور » ولم أجد بعده بدا من 
التظاهر بالجنون . 

(141) : بطل الحكاية هنا " دلقك" (ترجمتها بالمهرج) اسم علم عرف بحكاياته 
الطريفة » كان معاصرا للسلطان محمود الغزنوى (المتوفى 47١‏ هاء )٠١*”٠0‏ 
وفى رسالة دلكشا "شارحة الصدر" للشاعر الساخر عبيد الزاكانى (القرن الثامن 
الهجرى) عرف باسم طلحك وثقل تسع عشرة حكاية عنه » والسيد الأجل يجب 
أن يكون من آل على الذين عاشوا فى ذلك العصر » وفى تاريخ اليميني للعتيبى 
تحدث من هذه الأسرة عن سيد جعفر بن سيد محمد وأبى جعفر محمد وأيى 
البركات على ويجب أن يكون واحدا منهم . (شرح جلبنارلى 59517/7؟) كما 
وردت حكايتان أخريان عن "دلقك” والسيد الأجل فى الكتابين الخامس والسادس » 
حيث صرح أن السيد الأجل كان حاكم ترمذ ودلقك كان نديما له . 

. (547) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت قال الأنقروي أنها وردت في كتاب بستان 
العارفين لأبي الليث السمرقندي المتوفى سنة ©7”اللهجرة " 1485م" »كماذكر في 
بعض نسخ المثنوي غير المعتمدة إسم بهلول ( وهو مجذوب فقير تقترن حكاياته 


2 


باسم هرون الرشيد وتذهب بعض الروايات أنه كان أخا له ) ( استعلامي/؟١-‏ 
04م ؛ وذكر فروزانفر ( مآخذ/ )75-1٠١‏ أن الحكاية وردت في العقد الفريد 
لابن عبد ربه وربيع الأبرار للزمخشري واسكندر نامه المنثور وفي جوامع 
الحكايات لمحمد عوفي . وفي كثير من هذه المصادر لا تجري الحكمة المذكورة 
في الحكاية على لسان عاقل يبدو مجنونا » يل تجري على لسان النبي سليمان 
هد حينما كان طفلا عندما أحال إليه داودهه سائلا يستشيره في من يتزوج . 
وفي جوامع الحكايات يرد عليه : النساء في الدنيا ثلاث ٠‏ البكر كالذهب 
الأحمر » والأيم كالفضة البيعضاء ؛ والأيم المسن كالرصاص » وإن كان لها 
ولد فهي كالفقار ٠‏ وتبدو رواية أبي الليث السمرقندي ورواية محمد عوفي 
أقرب الروايات إلى حكاية مولانا . 

)١185.-576١1(‏ : لكن و مولانا من ظاهرة تفشت فيما بعد - إياك أن 
تعتير كل مجنون حكي با . فأي علم لك بالأسرار التي يبوح لك بها المجنون » 
إن.لم تكن عليما من البداية لكي تستطيع أن تميز بين الغث والسمين في ما يبوح 
به » وما دام في ججاب الجنون ؛ فلن يعرفه كل أعمى » والأمر يحتاج إلى 
بصيرة مستنيرة ».هذه البصيرة تعرف أنه من الممكن أن يغطي الكليم " غطاء 
الإرويش.؟ كليب! " مؤسى الكليم#ة " والولي لا يعرفه إلا الولي [ أوليائي تحت 
قبائئ لا يعرفهم غير أوليائي ] . وإذا كان قد جعل نفسه مجنونا » قكيف 
تستطيع أن تعرفه بالعقل ؟ واللص المبصر هو النفس » والأعمى هو غير 
العارق بالأسرار . 

(73755-159): بمناسبة البيت 551١‏ وفحواه أن الأعمى لا يعرف الكلب 
الذي يعقره " النفس التي تتسلط عليه " » ويضرب مثلا على ذلك بالمتسول " 
رجل الدنيا " الأعمى الذي يهاجمه كلب ٠»‏ والحكاية هنا قائمة على تلاعب لفظي 


2 


بين لفظي : كور أى أعمى بالفارسية » وكور أى حمار الوحش » وقال بعض 
المفسرين أن الحكيم المذكور هنا المقصود به نصير الدين الطوسي المعاصر 
لمولانا " كلاهما توفي سنة 71717 ه" » وقد أنكر استعلامي )١85/1(‏ هذا الأمزء 
ولم يلتفت كل المفسرين إلى تعبير ذيل الحمار » وهو يشير إلى شكل من الأشكال 
التي كان المغول يصففون شعورهم عليها » ومن ثم يكون المعنى المطلوب أن 
الرعب دفع حكيما مثل نصير الدين الطوسي إلى ممالأة الحاكم المغولي . والله 
أعلم . 

)١74-7196(‏ : الأرض رغم كونها عمياء » إلا أنها أصبحت مبصرة بنور 
الله »ء فخسفت بقارون( القصص:175-١8)‏ وزلزلت خسقا بقوم صالح ( الأعراف 
/10-1 وانظر أيضا الكتاب الأول الأبييات: 757١١768١‏ وشروحها ) 
واستمعت إلى أمر الله (يا أرض ابلعي ماءك» ( هود/ 4؟) » ليس هذا فحسب » 
بل واستمع إليه - أى إلى أمر الله - الماء " قوم موسى " والنار " إبراهيمص" 
والهواء " قوم عاد " » كل العناصر فهمت دون نبي ودون تدبر ؛ وامتثلت للأمرء 
على عكسنا نحن » قصرنا معرفتنا على الخلق » وتركنا معرفة الحق . 
(38-78): لا جرم إذن أن هذه العناصر أشفقت من حمل الأمانة » وذلك 
لمعرفتها بالحق ٠»‏ لكن هذا الإشفاق قد ضعف عندما دب عليها الأحياء » 
وامتزجت بالروح الحيوانية » وهي لا تزال تحس بالضيق من هذه الحياة » فهم 
يسمونها حية ء لكنها عند الحق موت » وذلك الذي يسمي نفسه حيا يحس 
باليتم عندما يبتعد عن الخلق » في حين أن الأنس الحقيقي يكون بالله . 
(7744-787) : الحديث عن نفس الإنسان » فما دامت النفس مسلطة عليه 
يكون كالأعمى الذي يسيطر عليه اللص » وتعذيب اللص - أو حرفيا عصره 
- هو الجهاد الأكبر [ رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ؛ قيل وما 


الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال : جهادك في هواك ] . أتدري ما هذه اليضاعة 
التي يسرقها اللص ؟ إنها كحل البصيرة من البصر والحكمة من القلب » لكن من 
عمى قلبه لا يعرف هذا اللص ٠‏ كما لا يدلك عليه أيضا جماث” في صورة 
إنسان . ثم يعود مولانا إلى قصة العاقل المتظاهر بالجنون . لقد تقدم منه 
طاليا المشورة ».لكنه دفعه عنه » فلم يكن اليوم يوم البوح بالأسرار ٠»‏ ولم يكن 
الموضع موضعه ؛ ويقول : لو كان عندي أنا أيضا إذن” للبوح بالأسرار 
لكنت أنا أيضا مثل بقية المشايخ صاحب دكان » ويرى جلبنارلي(؟١/98؟)‏ أن 
مولانا يقصد اولئك المشايخ الذين يفتحون الزوايا كالحوانيت » ويبدون الكرامات 
المزيفة » ويتلقون الهدايا والنذور والخلع » ويجمعون حولهم أصحاب المال 


والجاءه . ٠.‏ : 
(74) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت لم ترد بتفصيلاتها في كتاب قبل المثنوي» 
ويرى نيكلسن أن : ال ا مسر 


الضلال للإمام الغزالي ١‏ استعلامي ونقل فروزانفر ( مآخذ/؟/7) عن 

نش الدر للآبي حوار دار بين المأمون وثمامة يبدو أصلا للحكاية ؛ كما نقل 
عبيد الزاكاني الجزء الأخير من الحكاية في لطائفه . ولعلها من الحكايات الشعبية 

التي كانت منتشرة في عصر مولانا » وتقلها عبيد الزاكاني عنه. 

(:5107-74): يطلب المحتسب " مراقب حدود الشرع في الأسواق والأماكن 

العامة " من السكران أن يتأوه » وذلك بالطبع حتى يشم فمه » لكن السكران يفطن 

إلى الحيلة » فيطلق صياح الدراويش " هو ... هو " » حتى يوهم المحتسب أن ما 

به من سكر الخمر الإلهيةهء أو ما يعبر عنه بالسرور . 

(10) أنظر شرح البيت 514" ؟من الكتاب الذي بين أيدينا . 


1 


(5285-5154): يذكر حديث العاقل الذي تظاهر بالجنون هنا بما روي عن 
تظاهر مسعد بن كدام بالجنون حتى لا يتولى قضاء الخليفة المنصور العباسي 
( أنظر الرواية كاملة في كشف المحجوب ؛ الأصل الفارسي صص7١1١-14١١‏ 
والترجمة العربية لكاتب هذه السطور ص )١١7‏ . 

(437 4735-7 ؟): الحديث هنا يبدو على لسان العاقل الذي يدعي الجنون » لكنه 
في الحقيقة على لسان مولانا جلال الدين » وأن المجنون مجنون بالعشق 
وسكران بالمشاهدة » فكنز المعرفة لا يمكن أن يُبدى لكل شخص » وإلا كان هذا 
هو الجنون بعينه ء يكون تماما كمن رأى العسس يجوبون الطرقات يأخذون 
الناس ويقعون فيهم ثم لم يغلق عليه بابه ( الهجوم على العسس والشرطة ملمح 
بارز من ملامح المثنوي . أنظر لتفصيلات : الكتاب الرابع - الأبيات :86-. 
4 "وشروحها ) وفي قصة ذي النون المصري " لقد حبس نفسه في داره هريا 
من شر العوام - البيت 478 ١من‏ الكتاب الذي بين أيديبمسا". ومعرفة الولي 
جوهر ؛ والجوهر لا يُبذل من أجل عرض ٠»‏ وهو متصل” بالله " إتصال السكر 
بقصب السكر " . 

(47070 47-7 74): يفرق مولانا بين نوعين من العلم : علم تقليدي يتأتى عن 
طريق التقليد والتكرار والتعلم في المدارس » وهو العلم الذي ينفر المستمع من 
صاحبه ضيقا » ذلك أن طلبه من أجل مشترين ٠‏ لا من أجل الله » لقد طلبه من 
أجل كسب الجاه بين الناس » لا من أجل إكتساب نور الحق » وما أشبه ذلك 
العالم التقليدي بفأر ينقب لنئمه جحرا " وما أكثر الجحور التي يلجأ إليها 
فئران العلم والمعرفة في زمننا الحاضر " ء؛ وهم لا يستطيعون البعد عن الجحر ؛ 
تجد الواحد منهم ملازنما لجحره الذي اختاره لنشمسه ء ولو رآه النور لطرده 


اام 


أو لصرخ هو نفسه : واويلاه . ولذلك فهو يبذل جهده » لكن داخل الظلمات » لا 
يستطيع أن يخرج منها » لأنه لم يوهب " عقل المعاد " » ولو وهيه . لحلق 
يجناحه كالطييمور . 

(7450-7444) : علم المقال هو نفس العلم التقليدي » وهو بلا روح ٠»‏ وآيته أن 
يكون طالبا للمشترين » فإن وجدهم تعمق » وإن لم يجدهم » " أغلق دكانه " 
ومضى . لكن النوع الثاني من العلم هو ذلك النور الذي يقذفه الله في القلب » 
مشتريه هو الله سبحانه وتعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم 
بأن لهم الجنة ) ( التوية/١١١)‏ وأترك أنا لك تصور اليون الشاسع بين 
المشتري الذي من الطين » المفلس ٠‏ آكل الطين وبين أن يكون المشستري هو 
الله . وعليك بقوت القلوب " العلم الإلهي والفيض والنور والحكمة " فيتجلى 
في وجهك نور الحقيقة . 

)١457-7469(‏ : يناجي مولانا جلال الدين الله سبحانه وتعالى : ليس في 
مقدورنا أن نحول هذا الطين إلى نور ء لكن لطفك الذي يحيط بنا دون سبب 
ودون استحقاق " اللطف الخفي " جدير” حقا بأن يهب الإنسان المخلوق من الطين 
والعاكف على الطين » ملكة التسامي ٠»‏ فتأخذ بيده وتحرره وتشتريه » بأن تجعله 
عيدا خالصا لك » وتجعله ناظرا إلى الحقيقة دو حجب تحول بينه وبينها » فحل - 
يا إلهي- بيننا وبين تسلط هذه التفس » فقد بلغ بنا منها السيل الزبى والحزام 
الإبط » وضع عنا - يا إلهي- إصرنا والأغلال التي تقيدنا يها هذه النفئس 
الدنية ء فلا يستطيع هذا إلا أنت » وها نحن نستغيث بك من نفوسنا » لأنك 
أقرب إلينا منا ( ونحن أقرب إليده من حبل الوريد » ( ق/5١)‏ . 
(74775-74510): الدعاءٌ أيضا عطية من الله تعاالى ؛ وإذا أراد الله 


238 


خيرا بعبده » أجرى به الدعاء على لسانه ؛ وإلا فإن هذا الدعاء كالورد » ومتى 
ينبت ورد الدعاء من مزبلة الجسد إلا بلطف من الله سبحانهء ذلك اللطف 
الذي أجرى كل هذه الملكات من الإنسان » وأصدرها من جسد الإنسان دون 
أن يكون هناك تناسب بينهما » فجعل الفهم والذكاء بين الدم والأمعاء » وجعل 
نور البصر في شحمة » وسيل الحكمة يجري من قطعة لحم " اللسان " وجعل 
ثقبا وعظمة أداة للسمع » وهذه المعاني ناظرة: إلى ما روي عن الإمام عليه [ 
إعجبوا لهذا الإنسان » ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفئس من 
خرم] ( عن استعلامي )١10/1١‏ والشرع " وهو علم ومقال " هو الذي 
يوصلن ا إلى عالم الغيب وعالم الروح » وبساتين العالم الدنيوي ورياضه 
فرع لذلك البستان : بستان الغيب » بستان الجنة التي تجري من تحتها الأنهار ( 
التوبة ٠٠١/‏ واظر البيت 77٠١‏ من الكتاب الأول ) 

(35471): " الغريق يتشبث بكل حشيش " ( مثل عربي ) . 

(41076 478-17 7): أنظر الكتاب الأول الأبيات 737"4 وما بعده وشروحها. 
(543): أنظر الكتاب الأول الأبيات 87-4٠:‏ وشروحها. 
:)5507-760١(‏ إنني أمدحك أنت ؛ لكني أذكر إسم موسىه » لأن مدح 
الحاضر يوجب البعد » وأنت نفسك يا رسول الله قد قلت [ لا تمدح أخاك في 
وجهه]. 

(.76.05-76): من هذا البيت يبدأ مولانا في مناجاة » وعهد الله تعالى 
للإنسان باق » لكن الإنسان لا يزال ينكص عن عهده لله ويتساهه » وينصرف 
عن عبادته والاعتراف بربوبيته » ولا يفتأ يتنقل بين الألوان " شهوات الدنيا على 


21 


اختلافها " » وأمير الألوان هو الله سبحانه وتعالى ( في أي صورة ما شاء 
ركبك» ( الإنفطار /8) . ونحن أدرى بفضائحنا يا ألله وبما ارتكبنا من شرور »؛ 
فاستر علينا » ولا تفضحنا . 

)51١(‏ : لتكن البقية من وجودنا لك - يا ألله - فأنقذها من براثئن 
الشيطسان. 

:)5514-76١4 (‏ تندمج قصة الصحابي المريض مع إفاضات مولانا " حتى 
البيت ””55٠‏ والدعاء أيضا من تعليمك يا إلهي ( أنظر البيت 401 امن الكتاب 
الذي بين أيدينا ) والمثال على عفوك أنك عفوت عن آدم » وأرجعته إلى الجنة » 
وفي وسعك أن تعفو عن أبنائه .. وكيف تبيح يا إلهي أن تنصر الشيطان على 
الإنسان الذي كرمته ونفخت فيه من روحك » لكن تراه إنتصر على أدم عليه 
السلام حقيقة ؟ لقد كان يظن ذلك ٠‏ ذلك أنه قنع بالبدايات " النقلة الأولى " » ولم 
يكن يعلم أن اللعنة الأبدية سوف تحيق به » والهزيمة الأبدية سوف تكون له » 
وأنه كان يصف جنده » ويمكر مكره » لكي تحيق الهزيمة به هو . 
(35514-7576): إن الخطوة الأولى عند من يريد العلاج أن يعترف أولا بأنه 
مريض » وأن يدرك إلى أي مدى وصل هذا المرض » وأن يتألم » وذلك قبل أن 
يصل مرضه إلى مرحلة غير قابلة للعلاج . يولد الرجاء وينقضي اليأس ٠‏ مثلما 
يولد الطفل من ألم المخاض » ومثلما تكون الأم حاملا بالطفل » يكون القلب 
حاملا بالأمانة » اى بأسرار الحق » والأم لا تعلم » لكن القابلة " المرشد " تعلم » 
وهناك مدعون يتظاهرون بأنهم يعانون حمل الأمانة » لكن حذار » فثمة فرق 
بين أن يقول الحلاج " أنتتتا الحق " وبين أن يقول فرعون " أنا ربكم الأعلى" 
( أنظر الأبيات ١8١54‏ من الكتاب الأول و/ا0"#؛و ١4١79١51‏ من الكتاب 


2# 


الذي بين أيدينا ) ف ' أنا " هنا تطرح بمعنيين مختلفين متناقضين » يستوجب 
أحدهما الرحمة » ويستتبع الآخر اللعنة ؛ بين قولة حق يقولها فان في اللهء 
وبين إدعاء للألوهية يصدر عن متكبر جبار وطاغية ظالم يشارك الله 
ملكوته . يقول مولانا في كتابه " فيه ما فيه '[ إن الناس يظنون أن قول 
أنا الحق إدعاع' عظيم » لكن دعوى أنا العبد إدعاء* أعظم » فمن يقول أنا عبد 
يثيت وجودين : وجوده هو ووجود الله » لكن من يقول أنا الحق يفني نفسه 
ويذروها أدراج الرياح » يقول أنا الحق أى أنا عدم » والكل هوء فلا وجود إلا 
وجود الله » وأنا بأجمعي عدم محض وهباء » وفيها تواضع أكثر » ومن هنا 
فالناس لا يفهمون » يقوم العبد بالعبودية حسية لله ٠‏ والخلاصة أن عبوديته 
موجودة » بالرغم من أنه يرى نفسه لله وفعله لله ويرى الله » فهو ليس إلا 
غريق في ماء » وغريق الماء هو الذي لا يصدر عنه فعل ولا حركة » وتكون 
حركاته هي حركات الماء ] (عن جلبنارلي ؟5959/7) » ألمهم إذن هو الموقف 
الذي صدر فيه القول » والمنطلق الذي انطلق منه؛ وانظر إلى هذا المثال البسيط: 
إن أذان الديك في أوانه مستحب ٠‏ لكن الديك الذي يؤذن في غير أوانه يكون 
ضار مضلا » ومن ثم يستوجب قطع رأسه ( مثال تكرر أكثر من مرة في 
المثنوي» على سبيل المثال لا الحصر أنظر الكتاب الأول547 والبيت517١١)‏ 
وما قتل هذا الديك ؟ المجاهدة والأخذ بالشدة وقتل النفس الأمارة بالسوء . 

:)35١147-7675(‏ وفي قتل النفس أمان لها ٠»‏ ألست ترى أنك بقطع ذنب 
العقرب تنجيه من التعرض للقتل ؟ وفي قطع ناب الحية تنجيها من الرجم 
بالأحجار؟ والشيخ " المرشد " هو الذي يساعدك في قتل النفس » فقوته من قوة 


اغة 


الله » لأنها بتوفيق من الله » وإن لم تصدق أن الله يجري بعض الأفعال على 
أيدي عباده المخلصين والفعل فعله تعالى فاقرأ( وما رميت إذ رميت » ولكن الله 
رمى »؛ ( الأنفال ١7/‏ - وانظر أيضا البيتين 59١51و570‏ من الكتاب الأول ) 
حتى الروح في كل ما تقوم به تكون صادرة عن الله تعالى وهو روح الروح » 
والأخذ المذكور ها هو أخذ العناية لا أخذ العقوبة » وهو مهما أمهل الداعي » 
فإنما يمهله حبا في سماع دعائه »ء ويؤخره ليسمع شكواه وبثه » لا كرها منه 
سبحانه بل حبا منه » يريدك حاضرا حضور المحتاج » لا غائبا غيبة المستغني » 
ولو كان لا يريدك ٠»‏ لما أصابك بلحظة من ألم لأنه لا يجب أن يسمعك تتضرع 
إليه(أنظر الكتاب الثاللث الأبيات ”١1-١51‏ وشروحها). 
(5501-7545): الإنسان دائما في فصل وفي وصل ٠‏ واعلم هذا يقينا » 
واقرأ " والضحى " متمعنا » فلقد غاب الوحي عن الرسول فقال له ( ما ودعك 
ربك وما قلى © ( أنظر البيتين57٠”و”١”‏ من الكتاب الذي بين أيديئما) » وإن 
كان لديك شك وإنكار فاعلم أن فضل الله تعالى دائما يفوق استحقاق العيد ( أنظر 
البيت ١84٠‏ من الكتاب الأول والبيت 404 من الكتاب الذي بين أيدينا ) و( إن 
الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء» ( آل عمران /77) وكل مظاهر الكون من 
قبيخ وجميل من فعله هو ٠‏ والتقش القبيح أيضا يدل على أستاذية النقاش ( أنظر 
الترجمة العربية لحديقة الحقيقفة لكاتب هذه السطور الأييات 511١-99:‏ 
و454-441 وشروحه) ويضرب مولانا الأمثلنة : يوسف والحور في مقابل 
الشياطين والأبالسة » كلها من كمال معرفته وحسن صنعمه . 
(؟5555-76565): البيت؟7557 يكاد يكون منقولا من حديقة سنائي ( البيت رقم 
١‏ . أنظر الترجمة العربية للحديقة وشرح البيت رقم )١5‏ وكلاهما عايد : 
مؤمن يرجو وجه الله » ومجوسي يعبده من أجل حطام هذه الدنيا » أو أن المعنى 


المؤمن يعلم أنه يعبد الله » والمجوسي يعبد ما يرى أن الألوهية متمثلة فيه » 
أحدهما يعبد لعمارة الروح » والآخر يعبد لعمارة الجسد » وفي النهاية يعود إلى 
الله » والقبيح لا يرى في الله إلا أنه خالق القبح الذي هو فيه » وإبليس نفسه قال 
( رب بما أغويتني » ( أنظر البيت رقم538١‏ من الكتاب الأول ) لكن الجميل لا 
يرى فيه سبحانه إلا صفات الجمال . 

:)55119-75٠0(‏ عودة إلى الحكايةالتي بدأت بالبيت 7١5457‏ وعاد مولانا إليها 
في البيت 5١1١4‏ وفي البيت 754 1: ينصح الرسول 6ه الصحابي المريض بدلا 
من أن يطلب من الله أن يعذبه في الدنيا العذاب الذي سوف يتعرض له في 
الآخرة » أن يطلب من الله في دنياه حسنة وفي آخرته حسنة ويقول ( ربنا آتنا 
في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ؛ء وقنا عذاب النار » ( البقرة/ )5١١‏ .. 
يومذاك يتساءل المؤمئنون : رب » ألم تقل في كتابك العزيز( وإن منكم إلا 
واردها كان على ربك حتما مقضياغ) إننا لم نمر ينار » بل كان كل ما مررنا 
به بساتين ورياض ٠‏ والمعنى ناظر إلى الحديث الشريف [ يأتي أقوام أيواب 
الجنة فيقولون: ألم يعدنا ربنا أن نرد النار ؟ فيقال : بل مررتم به وهي خامدة ] 
( أحاديث مثنوي / 54 - وانظر أيضا معارف بهاء ولد / ص )4١8‏ . 
(35587-75548):وإخماد نار الآخرة من أجل المؤمنين جزاء أوفي لقيامهم 
بإخماد نار شهواتهم وغضبهم وحرصهم وظلمة جهلهم في الدنيا » لقد قضوا على 
النفس الامارة وبذروا بذور الوفاء » واستجابوا لدعاة الحق من أنبياء وأوياء 
( وهل جزاء الإأحسان إلا الإأحسانن ) ( الرحمن / )٠١‏ ء لقد فنوا عن 
أنفسهم وبقوا بالحق ( عن البقاء والفناء أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب 
الثالث ) » وخيال الحبيب الأسمى كامن في السرائر ' الباطن وهو أعلى من 


2 


القلب ويه تبدأ المعرفة - أنظر البيت 7714من الكتاب الذي بين أيدينا ) 
( استعلامي / ؟7- 5915) . 

)١590-1680(‏ : إشعال شموع البلاء أى جعل القلوب متجهة إلى عشق الحقء 
واولتك العشاق الذين وصلوا إلى معرفة الحق وأصبحوا في أتون العشق » 
يضحون بأنفسهم كما يضحي الفراش بنفسه على لهب النار ؛ واولئك المميزون 
شيوخ الإرشاد هم مجنك أمام البلاء » ويصلون بك إلى مرحلة لا يؤذيك معها 
العشق » فتمتليء علما وفيضا ومعرفة ٠‏ كما يمتليء الكأس بالخمر ٠‏ فاجعل 
لنفسك منزلا في قلوبهم " الفلك " » فهم كواكب الهداية والإرشاد والتعليم 
( عطارد : أنظر البيتين 58٠و 15١7‏ من الكتاب الذي بين يدينا ) » قهناك 
يفتحون دفاتر قلوبهم للمريدين الجديرين ويبوحون لهم بالأسرار ٠»‏ فهم الأهل » 
وهم بدور الهدى . 

-755١(‏ 3537): البيتان يؤكدان دورالمرشد في كمال السالكين » قالجزء هو 
المريد » والكل هو المرشد » وقد أثار البيت 755037 مناقشة واسعة لاستخدامه 
مصطلحي الجنس والنوع » وأغلب من تناولوا البيت بالشرح كانوا ناظرين إلى 
المعنى الفلسفي وإن كان استعلامي قد قسر المصطلحين بانه لا علاقة لهما 
بمصطلحات الفلاسفة » وأن المرشدين هنا تشملهم كلية معينة بينما تشمل 
المريدين كلية أشمل ٠‏ أى أن المريد باتصاله بالشيخ يدخل في كلية أجمع » بحيث 
يشاهدالغيوب بعين الباطن ( استعلامي / )١15-7‏ ويستفيض جعفري -١85/5(‏ 
9) كعادته في المناقشة وينتهي إلى قبول رأى الأنقروي (؟8/1١١)‏ الذي قال : 
إن كل جنس إمتزج بنوع خاص وآنس إليه يكون في حكم نفس ذلك النوع » مثل 
امتزاج كلب أهل الكهف بأهل الكهف » واتحاد جنس النبات بصورة الحيوان » 


واتحاد الحيوان مع الإنسان » فيدخل في شكل الإنسان » وانظر إلى الحقائق 
الغيبية التي تخلصت من مرتبة الباطن وظهرت في عالم الظهور بمرتبة العيان » 
أى إتجه إلى أرواح جاءت من عالم الغيب إلى مرتبة اليقيين ' وقال 
المولوي ( 077/7) تفسيرا قريبا من هذا التفسير . والواقع أن الشراح قد 
استفاضوا حيث لا موجب للإستفاضة : فالجنس هنا هم عامة المريدين » 
والمرشدون نوع خاص من هذا الجنس ؛ صار نوعا من سيره وسلوكه » 
وبانضمام المريدين إلى المشايخ » وسلوكهم الطريق » تتفتح أمامهم الغيوب 
فيتحولون بدورهم إلى نوع خاص . 

)١5١١5 -55595(‏ : يوجه مولانا الكلام إلى اولتك الذين لا يهتمون بالمرشدين 
الأولياء » وما أشبههم بالنساء » كل عملهن الغواية » ومع ذلك يخدعن 
بالمداهنة واللفظ الحلو » وما أشيههن بالنفس الأمارة ( أنظر الأبيات 17779- 
1" امن الكتاب الأول وشروحهما) وسب الملوك لك وصقعهم إياك 
وشقهم عليك بالتكاليف أقضل لك من ثناء الضالين المضللين » وخير لك صحبة 
الشيوخ » فهم الدولة الخالدة » وهم خلعة السلطة » يتحول جسدك بهم إلى روح » 
وبهروبك منهم تصبح عاريا معوزا مثتلما يهرب صبي من أستاذه في الصنعة » 
فلا يتقن عملا ء وإذا كنت قدعاينت هذاالأمر بالنسبة لحرف الدنيا ء فما بالك 
بحرفة الدين ؟ تلك التي لا ينفض سوقها هناك » وليست قاصرة على سوق 
الافتا : 

(55117-5.65): إن حرف الدنيا بالنسبة لحرفة الدين لعب ولهو( وما هذه 
الحياة الدنيا إلا لهو ولعب » ( الأنعام /” - العنكبوت/ 75 - محمد/ 5" - 
الحديد / ٠١‏ ) إنها أشبه بجماع الأطفسال »ء تماس ولا جماع » حانوت طفل 


هه 


يفتحه للعب » وهمي ولمجرد إزجاء وقت الفراغ ء وأية قيمة لها عندما يدلهم 
الليل » ليل الموت » ويتفرق الأطفال ويمضي كل طفل إلى منزله . لكن أنظر 
إلى كسب الدين : العشق والانجذاب والتواصل المستمر مع المحبوب الأزلي 2 
كسب القلب » لا كسب الئفس الخسيسة التي من ديدنها المكر والحيلة حتى في 
سبيل الكسب الشريف . 

)١١14(‏ الحكاية التي تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزانفر ( مأخذ /؟/ا-7) 
ورد أصلها في قصص الأنبياء للثعلبي " ويروى أن رجلا كان يلعن إيليس كل 
يوم ألف مرة » فبينما هو ذات يوم نائم » إذ أتاه شخص'” فأيقظه وقال قم فإن 
الجدار هاهو يسقط » فقال : من أنت الذي أشفقت علي “هذه الشفقة ؟ فقال له : أنا 
ابليس » قال : كيف وأنا ألعنك في اليوم ألف مرة ؟ قال : هذا لما علمت من 
محل الشهداء عند الله تعالى فخشيت أن تكون منهم فتنال ما ينالون " كما أورد 
فروزانفر ما يشبهه نقلا عن البيان والتبيين للجاحظ » وحديثا عن حلية الأولياء 
ولا علاقة لكليهما بالحكاية . ومعاوية هنا شخصية ثابتة الإيمان »ء متضرعة إلى 
الله به مسحة روحانية » وعنده معرفة بخداع النفس مما دفع الشراح الشيعة 
إلى الإعتراض (!!) ( استعلامي /؟/15-755 اوجعفري .)٠١7/5©‏ 
(7317-7537) : إشارة إلى الحديث النبوي الشريف [ عجلوا الصلاة قبل 
القوت ٠‏ وعجلوا التوبة قبل الموت ] 

(55110-75175): عن إبليس في أوان عبادته وطاعته : قيل عبد الله ستماثة 
سنة حتى سمي طاووس الملائكة » وكان خازن الأرض والسماء » وفي 
حديث عن ابن عباس «ه [ جُعل إبليس ملك سماء الدنيا » وكان يسوس بين 
الناس» وبين السماء والأرض ] ( أنقروي ؟/408) . 


(3141-5555): ينظر مولانا إلى الحديث القدسي [ إنما خلقت الخلق ليربحوا 
علي » ولم أخلقهم لأربح عليهم] ( أحاديث مثنوي / 58) . 

(1101-75565) : يصور مولانا إبليس على أنه لا يزال يطمع في الرحمة » 
فالقهر حادث واللطف قديم » والحادث لا يتغلب على القديم , وفي الحديث 
القدسي : |[ رحمتي سبقت غضبي ]. 

(؟25164-7555): يصور إيليس هنا عدم سجوده لآدم<١*‏ بأن ذلك غيرة على الله 
تعالى من أن يسجد لسواه » وقد ورد هذا الجواب في حديث دار بين إبليس وأحد 
الصوفية » ورد عليه الصوفي بأن هذا نفاق ظاهر لأن المحب يطيع أمر محبويه 
. ويفسر إبليس بأن الغيرة شرط من شروط المحبة »؛ مثلما يشترط أن تقول 
للعاطس " عافاك الله أو أبقاك الله » وفي حديث نبوي [ إذا عطس أحدكم فليقل 
الحمد لله رب العالمين وليّقل له : يرحمك الله ] ( مولوي 5١/١‏ ) . 
(3150-5566) : يتوسل إيليس بحيلة جبرية ء لقد كانت نقلة واحدة » 
إمتناعي عن السجود » ولم يكن أمامي سواههفا ء كانت في تقديره ولوحه 
المحفوظ فيما كتب على منذ الأزل » كتب علي أن أهزم وأن أحصر في هذه 
المباراة بيني وبين آدم » كان علي أن ألعب دور إبليس وقد لعبته » ومن ثم كان 
هذا العصيان في الأصل طاعة له ء لا زلت أتلذذ بها ٠‏ ولا أستطيع أن 
أتخلص منها .. أكان عصياني إذن مني ؟ بل منه العصيان والطاعة . 

(570؟) : أى كل ما تقوله صحيح - وهو بالطبع ليس كذلك - لكن دورك فيما 
تسميه لعبة ليس إلا الفساد والإفساد والكفر والفسوق والعصيان ٠‏ 

( 5655) :زم فاذهب فإن عليك لعنتي إلى يوم الدين »2 . 

(51780-573748): أنظر الكتاب الأول البيت "١4‏ . 


541-511 : يضرب معاوية الأمثلة بمن أضلهم إبليس من الأمم السالفة : 
قوم نوح ( الأعراف /14) وقوم عاد ( الحاقة / " وانظر البيت 8658 من 
الكتاب الأول ) وقوم لوط ( النمل/ 58 وهود/؟5 ) والنمرود الذي أعلن الحرب 
علىالله » ( أنظر آخر الكتاب الخامس ) وفرعون وأبي لهب وأبي الحكم الذي 
تحول من جرائك إلى أبي جهل و" إلا من عصم " إشارة إلى قوله تعالى ١‏ لا 
عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم » ( هود / ؟5) . 

(1187-7587) : يداقع إبليس عن نفسه : إتني أنا المحك الذي يفرق بين 
الصالح والطالح ( الضرورة الإبليسية أو ضرورة وجود إبليس تعد بابا من أبواب 
الأدب العالمي الحديث » ولعل مولانا بأبياته هذه كان أول من أثار هذه النقطة 
على نطاق واسع ) » غير أن إبليس هنا ينفي عن نفسه تهمة الوسوسة والتوقيع 
في الشر » وأنه لو كان منتصرا على طول الخط » لما كان هناك خير » ولما 
كان هناك صالحون » والمهم هو الإنسان » إنه عندما يُهزم داخل الإنسان » لا 
يأمر إلا بالخير » ألم يقل رسول الله [ أسلم شيطاني على يدي قلا يأمرني إلا 
بخير ](مولوي 070/7) . ثم يقول : إنني مجرد عارض » أعرض الشر 
ولا آمرك بعمله » وإنما يقوم كل امريء باختيار ما يتوافق مع ميله وطبيعته . 
( ألم يقل أنه يزينه ويلح فييه ؟). 

(5195-755) : ويواصل إبليس : من يقول أن قوام العالم يقوم على الخير 
فحسب ' اللطف الإلهي " »إنك إن نظرت نظرة متفحصة تجده يقوم على 
الخير والشر ؛ فالخير والشر والجميل والقبيح كلاهما تجل للحق ( أنظر البيت 
© "من الكتاب الذي بين أيدينا وانظر الكتاب اشاس الأبيات هلاه- امه 
وشروحها ) » والنفس تطلب العشب والعظام » والروح تطلب قوتها من العلم 


44 


والفيض ٠‏ ثم يقول : إنني مجرد مرأة » كل إنسان يرى في صورته » فإن كان 
خيرا نبذني » وإن كان قبيحا قيلني ٠‏ وأنا لست خالق الشر على كل حال . 
(25118-5551) : المثال الوارد في البيتين فيما يقول فروزانفر ( مآخذ/14؟- 
©) ورد في حديقة سنائي ( أنظر الترجمة العربية الأبيات -4.7٠6‏ 
؛وشروحها)» كما ورد حديث مفصل عن الموضوع في مقالات 
شمس ( أنظر الكتاب الأول الأبيات ٠1566-/#5517وشروحها).‏ 
(5003-710760) : يخوض إبليس في قضايا فقهية : إنه مجرد شاهد » شاهد 
على الجمال وشاهث” على القبح » ثم يدعي أنه يقوم بتربية الغصن المثمر » أىئ 
أن صلاح الصالحين يزداد ومقدرتهم على الطريق تتشكل بمقاومتهم له » هو في 
الحقيقة بستاني يتعهد الأشجار المثمرة بالرعاية » بينما لا تستحق الأشجار 
العجفاء منه إلا القطع » الشر ليس إذن منه » لكنه من طبع الشرير . 

. أنظر البيت 7” ١من الكتاب الأول‎ : )١50719( 

(١5717):أنظرالبيت 44٠‏ ١من‏ الكتاب الأول. 

(0754-71777؟): أنظرلتفصيل الفكرة الكتاب الثالث الأبيات : 7714-5115 و 
١0هتوشروحها.‏ 

(375) :[حبك الشيء يعمي ويصم] ( أحاديث مثنوي / 5؟). 
(730707)إبليس يعتذربأنه إرتكب ذنباواحدا » نعم واحد” عددا »لكنه أصل الذتوب 
والخطايا : الإمتناع عن تنفيذ الأمر الصريح » والكبر » والحسد » وتحدي 
الإلله. 

(73745) : المعنى ناظر” إلى الحديث الشريف [دع مايريبك إلى ما لا يرييك . 
فإن الصدق طمأئينة والكذب رييبة ] ( بأسانيده في أحاديث مثنوي/5؟ ) . 


(5765): الحكاية التي تبدأ بهذا البيت مستندة على حديث نبوي أورده فروزانفر 
دون إسناد [ القاضي جاهل بين عالمين |( أحاديث / ٠6‏ ). 

(5754) : [ وأماالرشاء في الأحكام يا عمار فهو كفر بالله العظذيم] و [ أيما 
وال إحتجب عن حوائج الناس » إحتجب الله عنه يوم القيامة وعن حوائيه» 
وإن أخذ هدية كان غلولا ؛ وإن أخذ رشوة فهو شرك] وردت في المكاسب 
للشيخ مرتضى الأنصاري ( عن جعفري «/ 8/ا1١-‏ 776) . 

(78775-7871) :المتحدث عن الجهات هو الذي يقول بالدلائل والآثار 
الظاهرية ء والخارج عن الجهات هو الذي عبر هذه المرحلة وأدرك الحقيقة 
» وبالنسبة لمن تحقق من رجال الحق » فإن الآيات والبينات لا ضرورة لها ولا 
أثر » وهناك ثلاث مراحل من التكامل الروحاني : فالواصلون في ذات الحق 
غرقى في الذات » واولئك الذين لم يبلغوا الوصال كلكن لديهم المعرفة سعداء 
يمعرفتهم الصفات » وأولئك المحجوبون عن الصفات يحبون صنع الحق 
ومخلوقاته » ومن وصل إلى المرحلة الأولى ثم إهتم بالمرحلتين الأخريين » 
يكون كالغريق في الماء » ثم يصعد لكي يبحث عن صفة الماء ولون الماء » 
ومن ثم ينزل عن درجته . (استعلامي /7- )"٠05‏ . 

(35875-74875) : ولكل.مرتية وظائفها » والله ينتظر الكثير من عياده الكمل » 
ومن ثم قيل [ حسنات:الأبيرار سيئات المقربين ] ( تعامل على أنها حديث نبوي » 
واعتبرها صاحب اللأليء المصنوعة من الموضوع » ونسبت في إتحاف السادة 
المتقفين إلى الصوفي أبي سعيد الخراز - أحاديث / 15) والبيت 75875 ناظر 
إلى الآية الكريمة ( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» ( الرعد 
)١7/‏ ثم يقول مولانا : إنما يذنب المرء فيحيق به البلاء فينسب هذا إلى الجبر 


ه٠‎ 


جهلا ( أنظر الكتاب الأول الأييات 51١-1١41077‏ ١وشروحها)‏ فلماذا لم 
تقل بالجبر حين كنت مكرما ومعززا بطاعتك ؟ 

(1876) : القصة التي تبدأ بهذا البيت قائمة على الآيات الكريمات ١:‏ والذين 
اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله 
ورسوله من قبل ٠»‏ وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى - والله يشهد أنهم كاذبون . لا 
تقم فيه أبدا » لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه » فيه 
رجال يخبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين » أفمن أسس بنيانه على تقوى 
من الله ورضوان خير” أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار 
جهنم » والله لا يهدي القوم الظالمين » لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم 
إلا أن تقطع قلوبهم ء والله حكيم عليم » ( التوبة / )١١١-١٠١1/‏ ء ذكر إبن هشام 
( السيرة النبوية /؟070-5) أنهم إثنا عشر شخصا وذكر أسماءهم » وذكر غيره 
أنهم كانوا خمسة عشر شخصا من المنافقين » بنوا المسجد ليستقدموا إليه أيا 
عامر الراهب من الشام ليعظهم فيه » وليلقوا بالفرقة يين جموع المسلمين » وكان 
الرسول:8 يتجهز لتبوك » فلما دعوه إلى المسجد » أمهلهم إلى عودته عليه السلام 
من الغزو » ثم نزلت الآيات الكريمات وفضحتهم . ودمر المسجد » مسجد 
الضرار ( جلبتارلي / 739-17") ليبين أن الأساس هو المعنى والنية والقصد » 
وليس البناء السامق المزين ( وكم من المساجد تعد تحفة للناظرين بنيت على 
طول العالم الإسلامي وعرضه الآن لترويج النفاق والصد عن سبيل الله) » 
ومسجد الضرار في المصطلح الصوفي هو النفس الثي تزين كل قبيح وتلبسه 
أبهى صورة . 

(5851) : [ لياكم وخضراء الدمن » قيل ومن خضراء الدمن يا رسول الله ؟ 
قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء ] ( أحاديث /15) . 


عه١ا‎ 


(866م؟-مه8 ١‏ ) : التجربة هي المحك » ولا شجاعة قبل الحروب ٠‏ وظاهر 
القول خداع » وبالخطب لا تكسب المعارك » والجبان المتشدق بالشجاعة أخطر 
على أمته من الجبان الصامت ( أنظر لتعبير آخر عن الفكرة الكتاب الثشالث 
الأبيات 4١1-407‏ وشروحها ) . 

(510-7455م1) : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم » ( 
الأحزاب )5١/‏ وفي الحديث الشريف [ أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم » فمن 
توفي من المؤمنين فترك دينا فعلىّ قضاوؤه » ومن ترك مالا فلورثته ] و [ مثلي 
ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها 
»أنا آخذ بحجزكم عن النار » وتفتنون من بعدي ] ( بأسانيدهما في أحاديث 
مثنوي / )1١‏ . 

(1870) : لينظر مولانا اليوم » ولير إسلاميين يأتيهم التوجه من اليهود 
والنصارى » ويهودٍ ونصارى يستشهدون بآيات القرآن , ومسلمين اسم 
يجعلون النصارى واليهود قبلتهم » وكنائس تعد كمنابر إسلامية لترويج الإسلام 
الأمريكي » وصدارس تفتتح » وميزانيات ترصد » لتربية المسلمين بالإسمء 
ليعودوا فيقومون بمهاجمة الوحي والحدود والشريعة مما يطول شرحه » ولا 
يغيب هذا عمن تفتحت قلوبهم » والذين يشاهدون مساجد الضرار تبنى كل 
بسحو : 

:)7١817(‏ المقصود أبو عامر الراهب » وسماه الرسول #8 بالفاشق وهو 
أيوحنيظلة غسيل الملاتكة ( أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي : دلائل النبوة 
جاه اص .3559 - بيروت )١585‏ 

(5880) : كانت جماعة المنافقين قد لحقت بالرسول* في تبوك ٠»‏ وأثناء عودته 
فد تآمروا على إغتياله في العقبة » إلا أن الله سبحانه وتعالى أطلعه على 


مع 


أسرارهم ونجاه من مكرهم ( أنظر التفاصيل في دلائل النبوة جاه صص 5ه؟- 
)٠‏ وفي النص : " جمعهم رسول الله وهم إِثنا عشر رجلا » الذين حاربوا الله 
ورسوله وأرادوا قتله » فأخبرهم رسول الله بقولهم ومنطقهم و و علانيتهم 
» وأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك بعلمه » ومات الإثنا عشر منافقين محاربين 
لله ورسوله » وذلك لقوله عز وجل ( وهموا بما لم ينالوا) التوبة/74” ( دلائل 
النبوة /ه-559؟) . 

(5884-7885) : المستعد للقسم دائما » مستعد أيضا للحنث به . والمعنى 
ناظر” إلى الآية الكريمة ( إتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله » فلهم عذاب 
مهين » ( المجادلة )١5/‏ . 

)١ / والله يشهد أن المنافقين لكاذتب ون ) ( المناققون‎ ( : )18489( ٠ 
(؟5895-5894) : ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة‎ 
ولهم عذاب عظيم ») ( البقرة /7) ويقارن مولانا بين صوتين : صوت الحق‎ 
وما له من قوة حتى وإن كان هامسا » وصوت الباطل وما فيه من ضعف وإن‎ 
كان صاخبا » والذين يصدون عن سبيل الله حجتهم داحضة مهما أوتوا من‎ 
بلاغة الأسلوب ( أنظر في الكتاب الأول حكاية الوزير اليهودي الذي كاد‎ 
للنصارى ) » يظل في أسلوبهم وفي بيانهم شيء ما يقول أنه مأجور " مثل‎ 
الثوم في حلوى اللوز ومثل الإبر في الخبز " ويشبه مولانا صوت الحق الذي‎ 
يسمعه الرسول# بشأن المناققين بوضوح الصوت الذي سمعه موسى هه عند‎ 
. ) 59 / الشجرة المقدسة في طور سيناء ( طه/١٠-النمل //ا- القصص‎ 
هذا الجزء من قصة مسجد الضرار لم أجد له سندا . وربما‎ : )5904-7838( 
يكون من إضافات مولانا جلال الدين كي يخوض بعده في الحديث عن أولئشك‎ 


الذين يغترون بالمظهر » فإن ذلك الصحابي المعترض لم يكن لديه دليل إلا أن 
هؤلاء المنافقين من أهل الشيب والوقار " مثلما يفال عن بناة مساجد الضرار 
أليوم أنهم من العلماء وأصحاب الكتب وحملة الدكتوراة والمتعلمين في أوربا " . 
(79:85-١91؟)‏ : مثلما يحدث كثيراً » ويقصه مولانا فى المثنوى يأتى الجواب 
لأهل الإيمان عن طريق الرؤيا الصادقة (أنظر حكاية الملك والجارية المريضة 
فى الكتاب الأول وحكاية الذى قيل له أن هناك كنزا ينتظره فى مصر فى الكتاب 
السادس على سبيل المثال لا الحصر) . 

)855-5901١(‏ : أهل المجاز هم أهل الظاهر وأهل الاستدلال . ويقارن مولانا 
بين بناة مسجد الضرار وبين أبرهة الذى قصد هدم الكعبة . (سورة الفيل) 
ويناقش مولانا قضية أن بعض الصحابة أيضا خدعوا ببناة مسجد الضرار 
وظاهر تقواهم ,٠‏ إلا ان كلامنهم إقتنع بواقعة من الواقعات أى مشساهدة من 
المشاهدات ثم يجمع مولانا كل هذه المشاهدات فى تعبير واحد : حكمة القرآن » 
وهى ضالة المؤمن (أنظر ١57‏ من الكتاب الذى بين أيديتا) . 

(5985-747) : فاقد الناقة ذلك المؤمن الذى يعلم أنه مرتبط بمبدأ الخليقة 
متصبل بهاء وهو لا يزال يبحث عن حقيقة الوجودء والحكمة هنا هى العلم 
بالقرآن » وهى هارية منك وراء الحجب أى الدنيا وعلائقها المادية وهوى النفئس 
» والقافلة : هى السائرون فى طريق الحق والسالكون » وصاحب الناقة الضالة لا 
يزال يبحث بكل الوسائل والسبل حتى يعثر على ضالته وينضم إلى القافلة » وكل 
خسيس أى كل جاهل غير عارف بالطريق يرسله إلى جهة ما على العمياء » إنه 
يتحدث عن الأمارات لكنه لا يتحدث عن الحقيقة » وهو عاكف على الإمارات » 
ينفق عليها ويدفع فى سبيلها (استعلامى 07/7) والقصة فى الحقيقة على ما لم 


يفطن إليه الشراح قائمة على مثل شعبى هو "شتر ديدى ... نديدى" رأيت 
الجمل... لا لم تره" » وهو منسوب إلى حكاية حدثت لسعدى الشيرازى الشاعر 
المشهور الذى وصف إمارات جمل ضال لصاحيه دون أن يراه وعلى مظاهر 
بدت منه (أمير قلي امينى »؛ داستانهاى امثال ص 51١‏ - 175؟ ؛» اصقهان 
١‏ ها.ش) والحكاية ذات أصل عربى ويضرب مثلا على الفراسة . 
(5947-7930) : أولئك الذين يذكرون الأمارات (وقد تكون صادقة) دون 
رؤية » يسوقون مولانا إلى أولئك الذين يعتدون على الأمارات فى معارفهم : 
الفلاسفة والفقهاء والمتكلمون الذين حرموا (الرؤية) واعتمدوا على (الأمارة) » ثم 
يعود مولانا فيقول أنه لا يوجد زيف ليس فيه حقيقة » فالزيف يُقبل على أنه 
حقيقة» ولو لم يكن الزيف ٠‏ لما كانت الحقيقة (أنظر الكتاب الخامس ؛ الأبيات 
هلاه - 08١‏ وشروحها) » الأمور تظهر بأضداها » ويفصح مولانا : لا خيال 
هناك فى العالم دون حقيقة » وإنما تختفى الحقيقة فى الخيالات إختفاء ليلة القدر 
بين الليالى فليس معنى أنها مختفية أنها ليست موجودة » وليس معنى وجودها 
بين الأيام » أنها مثل كل الأيام » (الفكرة تشبه تماما فكرة اختفاء الإمام الغائب 
عند الشيعة الإثنى عشرية » بين البشر » ليس معنى أنه غير معروف أنه غير 
موجود) 

)١96517- 5544(‏ : من هنا فالمطلوب الامتحان والمحك (الميزان هو الشيخ 
والمرشد » فمن بين لابسى الخرق الذين تزدريهم الأعين قد يكون هناك سلطان 
حقيقى من سلاطين الدين » وفى شرح السبزوارى (ص )١77‏ بعض الأولياء 
ضنائن الله فهم مستورون عن نظر الخلق لا يظهرون كأولياء ومعرفتهم 
صعبة» وفى الحديث « إن اله خبأ ثلاثة في ثلاثة : رضاه فى طاعاته » قلا 
تستحقرن شيئا من طاعاته » فلعل رضاه فيه » وخبأ سخطه فى معاصيه فلا 


مد 


تستحقرن شيئا من معاصيه » فلعل سخطه فيه وخبا أولياءه تحت خلقه؛ فلا 
تستحقرن أحدا فلعله هو الولى . وقدرة التمييز من صفات المؤمن « المؤمن 
كيس فطن » (أحاديث مثنوى/17) الخير موجود مهما كان الشر غالبا » وهكذا 
سوق الدنيا » ملئ بالتجار المختلفين : التجار الأنبياء الذين يتاجرون فى البضاعة 
الغالية « سلعة الله غالية » ألا إن سلعة الله هى الجنة » » أما التجار الآخرون 
فيبدون الحية مالاً » " المال حية والجاه أضر منها " » وإذا كنت تريد أن تعرف 
حقيقة هذه التجارة » فأنظر لمن تبعوا الأنيياء » ( قل ما عند الله خير من اللهو 
والتجارة » (أنظر الكتاب الثالث » الأبيات 47١‏ - 478 وشروحها) » ثم أنظر 
إلى خسر فرعون وثمود (أنضظر الأبيات 8517 و١757‏ من الكتاب الأول 
والأبيات ٠١45‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) والله سبحانه وتعالى قد قال لك <( 
أرجع البصر »© . 

(59554 -1977) : يفسر مولانا ما ورد فى البيت 79151 استنادا على القران 
الكريم ( الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت » 
فأرجع البصر هل ترى من فطور » ثم أرجع البصر كرتين يتقلب إليك البصر 
خاسئا وهو حسير » (الملك /4-5؟) . فإذا كان قد قال هذا بشأن السماء المنيرة 
فما بالك يالأرض الكدرة ؟! تخيل كم من الجهود ينبغى علينا أن تقوم بها حتى 
تميز الصافى من الكدر » ويخاصة أن الله سبحانه وتعالى قد أقام عماد هذه الدنيا 
على كثير من الظواهر المتناقضة » شتاء وصيف وربيع » رياح وسحب وبروق» 
تراب بداخله معادن ثمينة سرقها هذا التراب وتخرجها شرطة الحق بالوعد 
والوعيد » والتخويف والترغيب » واللطف والقهر (أنظر الأبيات 1459 - 
6 من الكتاب الأول) » وهكذا أيضا باطن الإنسان تتوالى عليه هذه الظواهر 


كه 


(أنظر 57 من الكتاب الأول فى داخلك خريف وربيع لحظة بلحظة) » ويكون 
من نتيجته توالى القبض والبسط عليكء كآبة لا تدري لها سببا » وسرور لا تدري 
له باعثا (أنظر الكتاب الثالث» الأبيات 857-144 و551١11709-1‏ وشروحها) 
(5177 --1375) : وهكذا يتوالى القبض والبسط على المجاهد (فى الطريق) » 
وذلك لأن الأبدان سارقة لضياء الأرواح ومن ثم تنصب البلايا على الجسد » 
ابتلاء من الواحد الأحد ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال 
والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) (البقرة )١1١5/‏ . و ( ليمحص الله الذين 
أمنوا ويمحق الكافرين » (آل عمران )١41/‏ و ١‏ وليبتلى الله ما فى صدوركم 
ويمحص ما فى قلوبكم » (آل عمران /1554) . 

(554؟ -598) : موسى عليه السلام هو العبد المستعد للهداية » والمعنى 
مستند إلى ما ورد فى القرآن الكريم ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه » فإذا 
خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزني » إنا رادوه إليك وجاعلوه من 
المرسلين » (القصص )١/‏ . ومثلما رضع موسى اللبن من أمه » فميزه عمن 
قبله» رضع المؤمن حلاوة الإيمان فى يوم العهد والميثاق » فهو يعرفه » ويحن 
إليه » ويبحث عنه » ويميزه من بين ألبان الحواضن ذوات الجبلة السيئة والطينة 
الدئسة » وهو بالفعل ناقته الضالة » يعرفها ويعرف سماتها » ولا يقعد حتى 
يجدها ويعثر عليها » ويقر عينا بها . 

(59344 -5995) : عودة إلى قصة صاحب الناقة الضالة أو الإيمان والعهد . 
والصلة بمبدأ الوجود » وحقيقة الهدف الإنسانى ٠»‏ وحيثما وجدها فهو أحق بها 
[الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها ] (أنظر البيت ١7177‏ والبيت 
؛»؛.؛ وإن المؤمن فى بحثه هذا ليصادف الكثير من العقبات والصعاب : 


المقلدين الذين لا يحسون بالفقد لكن مع ذلك يبحثون » أولئك الذين يعرفون 
الأمارات لكنهم لا يعرفون الحقيقة نفسهاء وأولئك الذين يطمعون منك فى الأجر 
على إرشاد خاطئ » وأولئك الذين يريدونك أن تبحث أنت ويتظاهرون بأنهم 
يساعدونك أملا فى مشاركتك فيها » وأولئتك الذين يطعمون فى الناقة نفسها أو 
يدعون أنهم هم أيضا فقدوا ئوقا » إنهم جميعا يعتمدون على أقوالك أنت وأمارتك 
أنت » فإن حدثته بالقرآن حدثك به » إنه يريد أن يصل على أكتافك أنت . 

(070-75910") : تظل التجربة هى المحك الحقيقى : إن صاحب الناقة الضالة 
(الحكمة) يقول للمدعى : هيا تقدم ٠‏ إنك تعلم حقيقة ما أنا أبحث عنه » لكن ما فى 
هذا المدعى ليس إلا مجرد إنعكاس لما فى باطن صاحب الناقة الحقيقى » إنه 
يصل إلى نتيجة ما : أن كل هذا السعى والجدية والبحث الموجود عند صاحب 
الناقة الحقيقى لا يمكن أن يكون قائما على خواء » فيصبح المتبوع تابعاً فى 
الحقيقة » لا حق له فى الناقة » إلا أنه يبحث عن شئ ضاع منه ولا يدريه » 
والباحث (تقليدا) إن إقترن بباحث (حقيقة) » فانه يصل أيضا إلى مطلوبه» عند 
البحث فى الصحراء يجد ناقته أيضا » ويتذكر أنها ملكه » وانقلب من مقلد إلى 
محقق » لم يعد فى حاجة إلى انعكاس من آخر » أو إلى تقليد » ويسأله ذلك 
المحقق : لماذا تركئنى؟ فيرد : من تقليدك توصلت إلى التحقيق ٠‏ ومن الكذب 
انتقات الى الصدق » صرت شريكا لك فى الألم » باحشا عن ناقتى الحقيقية 
(جعفرى 7/7-1/17/7/5") : وهكذا الإنسان عموما » إنه يبدأ من التقليد فيصل إلى 
التحقيق» ومن المجاز فيصل إلى الحقيقة » وأى سعى مهما كان متكلفاً » إنما 
يصل إلى البحث الحقيقى » [ إيكوا فإن لم تبكوا فتباكوا | وكل هذا إنما يكون من 
رفقة الصالحين الصادقين ٠»‏ هذا هو معنى تبديل السيئات إلى حسنات » فصدق” 


يؤدى إلى البحث؛ وبحث” يؤدى إلى الصدق » وهذا هو الطريق بالكسب » 
بالسعى وبالجد حتى وإن كان هذا السعى وهذا الجد تقليداً . 

)"٠55- 5.67(‏ : يخاطب مولانا المريدين : إن كنت فاترا فى الطريق غثا 
مقلدا » ومتكلفا » فلا أقل من أن تكون متحمسا ؛ وبذلك تصل ؛ تنزل عليك 
جذبات الحق » وجذبة من جذبات الحق تعادل التقلين » ففاقد الناقة على الحقيقة » 
وفاقد الناقة تكلفاً » كلاهما يصل إلى ناقته » وكلاهما حقيقة واحدة . ويتوقف 
مولانا أمام إحدى مشكلاته المتكررة : التعبير الذى لايساوى المعنى : (من كثرة 
القول صمت ٠‏ الكتاب الأول : بيت 177١‏ ) ومن ثم فأنا أقول لك : من عرف 
الله كل لسانه (ذكره استعلامى ”٠١/7‏ على أنه حديث نيوى بناء على نص 
مولانا وعند صاحب كشف المحجوب ٠‏ قول مسند إلى الصوفى الجنيد البغدادى » 
ترجمة كاتب هذه السطور ص ؟55: »؛ وللواسطى : من عرف الله انقطع بل 
خرس وانقمع » كشف ص 55" » ولمحمد بن واسع : من عرف الله قل كلامه 
ودام تحيره » كشف ص )١58‏ واللسان ما هو إلا اصطرلاب يرصدحركة 
الأنجم: لكنه لا يدرى شيئا عما يجرى فى أقطار سموات الروح » وفلك الأرواح؛ 
وشمس الحقيقة العليا التى تعتبر الشمس بمثابة الذرة منها . 

(719.” -68097”) : عودة إلى قصة مسجد الضرار (أنظر شرح البيت 855”) 
لقد جرى على مسجد الضرار كل ما ينبغى أن يجرى على أى مكان ظاهر 
الزينة لكنه فاسد” من أساسه » والمقصود بصاحب المسجد "أبو عامر الراهب 
ورفاقه من المنافقين " » ووعظه فخ » واللحم الذى يقدمه إنما يكون مثل اللحم 
الذى بوصنم فى لمن ياخة يطوق الأسباف + كد فاح التسجه النتسبيود 
بالمنافسة هو مسجد قباء (مسجد أسس على التقوى) » ولم يجز أمير العدل محمد 


4 


# أن يجرى هذا الحيف والظلم على جماد ٠‏ فأضرم النار فى مسجد الضرار » 
وانظر إلى المعنى هنا : المسجد حقيقة إسلامية » هو بيت المؤمنين ؛ ودار 
العبادة والفتوى والحكم » ومع ذلك ققد أضرم الرسول © النار فى مسجد ء لأنه 
كان مجرد يناء قصد به الفرقة والتآمر والدس ٠»‏ ومن ذلك فاعلم أن الحقائق 
متفاوتة » وعالم المعنى يختلف عن عالم المجاز » فالحياة فيه غير الحياة » والقبر 
فيه غير القبورء والموت فيه غير الموت » والتفرقة صعبة إلا بهمة المرشد ء» 
فخذ مرشداً » فهو المحك ».واعرض عليه فعلك» وإلا بنيت مسجداً يكون مسجد 
ضرار وكفر وتفريق وصد عن سبيل الله » وتكون ساخرأ من المنافقين لكنك فى 
الحقيقة منهم . 

(0*8") : الحكاية الى تبدأ بهذا الييت فيما يقول فروزائفر (مآخذ / "/ا-/ا/) 
وردت فى مقالات شمس » كما وردت نظائر لها فى عيون الأخبار وفى أخبار 
الزمان للمسعودى ومجمع الأمثال للميدانى وفى عجايب نامه من مؤلفات القرن 
السادس الهجرى » ولها نظائر في كل الآداب الشعبية الإسلامية . 
(055-7044") :المستفاد من الحكاية أن العائب على غيره غاليا ما يقع فى 
العيب الذى وقع قيه » ومن عاب على أخيه عيبا لم يمت حتى يبتلى به » [ من 
عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ] حديث مثنوى (انقروى 45154/7) » وقد يغفر 
الله له يعيبك عليه ٠‏ بينما تقع أنت فى الذنب » فيثاب وتعاقب » وما أكثر العيوب 
التى فيك لكنها خافية عليك ولابد لها أن تكشف فى يوم من الأيام » وقال حاتم 
الأصم " لا تغتر بموضع صالح ء فلا موضع أصلح من الجنة وقد لقى فيها آدم 
ما لقى » ولا تغتر بكثرة العبادة » فإن إبليس بعد كثرة عبادته لقى ما لقى » ولا 
تغتر بكثرة العلم.فإن بلعام كان يعرف اسم الله الأعظم ولقى ما لقىء ولا تغنتر 


45+ 


بمخالطة الصالحين فلا رجل أعظم قدرا من النبى © لم ينتفع أقاربه بمخالطته " 
(مولوى ”/287) فأى أمن تقول أنك فى مقامه » وأنت لم تسمع من الله تعالى 
« لا تخافوا » فما أمنك هذا ؟! ألم تتعظ يما حدث لإبليس ؟ وأية شهرة تبحث 
عنها ؟! ألم تسمع قوله 6 [ بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع فى 
دين أو دنيا إلا من عصمة الله ] » ولهذا قيل " اذهب واغسل وجهك من الخوف. 
ثم ادع واشتهر أى اغسل وجه باطنك بماء الخوف الإلهى: لتكون من أولياء الله؛ 
ثم أظهر وجهك فى الشريعة والطريقة لا تضرك بعد الشهرة ٠‏ واحمد الله أن 
غيرك قد صار عبرة لك ٠»‏ وأنك لم تصر عبرة لأحد ٠‏ وإن رأيت مبتلى فقل : 
(الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به كثيرا من خلقه ) (مولوى 585/7) . 
(/761- 05055 : القصة هنا قد تكون مما يروى عن فظائع المغول وقمد 
عاصر مولانا غزوتهم (فى الكتاب الثالث قصة الذى أوقفه المغولى لقتله وادعى 
أنه لا يجد من يطلبه » حتى جمع المصريين جمعا فقتلهم - أنظر الكتاب الثالث » 
الأبيات 8517- 85١‏ )» وللإيهام استخدم مولانا هنا خلفية تاريخية ترجع إلى 
غزوة الغز لخراسان سنة 048 وأسرههم للسلطان سنجر السلجوقى ٠‏ وارتكابهم 
للكثير من المذايح والتخريب المذكور فى كتب التاريخ (استعلامى ؟/؟5١")‏ 
والمقصود بآخر الزمان العصر المحمدى وعهد الإسلام » والقرون أى الأمم » 
ونحن الآخرون السابقون إشارة إلى الحديث النبوى الشريف [ نحن الآأخرون 
السابقون يوم القيامة » بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدهم » وهذا 
يومهم الذى فرض عليهم » فاختلفوا فيه فهدانا الله لهء فهم لنا فيه تع » واليهؤد 
غدا » والنصارى يعد غد] (أحاديث مثنوى //548-571- ولتفسير الحديث تفسيرا 
آخر » انظر الكتاب الثالث »الأبيات ١١١٠١ - 1١١١1‏ وشروحها) . 


"١ 


ا ا7): الضمير عائد على المذكورين فى العنوان » والفراغ من 
الاهتمام بالغد عدم التفكير فى اليوم الموعود » ووصفهم بالنساء ليس دلالة 
جنسية» لكنهم مفتقدون لرجولة الطريق وتحمل مشاقه » ولاتباعهم هوى أنفسهم » 
والنفس والنساء سيان ». والملوك هم ملوك الطريق 

(10.- م١‏ *) : ( سيقول لك المخلفون من الأعراب نا وأهلونا 
فاستغفر لنا ٠‏ يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ) قال نجم الدين كبرى " الآية 
تشير أن القلوب الغافلة عَنْ الله يقول أهلها بألسنتهم ما ليس حقيقة شعورهم ولا 
شعور قلوبهم " (مولوى ؟/5817) » كل ما يقوله هؤلاء إذا رأوا وليا : اذكرنا 
بهمتك فى الدعاء. » وهو قول من طرف اللسان » ويقول : شغلنا بالكسب الحلال» 
٠‏ وهو أمر مردود عليه » فالكسب الذى يبعد عن الله وعن طلب الحقيقة ليس كسيا 
حلالا » إنه يتوسل فى البعد عن الله » فيقيم على طاغوته » وإذا كان لم يصبر 
عن الدنيا على فنائها فكيف صبره عن دار البقاء والخلود والنعم ؟ ومن لا صسبر 
له عن البشر » كيف صبره عن خالق البشر ؟! (نعم الماهد) والآية فى 
سورةالذاريات /28 . 

(44:" -058”) : يشير إلىجهد إبراهيم عليه السلام فى البحث عن الحقيقة 
وعدم الوقوف على الظواهر المتغيرة والآفلة مهما بدت عظيمة » ويتحدث مولانا 
عن نفسه : إننى لا أنظر إلى العالمين نظرة حقيقية مالم أعلم خالق هذين 
العالمين؟! والذى يتمتع بنعم هذه الدنيا لا على رجاء الله » يكون كالأنعام بل 
أضل (إشارة إلى الآية ١75‏ من سورة الأنعام) » وأن المقغمس فى الإثم وعدم 
الذكر اعتمادا على غفرانه ورحمته يكون متجرثا » قد خدعته حيلة النفس اللئيمة» 
فإنك إن قل رزقك » لا تكون هذه ثفتك بالله . 


)"١39(‏ :الحكاية التى تبدأ بهذا البيت يبدو أنها من المأثور الشعبى الذى كان 
متداولا أيام مولانا » ولا يزال متداولا إلى يومنا هذا (استعلامى )"١14/7‏ ولم 
يذكر زرين كوب (بحر در كوزه/7553) لها مصدرا ء وإن كان قد التفت إلى 
المفارقة فى حالة الشيخ الذى يتبع أمراضه الجسدية مرضا مرضا دون أنتباه إلى 
حالته العصبية والأخلاقية الظاهرة (ضيق العطن وسرعةالغضب وحدة اللسان). 
)"١1١07-7111١(‏ : يتوارد دائما إلى ذهن مولانا عند ذكر الشيخ جسدا ذكر 
مشايخ وشيوخ الروح » المرشدون الأولياء » أولئك الذين قال الله فى شأنهم 
( فلنحيينه حياة طيبة © (النحل /17) وهذه الحياة الطيبة تنجيهم وتخلصهم من 
مظاهر الشيخوخة (إذا كان جسمك قد شاخ »ء فلم الحزن » ما دامت روحك 
شابة- ديوان شمس تبريزى ) وعباد الدنيا يعرفونهم »؛ وإلا فلماذا الحسد الذى 
يصبونه عليهم؟! (يعرفون الأبناء أضدادهم » مثلما لا يشتبه أولادهم - البيت 
5" من الكتاب الثالث- وانظر أيضا "٠٠5‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) » هم 
سيوف الله البتارة » ولو كان هؤلاء المنكرون يعرفون الجزاء الذى يحيق بهم 
من أساء منهم إليهم » ولو كانوا يعرفون أنهم فى حمى الحق (تحت قباء الحق 
أو تحت قبابه)؛ لما صبوا عليهم الإساءات ووجهوا إليهم الإهانات» فىحين أن 
غضب رجل الحق يستطيع أن يجعلهم يعانون (مائة قيامة) (انظر الكتاب الأول » 
الأبيات ١945-1١95 ٠‏ وشروحها) . 

01١4(‏ -975") : إن الولى يحتوى فى داخله على ذات الحق ٠‏ ومن ثم لا 
يقيم بموازين الدنياء فما وقوفك على ياب هذه الدار دون أن تدرى ما بداخلها ؟!! 
وما وقوفك بالمسجد غافلا عن رب المسجد ؟! والله سبحانه وتعالى فضح 
القرون الأولى والأمم السابقة بسوء معاملتها لأوليائها وأنبيائها » فهم فى غيرة 


ع 


الله ؛ وفى حفظه (انظر قصة صالح وثمود فى الكتاب الأول) » إذن فاعلم أنك 
بموقفك المنكر للمشايخ والأولياء تشبه تماما أولئك الذين عذبهم الله لمواقفهم من 
الأنبياء » (ما للأنبياء للأولياء) فأى طمع لك فى النجاة . وفى متاقب العارفين 
للأفلاكى ذكر البيتين مستشهداً برواية لجلال الدين إن ما حاق بخوارزمشاه على 
أيدى المغول كان جزاءا على سوء معاملته لوالده ١5/١‏ . 

(9700”) : " جوحى" هواجحا فى الأدب العربى(انظر حديقة الحقيقة » الأبيات 
. 4ه -..ل/اه وشروحها) والحكايةالتى تيدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا فى 
الأغانى لأبي الفرج الأصفهانى ومحاضرات الراغب الأصفهاتى والمحاسن 
والمساوئ لإبراهيم بين محمد البيهقى » ولم يكن جحا بطلها بل ابن أيى رواح » 
الذى قال لابيه : أتراهم يحملون الميت إلى دارنا ؟! (مأخذ / لا/ل7/8-1). 

(79 -9493*): هكذا يعرف ابن جحا أمارات منزله الذى يشبه القبر » لكن 
الطغاة لا يعرفون ولا يحسون أن قلوبهم تشبه القبور » وذلك القلب الذى لا يشع 
عليه النور الإلهى هو فى الحقيقة أشيه بالقبر » بل أشبه بروح اليهودى » بينما 
تستضاء قلوب العارقين بالنور الإلهى » فلا فتوح فيها » ولا روح » ولا زاد من 
الوهاب الودود » ولا نور شمس الحقيقة يسطع عليها » وهذا القلب الذى يشيه 
القبر » يكون القبر أفضل لك منه؛ فأنت الحى ابن الحى فكيف تليق يك سكنى 
القبور » وأنت يوسف الحسن فما مقامك فى البئر ٠‏ والروح فيك بمثابة يونس 
عليه السلام » فكيف تكون فى بطن الحوت ولا تنجو من بطن هذا الحوت 
بالتسبيح ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون » 
(الصافات )١145/‏ » وما هذا التسبيح الذى ينجيك؟! إنه ذكر يوم العهد ويوم 
الميثاق » يوم « ألست » ويوم الإقرار بالعبودية (انظر 177 من الكتاب الذى 


بين أيدينا) وتسبيح الروح هو ترديدك ل « بلى » على « ألست بربكم » » ونحسن 
الأسماك سجناء حوت بحر الحياة . 

:)3١55 - ”6١6٠(‏ إن سمكة هذا البحر هى من رأت الله بعينها » وسبحت فى 
بحر الحقيقة » والدنيا بحر ٠‏ والجسد هو الحوت » والروح هى يونس »؛ والروح 
عليها أن تتجه إلى الحق بالتسبيح وإلا ماتت » وهذه الأسماك كثيرة فى هذا 
البحرء رجال الحق كثيرون » لكنك لا تراهم لأنك تنظر إليهم بعين الجسد . 
)"١56- *165(‏ : الصبر هو تحمل المشاق فى طريق الحق ٠‏ وهو أيضا 
نسيان كل شىء ما عدا الحق » (انظر 5:86 - ١2‏ "من الكتاب الذي بين 
أيدينا ) وهو روح التسبيح » أى نسيان كل شئ عند ذكر الحق» وكما يكون عبور 
جسر الصراط صعبا لكنه يفضى إلى الجنة » فإن الصبر مر ٠‏ لكن عاقبته حلوة» 
مرارته مع حلاوته » مثلما يحرس الحسناء مارد أسود قبيح » فإذا كنت تريد 
الجمال الإلهى » ينبغى أن تتحمل الصبرء ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر » 
وإذا كنت تريد حسناء من 'شكل" (مدينة فى ما وراء النهر مشهورة بجمال 
نسائها) فعليك بالصبر والتحمل . [ فالصبر ضياء والصلاة نور]" (حديث نبوى 
رواه الأنقروى 40/7:) »ء ولذة الرجل فى الكروالفر » ولذة المخدث فى شئ 
آخرء فإن لذته تجعله دائما فى الحضيضء وهو فى الحضيض حتى وإن كان 
مظهره يدل على غير ذلك ٠»‏ والشحاذ وإن حمل علما فهو شحاذ » ليس غازيا 
حتى تخاف منه »فهو يحمل علما من أجل التسول ومن أجل الكدية . 

(15”) : المفارقة هنا لإلباس المعانى سالفة الذكر شخوصا » ليس المهمة 
الهيئة ولا المنظر المهيب المرعبء فالرجولة معنى » والبطولة معنى (بحر در 
كوزه/7١5).‏ 


تع 


+01 -074") : إشنارة إلى قصة الثعلب والطبلة المعلقة الواردة فى كليلة 
ودمئة (مآخذ /78). 

(776”) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت » وتدور حول نفس معنى التناقض بين 
المظهر والمخبر ووفك فر موقا في مقالات شمس الدين التبريزى (مآخذ / 
م - و7). 

(0718- 185" : فى طريق الحق لا يؤدى التظاهر وادعاء الكمال إلى 
الوصول إلى نتيجة » وهذا التظاهر يزيد العبد بعد عن الحق » تماما كمن يدخل 
الحرب بسلاح وعدة كاملة » لكنه يفتقد شجاعة القلب وإقدام الباطن ؛» وأفضل 
عدة للمزء فى الحرب روح مقدامة وشجاعة ... شجاعة حقيقية » فسلاح المكر 
والحيلة إنما يؤدى إلى الوبال » وما دمت لم تستفد منه ٠‏ فأولى بك أن تتركه » 
وأن تقول مثلما قالت الملائكة : ( لا علم لنا إلا ما علمتنا » (البقرة / ؟5”) ٠.‏ وفى 
رواية عن الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه « إن كان العرض على حقا 
فالمكر لماذا ؟! » وللإمام على رضى الله عنه « إياك والخديعة ٠‏ فإن الخديعة 
من خلق اللئيم » » وله أيضا « من مكر بالناس رد الله سبحانه وتعالى مكره فى 
عنقه » وقال رضى الله عنه : ليس منا من ماكر مسلماً . (عن جعفرى 
444-76) . وأن تدعو بدعاء الرسول ‏ [ اللهم إنى أعوذ بك من علم لا 
ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ] » 
والكامل هو كلما ازداد علما عرف ما هو مجهول فيه ؛ لأن ما يجهله الإنسان 
دائما فوق ما يعلمه » والعلم الحقيقى - كما يقول يونس امره - هو عمل معرفة 
النفس » فما لم-يعرق المرء نفسه بم يفيده قراءة العلوم ؟!!) (جلبنارلى 
ا ام ل 


كك5ة 


(18”) : الحكاية-التى تبدأ بهذا الييت وردت قبل مولانا فى عيون الأخبار 
للدينوري وفى ذيل زهر الآداب (مآخذ /74) والذى ورد هو الجزء الأول منها 
الخاص بصب التراب (أو الرمل) وقسمة القمح بين عدلين وبقيتها من إضافات 
مولانا جلال الدين » ومضمونها فى رأى زرين كوب (بحر در كوزه / 446 ) 
ناظر إلى بيت ابن الراوندى : 

كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا 
كما ذكر أن الإضافات ورد نظيرها فى كلستان سعدى (الباب الأول حكاية 9") 
كما تذكر بشعر مشهور لشهيدى البلخى. 

(.0* -5377") : الحكمة هنا بمعنى المعرفة عموما » وليس الفلسفة والحكمة 
الإلهية . قال نجم الدين كبرى : فظن قوم أن الحكمة مما يحصل بمجرد التكرار 
أو هى من نتائج الأفكار » وما فرقوا بين المعقولات والحكميات والإلهيات » 
فالمعقولات مشتركة بين أهل الدين وأهل الكفر وبين المقبول والمردود » 
فالمعقول ما يحكم العقل عليه ببرهان عقلى » وهذا متيسر لكل عاقل بالدراية 
وبالقوة » فحين صفى عقله عن شوب الوهم والخيال فيدرك عقله المعقول 
بالبرهان دراية عقلية » والذي لم يصف العقل من هذه الآفات فهو يدرك 
المعقول قراءة بتفهيم أستاذ مرشد» أما الحكمة فليست من هذا القبيل ٠‏ فإن العقول 
عن دركها بذواتها محتبسة والبراهين العقلية والنقلية عنها مختبئة فإنها مواهب 
ترد على قلوب الأنبياء والأولياء عند تجلي صفات الجمال والجلال وفناء 
أوصاف الخليقة لشواهد الخالقية (مولوى ؟ / )1١5‏ . والمقصود بالحيل البالية 
العلوم المتوارثة التى ليست إلا مكرا أو حيلة » ويضيق الأعرابي : إننى لأفضل 
أن أكون جاهلا أحمق لكنى قلبى حافظ لمئونة إيمانه وروحى حافظة لإيمانها ؛ 
والشقاء المقصود هنا الشك فى الرزق والرازق والتى تؤدى إلى الكفر والضلال. 


لاع 


(010 -.07") : هناك فى رأى العارفين نوعان من المعرفة : نوع يحصله 
المرء عن الطريق الدنيوى المدرسة والبحث والاستدلال والاستناد على موازين 
العقل » ويسمى مولانا هذه العلوم بعلوم أهل الحس (انظر البيت ٠١٠١‏ من 
الكتاب الأول) وفى المقابل هناك العلم اللدنى وهو نور يقذفه الله فى القلب » 
ومثاله علم الخضر 2ه ( وعلمناه من لدنا علما » (الكهف / 15) يقول مولانا : 
هناك حكمة من الطبع والخيال ومن الوجود المادى ونتيجتها الظن والشكء» وفى 
مقابلها الحكمة الإلهية وهى الفيض المياشر لنور الحق وتحمل الإنسان إلى مقام 
أعلى من هذه الدنيا المادية (أنظر البيت )١15377‏ » ويقول مولانا : أن علماء هذا 
الزمان - حتى فى العلوم الظاهرية - أكثر حيلة ومكرا من علماء العصور 
السابقة » ويضيف : وأسوأ أخلاقا » ثم يحدد وظيفة الفكر : الفكر هو الذى يفتح 
طريقا » ويقول المفسرون أنه الطريق إلى عالم الغيب والحقيقة (استعلامى 
5 . والواضح أنه الطريق الذى يخلص البشرية من العبودية للثالوث 
المسيطر : الدين المزور » والمال والقوة » والذى يعلى من شأنه القيم الإنسانية » 
وقيمة الإنسان » وإذا نظرنا إلى علماء الظاهر فى زماننا ء لهالنا التردى الذى 
وصل إليه هدف العلم » العلم من أجل العلم » وتقديس العلموية هذا بالنسبة 
للعلماء » أما بالنسبة للمتاجرين بالعلم وخدام السادة الجدد وسدنة المال » وأنصار 
التبعية والانسلاخ فحدث ولا تسل (انظر المفكر ومسئوليته فى المجتمع ؛ لعلى 
شريعتى - ضمن كتاب الثورة الإيرانية الجذور والأيدلوجية- ط ") الطريق 
الذى يفتحه العلم الحقيقى طريق صالح لأن يسير فيه ملك » بل قد يضحى الملك 
بملكه لكى يصل فى طريق هذا العلم » لأنه به يصل إلى الملشك السرمدى والعز 
الحقيقى . 

(271") : الكرامة المذكورة هنا منسوبة إلى إبراهيم بن أدهم » وتتكرر أخباره 


254 


وكراماته فى المثنوى » تروى كتب الصوفية » أنه كان أميرا على بلخ » وترك 
الإمارة وانخرط فى سلك الصوفية وصار عارقاً عظيما » استشهد فى غزوة على 
آأسيا الصغرى سنة ١5١‏ أو ١3151ه‏ (استعلامى ؟/8١")‏ والكرامة المذكورة 
هنا وردت فى تذكرة الأولياء للعطار وإن كان مولانا جلال الدين قد أضاف اليها 
الكثير . (مآخذ )8١/‏ وردها صاحب ننفحات الأنس كرامة شبيهة بها عن 
أبى الحارث الأولاسى (جلبنارلى )"807/١‏ . 

(3576-7571) : يعود مولانا فى هذه الأبيات إلى الحديث فى أن الأولياء 
مشرفون على القلوب (احذروهم هم جواسيس القلوب) لأحمد بن عاصم الأنطاكى 
(انظر الييت ١487‏ وما بعده من الكتاب الذى بين أيدينا) وهو يشبههم فى هذا 
بالخوف والرجاء » فلا يوجد قلب لا يتواتر عليه هذان الحالان ومع ذلك فلان 
المرء العادى لا يضرهم ولا يعرفهم على حقيقتهم يسئ الأدب فى حضورهم » 
وتتزين فى مواجهة العميان الذين لا يملكون بصيرة عن سادة الدنيا » ومن ثم 
فأنت أسير للشهوات ؛ لأنهم لا يبصرون إلا ظاهرك » ولا يعلمون شيئاً عن 
باطنك » مع أن زينتك هذه أمام أهل الباطن تبدو وكأنك وضعت غائطا على 
وجهك » ومع ذلك فأنت تفخر . 

(.74-.56”) : يترك مولانا الحكاية معلقاً : إنك إذا نظرت إلى ما قام به 
إبراهيم بن أدهم على أنه أمر خارق للعادة » فذلك لأنك لا تعرف أن قدراتهم 
الروحية تفوق هذا الأمر بكثير » وما أمورهم هذه إلا رائحة من البستان الذى فى 
بواطنهم » فإن تنبعت هذه الرائحة فقد وصلت الى هذا البستان ٠‏ وألم تكن رائحة 
قميص يوسف سبباً فى رد البصر إلى يعقوب » وبشرى اللقاء بيوسف نفسه ؟!! 
وألم يكن أحمد المصطفى #ه يجدها فى الصلاة. ولذلك قال النبى #: [ جعلت قرة 


2484 


عينى فى الصلاة ] » وأنت تقول لماذا حاسة الشم ؟! أقول لك لست أقصد حاسة 
الشم بعينها » فالحواس متصلة ببعضها »وأنت إن طهرت إحداها طهرت بقيتها ء 
فهى كلها من نبع واحد » ومن هنا يحدث العشق » فالعشق أصله الرؤية » 
وبالعشق يكون البصر صادقا » فستستيقظ كل حاسة » ويكون ثم ذوق لها » ومن 
ذاق عرف. 

576١(‏ -750") : يعود مولانا جلال الدين إلى الحديث عن " حواس السلوك 
" أو " حواس الباطن " التى يكون العارف مجهزا بها للوصول إلى عالم الغيب » 
عام هين شاك أن نينا ل تترركه الحواين تون المادينة جع ورهةه السواين 
الباطنة معطلة لا تعمل طالما نحن أسارى للحياة المادية منغمسين فى شهواتها » 
وهى "تفك" ويفك أسارها أثناء السلوك ٠‏ ويشبه مولانا هذه الحواس بأنها قطيع 
من الخراف تسير متحدة » وإن عبر أحدها الجدول عبر بقية القطيع خلفه 
منطلقين إلى المرعى الإلهى الوارد فى الآية الكريمة ( والذى أخرج المرعى » 
(الأعلى /4) حواسك كالخراف ينبغى أن ترعى فى مرعى الله » حتى تصل إلى 
النور الناظر إلى الغيب» فكل حتى يرسل النور إلى بقية الحواس فى رياض 
الحقائق » هذه الحواس تتحدث فيما بينها بلا لغة أو لسان » وذلك لأن هذه 
الحقائق لا يستوعبها لسان » وبأى شكل تقولها » تحتمل التأويل (انظر البيت 
4 من الكتاب الأول) » وتؤدى إلى إعمال الخيال » فيتخيلها كل إنسان بشكل 
ماء هذه الحقيقة التى هى كالعيان ثرى عن طريق عين الباطن ؛ بلا كتاب 
أو مدرسة » وهذا الاتحاد للحواس الباطنة هو الذى يجعل حواس بواطن رجال 
الطريق متحدة تتعاون فيما بينها » وتجعلهم يسيطرون على العوالم والأفلاك » 
لأن قدراتهم تتحد مع قدرة الحق » (استعلامى .)28517-٠٠‏ 


لاع 


(2328-73751") : يريد مولانا أن يعبر عن حواس الباطن وقدرة ' نور الروح" 
بتعبير آخر » يقول أن الوجود الحقيقى يختفى داخل الوجود الظاهرى والمادى 
وإنما يحس به من يملكون حسا باطئاً » ويضرب مثالا: إن كانت ثمة دعوى 
حول ملكية قشر » فإن اللب الذى يحتوى على هذا القشر يكون من نصيب من 
تثبت له ملكية القشرء وكذلك إن قام نزاع حول ملكية عدل من القش » تثبت 
ملكية الحب لمن تثبت له ملكية القش ٠‏ والعالم تماما على هذا النسق » الفلك الذى 
تراه بهذه العظمة هو مجرد قش لنور الروح ء ولا يغرنك أن الفلك واضح 
والروح خفية » فالجسد واضح والروح خفية » ومع ذلك فإن هذه الروح الخفية 
هى التى تحرك كل قوى الجسد ء والعقل » العقل الباحث عن الحق أكثر خفاء 
من الروح » فالحس (الباطنى) من الممكن أن ينعكس فى الأحاسيس الظاهرة » 
دليلها الحركة » لكن الحركات لا تدل على العقل بل لابد من حركات متزنة ولكى 
تتناسب والشاق فى الحرة حتى تدرك أن هناك عقلاً ٠‏ . 

(559” - 730760") : وهناك ما هو أكثر خفاءً من الروح ومن العقل : روح 
الوحى ٠»‏ أى الروح المتصلة اتصالا مباشرا بالحق بحيث يصل إليها الوحى » 
وهى من عالم الغيب (انظر البيت ١١١‏ من الكتاب الأول) لقد رأى كل مشاهد . 
الرسل آثار عقله » لكن كل روح لا تستطيع أن تدرك آثار الوحى ٠‏ فلابد من أن 
تكون ثم مناسبة وتجانس من الناظر حتى يستطيع أن يدرك آثار الوحى ؛ آثار 
الوحى هذه رآها بعضهم جنونا ( ويقولون إنه لمجنون ) (القلم / )6١‏ وبعضهم 
لا يجد من رد فعل إلا الحيرة » وروح الوحى ذات درجات » لقد كان للخضر 
عليه السلام ما لم يكن لموسى عليه السلام ؛ ومن ثم اعترض على أفعال 
الخضرء فإذا كان عقل موسى قد يعجز عن ادراكه » فما بالك بعقولنا . 
ام :)858٠.-‏ العلوم التقليدية أى علوم هذه الدنيا أو علوم أهل الحس هى 


الا 


علوم للتجارة » تجد المشترى فتتألق وتزدهر وتنتشر ؛» هى علوم أصلا من أجل 
البيع ولذلك فهى تنتشر » لكن العلم التحقيقى غالبا ما يكون مكتوما خفيا غير 
منتشر » لأن مشتريه الحقيقى هو الله سبحانه وتعالى » ذلك ( إن الله اشترى من 
المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) (التوبة ١١١‏ » وأنظر البيت ١17١7١‏ 
من الكتاب الأول والبيتين : 75717 و7>44/8 من الكتاب الذى بين أيدينا » وأنظر 
لتعبيرات أخرى عن الفكرة : الكتاب الخامس ٠»‏ الأبيات 2,١1١1456 - ١545‏ 
١474-‏ وشروحها) . ولكل بضاعة مشتريها بحسب قيمتها » فالدرس 
الذى علمه الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام » إشترته الملائكة ولم يقدره 
الشيطان حق قدره » ولقد تلقى آدم الأمر بأن ينقل الدرس ١‏ وعلم آدم الأسماء 
كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين » 
(البقرة / )”١‏ وآدم هو كل إنسان وصل إلى الحق » وبلغ مقام « علم الأسماء » 
يطلب منه مولانا أن ينقل ما تعلمه . 

(25241 -37530) : وقصير النظر كالشيطان » لا اهتمام له بالعنالم الأسمى » 
متغير » يغير لونه » ليس ثابتاً فى طريق الحق » كل ما يعرفه محدود بعالم 
الأرض والمادة » (انظر البيتين 5١44١ - 7414٠‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) 
هذا القصير النظر أشبه بالفأر » عالمه ضيق » وأفقه محدود » واهتماماته 
محدودة ٠‏ وعقله بقدر حاجته ٠‏ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يهب كل إنسان 
عقلا بقدر حاجته » وهذه سنته فى خلقه » فالسماء فى حاجة إلى الأرض » 
والأرض فى حاجة إلى الجبال » والكون فى حاجة إلى الأفلاك » فالحاجة هى 
الجاذبة وهى الوهق الذى يجذب كل الكائنات من العدم إلى الوجود . 

5591١(‏ -5558) : إذا كانت الحاجة إذن هى الوهق الجاذب » فلماذا تخفى 
حاجتك ؟! لماذا تكتم احتياجك وهو سبحانه وتعالى يحب أن يسمعه منك ؛ وذلك 


اع 


حتى يجيش بحر الكرم » فهو الذى يضع الدعاء على لسانك لكى يستجيب لك » 
والمتسولون المعوقون يعرضون عاهاتهم ليحركوا شفقة البشر ؟! وهل سمعت 
عن متسول يقول أعطونى لأن عندى كذا وكذا ؟! ومن هنا لم يخلق الله تعالى 
للخلد عينين » فما حاجته إليهما » لكنه إن خرج من حجره لا يخرج إلا للسرقة 
وإن خرج ربما طهره الله من هذه السرقة » وربما خلق جناحا (كان من المعتقد 
أن الخفاش فى الأصل قأر وخلق له جناحان) » فيحلق ذلك الفار المسكين حبيس 
التراب إلى الأعالى. 

)"7١5- 5599(‏ : الشكر كالروضة » تجعل المغفور له سعيداً متهللا كأنه 
الروضة فتبدو سيماء الشكر على سيمائه » (انظر الكتاب الرابع » الأبيات 
١747-5‏ وشروحها) والبيت 7٠١١‏ ناظر إلى قول الإمام على ب " 
عجبت لابن أدم ينظر بشحمة ويسمع بعظمة " » وهذه المعانى لا علاقة لها 
بالجسم ؛ فهل تبصر كل شحمة ؟! وهل تسمع كل عظمة ؟! ومن ثم أيضا متى 
تدل الأسماء على المعانى ؟! وهل هناك علاقة بين الطائر (الروح) وبين الوكر 
(الجسد) وهل هناك علاقة بين الجدول (الجسد) والماء الجارى (الروع) ؟! إن 
ماء الجدول سيار متدفق لكنه تراه متوقفا » وإذا لم يكن سياراً » قمن أين له هذا 
القذى فوقه ؟ أتعرف ما هو هذا القذى ؟ إنه صور الفكر ٠»‏ هذه القشور الموجودة 
هي جيشان ماء الروح المتدفق من حديقةالغيب التي تتوالى عليه » فابحث عن 
فكرك من منبعه » أي من حديقة الغيب » فالماء يتدفق منها » وإن كنت لاتملك 
إدراكا للغيب » فانظر على الأقل إلى آثاره ء وإذا كان الماء يتدفق سرعة فإن 
القتشور سرعان ما تختفي .... على هذا النسق تماما يكون التكامل الروحي 
للإنسان » من شدة تيار الحياة الباطنية تختفي إهتمامات الحياة المادية سريعما 


لاع 


وهناك مراتب لا يتجلى فيها سير الحياة المادية لكنها ملحوظة : تسامق النبات 
ونموه » سرعة قشور الصور بنمو تيار الروح وتناميه » ازدياد الرضا الروحي 
والقناعة الروحية يجعل المزن لا يستقر في قلب العارف » بل يمر سريعا 
( انظر الكتاب الثالث الأبيات : ١855-١4٠٠‏ وشروحها ) وعندما يبلغ الماء 
مداه في السرعة » لا تظل في الوجود الإنساني إلا الروح المتحركة . 
)””١4(‏ : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت » لم ترد بنصهاا في مصدر سابق على 
مؤالانا وان وفك احكانات مشانية ذا في سيرة الصوفي الرازي المعروف 
يوسف بن الحسين " من صوفية القرن الثالث الهجري "( استعلامي "/7"“"اعن 
تذكرة الأولياء للعطار ) . وجو الحكاية عموما جو تقليدي عن اعتراض بعض 
الجهال على بعض أفعال المشايخ » وأخذها على ظاهرها والطعن فيها جهلا . 
(520*”) : يشير هنا إلى قاعدة فقهية فحواها : إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل 
الخبث " ( أحاديث مثنوي /58) والمصطاح من الفقه الشافعي » والقلة عند 
ابن دريد خمس قرب من الماء (جعفري /481-5) ونقل ابن منظور فى لسان 
العرب مقادير مختلفة للقلة . 

)"51١(‏ عن إبراهيم الخليل2* والنمرود انظر البيتين ١51١79551١‏ من الكتاب 
الأول والآيات 7٠١-51‏ من سورة الأنبيياء. 

للم : الشيخ إن تصرف تصرفات لا يفهمها الجاهل لا يقلل هذا من 
قدره » وإن تحدث حديثا دون المستوى فمن أجل أن يفهمه العامة والمريدون » 
كالأب ينزل إلى مستوى ابنه » حتى وإن كان هذا الأب عالم العلماء . 

(75*) ذا كل شيء هالك إلا وجهه » له الحكم وإليه ترجعون » ( القصص 
/م) . 


(45””) : الحس المشترك أحد الحواس الباطنة ( انظر البيت "65٠‏ من الكتاب 


اع 


الأول و البيت 17" من الكتاب الذي بين أيدينا ) وهو في اعتقاد العلماء محل 
ارتسام صور المحسوسات في باطن الإنسان ؛» وليس للملائكة شأن بالحس 
المشترك ٠‏ إذ لا علاقة لهم بعالم المحسوسات . 

(360") : عودة إلى قصة إبراهيم بن أدهم التي بدأت بالبيت "917١‏ . 
(754”) : فتح ذلك الباب أى بداية الطريق المعنوي والسلوك . 

(765"): عودة إلى قصة العائب على الشيخ . 

(3”729):( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) ( البقرة / )١545‏ . 

(19/8”): الحكاية التب تبدأ بهذا البيت - فيما يقول فروزانفر ( مآخذ/١6)‏ 
وردت قبل مولانا في محاضرات الأدباء وفي حلية الأولياء منسوبة إلى حبر 
من بني إسرائيل . 

(41”) : إشارة إلى الآية الكريمة ( قمن اضطر غير باغ ولا عاد ؛ فإن الله 
غفور رحيم » ( النحل )١١5/‏ 

38-40 4"): إشارة إلى الحديث النبوي الشريف [ لو كانت الدنيا دما 
عبيطا لايكون قوت المؤمن فيها إلا حلالا ] ( أحاديث مثنوي / )١15‏ . 
(484”*) الرواية التي تبدأ بهذا البيت لم ترد في مصدر قبل المثدوي ٠»‏ وربما 
كانت مستوحاة من الحديث النبوي الشريف [ جعلت لي الأرض مسجدا 
وطهورا ] . ( أحاديث مثنوي /19) . 

)"451١(‏ : القصة التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في مقالات شمس الدين 
التبريزي ( مآخذ / )8١-4٠‏ . والقصة ترمز إلى وقاحة المريد في محضر 
الشيخ وتجرؤه عليه لخفض جناحه له » حتى يتعرض للامتحان الصعب ؛ ويرى 
الأنقروي أنها مستوحاة من الحديث التبوي [ المؤمنون هينون ليدون كالجمل 
الأنف ٠»‏ إن قيد انقاد » وإن أنيخ على صخرة استناخ] (أنقروي 5554/9 ) . 


دباع 


. (454”) : المعنى من سنائي الغزنوي : إذا لم تكن نبيا » فكن من الأمة ( انظر 
حديقة الحقيقة الأبيات : "9171١-159:4‏ وشروحها) 

(4")البيت منقول من البيت/47 من حديقة سنائي . 

04949 الحكاية التي تبدأ بهذا البييت وردت قبل مولانا في حلية الأولياء 
والرسالة القشيرية عن ذي النون المصري » وفي تذكرة الأولياء مرة عن مالك 
ابن دينار ومرة عن ذي التنون المصري بشكل أكثر تفصيلا. 
( مآخذ /85-41) . 

(53707-69”) : المعنى ناظر إلى الحديث النبوي الشريف [ خير الأمووير 
أوساطها ] والأخلاط : الصفراء والسوداء والبلغم والدم » وفي إعتدالها سلامة 
البدن » وفي غلبة أحدها المرض . 

(9101-94") : إشارة إلى قصة موسى والخضر عليهما السلام ( الكهف / 
5"-8475) وهذا فراق جزء من الآية 4لامن نفس السورة . 

(لالاه*) : الأسماك هم رجال الحق . 

(549") : إشارة إلى الحكاية التي تبدأ بالبيتت ."42©1١‏ 

(557") : يقصد مولانا الصوفي بشر الحافي " القرن الثالث الهجري " وكان 
يقول " السير على أبسطة الملوك بالنعل ترك للأدب " ( استعلامي ؟/9757") . 
(5050-559) : المعنى ناظر ” إلى الآية الكريمة ١‏ قل لو كان البحر مدادا 
لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا » ( الكهف 
))٠١/‏ وإلى الآية ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام » والبحر يمده من 
بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله » إن الله عزيز حكيم » ( لقمان / 717) . 
(554”) : إشارة إلى الحديث النبوي الشريف [ تنام عيناي ولا ينام قلبي ] 
( أحاديث / )7١‏ . 


كلاع 


(0170") : تشبيه الشيخ بكوكب زحل لعلو مقامه . 

)"6048٠(‏ : جعفر الطيار هو جعفر بن أبي طالب »هه » استشهد في العام الثامن 
للهجرة في مؤتة بعد أن قطعت يداه رضي الله عنه » وقال النبي 6ه : رأيت 
جعفر وقد أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة . أما جعفر الطرار فهو 
شخصية شعبية اشتهرت بإتقان النشل ( جلبنارلي 511/9 ) . 

(5584") : لم أتوصل إلى الشيخ الذي نسبت إليه هذه الكرامة . 
)١10107-544(‏ : يواصل المريد المتهم أمام الشيخ : إن أقوالي هذه كلها ليست 
من قبيل الادعاء » فلو كنت محجوبا أمامك في الليل » ثم قلت لك : أنا عندك » 
وأنا من أقربائك ٠‏ فإن مجرد صوتي ولهجتي دليل على صدقي » وهما وإن كانا 
ادعاءين ٠»‏ إلا أن.الادعاء يحمل الدليل في طياته » قرب الصوت معناه أنا عندك» 
ثم اللذة التي تحس بها من صوت القريب ؛ والجاهل فحسب هو الذي لا يحس 
بصدق الادعاءين » لكن صاحب الفراسة المنور ينور العلم يكون الصوت عنده 
في حد ذاته دليلا . وهذا يشبه أن يقول أحدهم بالعربية أنا أعرف العربية : 
أو يكتب كاتب : أنا أعرف القراءة والكتابة » أو يذكر أحد الصوفية مناما رآه 
أحدهم له “فالحكيم إذن يؤمن بالحكمة عندما يسمعها من أي شخص لأن الحكمة 
ضالة المؤمن من حيث وجدها فهو أحق بها ( انظر البيتين 15177و ١1371من‏ 
الكتاب الذي بين أيدينا) . 

(515-504):والحكمة بالنسبة للمؤمن ليست أمرا قابلا للجدل ؛ فالظمآن لا 
يجادل إن وجد الماء ء والأم لا تحتاج إلى تعريف تفسها لطفلها » والطفل 
لا يطلب منها الدليل على ذلك ٠»‏ ومن يدركون بالذوق لا يحتاجون إلى المعجزة » 
إنهم متعطشون إلى هذا الصوت » وقد يكون هناك غريبان بالزمان والمكان لكن 
كلا منهما يسمع صوت الآخر ويفهمه ( أنظر الكتاب الرابع : حكاية أبي اليزيد 


لالاع 


البسطامي مع أبي الحسن الخرقاني الأبيات 474-١576‏ ١اوشروحها‏ ) وهذا 
الصوت يكون في أذنه شبيها بما ورد في الآية الكريمة ( وإذا سألك عبادي عني؛ 
فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان » ( البقرة )١185/‏ . 

)47 الرواية التي تبدأ بهذا البيت وردت فيما يقول فروزائفر (مآخذ/‎ : )"5١( 
في قصص الأنبياء للثعلبي وتفسير الطبري.‎ 

(546-57") : لب المعنى هنا هو الهجوم على المتنطعين الذين لا يبحثون 
عن المعاني : بل يكون كل وقوفهم على ظاهر القول » ولا يفهمون أن القائل قد 
يلجا إلى قول غير المعقول لبيان المعاني » وهو يريد أن يقرب ٠‏ لكن السامع 
المتنطع يبتعد » ويضرب مولانا الأمثال » فكتاب مثل كليلة ودمنة مليء بالمعاني» 
لكن السامع المتنطع لا يفهم » وكل ما يشغله أن الحيوانات لا تتكلم فكيف جعلها 
مؤلف الكتاب تتكلم » ولا يفهم أن الحكاية مجرد إطار » مجرد كيل والمعنى فيه 
هو البر.. وحكاية الزاغ واللقلق لم ترد في كليلة ودمنة » ولعل مولانا قرأها في 
مصدر آخر واختلط عليه الأمر . 

(؟7554-756) : المثل هنا مأخوذ من حديقة سناتي ( انظر الترجمة العربية 
للحديقة الأبيات ١7-411"‏ 4وشروحجها ). 

(5019"): القصة التي تبدأ بهذا البيت فيما يقول فروزانفر ( مآخذ/87) وردت 
قبل مولانا في شاهنامة الفردوسي وفي عجايب نامه وفرائد السلوك . 

(7”774): إشارة إلى الآية الكريمة ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير » 


( فاطر /4؛) . 
(1717): إشارة إلى الآية الكريمة ( إنما المؤمنون إخوة » وإلى الحديث النبوي 
الشريف [ المؤمنون كنفس واحدة ] . 


(74") : يذكر بشطرة حافظ الشيرازي " ما لدينا بالفعل نطلبه من الغريب " » 


ملاع 


وأشار السبزواري ( شرح )١87‏ إلي بيتين منسوبين إلى الإمام علي + : 

قالوا حبيبك دان منك مقت رب * وأنت ذو وله في الحب حي ران . 
فقلت قد يُحمل الماء الطهور على * ظهر البعير ويسري وهو ظمآن . 
(9/09”) : إشارة إلى الآية الكريمة ( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم 
بطش ا ء فنقبوا في البلاد » هل من محيص » (ق/ 5") . 

(59751): إشارة إلى الآية الكريمة ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره » 
( البقرة / 5 )١5‏ . 

(79755--597525) : سليمان والبزاة وأعزة الله هم الأولياء والمرشدون . 
(955؟) : الطيور المنورة من سليمان هم الذين قبلوا إرشاد الأنبياء 
والأولياء. 

(7774): المؤمن حتى وإن كان قبيح الصورة كطير الزاغ » لا تزيغ يصيرته 
مصداقا للآية الكريمة ( ما زاغ البصر وما طغى » ( النجم / )١4‏ . 

(717/4”): منطق الطيور الخاقانية إشارة إلى ما وصف به الشاعر خاقاني 
الشيرواني من شعراء القرن السادس الهجري شعره أكثر من مرة بأنه منطق 
الطيرولا بد من أن يكون المرء كسليمانه* حتى يفهمه ( استعلامي )”47/١‏ » 
ويقول مولانا أنها مجرد انعكاس لمنطق الطيور السليمانية أى الأولياء 
والمرشدين . 

(89”") المثال المذكور هنا ورد في مقالات شمس الدين التبريزي " وقعت لهذا 
الفقير واقعة عجيبة في عهد الطفولة ٠‏ فلا كان أبي واقفا على أموري »: ولا كان 
قاهما ما أنا عليه ؛ كان يقول لي : أولا ٠‏ لست مجنونا » ولا أدري أي أسلوب 
تنتهج ؛ فلا نظام عندك في الرياضة .. وما إلى ذلك . قلت له : استمع مني إلى 


6 آ2 


مثال واحد : إن مثلي ومثلك كأن يكونوا قد وضعوا بيضة بطة تحت طائر 
منزلي » رباها وفقست فرخ بط » وثترك فرخ البط الدار وذهب مع أمه إلى 
ساحل الجدول » فنزل الماء » والأم طائر منزلي » أخذت تسير على شاطيء 
الجدول » ولا قدرة لها على نزول الماء . والآن يا أبي أرى أن البحر قد صار 
مركبا لي » هذا حالي وهذا وطني » فإذا كنت مني وأنا منك » فلتنزل إلى هذا 
البحر » وإلا فاذهب إلى الطيور المنزلية . " كما أن هناك إشارة قصيرة أخرى 
في مقامات شمس إلى نفس المعنى » وروى عبد الرحمن الجامي في نفحات 
الأنس ضمن حديث عن مجد الدين البغدادي أنه حين غلبه السكر ذات يوم وسط 
جمع من الدراويش قال : نحن كنا بيض بط على ساحل البحر » وكان شيخنا نجم 
الدين " يقصد نجم الدين كبرى ".طائرا » نشر علينا جناح تربيته » وخرجنا من 
بين :وما كنا يكن بطاء فلك تجتنا سييلنا إلى البسن» ويقى الششيخ على 
ساحل البحر . ( فروزانفر : مآخذ /84) . والبحر هنا هو بحر الحقيقة » وهو 
الموطن الأول » وهو الجنة » ولا يزال العبد المؤمن الباحث عن الحقيقة يحن 
إليه وإن كان قد تربى على الأرض . 

(9"): إشارة إلى الآية الكريمة ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر 
والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضصيلا » 
( الإسراء / )7١‏ . 

(744"): ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى » ( الكهف )١١١/‏ . 
(7743-879): كلنا لدينا الاستعداد لإدراك الحقائق والأسرار الإلهية » والله 
يعلم أحوالنا ويعلم كل من له صلة به » والبحر هو مرتبة الكمال » يصل فيها 
رجال الحق إلى الحق » وفي هذه المرتبة يصبح العاشق والمعشوق والعشق 


24م١‎ 


واحدا » والسير في معية رجال الحق ' أمثال سليمان " سير إلى الحق في بحر 
المعرفة » وللبحر من ذلك أمواج رفيقة رقيقة كأنها الدروع التي كان يصنعها 
داود: ( انظر الكتاب الثالث الأبيات ١854-١444‏ وشروحها ) هذا الولي 
موجود أمامنا ولا يخلو منه عصر ء أى لا يخلو عصر من ولي ؛ لكن غيرة 
الحق تحفظه من أن يراه من ليسوا له بأهل . 
(805") : الكرامة المذكورة من هذا البيت لها نظائر كثيرة مروية في كتب 
. التصوف . ولمولانا في المثنوي حكايات أيضسا عن صوفية كانوا يعيشون 
دون أن يؤثر عليهم ما يجري حولهم من كوارث طبيعية وآفات ( أنظر على 
سبيل المثال لا الحصر الكتاب الثالث الأبيات 574-1١48485‏ ١اوشروحها‏ ) . 
(809*): الذلذل اسم بغلة كانت للرسولية أهداها إلى الإمام علي هه . 
(:7"8): ( وفي السماء رزقكم وما توعدون » ( الذاريات /7؟) . 

( تمت شروح الكتاب الثاني من المثنوي بحمده تعالى» 


اممء 


مقدمة المترجم 

ظن ذلك الشخص الخيال هلالا فى عهد عمر رضى الله عنه 

سرقة مشعوذ حيات لحية من مشعوذ حيات آخر 

التماس رفيق عيسي عليه السلام منه عليه السلام إحياء العظام 

نصيحة الصوفى الخادم بالعناية بدايتة » وحوقلة الخادم 

انغلاق تقرير معنى الحكاية بسبب ميل المستمع إلى استماع ظاهر الحكاية 
التزام الخادم برعاية الدابة وإهماله 

ظن أهل القافلة أن دابة الصوفى مريضة 

بحسل ظ : 

لوم الناس لشخص قتل أمه ريبة 

اختبار الملنك لذلكما الغلامين اللذين اشتراهما حديثا 

صرف ألملك لأحد هذين الغلامين وسؤاله الآخر 

قسم الغلام على صدق رقيقه ووفائه بسبب طهارة باطنه 

حسد الحشم لغلام مقرب 

سقوط البازي أسيرا بين البوم في خرابة 

إلقاء ظمآن المدر من فوق الجدار في جدول الماء 

أمر الوالي لذلك الرجل : أجمة الشوك هذه التي غرستها على رأس الطريق ٠»‏ اقتلعها 
مجيء الرفاق إلى البيمارستان لعيادة ذي النون المصري رحمة الله عليه 
فهم المريدين أن ذا النون لم يجن بل فعلها عامدا 


عودة إلى قصة ذي النون 


م 


اختبار سيد لقمان لذكاء لقمان 

ظهور فضل لقمان وبراعته أمام الممتحنين 

إتمام حكاية حسد أولئك الحشم للغلام المقرب 

انعكاس تعظيم رسالة سليمان#5* في قلب بلقيس من صورة الهدهد الضئيائة 
إنكار المتفلسف على آية " إن أصبح ماؤكم غورا " 

إنكار موسى عليه السلام مناجاة الراعي 

عتاب الحق تعالى لموسىظنة من أجل الراعي 

وحى الله تعالى لموسى كتة بأن يعتذر للراعي 

سؤال موسى3*ة الحق تعالى عن سر غلبة الظالمين 

إزعاج أحدالأمراء لنائم كانت حية قد دخلت في فيه 

الاعتماد على تملق! الدب ووفائه 

قول سائل أعمى : لدي نوعان من العمى 

تتمة حكاية الدب وذلك الأبله الذي كان قد اعتمد على وفائه 

قول موسىتقةة لعابد العجل : إن هذا تفكير في خيال فأين حزمك ؟ 
ترك ذلك الرجل الناصح :للمغتر بالدب يعد مبالغته في نصحه 

تملق مجنون بجالينوس وخوف جالينوس 

سبب طيران طائر مع طائر ليس من جنسه والتقاطه الحب معه 
تتمة اعتماد ذلك المغتر بتملق الدب 

ذهاب المصطفىغ لعيادة أحد الصحابة وبيان فائدة العيادة 

وحي الحق تعالى لموسى هن : لماذا لم تأت لعيادتي 


تفريق البستاني بين الصوفي والفقيه والعلوي 
عودة إلى قصة المريض وعيادة الرسول عليه السلام . 


قول شيخ لأبي اليزيد : أنا الكعبة فطف حولي 


ممع 


حكاؤهية 
معرفة الرسول8 أن سبب مرض ذلك الصحابي هو التوقح في الدعاء 
اعتذار المهرج للسيد الأجل وبيان السبب في زواجه من بغي 

دفع ذلك السائل لذلك الذكي الذي كان قد تظاهر بالجنون إلى الكلام بالحيالة 
هجوم كلب على متسول أعمسى 

استدعاء محتسب لثمل مهدم إلى السجن 

جر السائل ثانية لذلك الرجل الأريب في الكلام ليعلم أكثر عن حاله 
تتمة نصيحة الرسولهقت: للمريضص 

وصية الرسول عليه السلام لذلك المريض وتعليمه الدعاء 

إيقاظ إبليس لمعاوية قائلا : استيقظ فهذا وقت الصلاة 

تضليل إبليس معاوية وقوله حديئا ذا خبيء وجواب معاوية'عليه 
جواب إبليس ثانية على معاوية 

ثانية بيان تقرير معاوية لإبليس عن مكره 

جواب إبليس على معاوية 

حدة معاوية على إبليس 

شكوى معاوية إلى حضرة الحق من إيليس وطلب النصر 

تقرير إبليس لتلبيسه ثانية 

إلحاح معاوية مرة ثانية على إبليس 

شكوى القاضي من آفة القضاء وجواب نائبه عليه 

إرغام معاوية إيليس على الاعتراف 

قول إبليس لمعاوية ما في ضميره صدقا 


فضيلة تحسر ذلك المخلص على فوت صلاة الجماعة 


م 


إتمام اعتراف إيليس لمعاوية بمكره 

هروب انلص بسبب صياح ذلك الشخص بصاحب الدارالذي كان قد أوشك على اللحاق باللص 
والقبض عليه 

قصة المنافقين وينائهم مسجد الضرار 

خداع المنافقين للرسول عليه السلام ليصحبوه إلى مسج د الضرار 

تفكير أحد الصحابة منكرا قائلا : لماذا لا يستر الرسول عليه السلام 

قصة ذلك الذي كان يبحث عن ناقته الضالة ويسأل عتها 

التردد بين المذاهب المختلفة وإيجاد مخرج ومخلص 

امتحان كل شيء حتى يظهر الخير والشر الذي فيه 

شرح فائدة الرجل الباحث عن الناقفة 

بيان أنه في كل نفس توجد فتنة مسجد الضرار 

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه على أمرما دون أن يحس أنه مبتلى بنفس الأمر 
قصد الغز قتل رجل حتى يخاف أخر 

بيان حال المغرورين والجحودين لنعمة وجود الأنبياء والأولياء عليهم السلام 

شكوى رجل شيخ لطبيب من أمراضه وجواب الطبيب عليه 

قصة جحا وذلك الصبي الذي كان ينوح أمام جنازة والده 

خوف الصبي من ذلك الشخص ضخم الجثة وقول ذلك الشخص للصبي : أيها الصبي ٠»‏ 
لاتخف » فلست برجل 

قصة رام بالسهام وخوفه من الفارس الذي كان يسبير في الغابة 

قصة الأعرابي ووضعه الرمل في جوال وملامة ذلك الحكيم له 

كرامات إبراهيم بن أدهم على شاطيء البحر 

بداية استنارة العارف بالنور الناظر للغيب 

طعن غريب في شيخ وجواب مريد الشيخ عليه 

بقية قصة إبراهيم بن أدهم على ساحل البحر 


دامع 


دعاء ذلك الشخص قائلا : إن الله لا يأخذني بذئب وجواب شعيب 2ه عليه 
يقية-قصة طعن ذلك الرجل الغريب في الشيخ 

قول عائشة رضي الله عنها للمصطفى عليه السلام : إنك تصلي في كل مكان دون مصلى 
فكيف هذا؟ 

سحب الفأر لزمام الجمل وإحساس الفأر بالعٌجب في نفسه 

كرامات ذلك الدرويش الذي أتهم في السفينة بالسرقة 

تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي قائلين : إنه يتحدث كثيرا في محضر الشيخ 
اعتذار الفقير الشييثم 

بيان دعوى هي مع كونها دعوى شاهد على صدق 

سجود يحيى اقنة للمسيح عليه السلام وكلاهما في بطن: أمه 

الاستشكال على القصسسة 

جواب الاستشكال 

القول بلسان الحال وفهمه 

كون الكلام الباطل مقبولا عند الباطلين 

البحث عن الشجرة التي لا يموت من أكل ثمارها 

تفسير الشيخ للطالب المقلد سر تلك الشجرة 

نزاع أريعة أاشخاص حول العنب لأن كلا منهم كان قد عرفه باسم مختلف 

انتفاء الخلاف والعداوة بين الأنصار ببركات الرسول عليه السلام 

قصة أفراخ البط التي رباها طائر” منزلي 

حيرة الحجاج في كرامات ذلك الزاهد الذي وجدوه في البادية وحيدا 

هوامش وتعليقات وشروح 


تم الجزء الثانى بحمده تعالى ويليه الجزء الثالث » إن شاء الله تعالى 


كمع 


طبع بالهيئة العامة لشئون المطايع الأميرية 
رقم الإيداع /ا١‏ ذلا / ١591‏ 
الترقيم الدولى (8- 846 - 235 - 8.10.977 .1.5) 
الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية 
طاوإالا" -5وؤزاد مث" 0